تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و من كتاب له "ع" الى زياد بن أبيه أحد عماله: و إنّي أقسم باللّه قسما صادقا، لئن بلغني أنّك خنت من في ء المسلمين شيئا صغيرا أو كبيرا، لأشدّنّ عليك شدّة تدعك قليل الوفر، ثقيل الظّهر، ضئيل الأمر، و السّلام. "الخطبة 259، 457"

و الى زياد بن أبيه أيضا: فدع الإسراف مقتصدا، و اذكر في اليوم غدا. و أمسك من المال بقدر ضرورتك، و قدّم الفضل ليوم حاجتك. أترجو أن يعطيك اللّه أجر المتواضعين و أنت عنده من المتكبّرين. و تطمع و أنت متمرّغ في النّعيم تمنعه الضّعيف و الأرملة أن يوجب لك ثواب المتصدّقين؟ و إنّما المرء مجزيّ بما أسلف، و قادم على ما قدّم. و السّلام. "الخطبة 260، 458"

و من كتاب له "ع" الى بعض عماله: أمّا بعد، فقد بلغني عنك أمر، إن كنت فعلته فقد أسخطت ربّك، و عصيت إمامك، و أخزيت أمانتك.

بلغني أنّك جرّدت الأرض، فأخذت ما تحت قدميك، و أكلت ما تحت يديك.

فارفع إليّ حسابك، و اعلم أنّ حساب اللّه أعظم من حساب النّاس، و السّلام. "الخطبة 279، 497"

و من كتاب له "ع" الى بعض عماله: أمّا بعد، فإنّي كنت أشركتك في أمانتي،

و جعلتك شعاري و بطانتي. و لم يكن رجل من أهلي أوثق منك في نفسي لمواساتي و موازرتي و أداء الأمانة إليّ، فلمّا رأيت الزّمان على ابن عمّك قد كلب،

و العدوّ قد حرب، و أمانة النّاس قد خزيت، و هذه الأمّة قد فنكت "أي أخذت أمورها بالهزل" و شغرت "أي لم يبق فيها من يحميها"، قلبت لابن عمّك ظهر المجنّ، ففارقته مع المفارقين، و خذلته مع الخاذلين، و خنته مع الخائنين. فلا ابن عمّك آسيت، و لا الأمانة أدّيت. و كأنّك لم تكن اللّه تريد بجهادك، و كأنّك لم تكن على بيّنة من ربّك، و كأنّك إنّما كنت تكيد هذه الأمّة عن دنياهم، و تنوي غرّتهم عن فيئهم. فلمّا أمكنتك الشّدّة في خيانة الأمّة، أسرعت الكرّة و عاجلت الوثبة،

و اختطفت ما قدرت عليه من أموالهم المصونة لأراملهم و أيتامهم، اختطاف الذّئب الأزلّ "أي السريع" دامية المعزى الكسيرة "أي المكسورة"، فحملته إلى الحجاز

رحيب الصّدر بحمله غير متأثّم من أخذه، كأنّك لا أبا لغيرك حدرت إلى أهلك تراثك من أبيك و أمّك. فسبحان اللّه أما تؤمن بالمعاد؟ أو ما تخاف نقاش الحساب؟. أيّها المعدود كان عندنا من أولي الألباب، كيف تسيغ شرابا و طعاما، و أنت تعلم أنّك تأكل حراما، و تشرب حراما، و تبتاع الإماء و تنكح النّساء من أموال اليتامى و المساكين و المؤمنين و المجاهدين، الّذين أفاء اللّه عليهم هذه الأموال، و أحرز بهم هذه البلاد. فاتّق اللّه و اردد إلى هؤلاء القوم أموالهم،

فإنّك إن لم تفعل، ثمّ أمكنني اللّه منك، لأعذرنّ إلى اللّه فيك، و لأضربنّك بسيفي الّذي ما ضربت به أحدا إلاّ دخل النّار و و اللّه لو أنّ الحسن و الحسين فعلا مثل الّذي فعلت، ما كانت لهما عندي هوادة، و لا ظفرا منّي بإرادة، حتّى آخذ الحقّ منهما، و أزيح الباطل عن مظلمتهما. و أقسم باللّه ربّ العالمين ما يسرّني أنّ ما أخذته من أموالهم حلال لي، أتركه ميراثا لمن بعدي. فضحّ رويدا، فكأنّك بلغت المدى، و دفنت تحت الثّرى، و عرضت عليك أعمالك بالمحلّ الّذي ينادي الظّالم فيه بالحسرة، و يتمنّى المضيّع فيه الرّجعة، و لات حين مناص. "الخطبة 280، 497"

و من كتاب له "ع" الى عمر بن أبي سلمة المخزومي، و كان عامله على البحرين فعزله،

و استعمل نعمان بن عجلان الزرقي مكانه: أمّا بعد، فإنّي قد ولّيت نعمان بن عجلان الزّرقيّ على البحرين، و نزعت يدك بلا ذم لك و لا تثريب عليك "أي لوم".

