تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يقول: ما فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْ ءٍ و قال: فِيهِ تِبْيانٌ لِكُلِّ شَيْ ءٍ. و ذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضه بعضا، و أنّه لا اختلاف فيه فقال سبحانه وَ لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً. و إنّ القرآن ظاهره أنيق، و باطنه عميق، لا تفنى عجائبه،

و لا تنقضي غرائبه، و لا تكشف الظّلمات إلاّ به. "الخطبة 18، 62"

إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع، و أحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب اللّه. "الخطبة 50، 107"...

و كفى بالكتاب حجيجا و خصيما. "الخطبة 81، 2، 145"

فاللّه اللّه أيّها النّاس، فيما استحفظكم من كتابه، و استودعكم من حقوقه.. و أنزل عليكم الكتاب تبيانا لكلّ شي ء، و عمّر فيكم نبيّه أزمانا، حتّى أكمل له و لكم فيما أنزل من كتابه دينه الّذي رضي لنفسه، و أنهى إليكم على لسانه محابّه من الأعمال و مكارهه، و نواهيه و أوامره، و ألقى إليكم المعذرة، و اتّخذ عليكم الحجّة، و قدّم إليكم بالوعيد، و أنذركم بين يدي عذاب شديد. "الخطبة 84، 151"

قد أمكن الكتاب من زمامه، فهو قائده و إمامه، يحلّ حيث حلّ ثقله، و ينزل حيث كان منزله. "الخطبة 85، 154"...

قد حمل الكتاب على آرائه، و عطف الحقّ على أهوائه. "الخطبة 85، 154"

و بينكم عترة نبيّكم، و هم أزمّة الحقّ، و أعلام الدّين، و ألسنة الصّدق. فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، و ردوهم ورود الهيم العطاش. "الخطبة 85، 155"...

و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر "أي القرآن". "الخطبة 85، 155"

فانظر أيّها السّائل "يعني عن صفات اللّه" فما دلّك القرآن عليه من صفته فائتمّ به،

و استضى بنور هدايته، و ما كلّفك الشّيطان علمه ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه،

و لا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أئمّة الهدى أثره، فكل علمه إلى اللّه سبحانه.

"الخطبة 89، 1، 161"

و خلّف فينا راية الحقّ "أي أحكام الشريعة"، من تقدّمها مرق، و من تخلّف عنها زهق،

و من لزمها لحق. "الخطبة 98، 193"

و تعلّموا القرآن فإنّه أحسن الحديث، و تفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب، و استشفوا بنوره فإنّه شفاء الصّدور. و أحسنوا تلاوته فإنّه أنفع القصص. "الخطبة 108، 214"

و من كلام له "ع" قاله للخوارج: ألم تقولوا عند رفعهم المصاحف حيلة و غيلة، و مكرا و خديعة: إخواننا و أهل دعوتنا، استقالونا و استراحوا إلى كتاب اللّه سبحانه، فالرأي القبول منهم و التّنفيس عنهم. "الخطبة 120، 231"

و إنّ الكتاب لمعي، ما فارقته مذ صحبته. "الخطبة 120، 231"

و قال "ع" بعد سماعه لأمر الحكمين: إنّا لم نحكّم الرّجال، و إنّما حكّمنا القرآن. هذا القرآن إنّما هو خطّ مستور بين الدّفّتين، لا ينطق بلسان، و لا بدّ له من ترجمان، و إنّما ينطق عنه الرّجال. و لمّا دعانا القوم إلى أن نحكّم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولّي عن كتاب اللّه سبحانه و تعالى، و قد قال اللّه سبحانه: فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ. فردّوه إلى اللّه أن نحكم بكتابه، و ردّوه إلى الرّسول أن نأخذ بسنّته، فإذا حكم بالصّدق في كتاب اللّه، فنحن أحقّ النّاس به، و إن حكم بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فنحن أحقّ النّاس و أولاهم بها. "الخطبة 123، 234"

فإنّما حكّم الحكمان ليحييا ما أحيا القرآن، و يميتا ما أمات القرآن. و إحياؤه الإجتماع عليه، و إماتته الإفتراق عنه. فإن جرّنا القرآن إليهم اتّبعناهم، و إن جرّهم إلينا اتّبعونا.

