تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فصدع بما أمر به، و بلّغ رسالات ربّه. فلمّ اللّه به الصّدع، و رتق به الفتق، و ألّف به الشّمل بين ذوي الأرحام، بعد العداوة الواغرة في الصّدور، و الضّغائن القادحة في القلوب. "الخطبة 229، 433"

أمّا بعد، فإنّ اللّه سبحانه بعث محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نذيرا للعالمين،

و مهيمنا على المرسلين. "الخطبة 301، 547"

شخصية النبي محمد و بعض صفاته و مآثره


يراجع المبحث "141" الإمام علي "ع" و النبي الأعظم "ص".

يراجع المبحث السابق "50" قال الإمام علي "ع":

إلى أن بعث اللّه سبحانه محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... مشهورة سماته، كريما ميلاده... ثمّ اختار سبحانه لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لقاءه،

و رضي له ما عنده، و أكرمه عن دار الدّنيا، و رغب به عن مقام البلوى، فقبضه إليه كريما صلّى اللّه عليه و آله. "الخطبة 1، 32"

أم أنزل اللّه سبحانه دينا تامّا فقصّر الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن تبليغه و أدائه؟ و اللّه سبحانه يقول: ما فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَي ءٍ و قال: فِيهِ تِبْيانٌ لِكُلِّ شَي ءٍ. "الخطبة 18، 62"

اللّهمّ اجعل شرائف صلواتك، و نوامي بركاتك، على محمّد عبدك و رسولك. الخاتم لما سبق، و الفاتح لما انغلق، و المعلن الحقّ بالحقّ. و الدّافع جيشات الأباطيل "جمع جيشة، من جاشت القدر إذا ارتفع غليانها"، و الدّامغ صولات الأضاليل. كما حمّل فاضطلع. قائما بأمرك، مستوفزا "أي مسرعا" في مرضاتك. غير ناكل عن قدم "و هو المشي الى الحرب"، و لا واه في عزم. واعيا لوحيك، حافظا لعهدك، ماضيا على نفاذ أمرك. حتّى أورى قبس القابس، و أضاء الطّريق للخابط. و هديت به القلوب، بعد خوضات الفتن و الآثام، و أقام بموضحات الأعلام، و نيّرات الأحكام. فهو أمينك

المأمون، و خازن علمك المخزون، و شهيدك يوم الدّين. و بعيثك بالحقّ، و رسولك إلى الخلق. "الخطبة 70، 126"

و عمّر فيكم نبيّه أزمانا، حتّى أكمل له و لكم فيما أنزل من كتابه دينه الّذي رضي لنفسه، و أنهى إليكم على لسانه محابّه من الأعمال و مكارهه، و نواهيه و أوامره. "الخطبة 84، 151"

حتّى أفضت كرامة اللّه سبحانه و تعالى إلى محمّد صلّى اللّه عليه و آله فأخرجه من أفضل المعادن منبتا، و أعزّ الأرومات مغرسا. من الشّجرة الّتي صدع منها أنبياءه،

و انتجب منها أمناءه... فهو إمام من اتّقى، و بصيرة من اهتدى. سراج لمع ضوؤه،

و شهاب سطع نوره، و زند برق لمعه. سيرته القصد، و سنّته الرّشد، و كلامه الفصل،

و حكمه العدل. أرسله على حين فترة من الرّسل، و هفوة عن العمل "أي زلة و انحراف من الناس عن العمل بما أمر اللّه على لسان أنبيائه السابقين"، و غباوة من الأمم. "الخطبة 92، 185"

فبالغ صلّى اللّه عليه و آله في النّصيحة، و مضى على الطّريقة، و دعا إلى الحكمة،

و الموعظة الحسنة. "الخطبة 93، 187"

مستقرّه خير مستقرّ، و منبته أشرف منبت. في معادن الكرامة، و مماهد السّلامة. قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار، و ثنيت إليه أزمّة الأبصار. دفن اللّه به الضّغائن، و أطفأ به الثّوائر. ألّف به إخوانا، و فرّق به أقرانا، أعزّ به الذّلّة، و أذلّ به العزّة. كلامه بيان،

و صمته لسان. "الخطبة 94، 187"

و نشهد أن لا إله غيره، و أنّ محمّدا عبده و رسوله، أرسله بأمره صادعا، و بذكره ناطقا،

فأدّى أمينا، و مضى رشيدا، و خلّف فينا راية الحقّ. "الخطبة 98، 193"

فقاتل "أي النبي" بمن أطاعه من عصاه، يسوقهم إلى منجاتهم، و يبادر بهم السّاعة أن تنزل بهم. يحسر الحسير "أي يعالج الضعيف"، و يقف الكسير "أي المكسور"، فيقيم عليه حتّى يلحقه غايته. إلاّ هالكا لا خير فيه. حتّى أراهم منجاتهم، و بوّأهم محلّتهم.

