تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و تكلفّه ما كفي، لعجز حاضر، و رأي متبّر "أي هالك صاحبه". و إنّ تعاطيك الغارة على أهل قرقيسيا "و هي بلد على الفرات" و تعطيلك مسالحك الّتي ولّيناك، ليس بها من يمنعها و لا يردّ الجيش عنها، لرأي شعاع "أي متفرق". فقد صرت جسرا لمن أراد الغارة من أعدائك على أوليائك، غير شديد المنكب، و لا مهيب الجانب، و لا سادّ ثغرة، و لا كاسر لعدوّ شوكة، و لا مغن عن أهل مصره، و لا مجز عن أميره. "الخطبة 300، 546"

و قال "ع" لابنه الحسن "ع": لا تدعونّ إلى مبارزة، و إن دعيت إليها فأجب. فإنّ الدّاعي إليها باغ، و الباغي مصروع. "233 ح، 608" و في حديثه "ع" انه ودع جيشا يغزيه فقال: اعذبوا عن النّساء ما استطعتم "أي لا تشغلوا أنفسكم بذكرهن". "7 غريب كلامه 616"

عقد الصلح


قال الامام علي "ع":

و لا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوّك و للّه فيه رضا، فإنّ في الصّلح دعة لجنودك و راحة من همومك، و أمنا لبلادك. و لكن الحذر كلّ الحذر من عدوّك بعد صلحه، فإنّ العدوّ ربّما قارب ليتغفّل، فخذ بالحزم، و اتّهم في ذلك حسن الظّنّ. و إن عقدت بينك و بين عدوّك عقدة أو ألبسته منك ذمّة، فحط عهدك بالوفاء، و ارع ذمّتك بالأمانة، و اجعل نفسك جنّة دون ما أعطيت، فانّه ليس من فرائض اللّه شي ء النّاس أشدّ عليه اجتماعا، مع تفرّق أهوائهم و تشتّت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود.

و قد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر "أي وجدوا عواقب الغدر وبيلة". فلا تغدرنّ بذمّتك و لا تخيسنّ بعهدك، و لا تختلنّ عدوّك، فإنّه لا يجتري ء على اللّه إلاّ جاهل شقي. و قد جعل اللّه عهده و ذمّته أمنا أفضاه بين العباد برحمته، و حريما يسكنون إلى منعته، و يستفيضون إلى جواره.

فلا إدغال "أي إفساد" و لا مدالسة "أي خيانة" و لا خداع فيه، و لا تعقد عقدا تجوّز فيه العلل، و لا تعوّلنّ على لحن قول بعد التّأكيد و التّوثقة. و لا يدعونّك ضيق أمر،

لزمك فيه عهد اللّه، إلى طلب انفساخه بغير الحقّ، فإنّ صبرك على ضيق أمر ترجو انفراجه و فضل عاقبته، خير من غدر تخاف تبعته، و أن تحيط "هذه الجملة معطوفة على تبعته" بك من اللّه فيه طلبة، فلا تستقيل فيها دنياك و لا اخرتك. "الخطبة 292، 4، 536"

موقعة الجمل


'قرب مدينة البصرة'

مدخل:

ذكرنا سابقا انه بعد مقتل عثمان، هرع الناس الى الامام علي "ع" ليبايعوه على الخلافة فأبى، و لكنهم أصروا عليه لعلمهم بأنه لا يقوم بأمرها غيره، فقبل. و بايعه المسلمون بأجمعهم خلا نفر معدود منهم. و كان أول من بايعه "ع" طلحة و الزبير، ثم ما عتما ان نقضا البيعة، لأنهما أرادا أن يكونا شريكين له في الخلافة فرفض. و قاما مع عائشة يوهمون الناس بأن عليّا "ع" قتل عثمان، مع أنه كان أول المدافعين عنه، و لكنهم أرادوا أن يبعدوا تهمة قتله عنهم.

