تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

معارفها. و ردعها بتلألؤ ضيائها عن المضيّ في سبحات إشراقها "أي درجاته و أطواره"، و أكنّها في مكامنها، عن الذّهاب في بلج ائتلاقها "أي وضوح لمعانها".

فهي مسدلة الجفون بالنّهار على حداقها، و جاعلة اللّيل سراجا تستدلّ به في التماس أرزاقها، فلا يردّ أبصارها إسداف ظلمته، و لا تمتنع من المضيّ فيه لغسق دجنّته "أي شدة ظلمته". فإذا ألقت الشّمس قناعها، و بدت أوضاح نهارها، و دخل من إشراق نورها على الضّباب "جمع ضب" في وجارها "مكان سكنها"، أطبقت الأجفان على مآقيها، و تبلّغت بما اكتسبته من المعاش في ظلم لياليها. فسبحان من جعل اللّيل لها نهارا و معاشا، و النّهار سكنا و قرارا و جعل لها أجنحة من لحمها تعرج بها عند الحاجة إلى الطّيران، كأنّها شظايا "أي شقق" الآذان، غير ذوات ريش و لا قصب.

إلاّ إنّك ترى مواضع العروق بيّنة أعلاما. لها جناحان لمّا يرقّا فينشقّا، و لم يغلظا فيثقلا. تطير و ولدها لاصق بها، لاجى ء إليها، يقع إذا وقعت، و يرتفع إذا ارتفعت، لا يفارقها حتّى تشتدّ أركانه، و يحمله للنّهوض جناحه، و يعرف مذاهب عيشه، و مصالح نفسه. فسبحان الباري ء لكلّ شي ء، على غير مثال خلا من غيره. "الخطبة 153، 272"

الطيور


و قال الامام علي "ع"

عن عجيب خلقة الطيور: إبتدعهم خلقا عجيبا من حيوان و موات، و ساكن و ذي حركات. و أقام من شواهد البيّنات على لطيف صنعته و عظيم قدرته، ما انقادت له العقول معترفة به و مسلّمة له. و نعقت في أسماعنا دلائله على وحدانيّته. و ما ذرأ من مختلف صور الأطيار، الّتي أسكنها أخاديد الأرض، و خروق فجاجها و رواسي أعلامها. من ذات أجنحة مختلفة و هيئات متباينة، مصرّفة في زمام التّسخير، و مرفرفة بأجنحتها في مخارق الجوّ المنفسح، و الفضاء المنفرج. كوّنها بعد إذ لم تكن، في

عجائب صور ظاهرة، و ركّبها في حقاق مفاصل محتجبة، و منع بعضها بعبالة خلقه "أي ضخامته" أن يسمو في الهواء خفوفا، و جعله يدفّ دفيفا "الدفيف: تحريك الجناحين و الرجلين على الأرض". و نسقها على اختلافها في الأصابيغ، بلطيف قدرته و دقيق صنعته. فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غمس فيه، و منها مغموس في لون صبغ قد طوّق بخلاف ما صبغ به. "الخطبة 163، 293"

فتبارك اللّه الّذي يسجد له من في السّموات و الأرض طوعا و كرها، و يعفّر له خدّا و وجها، و يلقي إليه بالطّاعة سلما و ضعفا، و يعطي له القياد رهبة و خوفا. فالطّير مسخّرة لأمره. أحصى عدد الرّيش منها و النّفس، و أرسى قوائمها على النّدى و اليبس. و قدّر أقواتها، و أحصى أجناسها. فهذا غراب و هذا عقاب. و هذا حمام و هذا نعام. دعا كلّ طائر باسمه، و كفل له برزقه. "الخطبة 183، 337"

الطاووس


و قال الامام علي "ع" عن عجيب خلقة الطاووس:

و من أعجبها خلقا الطّاووس الّذي اقامه في أحكم تعديل، و نضّد ألوانه في أحسن تنضيد، بجناح أشرج قصبه "أي داخل بين آحاده و نظمها على اختلافها في الطول و القصر"، و ذنب أطال مسحبه. إذا درج إلى الأنثى نشره من طيّه، و سما به مطلاّ على رأسه "أي مشرفا عليه كأنّه يظلله" كأنّه قلع "أي شراع السفينة" داريّ "الداري:

جالب العطر في البحر من منطقة دارين بالبحرين" عنجه نوتيّه "أي عطفه الملاح".

