تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و لا أصفيتم به و حرموه. و لقد نزلت بكم البليّة جائلا خطامها، رخوا بطانها،

فلا يغرّنّكم ما أصبح فيه أهل الغرور. فإنّما هو ظلّ ممدود، إلى أجل معدود. "الخطبة 87، 158"

أين تذهب بكم المذاهب، و تتيه بكم الغياهب، و تخدعكم الكواذب؟ و من أين تؤتون و أنّى تؤفكون؟ فلكلّ أجل كتاب، و لكلّ غيبة إياب. فاستمعوا من ربّانيّكم،

و أحضروه قلوبكم، و استيقظوا إن هتف بكم. و ليصدق رائد أهله، و ليجمع شمله، و ليحضر ذهنه. "الخطبة 106، 206"

لو تعلمون ما أعلم ممّا طوي عنكم غيبه، إذا لخرجتم إلى الصّعدات "أي الطرقات"، تبكون على أعمالكم، و تلتدمون "أي تضربون وجوهكم و صدوركم حزنا" على أنفسكم. و لتركتم أموالكم لا حارس لها و لا خالف عليها "الخالف: من تتركه على مالك اذا خرجت لسفر أو حرب"، و لهمّت كلّ امري ء منكم نفسه، لا يلتفت إلى غيرها. و لكنّكم نسيتم ما ذكّرتم، و أمنتم ما حذّرتم، فتاه عنكم رأيكم، و تشتّت عليكم أمركم. و لوددت أنّ اللّه فرّق بيني و بينكم و ألحقني بمن هو أحقّ بي منكم. "الخطبة 114، 225"

لقد حملتكم على الطّريق الواضح الّتي لا يهلك عليها إلاّ هالك. من استقام فإلى الجنّة، و من زلّ فإلى النّار. "الخطبة 117، 228"

و من لا ينفعه حاضر لبّه، فعازبه عنه أعجز، و غائبه أعوز. "الخطبة 118، 228"

و اعلموا أنّه ليس من شي ء إلاّ و يكاد صاحبه يشبع منه و يملّه، إلاّ الحياة، فإنّه لا يجد له في الموت راحة "أي يحب الانسان الحياة لعلمه بالعقاب الذي ينتظره بعد الموت. و هذه حكمة واعظة كبيرة للانسان تنبهه من الغفلة و تحثه على العمل". و إنّما ذلك بمنزلة الحكمة الّتي هي حياة للقلب الميّت، و بصر للعين العمياء، و سمع للأذن الصّماء، و ريّ للظمآن، و فيها الغنى كلّه و السّلامة. "الخطبة 131، 245"

أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى، و الأبصار اللاّمحة إلى منار التّقوى. أين القلوب الّتي وهبت للّه، و عوقدت على طاعة اللّه؟. "الخطبة 142، 256"

و قال "ع" في صفة الغافلين: حتّى إذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم، و استخرجهم من جلابيب غفلتهم، استقبلوا مدبرا، و استدبروا مقبلا. فلم ينتفعوا بما أدركوا من طلبتهم، و لا بما قضوا من وطرهم. إنّي أحذّركم و نفسي، هذه المنزلة. فلينتفع امرؤ بنفسه، فإنّما البصير من سمع فتفكّر، و نظر فأبصر، و انتفع بالعبر. ثمّ سلك جددا واضحا، يتجنّب فيه الصّرعة في المهاوي، و الضّلال في المغاوي "أي الشبهات".

و لا يعين على نفسه الغواة، بتعسّف في حقّ، أو تحريف في نطق، أو تخوّف من صدق.

فأفق أيّها السّامع من سكرتك، و استيقظ من غفلتك، و اختصر من عجلتك. و أنعم الفكر فيما جاءك على لسان النّبيّ الأمّيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ممّا لا بدّ منه و لا محيص عنه، و خالف من خالف ذلك إلى غيره، ودعه و ما رضي لنفسه. وضع فخرك، و احطط كبرك، و اذكر قبرك. فإنّ عليه ممرّك، و كما تدين تدان،

و كما تزرع تحصد، و ما قدّمت اليوم تقدم عليه غدا. فامهد لقدمك، و قدّم ليومك.

