تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أهميتها الفتوح الخارجية، لان التفكك الداخلي الذي أصاب الرقعة الاسلامية كاد يعرضها للغزو الخارجي و الاضمحلال.

يراجع المبحث "145" دور معاوية في قتل عثمان.

تراجع المباحث "191" طلحة و الزبير و "190" عائشة و "196" معاوية من الفصول التالية.

النصوص:

من خطبة للامام "ع" حين بلغه خبر الناكثين ببيعته و على رأسهم طلحة و الزبير و عائشة:

و إنّهم ليطلبون حقّا هم تركوه، و دما هم سفكوه. فلئن كنت شريكهم فيه فإنّ لهم لنصيبهم منه، و لئن كانوا ولوه دوني، فما التّبعة إلاّ عندهم. و انّ أعظم حجّتهم لعلى أنفسهم، يرتضعون أمّا قد فطمت، و يحيون بدعة قد أميتت. يا خيبة الدّاعي "يقصد به رؤوس فتنة الجمل الثلاثة"، من دعا و إلام أجيب و إنّي لراض بحجة اللّه عليهم و علمه فيهم. "الخطبة 22، 67"

و قال "ع" في معنى قتل عثمان: لو أمرت به لكنت قاتلا، أو نهيت عنه لكنت ناصرا، غير أنّ من نصره لا يستطيع أن يقول: خذله من أنا خير منه. و من خذله لا يستطيع أن يقول: نصره من هو خير منّي. و أنا جامع لكم أمره: استأثر فأساء الأثرة، و جزعتم فأسأتم الجزع. و للّه حكم واقع في المستأثر و الجازع. "الخطبة 30، 83"

و من كلام له "ع" لما بلغه اتهام بني أمية له بالمشاركة في دم عثمان: أو لم ينه بني أميّة علمها بي عن قرفي "أي عيبي"؟ أو ما وزع الجهّال سابقتي عن تهمتي و لما وعظهم اللّه به أبلغ من لساني. أنا حجيج المارقين، و خصيم النّاكثين المرتابين،

و على كتاب اللّه تعرض الأمثال، و بما في الصّدور تجازى العباد. "الخطبة 73، 130"

و من كلام له "ع" في شأن طلحة و الزبير: و إنّهم ليطلبون حقّا هم تركوه، و دما هم سفكوه. "الخطبة 135، 248"

و من كلام له "ع" بعد ما بويع بالخلافة، و قد قال له قوم من الصحابة: لو عاقبت قوما ممن

أجلب على عثمان؟ فقال 'ع': يا إخوتاه إنّي لست أجهل ما تعلمون، و لكن كيف لي بقوّة، و القوم المجلبون على حدّ شوكتهم، يملكوننا و لا نملكهم و ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم، و التفّت إليهم أعرابكم، و هم خلالكم يسومونكم ما شاؤوا. و هل ترون موضعا لقدرة على شي ء تريدونه إنّ هذا الأمر أمر جاهليّة. و إنّ لهؤلاء القوم مادة "أي مدد". إنّ النّاس من هذا الأمر إذا حرّك على أمور: فرقة ترى ما ترون، و فرقة ترى ما لا ترون، و فرقة لا ترى هذا و لا ذاك. فاصبروا حتّى يهدأ النّاس، و تقع القلوب مواقعها، و تؤخذ الحقوق مسمحة. فاهدؤوا عني و انظروا ماذا يأتيكم به أمري.

