تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فقال عليه السلام: ما بالكم لا سدّدتم لرشد، و لا هديتم لقصد أفي مثل هذا ينبغي لي أن أخرج؟ و إنّما يخرج في مثل هذا رجل ممّن أرضاه من شجعانكم و ذوي بأسكم، و لا ينبغي لي أن أدع الجند و المصر و بيت المال و جباية الأرض،

و القضاء بين المسلمين، و النّظر في حقوق المطالبين، ثمّ أخرج في كتيبة أتبع أخرى، أتقلقل تقلقل القدح "أي السهم قبل أن يراش" في الجفير الفارغ "أي الكنانة التي توضع فيها السهام". و إنّما أنا قطب الرّحى، تدور عليّ و أنا بمكاني،

فإذا فارقته استحار "أي اضطرب" مدارها، و اضطرب ثفالها "الثفال الحجر الاسفل من الرحى". هذا لعمر اللّه الرّأي السّوء و اللّه لولا رجائي الشّهادة عند لقائي العدوّ و لو قد حمّ لي لقاؤه لقرّبت ركابي، ثمّ شخصت عنكم، فلا أطلبكم ما اختلف جنوب و شمال، طعّانين عيّابين، حيّادين روّاغين. إنّه لا غناء في كثرة عددكم، مع قلّة اجتماع قلوبكم. لقد حملتكم على الطّريق الواضح الّتي لا يهلك عليها إلاّ هالك. من استقام فإلى الجنّة، و من زلّ فإلى النّار. "الخطبة 117، 227"

و من كلام له "ع" بعد ليلة الهرير، و قد قام اليه رجل من اصحابه فقال: نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها، فلم ندر أي الامرين أرشد؟ فصفق عليه السلام احدى يديه على الاخرى ثم قال: هذا جزاء من ترك العقدة. أما و اللّه لو أنّي حين أمرتكم بما أمرتكم به حملتكم على المكروه الّذي يجعل اللّه فيه خيرا، فإن استقمتم هديتكم، و إن اعوججتم قوّمتكم، و إن أبيتم تداركتكم لكانت الوثقى. و لكن بمن و إلى من؟ أريد أن أداوي بكم و أنتم دائي، كناقش الشّوكة بالشّوكة، و هو يعلم أنّ ضلعها معها. اللّهمّ قد ملّت أطبّاء هذا الدّاء الدّويّ، و كلّت النّزعة بأشطان الرّكيّ. أين القوم الّذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، و قرؤوا القرآن فأحكموه، و هيجوا إلى الجهاد فولهوا و له اللّقاح إلى أولادها، و سلبوا السّيوف أغمادها، و أخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا، و صفّا صفّا. بعض هلك، و بعض نجا. "الخطبة 119، 229"

و من كلام له "ع" قاله لأصحابه في ساحة الحرب بصفين: و أيّ امري ء منكم أحسّ من نفسه رباطة جأش عند اللّقاء، و رأى من أحد من إخوانه فشلا، فليذبّ عن

أخيه بفضل نجدته الّتي فضّل بها عليه كما يذبّ عن نفسه. فلو شاء اللّه لجعله مثله. إنّ الموت طالب حثيث لا يفوته المقيم، و لا يعجزه الهارب. إنّ أكرم الموت القتل. و الّذي نفس ابن أبي طالب بيده، لألف ضربة بالسّيف أهون عليّ من ميتة على الفراش في غير طاعة اللّه.

"و منه" و كأنّي أنظر إليكم تكشّون كشيش الضّباب. لا تأخذون حقا، و لا تمنعون ضيما. قد خلّيتم و الطّريق. فالنجاة للمقتحم، و الهلكة للمتلوّم. "الخطبة 121، 232"