فالحذر الحذر أيّها المستمع، و الجدّ الجدّ أيّها الغافل 'وَ لاَ يُنْبِئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ'...

إنّ البهائم همّها بطونها. و إنّ السّباع همّها العدوان على غيرها. و إنّ النّساء همّهنّ زينة الحياة الدّنيا و الفساد فيها. إنّ المؤمنين مستكينون. إنّ المؤمنين مشفقون. إنّ المؤمنين خائفون. "الخطبة 151، 268"

و ناظر قلب اللّبيب، به يبصر أمده "أي غايته و منتهاه"، و يعرف غوره و نجده "أي باطن أمره و ظاهره". داع دعا، و راع رعى، فاستجيبوا للدّاعي، و اتّبعوا الرّاعي.

فليصدق رائد أهله، و ليحضر عقله، و ليكن من أبناء الآخرة، فإنّه منها قدم،

و إليها ينقلب. فالنّاظر بالقلب، العامل بالبصر، يكون مبتدأ عمله أن يعلم: أعمله عليه أم له فإن كان له مضى فيه، و إن كان عليه وقف عنه. فإنّ العامل بغير علم كالسّائر على غير طريق. فلا يزيده بعده عن الطريق الواضح إلاّ بعدا من حاجته. و العامل بالعلم كالسّائر على الطّريق الواضح. فلينظر ناظر: أسائر هو أم راجع.

و اعلم أنّ لكلّ ظاهر باطنا على مثاله. فما طاب ظاهره طاب باطنه. و ما خبث ظاهره

خبث باطنه. و قد قال الرّسول الصّادق صلّى اللّه عليه و آله: | إنّ اللّه يحبّ العبد و يبغض عمله "أي يحب العبد على ايمانه و يبغضه على أعماله السيئة" و يحبّ العمل و يبغض بدنه | "أي أن الكافر الذي يبغض اللّه ذاته قد يعمل عملا حسنا يحبه اللّه".

و اعلم أنّ لكلّ عمل نباتا. و كلّ نبات لا غنى به عن الماء، و المياه مختلفة. فما طاب سقيه، طاب غرسه و حلت ثمرته. و ما خبث سقيه، خبث غرسه و أمرّت ثمرته. "الخطبة 152، 270"

اعلموا عباد اللّه أنّ عليكم رصدا من أنفسكم "أي النفس اللوامة" و عيونا من جوارحكم، و حفّاظ صدق يحفظون أعمالكم و عدد أنفاسكم. لا تستركم منهم ظلمة ليل داج، و لا يكنّكم منهم باب ذو رتاج. و إنّ غدا من اليوم قريب. "الخطبة 155، 278"

أيّها النّاس غير المغفول عنهم، و التّاركون المأخوذ منهم. مالي أراكم عن اللّه ذاهبين، و إلى غيره راغبين كأنّكم نعم أراح بها سائم إلى مرعى وبيّ و مشرب دويّ، و إنّما هي كالمعلوفة للمدى "جمع مديه و هي السكين، أي معلوفة للذبح" لا تعرف ماذا يراد بها إذا أحسن إليها تحسب يومها دهرها و شبعها أمرها "أي تحسب أن يومها هو كل عمرها فلا تنظر الى ما بعده فاذا شبعت ظنت أن هذا هو غاية شأنها". "الخطبة 173، 310"

فحاسب نفسك لنفسك، فإنّ غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك. "الخطبة 220، 422"

و قال "ع" عند تلاوته يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ: ... يا أيّها الإنسان ما جرّأك على ذنبك، و ما غرّك بربّك، و ما أنّسك بهلكة نفسك؟ أما من دائك بلول "أي شفاء من الداء"، أم ليس من نومتك يقظة؟ أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك؟ فلربّما ترى الضّاحي من حرّ الشّمس فتظلّه، أو ترى المبتلى بألم يمضّ جسده فتبكي رحمة له فما صبّرك على دائك، و جلّدك على مصابك، و عزّاك عن البكاء على نفسك، و هي أعزّ الأنفس عليك و كيف لا يوقظك خوف بيات نقمة، و قد تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته فتداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة، و من كرى الغفلة