فاستدارت رحاهم، و استقامت قناتهم. "الخطبة 102، 198"

حتّى بعث اللّه محمّدا صلّى اللّه عليه و آله، شهيدا و بشيرا و نذيرا، خير البريّة طفلا،

و أنجبها كهلا، و أطهر المطهّرين شيمة، و أجود المستمطرين ديمة. "الخطبة 103، 199"

حتّى أورى قبسا لقابس، و أنار علما لحابس، فهو أمينك المأمون، و شهيدك يوم الدّين،

و بعيثك نعمة، و رسولك بالحقّ رحمة. اللّهمّ اقسم له مقسما من عدلك، و اجزه مضعّفات الخير من فضلك. اللّهمّ أعل على بناء البانين بناءه، و أكرم لديك نزله،

و شرّف عندك منزله، و آته الوسيلة، و أعطه السّناء "أي الرفعة" و الفضيلة، و احشرنا في زمرته غير خزايا، و لا نادمين و لا ناكبين، و لا ناكثين و لا ضالّين، و لا مضلّين و لا مفتونين. "الخطبة 104، 202"

اختاره من شجرة الأنبياء، و مشكاة الضّياء، و ذؤابة العلياء، و سرّة البطحاء، و مصابيح الظّلمة، و ينابيع الحكمة. "الخطبة 106، 205"

و قال "ع" في ذكر النبي صلّى اللّه عليه و آله: قد حقّر الدّنيا و صغّرها و أهون بها و هوّنها.

و علم أنّ اللّه زواها عنه اختيارا، و بسطها لغيره احتقارا. فأعرض عن الدّنيا بقلبه،

و أمات ذكرها عن نفسه، و أحبّ أن تغيب زينتها عن عينه، لكيلا يتّخذ منها رياشا، أو يرجو فيها مقاما. بلّغ عن ربّه معذرا، و نصح لأمّته منذرا، و دعا إلى الجنّة مبشّرا،

و خوّف من النّار محذّرا. "الخطبة 107، 212"

و اقتدوا بهدي نبيّكم فإنّه أفضل الهدي، و استنّوا بسنّته فإنّها أهدى السّنن. "الخطبة 108، 213"

أرسله داعيا إلى الحقّ و شاهدا على الخلق. فبلّغ رسالات ربّه غير وان و لا مقصّر،

و جاهد في اللّه أعداءه غير واهن و لا معذّر. إمام من اتّقى، و بصر من اهتدى. "الخطبة 114، 224"

و نشهد أن لا إله غيره، و أنّ محمّدا نجيبه و بعيثه، شهادة يوافق فيها السّرّ الإعلان و القلب اللّسان. "الخطبة 130، 243"

و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، و نجيبه و صفوته. لا يوازى فضله و لا يجبر فقده. أضاءت به البلاد بعد الضّلالة المظلمة، و الجهالة الغالبة، و الجفوة

"أي علامة"، و مبشّرا بالجنّة، و منذرا بالعقوبة. خرج من الدّنيا خميصا "أي خالي البطن"، و ورد الآخرة سليما. لم يضع حجرا على حجر، حتّى مضى لسبيله، و أجاب داعي ربّه. فما أعظم منّة اللّه عندنا حين أنعم علينا به، سلفا نتّبعه، و قائدا نطأ عقبه "أي نتبعه". "الخطبة 158، 283"

ابتعثه بالنّور المضي ء و البرهان الجليّ، و المنهاج البادي و الكتاب الهادي. اسرته خير أسرة و شجرته خير شجرة. أغصانها معتدلة و ثمارها متهدّلة. مولده بمكّة و هجرته بطيبة. علا بها ذكره و امتدّ منها صوته. "الخطبة 159، 285"