و لا تفعلوا فعلة تضعضع قوّة، و تسقط منّة، و تورث وهنا و ذلّة. و سأمسك الأمر ما استمسك. و إذا لم أجد بدّا فآخر الدّواء الكيّ "كناية عن القتل". "الخطبة 166، 302"

و قال "ع" في طلحة و قد بلغه خروجه الى البصرة مع الزبير لقتاله: قد كنت و ما أهدّد بالحرب، و لا أرهّب بالضّرب. و أنا على ما قد وعدني ربّي من النّصر. و اللّه ما استعجل "يقصد طلحة" متجرّدا للطّلب بدم عثمان إلاّ خوفا من أن يطالب بدمه،

لأنّه مظنّته. و لم يكن في القوم أحرص عليه منه. فأراد أن يغالط بما أجلب فيه،

ليلبس الأمر و يقع الشّكّ. و و اللّه ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث: لئن كان ابن عفّان ظالما كما كان يزعم لقد كان ينبغي له أن يوازر قاتليه و أن ينابذ ناصريه. و لئن كان مظلوما لقد كان ينبغي له أن يكون من المنهنهين عنه "أي زاجريه عن اتيانه" و المعذّرين فيه. و لئن كان في شكّ من الخصلتين لقد كان ينبغي له أن يعتزله و يركد جانبا، و يدع النّاس معه. فما فعل واحدة من الثّلاث.

و جاء بأمر لم يعرف بابه، و لم تسلم معاذيره. "الخطبة 172، 309"

و من كتاب له "ع" الى أهل الكوفة: من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة، جبهة الأنصار و سنام العرب. أمّا بعد فإنّي أخبركم عن أمر عثمان حتّى يكون سمعه كعيانه. إنّ النّاس طعنوا عليه، فكنت رجلا من المهاجرين أكثر استعتابه و أقلّ عتابه. و كان طلحة و الزبير أهون سيرهما فيه الوجيف "أي أسرعا لإثارة

الفتنة" و أرفق حدائهما العنيف. و كان من عائشة فيه فلتة غضب "يقصد بذلك حين قالت: اقتلوا نعثلا، تشبهه برجل اسكافي من اليهود". فأتيح له قوم "أي قدّر له" فقتلوه.

و بايعني النّاس غير مستكرهين و لا مجبرين، بل طائعين مخيّرين.

و اعلموا أنّ دار الهجرة قد قلعت بأهلها و قلعوا بها، و جاشت جيش "أي غليان" المرجل. و قامت الفتنة على القطب "يقصد به الامام نفسه "ع" قامت عليه فتنة اصحاب الجمل". فأسرعوا إلى أميركم، و بادروا جهاد عدوّكم. إن شاء اللّه عزّ و جلّ. "الخطبة 240، 442"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: و لعمري يا معاوية، لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدنّي أبرأ النّاس من دم عثمان. و لتعلمنّ أنّي كنت في عزلة عنه. إلاّ أن تتجنّى، فتجنّ ما بدا لك و السّلام. "الخطبة 245، 446"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: و أمّا ما سألت من دفع قتلة عثمان إليك، فإنّي نظرت في هذا الأمر فلم أره يسعني دفعهم إليك و لا إلى غيرك. و لعمري لئن لم تنزع عن غيّك و شقاقك، لتعرفنّهم عن قليل يطلبونك، لا يكلّفونك طلبهم في برّ و لا بحر، و لا جبل و لا سهل، إلاّ أنّه طلب يسؤك وجدانه، و زور لا يسرّك لقيانه. و السّلام لأهله. "الخطبة 248، 449"

و من كتاب له "ع" الى معاوية، و فيه يتنبأ بحرب صفين و فتنة رفع المصاحف: و زعمت أنّك جئت ثائرا بدم عثمان و لقد علمت حيث وقع دم عثمان، فاطلبه من هناك إن كنت طالبا. فكأنّي قد رأيتك تضجّ من الحرب إذا عضّتك ضجيج الجمال بالأثقال، و كأنّي بجماعتك تدعوني جزعا من الضّرب المتتابع، و القضاء الواقع، و مصارع بعد مصارع إلى كتاب اللّه "يومي بذلك الى رفع المصاحف". و هي كافرة جاحدة، أو مبايعة حائدة "الخطبة 249، 450"

و من كتاب له "ع" الى طلحة و الزبير: و قد زعمتما أنّي قتلت عثمان، فبيني و بينكما من تخلّف عنّي و عنكما من أهل المدينة "أي نرجع في الحكم لمن تقاعد عن نصري و نصركما من اهل المدينة"، ثمّ يلزم كلّ امري ء بقدر ما احتمل، فارجعا أيّها الشّيخان