يختال بألوانه و يميس بزيفانه "أي يتبختر بتحريك ذنبه يمينا و شمالا". يفضي "أي يجامع انثاه" كإفضاء الدّيكة، و يؤرّ "أي يأتي انثاه" بملاقحة أرّ الفحول المغتلمة في الضّراب "أي التي غلبتها شهوة الملاقحة". أحيلك من ذلك على معاينة، لا كمن يحيل على ضعيف إسناده. و لو كان كزعم من يزعم إنّه يلقح بدمعة تسفحها مدامعه، فتقف في ضفّتي جفونه، و إنّ أنثاه تطعم ذلك، ثمّ تبيض لا من لقاح فحل سوى الدّمع

المنبجس، لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب "أي أن هذا الزعم كائن أيضا في الغراب إذ قالوا أن تلقيحه يكون بانتقال جزء من الماء المستقر في قانصة الذكر الى الأنثى فتتناوله من منقاره. و منشأ هذا الزعم في الغراب اخفاؤه تلقيحه". تخال قصبه مداري من فضّة "المدراة أداة لها أسنان كالمشط" و ما أنبت عليها من عجيب داراته و شموسه خالص العقيان و فلذ الزّبرجد "يشبّه بياض القصب بالفضة، و صفرة الريش بالعقيان و هو الذهب، و خضرته بالزبرجد و هو حجر كريم أخضر". فإن شبّهته بما أنبتت الأرض قلت: جنيّ جني من زهرة كلّ ربيع. و إن ضاهيته بالملابس فهو كموشيّ الحلل، أو كمونق عصب اليمن "ضرب من البرود المنقوشة". و إن شاكلته بالحليّ فهو كفصوص ذات ألوان، قد نطّقت "من النطاق و هو الحزام" باللّجين "أي الفضة" المكلّل. يمشي مشي المرح المختال، و يتصفّح ذنبه و جناحيه، فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله "أي ما يلبسه"، و أصابيغ و شاحه. فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا "أي صاح" معولا بصوت يكاد يبين عن استغاثته، و يشهد بصادق توجّعه، لأنّ قوائمه حمش "أي دقيقة"، كقوائم الدّيكة الخلاسيّة "الديك الخلاسي هو المتولد بين دجاجتين هندية و فارسية". و قد نجمت من ظنبوب ساقه صيصية خفيّة "و هي شوكة تكون في رجل الديك". و له في موضع العرف قنزعة خضراء موشّاة. و مخرج عنقه كالإبريق. و مغرزها "أي عنقه" إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانيّة "يقصد اللون النيلي"، أو كحريرة ملبسة مرآة ذات صقال. و كأنّه متلفّع بمعجر "المعجر: ما تشده المرأة على رأسها كالرداء" أسحم "أي أسود" إلاّ أنّه يخيّل لكثرة مائه و شدّة بريقه، أنّ الخضرة النّاضرة ممتزجة به. و مع فتق سمعه خطّ كمستدقّ القلم في لون الأقحوان "أي اللون الأصفر"، أبيض يقق "خالص البياض". فهو ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق "أي يلمع". و قلّ صبغ إلاّ و قد أخذ منه بقسط، و علاه بكثرة صقاله و بريقه و بصيص ديباجه و رونقه، فهو كالأزاهير المبثوثة، لم تربّها "من التربية" أمطار ربيع و لا شموس قيظ. و قد يتحسّر من ريشه، و يعرى من لباسه، فيسقط تترى، و ينبت تباعا، فينحت من قصبه انحتات أوراق الأغصان، ثمّ يتلاحق ناميا حتّى يعود كهيئته

قبل سقوطه. لا يخالف سالف ألوانه، و لا يقع لون في غير مكانه. و إذا تصفّحت شعرة من شعرات قصبه أرتك حمرة ورديّة، و تارة خضرة زبرجديّة، و أحيانا صفرة عسجديّة "أي ذهبيّة". فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن، أو تبلغه قرائح العقول، أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين.