فلقد أحسنت الولاية، و أدّيت الأمانة. فأقبل غير ظنين و لا ملوم، و لا متّهم و لا مأثوم. فلقد أردت المسير إلى ظلمة أهل الشّام، و أحببت أن تشهد معي، فإنّك ممّن أستظهر به على جهاد العدوّ، و إقامة عمود الدّين. إن شاء اللّه. "الخطبة 281، 500"

و من كتاب له "ع" الى مصقلة بن هبيرة الشيباني، و هو عامله على أردشير خرّة من بلاد العجم: بلغني عنك أمر إن كنت فعلته فقد أسخطت إلهك، و عصيت إمامك: أنّك تقسم في ء المسلمين الّذي حازته رماحهم و خيولهم، و أريقت عليه دماؤهم، فيمن

اعتامك من أعراب قومك. فو الّذي فلق الحبّة، و برأ النّسمة، لئن كان ذلك حقّا لتجدنّ لك عليّ هوانا، و لتخفّنّ عندي ميزانا. فلا تستهن بحقّ ربّك، و لا تصلح دنياك بمحق دينك، فتكون من الأخسرين أعمالا.

ألا و إنّ حقّ من قبلك و قبلنا من المسلمين في قسمة هذا الفي ء سواء: يردون عندي عليه، و يصدرون عنه. "الخطبة 282، 500"

و من كتاب له "ع" الى عثمان بن حنيف الانصاري و كان عامله على البصرة، و قد بلغه أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها فمضى اليها: أمّا بعد، يا ابن حنيف، فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان،

و تنقل إليك الجفان. و ما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم، عائلهم مجفوّ، و غنيّهم مدعوّ. فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم. فما اشتبه عليك بعضه فالفظه، و ما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه 'تراجع بقية الكتاب في المبحث "132" الامام علي "ع" صوت العدالة الانسانية'. "الخطبة 284، 505"

و يختتم "ع" كتابه السابق قائلا: فاتّق اللّه يا ابن حنيف، و لتكفف أقراصك، ليكون من النّار خلاصك. "الخطبة 284، 510"

و من كتاب له "ع" الى المنذر بن الجارود العبدي، و قد خان في بعض ما ولاه من أعماله:

أمّا بعد. فإنّ صلاح أبيك ما غرّني منك، و ظننت أنّك تتّبع هديه، و تسلك سبيله،

فإذا أنت فيما رقّي إليّ عنك، لا تدع لهواك انقيادا، و لا تبقي لآخرتك عتادا. تعمر دنياك بخراب آخرتك، و تصل عشيرتك بقطيعة دينك. و لئن كان ما بلغني عنك حقا،

لجمل أهلك و شسع نعلك "أي جلدتها" خير منك. و من كان بصفتك فليس بأهل أن يسدّ به ثغر، أو ينفذ به أمر، أو يعلى له قدر، أو يشرك في أمانة، أو يؤمن على خيانة، فأقبل إليّ حين يصل إليك كتابي هذا، إن شاء اللّه.

قال الشريف الرضي: و المنذر هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين "ع": انه لنظّار في عطفيه، مختال في برديه، تفّال في شراكيه "أي ينفض سير نعله من التراب كثيرا من العجب و الخيلاء". "الخطبة 310، 559"

وصايا الامام لأصحابه و حكامه و ولاته و عماله و قضاته


يراجع المبحث "201" محمد بن أبي بكر، و المبحث "202" مالك الاشتر النخعي.

تراجع مباحث الفصل التالى "27" المتضمنة عهد الامام "ع" لمالك الاشتر حين ولاه مصر و أعمالها.