و من كلام له "ع" في حث أصحابه على القتال: و أيم اللّه لئن فررتم من سيف العاجلة،

لا تسلموا من سيف الآخرة، و أنتم لهاميم العرب "أي السابقون من العرب"، و السّنام الأعظم. إنّ في الفرار موجدة اللّه "أي غضبه"، و الذّلّ اللاّزم، و العار الباقي. و إنّ الفارّ لغير مزيد في عمره، و لا محجوز بينه و بين يومه. الرّائح إلى اللّه كالظّمآن يرد الماء. الجنّة تحت أطراف العوالي. اليوم تبلى الأخبار. و اللّه لأنا أشوق إلى لقائهم منهم إلى ديارهم. اللّهمّ فإن ردّوا الحقّ فافضض جماعتهم، و شتّت كلمتهم، و أبسلهم بخطاياهم "أي اهلكهم". إنّهم لن يزولوا عن مواقفهم دون طعن دراك، يخرج منه النّسيم. و ضرب يفلق الهام، و يطيح العظام، و يندر "أي يسقط" السّواعد و الأقدام. و حتّى يرموا بالمناسر تتبعها المناسر "جمع منسر و هي القطعة من الجيش تكون في المقدمة"، و يرجموا بالكتائب تقفوها الحلائب "جمع حلبة، و هي القطعة الحربية التي عددها من اربعة آلاف الى اثني عشر الفا"، و حتّى يجرّ ببلادهم الخميس يتلوه الخميس، و حتّى تدعق الخيول "أي تطأ وطأ شديدا" في نواحر أرضهم "أي متقابلاتها"، و باعنان مساربهم و مسارحهم. "الخطبة 122، 233"

و قال "ع" مخاطبا الخوارج: لبئس حشّاش نار الحرب أنتم أفّ لكم لقد لقيت منكم برحا. يوما أناديكم و يوما أناجيكم، فلا أحرار صدق عند النّداء، و لا إخوان ثقة عند النّجاء. "الخطبة 123، 235"

و من كلام له "ع" خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم: فمن استطاع عند ذلك أن يعتقل نفسه على اللّه عزّ و جلّ، فليفعل. فإن أطعتموني فإني حاملكم إن

شاء اللّه على سبيل الجنّة، و إن كان ذا مشقّة شديدة و مذاقة مريرة. "الخطبة 154، 273"

أين المانع للذّمار، و الغائر "أي صاحب الغيرة على نسائه" عند نزول الحقائق من أهل الحفاظ. العار وراءكم و الجنّة أمامكم. "الخطبة 169، 306"

و من خطبة له "ع" خطبها في الكوفة و هو عازم على الرجعة الى صفين:

أيّها النّاس، إنّي قد بثثت لكم المواعظ الّتي وعظ الأنبياء بها أممهم. و أدّيت إليكم ما أدّت الأوصياء إلى من بعدهم. و أدّبتكم بسوطي فلم تستقيموا،

و حدوتكم بالزّواجر فلم تستوسقوا. للّه أنتم أتتوقّعون إماما غيري يطأ بكم الطّريق،

و يرشدكم السّبيل؟

ألا إنّه قد أدبر من الدّنيا ما كان مقبلا، و أقبل منها ما كان مدبرا، و أزمع التّرحال عباد اللّه الأخيار، و باعوا قليلا من الدّنيا لا يبقى، بكثير من الآخرة لا يفنى. ما ضرّ إخواننا الّذين سفكت دماؤهم و هم بصفّين ألاّ يكونوا اليوم أحياء؟ يسيغون الغصص و يشربون الرّنق "أي الكدر". قد و اللّه لقوا اللّه فوفّاهم أجورهم، و أحلّهم دار الأمن بعد خوفهم.

أين إخواني الّذين ركبوا الطّريق و مضوا على الحقّ؟ أين عمّار؟ و أين ابن التّيّهان "اسمه مالك"؟ و أين ذو الشّهادتين "هو خزيمة بن ثابت الانصاري"؟. و أين نظراؤهم من إخوانهم الّذين تعاقدوا على المنيّة، و أبرد برؤوسهم إلى الفجرة.

أوّه، على إخواني الّذين تلوا القرآن فأحكموه، و تدبّروا الفرض فأقاموه. أحيوا السّنّة و أماتوا البدعة. دعوا للجهاد فأجابوا، و وثقوا بالقائد فاتّبعوه.

ثم نادى "ع" بأعلى صوته: الجهاد الجهاد عباد اللّه ألا و إنّي معسكر في يومي هذا، فمن أراد الرّواح إلى اللّه فليخرج "الخطبة 180، 328"

فانفذوا على بصائركم، و لتصدق نيّاتكم في جهاد عدوّكم. فو الّذي لا إله إلاّ هو، إنّي لعلى جادّة الحقّ، و إنّهم لعلى مزلّة الباطل. أقول ما تسمعون، و أستغفر اللّه لي و لكم. "الخطبة 195، 386"

