تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك، و إن صبّت عليهم المصائب لجؤوا إلى الاستجارة بك. "الخطبة 225، 429"

مقاصد العبادة


مدخل:

ان للعبادة و ذكر اللّه أثره في تربية الوجدان الديني للانسان، فتكثر فيه الرغبة الى الخيرات و العمل الصالح، و تقل فيه الرغبة الى الشر و الفساد و الذنوب. بينما نرى أن للذنوب أثرا مظلما على القلب، تقل فيه رغبة المذنب الى الخيرات و الاعمال الصالحات، و تكثر فيه الرغبة الى الذنوب. فتكون وظيفة العبادة إزالة الظلمات و الكدورات الناتجة عن الذنوب و تبديلها بالميل الى الخير و البر و العمل الصالح لذلك قال سبحانه عن الصلاة إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ.

النصوص:

يراجع المبحث 76 بعض العبادات و مقاصدها.

قال الإمام علي "ع":

و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين بالصّلوات و الزّكوات، و مجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات، تسكينا لأطرافهم، و تخشيعا لأبصارهم، و تذليلا لنفوسهم،

و تخفيضا لقلوبهم، و إذهابا للخيلاء عنهم. و لما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتّراب تواضعا، و التصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغرا، و لحوق البطون بالمتون من الصّيام تذلّلا. مع ما في الزّكاة من صرف ثمرات الأرض و غير ذلك إلى أهل المسكنة و الفقر. "الخطبة 190، 3، 366"

و من خطبه له "ع" في الصلاة و الزكاة و أداء الامانة، يقول فيها بعد تأكيده الشديد على الصلاة: و إنّها لتحتّ الذّنوب حتّ الورق، و تطلقها إطلاق الرّبق. و شبّهها رسول اللّه

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالحمّة "النبعة الحارة" تكون على باب الرجل، فهو يغتسل منها في اليوم و اللّيلة خمس مرّات، فما عسى أن يبقى عليه من الدّرن؟. "الخطبة 197، 392"

و من لم يختلف سرّه و علانيّته، و فعله و مقالته، فقد أدّى الأمانة، و اخلص العبادة. "الخطبة 265، 464"

عالم العبادة و المتعبدين


مدخل:

ان عالم العبادة في نهج البلاغة عالم آخر ملي ء باللذات الروحية. و ان العبادة الحقة هي نوع من الانتقال من هذا العالم المادي ذي الابعاد الثلاثة الى عالم آخر متعدد الابعاد،

ملئ بالحركة و النشاط و الخواطر القلبية و اللذات الروحية الخاصة.

و قد جاء في نهج البلاغة صور كثيرة عن أهل العبادة. عن سهر لياليهم، و عن خوفهم و خشيتهم، و عن شوقهم و لذتهم، و عن حرقتهم و التهابهم، و عن أناتهم و آهاتهم، و عن زفراتهم و حسراتهم.

كما جاء في النهج شرح لبعض نتائج العبادة، و منها تلك العنايات الالهية الغيبية التي يحصلون عليها بالعبادة و المراقبة و جهاد النفس، و تلك الآثار الحميدة في طرد الذنوب و أدرانها، و في علاج الامراض النفسية و الخلقية.

النصوص:

قال الإمام علي "ع":

فاتّقوا اللّه عباد اللّه، تقيّة ذي لبّ، شغل التّفكّر قلبه، و أنصب الخوف بدنه، و أسهر التّهجّد غرار نومه، و أظمأ الرّجاء هواجر يومه، و ظلف الزّهد شهواته، و أوجف الذّكر بلسانه، و قدّم الخوف لأمانه. "الخطبة 81، 2، 144"

لقد رأيت أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله، فما أرى أحدا يشبههم منكم

لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، و قد باتوا سجّدا و قياما، يراوحون بين جباههم و خدودهم،

و يقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم. إذا ذكر اللّه هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم، و مادوا كما يميد الشّجر يوم الرّيح العاصف، خوفا من العقاب و رجاء للثّواب. "الخطبة 95، 190"

عباد اللّه، إنّ تقوى اللّه حمت أولياء اللّه محارمه، و ألزمت قلوبهم مخافته، حتّى أسهرت لياليهم، و أظمأت هواجرهم. فأخذوا الرّاحة بالنّصب و الرّيّ بالظّمإ. و استقربوا الأجل فبادروا العمل، و كذّبوا الأمل فلاحظوا الأجل. "الخطبة 112، 220"