و لقد سار طلحة و الزبير الى مكة فلقيا فيها عائشة و قد أمرها اللّه بلزوم بيت النبوة، فسارا بها نحو البصرة لإثارة الفتنة و الحرب، و جمع الرجال و الاموال لقتال الامام "ع" و لما أحس علي "ع" بذلك سار بجيش الى البصرة، و نصح الناكثين كثيرا و ناشدهم اللّه أن لا يقوموا بفتنة في الاسلام يقتل فيها المسلمون بعضهم بعضا، فلم يجد ذلك نفعا. و طلب الامام أن يجتمع بالزبير بين الصفين، و ناجاه مذكرا اياه بقول النبي "ص" له: 'تقاتله يا زبير و أنت له ظالم'. فما كان من الزبير الا أن اعتزل الجيشين و تركهما يقتتلان، فلما كان في بعض الصحراء لحقه ابن جرموز فقتله. و سميت هذه الموقعة بالجمل لان عائشة كانت تقود الجيش على جمل، و الرجال تقاتل من حوله. و كان من نتيجة هذه الحرب مقتل طلحة و الزبير، و تشتت جيشهما، و انتصار علي "ع". أمّا عائشة فبعد أن عقر جملها و كادت تهلك،

أخذها الامام "ع" و أحسن معاملتها و أرجعها الى بيتها في المدينة، كرامة للنبي "ص".

عائشة بنت أبي بكر


قال الامام علي "ع":

و أمّا فلانة "أي عائشة" فأدركها رأي النّساء، و ضغن غلا في صدرها كمرجل القين "أي الحداد". و لو دعيت لتنال من غيري، ما أتت إليّ "أي ما فعلت بي"، لم تفعل "أي ان حقدها كان منصبا على الامام خاصة". و لها بعد حرمتها الأولى، و الحساب على اللّه تعالى. "الخطبة 154، 273"

و قال "ع" عن طلحة و الزبير و اصحاب الجمل: فخرجوا يجرّون حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما تجرّ الأمة عند شرائها، متوجّهين بها "أي عائشة" إلى البصرة.

فحبسا نساءهما في بيوتهما، و أبرزا حبيس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لهما و لغيرهما. "الخطبة 170، 307"

و قال "ع" عن موقف عائشة من عثمان قبل موته: و كان من عائشة فيه فلتة غضب "و ذلك أن أم المؤمنين أخرجت نعلي رسول اللّه "ص" و قميصه من تحت ستارها، و عثمان على المنبر و قالت: هذان نعلا رسول اللّه و قميصه لم تبل، و قد بدّلت من دينه و غيرت من سنته. و جرى بينهما كلام المخاشنة. فقالت عائشة: أقتلوا نعثلا، تشبهه برجل اسكافي من اليهود كان مشهورا بالضعة". "الخطبة 240، 442"

من كتاب له "ع" الى عائشة: أمّا بعد فإنّك خرجت من بيتك تطلبين أمرا كان عنك موضوعا، ثمّ تزعمين أنّك تريدين الإصلاح بين النّاس؟ فخبّريني، ما للنّساء وقود العساكر و لعمري إنّ الّذي عرّضك للبلاء و حملك على المعصية، لأعظم ذنبا.

و ما غضبت حتّى أغضبت، و لا هجت حتّى هيّجت. فاتّقي اللّه و ارجعي إلى منزلك، و اسبلي عليك سترك، و السّلام. "مستدرك 118" و من كتاب له "ع" الى طلحة و الزبير و عائشة:... و أنت يا عائشة، فإنّك خرجت من

بيتك عاصية للّه و لرسوله، تطلبين أمرا كان عنك موضوعا، و تزعمين أنّك تريدين الإصلاح بين النّاس. فخبّريني، ما للنّساء وقود الجيّوش، و البروز للرّجال. و طلبت على زعمك دم عثمان، و عثمان رجل من بني أميّة، و أنت من تيم. ثمّ أنت بالأمس تقولين في ملإ من أصحاب رسول اللّه اقتلوا نعثلا، قتله اللّه فقد كفر، ثمّ تطلبين اليوم بدمه؟ فاتّقي اللّه و ارجعي إلى بيتك، و اسبلي عليك سترك،

و السّلام. "مستدرك 136"

طلحة بن عبيد اللّه و الزبير بن العوام


يراجع الفصل 20: المبحث "180" نكث البيعة و ذم الناكثين و المبحث "182" المطالبة بدم عثمان.