و من خطبة له "ع" كان يستنهض بها أصحابه الى جهاد أهل الشام: اللّهمّ أيّما عبد من

عبادك سمع مقالتنا العادلة غير الجائرة، و المصلحة غير المفسدة، في الدّين و الدّنيا، فأبى بعد سمعه لها إلاّ النّكوص عن نصرتك، و الإبطاء عن إعزاز دينك، فإنّا نستشهدك عليه يا أكبر الشّاهدين شهادة، و نستشهد عليه جميع ما أسكنته أرضك و سمواتك. ثمّ أنت بعد المغني عن نصره، و الآخذ له بذنبه. "الخطبة 210، 405"

و من كلام له "ع" يحث به أصحابه على الجهاد: و اللّه مستأديكم شكره، و مورّثكم أمره. و ممهلكم في مضمار محدود، لتتنازعوا سبقه "يقصد بذلك الجنة". فشدّوا عقد المآزر "كناية عن الجد و الاستعداد"، و اطووا فضول الخواصر. و لا تجتمع عزيمة و وليمة. ما أنقض النّوم لعزائم اليوم، و أمحى الظّلم لتذاكير الهمم. "الخطبة 239، 440"

و من كتاب له "ع" الى عبد اللّه بن العباس، بعد مقتل محمد بن أبي بكر في مصر: و قد كنت حثثت النّاس على لحاقه، و أمرتهم بغياثه قبل الوقعة، و دعوتهم سرا و جهرا،

و عودا و بدءا، فمنهم الآتي كارها، و منهم المعتلّ كاذبا، و منهم القاعد خاذلا. أسأل اللّه تعالى أن يجعل لي منهم فرجا عاجلا، فو اللّه لو لا طمعي عند لقائي عدوّي في الشّهادة. و توطيني نفسي على المنيّة، لأحببت ألاّ ألقى مع هؤلاء يوما واحدا، و لا ألتقي بهم أبدا. "الخطبة 274، 493"

و من كتاب له "ع" الى أهل مصر: ألا ترون إلى أصرافكم قد انتقضت، و إلى أمصاركم قد افتتحت، و إلى ممالككم تزوى، و إلى بلادكم تغزى. انفروا رحمكم اللّه إلى قتال عدوّكم، و لا تثّاقلوا إلى الأرض فتقرّوا بالخسف "أي تقيموا عليه"، و تبوؤوا بالذّلّ "أي تعودوا به"، و يكون نصيبكم الأخسّ. و إنّ أخا الحرب الأرق "أي ان صاحب الحرب لا ينام"، و من نام لم ينم عنه، و السّلام. "الخطبة 301، 549"

حث أصحابه على الاخاء و الالفة و الاتحاد و ذم التفرق


قال الامام علي "ع":

و إنّما أنتم إخوان على دين اللّه، ما فرّق بينكم إلاّ خبث السّرائر، و سوء الضّمائر، فلا توازرون و لا تناصحون، و لا تباذلون و لا توادّون... و ما يمنع أحدكم أن يستقبل أخاه بما يخاف من عيبه، إلاّ مخافة أن يستقبله بمثله. "الخطبة 111، 219"

و الزموا السّواد الأعظم فإنّ يد اللّه على الجماعة، و إيّاكم و الفرقة فإنّ الشّاذّ من النّاس للشّيطان، كما أنّ الشّاذّ من الغنم للذّئب. "الخطبة 125، 237"

... و الزموا ما عقد عليه حبل الجماعة، و بنيت عليه أركان الطّاعة. "الخطبة 149، 266"

فإيّاكم و التّلوّن في دين اللّه، فإنّ جماعة فيما تكرهون من الحقّ، خير من فرقة فيما تحبّون من الباطل. و إنّ اللّه سبحانه لم يعط أحدا بفرقة خيرا ممّن مضى، و لا ممّن بقي. "الخطبة 174، 317"

فانظروا كيف كانوا حيث كانت الأملاء "جمع ملأ" مجتمعة، و الأهواء مؤتلفة، و القلوب معتدلة، و الأيدي مترادفة، و السّيوف متناصرة، و البصائر نافذة، و العزائم واحدة. ألم يكونوا أربابا في أقطار الأرضين، و ملوكا على رقاب العالمين.

فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر أمورهم، حين وقعت الفرقة، و تشتّتت الألفة، و اختلفت الكلمة و الأفئدة، و تشعّبوا مختلفين، و تفرّقوا متحازبين... "الخطبة 190، 3، 369"

فإنّ اللّه سبحانه قد امتنّ على جماعة هذه الأمّة، فيما عقد بينهم من حبل هذه الألفة، الّتي ينتقلون في ظلّها، و يأوون إلى كنفها. بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة، لأنّها أرجح من كلّ ثمن، و أجلّ من كلّ خطر. "الخطبة 190، 4، 371"

من وصية له "ع" للحسن و الحسين "ع" أوصيكما... بتقوى اللّه، و نظم أمركم،

و صلاح ذات بينكم، فإنّي سمعت جدّكما صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول 'صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة و الصّيام'... "الخطبة 286، 511"

و عليكم بالتّواصل و التّباذل، و إيّاكم و التّدابر و التّقاطع. "الخطبة 286، 512"

تعاليم حربية و وصايا الامام لقواده


قال الامام علي "ع":

لابنه محمد بن الحنيفة لما أعطاه الراية يوم الجمل: تزول الجبال و لا تزل. عضّ على ناجذك. أعر اللّه جمجمتك. تد في الأرض قدمك. ارم ببصرك أقصى القوم و غصّ بصرك. و اعلم أن النّصر من عند اللّه سبحانه. "الخطبة 11، 52"

و قلت لكم: اغزوهم قبل أن يغزوكم فو اللّه ما غزي قوم قطّ في عقر دارهم إلاّ ذلّوا. "الخطبة 27، 76"

من كلام له "ع" في تعليم الحرب و المقاتلة، قاله لأصحابه ليلة الهرير بصفين: معاشر المسلمين: استشعروا الخشية، و تجلببوا السّكينة، و عضّوا على النّواجذ، فإنّه أنبى للسّيوف عن الهام. و أكملوا اللأمة "اي الدرع"، و قلقلوا السّيوف في أغمادها قبل سلّها. و الحظوا الخزر، و اطعنوا الشّزر، و نافحوا بالظّبا، و صلوا السّيوف بالخطا.

و اعلموا أنّكم بعين اللّه، و مع ابن عمّ رسول اللّه. فعاودوا الكرّ، و استحيوا من الفرّ، فإنّه عار في الأعقاب، و نار يوم الحساب. و طيبوا عن أنفسكم نفسا، و امشوا إلى الموت مشيا سجحا "أي سهلا"، و عليكم بهذا السّواد الأعظم "أي أهل الشام" و الرّواق المطنّب "أي رواق معاوية"، فاضربوا ثبجه "أي وسطه"، فإنّ الشّيطان "أي معاوية" كامن في كسره، و قد قدّم للوثبة يدا، و أخّر للنّكوص رجلا. فصمدا صمدا، حتّى ينجلي لكم عمود الحقّ، و أنتم الأعلون و اللّه معكم، و لن يتركم "أي ينقصكم" أعمالكم. "الخطبة 64، 120"

من كلام له "ع" و قد جمع الناس و حضهم على الجهاد فسكتوا مليا فقال عليه السّلام:

ما بالكم لا سدّدتم لرشد، و لا هديتم لقصد أفي مثل هذا ينبغي لي أن أخرج؟

و إنّما يخرج في مثل هذا رجل ممّن أرضاه من شجعانكم و ذوي بأسكم، و لا ينبغي لي أن أدع الجند و المصر و بيت المال و جبابة الأرض، و القضاء بين المسلمين،

و النّظر في حقوق المطالبين، ثمّ أخرج في كتيبة أتبع أخرى، أتقلقل تقلقل القدح "أي السهم قبل أن يراش" في الجفير الفارغ "أي الكنانة التي توضع فيها السهام".

و إنّما أنا قطب الرّحى، تدور عليّ و أنا بمكاني، فإذا فارقته استحار مدارها، و اضطرب ثفالها "الثفال: الحجر الاسفل من الرحى". هذا لعمر اللّه الرّأي السّوء "الخطبة 117، 227"

من كلام له "ع" قاله لأصحابه في ساحة الحرب بصفين، و فيه يعلم اصحابه فنون القتال و آدابه:

و أيّ امري ء منكم أحسّ من نفسه رباطة جأش عند اللّقاء، و رأى من أحد من إخوانه فشلا فليذبّ عن أخيه، بفضل نجدته الّتي فضّل بها عليه، كما يذبّ عن نفسه. فلو شاء اللّه لجعله مثله. إنّ الموت طالب حثيث لا يفوته المقيم و لا يعجزه الهارب. إنّ أكرم الموت القتل. و الّذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسّيف أهون عليّ من ميتة على الفراش.

