تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و نحن وهبناك العلاء و لم تكن عليّا، و حطنا حولك الجرد و السّمرا "الخطبة 33، 90"

لما انتهت اليه اخبار السقيفة بعد وفاة رسول اللّه "ص" قال "ع": فماذا قالت قريش؟

قالوا: احتجت بأنها شجرة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال عليه السلام:

احتجّوا بالشّجرة، و أضاعوا الثّمرة "يعني آل البيت". "الخطبة 65، 122"

فعند ذلك تودّ قريش بالدّنيا و ما فيها لو يرونني مقاما واحدا، و لو قدر جزر، جزور، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونيه "الخطبة 91، 185"

اللّهمّ إنّي أستعينك على قريش و من أعانهم فإنّهم قطعوا رحمي، و صغّروا عظيم منزلتي، و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي. ثمّ قالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه، و في الحقّ أن تتركه. "الخطبة 170، 306"

قال "ع" يذكر مجي ء وفد من كفار قريش لمناقشة النبي "ص": و لقد كنت معه صلّى اللّه عليه و آله لمّا أتاه الملأ من قريش، فقالوا له: يا محمّد، إنّك قد ادّعيت عظيما لم يدّعه آباؤك و لا أحد من بيتك و نحن نسألك أمرا إن أنت أجبتنا إليه و أريتناه، علمنا أنّك نبيّ و رسول، و إن لم تفعل علمنا أنّك ساحر كذّاب. "الخطبة 190، 4، 374"

تراجع القصة كاملة في المبحث "52" المعجزات'.

و نشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله. خاض إلى رضوان اللّه كلّ غمرة، و تجرّع فيه كلّ غصّة. و قد تلوّن له الأدنون، و تألّب عليه الأقصون. و خلعت إليه العرب أعنّتها، و ضربت إلى محاربته بطون رواحلها، حتّى أنزلت بساحته عداوتها، من أبعد الّدار و أسحق المزار "أي أقصاه". "الخطبة 192، 380"

و قال "ع" في التظلم و التشكي من قريش: اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم. فإنّهم قد قطعوا رحمي، و أكفؤوا إنائي، و أجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري. و قالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه، و في الحقّ أن تمنعه، فاصبر مغموما، أو مت متأسّفا. فنظرت... "الخطبة 215، 413"

و من كلام له "ع" لما مرّ بطلحة و هو قتيل يوم الجمل فقال: لقد أصبح أبو محمّد بهذا

المكان غريبا أما و اللّه لقد كنت أكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب أدركت وتري من بني عبد مناف، و أفلتتني أعيان بني جمح، لقد أتلعوا أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله، فوقصوا دونه. "الخطبة 217، 414"

من كتاب له "ع" الى معاوية: فأراد قومنا قتل نبيّنا، و اجتياح أصلنا. و همّوا بنا الهموم، و فعلوا بنا الأفاعيل. و منعونا العذب، و أحلسونا "أي الزمونا" الخوف، و اضطرّونا إلى جبل وعر "يقصد بذلك شعب أبي بذلك"، و أوقدوا لنا نار الحرب. فعزم اللّه لنا على الذّبّ عن حوزته، و الرّمي من وراء حرمته. مؤمننا يبغي بذلك الأجر، و كافرنا يحامي عن الأصل. و من أسلم من قريش خلو ممّا نحن فيه، بحلف يمنعه أو عشيرة تقوم دونه. فهو من القتل بمكان أمن "كان المسلمون من غير أهل البيت "ع" آمنين على أنفسهم، اما بتحالفهم مع بعض القبائل أو بالاعتماد على قبائلهم". "الخطبة 248، 447"

و قال "ع" من كتاب له لأخيه عقيل: فدع عنك قريشا و تركاضهم "أي ركضهم الشديد" في الضّلال، و تجوالهم في الشّقاق، و جماحهم في التّيه. فإنّهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قبلي.

فجزت قريشا عنّي الجوازي فقد قطعوا رحمي، و سلبوني سلطان ابن أميّ 'يريد رسول اللّه "ص"'. "الخطبة 275، 494"

و سئل "ع" عن قريش فقال: أمّا بنو مخزوم فريحانة قريش، تحبّ حديث رجالهم،

و النّكاح في نسائهم. و أمّا بنو عبد شمس، فأبعدها رأيا، و أمنعها لما وراء ظهورها.

