تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قال "ع" عن الحجة القائم "ع": يعطف الهوى على الهدى، إذا عطفوا الهدى على الهوى. "الخطبة 136، 249"

و إنّما هلك من كان قبلكم بطول آمالهم و تغيّب آجالهم، حتّى نزل بهم الموعود الّذي تردّ عنه المعذرة، و ترفع عنه التّوبة، و تحّل معه القارعة و النّقمة. "الخطبة 145، 259"

... فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان يقول 'إنّ الجنّة حفّت بالمكاره، و إنّ النّار حفّت بالشّهوات'... فرحم اللّه رجلا نزع عن شهوته، و قمع هوى نفسه. فإنّ هذه النّفس أبعد شي ء منزعا، و إنّها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى. "الخطبة 174، 312"

... و إيّاك و الإتّكال على المنى فإنّها بضائع الموتى "و في رواية" بضائع النّوكى "جمع انوك و هو الاحمق". "الخطبة 270، 3، 486"

... و الهوى شريك العمى. "الخطبة 270، 4، 488"

من جرى في عنان أمله عثر بأجله. "18 ح، 567" فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات، و من أشفق من النّار اجتنب المحرّمات.

"30 ح، 569" أشرف الغنى ترك المنى. "34 ح، 571" من أطال الأمل أساء العمل. "36 ح، 571" المال مادّة الشّهوات. "58 ح، 575" كم من أكلة منعت أكلات. "171 ح، 599"... و أشرف الغنى ترك المنى. و كم من عقل أسير تحت هوى أمير "أي كم من عقل أسير لهواه". "211 ح، 605" و الأمانيّ تعمي أعين البصائر. "275 ح، 622" كلّ معاجل يسأل الإنظار، و كلّ مؤجّل يتعلّل بالتّسويف "أي كل انسان يستعجله اجله و لكنه يطلب التأخير، و كل انسان قد أجل اللّه عمره، و هو لا يعمل تعللا بفسحة العمر". "285 ح، 624"

ربّ مستقبل يوما ليس بمستدبره، و مغبوط في أوّل ليله، قامت بواكيه في آخره.

"380 ح، 644"

الشيطان و التحذير من الشيطان


يراجع المبحث "26" آدم و ابليس.

يراجع المبحث التالي "355" النهي عن الكبر و التكبر.

قال الامام علي "ع":

في وصف الناس قبل بعثة الانبياء: و اجتالتهم الشّياطين عن معرفته "أي سبحانه"،

و اقتطعتهم عن عبادته. "الخطبة 1، 31"

و قال "ع" عن شهادة التوحيد: فإنّها عزيمة الإيمان، و فاتحة الإحسان، و مرضاة الرّحمن، و مدحرة الشّيطان. "الخطبة 2، 36"

فالهدى خامل، و العمى شامل. عصي الرّحمن، و نصر الشّيطان. "الخطبة 2، 36"

أطاعوا الشّيطان فسلكوا مسالكه، و وردوا مناهله. بهم سارت أعلامه، و قام لواؤه. "الخطبة 2، 37"

اتّخذوا الشّيطان لأمرهم ملاكا، و اتّخذهم له أشراكا، فباض و فرّخ في صدورهم، و دب و درج في حجورهم، فنظر بأعينهم، و نطق بألسنتهم، فركب بهم الزّلل، و زيّن لهم الخطل، فعل من قد شركه الشّيطان في سلطانه، و نطق بالباطل على لسانه. "الخطبة 7، 50"

ألا و إنّ الشّيطان قد جمع حزبه، و استجلب خيله و رجله. و إنّ معي لبصيرتي: ما لبّست على نفسي، و لا لبّس عليّ. "الخطبة 10، 51"

ألا و إنّ الشّيطان قد ذمر حزبه، و استجلب جلبه، ليعود الجور إلى أوطانه، و يرجع الباطل إلى نصابه. "الخطبة 22، 66"

فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين، و لو أنّ الحقّ خلص من

لبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين. و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث، فيمزجان فهنالك يستولي الشّيطان على أوليائه، و ينجو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللّهِ الحُسْنَى . "الخطبة 50، 107"

و الشّيطان موكّل به، يزيّن له المعصية ليركبها، و يمنّيه التّوبة ليسوّفها. "الخطبة 62، 118"

أوصيكم بتقوى اللّه، الّذي أعذر بما أنذر، و احتجّ بما نهج. و حذّركم عدوّا نفذ في الصّدور خفيّا، و نفث في الآذان نجيّا، فأضلّ و أردى، و وعد فمنّى، و زيّن سيّئات الجرائم، و هوّن موبقات العظائم، حتّى إذا استدرج قرينته "أي النفس الامارة بالسوء"، و استغلق رهينته، أنكر ما زيّن، و استعظم ما هوّن، و حذّر ما أمّن. "الخطبة 81، 2، 145"

