تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال الامام علي "ع":

أما و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة، لو لا حضور الحاضر، و قيام الحجّة بوجود النّاصر،

و ما أخذ اللّه على العلماء، أن لا يقارّوا على كظّة ظالم، و لا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها... "الخطبة 3، 44"

العدل و الظلم


يراجع المبحث "132" الامام علي "ع" صوت العدالة الانسانية.

يراجع المبحث "115" أئمة الجور و الضلال.

يراجع المبحث "34" العدل الالهي قال الامام علي "ع":

فإنّ في العدل سعة. و من ضاق عليه العدل، فالجور عليه أضيق. "الخطبة 15، 55"

و لا ترخّصوا لأنفسكم، فتذهب بكم الرّخص مذاهب الظّلمة "جمع ظالم". "الخطبة 84، 152"

و قال "ع" في صفة التقي: قد ألزم نفسه العدل. فكان أوّل عدله نفي الهوى عن نفسه. "الخطبة 85، 154"

و قال "ع" عن النبي "ص": سيرته القصد، و سنّته الرّشد، و كلامه الفصل، و حكمه العدل. "الخطبة 92، 186"

و لئن أمهل الظّالم فلن يفوت أخذه، و هو له بالمرصاد على مجاز طريقه، و بموضع الشّجى من مساغ ريقه "الشجى: ما يعترض في الحلق من عظم و غيره". "الخطبة 95، 188"

و قال "ع" عن الحكمين: إنّما اجتمع رأي ملئكم على اختيار رجلين، أخذنا عليهما أن لا يتعدّيا القرآن، فتاها عنه، و تركا الحقّ و هما يبصرانه، و كان الجور هواهما فمضيا

عليه. و قد سبق استثناؤنا عليهما في الحكومة بالعدل و الصّمد للحقّ سوء رأيهما، و جور حكمهما. "الخطبة 125، 238"

أيّها النّاس، أعينوني على أنفسكم، و أيم اللّه لأنصفنّ المظلوم من ظالمه، و لأقودنّ الظّالم بخزامته، حتّى أورده منهل الحقّ و إن كان كارها. "الخطبة 134، 247"

قال "ع" عن طلحة و الزبير: و إنّ أوّل عدلهم للحكم على أنفسهم. "الخطبة 135، 248"

و قال "ع" عن الامام المهدي المنتظر: فيريكم كيف عدل السّيرة، و يحيي ميّت الكتاب و السّنّة. "الخطبة 136، 250"

و أقدموا على اللّه مظلومين، و لا تقدموا عليه ظالمين. "الخطبة 149، 266"

و قال "ع" عن أنواع الظلم:

ألا و إنّ الظّلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، و ظلم لا يترك، و ظلم مغفور لا يطلب. فأمّا الظّلم الّذي لا يغفر فالشّرك باللّه، قال اللّه تعالى إنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ. و أمّا الظّلم الّذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات "أي الذنوب الصغيرة". و أمّا الظّلم الّذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا. القصاص هناك شديد. ليس هو جرحا بالمدى و لا ضربا بالسّياط، و لكنّه ما يستصغر ذلك معه. "الخطبة 174، 317"

فاللّه اللّه في عاجل البغي، و آجل وخامة الظّلم، و سوء عاقبة الكبر، فإنّها مصيدة إبليس العظمى. "الخطبة 190، 3، 366"

و قال "ع" عن القرآن: و رياض العدل و غدرانه. "الخطبة 196، 391"

فإذا أدّت الرّعيّة إلى الوالي حقّه، و أدّى الوالي إليها حقّها، عزّ الحقّ بينهم، و قامت مناهج الدّين، و اعتدلت معالم العدل، و جرت على أذلالها السّنن، فصلح بذلك الزّمان، و طمع في بقاء الدّولة، و يئست مطامع الأعداء. و إذا غلبت الرّعيّة واليها،

أو أجحف الوالي برعيّته، اختلفت هنالك الكلمة، و ظهرت معالم الجور، و كثر الإدغال في الدّين، و تركت محاجّ السّنن. "الخطبة 214، 410"

فإنّه من استثقل الحقّ أن يقال له، أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل

عليه. فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ، أو مشورة بعدل. "الخطبة 214، 412"

