تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قال "ع" يدعو أصحابه الى الطاعة: و اللّه لتفعلنّ أو لينقلنّ اللّه عنكم سلطان الإسلام. ثمّ لا ينقله إليكم أبدا، حتّى يأرز "أي يثبت" الأمر إلى غيركم. "الخطبة 167، 303"

و إنّ لكم علما فاهتدوا بعلمكم. و إنّ للإسلام غاية، فانتهوا إلى غايته. "الخطبة 174، 314"

و قال "ع" عن الحجة: فهو مغترب إذا اغترب الإسلام، و ضرب بعسيب ذنبه، و ألصق الأرض بجرانه. بقيّة من بقايا حجّته، خليفة من خلائف أنبيائه. "الخطبة 180، 327"

... فإنّه لم يخف عنكم شيئا من دينه، و لم يترك شيئا رضيه أو كرهه، إلاّ و جعل له علما باديا، و آية محكمة، تزجر عنه أو تدعو إليه. "الخطبة 181، 330"

و قال "ع" عن النبي "ص": و جعل أمراس الإسلام متينة، و عرى الإيمان وثيقة. "الخطبة 183، 335"

و اعلموا أنّكم صرتم بعد الهجرة أعرابا، و بعد الموالاة أحزابا. ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ باسمه، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه. تقولون: النّار و لا العار، كأنّكم تريدون أن تكفئوا الإسلام على وجهه انتهاكا لحريمه، و نقضا لميثاقه، الّذي وضعه اللّه لكم حرما في أرضه، و أمنا بين خلقه. "الخطبة 190، 4، 372"

ألا و قد قطعتم قيد الإسلام، و عطّلتم حدوده، و أمتّم أحكامه. "الخطبة 190، 4، 372"

و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام، غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خديجة، و أنا ثالثهما. أرى نور الوحي و الرّسالة، و أشمّ ريح النّبوّة. "الخطبة 190، 4 374"

ثمّ إنّ هذا الإسلام دين اللّه الّذي اصطفاه لنفسه، و اصطنعه على عينه. و اصطفاه خيرة خلقه، و أقام دعائمه على محبّته. أذلّ الأديان بعزّته، و وضع الملل برفعه، و أهان أعداءه بكرامته، و خذل محادّيه بنصره، و هدم أركان الضّلالة بركنه. و سقى من عطش من حياضه، و أتاق الحياض "أي ملأها" بمواتحه. ثمّ جعله لا انفصام لعروته،

و لا فكّ لحلقته. و لا انهدام لأساسه، و لا زوال لدعائمه. و لا انقلاع لشجرته، و لا انقطاع

لمدّته. و لا عفاء لشرائعه. و لا جذّ لفروعه. و لا ضنك لطرقه، و لا وعوثة لسهولته. و لا سواد لوضحه، و لا عوج لانتصابه. و لا عصل "أي اعوجاج" في عوده، و لا وعث لفجّه و لا انطفاء لمصابيحه، و لا مرارة لحلاوته. فهو دعائم أساخ في الحقّ أسناخها و ثبّت لها أساسها.

و ينابيع غزرت عيونها، و مصابيح شبّت نيرانها. و منار اقتدى بها سفّارها، و أعلام قصد بها فجاجها، و مناهل روي بها ورّادها. جعل اللّه فيه منتهى رضوانه، و ذروة دعائمه، و سنام طاعته. فهو عند اللّه وثيق الأركان، رفيع البنيان، منير البرهان،

مضي ء النّيران، عزيز السّلطان. مشرف المنار، معوز المثار. فشرّفوه و اتّبعوه، و أدّوا إليه حقّه، و ضعوه مواضعه. "الخطبة 196، 388"

و قال "ع" عن أهل البيت "ع": و هم دعائم الإسلام، و ولائج الإعتصام. "الخطبة 237، 439"

و من وصية الامام "ع" لابنه الحسن "ع": و أن أبتدئك بتعليم كتاب اللّه عزّ و جلّ و تأويله، و شرائع الإسلام و أحكامه، و حلاله و حرامه، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره. "الخطبة 270، 477"

