تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و فحص براياته في ضواحي كوفان... هذا و كم يخرق الكوفة من قاصف، و يمرّ عليها من عاصف.. "الخطبة 99، 194"

أمّا و اللّه ليسلّطنّ عليكم غلام ثقيف "أي الحجاج" الذّيّال الميّال. يأكل خضرتكم و يذيب شحمتكم. إيه أبا وذحة "و هي الخنفساء، التي لدغته فمات بسببها". "الخطبة 114، 225"

و من كتاب له "ع" الى أهل الكوفة، عند مسيره من المدينة الى البصرة لحرب الجمل: من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة جبهة الأنصار، و سنام العرب.

أمّا بعد فإنّي أخبركم عن أمر عثمان... و اعلموا أنّ دار الهجرة قد قلعت بأهلها و قلعوا بها. و جاشت جيش المرجل. و قامت الفتنة على القطب. فأسرعوا إلى أميركم، و بادروا جهاد عدوّكم. إن شاء اللّه عزّ و جلّ. "الخطبة 240، 442"

و من كتاب له "ع" الى أهل الكوفة بعد فتح البصرة: و جزاكم اللّه من أهل مصر عن أهل بيت نبيّكم، أحسن ما يجزي العاملين بطاعته، و الشّاكرين لنعمته. فقد سمعتم و أطعتم، و دعيتم فأجبتم. "الخطبة 241، 443"

.... و ليس أهل الشّام بأحرص على الدّنيا، من أهل العراق على الآخرة. "الخطبة 256، 455"

من كتاب له "ع" الى أهل الكوفة، عند مسيره من المدينة الى البصرة: أمّا بعد، فإنّي خرجت من حيّي هذا: إمّا ظالما و إمّا مظلوما، و إمّا باغيا و إمّا مبغيا عليه. و إنّي أذكّر اللّه من بلغه كتابي هذا، لمّا نفر إليّ "لما بمعنى إلا"، فإن كنت محسنا أعانني، و إن كنت مسيئا استعتبني. "الخطبة 296، 543"

من كتاب له "ع" الى أبي موسى الاشعري، و هو عامله على الكوفة، و قد بلغه عنه تثبيطه الناس عن الخروج اليه، لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل: من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى عبد اللّه بن قيس.

أمّا بعد، فقد بلغني عنك قول هو لك و عليك، فإذا قدم رسولي عليك فارفع ذيلك، و اشدد مئزرك "كناية عن التشمير للجهاد"، و اخرج من جحرك، و اندب من

معك. فإن حقّقت فانفذ، و إن تفشّلت فابعد "أي ان أخذت بالحق فامض الينا، و ان جبنت فابعد عنا" و أيم اللّه لتؤتينّ من حيث أنت، و لا تترك حتّى يخلط زبدك بخاثرك و ذائبك بجامدك "كناية عن الحيرة في الامر"، و حتّى تعجل في قعدتك "أي يحال بينك و بين جلستك في الولاية"، و تحذر من أمامك كحذرك من خلفك، و ما هي بالهوينا الّتي ترجو، و لكنّها الدّاهية الكبرى، يركب جملها، و يذلّ صعبها،

و يسهّل جبلها. فاعقل عقلك، و املك أمرك، و خذ نصيبك و حظّك. فإن كرهت فتنحّ إلى غير رحب و لا في نجاة، فبالحريّ لتكفينّ و أنت نائم "أي انا لنكفيك القتال و نظفر فيه و أنت نائم خامل لا يسأل عنك، نفعل ذلك بالوجه الحري بنا أن نفعله" حتّى لا يقال: أين فلان؟ و اللّه إنّه لحقّ مع محقّ، و ما أبالي ما صنع الملحدون. و السّلام. "الخطبة 302، 549"

اصحاب الجمل و موقعة الجمل


يراجع المبحث "191" طلحة و الزبير، و المبحث "190" عائشة، و المبحث "167" مروان بن الحكم.