أمين وحيه و خاتم رسله، و بشير رحمته و نذير نقمته. "الخطبة 171، 308"

و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله المجتبى من خلائقه، و المعتام "أي المختار" لشرح حقائقه، و المختصّ بعقائل كراماته. و المصطفى لكرائم رسالاته. و الموضّحة به أشراط الهدى، و المجلوّ به غربيب العمى. "الخطبة 176، 319"

و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله دعا إلى طاعته، و قاهر أعداءه جهادا عن دينه، لا يثنيه عن ذلك اجتماع على تكذيبه، و التماس لإطفاء نوره. "الخطبة 188، 350"

و لقد قرن اللّه به صلّى اللّه عليه و آله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته،

يسلك به طريق المكارم، و محاسن أخلاق العالم ليله و نهاره... "الخطبة 190، 4، 373"

و أشهد أنّ محمّدا نجيب اللّه، و سفير وحيه، و رسول رحمته. "الخطبة 196، 387"

أرسله بالضّياء، و قدّمه في الإصطفاء. فرتق به المفاتق، و ساور به المغالب. و ذلّل به الصّعوبة، و سهّل به الحزونة. حتّى سرّح الضّلال عن يمين و شمال. "الخطبة 211، 406"

و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، و سيّد عباده. كلّما نسخ اللّه الخلق فرقتين، جعله في خيرهما. لم يسهم فيه عاهر، و لا ضرب فيه فاجر. "الخطبة 212، 406"

و اعلم يا بنيّ أنّ أحدا لم ينبى ء عن اللّه سبحانه كما أنبأ عنه الرّسول صلّى اللّه عليه و آله فارض به رائدا، و إلى النّجاة قائدا. فإنّي لم الك نصيحة. "الخطبة 270، 2، 479"

و حكى عنه الامام محمد الباقر "ع" انّه قال: كان في الأرض أمانان من عذاب اللّه.

و قد رفع أحدهما. فدونكم الآخر فتمسّكوا به. أمّا الأمان الّذي رفع فهو رسول اللّه

الجافية. "الخطبة 149، 264"

و قال "ع" يصف زهد رسول اللّه "ص" و تركه للدنيا: و لقد كان في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كاف لك في الأسوة. و دليل لك على ذمّ الدّنيا و عيبها، و كثرة مخازيها و مساويها، إذ قبضت عنه أطرافها، و وطّئت لغيره أكنافها. و فطم عن رضاعها،

و زوي عن زخارفها. "الخطبة 158، 282"

فتأسّ بنبيّك الأطيب الأطهر صلّى اللّه عليه و آله فإنّ فيه اسوة لمن تأسّى، و عزاء لمن تعزّى. و أحبّ العباد إلى اللّه المتأسّي بنبيّه، و المقتصّ لأثره. قضم الدّنيا قضما، و لم يعرها طرفا. أهضم أهل الدّنيا كشحا، و أخمصهم من الدّنيا بطنا. عرضت عليه الدّنيا فأبى أن يقبلها. و علم أنّ اللّه سبحانه أبغض شيئا فأبغضه، و حقر شيئا فحقّره، و صغّر شيئا فصغّره. و لو لم يكن فينا إلاّ حبّنا ما أبغض اللّه و رسوله، و تعظيمنا ما صغّر اللّه و رسوله، لكفى به شقاقا للّه، و محادّة عن أمر اللّه. و لقد كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يأكل على الأرض، و يجلس جلسة العبد، و يخصف بيده نعله،

و يرقع بيده ثوبه، و يركب الحمار العاري، و يردف خلفه. و يكون السّتر على باب بيته فتكون فيه التّصاوير، فيقول: يا فلانة لإحدى أزواجه غيّبيه عنّي، فإنّي إذا نظرت إليه ذكرت الدّنيا و زخارفها. فأعرض عن الدّنيا بقلبه، و أمات ذكرها من نفسه، و أحبّ أن تغيب زينتها عن عينه، لكيلا يتّخذ منها رياشا، و لا يعتقدها قرارا،

و لا يرجو فيها مقاما. فأخرجها من النّفس، و أشخصها عن القلب، و غيّبها عن البصر.

و كذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه، و أن يذكر عنده.

و لقد كان في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما يدلّك على مساوى ء الدّنيا و عيوبها.

