تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بالقرآن، فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه "أي يحمل معاني كثيرة"، تقول و يقولون. و لكن حاججهم بالسّنّة، فإنّهم لن يجدوا عنها محيصا "أي مهربا". "الخطبة 316، 563"

تفسير بعض الآيات القرآنية


"فقال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب. فضحك عليه السلام.

و قال للرجل و كان كلبيّا" يا أخا كلب، ليس هو بعلم غيب، و إنّما هو تعلّم من ذي علم. و إنّما علم الغيب: علم السّاعة، و ما عدّده اللّه سبحانه بقوله: إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ... الآية. فيعلم اللّه سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى، و قبيح أو جميل،

و سخيّ أو بخيل، و شقيّ أو سعيد، و من يكون في النّار حطبا، أو في الجنان للنّبيّين مرافقا. فهذا علم الغيب الّذي لا يعلمه أحد إلاّ اللّه، و ما سوى ذلك فعلم علّمه اللّه نبيّه، فعلّمنيه. و دعا لي بأن يعيه صدري، و تضطمّ "أي تنضم" عليه جوانحي "الجوانح: هي الأضلاع تحت الترائب ممّا يلي الصدر". "الخطبة 126، 239"

و قد جعل اللّه سبحانه الإستغفار سببا لدرور الرّزق و رحمة الخلق، فقال سبحانه:

اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدَْكُمْ بِأمْوالٍ وَ بَنِينَ،

وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنهاراً. فرحم اللّه امرأ استقبل توبته، و استقال خطيئته، و بادر منيّته. "الخطبة 141، 253"

قال له رجل: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن الفتنة، فقال "ع": إنّه لمّا أنزل اللّه سبحانه قوله: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بين أظهرنا. فقلت: يا رسول اللّه، ما هذه الفتنة الّتي أخبرك اللّه تعالى بها؟ فقال: 'يا عليّ، إنّ أمّتي سيفتنون من بعدي'. فقلت:

يا رسول اللّه، أو ليس قد قلت لي يوم أحد، حيث استشهد من استشهد من المسلمين،

و حيزت عنّي الشّهادة، فشقّ ذلك عليّ، فقلت لي: 'أبشر، فإنّ الشّهادة من ورائك'. فقال لي: 'إنّ ذلك لكذلك، فكيف صبرك إذن؟' فقلت: يا رسول اللّه،

ليس هذا من مواطن الصّبر، و لكن من مواطن البشرى و الشّكر. و قال: 'يا عليّ، إنّ القوم سيفتنون بأموالهم، و يمنّون بدينهم على ربّهم، و يتمنّون رحمته، و يأمنون سطوته، و يستحلّون حرامه بالشّبهات الكاذبة، و الأهواء السّاهية. فيستحلّون الخمر بالنّبيذ، و السّحت بالهديّة، و الرّبا بالبيع'. قلت: يا رسول اللّه، فبأيّ المنازل أنزلهم عند ذلك؟ أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة؟ فقال: 'بمنزلة فتنة'. "الخطبة 154، 275"

ألا و إنّ القدر السّابق قد وقع، و القضاء الماضي قد تورّد. و إنّي متكلّم بعدة اللّه و حجّته. قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا، تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَنْ لا تَخَافُوا وَ لا تَحْزَنُوا، وَ أَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. و قد قلتم: "ربّنا اللّه" فاستقيموا على كتابه، و على منهاج أمره، و على الطّريقة الصّالحة من عبادته، ثمّ لا تمرقوا منها، و لا تبتدعوا فيها، و لا تخالفوا عنها. "الخطبة 174، 314"

و اعلموا أنّه مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً من الفتن، و نورا من الظّلم، و يخلّده فيما اشتهت نفسه، و ينزله منزل الكرامة عنده. "الخطبة 181، 331"

و خذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم، و لا تبخلوا بها عنها، فقد قال اللّه سبحانه إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ. و قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ، وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ. فلم يستنصركم من ذلّ، و لم يستقرضكم من قلّ.