و مجالسة أهل الهوى منساة للإيمان، و محضرة للشّيطان. "الخطبة 84، 152"

و ما كلّفك الشّيطان علمه، ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه، و لا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أئمة الهدى أثره، فكل علمه إلى اللّه سبحانه، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك. "الخطبة 89، 1، 162"

إنّ الشّيطان يسنّي لكم طرقه "أي يسهلها"، و يريد أن يحلّ دينكم عقدة عقدة، و يعطيكم بالجماعة الفرقة، و بالفرقة الفتنة، فاصدفوا عن نزغاته و نفثاته. "الخطبة 119، 230"

و قال "ع" عن الخوارج: ثمّ أنتم شرار النّاس، و من رمى به الشّيطان مراميه، و ضرب به تيهه. "الخطبة 125، 237"

فإنّ الشّاذّ من النّاس للشّيطان، كما أنّ الشّاذّ من الغنم للذّئب. "الخطبة 125، 237"

و قد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلاّ إدبارا، و لا الشّرّ فيه إلاّ إقبالا، و لا الشّيطان في هلاك النّاس إلاّ طمعا. فهذا أوان قويت عدّته، و عمّت مكيدته، و أمكنت فريسته. "الخطبة 127، 240"

و اعلموا أنّ الشّيطان إنّما يسنّي "أي يسهل" لكم طرقه لتتّبعوا عقبه. "الخطبة 136، 250"

و دعاهم ربّهم فنفروا و ولّوا، و دعاهم الشّيطان فاستجابوا و أقبلوا. "الخطبة 142، 256"

فبعث اللّه محمّدا صلّى اللّه عليه و آله بالحقّ، ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته، و من طاعة الشّيطان إلى طاعته. "الخطبة 145، 258"

و أحمد اللّه و أستعينه، على مداحر الشّيطان و مزاجره، و الاعتصام من حبائله و مخاتله. "الخطبة 149، 264"

و اتّقوا مدارج الشّيطان، و مهابط العدوان. "الخطبة 149، 266"

و قال "ع" عن الخوارج: إنّ الشّيطان اليوم قد استفلّهم "أي دعاهم الى الانهزام عن الجماعة"، و هو غدا متبرّي ء منهم، و متخلّ عنهم. "الخطبة 179، 322"

و لقد سمعت رنّة الشّيطان حين نزل الوحي عليه صلّى اللّه عليه و آله فقلت:

يا رسول اللّه ما هذه الرّنّة؟ فقال: هذا الشّيطان قد أيس من عبادته. "الخطبة 190، 4، 374"

فمهلا لا تعد لمثلها، فإنّما نفث الشّيطان على لسانك. "الخطبة 191، 380"

و قال "ع" عن المنافقين: قد هوّنوا الطّريق، و أضلعوا المضيق، فهم لمّة الشّيطان، و حمة النّيران أُوْلئكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ. أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ. "الخطبة 192، 382"

و قال "ع" لشريح حين بلغه أنه اشترى دارا: ... و الحدّ الرّابع ينتهي إلى الشّيطان المغوي. "الخطبة 242، 444"

فلا تجعلنّ للشّيطان فيك نصيبا، و لا على نفسك سبيلا، و السّلام. "الخطبة 256، 456"

و اعلم أنّ البصرة مهبط إبليس، و مغرس الفتن. "الخطبة 257، 456"

و قال "ع": فاتّق اللّه يا معاوية في نفسك، و جاذب الشّيطان قيادك. فإنّ الدّنيا منقطعة عنك، و الآخرة قريبة منك، و السّلام. "الخطبة 271، 491"

و من كتاب له "ع" الى زياد بن أبيه، و قد بلغه أن معاوية كتب اليه يريد خديعته باستلحاقه: و قد عرفت أنّ معاوية كتب إليك يستزلّ لبّك، و يستفلّ غربك "أي يثلم حدتك و نشاطك"، فاحذره. فإنّما هو الشّيطان يأتي المرء من بين يديه و من خلفه، و عن يمينه و عن شماله، ليقتحم غفلته، و يستلب غرّته. "الخطبة 283، 501"

و قال "ع" لمعاوية: فاحذر يوما، يغتبط فيه من أحمد عاقبة عمله، و يندم من أمكن الشّيطان من قياده، فلم يجاذبه. "الخطبة 287، 513"