لما أشير على الامام "ع" بأن لا يتبع طلحة و الزبير و لا يرصد لهما القتال، قال: و اللّه لا أكون كالضّبع، تنام على طول اللّدم، حتّى يصل إليها طالبها، و يختلها راصدها. و لكنّي أضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه، و بالسّامع المطيع العاصي المريب أبدا.

حتّى يأتي عليّ يومي. فو اللّه ما زلت مدفوعا عن حقّي مستأثرا عليّ منذ قبض اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى يوم النّاس هذا. "الخطبة 6، 49"

و قال "ع" عن الزبير: يزعم أنه قد بايع بيده، و لم يبايع بقلبه، فقد أقرّ بالبيعة، و ادّعى الوليجة "أي الدخيلة" فليأت عليها بأمر يعرف، و إلاّ فليدخل فيما خرج منه. "الخطبة 8، 50"

و قال "ع" لما انفذ عبد اللّه بن عباس الى الزبير يستفيئه الى طاعته قبل حرب الجمل:

لا تلقيّن طلحة، فإنّك إن تلقه تجده كالثّور عاقصا قرنه، يركب الصّعب و يقول هو الذّلول. و لكن الق الزّبير، فإنّه ألين عريكة، فقل له: يقول لك ابن خالك: عرفتني بالحجاز و أنكرتني بالعراق، فما عدا ممّا بدا. "الخطبة 31، 84"

و قال "ع" في شأن طلحة و الزبير و في البيعة له: و اللّه ما أنكروا عليّ منكرا، و لا جعلوا

بيني و بينهم نصفا "أي انصافا". و إنّهم ليطلبون حقّا هم تركوه، و دما هم سفكوه.

فإن كنت شريكهم فيه، فإنّ لهم نصيبهم منه، و إن كانوا ولّوه دوني فما الطّلبة "أي الاخذ بالثأر" إلاّ قبلهم. و إنّ أوّل عدلهم للحكم على أنفسهم. إنّ معي لبصيرتي ما لبست و لا لبس عليّ. و إنّها للفئة الباغية فيها الحمأ و الحمة "يقصد الزبير و عائشة" و الشّبهة المغدقة "أي الساترة للحق". و إنّ الأمر لواضح. و قد زاح الباطل عن نصابه، و انقطع لسانه عن شغبه. و أيم اللّه لأفرطنّ لهم حوضا أنا ماتحه "أي ليملأن لهم حوضا للموت هو يسقيهم منه"، لا يصدرون عنه بريّ، و لا يعبّون بعده في حسي "أي لا يشربون بعده من حفرة فيها ماء". "الخطبة 135، 248"

و يتابع الامام كلامه عن طلحة و الزبير قائلا: اللّهمّ إنّهما قطعاني و ظلماني، و نكثا بيعتي، و ألّبا النّاس عليّ. فاحلل ما عقدا، و لا تحكم لهما ما أبرما. و أرهما المساءة فيما أمّلا و عملا. و لقد استثبتهما قبل القتال، و استأنيت بهما أمام الوقاع "أي قبل الحرب"، فغمطا النّعمة، و ردّا العافية. "الخطبة 135، 249"