"و منه": فقدّموا الدّارع و أخّروا الحاسر، و عضّوا على الأضراس، فإنه أنبى للسّيوف عن الهام، و التووا في أطراف الرّماح، فإنّه أمور للأسنّة. و غضّوا الأبصار فإنّه أربط للجأش و أسكن للقلوب. و أميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل. و رايتكم فلا تميلوها و لا تخلّوها، و لا تجعلوها إلاّ بأيدي شجعانكم و المانعين الذّمار منكم.

فإنّ الصّابرين على نزول الحقائق هم الّذين يحفّون براياتهم، و يكتنفونها: حفا فيها و وراءها و أمامها، لا يتأخّرون عنها فيسلموها، و لا يتقدّمون عليها فيفردوها. أجزأ امرؤ قرنه "أي كفؤه"، و آسى أخاه بنفسه، و لم يكل قرنه إلى أخيه، فيجتمع عليه قرنه و قرن أخيه. و أيم اللّه لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلموا من سيف الآخرة.

و أنتم لهاميم العرب و السّنام الأعظم. إنّ في الفرار موجدة اللّه، و الذّل اللاّزم، و العار الباقي. و إنّ الفارّ لغير مزيد في عمره، و لا محجوز بينه و بين يومه. "الخطبة 121، 232"

من كلام له "ع" و قد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج الى غزو الروم بنفسه: 'يراجع في المبحث "152" عمر بن الخطاب'. "الخطبة 132، 246"

من كلام له "ع" و قد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه: 'يراجع في المبحث "152" عمر بن الخطاب'. "الخطبة 144، 257"

فشدّوا عقد المآزر، و اطووا فضول الخواصر. "الخطبة 239، 441"

من كتاب له "ع" الى بعض أمراء جيشه: فإن عادوا إلى ظلّ الطّاعة فذاك الّذي نحبّ، و إن توافت الأمور بالقوم إلى الشّقاق و العصيان، فانهد بمن أطاعك إلى من عصاك، و استغن بمن انقاد معك عمّن تقاعس عنك. فإنّ المتكاره "المتثاقل بكراهة الحرب" مغيبه خير من مشهده "أي وجوده في الجيش يضر أكثر مما ينفع" و قعوده أغنى من نهوضه. "الخطبة 243، 445"

من وصية له "ع" وصى بها جيشا بعثه الى العدو: فإذا نزلتم بعدوّ أو نزل بكم، فليكن معسكركم في قبل الأشراف "أي بجانب الجبال العالية"، أو سفاح الجبال، أو أثناء الأنهار. كيما يكون لكم ردءا "أي عونا" و دونكم مردّا. و لتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين. و اجعلوا لكم رقباء في صياصي الجبال "أي أعاليها" و مناكب الهضاب، لئلاّ يأتيكم العدوّ من مكان مخافة أو أمن. و اعلموا أنّ مقدّمة القوم عيونهم، و عيون المقدّمة طلائعهم. و إيّاكم و التّفرّق فإذا نزلتم فانزلوا جميعا،

و إذا ارتحلتم فارتحلوا جميعا. و إذا غشيكم اللّيل فاجعلوا الرّماح كفّة "أي انصبوها حولكم مستديرة ككفة الميزان"، و لا تذوقوا النّوم إلاّ غرارا "أي قليلا" أو مضمضة. "الخطبة 250، 451"

من وصية له "ع" وصّى بها معقل بن قيس الرياحي حين أنفذه الى الشام في ثلاثة آلاف مقدمة له: إتّق اللّه الّذي لا بد لك من لقائه، و لا منتهى لك دونه. و لا تقاتلنّ إلا من

قاتلك. و سر البردين "أي وقت ابتراد الارض و الهواء". و غوّر بالنّاس. و رفّه في السّير.

و لا تسر أوّل اللّيل، فإنّ اللّه جعله سكنا، و قدّره مقاما لا ظعنا. فأرح فيه بدنك،

و روّح ظهرك. فإذا وقفت حين ينبطح السّحر، أو حين ينفجر الفجر، فسر على بركة اللّه. فإذا لقيت العدوّ فقف من أصحابك وسطا، و لا تدن من القوم دنوّ من يريد أن ينشب الحرب. و لا تباعد عنهم تباعد من يهاب البأس، حتّى يأتيك أمري. و لا يحملنّكم شنآنهم "أي بغضهم" على قتالهم، قبل دعائهم و الإعذار إليهم. "الخطبة 251، 452"