و لا تظلم كما لا تحبّ أن تظلم. "الخطبة 270، 2، 480"

و ظلم الضّعيف أفحش الظّلم. "الخطبة 270، 3، 486"

و لا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك، فإنّه يسعى في مضرّته و نفعك. و ليس جزاء من سرّك أن تسوءه. "الخطبة 270، 4، 488"

و من وصية له "ع" للحسنين "ع": و قولا بالحقّ و اعملا للأجر. و كونا للظّالم خصما، و للمظلوم عونا. "الخطبة 286، 511"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: و إنّ البغي و الزّور يذيعان "أي يفضحان" بالمرء في دينه و دنياه، و يبديان خلله عند من يعيبه. "الخطبة 287، 512"

و من عهده "ع" لمالك الاشتر: ثمّ اعلم يا مالك، أنّي قد وجّهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك، من عدل و جور. و أنّ النّاس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك، و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم. "الخطبة 292، 1، 517"

أنصف اللّه و أنصف النّاس من نفسك، و من خاصّة أهلك، و من لك فيه هوى من رعيّتك. فإنّك إلاّ تفعل تظلم، و من ظلم عباد اللّه كان اللّه خصمه دون عباده، و من خاصمه اللّه أدحض حجّته، و كان للّه حربا، حتّى ينزع أو يتوب. و ليس شي ء أدعى إلى تغيير نعمة اللّه و تعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإنّ اللّه سميع دعوة المضطهدين، و هو للظّالمين بالمرصاد. "الخطبة 292، 1، 519"

إنّ شرّ وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا، و من شركهم في الآثام، فلا يكوننّ لك بطانة، فإنّهم أعوان الأثمة، و إخوان الظّلمة. و أنت واجد منهم خير الخلف،

ممّن له مثل آرائهم و نفاذهم، و ليس عليه مثل آصارهم و أوزارهم. ممّن لم يعاون ظالما على ظلمه، و لا آثما على إثمه. "الخطبة 292، 1، 520"

و إنّ أفضل قرّة عين الولاة، إستقامة العدل في البلاد، و ظهور مودّة الرّعيّة. "الخطبة 292، 1، 525"

مع أنّ أكثر حاجات النّاس إليك، ممّا لا مؤونة فيه عليك، من شكاة مظلمة، أو

طلب إنصاف في معاملة. "الخطبة 292، 4، 535"

و من كتاب له "ع" الى الاسود بن قطيبة صاحب جند حلوان: أمّا بعد، فإنّ الوالي إذا اختلف هواه، منعه ذلك كثيرا من العدل، فليكن أمر النّاس عندك في الحقّ سواء،

فإنّه ليس في الجور عوض من العدل. "الخطبة 298، 544"

و من كتاب له "ع" الى العمال الذين يطأ الجيش عملهم: فنكّلوا من تناول منهم شيئا ظلما عن ظلمهم، و كفّوا أيدي سفهائكم عن مضارّتهم، و التّعرّض لهم فيما استثنيناه منهم. "الخطبة 299، 546"

و من كتاب له "ع" الى سهل بن حنيف الانصاري عامله على المدينة، في معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية: و إنّما هم أهل دنيا مقبلون عليها، و مهطعون إليها. و قد عرفوا العدل و رأوه، و سمعوه و وعوه. و علموا أنّ النّاس عندنا في الحقّ أسوة، فهربوا إلى الأثرة. فبعدا لهم و سحقا.

إنّهم و اللّه لم ينفروا من جور، و لم يلحقوا بعدل. "الخطبة 309، 559"

و قال "ع" عن دعائم الايمان: و العدل منها على أربع شعب: على غائص الفهم، و غور العلم، و زهرة الحكم، و رساخة الحلم: فمن فهم علم غور العلم، و من علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، و من حلم لم يفرّط في أمره و عاش في النّاس حميدا.

"30 ح، 570" للظّالم البادي غدا بكفّه عضّة "أي يعض الظالم على يده ندما يوم القيامة".

