تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فتزيغ قلوب بعد استقامة. "الخطبة 149، 265"

و ناضر قلب اللّبيب به يبصر أمده، و يعرف غوره و نجده. "الخطبة 152، 270"

فالنّاظر بالقلب، العامل بالبصر، يكون مبتدأ عمله أن يعلم: أعمله عليه أم له؟ فإن كان له مضى فيه، و إن كان عليه وقف عنه. "الخطبة 152، 270"

و كذلك من عظمت الدّنيا في عينه، و كبر موقعها من قلبه، آثرها على اللّه تعالى، فانقطع إليها، و صار عبدا لها. "الخطبة 158، 282"

و قال "ع" عن النبي "ص": فأعرض عن الدّنيا بقلبه، و أمات ذكرها من نفسه، و أحبّ أن تغيب زينتها عن عينه، لكيلا يتّخذ منها رياشا، و لا يعتقدها قرارا، و لا يرجو فيها مقاما. فأخرجها من النّفس، و أشخصها عن القلب، و غيّبها عن البصر. و كذلك من أبغض شيئا، أبغض أن ينظر إليه، و أن يذكر عنده. "الخطبة 158، 284"

و قال "ع" عن الجنة: فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها، لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدّنيا، من شهواتها و لذّاتها، و زخارف مناظرها. "الخطبة 163، 298"

فلو شغلت قلبك أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة،

لزهقت نفسك شوقا إليها، و لتحمّلت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها. جعلنا اللّه و إيّاكم ممّن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته. "الخطبة 163، 298"

أخذ اللّه بقلوبنا و قلوبكم إلى الحقّ، و ألهمنا و إيّاكم الصّبر. "الخطبة 171، 309 و 203، 398"

و إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه، و إنّ قلب المنافق من وراء لسانه. لأنّ المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه، فإن كان خيرا أبداه، و إن كان شرّا واراه. و إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه، لا يدري ماذا له و ماذا عليه. و لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: 'لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه، و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه'. "الخطبة 174، 315"

و قال "ع" عن القرآن: و فيه ربيع القلب، و ينابيع العلم. و ما للقلب جلاء غيره مع أنّه

قد ذهب المتذكّرون، و بقي النّاسون أو المتناسون. "الخطبة 174، 316"

و لو أنّ النّاس حين تنزل بهم النّقم، و تزول عنهم النّعم، فزعوا إلى ربّهم بصدق من نيّاتهم، و وله من قلوبهم، لردّ عليهم كلّ شارد، و أصلح لهم كلّ فاسد. "الخطبة 176، 320"

تعنو الوجوه لعظمته، و تجب "أي تخفق" القلوب من مخافته. "الخطبة 177، 320"

و لكن القلوب عليلة، و البصائر مدخولة. "الخطبة 183، 335"

فاسمعوا أيّها النّاس وعوا، و أحضروا آذان قلوبكم تفهموا. "الخطبة 185، 347"

فمن الإيمان ما يكون ثابتا مستقرّا في القلوب، و منه ما يكون عواري "أي زعما بدون فهم" بين القلوب و الصّدور، إلى أجل معلوم. "الخطبة 187، 349"

و قال "ع" عن الهجرة: و لا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجّة، فسمعتها أذنه،

و وعاها قلبه.

إنّ أمرنا صعب مستصعب، لا يحمله إلاّ عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان. "الخطبة 187، 349"

قد قادتهم أزمّة الحين "أي الهلاك"، و استغلقت على أفئدتهم أقفال الرّين "أي حجب الضلال". "الخطبة 189، 354"

و قال "ع" عن التقوى: أيقظوا بها نومكم، و اقطعوا بها يومكم، و أشعروها قلوبكم. "الخطبة 189، 354"

و هو العالم بمضمرات القلوب. "الخطبة 190، 1، 357"

فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبيّة و أحقاد الجاهليّة. "الخطبة 190، 1، 360"

و قال "ع" عن قابيل: و قدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب. "الخطبة 190، 1، 360"

و قال "ع" عن تواضع الانبياء: و ضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم، مع قناعة تملأ القلوب و العيون غنى، و خصاصة تملأ الأبصار و الأسماع أذى. "الخطبة 190، 2، 363"

و لكنّ اللّه يختبر عباده بأنواع الشّدائد، و يتعبّدهم بأنواع المجاهد، و يبتليهم بضروب المكاره، إخراجا للتّكبّر من قلوبهم، و إسكانا للتّذلّل في نفوسهم. و ليجعل ذلك

أبوابا فتحا إلى فضله، و أسبابا ذللا لعفوه.