و قال "ع" عن أصحابه المخلصين: مره العيون من البكاء، خمص البطون من الصّيام، ذبل الشّفاه من الدّعاء، صفر الألوان من السّهر. على وجوههم غبرة الخاشعين. أولئك إخواني الذّاهبون. "الخطبة 119، 230"

و يذكر "ع" صفات أناس في آخر الزمان فيقول: ثمّ ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين النّصل "القين الحداد، و النصل الحديدة الحادة من السلاح". تجلى بالتّنزيل أبصارهم، و يرمى بالتّفسير في مسامعهم، و يغبقون "أي يشربون مساء" كأس الحكمة بعد الصّبوح "أي بعد شراب الصباح". "الخطبة 148، 262"

فاسعوا في فكاك رقابكم، من قبل أن تغلق رهائنها. أسهروا عيونكم، و أضمروا بطونكم، و استعملوا أقدامكم، و أنفقوا أموالكم، و خذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم، و لا تبخلوا بها عنها. "الخطبة 181، 332"

الّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكيّة، و أعينهم باكيّة. و كان ليلهم في دنياهم نهارا، تخشّعا و استغفارا، و كان نهارهم ليلا، توحّشا و انقطاعا. "الخطبة 188، 352"

و لما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتّراب تواضعا، و التصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغرا، و لحوق البطون بالمتون من الصّيام تذلّلا... "الخطبة 190، 3، 367"

و قال "ع" لهمام حين سأله أن يصف له المتقين: أمّا اللّيل فصافّون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلا. يحزّنون به أنفسهم، و يستثيرون به دواء دائهم. فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، و تطلّعت نفوسهم إليها شوقا، و ظنّوا أنّها

نصب أعينهم. و إذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم، و ظنّوا أنّ زفير جهنّم و شهيقها في أصول آذانهم. فهم حانون على أوساطهم، مفترشون لجباههم و أكفّهم و ركبهم و أطراف أقدامهم، يطلبون إلى اللّه تعالى في فكاك رقابهم. "الخطبة 191، 377"

و قال "ع" عند تلاوته يُسَبِّحُ لَهُ فِيْهَا بِالْغُدُوِّ وَ الاْصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ:... و إنّ للذّكر لأهلا أخذوه من الدّنيا بدلا، فلم تشغلهم تجارة و لا بيع عنه،

يقطعون به أيّام الحياة، و يهتفون بالزّواجر عن محارم اللّه في أسماع الغافلين،

و يأمرون بالقسط و يأتمرون به، و ينهون عن المنكر و يتناهون عنه، فكأنّما قطعوا الدّنيا إلى الآخرة و هم فيها، فشاهدوا ما وراء ذلك، فكأنّما اطّلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الاقامة فيه، و حقّقت القيامة عليهم عداتها، فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدّنيا حتّى كأنّهم يرون ما لا يرى النّاس، و يسمعون ما لا يسمعون. فلو مثّلتهم لعقلك في مقاومهم "جمع مقام" المحمودة، و مجالسهم المشهودة، و قد نشروا دواوين أعمالهم، و فرغوا لمحاسبة أنفسهم، عن كلّ صغيرة و كبيرة أمروا بها فقصّروا عنها،

أو نهوا عنها ففرّطوا فيها، و حمّلوا ثقل أوزارهم طهورهم، فضعفوا عن الاستقلال بها،

فنشجوا نشيجا، و تجاوبوا نحيبا، يعجّون إلى ربّهم من مقام ندم و اعتراف لرأيت أعلام هدى، و مصابيح دجى، قد حفّت بهم الملائكة، و تنزّلت عليهم السّكينة،

و فتحت لهم أبواب السّماء، و أعدّت لهم مقاعد الكرامات، في مقعد اطّلع اللّه عليهم فيه، فرضي سعيهم، و حمد مقامهم. يتنسّمون بدعائه روح التّجاوز "أي يتوقعون التجاوز بدعائهم له"، رهائن فاقة إلى فضله، و أسارى ذلّة لعظمته. جرح طول الأسى قلوبهم، و طول البكاء عيونهم. لكلّ باب رغبة إلى اللّه منهم يد قارعة.