إذ جاع فيها مع خاصّته، و زويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته. فلينظر ناظر بعقله،

أكرم اللّه محمّدا بذلك أم أهانه؟. فإن قال: أهانه، فقد كذب و اللّه العظيم بالإفك العظيم، و إن قال: أكرمه، فليعلم أنّ اللّه قد أهان غيره، حيث بسط الدّنيا له،

و زواها عن أقرب النّاس منه. فتأسّى متأسّ بنبيّه "أي فليقتد به"، و اقتصّ أثره، و ولج مولجه. و إلاّ فلا يأمن الهلكة. فإنّ اللّه جعل محمّدا صلّى اللّه عليه و آله علما للسّاعة

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أمّا الأمان الباقي فالإستغفار. قال اللّه تعالى: وَ ما كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ اَنْتَ فِيهِمْ، وَ ما كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. "88 ح، 580" و قال "ع": إنّ أولى النّاس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به، ثمّ تلا إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ، وَ هذَا النَّبِيُّ، وَ الَّذِينَ آمَنُوا. ثمّ قال: إنّ وليّ محمّد من أطاع اللّه، و إن بعدت لحمته "أي نسبه"، و إنّ عدوّ محمّد من عصى اللّه، و إن قربت قرابته. "96 ح، 581" و قال "ع": كنّا إذا احمرّ البأس "أي اشتدّ الخوف" إتّقينا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلم يكن أحد منّا أقرب إلى العدوّ منه. "9 غريب كلامه، 617" إنّ المسكين رسول اللّه، فمن منعه فقد منع اللّه، و من أعطاه فقد أعطى اللّه.

"304 ح، 627" قال له "ع" بعض اليهود: ما دفنتم نبيّكم حتى اختلفتم فيه؟ فقال عليه السلام له: إنّما اختلفنا عنه لا فيه. و لكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتّى قلتم لنبيّكم اجْعَلْ لَنَا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ. فَقَال إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ. "317 ح، 630" إذا كانت لك إلى اللّه سبحانه حاجة، فابدأ بمسألة الصّلاة على رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثمّ سل حاجتك، فإنّ اللّه أكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضي إحداهما و يمنع الأخرى. "361 ح، 638" و قال "ع" عن النبيّ "ص": و وليهم وال فأقام و استقام، حتّى ضرب الدّين بجرانه "كناية عن التمكن". "467 ح، 660"

الوحي


قال الإمام علي "ع":

عن ادم "ع": و اصطفى سبحانه من ولده أنبياء، أخذ على الوحي ميثاقهم "أي أخذ عليهم الميثاق أن يبلغوا ما أوحى إليهم". "الخطبة 1، 31"

و منهم أمناء على وحيه، و ألسنة إلى رسله. "الخطبة 1، 28"

و قال "ع" عن الملائكة: جعلهم اللّه فيما هنالك أهل الأمانة على وحيه. "الخطبة 89، 2 167"

و قال "ع" عن نبيّنا الأعظم "ص": أرسله على حين فترة من الرّسل، و تنازع من الألسن.

فقفّى به الرسل، و ختم به الوحي. "الخطبة 131، 245"

بعث اللّه رسله بما خصّهم به من وحيه، و جعلهم حجّة له على خلقه. "الخطبة 142، 255"

و قال "ع" في الخطبة القاصعة: و لقد قرن اللّه به "أي النبي" صلّى اللّه عليه و آله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، و محاسن أخلاق العالم ليله و نهاره. و لقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل "أي ولد الناقة" أثر أمّه.

يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما، و يأمرني بالإقتداء به. و لقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء، فأراه و لا يراه غيري. و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و خديجة و أنا ثالثهما. أرى نور الوحي و الرّسالة، و أشمّ ريح النّبوّة.

و لقد سمعت رنّة الشّيطان حين نزل الوحي عليه صلّى اللّه عليه و آله فقلت:

يا رسول اللّه ما هذه الرّنّة؟ فقال: هذا الشّيطان قد أيس من عبادته. إنّك تسمع ما أسمع، و ترى ما أرى، إلاّ أنّك لست بنبيّ، و لكنّك لوزير، و إنّك لعلى خير. "الخطبة 190، 4، 373"

و أشهد أنّ محمّدا نجيب اللّه، و سفير وحيه، و رسول رحمته. "الخطبة 196، 387"

المعجزات


قال الإمام علي "ع":

و لقد كنت معه صلّى اللّه عليه و آله لمّا أتاه الملأ من قريش، فقالوا له: يا محمّد،

إنّك قد ادّعيت عظيما لم يدّعه آباؤك و لا أحد من بيتك، و نحن نسألك أمرا إن أنت

أجبتنا إليه و أريتناه، علمنا أنّك نبيّ و رسول. و إن لم تفعل علمنا إنّك ساحر كذّاب.