استنصركم و لَهُ جُنُودُ السَّمواتِ وَ الْأَرْضِ، وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. و استقرضكم و لَهُ خَزَائِنُ السَّمواتِ وَ الْأَرْضِ، وَ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ، و إنّما أراد أن يَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً. فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران اللّه في داره. رافق بهم رسله، و أزارهم ملائكته، و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا، و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ. "الخطبة 181، 332"

يقول لمن أراد كونه كُنْ فَيَكُونُ، لا بصوت يقرع، و لا بنداء يسمع، و إنّما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه و مثّله. "184، 343" وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً. قد أمن العذاب، و انقطع العتاب، و زحزحوا عن النّار، و اطمأنّت بهم الدّار، و رضوا المثوى و القرار. الّذين كانت أعمالهم في الدّنيا

زاكية، و أعينهم باكية. و كان ليلهم في دنياهم نهارا، تخشّعا و استغفارا، و كان نهارهم ليلا، توحّشا و انقطاعا. فجعل اللّه لهم الجنّة مآبا، و الجزاء ثوابا، وَ كَانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها في ملك دائم، و نعيم قائم. "الخطبة 188، 352"

و قال "ع" عن التقوى: فما أقلّ من قبلها، و حملها حقّ حملها أولئك الأقلون عددا، و هم أهل صفة اللّه سبحانه إذ يقول: وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِىَ الشَّكُورُ. "الخطبة 189، 354"

فلا تعتبروا الرّضى و السّخط بالمال و الولد، جهلا بمواقع الفتنة، و الإختبار في موضع الغنى و الإقتدار، فقد قال سبحانه و تعالى: أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنيِنَ، نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ، بَلْ لا يَشْعُرُونَ. فإنّ اللّه سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم، بأوليائه المستضعفين في أعينهم. "الخطبة 190، 2، 362"

أيّها النّاس، إنّما يجمع النّاس الرّضى و السّخط، و إنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد، فعمّهم اللّه بالعذاب لمّا عمّوه بالرّضى، فقال سبحانه: فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ. فما كان إلاّ أن خارت أرضهم بالخسفة، خوار السّكّة المحماة في الأرض الخوّارة. "الخطبة 199، 395"

قال "ع" بعد تلاوته أَلهاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ: يا له مراما ما أبعده و زورا "أي زائرين" ما أغفله و خطرا ما أفظعه لقد استخلوا منهم أيّ مدّكر، و تناوشوهم من مكان بعيد أ فبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون. يرتجعون منهم أجسادا خوت، و حركات سكنت. و لأن يكونوا عبرا، أحقّ من أن يكونوا مفتخرا. و لأن يهبطوا بهم جناب ذلّة، أحجى من أن يقوموا بهم مقام عزّة لقد نظروا إليهم بأبصار العشوة،

و ضربوا منهم في غمرة جهالة. و لو استنطقوا عنهم عرصات تلك الدّيار الخاوية، و الرّبوع الخالية، لقالت: ذهبوا في الأرض ضلاّلا، و ذهبتم في أعقابهم جهّالا.

تطؤون في هامهم، و تستثبتون في أجسادهم. و ترتعون فيما لفظوا، و تسكنون فيما خرّبوا. و إنّما الأيّام بينكم و بينهم بواك و نوائح عليكم. 'تراجع تتمة الكلام في المبحث "375" الموت و القبر و صفة الموتى'. "الخطبة 219، 415"

و قال "ع" بعد تلاوته يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ

اللّه: إنّ اللّه سبحانه و تعالى جعل الذّكر جلاء للقلوب. تسمع به بعد الوقرة، و تبصر به بعد العشوة، و تنقاد به بعد المعاندة. و ما برح للّه عزّت آلاؤه في البرهة بعد البرهة، و في أزمان الفترات، عباد ناجاهم في فكرهم، و كلّمهم في ذات عقولهم... 'تراجع تتمة الكلام في المبحث "363" صفات المتقين'. "الخطبة 220، 420"

و قال "ع" عند تلاوته: يا أَيُّها الإنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ: "الانسان" أدحض مسؤول حجّة، و أقطع مغترّ معذرة. لقد أبرح جهالة بنفسه.

يا أيّها الإنسان، ما جرّأك على ذنبك، و ما غرّك بربّك، و ما أنّسك بهلكة نفسك؟.