و أقلّ أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه، و الألسنة أن تصفه فسبحان الّذي بهر العقول عن وصف خلق جلاّه للعيون، فأدركته محدودا مكوّنا، و مؤلّفا ملوّنا. و أعجز الألسن عن تلخيص صفته، و قعد بها عن تأدية نعته. "الخطبة 163، 294"

الجرادة


و قال الامام علي "ع" في صفة خلق الجرادة:

و إن شئت قلت في الجرادة، إذ خلق لها عينين حمراوين. و أسرج لها حدقتين قمراوين "أي مضيئتين كالقمر". و جعل لها السّمع الخفيّ، و فتح لها الفم السّويّ،

و جعل لها الحسّ القويّ، و نابين بهما تقرض، و منجلين بهما تقبض "يقصد رجليها لإعوجاجهما". يرهبها الزّرّاع في زرعهم، و لا يستطعون ذبّها، و لو اجلبوا بجمعهم، حتّى ترد الحرث في نزواتها، و تقضي منه شهواتها. و خلقها كلّه لا يكون إصبعا مستدقّة. "الخطبة 183، 336"

النملة و صغار المخلوقات


و قال الامام علي "ع" عن خلقة النملة:

و لو فكّروا في عظيم القدرة و جسيم النّعمة، لرجعوا إلى الطّريق، و خافوا عذاب الحريق، و لكن القلوب عليلة، و البصائر مدخولة. ألا ينظرون إلى صغير ما خلق، كيف أحكم خلقه، و أتقن تركيبه، و فلق له السّمع و البصر، و سوّى له العظم و البشر. انظروا

إلى النّملة في صغر جثّتها و لطافة هيئتها، لا تكاد تنال بلحظ البصر، و لا بمستدرك الفكر، كيف دبّت على أرضها و صبّت على رزقها، تنقل الحبّة إلى جحرها، و تعدّها في مستقرّها. تجمع في حرّها لبردها، و في وردها لصدرها "الصّدر الرجوع بعد الورود". مكفول برزقها، مرزوقة بوفقها. لا يغفلها المنّان، و لا يحرمها الدّيّان، و لو في الصّفا اليابس، و الحجر الجامس "أي الجامد". و لو فكّرت في مجاري اكلها، في علوها و سفلها، و ما في الجوف من شراسيف بطنها "أطراف الأضلاع التي تشرف على البطن"، و ما في الرّأس من عينها و اذنها لقضيت من خلقها عجبا، و لقيت من وصفها تعبا. فتعالى الّذي أقامها على قوائمها، و بناها على دعائمها. لم يشركه في فطرتها فاطر، و لم يعنه على خلقها قادر. و لو ضربت في مذاهب فكرك لتبلغ غاياته، ما دلّتك الدّلالة إلاّ على أنّ فاطر النّملة هو فاطر النّخلة، لدقيق تفصيل كلّ شي ء، و غامض اختلاف كلّ حيّ. و ما الجليل و اللّطيف، و الثّقيل و الخفيف، و القويّ و الضّعيف، في خلقه إلاّ سواء. "الخطبة 183، 335"

سبحان من أدمج قوائم الذّرّة "أي النملة" و الهمجة "أي الذبابة الصغيرة" إلى ما فوقهما من خلق الحيتان و الفيلة. و وأى على نفسه ألاّ يضطرب شبح ممّا أولج فيه الرّوح، إلاّ و جعل الحمام موعده، و الفناء غايته. "الخطبة 163، 297"

الوحوش و الحيتان و كبار المخلوقات


و قال الامام علي "ع":

سبحان من أدمج قوائم الذّرّة و الهمجة إلى ما فوقهما من خلق الحيتان و الفيلة. "الخطبة 163، 297"

يعلم عجيج الوحوش في الفلوات، و معاصي العباد في الخلوات، و اختلاف النّينان "جمع نون و هو الحوت" في البحار الغامرات، و تلاطم الماء بالرّياح العاصفات. "الخطبة 196، 387"

العدم و إفناء المخلوقات


و قال الامام علي "ع" عن صغار المخلوقات و كبارها:

سبحان من أدمج قوائم الذّرّة "أي النملة" و الهمجة "أي الذبابة الصغيرة" إلى ما فوقهما من خلق الحيتان و الفيلة. و وأى على نفسه "أي وعد" أن لا يضطرب شبح ممّا أولج فيه الرّوح، إلاّ و جعل الحمام "أي الموت" موعده، و الفناء غايته. "الخطبة 163، 297"