فقال صلّى اللّه عليه و آله: و ما تسألون؟ قالوا: تدعو لنا هذه الشّجرة حتّى تنقلع بعروقها و تقف بين يديك. فقال صلّى اللّه عليه و آله: إنّ اللّه على كلّ شي ء قدير، فإن فعل اللّه لكم ذلك، أتؤمنون و تشهدون بالحقّ؟ قالوا: نعم قال: فإنّي سأريكم ما تطلبون،

و إنّي لأعلم أنّكم لا تفيئون إلى خير، و إنّ فيكم من يطرح في القليب "المقصود به بئر بدر الذي طرح فيه نيف و عشرون من أكابر كفرة قريش" و من يحزّب الأحزاب. ثمّ قال صلّى اللّه عليه و آله: يا أيّتها الشّجرة إن كنت تؤمنين باللّه و اليوم الآخر، و تعلمين أنّي رسول اللّه، فانقلعي بعروقك حتّى تقفي بين يديّ بإذن اللّه. فو الّذي بعثه بالحقّ لانقلعت بعروقها، و جاءت و لها دويّ شديد، و قصف كقصف أجنحة الطّير، حتّى وقفت بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مرفرفة، و ألقت بغصنها الأعلى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ببعض أغصانها على منكبي، و كنت عن يمينه صلّى اللّه عليه و آله. فلمّا نظر القوم إلى ذلك قالوا علوّا و استكبارا: فمرها فليأتك نصفها و يبقى نصفها. فأمرها بذلك، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال و أشدّه دويّا،

فكادت تلتفّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. فقالوا كفرا و عتوّا: فمر هذا النّصف فليرجع إلى نصفه كما كان. فأمره صلّى اللّه عليه و آله، فرجع. فقلت أنا: لا إله إلاّ اللّه، إنّي أوّل مؤمن بك يا رسول اللّه، و أوّل من أقرّ بأنّ الشّجرة فعلت ما فعلت بأمر اللّه تعالى، تصديقا بنبوّتك، و إجلالا لكلمتك. فقال القوم كلّهم: بل ساحر كذّاب،

عجيب السّحر خفيف فيه. و هل يصدّقك في أمرك إلاّ مثل هذا "يعنونني". "الخطبة 190، 4، 374"

القرآن و السنة


القرآن الكريم


يراجع المبحث "331" و ما بعده من مباحث الفصل 39: علوم الدين.

قال الإمام علي "ع" عن القرآن الكريم:

كتاب ربّكم فيكم. مبيّنا حلاله و حرامه، و فرائضه و فضائله، و ناسخه و منسوخه،

و رخصه و عزائمه، و خاصّه و عامّه، و عبره و أمثاله، و مرسله و محدوده، و محكمه و متشابهه. مفسّرا مجمله، و مبيّنا غوامضه. بين مأخوذ ميثاق علمه، و موسّع على العباد في جهله، و بين مثبت في الكتاب فرضه، و معلوم في السّنّة نسخه، و واجب في السّنّة أخذه، و مرخّص في الكتاب تركه. و بين واجب بوقته، و زائل في مستقبله،

و مباين بين محارمه. من كبير أوعد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه. و بين مقبول في أدناه، موسّع في أقصاه. "الخطبة 1، 33"

إلى اللّه أشكو من معشر يعيشون جهّالا و يموتون ضلاّلا، ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته، و لا سلعة أنفق بيعا و لا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه. و لا عندهم أنكر من المعروف، و لا أعرف من المنكر. "الخطبة 17، 61"

و قال "ع": في ذم اختلاف العلماء في الفتيا: أم أنزل اللّه سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له، فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى؟ أم أنزل اللّه سبحانه دينا تامّا فقصّر الرّسول صلّى اللّه عليه و آله عن تبليغه و أدائه، و اللّه سبحانه

/ 86