و أمّا نحن فأبذل لما في أيدينا، و أسمح عند الموت بنفوسنا. و هم أكثر و أمكر و أنكر، و نحن أفصح و أنصح و أصبح. "120 ح، 587"

الهجرة المهاجرون و الأنصار


قال الامام علي "ع":

و الهجرة قائمة على حدّها الأوّل. ما كان للّه في أهل الأرض حاجة من مستسرّ الإمّة "أي الحالة" و معلنها. لا يقع اسم الهجرة على أحد بمعرفة الحجّة في الأرض.

فمن عرفها و أقرّ بها فهو مهاجر. و لا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجّة، فسمعتها أذنه و وعاها قلبه. "الخطبة 187، 349"

و قال "ع" عن هجرته و لحاقه بالنبي "ص": فجعلت أتبع مأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأطأ ذكره، حتّى انتهيت إلى العرج "و هو موضع بين مكة و المدينة". "الخطبة 234، 436"

و قال "ع" في مدح الانصار: هم و اللّه ربّوا الإسلام كما يربّى الفلو "أي المهر اذا فطم أو بلغ السنة" مع غنائهم "أي استغنائهم" بأيديهم السّباط و ألسنتهم السّلاط.

"465 ح، 659"

غزوات النبي


من كتاب له "ع" الى معاوية يبين له أن الاسلام قام على أكتاف بني هاشم: و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذا احمرّ البأس و أحجم النّاس، قدّم أهل بيته، فوقى بهم أصحابه حرّ السّيوف و الأسنّة، فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر، و قتل حمزة يوم أحد، و قتل جعفر يوم مؤتة. "الخطبة 248، 448"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: فأنا أبو حسن قاتل جدّك و أخيك و خالك شدخا يوم بدر... "الخطبة 249، 450"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: و عندي السّيف الّذي أعضضته بجدّك و خالك و أخيك، في مقام واحد. "يومي بذلك الى جد معاوية لأمه عتبة بن أبي ربيعة، و خاله الوليد بن عتبة، و أخوه حنظلة بن أبي سفيان، الذين قتلهم الامام علي عليه السلام معا في غزوة بدر". "الخطبة 303، 551"

كنّا إذا احمرّ البأس اتّقينا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلم يكن أحد منّا أقرب إلى العدوّ منه. "9 غريب كلامه 617"

وصف أصحاب النبي و جهادهم


يراجع المبحث "158" عن أبي ذر الغفاري و عمار بن ياسر و خباب بن الارت.

و من كلام له "ع" يصف اصحاب رسول اللّه "ص" و ذلك يوم صفين حين أمر الناس بالصلح: و لقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله نقتل آباءنا و أبناءنا و إخواننا و أعمامنا، ما يزيدنا ذلك إلاّ إيمانا و تسليما، و مضيّا على اللّقم، و صبرا على مضض الألم، و جدّا في جهاد العدوّ. و لقد كان الرّجل منّا و الآخر من عدوّنا يتصاولان تصاول الفحلين، يتخالسان أنفسهما، أيّهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرّة لنا من عدوّنا، و مرّة لعدوّنا منّا. فلمّا رأى اللّه صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت، و أنزل علينا النّصر، حتّى استقرّ الإسلام ملقيا جرانه، و متبوّئا أوطانه. "الخطبة 56، 111"

لقد رأيت أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، و قد باتوا سجّدا و قياما، يراوحون بين جباههم و خدودهم، و يقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم إذا ذكر اللّه هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم، و مادوا كما يميد الشّجر يوم الرّيح العاصف، خوفا من العقاب، و رجاء للثّواب. "الخطبة 95، 190"

قوم و اللّه ميامين الرّأي، مراجيح الحلم، مقاويل بالحقّ، متاريك للبغي، مضوا قدما

على الطّريقة، و أوجفوا على المحجّة، فظفروا بالعقبى الدّائمة، و الكرامة الباردة "أي الهنيئة". "الخطبة 114، 225"

أين القوم الّذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، و قرؤوا القرآن فأحكموه، و هيجوا إلى الجهاد فولهوا و له اللّقاح إلى أولادها "اللقاح جمع لقوح و هي الناقة". و سلبوا السّيوف أغمادها، و أخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا و صفّا صفّا. بعض هلك و بعض نجا،