من كلام له "ع" في صفة أصحاب الجمل: و قد أرعدوا و أبرقوا، و مع هذين الأمرين الفشل. و لسنا نرعد حتّى نوقع، و لا نسيل حتّى نمطر. "الخطبة 9، 51"

و من خطبة له "ع": ألا و إنّ الشّيطان قد جمع حزبه، و استجلب خيله و رجله. "الخطبة 10، 51"

لما اظفر اللّه الامام "ع" بأصحاب الجمل، و قد قال له بعض أصحابه: وددت أن اخي فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك اللّه به على أعدائك فقال له "ع": أهوى أخيك معنا؟

فقال: نعم. قال: فقد شهدنا. و لقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرّجال، و أرحام النّساء، سيرعف بهم الزّمان، و يقوى بهم الإيمان. "الخطبة 12، 52"

قالوا: أخذ مروان بن الحكم اسيرا يوم الجمل: فاستشفع الحسن و الحسين "ع" الى

أمير المؤمنين عليه السلام، فكلماه فيه، فخلى سبيله. فقالا له: يبايعك يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام: أو لم يبايعني بعد قتل عثمان لا حاجة لي في بيعته. "الخطبة 71، 128"

من خطبة له "ع" عند مسير اصحاب الجمل الى البصرة: إنّ اللّه بعث رسولا هاديا بكتاب ناطق و أمر قائم. لا يهلك عنه إلاّ هالك. و إنّ المبتدعات المشبّهات هنّ المهلكات، إلاّ ما حفظ اللّه منها. و إنّ في سلطان اللّه عصمة لأمركم فاعطوه طاعتكم غير ملوّمة و لا مستكره بها. و اللّه لتفعلنّ أو لينقلنّ اللّه عنكم سلطان الإسلام، ثمّ لا ينقله إليكم أبدا حتّى يأرز الأمر إلى غيركم "أي يرجع".

إنّ هؤلاء قد تمالؤوا على سخطة إمارتي. و سأصبر ما لم أخف على جماعتكم.

فإنّهم إن تمّموا على فيالة هذا الرّأي "أي ضعفه" انقطع نظام المسلمين، و إنّما طلبوا هذه الدّنيا حسدا لمن أفاءها اللّه عليه، فأرادوا ردّ الأمور على أدبارها. و لكم علينا العمل بكتاب اللّه تعالى و سيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و القيام بحقّه و النّعش لسنّته. "الخطبة 167، 303"

و قال "ع" في ذكر طلحة و الزبير و اصحاب الجمل: فخرجوا يجرّون حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما تجرّ الأمة عند شرائها، متوجّهين بها "أي عائشة" إلى البصرة. فحبسا نساءهما في بيوتهما، و أبرزا حبيس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لهما و لغيرهما. في جيش ما منهم رجل إلاّ و قد أعطاني الطّاعة، و سمح لي بالبيعة،

طائعا غير مكره. فقدموا على عاملي بها و خزّان بيت مال المسلمين و غيرهم من أهلها. فقتلوا طائفة صبرا و طائفة غدرا. فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين إلاّ رجلا واحدا معتمدين لقتله، بلا جرم جرّه، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه، إذ حضروه فلم ينكروا، و لم يدفعوا عنه بلسان و لا بيد. دع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة الّتي دخلوا بها عليهم "أي قتلوا بعدد جيشهم". "الخطبة 170، 307"

و قال "ع" في ذكر السائرين الى البصرة لحربه "ع": فقدموا على عمّالي و خزّان بيت مال المسلمين الّذي في يديّ، و على أهل مصر، كلّهم في طاعتي و على بيعتي.

فشتّتوا كلمتهم، و أفسدوا عليّ جماعتهم، و وثبوا على شيعتي، فقتلوا طائفة منهم غدرا، و طائفة عضّوا على أسيافهم، فضاربوا بها حتّى لقوا اللّه صادقين. "الخطبة 216، 414"

و قال "ع" لما مرّ بطلحة بن عبد اللّه، و عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، و هما قتيلان يوم الجمل: لقد أصبح أبو محمّد بهذا المكان غريبا أما و اللّه لقد كنت أكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب أدركت وتري من بني عبد مناف "يقصد به طلحة و كان طلحة و مروان بن الحكم في عسكر عائشة، فرماه مروان بسهم غيلة انتقاما لعثمان". و أفلتتني أعيان بني جمح "قبيلة عربية كانت مع عائشة". لقد أتلعوا "أي مدّوا" أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله "أي الخلافة" فوقصوا دونه "أي كسرت اعناقهم دون الوصول اليه". "الخطبة 217، 414"

و قيل ان الحارث بن حوت أتاه فقال: أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة؟.