'تراجع تتمة الكلام في المبحث "359" التنبيه من الغفلة'. "الخطبة 221، 423"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: فاسلامنا قد سمع، و جاهليّتنا لا تدفع، و كتاب اللّه يجمع لنا ما شذّ عنّا، و هو قوله سبحانه و تعالى: وَ أُولُو الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ و قوله تعالى إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ، وَ هذَا النَّبِيّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا، وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤَْمِنينَ. فنحن مرّة أولى بالقرابة، و تارة أولى بالطّاعة. "الخطبة 267، 469"

طوبى لنفس أدّت إلى ربّها فرضها، و عركت بجنبها بؤسها، و هجرت في اللّيل غمضها. حتّى إذا غلب الكرى عليها، افترشت أرضها، و توسّدت كفّها. في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم، و همهمت بذكر ربّهم شفاههم، و تقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم أُوْلئِكَ حِزْبُ اللّهِ، أَلا إِنْ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. "الخطبة 284، 509"

و قال "ع" في عهده لمالك الأشتر: و اردد إلى اللّه و رسوله، ما يضلعك من الخطوب، و يشتبه عليك من الأمور. فقد قال اللّه تعالى لقوم أحبّ إرشادهم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُوِلي الأَمْرِ مِنْكُمْ، فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ.

فالرّدّ إلى اللّه: الأخذ بمحكم كتابه، و الرّدّ إلى الرّسول: الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة. "الخطبة 292، 2، 525"

ثم قال "ع": و إيّاك و المنّ على رعيّتك بإحسانك، أو التّزيّد فيما كان من فعلك، أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك. فإنّ المنّ يبطل الإحسان، و التّزيّد يذهب بنور الحقّ،

و الخلف يوجب المقت عند اللّه و النّاس. قال اللّه تعالى: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ. "الخطبة 292، 5، 538"

و من كتاب له "ع" الى قثم بن العباس، و هو عامله على مكة: و مر أهل مكّة ألاّ يأخذوا من ساكن أجرا، فإنّ اللّه سبحانه يقول: سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ. فالعاكف: المقيم به، و البادي: الّذي يحجّ إليه من غير أهله. "الخطبة 306، 555"

و حكى عنه الإمام الباقر "ع" أنّه قال: كان في الأرض أمانان من عذاب اللّه، و قد رفع أحدهما، فدونكم الآخر فتمسّكوا به. أمّا الأمان الّذي رفع فهو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. و أمّا الأمان الباقي فالإستغفار. قال اللّه تعالى: وَ ما كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيْهِمْ، وَ ما كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. "88 ح، 580" لا يقولنّ أحدكم 'اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة'. لأنّه ليس أحد إلاّ و هو مشتمل على فتنة، و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلاّت الفتن، فإنّ اللّه سبحانه يقول: وَ اعْلَمُوا اَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ. و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد، ليتبيّن السّاخط لرزقه، و الرّاضي بقسمه. و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم. و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب، لأنّ بعضهم يحبّ الذّكور و يكره الإناث، و بعضهم يحبّ تثمير المال، و يكره انثلام الحال. "93 ح، 581" و قال "ع": إنّ أولى النّاس بالأنبياء، أعلمهم بما جاؤوا به، ثمّ تلا: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ، وَ هذَا النَّبِيّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا. ثمّ قال: إنّ وليّ محمّد من أطاع اللّه،

و إن بعدت لحمته، و إنّ عدوّ محمّد من عصى اللّه، و إن قربت قرابته. "96 ح، 581" و سمع رجلا يقول: إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فقال عليه السّلام: إنّ قولنا "إنّا للّه" إقرار على أنفسنا بالملك، و قولنا "و إنّا إليه راجعون" إقرار على أنفسنا بالهلك. "99 ح، 582" لتعطفنّ الدّنيا علينا بعد شماسها، عطف الضّروس على ولدها، و تلا عقيب ذلك:

وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ، وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمْ الْوارِثِينَ.