... فإنّ هذا الدّين قد كان أسيرا في أيدي الأشرار، يعمل فيه بالهوى، و تطلب به الدّنيا. "الخطبة 292، 3، 527"

فما راعني إلاّ انثيال النّاس على فلان "أي انصبابهم على أبي بكر" يبايعونه. فأمسكت يدي، حتّى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام "يقصد بهم أهل الردّة كمسيلمة الكذّاب و سجاح و طليحة بن خويلد"، يدعون إلى محق دين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما،

تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم الّتي إنّما هي متاع أيّام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السّراب، أو كما يتقشّع السّحاب. فنهضت في تلك الأحداث، حتّى زاح الباطل و زهق، و اطمأنّ الدّين و تنهنه. "الخطبة 301، 547"

و لكنّني آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها، فيتّخذوا مال اللّه دولا، و عباده خولا، و الصّالحين حربا، و الفاسقين حزبا. فإنّ منهم الّذي شرب فيكم الحرام "يريد

الخمر، و الشارب هو عتبة بن أبي سفيان" و جلد حدّا في الإسلام. و إنّ منهم من لم يسلم حتّى رضخت له على الإسلام الرّضائخ "قيل ان عمرو بن العاص لم يسلم حتى طلب عطاء من النبي 'ص'، فلما أعطاه أسلم". "الخطبة 301، 548"

و سئل "ع" عن قول الرسول "ص": 'غيّروا الشّيب، و لا تشبّهوا باليهود' فقال عليه السلام: إنّما قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك، و الدّين قلّ. فأمّا الآن و قد اتّسع نطاقه، و ضرب بجرانه، فأمرو و ما اختار. "16 ح، 567"

لا يترك النّاس شيئا من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم، إلاّ فتح اللّه عليهم ما هو أضرّ منه. "106 ح، 584"

و قال "ع" لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي: الإسلام هو التّسليم، و التّسليم هو اليقين، و اليقين هو التّصديق، و التّصديق هو الإقرار، و الإقرار هو الأداء، و الأداء هو العمل. "125 ح، 588"

و من أتى غنيّا فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه. "الخطبة 228 ح، 607"

يأتي على النّاس زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه، و من الإسلام إلاّ اسمه.

"369 ح، 640" لا شرف أعلى من الإسلام.. "371 ح، 641" و من عمل لدينه كفاه اللّه أمر دنياه. "423 ح، 652"

المسلم و المسلمون


يراجع المبحث "239" في ء المسلمين لأصحابه.

قال الإمام علي "ع":

عن المرء المسلم: فإنّ المرء المسلم ما لم يغش دناءة تظهر، فيخشع لها إذا ذكرت، و يغرى بها لئام النّاس، كان كالفالج "أي الظافر" الياسر، الّذي ينتظر أوّل فوزة من قداحه توجب له المغنم، و يرفع بها عنه المغرم. و كذلك المرء المسلم البري ء من

الخيانة ينتظر من اللّه إحدى الحسنيين: إمّا داعي اللّه، فما عند اللّه خير له. و أمّا رزق اللّه، فإذا هو ذو أهل و مال، و معه دينه و حسبه "يقصد الفوز بالدنيا و الآخرة". "الخطبة 23، 68"

و قال "ع" يستنهض الناس على أتباع معاوية: و لقد بلغني أنّ الرّجل منهم، كان يدخل على المرأة المسلمة، و الأخرى المعاهدة، فينتزع حجلها و قلبها، و قلائدها و رعثها "أي أقراطها"، ما تمتنع منه إلاّ بالإسترجاع و الإسترحام. ثمّ انصرفوا وافرين، ما نال رجلا منهم كلم، و لا أريق لهم دم. فلو أنّ امرءا مسلما مات من بعد هذا أسفا، ما كان به ملوما، بل كان به عندي جديرا. "خطبة 27، 76"