و قال "ع" في ذكر طلحة و الزبير: كلّ واحد منهما يرجو الأمر له، و يعطفه عليه دون صاحبه. لا يمتّان إلى اللّه بحبل، و لا يمدّان إليه بسبب. كلّ واحد منهما حامل ضبّ "أي حقد" لصاحبه. و عمّا قليل يكشف قناعه به. و اللّه لئن أصابوا الّذي يريدون لينتزعنّ هذا نفس هذا، و ليأتينّ هذا على هذا. "الخطبة 146، 260"

من كلام له "ع" كلم به طلحة و الزبير بعد بيعته بالخلافة، و قد عتبا عليه من ترك مشورتهما: لقد نقمتما يسيرا، و أرجأتما كثيرا. ألا تخبراني، أيّ شي ء كان لكما فيه حقّ دفعتكما عنه؟ أم أيّ قسم استأثرت عليكما به؟ أم أيّ حقّ رفعه إليّ أحد من المسلمين ضعفت عنه، أم جهلته، أم أخطأت بابه؟

و اللّه ما كانت لي في الخلافة رغبة، و لا في الولاية إربة، و لكنّكم دعوتموني إليها، و حملتموني عليها. فلمّا أفضت إليّ نظرت إلى كتاب اللّه و ما وضع لنا،

و أمرنا بالحكم به فاتّبعته، و ما استسنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاقتديته.

فلم أحتج في ذلك إلى رأيكما، و لا رأي غيركما. و لا وقع حكم جهلته،

فأستشيركما و إخواني من المسلمين، و لو كان ذلك لم أرغب عنكما، و لا عن غيركما. و أمّا ما ذكرتما من أمر الأسوة "أي التسوية في العطاء بين المسلمين" فإنّ ذلك أمر لم أحكم أنا فيه برأيي، و لا وليته هوى منّي، بل وجدت أنا و أنتما ما جاء به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد فرغ منه، فلم أحتج إليكما فيما قد فرغ اللّه من قسمه، و أمضى فيه حكمه فليس لكما و اللّه عندي، و لا لغيركما في هذا عتبى. أخذ اللّه بقلوبنا و قلوبكم إلى الحقّ، و ألهمنا و أيّاكم الصّبر. "الخطبة 203، 397"

من كتاب له "ع" الى طلحة و الزبير "مع عمران بن الحصين الخزاعي" ذكره ابو جعفر الاسكافي في كتاب المقامات في مناقب أمير المؤمنين "ع": أمّا بعد، فقد علمتما، و إن كتمتما، أنّي لم أرد النّاس حتّى أرادوني، و لم أبايعهم حتّى بايعوني، و إنّكما ممّن أرادني و بايعني. و إنّ العامّة لم تبايعني لسلطان غالب، و لا لعرض حاضر "أي طمعا في مال حاضر". فإن كنتما بايعتماني طائعين، فارجعا و توبا إلى اللّه من قريب. و إن كنتما بايعتماني كارهين، فقد جعلتما لي عليكما السّبيل بإظهاركما الطّاعة، و إسراركما المعصية. و لعمري ما كنتما بأحقّ المهاجرين بالتّقيّة و الكتمان، و إنّ دفعكما هذا الأمر "أي الخلافة" من قبل أن تدخلا فيه، كان أوسع عليكما من خروجكما منه، بعد إقراركما به.

و قد زعمتما أنّي قتلت عثمان، فبيني و بينكما من تخلّف عنّي و عنكما من أهل المدينة، ثمّ يلزم كلّ امري ء بقدر ما احتمل. فارجعا أيّها الشّيخان عن رأيكما، فإنّ الآن أعظم أمركما العار، من قبل أن يتجمّع العار و النّار، و السّلام. "الخطبة 293، 540"

و قال "ع" و قد قال له طلحة و الزبير: نبايعك على أنّا شركاؤك في هذا الامر: لا،

و لكنّكما شريكان في القوّة و الاستعانة، و عونان على العجز و الأود "بلوغ الامر من الانسان مجهوده لشدته و صعوبة احتماله". "202 ح، 603" و من كتاب له "ع" الى معاوية جوابا: و ذكرت أنّي قتلت طلحة و الزّبير، و شرّدت بعائشة،