"209 ح، 604" و سئل "ع" عن قوله تعالى: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً؟. فقال: هي القناعة. "229 ح، 607"

و قال "ع" في قوله تعالى: إنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الإحْسانِ. العدل: الإنصاف، و الإحسان:

التّفضّل. "231 ح، 608" معاشر النّاس، اتّقوا اللّه. فكم من مؤمّل ما لا يبلغه، و بان ما لا يسكنه، و جامع ما سوف يتركه. و لعلّه من باطل جمعه، و من حقّ منعه. أصابه حراما، و احتمل به آثاما. فباء بوزره، و قدم على ربّه آسفا لاهفا، قد خَسِرَ الدُّنْيا وَ الآخِرَةَ، ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ المُبِينُ.

"344 ح، 635" لا تأمننّ على خير هذه الأمّة عذاب اللّه، لقوله تعالى: فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ. و لا تيأسنّ لشرّ هذه الأمّة من روح اللّه، لقوله تعالى: إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ. "377 ح، 643" و قال "ع": الزّهد كلّه بين كلمتين من القرآن: قال اللّه سبحانه: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى ما فَاتَكُمْ، وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتَاكُمْ. و من لم يأس على الماضي، و لم يفرح بالآتي، فقد أخذ الزّهد بطرفيه. "439 ح، 655" يأتي على النّاس زمان عضوض، يعضّ الموسر فيه على ما في يديه، و لم يؤمر بذلك.

قال اللّه سبحانه: وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ. "468 ح، 660" روى أن ابن الكواء سأله و هو يخطب، فقال: ما الذّاريات ذروا؟ قال "ع": الرّياح.

قال: فالحاملات وقرا؟ قال "ع": السّحاب. قال: فالجاريات يسرا؟ قال "ع": السّفن.

قال: فالمقسّمات أمرا؟ قال "ع": الملائكة. "مستدرك 163"

الاسلام و الايمان


الدين و الاسلام


قال الإمام علي "ع":

عن معرفة اللّه تعالى: أوّل الدّين معرفته.. "الخطبة 1، 24"

و قال "ع" عن الحجّ: جعله سبحانه و تعالى للإسلام علما. "الخطبة 1، 35"

و النّاس في فتن انجذم فيها حبل الدّين، و تزعزعت سواري اليقين. "الخطبة 2، 36"

و قال "ع" عن أهل البيت عليهم السلام: هم أساس الدّين، و عماد اليقين. "الخطبة 2، 38"

حتّى سترني عنكم جلباب الدّين. "الخطبة 4، 46"

و قال "ع" في ذم أهل البصرة: أخلاقكم دقاق "أي دنيئة" و عهدكم شقاق، و دينكم نفاق، و ماؤكم زعاق. "الخطبة 13، 53"

أم أنزل اللّه سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له، فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى؟ أم أنزل اللّه سبحانه دينا تامّا فقصّر الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن تبليغه و أدائه و اللّه سبحانه يقول: ما فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَي ءٍ و قال: فِيْهِ تِبْيانٌ لِكُلِّ شَيْ ءٍ. "الخطبة 18، 62"

و قال "ع" يخاطب أصحابه و يصف أصحاب رسول اللّه "ص": فلمّا رأى اللّه صدقنا أنزل

بعدوّنا الكبت "أي الذل و الخذلان" و أنزل علينا النّصر. حتّى استقرّ الإسلام ملقيا جرانه "كناية عن التمكّن"، و متبوّئا أوطانه. و لعمري لو كنّا نأتي ما أتيتم، ما قام للدّين عمود، و لا اخضرّ للإيمان عود. "الخطبة 56، 112"

و عمّر فيكم نبيّه أزمانا، حتّى أكمل له و لكم فيما أنزل من كتابه دينه الّذي رضي لنفسه. "الخطبة 84، 151"

أيّها النّاس: سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام، كما يكفأ الإناء بما فيه. "الخطبة 101، 198"

الحمد للّه الّذي شرع الإسلام، فسهّل شرائعه لمن ورده، و أعزّ أركانه على من غالبه.

