تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إنّ الأئمّة من قريش، غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، و لا تصلح الولاة من غيرهم. "الخطبة 142، 255"

ألا بأبي و أمّي، هم من عدّة، أسماؤهم في السّماء معروفة، و في الأرض مجهولة. "الخطبة 185، 346"

و قال "ع" لكميل بن زياد: اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة. إمّا ظاهرا مشهورا، أو خائفا مغمورا، لئلاّ تبطل حجج اللّه و بيّناته. و كم ذا و أين أولئك "استفهام عن عدد القائمين للّه و امكنتهم"؟ أولئك و اللّه الأقلّون عددا، و الأعظمون عند اللّه قدرا. يحفظ اللّه بهم حججه و بيّناته، حتّى يودعوها نظراءهم، و يزرعوها في قلوب أشباههم. "147 ح، 595"

اهل البيت المقام السامي لأهل البيت و بعض خصائصهم و كراماتهم وجوب اتباع أئمة أهل البيت الأئمة سبيل النجاة


مدخل:

نقصد بأهل البيت "ع" في حياة النبي "ص" الخمسة أصحاب العباء و هم: النبي "ص" و الامام علي و فاطمة و الحسن و الحسين "ع". و بشكل عام نقصد بهم: النبي "ص" و فاطمة،

و الائمة الاثنا عشر الذين أولهم علي "ع" و آخرهم المهدي "ع".

و لقد بوّأ اللّه سبحانه هذه السلالة الطاهرة المقام السامي بين المسلمين، حتى جعل الصلاة عليهم جزءا من الصلاة على النبي "ص". إضافة الى أنّه عصمهم من كل ذنب و عيب في قوله جل من قائل: إنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.

و قد بيّن النبي "ص" يوم الغدير أنه ترك للمسلمين ثقلين نفيسين هما القرآن و أهل البيت،

كما بيّن أنهما السبيل الوحيد لاجتناب الباطل و النجاة من الضلال، في قوله: 'إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا، الثّقلين: كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي'. ثم أوضح أن هذين الثقلين متلازمان على الحق لا يفترقان الى يوم القيامة، حيث

قال 'و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض'. و أكد أنهما في درجة أعلى من كل الناس، فيجب اتباعهما و عدم التقدم عليهما، فقال: 'و لا تقدموهما فتهلكوا، و لا تقصروا عنهما فتهلكوا، و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم'.

من هنا تظهر أهمية الامامة بعد النبي "ص" و ضرورتها، باعتبار أن الائمة هم مشعل العلم و راية الحق و منار الهداية و أعلام الدين و ألسنة الصدق، بهم يستعطى الهدى و يستجلى العمى. و هم حجج اللّه على خلقه و عرفاؤه على عباده.

هذا و ان اقتران القرآن بأهل البيت في حديث الثقلين له معان و دلالات عميقة:

1 أن أهل البيت "ع" لهم قيمة كبيرة تعادل القرآن.

2 أن القرآن بدون أهل البيت لا يكفي، لأن القرآن كتاب صامت حمّال وجوه،

و أهل البيت "ع" هم الذين يجعلونه ناطقا باعطائهم له التفسير الصحيح الذي سمعوه من النبي "ص"، فيحفظونه بذلك من التحريف و التزييف، و التغيير و التحوير مصداقا لقوله تعالى إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذَّكْرَ، وَ إنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.

3 ان النجاة و الفوز متوقفان على التمسك بأهل البيت "ع" و اتباع هديهم دون سواهم.

4 ان أهل البيت مع القرآن، و القرآن معهم، لا يفترقان الى يوم القيامة. و هذا يعنى أن وجود الائمة مستمر لا ينقطع مع وجود القرآن الى يوم القيامة.