من كتاب له "ع" الى الاشعث بن قيس عامل أذربيجان: و إنّ عملك ليس لك بطعمة،

و لكنّه في عنقك أمانة. و أنت مسترعى لمن فوقك. ليس لك أن تفتات "أي تستبد" في رعيّة، و لا تخاطر إلاّ بوثيقة. و في يديك مال من مال اللّه عزّ و جلّ، و أنت من خزّانه حتّى تسلّمه إليّ. و لعلّي ألاّ أكون شرّ ولاتك لك، و السّلام. "الخطبة 244، 445"

و من كتاب له "ع" الى عبد اللّه بن عباس، و كان "رض" يقول: ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول اللّه "ص" كانتفاعي بهذا الكلام: أمّا بعد، فإنّ المرء قد يسرّه درك ما لم يكن ليفوته، و يسؤه فوت ما لم يكن ليدركه. فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، و ليكن أسفك على ما فاتك منها. و ما نلت من دنياك فلا تكثر به فرحا. و ما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا. و ليكن همّك فيما بعد الموت. "الخطبة 261، 458"

و من عهد له "ع" الى محمد بن أبي بكر حين قلده مصر: و اعلم يا محمّد بن أبي بكر أنّي قد ولّيتك أعظم أجنادي في نفسي أهل مصر. فأنت محقوق أن تخالف على نفسك "أي مطالب بمخالفة شهوة نفسك" و أن تنافح عن دينك، و لو لم يكن لك إلاّ ساعة من الدّهر. و لا تسخط اللّه برضا أحد من خلقه، فإنّ في اللّه خلفا من غيره،

و ليس من اللّه خلف في غيره.

صلّ الصّلاة لوقتها المؤقّت لها، و لا تعجّل وقتها لفراغ، و لا تؤخّرها عن وقتها لاشتغال. و اعلم أنّ كلّ شي ء من عملك تبع لصلاتك. "الخطبة 266، 466"

و من كتاب له "ع" الى قثم بن العباس عامله على مكة: أمّا بعد، فإنّ عيني بالمغرب،

كتب إليّ يعلمني أنّه وجّه إلى الموسم أناس من أهل الشّام... فأقم على ما في يديك قيام الحازم الصّليب "أي الشديد" و النّاصح اللّبيب. و التّابع لسلطانه، المطيع لإمامه. و إيّاك و ما يعتذر منه، و لا تكن عند النّعماء بطرا، و لا عند البأساء فشلا، و السّلام. "الخطبة 272، 491"

و من كتابه "ع" الى مالك الاشتر، لما ولاه على مصر و أعمالها، حين اضطرب أمر محمد بن أبي بكر، و هو أطول عهد له "ع" و أجمع كتبه للمحاسن: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. هذا ما أمر به عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين، مالك بن الحارث الأشتر في عهده إليه،

حين ولاّه مصر: جباية خراجها، و جهاد عدوّها، و استصلاح أهلها، و عمارة بلادها.

أمره بتقوى اللّه، و إيثار طاعته و اتّباع ما أمر به في كتابه: من فرائضه و سننه، الّتي لا يسعد أحد إلاّ باتّباعها، و لا يشقى إلاّ مع جحودها و إضاعتها، و أن ينصر اللّه سبحانه بقلبه و يده و لسانه، فإنّه جلّ اسمه، قد تكفّل بنصر من نصره، و إعزاز من أعزّه. و أمره أن يكسر نفسه من الشّهوات، و يزعها عند الجمحات "أي يكفها عن اطماعها"، فإنّ النّفس أمّارة بالسّوء، إلاّ ما رحم اللّه. "الخطبة 292، 1، 517"

و يتابع كتابه "ع" قائلا: و إذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبّهة أو مخيلة "أي خيلاء" فانظر إلى عظم ملك اللّه فوقك و قدرته منك، على ما لا تقدر عليه من نفسك،

فإنّ ذلك يطامن "أي يخفف" إليك من طماحك، و يكفّ عنك من غربك "أي حدتك"، و يفي ء إليك بما عزب "أي غاب" عنك من عقلك.

إيّاك و مساماة اللّه في عظمته، و التّشبّه به في جبروته، فإنّ اللّه يذلّ كلّ جبّار و يهين كلّ مختال. "الخطبة 292، 1، 518"

و امض لكلّ يوم عمله، فإنّ لكلّ يوم ما فيه. و اجعل لنفسك فيما بينك و بين اللّه أفضل تلك المواقيت، و أجزل تلك الأقسام. و إن كانت كلّها للّه إذا صلحت فيها النّيّة،

و سلمت منها الرّعيّة. و ليكن في خاصّة ما تخلص به للّه دينك: إقامة فرائضه الّتي هي له خاصّة، فاعط اللّه من بدنك في ليلك و نهارك. و وفّ ما تقرّبت به إلى اللّه من ذلك كاملا غير مثلوم و لا منقوص، بالغا من بدنك ما بلغ. "الخطبة 292، 4، 533"

و إيّاك و الإعجاب بنفسك، و الثّقة بما يعجبك منها، و حبّ الإطراء، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشّيطان في نفسه، ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين. "الخطبة 292، 5، 538"