فجعله أمنا لمن علقه، و سلما لمن دخله، و برهانا لمن تكلّم به، و شاهدا لمن خاصم عنه، و نورا لمن استضاء به. و فهما لمن عقل، و لبّا لمن تدبّر. و آية لمن توسّم، و تبصرة لمن عزم. و عبرة لمن اتّعظ، و نجاة لمن صدّق، و ثقة لمن توكّل، و راحة لمن فوّض،

و جنّة لمن صبر. فهو أبلج المناهج، و أوضح الولائج "أي المذاهب". مشرف المنار،

مشرق الجوادّ "أشد الطرق نورا و وضوحا" مضي ء المصابيح. كريم المضمار، رفيع الغاية، جامع الحلبة، متنافس السّبقة، شريف الفرسان. التّصديق منهاجه، و الصّالحات مناره، و الموت غايته، و الدّنيا مضماره، و القيامة حلبته، و الجنّة سبقته. "الخطبة 104، 201"

و قال "ع" عن فتنة بني أمية: و لبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا. "الخطبة 106، 207"

إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه و تعالى، الإيمان به و برسوله، و الجهاد في سبيله فإنّه ذروة الإسلام. و كلمة الإخلاص فإنّها الفطرة. و إقام الصّلاة فإنّها الملّة. و إيتاء الزّكاة فإنّها فريضة واجبة. و صوم شهر رمضان فإنّه جنّة من العقاب، و حجّ البيت و اعتماره فإنّهما ينفيان الفقر و يرحضان الذّنب. "الخطبة 108، 213"

و صار دين أحدكم لعقة على لسانه، صنيع من قد فرغ من عمله و أحرز رضا سيّده. "الخطبة 111، 219"

ألا و إنّ شرائع الدّين واحدة، و سبله قاصدة. من أخذ بها لحق و غنم، و من وقف عنها

ضلّ و ندم. "الخطبة 118، 228"

أين القوم الّذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، و قرؤوا القرآن فأحكموه؟. "الخطبة 119، 229"

و من كلام له "ع" قاله للخوارج، عن أهل صفين: و لكنّا إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام، على ما دخل فيه من الزّيغ و الإعوجاج، و الشّبهة و التّأويل. "الخطبة 120، 231"

و أقام حقّ اللّه فيهم، و لم يمنعهم سهمهم من الإسلام. "الخطبة 125، 237"

و قال "ع" لعمر بن الخطاب حين استشاره في الشخوص لقتال الفرس بنفسه: إنّ هذا الأمر لم يكن نصره و لا خذلانه بكثرة و لا بقلّة. و هو دين اللّه الّذي أظهره، و جنده الّذي أعدّه و أمدّه، حتّى بلغ ما بلغ، و طلع حيث طلع. و نحن على موعود من اللّه، و اللّه منجز وعده، و ناصر جنده. "الخطبة 144، 257"

أمّا وصيّتي: فاللّه لا تشركوا به شيئا. و محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلا تضيّعوا سنّته. أقيموا هذين العمودين، و أوقدوا هذين المصباحين. و خلاكم ذمّ ما لم تشردوا. "الخطبة 147، 261"

و قال "ع" عن الفتن: تقطع فيها الأرحام، و يفارق عليها الإسلام، بريّها سقيم، و ظاعنها مقيم. "الخطبة 149، 266"

إنّ اللّه تعالى خصّكم بالإسلام و استخلصكم له، و ذلك لأنّه اسم سلامة و جماع كرامة. اصطفى اللّه تعالى منهجه و بيّن حججه. من ظاهر علم و باطن حكم. لا تفنى غرائبه، و لا تنقضي عجائبه. فيه مرابيع النّعم و مصابيح الظّلم. لا تفتح الخيرات إلاّ بمفاتيحه، و لا تكشف الظّلمات إلاّ بمصابيحه. قد أحمى حماه و أرعى مرعاه. فيه شفاء المشتفي و كفاية المكتفي. "الخطبة 150، 267"

أظهر به الشّرائع المجهولة، و قمع به البدع المدخولة، و بيّن به الأحكام المفصولة. فمن يبتغ غير الإسلام دينا تتحقّق شقوته، و تنفصم عروته و تعظم كبوته، و يكون مآبه إلى الحزن الطّويل و العذاب الوبيل. "الخطبة 159، 286"

... و إنّ الطّرق لواضحة، و إنّ أعلام الدّين لقائمة. "الخطبة 162، 292"

/ 86