"186 ح، 600" ليس من العدل القضاء على الثّقة بالظّنّ. "220 ح، 606" بئس الزّاد إلى المعاد، العدوان على العباد. "221 ح، 606" و بالسّيرة العادلة يقهر المناوي ء "أي المخالف المعاند". "224 ح، 606" و قال "ع" في قوله تعالى إنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الإحْسَانِ العدل: الإنصاف، و الإحسان:

التّفضل. "231 ح، 608" يوم المظلوم على الظّالم أشدّ من يوم الظّالم على المظلوم. "241 ح، 610"

أحلفوا الظّالم إذا أردتم يمينه بأنّه بري ء من حول اللّه و قوّته، فإنّه إذا حلف بها كاذبا عوجل العقوبة، و إذا حلف باللّه لا إله إلاّ هو، لم يعاجل، لأنّه قد وحّد اللّه تعالى. "253 ح، 612" يوم العدل على الظّالم أشدّ من يوم الجور على المظلوم. "341 ح، 634" و من سلّ سيف البغي قتل به. "349 ح، 635" للظّالم من الرّجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، و من دونه بالغلبة،

و يظاهر "أي يعاون" القوم الظّلمة. "350 ح، 636" و إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر، لا يقرّبان من أجل، و لا ينقصان من رزق،

و أفضل من ذلك كلّه، كلمة عدل عند إمام جائر. "374 ح، 643" و سئل "ع" أيهما أفضل: العدل، أو الجود؟ فقال عليه السلام: العدل يضع الأمور مواضعها،

و الجود يخرجها من جهتها. العدل سائس عامّ، و الجود عارض خاصّ. فالعدل أشرفهما و أفضلهما. "437 ح، 655" و قال "ع" لزياد بن أبيه، و قد استخلفه لعبد اللّه بن العباس على فارس و أعمالها، نهاه فيه عن زيادة الخراج: استعمل العدل، و احذر العسف و الحيف. فإنّ العسف يعود بالجلاء "أي التفرق" و الحيف يدعو إلى السّيف. "476 ح، 662"

اقامة العدالة واجب إلهي


مدخل:

يعتبر الامام علي "ع" أن إحقاق الحق و إقامة العدل واجب الهي، فلا يصح أن يقف المسلم تجاه الظلم وقفة المتفرج، عند ما يترك الناس العدل و يعملون بالجور و التمييز الطبقي.

و قد بيّن "ع" هذا المبدأ في آخر الخطبة الشقشقية، بعد أن ذكر بعض الحوادث المؤلمة الماضية، و وجد نفسه ملزما وفق هذا المبدأ أن يقوم بالامر، حتى يزيل مظاهر الجور و الظلم من المجتمع و يعيد الحقوق الى أهلها. فهذه غايته من الخلافة و ليس المنصب و الامرة،

فهذه لا تعدل عنده عفطة عنز.

الحاكم أمين على الامة، و ليس متسلطا عليها


مدخل:

ظهرت في القرون الاخيرة في الغرب أفكار خاطئة مظللة، عن حق الحاكم، فاعتبروا الحاكم كالراعي، و الرعية كالأغنام، أو الحاكم كالسيد، و الرعية كالعبيد. و عليه فليس للرعية أي حق سوى ما يأمرهم به سيدهم. و هذه سياسة: الحق للقوة.

أما في الاسلام فالأمر على العكس من هذه الفكرة تماما، ففي نهج البلاغة يبين الامام علي "ع" أن الحاكم ما هو في الواقع إلا حارس مؤتمن على حقوق الناس و مسؤول أمامهم.

فالحاكم هو للرعية، و ليس الرعية للحاكم.

و كلمة "الراعي" من حيث الاشتقاق تعني الحارس و الحافظ. و من هذا المنطلق قال النبي "ص": 'كلكم راع، و كلكم مسؤول عن رعيته'. اذن فالحكومة العادلة هي أمانة في عنق الحاكم يجب أن يؤديها الى الامة، لذلك فاذا قام الحاكم العادل وجب على الناس اتباعه.