فقال عليه السلام: يا حارث، إنّك نظرت تحتك و لم تنظر فوقك فحرت إنّك لم تعرف الحقّ فتعرف من أتاه و لم تعرف الباطل فتعرف من أتاه. فقال الحارث: فإني اعتزل مع سعيد بن مالك و عبد اللّه بن عمر، فقال عليه السلام: إنّ سعيدا و عبد اللّه بن عمر لم ينصرا الحقّ و لم يخذلا الباطل. "262 ح، 618"

موقعة صفين


'قرب الرقة على نهر الفرات'

مدخل:

بعد أن اندحر رؤوس الفتنة في موقعة الجمل، و انهزم أتباعهم انهزاما بالغا، بعث الامام علي "ع" من الكوفة كتابا الى معاوية يدعوه الى البيعة. فكان ردّ معاوية أن بعث إليه جيشا جرارا من الشام، فأرسل الامام "ع" اليه بجيش آخر من العراق، يزيد تعداده على مائة ألف مقاتل، و التقى الجيشان في أرض صفين قرب الرقة على نهر الفرات.

و قبل ان يبدأ القتال بذل الامام علي "ع" قصارى جهده لحل النزاع سلميا، فبعث الى معاوية الرسل ينصحونه بالعدول عن الحرب، و لكنه أصر على القتال.

و أخيرا اشتعلت الحرب بين الفريقين، و كانت حربا طاحنة وجها لوجه، و استمرت الحرب مائة و عشرة أيام. و كانت أشد ما يمكن في آخر ليلة منها، حيث كان لا يسمع فيها الا وقع الحديد على الحديد و صوت تطاير الرؤوس، و سميت لذلك 'ليلة الهرير'. و كاد يفنى فيها عسكر معاوية عن بكرة أبيه. عندها لجأ عمرو بن العاص الى خدعة رفع المصاحف على رؤوس الرماح. و وقفت الحرب لاجراء التحكيم.

و قد قتل في هذه المعركة الرهيبة بجريرة معاوية، عشرون ألفا من أهل العراق و تسعون ألفا من أهل الشام، فيكون المجموع مائة الف و عشرة الاف كما ذكره المسعودي.

و مما يذكر في هذه الوقعة أن معاوية لما أستولى على مشرعة الفرات منع عسكر الامام علي "ع" من شرب الماء، فلما استولى الامام "ع" على المشرعة بعث الى معاوية أن خذوا حاجتكم من الماء، و قال لأصحابه: 'خلوا بينهم و بين الماء، و اللّه لا أفعل ما فعله الجاهلون'. فانظر الى الفرق بين الحالين.

بنو أمية و فتنة بني أمية


يراجع المبحث "130" إخبار الامام "ع" بالمغيبات.

يراجع المبحث "166" مروان بن الحكم.

من كلام له "ع" لما بلغه أتهام بني أمية له بالمشاركة في دم عثمان: أو لم ينه بني أميّة علمها بي، عن قرفي "أي عيبي"؟ "الخطبة 73، 130"

من كلام له "ع" و ذلك حين منعه سعيد بن العاص حقه: إنّ بني أميّة ليفوّقونني تراث محمّد صلّى اللّه عليه و آله، تفويقا. و اللّه لئن بقيت لهم لأنفضنّهم نفض اللّحّام الوذام التّربة. "الخطبة 75، 131"

حتّى يظنّ الظّانّ أنّ الدّنيا معقولة على بني أميّة، تمنحهم درّها، و توردهم صفوها،

و لا يرفع عن هذه الأمّة سوطها و لا سيفها، و كذب الظّانّ لذلك. بل هي مجّة من لذيذ العيش يتطعّمونها برهة، ثمّ يلفظونها جملة. "الخطبة 85، 156"

أيّها النّاس، فإنّي فقأت عين الفتنة، و لم يكن ليجتري ء عليها أحد غيري، بعد أن ماج غيهبها، و اشتدّ كلبها... إنّ الفتن إذا أقبلت شبّهت، و إذا أدبرت نبّهت.