عن رأيكما، فإنّ الآن أعظم أمركما العار، من قبل أن يتجمّع العّار و النّار، و السّلام. "الخطبة 293، 541"

و من كتاب له "ع" كتبه الى أهل الامصار يقص فيه ما جرى بينه و بين أهل صفين: الأمر واحد إلاّ ما اختلفنا فيه من دم عثمان، و نحن منه براء. "الخطبة 297، 543"

و من كتاب له "ع" الى معاوية جوابا: و قد أكثرت في قتلة عثمان، فادخل فيما دخل فيه النّاس، ثمّ حاكم القوم إليّ، أحملك و إيّاهم على كتاب اللّه تعالى. و أمّا تلك الّتي تريد، فإنّها خدعة الصّبيّ عن اللّبن في أوّل الفصال، و السّلام لأهله. "الخطبة 303، 552"

الحرب و الملاحم و قتال المنحرفين


مدخل: أيهما أهم تطهير الداخل أم الفتوحات؟

كان عهد الخلفاء الذين سبقوا الامام "ع" في الحكم فترة فتوحات اسلامية، بينما كانت خلافته فترة حروب داخلية، فهل لهذا ميزة لغيره عليه؟

للاجابة عن هذا السؤال نقول: ان الفتوحات ليست ضرورة من ضرورات وجود الدولة الاسلامية، بل هي تزيد في قوتها و قدراتها، كما يقول المثل: زيادة الخير خير. أما إخماد الفتن الداخلية فهو ضرورة هامة يتوقف عليها وجود الاسلام و دولته. لأن بقاء هذه الفتن إما أن يحرف الاسلام عن مساره الصحيح، أو يقسم المسلمين الى نصفين متحاربين،

بحيث يفني بعضهم بعضا، فينعدم وجود الاسلام.

لهذا نرى الامام علي "ع" توقف عن الفتوحات الخارجية في عهد خلافته، و آثر القضاء على المنحرفين و الشاذين، من الناكثين و القاسطين و المارقين. فحارب طلحة و الزبير اللذين نكثا البيعة بعد تأكيدها، و حارب معاوية و أتباعه من دعاة الانقسام و الانفصالية، ثم حارب الخوارج الذين أعطوا الحق في تطبيق أحكام الاسلام لكل جماعة من الناس،

دونما حاجة الى رئيس يقود الناس، أو سلطة مركزية مسؤولة، بدعوى أن لا حكم إلاّ للّه.

و كان في تصور الامام "ع" أن تطهير الداخل و تخليصه من فتنه و آفاته التي سببها وجود الخلفاء الذين سبقوه، أهم من تحرير الخارج و فتوحاته. لا بل كيف يمكن تحرير الخارج اذا لم يكن الداخل قويا متماسكا؟

تفادي القتال و عدم البدء به


مدخل:

كان الامام علي "ع" و هو الذي لم ينهزم في معركة قط، لا يبدأ بالقتال حتى يدعو خصومه الى الحق، و يقيم الحجة عليهم، و يذكرهم بآيات اللّه. فان أبوا بعد ذلك، تباطأ عنهم حتى يبدؤوه بالقتال. فعل ذلك مع اصحاب الجمل و أهل صفين و أصحاب النهروان.

كل ذلك طمعا في اطفاء الفتنة و تجنب الدماء و طلبا للهداية و الالفة و السلام.

النصوص:

من كلام له "ع" و قد اشار عليه اصحابه بالاستعداد للحرب بعد ارساله جريرا بن عبد اللّه البجلي الى معاوية، و لم ينزل معاوية على بيعته: إنّ استعدادي لحرب أهل الشّام و جرير عندهم، إغلاق للشام و صرف لأهله عن خير أرادوه. و لكن قد وقّتّ لجرير وقتا لا يقيم إلاّ مخدوعا أو عاصيا. و الرّأي عندي مع الأناة، فأرودوا "أي سيروا برفق"، و لا أكره لكم الإعداد.