و إيّاك و العجلة بالأمور قبل أوانها، أو التّسقّط فيها، عند إمكانها، أو اللّجاجة فيها إذا تنكّرت، أو الوهن عنها إذا استوضحت. فضع كلّ أمر موضعه، و أوقع كلّ أمر موقعه. "الخطبة 292، 5، 539"

و يختتم الامام "ع" كتابه لمالك الاشتر بقوله: و الواجب عليك أنّ تتذكّر ما مضى لمن تقدّمك من حكومة عادلة، أو سنّة فاضلة، أو أثر عن نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو فريضة في كتاب اللّه، فتقتدي بما شاهدت ممّا عملنا به فيها، و تجتهد لنفسك في اتّباع ما عهدت إليك في عهدي هذا، و استوثقت به من الحجّة لنفسي عليك، لكيلا تكون لك علّة عند تسرّع نفسك إلى هواها. و أنا أسأل اللّه بسعة رحمته، و عظيم قدرته على إعطاء كلّ رغبة، أن يوفّقني و إيّاك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح إليه و إلى خلقه، مع حسن الثّناء في العباد،

و جميل الأثر في البلاد، و تمام النّعمة، و تضعيف الكرامة، و أن يختم لي و لك بالسّعادة و الشّهادة، إنّا إليه راجعون. و السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الطّيّبين الطّاهرين، و سلّم تسليما كثيرا، و السّلام. "الخطبة 292، 5، 539"

من وصية له "ع" وصى بها شريح بن هاني ء، لما جعله على مقدمته الى الشام: اتّق اللّه في كلّ صباح و مساء و خف على نفسك الدّنيا الغرور، و لا تأمنها على حال.

و اعلم أنّك إن لم تردع نفسك عن كثير ممّا تحبّ، مخافة مكروه، سمت بك الأهواء إلى كثير من الضّرر. فكن لنفسك مانعا رادعا، و لنزوتك عند الحفيظة "أي الغضب" واقما "أي قاهرا" قامعا. "الخطبة 295، 542"

و من كتاب له "ع" الى قثم بن العباس، و هو عامله على مكة: أمّا بعد، فأقم للنّاس الحجّ، و ذكّرهم بأيّام اللّه، و اجلس لهم العصرين "أي الغداة و العشي". فأفت المستفتي، و علّم الجاهل، و ذاكر العالم. و لا يكن... "الخطبة 306، 555"

نظام الإدارة


طبقات الرعية و تكاملها


من كتاب للامام علي "ع" كتبه لمالك الاشتر النخعي، لما ولاه على مصر و أعمالها، حين اضطرب أمر محمد بن أبي بكر. و هو أطول عهد و أجمع كتبه للمحاسن. يقول فيه:

و اعلم أنّ الرّعيّة طبقات لا يصلح بعضها إلاّ ببعض، و لا غنى ببعضها عن بعض:

فمنها جنود اللّه، و منها كتّاب العامّة و الخاصّة، و منها قضاة العدل، و منها عمّال الإنصاف و الرّفق، و منها أهل الجزية و الخراج من أهل الذّمّة و مسلمة النّاس، و منها التّجّار و أهل الصّناعات، و منها الطّبقة السفلى من ذوي الحاجة و المسكنة، و كلّ قد سمّى اللّه له سهمه "أي نصيبه من الحق". و وضع على حدّه فريضة في كتابه أو سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عهدا منّه عندنا محفوظا.

فالجنود بإذن اللّه، حصون الرّعيّة، و زين الولاة، و عزّ الدّين، و سبل الأمن. و ليس تقوم الرّعيّة إلاّ بهم. ثمّ لا قوام للجنود إلاّ بما يخرج اللّه لهم من الخراج الّذي يقوون به على جهاد عدوّهم، و يعتمدون عليه فيما يصلحهم، و يكون من وراء حاجتهم. ثمّ لا قوام لهذين الصّنفين إلاّ بالصّنف الثّالث من القضاة و العمّال و الكتّاب،

لما يحكمون من المعاقد، و يجمعون من المنافع، و يؤتمنون عليه من خواصّ الأمور و عوامّها. و لا قوام لهم جميعا إلاّ بالتّجار و ذوي الصّناعات، فيما يجتمعون عليه من

مرافقهم، و يقيمونه من أسواقهم، و يكفونهم من التّرفّق بأيديهم ما لا يبلغه رفق غيرهم. ثمّ الطّبقة السّفلى من أهل الحاجة و المسكنة، الّذين يحقّ رفدهم و معونتهم، و في اللّه لكلّ سعة، و لكلّ على الوالي حقّ بقدر ما يصلحه، و ليس يخرج الوالي من حقيقة ما ألزمه اللّه من ذلك إلاّ بالإهتمام و الإستعانة باللّه، و توطين نفسه على لزوم الحقّ، و الصّبر عليه فيما خفّ عليه أو ثقل. "الخطبة 292، 2، 522"