ينكرن مقبلات، و يعرفن مدبرات. يحمن حوم الرّياح، يصبن بلدا و يخطئن بلدا.

ألا و إنّ أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أميّة، فإنّها فتنة عمياء مظلمة: عمّت خطّتها، و خصّت بليتها و اصاب البلاء من أبصر فيها، و أخطأ البلاء من عمي عنها.

و أيم اللّه لتجدنّ بني أميّة لكم أرباب سوء بعدي، كالنّاب الضّروس: تعذم بفيها، و تخبط بيدها، و تزبن برجلها، و تمنع درّها، لا يزالون بكم حتّى لا يتركوا منكم إلاّ نافعا لهم، أو غير ضائر بهم. و لا يزال بلاؤهم عنكم حتّى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلاّ كانتصار العبد من ربّه، و الصّاحب من مستصحبه، ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشيّة، و قطعا جاهليّة، ليس فيها منار هدى، و لا علم يرى.

نحن أهل البيت منها بمنجاة، و لسنا فيها بدعاة. ثمّ يفرّجها اللّه عنكم كتفريج الأديم: بمن يسومهم خسفا، و يسوقهم عنفا، و يسقيهم بكأس مصبّرة، لا يعطيهم إلاّ السّيف، و لا يحلسهم إلاّ الخوف "يشير بذلك الى الدولة العباسية". "الخطبة 91، 183"

و اللّه لا يزالون حتّى لا يدعوا للّه محرّما إلاّ استحلوه، و لا عقدا إلاّ حلّوه، و حتّى لا يبقى بيت مدر و لا وبر إلاّ دخله ظلمهم، و نبا به سوء رعيهم، و حتّى يقوم الباكيان يبكيان: باك يبكي لدينه، و باك يبكي لدنياه، و حتّى تكون نصرة أحدكم من أحدهم، كنصرة العبد من سيّده، إذا شهد أطاعه، و إذا غاب اغتابه، و حتّى يكون أعظمكم فيها عناء، أحسنكم باللّه ظنّا. "الخطبة 96، 190"

و قال "ع" في تهديد بني أمية:

فما احلولت لكم الدّنيا في لذّتها، و لا تمكّنتم من رضاع أخلافها، إلاّ من بعد ما صادفتموها، جائلا خطامها، قلقا وضينها "يشبه الدنيا بالناقة، و الكلام كناية عن صعوبة القياد"، قد صار حرامها عند أقوام بمنزلة السّدر المخضود، و حلالها بعيدا غير موجود، و صادفتموها و اللّه، ظلا ممدوا إلى أجل معدود. فالأرض لكم شاغرة و أيديكم فيها مبسوطة، و أيدي القادة عنكم مكفوفة، و سيوفكم عليهم مسلّطة، و سيوفهم عنكم مقبوضة... فأقسم باللّه يا بني أميّة عمّا قليل لتعرفنّها في أيدي غيركم و في دار عدوّكم "الخطبة 103، 199"

راية ضلال قد قامت على قطبها، و تفرّقت بشعبها، تكيلكم بصاعها، و تخبطكم بباعها. قائدها خارج من الملّة، قائم على الضّلّة، فلا يبقى يومئذ منكم إلاّ ثفالة كثفالة القدر، أو نفاضة كنفاضة العكم، تعرككم عرك الأديم، و تدوسكم دوس الحصيد، و تستخلص المؤمن من بينكم استخلاص الطّير الحبّة البطينة من بين هزيل الحبّ... 'تراجع تتمة الكلام في المبحث "130" اخبار الامام "ع" بالمغيبات'. "الخطبة 106، 206"

فعند ذلك لا يبقى بيت مدر و لا وبر، إلاّ و أدخله الظّلمة ترحة، و أولجوا فيه نقمة.