فاللّه اللّه في عاجل البغي، و آجل وخامة الظّلم، و سوء عاقبة الكبر، فإنّها مصيدة إبليس العظمى، و مكيدته الكبرى، الّتي تساور قلوب الرّجال مساورة السّموم القاتلة.

فما تكدي أبدا، و لا تشوي أحدا، لا عالما لعلمه، و لا مقلا في طمره. و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين بالصّلوات و الزّكوات، و مجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات، تسكينا لأطرافهم، و تخشيعا لأبصارهم، و تذليلا لنفوسهم، و تخفيضا لقلوبهم، و إذهابا للخيلاء عنهم. "الخطبة 190، 3، 366"

و اجتنبوا كلّ أمر كسر فقرتهم، و أوهن منّتهم، من تضاغن القلوب، و تشاحن الصّدور، و تدابر النفوس. "الخطبة 190، 3، 368"

و أخرجوا من الدّنيا قلوبكم، من قبل أن تخرج منها أبدانكم. "الخطبة 201، 396"

فطوبى لذي قلب سليم، أطاع من يهديه، و تجنّب من يرديه، و أصاب سبيل السّلامة. "الخطبة 212، 408"

و صبرت من كظم الغيظ على أمرّ من العلقم، و آلم للقلب من حزّ الشّفار. "الخطبة 215، 413"

و قال "ع" عن صفة المحتضر: فكم من مهمّ من جوابه، عرفه فعيّ عن ردّه، و دعاء مؤلم، بقلبه سمعه فتصامّ عنه. "الخطبة 219، 420"

إنّ اللّه سبحانه و تعالى جعل الذّكر جلاء للقلوب، تسمع به بعد الوقرة، و تبصر به بعد العشوة، و تنقاد به بعد المعاندة. "الخطبة 220، 421"

جرح طول الأسى قلوبهم، و طول البكاء عيونهم. "الخطبة 220، 422"

و قد تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته فتداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة، و من كرى الغفلة في ناظرك بيقظة. "الخطبة 221، 423"

اللّهمّ إنّك آنس الآنسين لأوليائك، و أحضرهم بالكفاية للمتوكّلين عليك. تشاهدهم في سرائرهم، و تطّلع عليهم في ضمائرهم، و تعلم مبلغ بصائرهم. فأسرارهم لك مكشوفة، و قلوبهم إليك ملهوفة. "الخطبة 225، 429"

و قال "ع" عن أولياء اللّه: و يرون أهل الدّنيا يعظّمون موت أجسادهم، و هم أشدّ إعظاما لموت قلوب أحيائهم. "الخطبة 228، 433"

بعد العداوة الواغرة في الصّدور، و الضّغائن القادحة في القلوب. "الخطبة 229، 433"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: و قد دعوت إلى الحرب، فدع النّاس جانبا و اخرج إليّ، و أعف الفريقين من القتال، لتعلم أيّنا المرين على قلبه، و المغطّى على بصره.

فأنا أبو حسن قاتل جدّك و أخيك و خالك، شدخا يوم بدر. و ذلك السّيف معي،

و بذلك القلب ألقى عدوّي. "الخطبة 249، 450"

أحي قلبك بالموعظة، و أمته بالزّهادة، و قوّه باليقين، و نوّره بالحكمة، و ذلّله بذكر الموت، و قرّره بالفناء، و بصّره فجائع الدّنيا، و حذّره صولة الدّهر، و فحش تقلّب اللّيالي و الأيّام، و اعرض عليه أخبار الماضين، و ذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأوّلين. "الخطبة 270، 1، 475"

و إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شي ء قبلته. فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك، و يشتغل لبّك. "الخطبة 270، 1، 476"

و قال "ع" عن اللّه تعالى: عظم عن أن تثبت ربوبيّته بإحاطة قلب أو بصر. "الخطبة 270، 2، 479"