لا يبشّرون بالأحياء، و لا يعزّون عن الموتى. مره العيون من البكاء، خمص البطون من الصّيام، ذبل الشّفاه من الدّعاء، صفر الألوان من السّهر، على وجوههم غبرة الخاشعين. أولئك إخواني الذّاهبون، فحقّ لنا أن نظمأ إليهم، و نعضّ الأيدي على فراقهم. "الخطبة 119، 229"

فلقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إنّ القتل ليدور على الآباء و الأبناء و الإخوان و القرابات، فما نزداد على كلّ مصيبة و شدّة إلاّ إيمانا، و مضيّا على الحقّ،

و تسليما للأمر، و صبرا على مضض الجراح. "الخطبة 120، 231"

و قال "ع" يصف أصحاب رسول اللّه "ص": لم يمنّوا على اللّه بالصّبر، و لم يستعظموا بذل أنفسهم في الحقّ. حتّى إذا وافق وارد القضاء انقطاع مدّة البلاء، حملوا بصائرهم على أسيافهم، و دانوا لربّهم بأمر واعظهم. "الخطبة 148، 263"

و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذا احمرّ البأس، و أحجم النّاس، قدّم أهل بيته، فوقى بهم أصحابه حرّ السّيوف، و الأسنّة. فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر،

و قتل حمزة يوم أحد، و قتل جعفر يوم مؤتة... "الخطبة 248، 448"

الامام علي و النبي الاعظم رثاء النبي بعد وفاته


من كلام للامام "ع" و قد رأى رسول اللّه "ص" في منامه، في سحرة اليوم الذي ضرب

فيه، فشكا له حاله من أمته. فقال "ص" ادع عليهم: فقال عليه السّلام: أبدلني اللّه بهم خيرا منهم، و أبدلهم بي شرّا لهم منّي. "الخطبة 68، 124"

قال "ع": و اللّه ما أسمعكم الرّسول شيئا إلاّ وها أنا ذا مسمعكموه. "الخطبة 87، 158"

قال "ع": اللّهمّ إنّي أوّل من أناب، و سمع و أجاب، لم يسبقني إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالصّلاة. "الخطبة 129، 242"

و اللّه لو شئت أن أخبر كلّ رجل منكم بمخرجه و مولجه، و جميع شأنه لفعلت.

و لكن أخاف أن تكفروا فيّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. "الخطبة 173، 311"

و قال "ع" في الخطبة القاصعة: و قد علمتم موضعي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالقرابة القريبة و المنزلة الخصيصة. وضعني في حجره و أنا ولد يضمّني إلى صدره، و يكنفني في فراشه. و يمسّني جسده، و يشمّني عرفه. و كان يمضغ الشّي ء ثمّ يلقمنيه. و ما وجد لي كذبة في قول، و لا خطلة في فعل. و لقد قرن اللّه به صلّى اللّه عليه و آله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، و محاسن أخلاق العالم، ليله و نهاره. و لقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل "ولد الناقة" أثر أمّه. يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما، و يأمرني بالاقتداء به. و لقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء، فأراه و لا يراه غيري. و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و خديجة، و أنا ثالثهما. أرى نور الوحي و الرّسالة، و أشمّ ريح النّبوّة.

و لقد سمعت رنّة الشّيطان حين نزل الوحي عليه "ص" فقلت يا رسول اللّه.. ما هذه الرّنّة؟ فقال: هذا الشّيطان قد أيس من عبادته. إنّك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى إلاّ أنّك لست بنبيّ و لكنّك لوزير، و إنّك لعلى خير. 'تراجع تتمة الكلام في المبحث "52" المعجزات'. "الخطبة 190، 4، 373"

و من كلام له "ع": ينبه فيه على فضيلته:

و لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله أنّي لم أردّ على اللّه و لا على رسوله ساعة قطّ. و لقد واسيته بنفسي في المواطن الّتي تنكص فيها

الأبطال، و تتأخّر فيها الأقدام، نجدة أكرمني اللّه بها.