فإنّما يدرك بالصّفات ذوو الهيئات و الأدوات، و من ينقضي إذا بلغ أمد حدّه بالفناء، فلا إله إلاّ هو. "الخطبة 180، 326"

مستشهد بحدوث الأشياء على أزليّته، و بما وسمها به من العجز على قدرته، و بما اضطرّها إليه من الفناء على دوامه. "الخطبة 183، 334"

هو المفني لها بعد وجودها، حتّى يصير موجودها كمفقودها. و ليس فناء الدّنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها و اختراعها. "الخطبة 184، 344"

و إنّ اللّه سبحانه، يعود بعد فناء الدّنيا وحده لا شي ء معه. كما كان قبل ابتدائها، كذلك يكون بعد فنائها. بلا وقت و لا مكان، و لا حين و لا زمان. عدمت عند ذلك الآجال و الأوقات، و زالت السّنون و السّاعات. فلا شي ء إلاّ اللّه الواحد القهّار، الّذي إليه مصير جميع الأمور. بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها، و بغير امتناع منها كان فناؤها. و لو قدرت على الإمتناع لدام بقاؤها... "الخطبة 184، 345"

ثمّ هو يفنيها بعد تكوينها، لالسأم دخل عليه في تصريفها و تدبيرها، و لا لراحة واصلة إليه، و لا لثقل شي ء منها عليه. لا يمله طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها. و لكنّه سبحانه دبّرها بلطفه، و أمسكها بأمره، و أتقنها بقدرته. ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها. "الخطبة 184، 345"

العدل الإلهي و التكليف


العدل الإلهي اللّه منزّه عن فعل القبيح الخير من اللّه و الشر من أنفسنا


مدخل:

العدل: بعد إيماننا بوحدانية اللّه تعالى نؤمن بأنّه عادل. و "العدل" هو ثاني الأصول الاعتقادية عند الشيعة بعد التوحيد. و هو من صفات اللّه الثبوتية الحقيقية، التي تنطلق من كماله المطلق. و العدل يعني أنه منزه عن فعل القبيح، و لا يفعل إلاّ الحسن و لا يأمر إلاّ به، و لا تصدر أعماله سبحانه إلاّ عن مصلحة و حكمة رَبَّنَا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ.

و يتجلى عدل اللّه تعالى في كل شي ء، سواء في الأمور التكوينية كالخلق، أو في الأمور التشريعية كأحكام الدين. فهو لا يجور في قضائه و لا يحيف في حكمه، و لا يكلف عباده ما لا يطيقون، و لا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون.

و من العدل تنبثق بقية الأصول الاعتقادية، أعني النبوة و الامامة و اليوم الآخر. فاذا كان سبحانه كلّف الانسان أن يكون خليفته في الأرض، بعد أن أعطاه القدرات لهذه الخلافة، كان لا بدّ له من إرسال الأنبياء ليبينوا للناس معالم هذه الخلافة و قواعدها، و من حفظها بالأوصياء و الأئمة. و بما أنه سبحانه أعطى الانسان القدرة و الاختيار و جعله مسؤولا عن هذه الخلافة، كان لا بدّ من محاسبته على تلك المسؤوليّة و إعطائه الجزاء العادل، و هذا يستدعي وجود اليوم الآخر.

و عند ما يشعر الانسان أن كلّ شي ء يقوم على عدالة اللّه سبحانه، سواء في خلقه للكون أو في وضعه للتشريع، فانّه يشعر بالانسجام التام بين فطرته الداخلية التي تدعوه الى العدل،

و بين الكون و التشريع القائمين على العدل، فتتوجه أعماله الى إشاعة العدل في كلّ شؤونه الفردية و الاجتماعية، و بذلك ينتفي الظلم و الجور في المجتمع.

