تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بينهم و بينها، فكانت الوجبة بي و الدّائرة عليّ. اللّهمّ احفظ حسنا و حسينا،

و لا تمكّن فجرة قريش منهما ما دمت حيّا، فإذا توفّيتني فأنت الرّقيب عليهم، و أنت على كلّ شي ء شهيد. "413 حديد"

الامام الحجة المهدي الرجعة


قال الامام علي "ع":

و خلّف فينا راية الحقّ، من تقدّمها مرق، و من تخلّف عنها زهق، و من لزمها لحق.

دليلها "أي الامام علي عليه السلام" مكيث الكلام، بطي ء القيام، سريع إذا قام.

فإذا أنتم ألنتم له رقابكم، و أشرتم إليه بأصابعكم، جاءه الموت فذهب به، فلبثتم بعده ما شاء اللّه، حتّى يطلع اللّه لكم من يجمعكم و يضمّ نشركم "يقصد به الامام المهدي، عجّل اللّه فرجه"... ألا إنّ مثل آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله كمثل نجوم السّماء، إذا خوى نجم، طلع نجم، فكأنّكم قد تكاملت من اللّه فيكم الصّنائع، و أراكم ما كنتم تأملون. "الخطبة 98، 193"

و قال "ع" عن صاحب الزمان الامام المهدي عليه السلام: يعطف الهوى على الهدى، إذا عطفوا الهدى على الهوى، و يعطف الرّأى على القرآن، إذا عطفوا القرآن على الرّأي.

و قال "ع": حتّى تقوم الحرب بكم على ساق، باديا نواجذها "أي أضراسها"، مملوءة أخلافها "أي ضروعها"، حلوا رضاعها، علقما عاقبتها. ألا و في غد و سيأتي غد بما لا تعرفون يأخذ الوالي "هو الامام المنتظر" من غيرها "أي يؤاخذ" عمّالها على مساوى ء أعمالها، و تخرج له الأرض أفاليذ كبدها "أي كنوزها"، و تلقي إليه سلما مقاليدها، فيريكم كيف عدل السّيرة، و يحيي ميّت الكتاب و السّنّة. "الخطبة 136، 249"

فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد "أي منتظر". و لا تستبطئوا ما يجي ء به الغد. فكم

من مستعجل بما إن أدركه ودّ أنّه لم يدركه. و ما أقرب اليوم من تباشير غد.

يا قوم، هذا إبّان ورود كلّ موعود، و دنوّ من طلعة ما لا تعرفون "يقصد فتنة آخر الزمان".

ألا و إنّ من أدركها منّا يسري فيها بسراج منير "هو الامام المهدي عليه السلام"،

و يحذو فيها على مثال الصّالحين، ليحلّ فيها ربقا "أي عقدا"، و يعتق رقّا، و يصدع شعبا "أي يفرق جمع الضلال"، و يشعب صدعا "أي يجمع متفرق الحق"، في سترة عن النّاس، لا يبصر القائف "هو الذي يقتفي الاثر" أثره، و لو تابع نظره. ثمّ ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين "أي الحداد" النّصل. تجلى بالتّنزيل أبصارهم، و يرمى بالتّفسير في مسامعهم، و يغبقون "أي يسقون" كأس الحكمة بعد الصّبوح "أي يسقون كأس الحكمة بالمساء بعد ما شربوه بالصباح". "الخطبة 148، 262"

قد لبس للحكمة جنّتها، و أخذها بجميع أدبها، من الإقبال عليها و المعرفة بها و التّفرّغ لها، فهي عند نفسه ضالّته الّتي يطلبها، و حاجته الّتي يسأل عنها. فهو مغترب إذا اغترب الإسلام، و ضرب بعسيب ذنبه "أي ضرب الاسلام بأصل ذنبه كناية عن تعبه و ضعفه"، و ألصق الأرض بجرانه "يشبه الاسلام بالبعير الذي يلصق مقدم عنقه بالارض، كناية عن ضعفه". بقيّة من بقايا حجّته، خليفة من خلائف أنبيائه. "الخطبة 180، 327"

و قال "ع" لكميل بن زياد النخعي: اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة. إمّا ظاهرا مشهورا، أو خائفا مغمورا "يومي الى الامام المهدي عليه السلام"، لئلاّ تبطل حجج اللّه و بيّناته. "147 ح، 595" و قال "ع": عن رجعة أهل البيت "ع" لتعطفنّ الدّنيا علينا بعد شماسها عطف الضّروس "الناقة السيئة الخلق" على ولدها. و تلا عقيب ذلك وَ نُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ، وَ نَجْعَلَهُمْ أَئمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. "209 ح، 604" و قال عن الامام المهدي "ع": فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدّين بذنبه "اليعسوب:

السيد العظيم المالك لأمور الناس"، فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف "القزع:

قطع الغيم التي لا ماء فيها". "غريب كلامه 613"

شخصية الإمام علي بن أبي طالب


مدخل:

يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج:

أما فضائله عليه السلام، فانها قد بلغت من العظم و الجلالة و الانتشار و الاشتهار مبلغا يسمح معه التعرض لذكرها و التصدي لتفصيلها... و ما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه و خصومه بالفضل، و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله. و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه، و كلما كتم تضوع نشره. و كالشمس لا تستر بالراح، و كضوء النهار ان حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة.

و ما أقول في رجل تعزى اليه كل فضيلة، و تنتهي اليه كل فرقة، و تتجاذبه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها، و سابق مضمارها و مجلّي حلبتها. كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ و له اقتفى و على مثاله احتذى.

الى ان يقول: و هو عليه السلام اول من جمع القرآن بعد وفاة رسول اللّه "ص".

ايمان الامام علي باللّه و رسوله


مدخل:

يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة عن إيمان الامام علي "ع": و ما أقول في رجل سبق الناس الى الهدى، و آمن باللّه و عبده و كلّ من في الارض يعبد الحجر، و يجحد الخالق. لم يسبقه أحد الى التوحيد إلا السابق الى كل خير محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

ذهب أكثر أهل الحديث الى أنه عليه السلام أول الناس اتباعا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إيمانا به. و قد قال "ع": أنا الصدّيق الاكبر، و أنا الفاروق الاول، أسلمت قبل إسلام الناس و صليت قبل صلاتهم.

النصوص:

قال الامام علي "ع":

و إنّي لعلى يقين من ربّي، و غير شبهة من ديني. "الخطبة 22، 67"

رضينا عن اللّه قضاءه، و سلّمنا للّه أمره. أتراني أكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ و اللّه لأنا أوّل من صدّقه، فلا أكون أوّل من كذب عليه. "الخطبة 37، 96"

و قال "ع" بعد ذكر معاوية و أمره بسب علي "ع": فأمّا السّبّ فسبّوني، فإنّه لي زكاة و لكم نجاة و أمّا البراءة فلا تتبرّؤوا منّي، فانّي ولدت على الفطرة، و سبقت إلى الإيمان و الهجرة. "الخطبة 57، 113"

أ بعد إيماني باللّه، و جهادي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أشهد على نفسي بالكفر "لقد ضللت إذا و ما أنا من المهتدين". "الخطبة 58، 113"

و من خطبة له "ع" في ذم أهل العراق و قد وصموه بالكذب فيما أخبرهم به مما لا يعرفون: و لقد بلغني أنّكم تقولون: عليّ يكذب. قاتلكم اللّه تعالى فعلى من أكذب؟؟

أعلى اللّه؟ فأنا أوّل من آمن به أم على نبيّه؟ فأنّا أوّل من صدّقه كلاّ و اللّه، لكنّها لهجة غبتم عنها، و لم تكونوا من أهلها. "الخطبة 69، 125"

و إنّي لعلى بيّنة من ربّي، و منهاج من نبيّي، و إنّي لعلى الطّريق الواضح ألقطه لقطا. "الخطبة 95، 189"

فو الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة، إنّ الّذي أنبئكم به عن النّبيّ الأميّ صلّى اللّه عليه و آله، ما كذب المبلّغ، و لا جهل السّامع. "الخطبة 99، 194"

اللّهمّ إنّي أوّل من أناب، و سمع و أجاب. لم يسبقني إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه

و آله و سلّم بالصّلاة. "الخطبة 129، 242"

و قال "ع" في الخطبة القاصعة عن ملازمته للنبي "ص": و لقد كنت أتّبعه إتّباع الفصل "أي ولد الناقة" أثر أمّه. يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما، و يأمرني بالإقتداء به. و لقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء، فأراه و لا يراه غيري. و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و خديجة و أنا ثالثهما. أرى نور الوحي و الرّسالة، و أشمّ ريح النّبوّة. "الخطبة 190، 4، 374"