النصوص:

قال الامام علي "ع":

في صفة أهل البيت "ع": هم موضع سرّه، و لجأ أمره، و عيبة علمه، و موئل حكمه، و كهوف كتبه، و جبال دينه. بهم أقام انحناء ظهره، و أذهب أرتعاد فرائصه... "الخطبة 2، 37"

لا يقاس بآل محمّد صلّى اللّه عليه و آله من هذه الأمّة أحد، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا. هم أساس الدّين، و عماد اليقين. إليهم يفي ء الغالي، و بهم يلحق التّالي، و لهم خصائص حقّ الولاية، و فيهم الوصيّة و الوراثة، الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله، و نقل إلى منتقله. "الخطبة 2، 38"

بنا اهتديتم في الظّلماء، و تسنّمتم ذروة العلياء، و بنا انفجرتم عن السّرار "السرار: آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر و هو كناية عن الظلام". "الخطبة 4، 45"

و ليسبقنّ سابقون كانوا قصّروا "يقصد معاوية" و ليقصّرن سبّاقون كانوا سبقوا "يقصد أهل البيت عليهم السلام". "الخطبة 16، 56"

و قال "ع" عن حاله قبل البيعة له: فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي، فضننت بهم عن الموت. "الخطبة 26، 74"

لما انتهت الى الامام "ع" أنباء السقيفة قال: فماذا قالت قريش؟ قالوا: احتجّت بأنّها شجرة الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. فقال عليه السّلام: احتجّوا بالشّجرة، و أضاعوا الثّمرة 'يعني عترة النبي "ص"'. "الخطبة 65، 122"

رحم اللّه امرءا سمع حكما فوعى... و أخذ بحجزة هاد فنجا. "الخطبة 74، 130"

فأين تذهبون، و أنّى تؤفكون؟ و الأعلام قائمة، و الآيات واضحة، و المنار منصوبة،

فأين يتاه بكم، و كيف تعمهون؟ و بينكم عترة نبيّكم و هم أزمّة الحقّ و أعلام الدّين و ألسنة الصّدق. فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، و ردوهم ورود الهيم العطاش.

أيّها النّاس: خذوها عن خاتم النّبيّين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم "إنّه يموت من مات منّا و ليس بميّت، و يبلى من بلي منّا و ليس ببال". فلا تقولوا بما لا تعرفون، فإنّ أكثر الحقّ فيما تنكرون. و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر "أي القرآن"؟ و أترك فيكم الثّقل الأصغر "أي الحسن و الحسين"؟.

و قد ركزت فيكم راية الإيمان، و وقفتكم على حدود الحلال و الحرام، و ألبستكم العافية من عدلي، و فرشتكم المعروف من قولي و فعلي، و أريتكم كرائم الأخلاق من نفسي. "الخطبة 85، 155"

نحن أهل البيت، منها "أي الفتن" بمنجاة، و لسنا فيها بدعاة. "الخطبة 91، 184"

عترته خير العتر، و أسرته خير الأسر، و شجرته خير الشّجر، نبتت في حرم، و بسقت في كرم، لها فروع طوال، و ثمر لا ينال. "الخطبة 92، 186"

انظروا أهل بيت نبيّكم، فالزموا سمتهم، و اتّبعوا أثرهم، فلن يخرجوكم من هدى، و لن يعيدوكم في ردى. فإن لبدوا فالبدوا، و إن نهضوا فانهضوا. و لا تسبقوهم فتضلّوا، و لا تتأخّروا عنهم فتهلكوا. "الخطبة 95، 190"

و قال "ع" بعد ذكر النبي "ص": و خلّف فينا راية الحقّ، من تقدّمها مرق، و من تخلّف عنها زهق، و من لزمها لحق، دليلها "أي الامام علي عليه السلام" مكيث الكلام "أي رزين" بطي ء القيام، سريع إذا قام. "الخطبة 98، 193"

ألا إنّ مثل آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله، كمثل نجوم السّماء، إذا خوى نجم طلع نجم. فكأنّكم قد تكاملت من اللّه فيكم الصّنائع، و أراكم ما كنتم تأملون. "الخطبة 98، 194"