و من كتاب له "ع" الى قثم بن العباس عامله على مكة: أمّا بعد، فإنّ عيني بالمغرب،

كتب إليّ يعلمني، أنّه وجّه إلى الموسم أناس من أهل الشّام، العمي القلوب، الصّمّ الأسماع، الكمه الأبصار. "الخطبة 272، 491"

و من عهده "ع" الى مالك الاشتر: و أن ينصر اللّه سبحانه بقلبه و يده و لسانه. "الخطبة 292، 1، 517"

و أشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة، و المحبّة لهم و اللّطف بهم، و لا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم. "الخطبة 292، 1، 518"

فإنّ عطفك عليهم، يعطف قلوبهم عليك. "الخطبة 292، 2، 525"

و من لجّ و تمادى فهو الرّاكس الّذي ران اللّه على قلبه، و صارت دائرة السّوء على

رأسه. "الخطبة 297، 544"

لسان العاقل وراء قلبه، و قلب الأحمق وراء لسانه. "و في رواية" قلب الأحمق في فيه،

و لسان العاقل في قلبه. "40 ح، 573" قلوب الرّجال وحشيّة، فمن تألّفها أقبلت عليه. "50 ح، 575" خذ الحكمة أنّى كانت، فإنّ الحكمة تكون في صدر المنافق، فتلجلج في صدره،

حتّى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن. "79 ح، 578" الحكمة ضالّة المؤمن، فخذ الحكمة و لو من أهل النّفاق. "80 ح، 578" إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم. "و في رواية":

طرائف الحكمة. "91 ح، 580" و رئي عليه إزار خلق مرقوع فقيل له في ذلك، فقال "ع": يخشع له القلب، و تذلّ به النّفس، و يقتدي به المؤمنون. "103 ح، 583" و قال "ع" عن القلب و الحالات الانفعالية التي تطرأ عليه: لقد علّق بنياط هذا الإنسان بضعة هي أعجب ما فيه، و ذلك القلب. و له موادّ من الحكمة و أضداد من خلافها.

فإن سنح له الرّجاء أذلّه الطّمع، و إن هاج به الطّمع أهلكه الحرص، و إن ملكه اليأس قتله الأسف، و إن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ، و إن أسعده الرّضا نسي التّحفّظ، و إن ناله الخوف شغله الحذر، و إن اتّسع له الأمن استلبته الغرّة "أي سلبته الغفلة رشده"، و إن أفاد مالا أطغاه الغنى، و إن أصابته مصيبة فضحه الجزع، و إن عضّته الفاقة شغله البلاء، و إن جهده الجوع قعد به الضّعف، و إن أفرط به الشّبع كظّته البطنة "أي تألم من امتلاء بطنه". فكلّ تقصير به مضرّ، و كلّ إفراط له مفسد.

"108 ح، 584" يا كميل بن زياد: إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها. فاحفظ عنّي ما أقول لك...

هلك خزّان الأموال و هم أحياء، و العلماء باقون ما بقي الدّهر، أعيانهم مفقودة،

و أمثالهم في القلوب موجودة. "147 ح، 594" لا بصيرة له في أحنائه، ينقدح الشّكّ في قلبه لأوّل عارض من شبهة. "147 ح، 595"

و قال "ع" عن الائمة: يحفظ اللّه بهم حججه و بيّناته، حتّى يودعوها نظراءهم، و يزرعوها في قلوب أشباههم. "الخطبة 147 ح، 595"

إنّ للقلوب شهوة و إقبالا و إدبارا، فأتوها من قبل شهوتها و إقبالها، فإنّ القلب إذا أكره عمي. "193 ح، 602" و سئل "ع" عن الايمان فقال: الإيمان معرفة بالقلب، و إقرار باللّسان، و عمل بالأركان.

"227 ح، 607" و من لهج قلبه بحبّ الدّنيا، التاط "أي التصق" قلبه منها بثلاث: همّ لا يغبّه، و حرص لا يتركه، و أمل لا يدركه. "228 ح، 607" و قال "ع" لكميل بن زياد: يا كميل، مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم،