"الخطبة 125، 237"

و كتاب اللّه بين أظهركم، ناطق لا يعيا لسانه، و بيت لا تهدم أركانه، و عزّ لا تهزم أعوانه. "الخطبة 131، 244"

كتاب اللّه تبصرون به، و تنطقون به، و تسمعون به، و ينطق بعضه ببعض، و يشهد بعضه على بعض، و لا يختلف في اللّه، و لا يخالف بصاحبه عن اللّه. "الخطبة 131، 245"

و قال "ع" يصف الزمان المقبل: و ليس عند أهل ذلك الزّمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته، و لا أنفق "أي أروج" منه إذا حرّف عن مواضعه. و لا في البلاد شي ء أنكر من المعروف، و لا أعرف من المنكر. فقد نبذ الكتاب حملته، و تناساه حفظته.

فالكتاب يومئذ و أهله طريدان منفيّان، و صاحبان مصطحبان، في طريق واحد لا يؤويهما مؤو. فالكتاب و أهله في ذلك الزّمان في النّاس و ليسا فيهم، و معهم و ليسا معهم، لأنّ الضّلالة لا توافق الهدى و إن اجتمعا. فاجتمع القوم على الفرقة، و افترقوا عن الجماعة، كأنّهم أئمّة الكتاب و ليس الكتاب إمامهم. فلم يبق عندهم منه إلاّ اسمه، و لا يعرفون إلاّ خطّه و زبره "أي كتابته". "الخطبة 145، 258"

و لن تأخذوا بميثاق الكتاب حتّى تعرفوا الّذي نقضه، و لن تمسّكوا به حتّى تعرفوا الّذي نبذه. فالتمسوا ذلك من عند أهله، فإنّهم عيش العلم و موت الجهل... "الخطبة 145، 260"

إنّ من عزائم اللّه في الذّكر الحكيم، الّتي عليها يثيب و يعاقب، و لها يرضى و يسخط، أنّه لا ينفع عبدا و إن أجهد نفسه و أخلص فعله أن يخرج من الدّنيا، لاقيا ربّه بخصلة من هذه الخصال لم يتب منها: أن يشرك باللّه فيما افترض عليه من عبادته. أو يشفي غيظه بهلاك نفس. أو يعرّ بأمر فعله غيره "أي أن يقذف غيره بأمر قد فعله هو". أو يستنجح حاجة "أي يطلب نجاح الحاجة" إلى النّاس، باظهار بدعة في دينه. أو يلقى النّاس بوجهين. أو يمشي فيهم بلسانين. أعقل ذلك فإنّ المثل دليل على شبهه. "الخطبة 151، 200"

و قال "ع" عن أهل البيت "ع": فيهم كرائم القرآن، و هم كنوز الرّحمان. "الخطبة 152، 270"

و عليكم بكتاب اللّه، فإنّه الحبل المتين، و النّور المبين. و الشّفاء النّافع، و الرّيّ النّاقع "أي الذي يزيل العطش". و العصمة للمتمسّك، و النّجاة للمتعلّق. لا يعوجّ فيقام،

و لا يزيغ فيستعتب. و لا تخلقه كثرة الرّدّ، و ولوج السّمع "أي كثرة ترديده و سماعه".