و لقد ضربت أنف هذا الأمر و عينه، و قلبت ظهره و بطنه، فلم أر لي فيه إلاّ القتال أو الكفر بما جاء به محمّد صلّى اللّه عليه و آله. "الخطبة 43، 101"

و من كلام له "ع" في صفين: فو اللّه ما دفعت الحرب يوما إلاّ و أنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي، و تعشو إلى ضوئي. و ذلك أحبّ إليّ من أن أقتلها على ضلالها، و إن كانت تبوء بآثامها. "الخطبة 55، 111"

و من كلام له "ع" قاله للخوارج: و لكنّا إنّما اصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام، على

ما دخل فيه من الزّيغ و الإعوجاج و الشّبهة و التّأويل. فإذا طمعنا في خصلة يلمّ اللّه بها شعثنا و نتدانى بها إلى البقيّة فيما بيننا، رغبنا فيها و أمسكنا عمّا سواها. "الخطبة 120، 231"

و قال "ع" عن طلحة و الزبير: و لقد استثبتهما قبل القتال، و استأنيت بهما أمام الوقاع، فغمطا النّعمة، و ردّا العافية. "الخطبة 135، 249"

و من كلام له "ع" و قد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين: إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين، و لكنّكم لو وصفتم أعمالهم، و ذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، و أبلغ في العذر، و قلتم مكان سبّكم إيّاهم: اللّهمّ أحقن دماءنا و دماءهم، و أصلح ذات بيننا و بينهم، و اهدهم من ضلالتهم، حتّى يعرف الحقّ من جهله، و يرعوي عن الغيّ و العدوان من لهج به. "الخطبة 204، 398"

و من وصية له "ع" وصى بها معقل بن قيس الرياحي حين أنفذه الى الشام:

و لا يحملنّكم شنآنهم "أي بغضهم" على قتالهم، قبل دعائهم و الإعذار إليهم. "الخطبة 251، 452"

و من وصية له "ع" لعسكره قبل لقاء العدو بصفين: لا تقاتلوهم حتّى يبدؤوكم. فإنّكم بحمد اللّه على حجّة. و ترككم إيّاهم حتّى يبدؤوكم حجّة أخرى لكم عليهم. "الخطبة 253، 453"

و من كتاب له "ع" كتبه الى أهل الامصار، يقص فيه ما جرى بينه و بين أهل صفين: و كان بدء أمرنا أنّا التقينا و القوم من أهل الشّام. و الظّاهر أنّ ربّنا واحد، و نبيّنا واحد، و دعوتنا في الإسلام واحدة. و لا نستزيدهم في الإيمان باللّه و التّصديق برسوله و لا يستزيدوننا: الأمر واحد، إلاّ ما اختلفنا فيه من دم عثمان، و نحن منه براء فقلنا: تعالوا نداو ما لا يدرك اليوم، بإطفاء الثّائرة و تسكين العامّة. حتّى يشتدّ الأمر و يستجمع، فنقوى على وضع الحقّ مواضعه. فقالوا: بل نداويه بالمكابرة فأبوا حتّى جنحت الحرب و ركدت، و وقدت نيرانها و حمست "أي اشتدت". فلمّا ضرّستنا و إيّاهم و وضعت مخالبها فينا و فيهم، أجابوا عند ذلك إلى الّذي دعوناهم إليه،

فأجبناهم إلى ما دعوا، و سارعناهم إلى ما طلبوا، حتّى استبانت عليهم الحجّة، و انقطعت منهم المعذرة.. "الخطبة 297، 543"

و قال "ع" لابنه الحسن "ع": لا تدعونّ إلى مبارزة. و إن دعيت إليها فأجب، فإنّ الدّاعي باغ، و الباغي مصروع. "233 ح، 608"

قتال المخالفين و تبريره


يراجع المبحث "198" موقعة صفين.