و إيّاك و الإعجاب بنفسك، و الثّقة بما يعجبك منها، و حبّ الإطراء، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشّيطان في نفسه، ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين. "الخطبة 292، 5، 538"

و من كتاب له "ع" الى الحارث الهمداني: ... و إيّاك و مقاعد الأسواق، فإنّها محاضر الشّيطان و معاريض الفتن... "الخطبة 308، 557"

... و احذر الغضب فإنّه جند عظيم من جنود إبليس. "الخطبة 308، 558"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: و اعلم أنّ الشّيطان قد ثبّطك عن أن تراجع أحسن أمورك، و تأذن "أي تسمع" لمقال نصيحتك، و السّلام لأهله. "الخطبة 312، 561"

... و إيّاك و الغضب فإنّه طيرة من الشّيطان "أي يتفاءل به الشيطان". "الخطبة 315، 563"

و من تردّد في الرّيب وطئته سنابك الشّياطين، و من استسلم لهلكة الدّنيا و الآخرة هلك فيهما. "31 ح، 571"

و قال "ع" و قد مر بقتلى الخوارج يوم النهروان: بؤسا لكم، لقد ضرّكم من غرّكم. فقيل له: من غرّهم يا أمير المؤمنين؟ فقال: الشّيطان المضلّ. و الأنفس الأمّارة بالسّوء، غرّتهم بالأمانيّ، و فسحت لهم بالمعاصي، و وعدتهم الإظهار، فاقتحمت بهم النّار. "323 ح، 631"

النهي عن الكبر و التكبر و العصبية و التفاخر


يراجع المبحث "20" التواضع للّه.

قال الامام علي "ع":

حتّى إذا قام اعتداله و استوى مثاله، نفر مستكبرا، و خبط سادرا... "الخطبة 81، 3، 146"

في الخطبة القاصعة: الحمد للّه الّذي لبس العزّ و الكبرياء، و اختارهما لنفسه دون خلقه، و جعلهما حمى و حرما على غيره، و اصطفاهما لجلاله، و جعل اللّعنة على من نازعه فيهما من عباده. ثمّ اختبر بذلك ملائكته المقرّبين، ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين. فقال سبحانه، و هو العالم بمضمرات القلوب و محجوبات الغيوب إنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِيْنٍ فَإذَا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيْهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ. فَسَجَدَ المَلائكَةُ كُلُّهمْ أَجْمَعُونَ إلاَّ إبْلِيْسَ اعترضته الحميّة، فافتخر على آدم بخلقه، و تعصّب عليه لأصله. فعدوّ اللّه "أي ابليس" إمام المتعصّبين، و سلف المستكبرين. الّذي وضع أساس العصبيّة، و نازع اللّه رداء الجبريّة. و ادّرع لباس التّعزّز، و خلع قناع التّذلّل. ألا ترون كيف صغّره اللّه بتكبّره، و وضعه بترفعّه. فجعله في الدّنيا مدحورا،

و أعدّ له في الآخرة سعيرا؟ "الخطبة 190، 1، 356"

فاعتبروا بما كان من فعل اللّه بإبليس إذ أحبط عمله الطّويل و جهده الجهيد، و كان قد عبد اللّه ستّة الاف سنّة، لا يدرى أمن سنيّ الدّنيا أم من سنيّ الآخرة، عن كبر ساعة واحدة. فمن ذا بعد إبليس يسلم على اللّه بمثل معصيته؟ كلاّ ما كان اللّه سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا. إنّ حكمه في أهل السّماء و أهل الأرض لواحد. و ما بين اللّه و بين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرّمه على العالمين. "الخطبة 190، 1، 358"

فاحذروا عباد اللّه عدوّ اللّه، أن يعديكم بدائه، و أن يستفزّكم بندائه، و أن يجلب عليكم بخيله و رجله. فلعمري لقد فوّق لكم سهم الوعيد، و أغرق إليكم بالنّزع الشّديد.

و رماكم من مكان قريب، فقال رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَ لَأَغُوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ قذفا بغبب بعيد، و رجما بظنّ غير مصيب. صدّقه به أبناء الحميّة، و إخوان العصبيّة، و فرسان الكبر و الجاهليّة. حتّى إذا انقادت له الجامحة منكم، و استحكمت الطّماعية منه فيكم. فنجمت الحال من السّرّ الخفيّ إلى الأمر الجليّ. استفحل سلطانه عليكم، و دلف بجنود نحوكم. فأقحموكم و لجات الذّلّ، و أحلّوكم ورطات القتل. و أوطؤوكم إثخان الجراحة. طعنا في عيونكم، و حزّا في حلوقكم. و دقّا

لمناخركم، و قصدا لمقاتلكم. و سوقا بخزائم القهر إلى النّار المعدّة لكم. فأصبح أعظم في دينكم حرجا، و أورى في دنياكم قدحا. من الّذين أصبحتم لهم مناصبين و عليهم متألّبين، فاجعلوا عليه حدّكم و له جدّكم. فلعمر اللّه لقد فخر على أصلكم،

و وقع في حسبكم، و دفع في نسبكم. و أجلب بخيله عليكم، و قصد برجله سبيلكم.