فيومئذ لا يبقى لهم في السّماء عاذر، و لا في الأرض ناصر. أصفيتم بالأمر غير

أهله، و أوردتموه غير مورده. و سينتقم اللّه ممّن ظلم. مأكلا بمأكل، و مشربا بمشرب، من مطاعم العلقم، و مشارب الصّبر و المقر "أي السم"، و لباس شعار الخوف، و دثار السّيف "يكون السيف دثارا أي لباسا عند ما يكثر اهراق الدم به".

و إنّما هم مطايا الخطيئات و زوامل الآثام. فأقسم ثمّ أقسم. لتنخمنّها أميّة من بعدي كما تلفظ النّخامة "و هي ما يخرج من الصدر من مخاط و نحوه"، ثمّ لا تذوقها و لا تطعم بطعمها أبدا، ما كرّ الجديدان. "الخطبة 156، 279"

و قال "ع" عن مصير بني أمية:

افترقوا بعد ألفتهم و تشتّتوا عن أصلهم فمنهم آخذ بغصن أينما مال مال معه. على أنّ اللّه تعالى سيجمعهم لشرّ يوم لبني أميّة، كما تجتمع قزع الخريف، يؤلّف اللّه بينهم، ثمّ يجمعهم ركاما كركام السّحاب. ثمّ يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستثارهم كسيل الجنّتين. حيث لم تسلم عليه قارة، و لم تثبت عليه أكمة، و لم يردّ سننه رصّ طود، و لا حداب أرض. يزعزعهم اللّه في بطون أوديته، ثمّ يسلكهم ينابيع في الأرض. يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، و يمكّن لقوم في ديار قوم. و أيم اللّه ليذوبنّ ما في أيديهم بعد العلوّ و التّمكين، كما تذوب الألية على النّار. "الخطبة 164، 300"

... و إنّي لعلى المنهاج الّذي تركتموه طائعين، و دخلتم فيه مكرهين "و ذلك ان أبا سفيان و معاوية لم يسلما الا بعد فتح مكة كرها". "الخطبة 249، 450"

فو الّذي فلق الحبّة، و برأ النّسمة، ما أسلموا و لكن استسلموا. و أسرّوا الكفر. فلمّا وجدوا أعوانا عليه أظهروه. "الخطبة 255، 454"

و من كتاب له "ع" يخاطب فيه معاوية: و أمّا قولك: إنّا بنو عبد مناف، فكذلك نحن و لكن ليس أميّة كهاشم، و لا حرب كعبد المطّلب، و لا أبو سفيان كأبي طالب،

و لا المهاجر كالطّليق، و لا الصّريح كاللّصيق، و لا المحقّ كالمبطل، و لا المؤمن كالمدغل. و لبئس الخلف خلف يتبع سلفا هوى في نار جهنّم... و لمّا أدخل اللّه العرب في دينه أفواجا، و أسلمت له هذه الأمّة طوعا و كرها، كنتم ممّن دخل في

الدّين: إمّا رغبة، و إمّا رهبة... "الخطبة 256، 455"

من كتاب له "ع" الى معاوية:... لم يمنعنا قديم عزّنا و لا عاديّ طولنا على قومك، أن خلطناكم بأنفسنا، فنكحنا و أنكحنا فعل الأكفاء. و لستم هناك و أنّى يكون ذلك، و منّا النّبيّ و منكم المكذّب "يعني أبا جهل"، و منّا أسد اللّه "أي الحمزة" و منكم أسد الأحلاف "يعني أبا سفيان"، و منّا سيّدا شباب أهل الجنّة، و منكم صبيّة النّار "يقصد بهم اولاد مروان بن الحكم، و قد اخبر النبي "ص" بأنهم من اهل النار"، و منّا خير نساء العالمين، و منكم حمّالة الحطب "هي عمة معاوية و زوجة أبي لهب". في كثير ممّا لنا و عليكم. "الخطبة 267، 469"