قال الامام علي "ع":

و لعمري ما عليّ من قتال من خالف الحقّ و خابط الغيّ، من إدهان و لا إيهان. "الخطبة 24، 70"

و من خطبة له "ع" عند خروجه لقتال أهل البصرة: أما و اللّه إن كنت لفي ساقتها "الضمير راجع الى الجاهلية" حتّى تولّت بحذافيرها. ما عجزت و لا جبنت. و إنّ مسيري هذا لمثلها، فلأنقبنّ الباطل حتّى يخرج الحقّ من جنبه "الخطبة 33، 88"

و لقد ضربت أنف هذا الأمر و عينه، و قلّبت ظهره و بطنه، فلم أر لي فيه إلاّ القتال أو الكفر بما جاء به محمّد صلّى اللّه عليه و آله. "الخطبة 43، 101"

من خطبة له يرد فيها على اصحابه و قد استبطؤوا أمره بالقتال: و قد قلّبت هذا الأمر بطنه و ظهره حتّى منعني النّوم، فما وجدتني يسعني إلاّ قتالهم أو الجحود بما جاء به محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فكانت معالجة القتال أهون عليّ من معالجة العقاب، و موتات الدّنيا أهون عليّ من موتات الآخرة. "الخطبة 54، 111"

و من خطبة له "ع": و ايم اللّه، لقد كنت من ساقتها "الضمير راجع الى الجاهلية" حتّى تولّت بحذافيرها، و استوسقت في قيادها. ما ضعفت و لا جبنت، و لا خنت و لا وهنت. و ايم اللّه لأبقرنّ الباطل حتّى أخرج الحقّ من خاصرته. "الخطبة

102، 199"

و قال "ع" عن أصحاب الجمل: فقدموا على عاملي بها و خزّان بيت مال المسلمين و غيرهم من أهلها. فقتلوا طائفة صبرا، و طائفة غدرا. فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين إلاّ رجلا واحدا معتمدين لقتله، بلا جرم جرّه، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه، إذ حضروه فلم ينكروا، و لم يدفعوا عنه بلسان و لا بيد. دع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة الّتي دخلوا بها عليهم. "الخطبة 170، 307"

و قال "ع" لأصحابه عن حرب اهل القبلة "أصحاب الجمل": أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه فإنّها خير ما تواصى العباد به، و خير عواقب الأمور عند اللّه. و قد فتح باب الحرب بينكم و بين أهل القبلة، و لا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر و الصّبر، و العلم بمواضع الحقّ. فامضوا لما تؤمرون به. و قفوا عند ما تنهون عنه. و لا تعجلوا في أمر حتّى نتبيّنوا، فإنّ لنا مع كلّ أمر تنكرونه غيرا. "الخطبة 171، 308"

و قال "ع" في الخطبة القاصعة: ألا و قد أمرني اللّه بقتال أهل البغي و النّكث و الفساد في الأرض. فأمّا النّاكثون فقد قاتلت، و أمّا القاسطون فقد جاهدت، و أمّا المارقة فقد دوّخت. و أمّا شيطان الرّدهة "الردهة: النقرة في الجبل، و المقصود بالشيطان هنا ذو الثدية من رؤساء الخوارج، وجد مقتولا في ردهة" فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجبة قلبه، و رجّة صدره. و بقيت بقيّة من أهل البغي. و لئن أذن اللّه في الكرّة عليهم لأديلنّ منهم إلاّ ما يتشذّرني أطراف البلاد تشذرّا. "الخطبة 190، 4، 372"

من كتاب له "ع" الى أخيه عقيل في ذكر جيش أنفذه الى بعض الأعداء:

فسرّحت إليه جيشا كثيفا من المسلمين، فلمّا بلغه ذلك شمّر هاربا و نكص نادما.

فلحقوه ببعض الطّريق. و قد طفّلت الشّمس للإياب. فاقتتلوا شيئا كلا و لا "كناية عن السرعة". فما كان إلاّ كموقف ساعة حتّى نجا جريضا "مغموما" بعد ما أخذ منه بالمخنّق، و لم يبق منه غير الرّمق. فلأيا بلأي مانجا...

/ 86