يقتنصونكم بكلّ مكان، و يضربون منكم كلّ بنان. لا تمتنعون بحيلة، و لا تدفعون بعزيمة. في حومة ذلّ، و حلقة ضيق. و عرصة موت، و جولة بلاء. فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبيّة و أحقاد الجاهليّة. فإنّما تلك الحميّة تكون في المسلم،

من خطرات الشّيطان و نخواته، و نزغاته و نفثاته. و اعتمدوا وضع التّذلّل على رؤوسكم، و إلقاء التّعزّز تحت أقدامكم، و خلع التّكبّر من أعناقكم. و اتّخذوا التّواضع مسلحة بينكم و بين عدوّكم إبليس و جنوده. فإنّ له من كلّ أمّة جنودا و أعوانا، و رجلا و فرسانا. و لا تكونوا كالمتكبّر على ابن أمّه "أي قابيل الذي تكبر على هابيل" من غير ما فضل جعله اللّه فيه، سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد، و قدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب. و نفخ الشّيطان في أنفه من ريح الكبر، الّذي أعقبه اللّه به النّدامة، و ألزمه آثام القاتلين إلى يوم القيامة. "الخطبة 190، 1، 358"

و يتابع الامام "ع" كلامه محذرا من الكبر: ألا و قد أمعنتم في البغي، و أفسدتم في الأرض، مصارحة للّه بالمناصبة، و مبارزة للمؤمنين بالمحاربة. فاللّه اللّه في كبر الحميّة و فخر الجاهليّة. فإنّه ملاقح الشّنآن، و منافخ الشّيطان، الّتي خدع بها الأمم الماضية، و القرون الخالية. حتّى أعنقوا في حنادس جهالته، و مهاوي ضلالته. ذللا عن سياقه، سلسا في قياده. أمرا تشابهت القلوب فيه، و تتابعت القرون عليه. و كبرا تضايقت الصدور به. "الخطبة 190، 1، 360"

ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم و كبرائكم، الّذين تكبّروا عن حسبهم، و ترفّعوا فوق نسبهم. و ألقوا الهجينة على ربّهم، و جاحدوا اللّه على ما صنع بهم. مكابرة لقضائه، و مغالبة لآلآئه. فإنّهم قواعد أساس العصبيّة، و دعائم أركان الفتنة، و سيوف اعتزاء "أي تفاخر" الجاهليّة... و لا تطيعوا الأدعياء الّذين شربتم بصفوكم كدرهم،

و خلطتم بصحّتكم مرضهم، و أدخلتم في حقّكم باطلهم. و هم آساس الفسوق،

و أحلاس العقوق. اتّخذهم إبليس مطايا ضلال، و جندا بهم يصول على النّاس،

و تراجمة ينطق على ألسنتهم. استراقا لعقولكم، و دخولا في عيونكم و نفثا في أسماعكم. فجعلكم مرمى نبله، و موطي ء قدمه، و مأخذ يده.

فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم، من بأس اللّه و صولاته، و وقائعه و مثلاته. و اتّعظوا بمثاوي خدودهم، و مصارع جنوبهم. و استعيذوا باللّه من لواقح الكبر، كما تستعيذونه من طوارق الدّهر. فلو رخّص اللّه في الكبر لأحد من عباده لرخّص فيه لخاصّة أنبيائه و أوليائه. و لكنّه سبحانه كرّه إليهم التّكابر، و رضي لهم التّواضع... "الخطبة 190، 2، 361"

فاللّه اللّه في عاجل البغي، و آجل وخامة الظّلم، و سوء عاقبة الكبر، فإنّها مصيدة إبليس العظمى، و مكيدته الكبرى. الّتي تساور قلوب الرّجال مساورة السّموم القاتلة. فما تكدي "أي تعجز" أبدا، و لا تشوي أحدا. لا عالما لعلمه، و لا مقلا في طمره. و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين بالصّلوات و الزّكوات، و مجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات... 'تراجع تتمة الكلام في المبحث "79": بعض العبادات'. "الخطبة 190، 3، 366"

انظروا إلى ما في هذه الأفعال "أي أفعال العبادة" من قمع نواجم الفخر، و قدع طوالع الكبر. و لقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصّب لشي ء من الأشياء، إلاّ عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء، أو حجّة تليط بعقول السّفهاء غيركم. فإنّكم تتعصّبون لأمر ما يعرف له سبب و لا علّة. أمّا إبليس فتعصّب على آدم لأصله، و طعن عليه في خلقته، فقال: أنا ناريّ و أنت طينيّ.