أيّها النّاس: استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متّعظ، و امتاحوا من صفو عين قد روّقت من الكدر "يقصد نفسه عليه السلام". "الخطبة 103، 200"

نحن شجرة النّبوّة، و محطّ الرّسالة، و مختلف الملائكة، و معادن العلم، و ينابيع الحكم. ناصرنا و محبّنا ينتظر الرّحمة، و عدوّنا و مبغضنا ينتظر السّطوة. "الخطبة 107، 213"

... و عندنا أهل البيت أبواب الحكم و ضياء الأمر. "الخطبة 118، 228"

فالزموا السّنن القائمة و الآثار البيّنة، و العهد القريب الّذي عليه باقي النّبوّة. "الخطبة 136، 250"

و قال الامام "ع" عن منزلة الائمة الاطهار: أين الّذين زعموا أنّهم الرّاسخون في العلم دوننا، كذبا و بغيا علينا، أن رفعنا اللّه و وضعهم، و أعطانا و حرمهم، و أدخلنا و أخرجهم. بنا يستعطى الهدى، و يستجلى العمى. إنّ الأئمّة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، و لا تصلح الولاة من غيرهم. "الخطبة 142، 255"

ثم قال "ع" فيمن تركوا أهل البيت و اتبعوا غيرهم: آثروا عاجلا، و أخّروا آجلا، و تركوا صافيا، و شربوا آجنا. كأنّي أنظر إلى فاسقهم، و قد صحب المنكر فألفه... "الخطبة 142، 255"

و اعلموا أنّكم لن تعرفوا الرّشد حتّى تعرفوا الّذي تركه، و لن تأخذوا بمثاق الكتاب حتّى تعرفوا الّذي نقضه، و لن تمسّكوا به حتّى تعرفوا الّذي نبذه. فالتمسوا ذلك من

عند أهله، فإنّهم عيش العلم، و موت الجهل. هم الّذين يخبركم حكمهم عن علمهم، و صمتهم عن منطقهم، و ظاهرهم عن باطنهم. لا يخالفون الدّين و لا يختلفون فيه، فهو بينهم شاهد صادق، و صامت ناطق. "الخطبة 145، 260"

و قال "ع" عن أئمة الدين، و ذلك من خطبة خطبها بعد مقتل عثمان: قد طلع طالع، و لمع لامع، و لاح لائح، و اعتدل مائل. و استبدل اللّه بقوم قوما، و بيوم يوما. و انتظرنا الغير انتظار المجدب المطر. و إنّما الأئمّة قوّام اللّه على خلقه، و عرفاؤه على عباده.

و لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم و أنكروه. "الخطبة 150، 267"

نحن الشّعار و الأصحاب و الخزنة و الأبواب. و لا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها. فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا. فيهم كرائم القرآن، و هم كنوز الرّحمن. إن نطقوا صدقوا، و إن صمتوا لم يسبقوا "الخطبة 152، 270" أسرته خير أسرة، و شجرته خير شجرة. أغصانها معتدلة، و ثمارها متهدّلة. "الخطبة 159، 285" ألا بأبي و أمّي، هم من عدّة، أسماؤهم في السّماء معروفة، و في الأرض مجهولة. "الخطبة 185، 346"

إنّما مثلي بينكم كمثل السّراج في الظّلمة، يستضي ء به من ولجها. "الخطبة 185، 347"

... فإنّه من مات منكم على فراشه، و هو على معرفة حقّ ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته، مات شهيدا. "الخطبة 188، 353"

أيّها النّاس، من سلك الطّريق الواضح ورد الماء، و من خالف وقع في التّيه. "الخطبة 199، 395"

فنظرت فإذا ليس لي رافد و لا ذابّ و لا مساعد إلاّ أهل بيتي، فضننت بهم عن المنيّة. "الخطبة 215، 413"

فقلت: أصلة أم زكاة أم صدقة؟ فذلك محرّم علينا أهل البيت؟ فقال: لا ذا و لا ذاك و لكنّها هديّة. "الخطبة 222، 426"