الغوغاء


و قال الامام علي "ع":

في صفة الغوغاء "و هم اوباش الناس": هم الّذين إذا اجتمعوا غلبوا، و إذا تفرّقوا لم يعرفوا. و قيل: بل قال عليه السلام: هم الّذين إذا اجتمعوا ضرّوا، و إذا تفرّقوا نفعوا.

فقيل: قد عرفنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟ فقال "ع": يرجع أصحاب المهن إلى مهنتهم، فينتفع النّاس بهم، كرجوع البنّاء إلى بنائه، و النّسّاج إلى منسجه، و الخبّاز إلى مخبزه. "199 ح، 602" و قال "ع" و قد أتي بجان و معه غوغاء: لا مرحبا بوجوه لا ترى إلاّ عند كلّ سوأة.

"200 ح، 603"

سياسة الخاصة و اختيار البطانة الصالحة


يراجع من هذا الفصل المبحث "220" سياسة القضاة و المبحث "221" سياسة العمال على البلاد.

و من كتابه "ع" لمالك الاشتر، لما ولاّه على مصر و أعمالها: و ليكن أحبّ الأمور إليك أوسطها في الحقّ و أعمّها في العدل، و أجمعها لرضا الرّعيّة، فإنّ سخط العامّة يجحف برضا الخاصّة، و إنّ سخط الخاصّة يغتفر مع رضا العامّة. و ليس أحد من

الرّعيّة أثقل على الوالي مؤونة في الرّخاء، و أقلّ معونة له في البلاء، و أكره للإنصاف، و أسأل بالإلحاف، و أقل شكرا عند الإعطاء، و أبطأ عذرا عند المنع،

و أضعف صبرا عند ملمّات الدّهر من أهل الخاصّة. و إنّما عماد الدّين و جماع المسلمين و العدّة للأعداء، العامّة من الأمّة. فليكن صغوك لهم و ميلك معهم. "الخطبة 292، 1، 519"

و من كتابه "ع" لمالك الاشتر: إنّ شرّ وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا، و من شركهم في الآثام، فلا يكوننّ لك بطانة. فإنّهم أعوان الأثمة، و إخوان الظّلمة.

و أنت واجد منهم خير الخلف ممّن له مثل آرائهم و نفاذهم، و ليس عليه مثل آصارهم و أوزارهم، ممّن لم يعاون ظالما على ظلمه، و لا آثما على إثمه. أولئك أخفّ عليك مؤونة، و أحسن لك معونة، و أحنى عليك عطفا، و أقلّ لغيرك إلفا "أي محبة".

فاتّخذ أولئك خاصّة لخلواتك و حفلاتك. ثمّ ليكن آثرهم عندك أقولهم بمرّ الحقّ لك "أي الحق الذي قوله مر" و أقلّهم مساعدة فيما يكون منك، ممّا كره اللّه لأوليائه، واقعا ذلك من هواك حيث وقع. و الصق بأهل الورع و الصّدق، ثمّ رضهم على أن لا يطروك و لا يبجحوك بباطل لم تفعله، فإنّ كثرة الإطراء تحدث الزّهو و تدني من العزّة. "الخطبة 292، 1، 520"

و من كتابه "ع" لمالك الاشتر: ثم الصق بذوي المروءات و الأحساب و أهل البيوتات الصّالحة و السّوابق الحسنة، ثمّ أهل النّجدة و الشّجاعة و السّخاء و السّماحة، فإنّهم جماع من الكرم، و شعب من العرف "أي المعروف". "الخطبة 292، 2، 524"

و من كتابه "ع" لمالك الاشتر: ثمّ إنّ للوالي خاصّة و بطانة، فيهم استئثار و تطاول و قلّة إنصاف في معاملة، فاحسم مادّة أولئك بقطع أسباب تلك الأحوال. و لا تقطعنّ لأحد من حاشيتك و حامّتك "أي قرابتك" قطيعة "أي منحة من الارض"، و لا يطمعنّ منك في اعتقاد عقدة، تضرّ بمن يليها من النّاس، في شرب أو عمل مشترك،

يحملون مؤونته على غيرهم، فيكون مهنأ ذلك لهم دونك، و عيبه عليك في الدّنيا و الآخرة. "الخطبة 292، 4، 535"

/ 86