و أمّا الأغنياء من مترفة الأمم، فتعصّبوا لآثار مواقع النّعم. فقالوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَ أَوْلاَداً وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ. فإن كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال، و محامد الأفعال، و محاسن الأمور الّتي تفاضلت فيها المجداء و النّجداء،

من بيوتات العرب و يعاسيب القبائل، بالأخلاق الرّغيبة، و الأحلام العظيمة،

و الأخطار الجليلة، و الآثار المحمودة. فتعصّبوا لخلال الحمد... "الخطبة 190، 3، 367"

أترجو أن يعطيك اللّه أجر المتواضعين، و أنت عنده من المتكبّرين؟. "الخطبة 260، 458"

و قال "ع" عن المتقين: فحظوا من الدّنيا بما حظي به المترفون، و أخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبّرون. ثمّ انقلبوا عنها بالزّاد المبلّغ، و المتجر الرّابح. "الخطبة 266، 465"

و لا وحدة أوحش من العجب... و لا حسب كالتّواضع. "113 ح، 586" و عجبت للمتكبّر الّذي كان بالأمس نطفة، و يكون غدا جيفة. "126 ح، 589" و بالتّواضع تتمّ النّعمة. "224 ح، 606" فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك، و الصّلاة تنزيها عن الكبر. "252 ح، 611" و الحرص و الكبر و الحسد دواع إلى التّقحّم في الذّنوب. "371 ح، 641" ضع فخرك، و احطط كبرك، و اذكر قبرك. "398 ح، 647" ما لابن آدم و الفخر: أوّله نطفة، و آخره جيفة، و لا يرزق نفسه، و لا يدفع حتفه.

"454 ح، 657"

العجب


يراجع المبحث السابق "355" النهي عن الكبر و التكبر و العصبية و التفاخر قال الامام علي "ع":

و اعلم أنّ الإعجاب ضدّ الصّواب و آفة الألباب... و إذا أنت هديت لقصدك، فكن أخشع ما تكون لربّك. "الخطبة 270، 2، 480"

و إيّاك و الإعجاب بنفسك، و الثّقة بما يعجبك منها، و حبّ الإطراء، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشّيطان في نفسه، ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين. "الخطبة 292، 5، 538".

و أوحش الوحشة العجب. "38 ح، 572" و لا وحدة أوحش من العجب... و لا حسب كالتّواضع. "113 ح، 586"

الإعجاب يمنع الازدياد. "167 ح، 599" عجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله. "212 ح، 605"

الحسد و الغبطة


قال الامام علي "ع":

و المغبوط من سلم له دينه. "الخطبة 84، 152"

و لا تحاسدوا، فإنّ الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب. "الخطبة 84، 152"

قال الامام "ع" عن الملائكة: و لم يفرّقهم سوء التّقاطع، و لا تولاّهم غلّ التّحاسد. "الخطبة 89، 3، 170"

و يتمنّى أنّ الّذي كان يغبطه بها "أي الاموال" و يحسده عليها، قد حازها دونه. "الخطبة 107، 211"

و لا تكونوا كالمتكبّر على ابن أمّه "يقصد قابيل الذي تكبر على أخيه هابيل" من غير ما فضل جعله اللّه فيه، سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد، و قدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب، و نفخ الشّيطان في أنفه من ريح الكبر، الّذي أعقبه اللّه به النّدامة، و ألزمه آثام القاتلين إلى يوم القيامة. "الخطبة 190، 1، 360"

فاتّقوا اللّه، و لا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا، و لا لفضله عندكم حسّادا. "الخطبة 190، 2، 361"

حسد الصّديق من سقم المودّة. "218 ح، 606" العجب لغفلة الحسّاد عن سلامة الأجساد "أي من العجيب ان الحاسد يحسد الناس على المال و الجاه مثلا، و لا يحسدهم على سلامة أجسادهم، مع أنها من أجلّ النعم". "225 ح، 607" صحّة الجسد، من قلّة الحسد. "256 ح، 612" الثناء بأكثر من الإستحقاق ملق، و التّقصير عن الإستحقاق عيّ أو حسد. "347 ح، 635" و الحرص و الكبر و الحسد، دواع إلى التّقحّم في الذّنوب. "371 ح، 641"

/ 86