و قال "ع" بعد أن أقدم أحدهم على الكلام فحصر: ألا و إنّ اللّسان بضعة من الإنسان، فلا يسعده القول إذا امتنع، و لا يمهله النّطق إذا اتّسع. و إنّا لأمراء الكلام، و فينا تنشّبت عروقه، و علينا تهدّلت غصونه. "الخطبة 231، 434"

و قال "ع" يذكر آل محمد "ص": هم عيش العلم و موت الجهل. يخبركم حلمهم عن علمهم، و ظاهرهم عن باطنهم، و صمتهم عن حكم منطقهم. لا يخالفون الحقّ و لا يختلفون فيه. و هم دعائم الإسلام و ولائج الاعتصام. بهم عاد الحقّ إلى نصابه، و انزاح الباطل عن مقامه، و انقطع لسانه عن منبته. عقلوا الدّين عقل وعاية و رعاية، لا عقل سماع و رواية. فإنّ رواة العلم كثير، و رعاته قليل. "الخطبة 237، 439"

و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ الأمّيّ، و على آله مصابيح الدّجى و العروة الوثقى، و سلّم تسليما كثيرا. "الخطبة 239، 441"

و من كتاب له "ع" الى أهل الكوفة بعد فتح البصرة: و جزاكم اللّه من أهل مصر عن أهل بيت نبيّكم، أحسن ما يجزي العاملين بطاعته، و الشّاكرين لنعمته فقد سمعتم و أطعتم، و دعيتم فأجبتم. "الخطبة 241، 443"

و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذا احمرّ البأس "أي اشتد القتال" و أحجم النّاس، قدّم أهل بيته، فوقى بهم أصحابه حرّ السّيوف و الأسنّة. فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر، و قتل حمزة يوم أحد، و قتل جعفر يوم مؤتة. و أراد من لو شئت ذكرت اسمه "يريد بذلك نفسه عليه السلام" مثل الّذي أرادوا من الشّهادة، و لكنّ آجالهم عجّلت، و منيّته أجّلت. "الخطبة 248، 448"

و من أجمل ذلك مناظرته "ع" مع معاوية مبينا فضل بني هاشم على غيرهم، و أحقيته بالقرابة و الطاعة: أ لا ترى غير مخبر لك، و لكن بنعمة اللّه أحدّث، أنّ قوما استشهدوا في سبيل اللّه تعالى من المهاجرين و الأنصار و لكلّ فضل حتّى إذا استشهد شهيدنا قيل: سيّد الشّهداء، "يقصد حمزة عم النبي"، و خصّه رسول اللّه صلّى

اللّه عليه و آله بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه أو لا ترى أنّ قوما قطّعت أيديهم في سبيل اللّه و لكلّ فضل حتّى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم، قيل: الطّيّار في الجّنة و ذو الجناحين "يقصد أخاه جعفر" و لولا ما نهى اللّه عنه من تزكية المرء نفسه، لذكر ذاكر فضائل جمّة، تعرفها قلوب المؤمنين، و لا تمجّها آذان السّامعين. فدع عنك من مالت به الرّميّة، فإنّا صنائع ربّنا، و النّاس بعد صنائع لنا. لم يمنعنا قديم عزّنا، و لا عاديّ طولنا على قومك، أن خلطناكم بأنفسنا، فنكحنا و أنكحنا فعل الأكفاء، و لستم هناك و أنّى يكون ذلك، و منّا النّبيّ و منكم المكذّب "يقصد أبا جهل"، و منّا أسد اللّه و منكم أسد الأحلاف "يقصد أبا سفيان"، و منّا سيّدا شباب أهل الجنّة و منكم صبية النّار "يقصد أولاد مروان بن الحكم"، و منّا خير نساء العالمين و منكم حمّالة الحطب "و هي أم جميل بنت حرب عمة معاوية و زوجة أبي لهب"، في كثير ممّا لنا و عليكم.