و نزلت المصرين و ذلك أمر غبت عنه فلا عليك، و لا العذر فيه إليك. "الخطبة 303، 551"

بعث "ع" أنس بن مالك، و قد كان بعثه الى طلحة و الزبير لما جاء الى البصرة يذكرهما شيئا مما سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم في معناهما | يقصد بذلك قول النبي "ص" لطلحة و الزبير: انكما تحاربان عليا و أنتما له ظالمان، و قد كان أنس في ذلك المجلس |، فلوى أنس عن ذلك، فرجع إليه، فقال أنس: إنّي أنسيت ذلك الأمر. فقال عليه السّلام: إن كنت كاذبا فضربك اللّه بها بيضاء لامعة لا تواريها العمامة "فأصابه البرص فيما بعد في وجهه، فكان لا يرى الا مبرقعا". "311 ح، 628" ما زال الزّبير رجلا منّا أهل البيت، حتّى نشأ ابنه المشؤوم عبد اللّه.

"453 ح، 657"

البصرة و أهل البصرة


قال الامام علي "ع":

في ذم أهل البصرة: كنتم جند المرأة، و أتباع البهيمة "الجمل"، رغا فأجبتم، و عقر فهربتم. أخلاقكم دقاق و عهدكم شقاق، و دينكم نفاق، و ماؤكم زعاق. و المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه، و الشّاخص عنكم متدارك برحمة من ربّه. كأنّي بمسجدكم كجؤجوء سفينة، قد بعث اللّه عليها العذاب من فوقها و من تحتها و غرق من في ضمنها. "الخطبة 13، 53"

بلادكم أنتن بلاد اللّه تربة: أقربها من الماء و أبعدها من السّماء، و بها تسعة أعشار الشّرّ، المحتبس فيها بذنبه، و الخارج بعفو اللّه. كأنّي أنظر إلى قريتكم هذه قد طبّقها الماء، حتّى ما يرى منها إلاّ شرف المسجد، كأنّه جؤجؤ طير في لجّة بحر. "الخطبة 13، 54"

أرضكم قريبة من الماء، بعيدة من السّماء. خفّت عقولكم، و سفهت حلومكم، فأنتم غرض لنابل، و أكلة لآكل، و فريسة لصائل. "الخطبة 14، 54"

فويل لك يا بصرة عند ذلك، من جيش من نقم اللّه لا رهج له و لا حسّ. و سيبتلى

أهلك بالموت الأحمر، و الجوع الأغبر. "الخطبة 100، 196"

و قال "ع" في وجوب اتباع الحق عند قيام الحجة، و ذلك ان قوما من اهل البصرة بعثوا برجل الى الامام "ع" يستعلم منه حقيقة حاله مع أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم. فبيّن له "ع" من امره معهم ما علم به انه على الحق. ثم قال له: بايع. فقال:

اني رسول قوم و لا أحدث حدثا حتى ارجع اليهم. فقال "ع": أرأيت لو أنّ الّذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث، فرجعت إليهم و أخبرتهم عن الكلإ و الماء، فخالفوا إلى المعاطش و المجادب، ما كنت صانعا؟ قال: كنت تاركهم و مخالفهم إلى الكلإ و الماء. فقال عليه السّلام: فامدد إذا يدك. فقال الرّجل: فو اللّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجّة عليّ، فبايعته عليه السّلام. "الخطبة 168، 304"

من كتاب له "ع" الى عبد اللّه بن عباس عامله على البصرة، و كان قد اشتد على بني تميم لأنهم كانوا مع طلحة و الزبير يوم الجمل: و اعلم أنّ البصرة مهبط إبليس، و مغرس الفتن. فحادث أهلها بالإحسان إليهم، و احلل عقدة الخوف عن قلوبهم.