النصوص:

من كتاب للامام "ع" الى الاشعث بن قيس عامله على أذربيجان: و إنّ عملك ليس لك

بطعمة، و لكنّه في عنقك أمانة، و أنت مسترعى لمن فوقك، ليس لك أن تفتات "أي تستبدّ" في رعيّة، و لا تخاطر إلاّ بوثيقة. "الخطبة 244، 445"

و من كتاب له "ع" الى عماله على الخراج: فأنصفوا النّاس من أنفسكم، و اصبروا لحوائجهم، فإنّكم خزّان الرّعيّة، و وكلاء الأمّة، و سفراء الأئمّة. "الخطبة 290، 515"

و من عهده "ع" الى مالك الاشتر: و أشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة و المحبّة لهم و اللّطف بهم،

و لا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدّين، أو نظير لك في الخلق. "الخطبة 292، 1، 518"

و لا تقولنّ إنّي مؤمّر آمر فأطاع، فإنّ ذلك إدغال في القلب و منهكة للدّين و تقرّب من الغير. "الخطبة 292، 1، 518"

العدل سبيل الاستقرار و السعادة


مدخل:

العدل في نظر الامام "ع" هو الاصل الذي يستطيع أن يحقق توازن المجتمع، و يرضي جميع أفراده و يهب لهم السلام و الامن و الطمأنينة و الرضى. أما الظلم و التمييز الطبقي فهو لا يرضي حتى نفس الظالم، فكيف بالمظلومين و المحرومين.

لذلك لم يهادن الامام "ع" أحدا في الحق، و لم تأخذه في إقامة العدل لومة لائم. و من ذلك أنه ردّ كل شي ء أقطعه عثمان لأقربائه من أموال المسلمين. و لما قيل له: أقم العدل من الآن فصاعدا و لا تنظر الى ما مضى، قال "ع": 'الحق قديم لا يبطله شي ء'.

و يذكر الامام "ع" في مقارنته بين العدل و الظلم، أن في العدل سعة، و أن في الجور ضيقا.

فالمؤمن يقنع بالعدل و لا يتجاوز حدوده، فيعيش في استقرار و سعادة. أما الفاسق الذي يتجاوز حدود العدل، فليس أمامه حدود تحده، فكلما بلغ مبلغا من شهواته، تعطّش الى شهوات أخرى، فيعيش دائما في ضيق و قلق، و لا يبلغ حد الاستقرار و السعادة.

النص

و من كلام له "ع" فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان: و اللّه لو وجدته قد تزوّج به النّساء، و ملك به الإماء، لرددته، فإنّ في العدل سعة، و من ضاق عليه العدل،

فالجور عليه أضيق. "الخطبة 15، 55"

العدل أفضل من الجود


مدخل:

هناك مفهومان متلازمان بين الجماعة و الفرد هما العدالة و الجود. و الامام "ع" حين سأله رجل: أيهما أفضل، العدل أو الجود؟ أجابه عليه السلام بأن العدل أفضل من الجود و ذلك بقوله: 'العدل يضع الامور مواضعها، و الجود يخرجها من جهتها. العدل سائس عام،

و الجود عارض خاص، فالعدل أشرفهما و أفضلهما'.

و قد يظن لأول وهلة أن جواب الامام "ع" سيكون بأن الجود أفضل من العدل، لأن العدل هو إعطاء الناس حقوقهم، أما الجود فهو الاعطاء بأكثر من الحق.

و لكن الامام "ع" يجيب بعكس هذا، مقدّما العدل على الجود، و ذلك بدليلين:

1 اذا التزم كل انسان بحقه و أعطى غيره ما يستحقه، كلّ حسب استعداده و عمله، يجد كل شخص مكانه في المجتمع، و يصبح المجتمع كاملا متوازنا، و عند ذلك لا تعود أية حاجة للجود، لأن الجود عمل غير طبيعي للمجتمع، و هو لا يلزم إلا عند ما يوجد في المجتمع نقص أو ظلم. لذلك قال "ع": 'العدل يضع الامور مواضعها، و الجود يخرجها من جهتها'.

2 العدالة قانون عام يدبر جميع شؤون المجتمع، فهو سبيل يسلكه الجميع، أما الجود فهو حالة استثنائية خاصة لا يمكن أن نتخذها قانونا عاما. لذلك قال "ع": 'العدل سائس عام، و الجود عارض خاص'. ثم أعطى النتيجة "ع" فقال: 'فالعدل أشرفهما و أفضلهما'.

و يظهر في هذا الجواب تقديم الامام "ع" للمبادي ء الاجتماعية كالعدالة، على المبادئ الفردية كالكرم. و جعل الاولى أصلا و جذعا و الثانية فرعا و غصنا.