و قال "ع" عن أنّ فاعل الكبيرة لا يخرج عن عصمة الاسلام، و ذلك في ردّه على الخوارج:

و قد علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رجم الزّاني المحصن، ثمّ صلّى عليه ثمّ ورّثه أهله. و قتل القاتل و ورّث ميراثه أهله. و قطع السّارق و جلد الزّاني غير المحصن، ثمّ قسم عليهما من الفي ء، و نكحا المسلمات. فأخذهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بذنوبهم، و أقام حقّ اللّه فيهم، و لم يمنعهم سهمهم من الإسلام، و لم يخرج أسماءهم من بين أهله. "الخطبة 125، 237"

و من كلام له "ع" لعمر بن الخطاب حين شاوره في الخروج الى غزو الروم: و قد توكّل اللّه لأهل هذا الدّين بإعزاز الحوزة، و ستر العورة. و الّذي نصرهم و هم قليل لا ينتصرون،

و منعهم و هم قليل لا يمتنعون: حيّ لا يموت.

إنّك متى تسر إلى هذا العدوّ بنفسك، فتلقهم فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة "أي عاصمة يلجؤون إليها" دون أقصى بلادهم. ليس بعدك مرجع يرجعون إليه. فابعث إليهم رجلا محربا، و أحفز معه أهل البلاء و النّصيحة. فإن أظهر اللّه فذاك ما تحبّ، و إن تكن الأخرى، كنت ردأً للنّاس، و مثابة للمسلمين. "الخطبة 132، 246"

و قال "ع" عن حرمة المسلم: الفرائض الفرائض. أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة. إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول، و أحلّ حلالا غير مدخول. و فضّل حرمة المسلم على الحرم كلّها. و شدّ بالإخلاص و التّوحيد حقوق المسلمين في معاقدها. فالمسلم من

سلم المسلمون من لسانه و يده إلاّ بالحقّ. و لا يحلّ أذى المسلم إلاّ بما يجب. "الخطبة 165، 301"

و قال "ع" في ذكر أصحاب الجمل: فقدموا على عاملي بها و خزّان بيت مال المسلمين و غيرهم من أهلها، فقتلوا طائفة صبرا، و طائفة غدرا. فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين إلاّ رجلا واحدا معتمدين لقتله، بلا جرم جرّه، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه، إذ حضروه فلم ينكروا، و لم يدفعوا عنه بلسان و لا بيد. دع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة الّتي دخلوا بها عليهم. "الخطبة 170، 307"

فمن استطاع منكم أن يلقى اللّه تعالى، و هو نقيّ الرّاحة من دماء المسلمين و أموالهم، سليم اللّسان من أعراضهم، فليفعل. "الخطبة 174، 315"

و قال "ع" عن الفتن: فقد لعمري يهلك في لهبها المؤمن و يسلم فيها غير المسلم. "الخطبة 185، 347"

فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبيّة، و أحقاد الجاهليّة. فإنّما تلك الحميّة تكون في المسلم، من خطرات الشّيطان و نخواته، و نزغاته و نفثاته. "الخطبة 190، 1 360"

و لا تروّعنّ مسلما، و لا تجتازنّ عليه كارها، و لا تأخذنّ منه أكثر من حقّ اللّه في ماله. "الخطبة 264، 461"

و ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما، ما لم يكن شاكّا في دينه، و لا مرتابا بيقينه. "الخطبة 267، 470"

و لا تمسّنّ مال أحد من النّاس، مصلّ و لا معاهد، إلاّ أن تجدوا فرسا أو سلاحا يعدى به على أهل الإسلام. فإنّه لا ينبغي للمسلم أن يدع ذلك في أيدي أعداء الإسلام، فيكون شوكة عليه. "الخطبة 290، 515"

فلمّا مضى عليه السّلام، تنازع المسلمون الأمر من بعده. "الخطبة 301، 547"