فإسلامنا قد سمع، و جاهليّتنا لا تدفع "أي أن شرفنا في الجاهلية لا ينكر". و كتاب اللّه يجمع لنا ما شذّ عنّا، و هو قوله سبحانه و تعالى وَ أُوْلُوا الارْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ و قوله تعالى إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا. وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ. فنحن مرّة أولى بالقرابة، و تارة أولى بالطّاعة.. "الخطبة 267، 468"

و قال "ع" من كتاب له الى عثمان بن حنيف عامله على البصرة: ألا و إنّ لكلّ مأموم إماما يقتدي به، و يستضي ء بنور علمه. "الخطبة 284، 505"

نحن النّمرقة "أي الوسادة" الوسطى، بها يلحق التّالي، و إليها يرجع الغّالي "أي أن أهل البيت هم القدوة المعتدلة للدنيا و الآخرة. فمن تقدمهم عصى و ظلم، و من تأخر عنهم هوى و هلك، و من اقتدى بهم اهتدى و سلم. و قد قيل خير الامور أوسطها".

"109 ح، 585" من أحبّنا أهل البيت فليستعدّ للفقر جلبابا. "112 ح، 586" و سئل "ع" عن بني هاشم و بني أمية فقال: و أمّا نحن فأبذل لما في أيدينا، و أسمح

عند الموت بنفوسنا. و هم أكثر و أمكر و أنكر، و نحن أفصح و أنصح و أصبح. "120 ح، 587" روى الشريف الرضي عليه الرحمة عن كميل بن زياد أنه قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين "ع" فأخرجني الى الجبان، فلما أصحر تنفس الصعداء، ثم قال:

يا كميل إنّ هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها، فاحفظ عنّي ما أقول لك. النّاس ثلاثة: فعالم ربّانيُّ، و متعلّم على سبيل نجاة، و همج رعاع أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، و لم يلجؤوا إلى ركن وثيق... إنّ ههنا لعلما جمّا، لو أصبت له حملة. "147 ح، 593" و قال "ع" لكميل بن زياد: اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة. إمّا ظاهرا مشهورا، أو خائفا مغمورا، لئلاّ تبطل حجج اللّه و بيّناته. و كم ذا و أين أولئك؟

"استفهام عن عدد القائمين للّه و أمكنتهم" أولئك و اللّه الأقلّون عددا، و الأعظمون عند اللّه قدرا يحفظ اللّه بهم حججه و بيّناته، حتّى يودعوها نظراءهم، و يزرعوها في قلوب أشباههم. هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، و باشروا روح اليقين،

و استلانوا ما استوعره المترفون، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون، و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى. أولئك خلفاء اللّه في أرضه، و الدّعاة إلى دينه. آه آه شوقا إلى رؤيتهم. "147 ح، 595" إنّ اللّه تبارك و تعالى طهّرنا و عصمنا و جعلنا شهداء على خلقه و حججا على عباده،

و جعلنا مع القرآن و جعل القرآن معنا، لا نفارقه و لا يفارقنا. "مستدرك النهج ص 183"

فاطمة الزهراء


من كلام له "ع" عند دفن زوجته سيدة النساء فاطمة "ع" يناجي به الرسول "ص":

السّلام عليك يا رسول اللّه، عنّي و عن ابنتك النّازلة في جوارك، و السّريعة اللّحاق

بك. قلّ يا رسول اللّه عن صفيّتك صبري، و رقّ عنها تجلّدي. إلاّ أنّ في التّأسّي لي بعظيم فرقتك، و فادح مصيبتك، موضع تعزّ. فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك،

و فاضت بين نحري و صدري نفسك. فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون. فلقد استرجعت الوديعة،