من قال به صدق، و من عمل به سبق. "الخطبة 154، 274"

ذلك القرآن، فاستنطقوه، و لن ينطق. و لكن أخبركم عنه: ألا إنّ فيه علم ما يأتي،

و الحديث عن الماضي، و دواء دائكم، و نظم ما بينكم. "الخطبة 156، 279"

إنّ اللّه تعالى أنزل كتابا هاديا، بيّن فيه الخير و الشّرّ. فخذوا نهج الخير تهتدوا،

و اصدفوا عن سمت الشّرّ تقصدوا. "الخطبة 165، 301"

إنّ اللّه بعث رسولا هاديا، بكتاب ناطق و أمر قائم، لا يهلك عنه إلاّ هالك. و إنّ المبتدعات المشبّهات هنّ المهلكات، إلاّ ما حفظ اللّه منها. "الخطبة 167، 303"

و قال "ع" عن فضل القرآن: و اعلموا أنّ هذا القرآن هو النّاصح الّذي لا يغشّ، و الهادي الّذي لا يضلّ، و المحدّث الّذي لا يكذب. و ما جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، أو نقصان من عمى. و اعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، و لا لأحد قبل القرآن من غنى. فاستشفوه من أدوائكم، و استعينوا به على لأوائكم "أي الشدة". فإنّ فيه شفاء من أكبر الدّاء: و هو الكفر و النّفاق،

و الغيّ و الضّلال. فاسألوا اللّه به، و توجّهوا إليه بحبّه. و لا تسألوا به خلقه، إنّه ما توجّه العباد إلى اللّه تعالى بمثله. و اعلموا إنّه شافع مشفّع و قائل مصدّق. و أنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه. و من محل به القرآن يوم القيامة صدّق عليه. فإنّه ينادي مناد يوم القيامة "ألا إنّ كلّ حارث مبتلى في حرثه و عاقبة عمله، غير حرثة القرآن" فكونوا من حرثته و أتباعه و استدلّوه على ربّكم. و استنصحوه على أنفسكم، و اتّهموا عليه آراءكم "أي اتهموا آراءكم بالخطأ إذا خالفت القرآن" و استغشّوا فيه أهواءكم. "الخطبة 174، 313"

و إنّ اللّه سبحانه لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن، فإنّه حبل اللّه المتين و سببه الأمين،

و فيه ربيع القلب و ينابيع العلم، و ما للقلب جلاء غيره، مع أنّه قد ذهب المتذكّرون و بقي النّاسون أو المتناسون. "الخطبة 174، 316"

و قال "ع" في معنى الحكمين: فأجمع رأي ملئكم على أن اختاروا رجلين، فأخذنا عليهما أن يجعجعا عند القرآن و لا يجاوزاه، و تكون ألسنتهما معه، و قلوبهما تبعه. فتاها عنه،

و تركا الحقّ و هما يبصرانه. "175، 318" فالقرآن آمر زاجر، و صامت ناطق. حجّة اللّه على خلقه. أخذ عليهم ميثاقه، و ارتهن عليه أنفسهم. أتمّ نوره و أكمل به دينه. و قبض نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و قد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به، فعظّموا منه سبحانه ما عظّم من نفسه. فإنّه لم يخف

عنكم شيئا من دينه، و لم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلاّ و جعل له علما باديا، و آية محكمة، تزجر عنه أو تدعو إليه، فرضاه فيما بقي واحد، و سخطه فيما بقي واحد.

و اعلموا أنّه لن يرضى عنكم بشي ء سخطه على من كان قبلكم، و لن يسخط عليكم بشي ء رضيه ممّن كان قبلكم. و إنّما تسيرون في أثر بيّن، و تتكلّمون برجع قول قد قاله الرّجال من قبلكم. قد كفاكم مؤونة دنياكم، و حثّكم على الشّكر، و افترض من ألسنتكم الذّكر. "الخطبة 181، 330"

و قال "ع": و إنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة لائم. سيماهم سيما الصّدّيقين،

و كلامهم كلام الأبرار. عمّار اللّيل و منار النّهار. متمسّكون بحبل القرآن. يحيون سنن اللّه و سنن رسوله. "الخطبة 190، 4، 375"

و قال "ع" يصف المتقين: أمّا اللّيل فصافّون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلا. يحزّنون به أنفسهم، و يستثيرون به دواء دائهم. فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، و تطلّعت نفوسهم إليها شوقا، و ظنّوا أنّها نصب أعينهم. و إذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم، و ظنّوا أنّ زفير جهنّم و شهيقها في أصول آذانهم. "الخطبة 191، 377"

ثمّ أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، و سراجا لا يخبو توقّده. و بحرا لا يدرك قعره، و منهاجا لا يضلّ نهجه، و شعاعا لا يضلم ضوؤه. و فرقانا لا يخمد برهانه، و تبيانا لا تهدم أركانه، و شفاء لا تخشى أسقامه و عزّا لا تهزم أنصاره، و حقّا لا تخذل أعوانه.