و من كتاب له "ع" الى معاوية جوابا: أمّا بعد، فإنّا كنّا نحن و أنتم على ما ذكرت من الألفة و الجماعة، ففرّق بيننا و بينكم أمس أنّا آمنّا و كفرتم، و اليوم أنّا استقمنا

و فتنتم. و ما أسلم مسلمكم إلاّ كرها، و بعد أن كان أنف الإسلام كلّه لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حزبا. "الخطبة 303، 550"

الايمان


مدخل:

قرر القرآن الكريم انّ الدين الاسلامي هو دين ايمان و عمل. قال تعالى وَ العَصْرِ إنَّ الإنسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ. فان أظهر المرء الايمان بلسانه دون أن يؤمن بقلبه، سمي مسلما. قال تعالى: قَالَتِ الأَعْرابُ آمَنَّا، قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا، وَ لَمَّا يَدْخُلِ الإيْمانُ فِي قُلُوبِكُمْ. و ان آمن بالقلب سمّي "مؤمنا". فان دفعه ايمانه الى العمل به سمي "مؤمنا طائعا"، و إن لم يعمل بما يقتضيه ذلك الايمان سمّي مؤمنا عاصيا أو "فاسقا". أما الكافر فهو من جحد الاسلام أو أنكر ضرورة من ضرورات الاسلام كالصلاة و الزكاة. و قد اختلف في أمر المسلم الذي لا يعمل بالاسلام هل هو مؤمن أم كافر؟ فقال الامام الصادق "ع" انّه في منزلة بين المنزلتين، فهو ليس بمؤمن و لا بكافر، و انّما هو في منزلة بينهما هي منزلة "الفسوق".

أما العدالة فهي الملكة التي تمنع الانسان عن ارتكاب الكبائر و تدفعه للقيام بالواجبات،

و هي درجة "التقوى". فان تجنب اضافة لذلك مواضع التهمة و الشبهات بلغ درجة "الورع" و هي أعلى مراتب التقى و الايمان. أما المنافق فهو الذي يظهر الاسلام و يبطن الكفر. و هو أخطر من الكافر، لأنّه يندسّ في صفوف المؤمنين دون أن يعرفوا حقيقته، فيعرف نقاط ضعفهم فيفتك بهم.

النصوص:

قال الإمام علي "ع":

و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك له، شهادة ممتحنا إخلاصها، معتقدا مصاصها "مصاص كل شي ء: خالصه". نتمسّك بها أبدا ما أبقانا، و ندّخرها لأهاويل ما يلقانا، فإنّها عزيمة الإيمان، و فاتحة الإحسان، و مرضاة الرّحمن، و مدحرة الشّيطان. "الخطبة 2، 35"

و قال "ع" عن حال الناس في الجاهلية: و خذل الإيمان، فانهارت دعائمه، و تنكّرت معالمه، و درست سبله، و عفت شركه. "الخطبة 2، 37"

و قال "ع" يصف أصحاب رسول اللّه "ص": و لقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نقتل آباءنا و أبناءنا و إخواننا و أعمامنا: ما يزيدنا ذلك إلاّ إيمانا و تسليما..

و لعمري لو كنّا نأتي ما أتيتم ما قام للدّين عمود، و لا اخضرّ للإيمان عود. "الخطبة 56، 111"

قد ركزت فيكم راية الإيمان، و وقفتكم على حدود الحلال و الحرام. "الخطبة 85، 155"

قد استفرغتهم أشغال عبادته، و وصلت حقائق الإيمان بينهم و بين معرفته. "الخطبة 89، 2، 169"

فهم أسراء إيمان لم يفكّهم من ربقته. "الخطبة 89، 3، 171"

إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه و تعالى، الإيمان به و برسوله. "الخطبة 108، 213"

و نؤمن به إيمان من عاين الغيوب و وقف على الموعود. إيمانا نفى إخلاصه الشّرك و يقينه الشّكّ. و نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبده و رسوله، شهادتين تصعدان القول و ترفعان العمل، لا يخفّ ميزان توضعان فيه، و لا يثقل ميزان ترفعان عنه. "الخطبة 112، 220"