في ناظرك بيقظة. و كن للّه مطيعا، و بذكره آنسا. و تمثّل في حال تولّيك عنه إقباله عليك، يدعوك إلى عفوه، و يتغمّدك بفضله، و أنت متولّ عنه إلى غيره. فتعالى من قويّ ما أكرمه و تواضعت من ضعيف ما أجرأك على معصيته و أنت في كنف ستره مقيم، و في سعة فضله متقلّب فلم يمنعك فضله، و لم يهتك عنك ستره. بل لم تخل من لطفه مطرف عين، في نعمة يحدثها لك، أو سيّئة يسترها عليك، أو بليّة يصرفها عنك فما ظنّك به لو أطعته و ايم اللّه لو أنّ هذه الصّفة كانت في متّفقين في القوّة،

متوازيين في القدرة، لكنت أوّل حاكم على نفسك بذميم الأخلاق و مساوي ء الأعمال. "الخطبة 221، 423"

إذا رجفت الرّاجفة، و حقّت بجلائلها القيامة، و لحق بكلّ منسك أهله، و بكلّ معبود عبدته، و بكلّ مطاع أهل طاعته... فكم حجّة يوم ذاك داحضة، و علائق عذر منقطعة. "الخطبة 221، 424"

و قال "ع" في وصيته لابنه الحسن "ع": رويدا يسفر الظّلام "أي عند الموت تنكشف الحقيقة". كأن قد وردت الأظعان "أي وصل المسافرون الى نهاية سفرهم و هو الآخرة". يوشك من أسرع أن يلحق. و اعلم يا بنيّ أنّ من كانت مطيّته اللّيل و النّهار،

فإنّه يسار به و إن كان واقفا، و يقطع المسافة و إن كان مقيما وادعا.

و اعلم يقينا أنّك لن تبلغ أملك، و لن تعدو أجلك، و أنّك في سبيل من كان قبلك... "الخطبة 270، 3، 484"

طوبى لنفس أدّت إلى ربّها فرضها، و عركت بجنبها بؤسها "أي صبرت على البؤس"، و هجرت في اللّيل غمضها. حتّى إذا غلب الكرى عليها، افترشت أرضها، و توسّدت كفّها. "الخطبة 284، 509"

و من كتاب له "ع" الى عماله على الخراج: من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أصحاب الخراج. أمّا بعد، فإنّ من لم يحذر ما هو صائر إليه، لم يقدّم لنفسه ما يحرزها. و اعلموا أنّ ما كلّفتم به يسير، و أنّ ثوابه كثير. و لو لم يكن فيما نهى اللّه عنه من البغي و العدوان عقاب يخاف، لكان في ثواب اجتنابه ما لا عذر في ترك طلبه. فأنصفوا

النّاس من أنفسكم، و اصبروا لحوائجهم... 'تراجع تتمة الكتاب في المبحث "237" جباية بيت المال'. "الخطبة 290، 515"

... و احذر منازل الغفلة و الجفاء، و قلّة الأعوان على طاعة اللّه. "الخطبة 308، 557"

من حاسب نفسه ربح، و من غفل عنها خسر. و من خاف أمن، و من اعتبر أبصر. و من أبصر فهم، و من فهم علم. "208 ح، 604" ازهد في الدّنيا يبصّرك اللّه عوراتها، و لا تغفل فلست بمغفول عنك. "391 ح، 646" اذكروا انقطاع اللّذّات، و بقاء التّبعات. "433 ح، 654"

التقوى و الفسوق


مدخل:

التقوى في أصل معناها من الوقاية، و الوقاية تعني الحذر و الاحتراز و البعد و الاجتناب.

و التعريف السابق يمثل الوجه السلبي للتقوى. إلاّ أن التقوى في نهج البلاغة تأخذ معنى أعمق، يمثل الوجه الايجابي لهذه الخاصة. فالامام علي "ع" يعتبر التقوى التي هي في الاصل حذر و بعد عن الشر، يعتبرها قوة روحية تتولد للانسان، من جراء تمرين النفس على الحذر من الذنوب. اذن فهي ملكة تتولد في النفس تحصل من التمرين و الممارسة،

فتجعل الانسان يقدم على القيم الروحية و يحجم عن القيم المادية.