و لقد قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إنّ رأسه لعلى صدري. و لقد سالت نفسه في كفّي، فأمررتها على وجهي. و لقد ولّيت غسله صلّى اللّه عليه و آله و الملائكة أعواني. فضجّت الدّار و الأفنية: ملأ يهبط، و ملأ يعرج. و ما فارقت سمعي هينمة منهم "الصوت الخفي". يصلّون عليه حتّى واريناه في ضريحه. فمن ذا أحقّ به منّي حيّا و ميّتا؟ فانفذوا على بصائركم، و لتصدق نيّاتكم في جهاد عدوّكم. فو الّذي لا إله إلاّ هو إنّي لعلى جادّة الحقّ، و إنّهم لعلى مزلّة الباطل. أقول ما تسمعون، و أستغفر اللّه لي و لكم. "الخطبة 195، 386"

من كلام له "ع": ناجى به رسول اللّه "ص" عند دفن فاطمة الزهراء "ع": قلّ يا رسول اللّه عن صفيّتك صبري، و رقّ عنها تجلّدي. إلاّ أنّ في التّأسّي لي بعظيم فرقتك،

و فادح مصيبتك، موضع تعزّ. فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك، و فاضت بين نحري و صدري نفسك فَإِنَّا لِلّهِ و إنّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ. 'تراجع تتمة الكلام في المبحث "120" فاطمة الزهراء عليها السلام'. "الخطبة 200، 395"

... و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من كان يسأله و يستفهمه... و كان لا يمرّ بي من ذلك شي ء إلاّ سألته عنه و حفظته. "الخطبة 208، 403"

و قال "ع" و هو يلي غسل رسول اللّه "ص" و تجهيزه: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النّبوّة و الإنباء و أخبار السّماء.

خصّصت حتّى صرت مسلّيا عمّن سواك "أي ان النبي خصص أقاربه و أهل بيته حتى كان فيه الغنى و السلوة لهم عن جميع من سواه"، و عمّمت حتّى صار النّاس فيك سواء.

و لو لا أنّك أمرت بالصّبر، و نهيت عن الجزع، لأنفدنا عليك ماء الشّؤون. و لكان الدّاء مماطلا، و الكمد محالفا، و قلاّ لك "أي انهما قليلان في جنبك" و لكنّه ما لا يملك ردّه، و لا يستطاع دفعه. بأبي أنت و أمّي اذكرنا عند ربّك، و اجعلنا من بالك. "الخطبة 233، 435"

و قال "ع": على قبر رسول اللّه "ص" ساعة دفنه: إنّ الصّبر لجميل إلاّ عنك، و إنّ الجزع لقبيح إلاّ عليك. و إنّ المصاب بك لجليل. و إنّه قبلك و بعدك لجلل "أي لحقير".

"292 ح، 625"

الامام علي و الخلافة


مدخل:

اجتمع في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة رسول اللّه "ص" جمع من المهاجرين و الانصار.

و قد ادعى سعد بن عبادة زعيم الخزرج أن الخلافة له، و التف حوله جمع من عشيرته. و لما جاء أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجراح الى السقيفة، زجروا الناس عن الالتفاف حول سعد، و أخذوا منهم البيعة لابي بكر. و قد تبودلت في مجلس السقيفة كلمات حادة بين المهاجرين و الانصار، فيمن هو أحق بالخلافة. و كان من أهم الادلة التي استدل بها المهاجرون على الانصار أن قالوا: ان النبي من قريش و نحن شجرته. و قال عمر بن الخطاب: من ذا يخاصمنا في سلطان محمد و ميراثه، و نحن أولياؤه و عشيرته؟.

و كان الامام علي "ع" صاحب الحق الشرعي مشغولا في ذلك الوقت بجنازة النبي "ص".

فلما انتهى من ذلك و انتهت اليه أنباء السقيفة، استغرب و قال: ما قالت الانصار؟ قالوا قالت: منا أمير و منكم أمير ثم قال "ع": فما قالت قريش؟ قالوا: احتجت بأنها شجرة رسول اللّه "ص". فقال "ع" و هو متألم: احتجّوا بالشّجرة و أضاعوا الثّمرة "يقصد بالثمرة أهل بيت النبي 'ص'".

و الحقيقة أن الخلافة لا تكون بالنسب و الحسب، انما تكون بالجدارة و الاهلية، و لكن استدلاله "ع" بالنسب في كلامه السابق كان من نوع الجدل المنطقي. فلو صحّ أن تكون الخلافة بالقرابة و النسب فان الامام "ع" هو الاقرب نسبا و الالصق قرابة من الجميع بلا استثناء، فهو أولى بها ممن ادعاها لنفسه.

/ 86