و قد بلغني تنمّرك لبني تميم "أي تنكرك" و غلظتك عليهم. و إنّ بني تميم لم يغب لهم نجم إلاّ طلع لهم آخر. و إنّهم لم يسبقوا بوغم "أي حقد" في جاهليّة و لا إسلام.

و إنّ لهم بنا رحما ماسّة و قرابة خاصّة، نحن مأجورون على صلتها، و مأزورون على قطيعتها. فاربع "أي ارفق" أبا العبّاس، رحمك اللّه فيما جرى على لسانك و يدك من خير و شرّ. فإنّا شريكان في ذلك، و كن عند صالح ظنّي بك. و لا يفيلنّ "أي يضعف" رأيي فيك. و السّلام. "الخطبة 257، 456"

و من كتاب له "ع" الى أهل البصرة: و قد كان من انتشار حبلكم "أي تفرقكم" و شقاقكم ما لم تغبوا عنه "أي تجهلوه". فعفوت عن مجرمكم، و رفعت السّيف عن مدبركم، و قبلت من مقبلكم. فإن خطت بكم الأمور المردية، و سفه الآراء الجائرة،

إلى منابذتي و خلافي، فهأنذا قد قرّبت جيادي، و رحلت ركابي. و لئن الجأتموني إلى المسير إليكم لأوقعنّ بكم وقعة لا يكون يوم الجمل إليها إلاّ كلعقة لاعق. مع أنّي عارف لذي الطّاعة منكم فضله، و لذي النّصيحة حقّه. غير

متجاوز متّهما إلى بريّ و لا ناكثا إلى وفيّ. "الخطبة 268، 472"

الكوفة و أهل الكوفة و العراق


قال الامام علي "ع":

ما هي إلاّ الكوفة أقبضها و أبسطها، إن لم تكوني إلاّ أنت تهبّ أعاصيرك،

فقبّحك اللّه "أي إن لم يكن لي من الدنيا ملك الا الكوفة ذات الفتن فأبعدها اللّه".

و تمثل بقول الشاعر:

لعمر أبيك الخير يا عمرو إنّني على وضر من ذا الإناء قليل "الخطبة 25، 72"

كأنّي بك يا كوفة، تمدّين مدّ الأديم العكاظيّ "كناية عن كثرة الظلم الذي سينزل بها"، تعركين بالنّوازل، و تركبين بالزّلازل. و إنّي لأعلم أنّه ما أراد بك جبّار سوءا إلاّ ابتلاه اللّه بشاغل، و رماه بقاتل. "الخطبة 47، 104"

أيّها القوم الشّاهدة أبدانهم، الغائبة عنهم عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم أمراؤهم. صاحبكم يطيع اللّه و أنتم تعصونه، و صاحب أهل الشّام يعصي اللّه و هم يطيعونه. لوددت و اللّه أنّ معاوية صارفني بكم صرف الدّينار بالدّرهم، فأخذ منّي عشرة منكم و أعطاني رجلا منهم. يا أهل الكوفة، منيت منكم بثلاث و اثنتين:

صمّ ذوو أسماع، و بكم ذوو كلام، و عمي ذوو أبصار. لا أحرار صدق عند اللّقاء،

و لا إخوان ثقة عند البلاء تربت أيديكم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها كلّما جمعت من جانب تفرّقت من آخر، و اللّه لكأنّي بكم فيما إخالكم: أن لو حمس الوغى، و حمي الضّراب، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها "عند الولادة أو عند ما يشهر عليها سلاح". و إنّي لعلى بيّنة من ربّي، و منهاج من نبيّي. و إنّي لعلى الطّريق الواضح ألقطه لقطا. "الخطبة 95، 189"

قال "ع" يتنبأ بظهور عبد الملك بن مروان: لكأنّي أنظر إلى ضلّيل قد نعق بالشّام،

/ 86