و أخذت الرّهينة. أمّا حزني فسرمد، و أمّا ليلي فمسهّد. إلى أن يختار اللّه لي دارك الّتي أنت بها مقيم. و ستنبّئك ابنتك بتضافر أمّتك على هضمها. فأحفها السّؤال، و استخبرها الحال. هذا و لم يطل العهد، و لم يخل منك الذّكر. و السّلام عليكما سلام مودّع، لا قال و لا سئم. فإن أنصرف فلا عن ملآلة، و إن أقم فلا عن سوء ظنّ، بما وعد اللّه الصّابرين. "الخطبة 200، 395"

و قال "ع" لمعاوية في مقابلة بين قوميهما: و منّا خير نساء العالمين "و هي فاطمة عليها السلام" و منكم حمّالة الحطب "و هي عمة معاوية و زوجة أبي لهب". "الخطبة 267، 469"

لامت الامام "ع" زوجته فاطمة "ع" على قعوده و اطالت تعنيفه، و هو ساكت حتى أذّن المؤذن، فلما بلغ الى قوله 'أشهد أن محمدا رسول اللّه' قال لها: أتحبّين أن تزول هذه الدّعوة من الدّنيا؟ قالت: لا، قال فهو ما أقول لك. "735 حديد" قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: إن اجتمعوا عليك فاصنع ما أمرتك، و إلاّ فالصق كلكلك بالأرض، فلمّا تفرّقوا عنّي جررت على المكروه ذيلي، و أغضيت على القذى جفني، و الصقت بالأرض كلكلي. "736 حديد" و من كلام له "ع" اجاب به الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء "ع" لما رجعت اليه من فدك غضبى: لا ويل لك، بل الويل لشانئيك. نهنهي عن وجدك يا ابنة الصّفوة، و بقيّة النّبوّة، فو اللّه ما ونيت عن ديني، و لا أخطأت مقدوري. فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون، و كفيلك مأمون، و ما أعدّ لك خير ممّا قطع عنك. فاحتسبي اللّه.

فقالت: حسبي اللّه و نعم الوكيل. "مستدرك النهج ص 77"

السبطان الحسن و الحسين


قالوا: أخذ مروان بن الحكم أسيرا يوم الجمل، فاستشفع الحسن و الحسين عليهما السلام الى أمير المؤمنين عليه السلام، فكلماه فيه. فخلى سبيله، فقالا له: يبايعك يا أمير المؤمنين؟

فقال عليه السلام: أو لم يبايعني بعد قتل عثمان لا حاجة لي في بيعته إنّها كفّ يهودية "أي غادرة". "الخطبة 71، 128"

و قال "ع": و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر "أي القرآن"؟ و أترك فيكم الثّقل الأصغر "أي ولديه الحسن و الحسين عليهما السلام"؟. "الخطبة 85، 155"

من كلام للامام "ع" في بعض أيام صفين، و قد رأى ابنه الحسن "ع" يتسرع الى الحرب: أملكوا عنّي هذا الغلام لا يهدّني، فإنّني أنفس "أي أضن و أبخل" بهذين يعني الحسن و الحسين عليهما السّلام على الموت، لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. "الخطبة 205، 399"

و قال "ع" لمعاوية في مقابلة بين قوميهما: و منّا سيّدا شباب أهل الجنّة "أي الحسن و الحسين عليهما السلام" و منكم صبية النّار "يقصد بهم أولاد مروان بن الحكم، أخبر النبي عنهم و هم صبيان بأنهم من أهل النار، و مرقوا عن الدين في كبرهم" "الخطبة 267، 469"

و من كتاب له "ع" الى أحد عماله: و و اللّه لو أنّ الحسن و الحسين فعلا مثل الّذي فعلت، ما كانت لهما عندي هوادة، و لا ظفرا منّي بإرادة، حتّى آخذ الحقّ منهما، و أزيح الباطل عن مظلمتهما. "الخطبة 280، 499"

و قال "ع" متخوفا على الحسن و الحسين "ع": اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش، فإنّهم أضمروا لرسولك صلّى اللّه عليه و آله ضروبا من الشّر و الغدر، فعجزوا عنها، و حلت

/ 86