و هكذا نجد أن التقوى في نهج البلاغة: حالة تهب لروح الانسان قدرة يتسلط بها على نفسه فيمتلكها، و يسيّرها كما يرد لا كما تريد. و بذلك لا تكون التقوى قيدا يمنع الانسان من الحرية، بل هي منبع التحرر من أسر الماديات.

و يشبّه الامام "ع" التقوى باللباس، كما في قوله تعالى وَ لِبَاسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ و يقول:

يجب علينا أن نحافظ على التقوى حتى تقينا من الاخطار، و ذلك مثل اللباس الذي نلبسه، فاذا حافظنا عليه من التمزق و السرقة، فانه يحافظ علينا من الحر و البرد و البأس و البؤس.

التقوى و الورع الفسوق و الفساد و الفجور


قال الامام علي "ع":

ذمّتي بما أقول رهينة، و أنا به زعيم إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات، حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات... ألا و إنّ الخطايا خيل شمس،

حمل عليها أهلها و خلعت لجمها، فتقحّمت بهم في النّار. ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل، حمل عليها أهلها و أعطوا أزمّتها، فاوردتهم الجنّة. "الخطبة 16، 55"

لا يهلك على التّقوى سنخ أصل، و لا يظمأ عليها زرع قوم. فاستتروا في بيوتكم، و أصلحوا ذات بينكم، و التّوبة من ورائكم. و لا يحمد حامد إلاّ ربّه، و لا يلم لائم إلاّ نفسه. "الخطبة 16، 58"

فاتّقوا اللّه عباد اللّه، و فرّوا إلى اللّه من اللّه، و امضوا في الّذي نهجه لكم، و قوموا بما عصبه بكم. فعليّ ضامن لفلجكم آجلا، إن لم تمنحوه عاجلا. "الخطبة 24، 70"

أمّا بعد فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة، فتحه اللّه لخاصّة أوليائه. و هو لباس التّقوى، و درع اللّه الحصينة. "الخطبة 27، 75"

أمّا الإمرة البرّة فيعمل فيها التّقيّ، و أمّا الإمرة الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقيّ. "الخطبة 40، 99"

فاتقى عبد ربّه، نصح نفسه، و قدّم توبته، و غلب شهوته. "الخطبة 62، 188"

رحم اللّه امرأ... جعل الصّبر مطيّة نجاته، و التّقوى عدّة وفاته. "الخطبة 74، 130"

الزّهادة قصر الأمل، و الشّكر عند النّعم، و التّورّع عند المحارم. "الخطبة 79، 134"

أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه الّذي ضرب الأمثال، و وقّت لكم الآجال، و ألبسكم الرّياش، و أرفغ لكم المعاش، و أحاط بكم الإحصاء، و أرصد لكم الجزاء، و آثركم بالنّعم السّوابغ، و الرّفد الرّوافغ "أي الواسعة"، و أنذركم بالحجج البوالغ. فأحصاكم عددا، و وظّف لكم مددا، في قرار خبرة، و دار عبرة، أنتم مختبرون فيها، و محاسبون عليها. "الخطبة 81، 1، 137"

أوصيكم بتقوى اللّه الّذي أعذر بما أنذر، و احتجّ بما نهج، و حذّركم عدوّا نفذ في الصّدور خفيا "أي الشيطان"، و نفث في الآذان نجيّا. فأضلّ و أردى، و وعد فمنّى،

و زيّن سيّئات الجرائم، و هوّن موبقات العظائم. "الخطبة 81، 2، 145"

فإن أتاكم اللّه بعافية فاقبلوا، و إن ابتليتم فاصبروا، فإنّ العاقبة للمتّقين. "الخطبة 96، 191"

و ارغبوا فيما وعد المتّقين، فإنّ وعده أصدق الوعد. "الخطبة 108، 213"

و قال "ع" عن الدنيا: لا خير في شي ء من أزوادها إلاّ التّقوى. "الخطبة 109، 215"

أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه، الّتي هي الزّاد و بها المعاذ: زاد مبلغ، و معاذ منجح.

دعا إليها أسمع داع، و وعاها خير واع. فأسمع داعيها، و فاز واعيها.

عباد اللّه، إنّ تقوى اللّه حمت أولياء اللّه محارمه، و ألزمت قلوبهم مخافته، حتّى أسهرت لياليهم، و أظمأت هواجرهم. فأخذوا الرّاحة بالنّصب، و الرّيّ بالظّمإ.