فهو معدن الإيمان و بحبوحته "أي وسطه"، و ينابيع العلم و بحوره، و رياض العدل و غدرانه، و أثافيّ "جمع أثفية و هي الحجر يوضع عليه القدر، أي على القرآن قام الاسلام" الإسلام و بنيانه، و أودية الحقّ و غيطانه "جمع غوط و هي الأرض ذات النبات الطيّب، أي أن هذا القرآن منابت طيبة يزكو بها الحقّ و ينمو". و بحر لا ينزفه المستنزفون "أي لا يستهلكه المغترفون"، و عيون لا ينضبها الماتحون، و مناهل لا يغيضها الواردون، و منازل لا يضلّ نهجها المسافرون، و أعلام لا يعمى عنها السّائرون، و آكام لا يجوز عنها القاصدون. جعله اللّه ريّا لعطش العلماء، و ربيعا لقلوب الفقهاء،

و محاجّ لطرق الصّلحاء، و دواء ليس بعده داء، و نورا ليس معه ظلمة. و حبلا وثيقا عروته، و معقلا منيعا ذروته. و عزّا لمن تولاّه، و سلما لمن دخله، و هدى لمن ائتمّ به، و عذرا لمن انتحله، و برهانا لمن تكلّم به، و شاهدا لمن خاصم به، و فلجا "أي فوزا" لمن حاجّ به. و حاملا لمن حمله، و مطيّة لمن أعمله. و آية لمن توسّم، و جنّة لمن استلأم. و علما لمن وعى، و حديثا لمن روى، و حكما لمن قضى. "الخطبة 196، 390"

و اللّه اللّه في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم. "الخطبة 286، 511"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: فعدوت على الدّنيا بتأويل القرآن، فطلبتني بما لم تجن يدي و لا لساني. "الخطبة 294، 541"

و تمسّك بحبل القرآن و استنصحه، و أحلّ حلاله، و حرّم حرامه. "الخطبة 308، 556"

و من وصية له "ع" لعبد اللّه بن العباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج: لا تخاصمهم بالقرآن، فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه، تقول و يقولون. و لكن حاججهم بالسنّة، فإنّهم لن يجدوا عنها محيصا. "الخطبة 316، 563"

و قال "ع" في صفة الزاهدين: أولئك قوم اتّخذوا الأرض بساطا، و ترابها فراشا، و ماءها طيبا، و القرآن شعارا "الشعار: ما يلي البدن من الثياب، أي يقرؤون القرآن سرّا للتفكر و الاتّعاظ"، و الدّعاء دثارا. "104 ح، 583" و من قرأ القرآن فمات، فدخل النّار، فهو ممّن كان يتّخذ آيات اللّه هزوا. "228 ح، 607" و في القرآن نبأ ما قبلكم، و خبر ما بعدكم، و حكم ما بينكم. "313 ح، 629" يأتي على النّاس زمان، لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه، و من الإسلام إلاّ اسمه. "369 ح، 640" و حقّ الولد على الوالد: أن يحسّن اسمه، و يحسّن أدبه، و يعلّمه القرآن. "399 ح، 647" و قال "ع" عن أولياء اللّه: بهم علم الكتاب و به علموا، و بهم قام الكتاب و به قاموا.