النص

و سئل "ع" أيهما أفضل: العدل أو الجود؟ فقال "ع": العدل يضع الأمور مواضعها، و الجود يخرجها من جهتها. العدل سائس عامّ، و الجود عارض خاصّ. فالعدل أشرفهما و أفضلهما. "437 ح، 655"

صفة الحاكم الفاضل


قال الامام علي "ع":

و قد علمتم أنّه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج و الدّماء و المغانم و الأحكام و إمامة المسلمين، البخيل، فتكون في أموالهم نهمته. و لا الجاهل، فيضلّهم بجهله. و لا الجافي، فيقطعهم بجفائه. و لا الحائف للدّول، فيتّخذ قوما دون قوم.

و لا المرتشي في الحكم، فيذهب بالحقوق، و يقف بها دون المقاطع. و لا المعطّل للسّنّة، فيهلك الأمّة. "الخطبة 129، 242"

و إنّ من أسخف حالات الولاة عند صالح النّاس، أن يظنّ بهم حبّ الفخر، و يوضع أمرهم على الكبر. "الخطبة 214، 412"

و من عهده "ع" لمالك الاشتر: و إنّما يستدلّ على الصّالحين بما يجري اللّه لهم على ألسن عباده. فليكن أحبّ الذّخائر إليك ذخيرة العمل الصّالح. فاملك هواك، و شحّ بنفسك عمّا لا يحلّ لك. فإنّ الشّحّ بالنّفس الإنصاف منها فيما أحبّت أو كرهت.

و أشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة، و المحبّة لهم، و اللّطف بهم، و لا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدّين، أو نظير لك في الخلق. "الخطبة 292، 1، 517"

ثمّ اختر للحكم بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك، ممّن لا تضيق به الأمور، و لا

تمحكه الخصوم، و لا يتمادى في الزّلّة، و لا يحصر من الفي ء إلى الحقّ إذا عرفه،

و لا تشرف نفسه على طمع، و لا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه، و أوقفهم في الشّبهات، و آخذهم بالحجج، و أقلّهم تبرّما بمراجعة الخصم، و أصبرهم على تكشّف الأمور، و أصرمهم عند اتّضاح الحكم، ممّن لا يزدهيه إطراء، و لا يستميله إغراء، و أولئك قليل. "الخطبة 292، 2، 526"

مراقبة الامام لعماله و محاسبتهم


من كلام للامام "ع" و قد دخل على العلاء بن زياد الحارثي و هو من اصحابه، فلما رأى سعة داره قال: ما كنت تصنع بسعة هذه الدّار في الدّنيا؟ و أنت إليها في الآخرة كنت أحوج 'تراجع التتمة في المبحث "274" الدنيا و الآخرة'. "الخطبة 207، 400"

و روي أن شريح بن الحارث قاضي أمير المؤمنين "ع" اشترى على عهده دارا بثمانين دينارا، فبلغه ذلك. فاستدعى شريحا و قال له: بلغني أنّك ابتعت دارا بثمانين دينارا،

و كتبت لها كتابا، و أشهدت فيه شهودا. فقال له شريح: قد كان ذلك يا أمير المؤمنين. قال: فنظر إليه نظر المغضب. ثمّ قال له: يا شريح، أما إنّه سيأتيك من لا ينظر في كتابك، و لا يسألك عن بيّنتك، حتّى يخرجك منها شاخصا،

و يسلمك إلى قبرك خالصا. فانظر يا شريح لا تكون ابتعت هذه الدّار من غير مالك،

أو نقدت الثّمن من غير حلالك فإذا أنت قد خسرت دار الدّنيا و دار الآخرة أمّا إنّك لو كنت أتيتني عند شرائك ما اشتريت لكتبت لك كتابا على هذه النّسخة.

فلم ترغب في شراء هذه الدّار بدرهم فما فوق. "الخطبة 242، 443"

و من كتاب له "ع" الى عبد اللّه بن عباس عامله على البصرة:.. فاربع "أي ارفق" أبا العباس، رحمك اللّه، فيما جرى على لسانك و يدك من خير و شرّ فإنّا شريكان في ذلك. و كن عند صالح ظنّي بك. و لا يفيلنّ "أي يضعف" رأيي فيك، و السّلام. "الخطبة 257، 456"

/ 86