و يدلجوا في حاجة من هو نائم. فو الّذي وسع سمعه الأصوات، ما من أحد أودع قلبا سرورا، إلاّ و خلق اللّه له من ذلك السّرور لطفا. "257 ح، 612" إنّ كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء و إذا كان خطأ كان داء. "265 ح، 619" المؤمن بشره في وجهه، و حزنه في قلبه. "333 ح، 633" و من استشعر الشّغف بها "أي الدنيا"، ملأت ضميره أشجانا، لهنّ رقص على سويداء قلبه. "367 ح، 639" القلب مصحف البصر. "409 ح، 649" العقل في القلب، و الرّحمة في الكبد، و التّنفّس في الرئة. "حديد 10" إذا كان الآباء هم السّبب في الحياة، فمعلموا الحكمة و الدين هم السّبب في جودتها. "حديد 57" العقول أئمّة الأفكار، و الأفكار أئمّة القلوب، و القلوب أئمّة الحواسّ، و الحواسّ أئمّة الأعضاء. "مستدرك 176" الحكمة شجرة تنبت في القلب، و تثمر على اللّسان. "مستدرك 179" اجمعوا هذه القلوب و اطلبوا لها طرف الحكمة، فإنّها تملّ كما تملّ الأبدان. "مستدرك 180"

الشهوة


راجع المبحث "353" ذم اتباع الهوى و طول الامل الشهوات.

قال الامام علي "ع":

فاتّقى عبد ربّه، نصح نفسه، و قدّم توبته، و غلب شهوته. "الخطبة 62، 118"

فاحذروا عباد اللّه حذر الغالب لنفسه، المانع لشهوته، النّاظر بعقله. "الخطبة 159، 287"

فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان يقول: 'إنّ الجنّة حفّت بالمكاره، و إنّ النّار حفّت بالشّهوات'. و اعلموا أنّه ما من طاعة اللّه شي ء إلاّ يأتي في كره، و ما من معصية اللّه شي ء إلاّ يأتي في شهوة. فرحم اللّه رجلا نزع عن شهوته، و قمع هوى نفسه. "الخطبة 174، 312"

و من كلام له "ع" لكميل بن زياد: ألا لا ذا و لا ذاك أو منهوما باللّذة، سلس القياد للشّهوة، أو مغرما بالجمع و الإدّخار. ليسا من رعاة الدّين في شي ء، أقرب شي ء شبها بهما الأنعام السّائمة. كذلك يموت العلم بموت حامليه. "147 ح، 595" إن عرضت له شهوة أسلف المعصية، و سوّف التّوبة. "150 ح، 596" إنّ للقلوب شهوة و إقبالا و إدبارا، فأتوها من قبل شهوتها و إقبالها، فإنّ القلب إذا أكره عمي. "193 ح، 602" إذا كثرت المقدرة قلّت الشّهوة. "245 ح، 610" إنّ اللّه ركّب في الملائكة عقلا بلا شهوة، و ركّب في البهائم شهوة بلا عقل،

و ركّب في بني آدم كليهما. فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، و من غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم. "مستدرك 172"

حياة القلب و ارتقاء الروح


مدخل:

حياة القلب، و ميّت الاحياء ذكرنا في مبحث "النفس" أن للنفس ثلاث حالات، هي النفس المطمئنة و الامارة و اللوامة. و هذه الحالات مركزها القلب. فيقع القلب في نزاع بين قوتين: هما النفس المطمئنة و النفس الأمارة بالسوء، إحداهما تدعوه الى الهدى و الاخرى تدعوه الى الهوى. فاذا استولت النفس المطمئنة على القلب أشاعت فيه معالم الهداية و الدين و الحكمة و اليقين، فزهر مصباح الهدى فيه، و أضاء نور الحق في جنبه،

و تعلق بالمحل الاعلى. تلك هي حياة القلب.

و أما اذا استولت النفس الامارة على القلب جعلته مركزا للهوى و الشهوات و المعاصي و الملذات، و عطلت فيه كل نوازع الروح و الدين، و قطعت كل علاقة له باللّه، فانقلب صاحبه من إنسان الى حيوان، و أصبح قلبه ميتا و ان كان هو حيا، و ذلك ميّت الاحياء.

و عند ما يموت القلب، تصبح كل الحواس مسخرة لخدمة الهوى و الشهوات، و ليس لخدمة الهدى و القلب، فعندها يصاب الانسان بعمى القلب، مصداقا لقوله تعالى فَإنَّهَا لاَ تَعْمَى الْأَبْصَارُ، وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ 'الحج 46'. فهو يملك بصرا و سمعا و عقلا، و لكنه لا يهتدي بها و لا يستفيد منها، مصداقا لقوله سبحانه وَ لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنِّ وَ الإنْسِ، لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا، وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرونَ بِهَا، وَ لَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا. أُوْلئكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ، أُوْلئكَ هُمُ الْغَافِلُونَ 'الاعراف 179'.