"432 ح، 653"

الحلال و الحرام كونهما ثابتين لا يتغيران


قال الإمام علي "ع":

كتاب ربّكم فيكم. مبيّنا حلاله و حرامه، و فرائضه و فضائله... "الخطبة 1، 33"

إنّ الّذي أمرتم به أوسع من الّذي نهيتم عنه. و ما أحلّ لكم أكثر ممّا حرّم عليكم. فذروا ما قلّ لما كثر، و ما ضاق لما اتّسع. "الخطبة 112، 221"

و قال "ع" عن تحريم البدع: و اعلموا عباد اللّه أنّ المؤمن يستحلّ العام ما استحلّ عاما أوّل، و يحرّم العام ما حرّم عاما أوّل. و أنّ ما أحدث النّاس لا يحلّ لكم شيئا ممّا حرّم عليكم. و لكنّ الحلال ما أحلّ اللّه و الحرام ما حرّم اللّه... و إنّما النّاس رجلان: متّبع شرعة، و مبتدع بدعة، و ليس معه من اللّه سبحانه برهان سنّة و لا ضياء حجّة. "الخطبة 174، 316"

... فرضاه فيما بقي واحد، و سخطه فيما بقي واحد. و اعلموا أنّه لن يرضى عنكم بشي ء سخطه على من كان قبلكم، و لن يسخط عليكم بشي ء رضيه ممّن كان قبلكم. و إنّما تسيرون في أثر بيّن، و تتكلّمون برجع قول قد قاله الرّجال من قبلكم. "الخطبة 181، 330"

و قال "ع" في معرض حديثه عن معصية ابليس: كلاّ ما كان اللّه سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا. إنّ حكمه في أهل السّماء و أهل الأرض لواحد.

و ما بين اللّه و بين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرّمه على العالمين. "الخطبة 190، 1، 358"

و تمسّك بحبل القرآن و استنصحه، و أحلّ حلاله، و حرّم حرامه. "الخطبة 308، 556"

حديث النبي و رواته


من كلام للإمام علي "ع"

و قد سأله سائل عن أحاديث البدع، و عمّا في أيدي الناس من اختلاف الخبر فقال: إنّ في أيدي النّاس حقّا و باطلا، و صدقا و كذبا، و ناسخا و منسوخا، و عامّا و خاصّا،

و محكما و متشابها، و حفظا و وهما. و لقد كذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على عهده، حتّى قام خطيبا فقال 'من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار'. و إنّما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس:

1 المنافقون: رجل منافق مظهر للإيمان، متصنّع بالإسلام. لا يتأثّم و لا يتحرّج،

يكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا. فلو علم النّاس أنّه منافق كاذب لم يقبلوا منه، و لم يصدّقوا قوله، و لكنّهم قالوا: صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رآه، و سمع منه، و لقف عنه. فيأخذون بقوله. و قد أخبرك اللّه عن المنافقين بما أخبرك، و وصفهم بما وصفه به لك. ثمّ بقوا بعده، فتقرّبوا إلى أئمّة الضّلالة، و الدّعاة إلى النّار، بالزّور و البهتان، فولّوهم الأعمال، و جعلوهم حكّاما على رقاب النّاس، فأكلوا بهم الدّنيا، و إنّما النّاس مع الملوك و الدّنيا، إلاّ من عصم اللّه.

فهذا أحد الأربعة.

2 الخاطئون: و رجل سمع من رسول اللّه شيئا لم يحفظه على وجهه، فوهم فيه،

و لم يتعمّد كذبا، فهو في يديه، و يرويه و يعمل به، و يقول: أنا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلو علم المسلمون أنّه وهم فيه لم يقبلوه منه، و لو علم هو أنّه كذلك لرفضه.

3 أهل الشبهة: و رجل ثالث، سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شيئا يأمر به، ثمّ أنّه نهى عنه، و هو لا يعلم. أو سمعه ينهى عن شي ء، ثمّ أمر به و هو لا يعلم.

فحفظ المنسوخ، و لم يحفظ النّاسخ. فلو علم أنّه منسوخ لرفضه، و لو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه.