و من كتاب له "ع" الى أهل مصر، مع مالك الاشتر لما ولاه إمارتها: إنّي و اللّه لو لقيتهم واحدا، و هم طلاّع الأرض كلّها، ما باليت و لا استوحشت. و إنّي من ضلالهم الّذي هم فيه، و الهدى الّذي أنا عليه، لعلى بصيرة من نفسي و يقين من ربّي. و إنّي إلى لقاء اللّه لمشتاق و حسن ثوابه لمنتظر راج. و لكنّي آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها، فيتّخذوا مال اللّه دولا، و عباده خولا "أي عبيدا"، و الصّالحين حربا، و الفاسقين حزبا. فإنّ منهم الّذي قد شرب فيكم الحرام "هو عتبة بن أبي سفيان"، و جلد حدّا في الإسلام. و إنّ منهم من لم يسلم حتّى رضخت له على الإسلام الرّضائخ "هو عمرو بن العاص شرط على النبي 'ص' عطاء حتى يسلم، فلما أعطاه ذلك أسلم". فلو لا ذلك ما أكثرت تأليبكم و تأنيبكم، و جمعكم و تحريضكم، و لتركتكم إذ أبيتم و ونيتم. "الخطبة 301، 548"

و سئل "ع" عن قريش فقال: و أمّا بنو عبد شمس فأبعدها رأيا، و أمنعها لما وراء ظهورها. و أمّا نحن "أي بني هاشم، و هاشم أخو عبد شمس" فأبذل لما في أيدينا،

و أسمح عند الموت بنفوسنا. و هم أكثر و أمكر و أنكر، و نحن أفصح و أنصح و أصبح "120 ح، 587" إنّ لبني أميّة مرودا يجرون فيه، و لو قد اختلفوا فيما بينهم ثمّ كادتهم الضّباع لغلبتهم. "464 ح، 659"

معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص


من خطبة للامام "ع": و لم يبايع "أي عمرو بن العاص" حتّى شرط أن يؤتيه "أي معاوية" على البيعة ثمنا، فلا ظفرت يد البائع، و خزيت أمانة المبتاع. "الخطبة 26، 74"

ألا و إنّ معاوية قاد لمة من الغواة. و عمّس "أي اخفى" عليهم الخبر، حتّى جعلوا نحورهم أغراض المنيّة. "الخطبة 51، 108"

و بشّر "ع" بظهور رجل مذموم، قيل انه معاوية، فقال: أمّا إنّه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن، يأكل ما يجد، و يطلب ما لا يجد، فاقتلوه، و لن تقتلوه. ألا و إنّه سيأمركم بسبّي و البراءة منّي. فأمّا السّبّ فسبّوني، فإنّه لي زكاة، و لكم نجاة، و أمّا البراءة فلا تتبرّأوا منّي، فإنّي ولدت على الفطرة، و سبقت إلى الايمان و الهجرة. "الخطبة 57، 113"

و من كلام له "ع" خاطب به اصحابه ليلة الهرير بصفين: و عليكم بهذا السّواد الأعظم "يعني أهل الشام"، و الرّواق المطنّب "أي رواق معاوية"، فاضربوا ثبجه "أي وسطه"، فإنّ الشّيطان "أي معاوية" كامن في كسره، و قد قدّم للوثبة يدا، و أخّر للنّكوص رجلا. "الخطبة 64، 121"

و من كلام له "ع" في ذكر عمرو بن العاص: عجبا لابن النّابغة يزعم لأهل الشّام أنّ فيّ دعابة، و أنّي امروء تلعابة: أعافس و أمارس لقد قال باطلا، و نطق آثما. أما و شرّ القول الكذب إنّه ليقول فيكذب، و يعد فيخلف، و يسأل فيبخل، و يسأل فيلحف، و يخون العهد، و يقطع الإلّ، فإذا كان عند الحرب فأيّ زاجر و آمر هو ما لم تأخذ السّيوف مآخذها. فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القرم سبّته "أي ان يكشف سؤته للامام". أما و اللّه إنّي ليمنعني من اللّعب ذكر الموت، و إنّه

/ 86