و استقربوا الأجل، فبادروا العمل، و كذّبوا الأمل، فلاحظوا الأجل "الخطبة 112، 220"

فاتّقوا اللّه حقّ تقاته، و لا تموتنّ إلاّ و أنتم مسلمون. "الخطبة 112، 222"

و لو أنّ السّموات و الأرضين كانتا على عبد رتقا ثمّ اتّقى اللّه لجعل اللّه له منهما مخرجا. "الخطبة 128، 241"

فمن أشعر التّقوى قلبه، برّز مهله "أي فاق غيره بتقدمه الى الخير" و فاز عمله. "الخطبة 130، 244"

أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى، و الأبصار اللاّمحة إلى منار التّقوى؟ أين القلوب الّتي وهبت للّه، و عوقدت على طاعة اللّه؟ "الخطبة 142، 256"

اعلموا عباد اللّه أنّ التّقوى دار حصن عزيز. و الفجور دار حصن ذليل. لا يمنع أهله،

و لا يحرز "أي يحفظ" من لجأ إليه. ألا و بالتّقوى تقطع حمة الخطايا "الحمة هي ابرة الزنبور و العقرب" و باليقين تدرك الغاية القصوى. "الخطبة 155، 277"

أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه و طاعته، فإنّها النّجاة غدا، و المنجاة أبدا. "الخطبة 159، 286"

اتّقوا اللّه في عباده و بلاده، فإنّكم مسؤولون حتّى عن البقاع و البهائم. "165، 302"

أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه فإنّها خير ما تواصى العباد به، و خير عواقب الأمور عند اللّه. "الخطبة 171، 308"

و اللّه ما أرى عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه. "الخطبة 174، 315"

و أوصاكم بالتّقوى و جعلها منتهى رضاه و حاجته من خلقه. فاتّقوا اللّه الّذي أنتم بعينه، و نواصيكم بيده، و تقلّبكم في قبضته. إن أسررتم علمه، و إن أعلنتم كتبه. قد وكّل بذلك حفظة كراما لا يسقطون حقا و لا يثبتون باطلا. و اعلموا أنّه من يتّق اللّه يجعل له مخرجا من الفتن، و نورا من الظّلم، و يخلّده فيما اشتهت نفسه، و ينزله منزل الكرامة عنده، في دار اصطنعها لنفسه... "الخطبة 181، 331"

و اعتصموا بتقوى اللّه، فإنّ لها حبلا وثيقا عروته، و معقلا منيعا ذروته. "الخطبة 188، 350"

عباد اللّه أوصيكم بتقوى اللّه فإنّها حقّ اللّه عليكم، و الموجبة على اللّه حقّكم. و أن تستعينوا عليها باللّه، و تستعينوا بها على اللّه. فإنّ التّقوى في اليوم الحرز و الجنّة،

و في غد الطّريق إلى الجنّة. مسلكها واضح، و سالكها رابح. و مستودعها حافظ.

لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين منكم و الغابرين، لحاجتهم إليها غدا. إذا أعاد اللّه ما أبدى، و أخذ ما أعطى، و سأل عمّا أسدى. فما أقلّ من قبلها و حملها حقّ حملها. أولئك الأقلّون عددا. و هم أهل صفة اللّه سبحانه إذ يقول وَ قَلِيْلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ. فأهطعوا بأسماعكم إليها. و كظّوا بجدّكم عليها. و اعتاضوها من كلّ سلف خلفا، و من كلّ مخالف موافقا. أيقظوا بها نومكم، و اقطعوا بها يومكم. و أشعروها قلوبكم، و ارحضوا بها ذنوبكم. و داووا بها الأسقام، و بادروا بها الحمام. و اعتبروا بمن أضاعها، و لا يعتبرنّ بكم من أطاعها. ألا فصونوها و تصوّنوا بها، و كونوا عن الدّنيا نزّاها، و إلى الآخرة ولاّها. و لا تضعوا من رفعته التّقوى، و لا ترفعوا من رفعته الدّنيا... "الخطبة 189، 354"

فاتّقوا اللّه و لا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا، و لا لفضله عندكم حسّادا. "الخطبة 190، 2، 361"

/ 86