4 الصادقون الحافظون: و آخر رابع، لم يكذب على اللّه، و لا على رسوله، مبغض للكذب، خوفا من اللّه، و تعظيما لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لم يهم، بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه و لم ينقص منه. فهو حفظ النّاسخ فعمل به، و حفظ المنسوخ فجنّب عنه، و عرف الخاصّ و العامّ، و المحكم و المتشابه، فوضع كلّ شي ء موضعه. و قد كان يكون من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الكلام له وجهان: فكلام خاصّ، و كلام عامّ، فيسمعه من لا يعرف ما عنى اللّه سبحانه به، و لا ما عنى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيحمله السّامع و يوجّهه على غير معرفة بمعناه، و ما قصد به، و ما خرج من أجله. و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من كان يسأله و يستفهمه، حتّى إن كانوا ليحبّون أن يجي ء الأعرابيّ و الطّارى ء، فيسأله عليه السّلام، حتّى يسمعوا، و كان لا يمرّ بي من ذلك شي ء إلاّ سألته عنه، و حفظته. فهذه وجوه ما عليه النّاس في اختلافهم، و عللهم في رواياتهم. "الخطبة 208، 401"

و قال "ع": إعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية، فإنّ رواة العلم كثير، و رعاته قليل. "98 ح، 582"

سنة رسول اللّه


قال الإمام علي "ع":

و ما كلّفك الشّيطان علمه ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه، و لا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أئمّة الهدى أثره، فكل علمه إلى اللّه سبحانه، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك. "الخطبة 89، 1، 162"

و اقتدوا بهدي نبيّكم فإنّه أفضل الهدي، و استنّوا بسنّته فإنّها أهدى السّنن. "الخطبة 108، 213"

و قال الامام "ع" بعد سماعه لأمر الحكمين: و لمّا دعانا القوم إلى أن نحكّم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولّي عن كتاب اللّه سبحانه و تعالى، و قد قال اللّه سبحانه: فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ فردّه إلى اللّه أن نحكم بكتابه، و ردّه إلى الرّسول أن نأخذ بسنّته. فإذا حكم بالصّدق في كتاب اللّه، فنحن أحقّ النّاس به،

و إن حكم بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فنحن أحقّ النّاس و أولاهم بها. "الخطبة 123، 235"

و قال "ع" عن الامام المهدي "ع": فيريكم كيف عدل السّيرة، و يحيي ميّت الكتاب و السّنّة. "الخطبة 136، 250"

و ما أحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنّة. "الخطبة 143، 257"

أمّا وصيّتي: فاللّه لا تشركوا به شيئا، و محمّدا صلّى اللّه عليه و آله، فلا تضيّعوا سنّته. أقيموا هذين العمودين، و أوقدوا هذين المصباحين، و خلاكم ذمّ ما لم تشردوا. "الخطبة 147، 261"

و قال "ع" لعثمان: فاعلم أنّ أفضل عباد اللّه عند اللّه، إمام عادل، هدي و هدى. فأقام سنّة معلومة، و أمات بدعة مجهولة. و إنّ السّنن لنيّرة لها أعلام. و إنّ البدع لظاهرة لها أعلام. و إنّ شرّ النّاس عند اللّه إمام جائر ضلّ و ضلّ به. فأمات سنّة مأخوذة، و أحيا بدعة متروكة. "الخطبة 162، 292"

و قال "ع" لأصحابه: و لكم علينا العمل بكتاب اللّه تعالى و سيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و القيام بحقّه، و النّعش لسنّته. "الخطبة 167، 304"

و يتابع الإمام "ع" كتابه لمالك الأشتر قائلا: و اردد إلى اللّه و رسوله ما يضلعك من الخطوب، و يشتبه عليك من الأمور. فقد قال اللّه تعالى لقوم أحبّ إرشادهم يا أَيُّّها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولي الأَمْرِ مِنْكُمْ. فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ. فالرّدّ إلى اللّه: الأخذ بمحكم كتابه، و الرّدّ إلى الرّسول: الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة. "الخطبة 292، 2، 525"

و من وصية له "ع" لعبد اللّه بن العباس، لمّا بعثه للاحتجاج الى الخوارج: لا تخاصمهم

/ 86