و من كلام له "ع" قاله للخوارج عن رفع المصاحف: فقلت لكم: هذا أمر ظاهره إيمان، و باطنه عدوان. و أوّله رحمة، و آخره ندامة. "الخطبة 120، 231"

فلقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إنّ القتل ليدور على الآباء و الأبناء، و الإخوان و القرابات، فما نزداد على كلّ مصيبة و شدّة إلاّ إيمانا، و مضيّا على الحقّ، و تسليما للأمر، و صبرا على مضض الجراح. "الخطبة 120، 231"

و نشهد أن لا إله غيره، و أنّ محمّدا نجيبه و بعيثه، شهادة يوافق فيها السّرّ الإعلان و القلب اللّسان. "الخطبة 130، 243"

و قال "ع" عن الايمان: سبيل أبلج المنهاج، أنور السّراج. فبالإيمان يستدلّ على

الصّالحات، و بالصّالحات يستدلّ على الإيمان. و بالإيمان يعمر العلم، و بالعلم يرهب الموت، و بالموت تختم الدّنيا، و بالدّنيا تحرز الآخرة. "الخطبة 154، 274"

و لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: 'لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه، و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه'. "الخطبة 174، 315"

و قال "ع" لذعلب لما سأله: هل رأيت ربّك؟ فأجاب: لا تدركه العيون بمشاهدة العيان، و لكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان. "الخطبة 177، 320"

و نؤمن به إيمان من رجاه موقنا، و أناب إليه مؤمنا. "الخطبة 180، 324"

و قال "ع" عن النبي "ص": و جعل أمراس الإسلام متينة، و عرى الإيمان وثيقة. "الخطبة 183، 335"

فمن الإيمان ما يكون ثابتا مستقرّا في القلوب، و منه ما يكون عواري بين القلوب و الصّدور إلى أجل معلوم. "الخطبة 187، 349"

و قال "ع" عن الإيمان: إنّ أمرنا صعب مستصعب، لا يحمله إلاّ عبد مؤمن، امتحن اللّه قلبه للإيمان، و لا يعي حديثنا إلاّ صدور أمينة و أحلام رزينة. "الخطبة 187، 349"

و اعلموا أنّكم صرتم بعد الهجرة أعرابا، و بعد الموالاة أحزابا. ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ باسمه، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه. "الخطبة 190، 4، 372"

و قال "ع" في صفة المتّقي: فمن علامة أحدهم أنّك ترى له قوّة في دين، و حزما في لين، و إيمانا في يقين. "الخطبة 191، 378"

و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، شهادة إيمان و إيقان، و إخلاص و إذعان. "الخطبة 193، 382"

و قال "ع" عن القرآن الكريم: فهو معدن الإيمان و بحبوحته، و ينابيع العلم و بحوره. "الخطبة 196، 391"

و قال "ع" عمّا حدث في صفين: و كان بدء أمرنا أنّا التقينا و القوم من أهل الشّام، و الظّاهر أنّ ربّنا واحد، و نبيّنا واحد، و دعوتنا في الإسلام واحدة، و لا نستزيدهم في الإيمان باللّه و التّصديق برسوله، و لا يستزيدوننا. الأمر واحد إلاّ ما اختلفنا فيه من دم عثمان، و نحن منه براء. "الخطبة 297، 543"

و سأله رجل أن يعرّفه الايمان فقال "ع": إذا كان الغد فأتني حتّى أخبرك على أسماع النّاس، فإن نسيت مقالتي حفظها عليك غيرك. فإنّ الكلام كالشّاردة ينقفها هذا "أي يصيبها" و يخطئها هذا. "و هذا هو جوابه": "266 ح، 619" و سئل "ع" عن الإيمان، فقال: الإيمان على أربع دعائم: على الصّبر، و اليقين،

و العدل، و الجهاد.

و الصّبر منها على أربع شعب: على الشّوق، و الشّفق "أي الخوف" و الزّهد، و التّرقّب.

فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات، و من أشفق من النّار اجتنب المحرّمات،

و من زهد في الدّنيا استهان بالمصيبات، و من ارتقب الموت سارع إلى الخيرات.

و اليقين منها على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، و تأوّل الحكمة "أي الوصول الى دقائقها"، و موعظة العبرة، و سنّة الأوّلين. فمن تبصّر في الفطنة تبيّنت له الحكمة،

و من تبيّنت له الحكمة عرف العبرة، و من عرف العبرة فكأنّما كان في الأوّلين.

و العدل منها على أربع شعب: على غائص الفهم، و غور العلم، و زهرة الحكم "أي حسنه"، و رساخة الحلم. فمن فهم علم غور العلم، و من علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، و من حلم لم يفرّط في أمره و عاش في النّاس حميدا.

و الجهاد منها على أربع شعب: على الأمر بالمعروف، و النّهي عن المنكر، و الصّدق في المواطن، و شنآن "أي بغض" الفاسقين. فمن أمر بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين،

و من نهى عن المنكر أرغم أنوف الكافرين، و من صدق في المواطن قضى ما عليه،

و من شنى ء الفاسقين و غضب للّه، غضب اللّه له و أرضاه يوم القيامة. "30 ح، 569" و عليكم بالصّبر، فإنّ الصّبر من الإيمان كالرّأس من الجسد، و لا خير في جسد لا رأس معه، و لا في إيمان لا صبر معه. "82 ح، 579" و لا عبادة كأداء الفرائض، و لا إيمان كالحياء و الصّبر. "113 ح، 586" غيرة المرأة كفر، و غيرة الرّجل إيمان. "124 ح، 588" سوسوا إيمانكم بالصّدقة. "146 ح، 593" الإيمان معرفة بالقلب و إقرار باللّسان، و عمل بالأركان.

'ظاهر هذا الكلام مطابق لرأي المعتزلة. أمّا نحن الشيعة فنحمل هذا الكلام على المجاز، لأنّ ظاهر لفظة "و عمل بالأركان" مخالف للقرآن الكريم..يقول تعالى: وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالْإِيْمانِ. و يقول في صفة المؤمنين: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ.

فالايمان هو التصديق و الاعتقاد، و أمّا العمل فهو من دواعي الإيمان و نتيجة من نتائجه،

و ليس جزءا منه. فاطلاق عبارة "العمل بالأركان" على الإيمان هو من قبيل المجاز فقط'. "227 ح، 607" فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك. "252 ح، 611" إنّ الإيمان يبدو لمظة في القلب "أي نقطة بيضاء"، كلّما ازداد الإيمان ازدادت اللّمظة. "5 غريب كلامه، 615" لا يصدق إيمان عبد، حتّى يكون بما في يد اللّه، أوثق منه بما في يده. "310 ح، 628" الإيمان أن تؤثر الصّدق حيث يضرّك، على الكذب حيث ينفعك. و أن لا يكون في حدثك فضل عن عملك. و أن تتّقي اللّه في حديث غيرك. "458 ح، 658"

المومن و المومنون


يراجع المبحث "363" صفات المتّقين رجال اللّه و أولياؤه العارفون باللّه السالكون الطريق الى اللّه.

قال الإمام علي "ع"

ردا على قول الخوارج "لا حكم إلاّ للّه": و إنّه لا بدّ للنّاس من أمير برّ أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، و يستمتع فيها الكافر، و يبلّغ اللّه فيها الأجل، و يجمع به الفي ء،

و يقاتل به العدوّ، و تأمن به السّبل، و يؤخذ به للضّعيف من القويّ، حتّى يستريح برّ، و يستراح من فاجر. "الخطبة 40، 98"

و ذلك زمان لا ينجو فيه إلاّ كلّ مؤمن نومة. إن شهد لم يعرف، و إن غاب لم يفتقد.

أؤلئك مصابيح الهدى، و أعلام السّرى. ليسوا بالمساييح "جمع مسياح و هو الذي يمشي

/ 86