و في ذلك يقول الامام علي "ع": فالصّورة صورة إنسان، و القلب قلب حيوان... و ذلك ميّت الأحياء.

النصوص:

قال الامام علي "ع":

و إنّما ذلك بمنزلة الحكمة، الّتي هي حياة للقلب الميّت... "الخطبة 131، 245"

و قال "ع" من كلامه لهمام حين سأله أن يصف له المتقين: و لو لا الأجل الّذي كتب اللّه عليهم، لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقا إلى الثّواب و خوفا من العقاب. "الخطبة 191، 377"

قد أحيا عقله، و أمات نفسه، حتّى دقّ جليله، و لطف غليظه، و برق له لا مع كثير البرق، فأبان له الطّريق و سلك به السّبيل، و تدافعته الأبواب إلى باب السّلامة، و دار الإقامة، و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و الرّاحة، بما استعمل قلبه،

و أرضى ربّه. "الخطبة 218، 415"

هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، و باشروا روح اليقين، و استلانوا ما استوعره المترفون، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون. و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى. "147 ح، 595"

الانسان البهيمة ميّت الاحياء


مدخل:

لقد وهب اللّه الانسان قدرات و مواهب، جعلته مفضّلا على كثير مما خلق. فمنها الفطرة في نفسه و الحكمة في قلبه و التمييز في عقله، فاذا هو لم يستخدم تلك القدرات، التي تتجلى في التفكير و الشعور و الارادة، أصبح كالانعام بل أضل سبيلا. و عند ذلك يصبح الانسان لا همّ له غير الطعام و الشراب و الشهوات، فيصير كالبهيمة المربوطة همّها علفها. و إذا هو أوصد عقله و قلبه عن تلقي الهدى و الحكمة أصبح 'ميّت الاحياء'.

النصوص:

قال الامام علي "ع":

في صفة الفاسق: فالصّورة صورة إنسان، و القلب قلب حيوان... و ذلك ميّت الأحياء. "الخطبة 85، 155"

و ما كلّ ذي قلب بلبيب، و لا كلّ ذي سمع بسميع، و لا كلّ ناظر ببصير. "الخطبة 86، 156"

لم يستضيئوا بأضواء الحكمة، و لم يقدحوا بزناد العلوم الثّاقبة، فهم في ذلك كالأنعام السّائمة، و الصّخور القاسية. "الخطبة 106، 205"

قد خرقت الشّهوات عقله، و أماتت الدّنيا قلبه. "الخطبة 107، 209"

... و إنّما ذلك بمنزلة الحكمة، الّتي هي حياة للقلب الميّت، و بصر للعين العمياء، و سمع للأذن الصّمّاء، و ريّ للظمآن. و فيها الغنى كلّه و السّلامة. "الخطبة 131، 245"

و قال "ع" في صفة الزهاد: و يرون أهل الدّنيا يعظّمون موت أجسادهم، و هم أشدّ إعظاما لموت قلوب أحيائهم. "الخطبة 228، 433"

أو منهوما باللّذة، سلس القياد للشّهوة، أو مغرما بالجمع و الإدّخار. ليسا من رعاة الدّين في شي ء، أقرب شي ء شبها بهما الأنعام السّائمة. كذلك يموت العلم بموت حامليه. "147 ح، 595" و من قلّ ورعه مات قلبه، و من مات قلبه دخل النّار. "349 ح، 636" و منهم تارك لإنكار المنكر بلسانه و قلبه و يده، فذلك ميّت الأحياء.

"374، ح، 642"

مرض القلب و معالجته


قال الامام علي "ع":

يصف نفسه: طبيب دوّار بطبّه، قد أحكم مراهمه، و أحمى مواسمه. يضع ذلك حيث الحاجة إليه. من قلوب عمي، و آذان صمّ، و ألسنة بكم. متتبّع بدوائه مواضع الغفلة، و مواطن الحيرة. "الخطبة 106، 205"

و من عشق شيئا أعشى بصره، و أمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة، و يسمع بأذن

/ 86