يسألون من لا تضيق لديه المنادح "جمع مندوحة و هي المتسع من الارض"، و لا يخيب عليه الرّاغبون. فحاسب نفسك لنفسك، فإنّ غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك. "الخطبة 220، 420"

طوبى لنفس أدّت إلى ربّها فرضها، و عركت بجنبها بؤسها، و هجرت في اللّيل

غمضها. حتّى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها و توسّدت كفّها. في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم، و همهمت بذكر ربّهم شفاههم، و تقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم أُولَئكَ حِزْبُ اللّهِ، أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. "الخطبة 284، 510"

العبادات


بعض العبادات و مقاصدها


قال الإمام علي "ع":

عن أركان الدين: إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه و تعالى، الإيمان به و برسوله، و الجهاد في سبيله، فإنّه ذروة الإسلام. و كلمة الإخلاص فإنّها الفطرة.

و إقام الصّلاة فإنّها الملّة. و إيتاء الزّكاة فإنّها فريضة واجبة. و صوم شهر رمضان فإنّه جنّة من العقاب. و حجّ البيت و اعتماره، فإنّهما ينفيان الفقر و يرحضان الذّنب "اي يغسلانه". و صلة الرّحم فانّها مثراة في المال، و منسأة في الأجل "أي تطيل العمر". و صدقة السّر فإنّها تكفّر الخطيئة. و صدقة العلانية فإنّها تدفع ميتة السّوء.

و صنائع المعروف فإنّها تقي مصارع الهوان. "الخطبة 108، 213"

و قال "ع" في معرض حديثه عن الكبر و العجب: و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين، بالصّلوات و الزّكوات و مجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات، تسكينا لأطرافهم، و تخشيعا لأبصارهم، و تذليلا لنفوسهم، و تخفيضا لقلوبهم، و إذهابا للخيلاء عنهم. و لما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتراب تواضعا، و التصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغرا، و لحوق البطون بالمتون من الصّيام تذلّلا. مع ما في الزّكاة من صرف ثمرات الأرض و غير ذلك إلى أهل المسكنة و الفقر. "الخطبة 190، 3، 366"

الصّلاة قربان كلّ تقيّ، و الحجّ جهاد كلّ ضعيف. و لكلّ شي ء زكاة، و زكاة البدن الصّيام. و جهاد المرأة حسن التّبعّل. "136 ح، 592" فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك، و الصّلاة تنزيها عن الكبر، و الزّكاة تسبيبا للرّزق، و الصّيام ابتلاء لإخلاص الخلق، و الحجّ تقربة للدّين، و الجهاد عزّا للاسلام.

و الأمر بالمعروف مصلحة للعوامّ. و النّهي عن المنكر ردعا للسّفهاء. و صلة الرّحم منماة للعدد. و القصاص حقنا للدّماء. و إقامة الحدود إعظاما للمحارم. و ترك شرب الخمر تحصينا للعقل. و مجانبة السّرقة إيجابا للعفّة. و ترك الزّنا تحصينا للنّسب.

و ترك اللّواط تكثيرا للنّسل. و الشّهادة "أي الاستشهاد" استظهارا على المجاحدات.

و ترك الكذب تشريفا للصّدق. و السّلام أمانا من المخاوف. و الأمانات نظاما للأمة. و الطّاعة تعظيما للإمامة. "252 ح، 611"

اداء الفرائض و النوافل


قال الإمام علي "ع":

الفرائض الفرائض، أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة. إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول، و أحلّ حلالا غير مدخول... "الخطبة 165، 301"

و من كتابه "ع" الى مالك الاشتر: أمره بتقوى اللّه و إيثار طاعته، و اتّباع ما أمر به في كتابه، من فرائضه و سنّنه، الّتي لا يسعد أحد إلاّ باتّباعها، و لا يشقى إلاّ مع جحودها و إضاعتها. "الخطبة 292، 1، 517"

و امض لكلّ يوم عمله، فإنّ لكلّ يوم ما فيه. و اجعل لنفسك فيما بينك و بين اللّه أفضل تلك المواقيت، و أجزل تلك الأقسام. و ان كانت كلّها للّه إذا صلحت فيها النّيّة،

و سلمت منها الرّعيّة. و ليكن في خاصّة ما تخلص به للّه دينك: إقامة فرائضه الّتي هي له خاصّة، فأعط اللّه من بدنك في ليلك و نهارك. و وفّ ما تقرّبت به إلى اللّه من ذلك كاملا غير مثلوم و لا منقوص، بالغا من بدنك ما بلغ. "الخطبة 292، 4، 533"