من وصية له "ع" لعسكره قبل لقاء العدو بصفين: لا تقاتلوهم حتّى يبدؤوكم. فإنّكم بحمد اللّه على حجّة، و ترككم إيّاهم حتّى يبدؤوكم حجّة أخرى لكم عليهم. فإذا كانت الهزيمة بإذن اللّه فلا تقتلوا مدبرا، و لا تصيبوا معورا "الذي أمكن من نفسه و عجز عن حمايتها". و لا تجهزوا على جريح. و لا تهيجوا النّساء بأذى، و إن شتمن أعراضكم و سببن أمراءكم. فإنّهنّ ضعيفات القوى و الأنفس و العقول، إن كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ و إنّهنّ لمشركات "هذا حكم الشريعة الاسلامية في حفظ اعراض النساء حتى المشركات في الحرب". و إن كان الرّجل ليتناول المرأة في الجاهليّة بالفهر "حجر يدق به الجوز" أو الهراوة "العصا" فيعيّر بها و عقبه من بعده. "الخطبة 253، 453"

و كان "ع" يقول لأصحابه عند الحرب: لا تشتدّنّ عليكم فرّة بعدها كرّة. و لا جولة بعدها حملة. و أعطوا السّيوف حقوقها. و وطّئوا للجنوب مصارعها. و اذمروا أنفسكم "أي حرضوها" على الطّعن الدّعسيّ "أي الشديد" و الضّرب الطّلحفيّ "الشديد ايضا". و أميتوا الأصوات، فإنّه أطرد للفشل. فو الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة، ما أسلموا و لكن استسلموا، و أسرّوا الكفر، فلمّا وجدوا أعوانا عليه أظهروه. "الخطبة 255، 454"

و من كتاب له "ع" الى أهل مصر، لما ولى عليهم مالك الاشتر: فإن أمركم أن تنفروا فانفروا، و إن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فإنّه لا يقدم و لا يحجم، و لا يؤخّر و لا يقدّم،

إلاّ عن أمري. "الخطبة 277، 496"

ألا و إنّ لكم عندي ألاّ أحتجز دونكم سرّا إلاّ في حرب، و لا أطوي دونكم أمرا إلاّ في حكم. "الخطبة 289، 514".

و لا تمسّنّ مال أحد من النّاس، مصلّ و لا معاهد، إلاّ أن تجدوا فرسا أو سلاحا يعدى به على أهل الإسلام، فإنّه لا ينبغي للمسلم أن يدع ذلك في أيدي أعداء الإسلام، فيكون شوكة عليه. "الخطبة 290، 515"

و قال "ع" في عهده لمالك الاشتر: فولّ من جنودك أنصحهم في نفسك للّه و لرسوله و لإمامك، و أنقاهم جيبا، و أفضلهم حلما، ممّن يبطي ء عن الغضب، و يستريح إلى العذر، و يرأف بالضّعفاء، و ينبو على الأقوياء، و ممّن لا يثيره العنف، و لا يقعد به الضّعف. "الخطبة 292، 2، 524"

و ليكن آثر رؤوس جندك عندك من واساهم في معونته، و أفضل عليهم من جدته، بما يسعهم و يسع من وراءهم من خلوف أهليهم، حتّى يكون همّهم همّا واحدا في جهاد العدوّ، فإنّ عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك. "الخطبة 292، 2، 524"

من كتاب له "ع" الى العمال الذين يطأ الجيش عملهم "أي يمر بأراضيهم": من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى من مرّ به الجيش من جباة الخراج و عمّار البلاد. أمّا بعد،

فإنّي قد سيّرت جنودا هي مارّة بكم إن شاء اللّه، و قد أوصيتهم بما يجب للّه عليهم من كفّ الأذى و صرف الشّذى "أي الشر"، و أنا أبرأ إليكم و إلى ذمّتكم من معرّة الجيش "أي أذاه"، إلاّ من جوعة المضطرّ، لا يجد عنها مذهبا إلى شبعه. فنكّلوا من تناول منهم شيئا ظلما عن ظلمهم، و كفّوا أيدي سفهائكم عن مضارّتهم و التّعرّض لهم فيما استثنيناه منهم. و أنا بين أظهر الجيش فارفعوا إليّ مظالمكم و ما عراكم،

ممّا يغلبكم من أمرهم، و ما لا تطيقون دفعه إلاّ باللّه و بي، فأنا أغيّره بمعونة اللّه، إن شاء. "الخطبة 299، 545"

من كتاب له "ع" الى كميل بن زياد النخعي، و هو عامله على هيت، ينكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا الغارة: أمّا بعد، فإنّ تضييع المرء ما ولّي،

/ 86