الخير من اللّه و الشرّ من أنفسنا

من لطف اللّه و رحمته أنّه لا يتخير للانسان إلاّ ما فيه صلاحه، فان هو استفاد من هذا الصلاح سار في طريق الخير، فكانت حسناته بتوفيق اللّه تعالى. و إن هو ترك هذا الصلاح و سار في طريق الشرّ، كانت سيئاته من فعل نفسه. و لذلك قال سبحانه: ما أَصَابَكَ مِنْ مُصِيبَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ، وَ ما أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ. إذن فاللّه سبحانه لا يصنع الظلم و لا يفعل القبيح. و ان كلّ ما نتوهم أنّه ظلم من اللّه تعالى، فهو نتيجة قصورنا عن معرفة المصلحة المترتبة عليه. لأن اللّه لا يفعل بالانسان إلاّ ما فيه صلاحه و خيره إِنَّ اللّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَ لكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ. فاذا اختار سبحانه لعبد من عباده الفقر، فلعلمه بأن الغنى يفسده، و إن أصاب عبدا مؤمنا بمحنة من مرض أو بلاء، فصبر عليها، كان ذلك سببا لتكفير ذنوبه.

النصوص:

قال الامام علي "ع":

و لا يحمد حامد إلاّ ربّه، و لا يلم لائم إلاّ نفسه. "الخطبة 16، 59"

و قدّر الأرزاق فكثّرها و قلّلها، و قسّمها على الضّيق و السّعة، فعدل فيها. "الخطبة 89، 4 175"

و وسعهم عدله، و غمرهم فضله، مع تقصيرهم عن كنه ما هو أهله. "الخطبة 89، 4، 177"

أيّها النّاس، إنّ اللّه قد أعاذكم من أن يجور عليكم، و لم يعذكم من أن يبتليكم. و قد قال جلّ من قائل إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ وَ إِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ. "الخطبة 101، 198"

و أيم اللّه ما كان قوم قطّ في غضّ نعمة من عيش فزال عنهم إلاّ بذنوب اجترحوها، لأنّ اللّه ليس بظلاّم للعبيد. و لو أنّ النّاس حين تنزل بهم النّقم، و تزول عنهم النّعم، فزعوا إلى ربّهم بصدق من نيّاتهم، و وله من قلوبهم، لردّ عليهم كلّ شارد، و أصلح لهم كلّ

فاسد. "الخطبة 176، 319"

الّذي صدق في ميعاده، و ارتفع عن ظلم عباده. و قام بالقسط في خلقه، و عدل عليهم في حكمه. "الخطبة 183، 334"

الّذي عظم حلمه فعفا، و عدل في كلّ ما قضى، و علم ما يمضي و ما مضى. "الخطبة 189، 353"

فمن ذا بعد إبليس يسلم على اللّه بمثل معصيته؟ كلاّ، ما كان اللّه سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا. إنّ حكمه في أهل السّماء و أهل الأرض لواحد. و ما بين اللّه و بين أحد من خلقه هواده، في إباحة حمى حرّمه على العالمين. "الخطبة 190، 1، 358"

و لا يشغله غضب عن رحمة، و لا تولهه رحمة عن عقاب. "الخطبة 193، 383"

و أشهد أنّه عدل عدل، و حكم فصل. "الخطبة 212، 406"

و لو كان لأحد أن يجري له و لا يجري عليه، لكان ذلك خالصا للّه سبحانه دون خلقه، لقدرته على عباده، و لعدله في كلّ ما جرت عليه صروف قضائه. "الخطبة 214، 410"

فلم يجز في عدله و قسطه يومئذ "أي يوم القيامة" خرق بصر في الهواء، و لا همس قدم في الأرض، إلاّ بحقّه. "الخطبة 221، 425"

اللهمّ احملني على عفوك، و لا تحملني على عدلك. "الخطبة 225، 430"

فإنّ اللّه تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصّغيرة من أعمالكم و الكبيرة، و الظّاهرة و المستورة. فإن يعذّب فأنتم أظلم، و إن يعف فهو أكرم. "الخطبة 266، 465"..

فإنّه لم يأمرك إلاّ بحسن، و لم ينهك إلاّ عن قبيح. "الخطبة 270، 2، 479"

و ربّما سألت الشّي ء فلا تؤتاه، و أوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك. فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته. فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله، و ينفى عنك وباله. فالمال لا يبقى لك و لا تبقى له. "الخطبة 270، 2، 482"

ألأقاويل محفوظة و السّرائر مبلوّة "أي بلاها اللّه و اختبرها و علمها" و كلّ نفس بما كسبت رهينة. "343 ح، 634"

/ 86