و من كتابه "ع" لمالك الاشتر: و إن عقدت بينك و بين عدوّك عقدة أو ألبسته منك ذمّة،

فحط عهدك بالوفاء، و ارع ذمّتك بالأمانة، و اجعل نفسك جنّة دون ما أعطيت، فإنّه ليس من فرائض اللّه شي ء، النّاس أشدّ عليه اجتماعا، مع تفرّق أهوائهم و تشتّت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود. "الخطبة 292، 4، 536"

... و خادع نفسك في العبادة، و ارفق بها و لا تقهرها، و خذ عفوها "أي وقت فراغها" و نشاطها، إلاّ ما كان مكتوبا عليك من الفريضة، فإنّه لا بدّ من قضائها، و تعاهدها عند محلّها. "الخطبة 308، 558"

لا قربة بالنّوافل إذا أضرّت بالفرائض "كمن يصلي النافلة و عليه قضاء صلوات سابقة". "39 ح، 572"

قال "ع": إنّ اللّه افترض عليكم الفرائض، فلا تضيّعوها، و حدّ لكم حدودا، فلا تعتدوها. و نهاكم عن أشياء، فلا تنتهكوها. و سكت لكم عن أشياء و لم يدعها نسيانا، فلا تتكلّفوها "اي لا تكلفوا أنفسكم بها بعد ما سكت اللّه عنها".

"105 ح، 584" و لا عبادة كأداء الفرائض. "113 ح، 586" إذا أضرّت النّوافل بالفرائض فارفضوها. "279 ح، 623" إنّ للقلوب إقبالا و إدبارا، فإذا أقبلت فاحملوها على النّوافل، و إذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض. "312 ح، 629"

الدعاء و استجابته


قال الإمام علي "ع":

و اعلموا عباد اللّه، أنّه لم يخلقكم عبثا، و لم يرسلكم هملا. علم مبلغ نعمه عليكم،

و أحصى إحسانه إليكم. فاستفتحوه "أي اسألوه الفتح على اعدائكم" و استنجحوه "أي أسألوه النجاح في اعمالكم"، و اطلبوا إليه و استمنحوه. فما قطعكم عنه حجاب،

و لا أغلق عنكم دونه باب. "الخطبة 193، 383"

يسألون من لا تضيق لديه المنادح، و لا يخيب عليه الرّاغبون. "الخطبة 220، 422"

فاعملوا و العمل يرفع، و التّوبة تنفع، و الدّعاء يسمع. "الخطبة 228، 431"

و اعلم أنّ الّذي بيده خزائن السّموات و الأرض، قد أذن لك في الدّعاء، و تكفل لك بالإجابة، و أمرك أن تسأله ليعطيك، و تسترحمه ليرحمك، و لم يجعل بينك و بينه من يحجبك عنه، و لم يلجئك إلى من يشفع لك إليه، و لم يمنعك إن أسأت من التّوبة، و لم يعاجلك بالنّقمة، و لم يعيّرك بالإنابة، و لم يفضحك حيث الفضيحة بك أولى، و لم يشدّد عليك في قبول الإنابة، و لم يناقشك بالجريمة، و لم يؤيسك من الرّحمة. بل جعل نزوعك عن الذّنب حسنة، و حسب سيّئتك واحدة، و حسب حسنتك عشرا، و فتح لك باب المتاب، و باب الاستعتاب، فإذا ناديته سمع نداك، و إذا ناجيته علم نجواك، فأفضيت إليه بحاجتك، و أبثثته ذات نفسك، و شكوت إليه همومك، و استكشفته كروبك، و استعنته على أمورك، و سألته من خزائن رحمته، ما لا يقدر على إعطائه غيره، من زيادة الأعمار، و صحّة الأبدان، و سعة الأرزاق. ثمّ جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدّعاء أبواب نعمته، و استمطرت شآبيب رحمته. فلا يقنّطنّك إبطاء إجابته، فانّ العطيّة على قدر النّيّة. و ربّما أخّرت عنك الأجابة، ليكون ذلك أعظم لأجر السّائل، و أجزل لعطاء الآمل. و ربّما سألت الشّي ء فلا تؤتاه، و أوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك. فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته. فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله، و ينفى عنك وباله. فالمال لا يبقى لك و لا تبقى له. "الخطبة 270، 2، 482"

لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر، فيولّى عليكم شراركم، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم. "الخطبة 286، 512"

و ليس شي ء أدعى إلى تغيير نعمة اللّه و تعجيل نقمته، من إقامة على ظلم. فإنّ اللّه

/ 86