ثم قال "ع" بعد أن ذكر قصة الشجرة التي أمرها رسول اللّه "ص" بالمجي ء و الرجوع ففعلت: فقلت أنا: لا إله إلاّ اللّه، إنّي أوّل مؤمن بك يا رسول اللّه، و أوّل من أقرّ بأنّ الشّجرة فعلت ما فعلت بأمر اللّه تعالى، تصديقا بنبوّتك، و إجلالا لكلمتك. فقال القوم كلّهم: بل ساحر كذّاب، عجيب السّحر خفيف فيه. و هل يصدّقك في أمرك إلاّ مثل هذا "يعنونني". "الخطبة 190، 4، 375"

و لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله، أنّي لم أردّ على اللّه و لا على رسوله ساعة قطّ. و لقد واسيته بنفسي في المواطن الّتي تنكص فيها الأبطال، و تتأخّر فيها الأقدام، نجدة أكرمني اللّه بها. "الخطبة 195، 386"

فيا عجبا للدّهر إذ صرت يقرن بي من لم يسع بقدمي، و لم تكن له كسابقتي، الّتي لا يدلي أحد بمثلها، إلاّ أن يدّعي مدّع ما لا أعرفه، و لا أظنّ اللّه يعرفه، و الحمد للّه على كلّ حال. "الخطبة 248، 448"

تجادل الامام علي "ع" مع عثمان، حتى جرى ذكر أبي بكر و عمر، فقال عثمان: أبو بكر و عمر خير منك. فقال "ع": أنّا خير منك و منهما، عبدت اللّه قبلهما، و عبدته بعدهما.

"66 حديد"

عصمة الامام علي علي مع الحق و مع القرآن لا يفترقان


قال الامام علي "ع":

أقمت لكم على سنن الحقّ في جوادّ المضلّة، حيث تلتقون و لا دليل، و تحتفرون و لا تميهون. اليوم أنطق لكم العجماء ذات البيان عزب رأي امري ء تخلّف عنّي ما شككت في الحقّ مذ أريته. "الخطبة 4، 46"

و إنّ معي لبصيرتي، ما لبّست على نفسي، و لا لبّس عليّ. "الخطبة 10، 51"

و اللّه ما كتمت وشمة "أي كلمة" و لا كذبت كذبة، و لقد نبّئت بهذا المقام و هذا اليوم. "الخطبة 16، 56"

... و إنّي لعلى يقين من ربّي، و غير شبهة من ديني. "الخطبة 22، 67"

و من خطبة له "ع" في ذم أهل العراق و قد وصموه بالكذب فيما يخبرهم بما لا يعرفون: و لقد بلغني أنّكم تقولون: عليّ يكذب. قاتلكم اللّه تعالى فعلى من أكذب؟

أعلى اللّه؟ فأنا أوّل من آمن به أم على نبيّه؟ فأنا أوّل من صدّقه كلاّ و اللّه، لكنّها لهجة غبتم عنها، و لم تكونوا من أهلها. ويل أمّه، كيلا بغير ثمن لو كان له وعاء. و لتعلمنّ نبأه بعد حين. "الخطبة 69، 125"

و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر؟ "أي القرآن" و أترك فيكم الثّقل الأصغر "أي الحسن و الحسين عليهما السلام". "الخطبة 85، 155"

أيّها القوم... صاحبكم يطيع اللّه و أنتم تعصونه. "الخطبة 95، 189"

و إنّي لعلى بيّنة من ربّي، و منهاج من نبيّي. و إنّي لعلى الطّريق الواضح ألقطه لقطا. "الخطبة 95، 189"

و و اللّه إن جئتها، إنّي للمحقّ الّذي يتّبع. و إنّ الكتاب لمعي، ما فارقته مذ صحبته. "الخطبة 120، 231"

و ليس أمري و أمركم واحدا. إنّي أريدكم للّه، و أنتم تريدونني لأنفسكم. "الخطبة 134، 247"

لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حقّ، و صلة رحم، و عائدة كرم. "الخطبة 137، 251"

لا يخالفون الدّين و لا يختلفون فيه، فهو بينهم شاهد صادق، و صامت ناطق. "الخطبة 145، 260"

و الّذي بعثه بالحقّ، و اصطفاه على الخلق، ما أنطق إلاّ صادقا. "الخطبة 173، 311"

قال "ع" في معرض حديثه عن النبي "ص": و ما وجد لي كذبة في قول، و لا خطلة في فعل. "الخطبة 190، 4، 373"

و إنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة لائم. سيماهم سيما الصّدّيقين، و كلامهم كلام الأبرار. عمّار اللّيل و منار النّهار. متمسّكون بحبل القرآن، يحيون سنن اللّه و سنن رسوله. لا يستكبرون و لا يعلون، و لا يغلّون و لا يفسدون. قلوبهم في الجنان، و أجسادهم في العمل. "الخطبة 190، 4، 375"

و لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله أنّي لم أردّ على اللّه و لا على رسوله ساعة قطّ. "الخطبة 195، 386"

فو الّذي لا إله إلاّ هو، إنّي لعلى جادّة الحقّ، و إنّهم لعلى مزلّة الباطل. "الخطبة 195، 386"

فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطي ء، و لا آمن ذلك من فعلي، إلاّ أن يكفي اللّه من نفسي ما هو أملك به منّي "يقصد بذلك العصمة التي كفاه اللّه بها عن فعل السوء، علما بأن الخطأ يجوز على النبي و الامام لو لم يؤيدهما اللّه بالعصمة". "الخطبة 214، 413"

و لكن هيهات أن يغلبني هواي... "الخطبة 284، 506"

ما كذبت و لا كذّبت، و لا ضللت و لا ضلّ بي. "185 ح، 600"

إنّ اللّه تبارك و تعالى طهّرنا و عصمنا، و جعلنا شهداء على خلقه و حججا على عباده، و جعلنا مع القرآن و جعل القرآن معنا، لا نفارقه و لا يفارقنا. "مستدرك 183"

الامام علي نبراس الهداية


قال الامام علي "ع":

فو اللّه ما دفعت الحرب يوما إلاّ و أنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي، و تعشو إلى ضوئي، و ذلك أحبّ إليّ من أن أقتلها على ضلالها، و إن كانت تبوء بآثامها. "الخطبة 155، 111"

و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر "أي القرآن"؟ و أترك فيكم الثّقل الأصغر "أي الحسن و الحسين عليهما السلام"؟.

و قد ركزت فيكم راية الإيمان، و وقفتكم على حدود الحلال و الحرام، و ألبستكم العافية من عدلي، و فرشتكم المعروف من قولي و فعلي، و أريتكم كرائم الأخلاق من نفسي؟. "الخطبة 85، 155"

طبيب دوّار بطبّه، قد أحكم مراهمه، و أحمى مواسمه. يضع ذلك حيث الحاجة إليه.

من قلوب عمي، و آذان صمّ، و ألسنة بكم. متتبّع بدوائه مواضع الغفلة، و مواطن الحيرة... قد انجابت السّرائر لأهل البصائر، و وضحت محجّة الحقّ لخابطها "أي السائر عليها". "الخطبة 106، 205"

لقد حملتكم على الطّريق الواضح الّتي لا يهلك عليها إلاّ هالك "يقصد بالهالك من تمكن الفساد من طبعه". "الخطبة 117، 228"

و لكنّا إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام، على ما دخل فيه من الزّيغ و الإعوجاج و الشّبهة و التّأويل. فإذا طمعنا في خصلة يلمّ اللّه بها شعثنا، و نتدانى بها إلى البقيّة

فيما بيننا، رغبنا فيها، و أمسكنا عمّا سواها. "الخطبة 120، 231"

و قال "ع": أيّها النّاس، إنّي قد بثثت لكم المواعظ الّتي وعظ الأنبياء بها أممهم. و أدّيت إليكم ما أدّت الأوصياء إلى من بعدهم. و أدّبتكم بسوطي فلم تستقيموا.

و حدوتكم بالزّواجر فلم تستوسقوا. للّه أنتم أتتوقّعون إماما غيري يطأ بكم الطّريق، و يرشدكم السّبيل؟. "الخطبة 180، 328"

محبة الامام علي


مدخل:

دلت الاخبار الشريفة على أنّ محبة الامام علي "ع" جزء من الايمان، و أنه لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه الا منافق، كقول النبي "ص": 'يا عليّ لا يحبّك إلاّ مؤمن، و لا يبغضك إلاّ منافق'. و كان الولد يعرف فيما اذا كان ابن حلال من محبته لعلي "ع" فاذا أبغضه شك في أصله، و مصداق ذلك قول صفي الدين الحلى:

و إني قد خبرت بك البرايا

فأنت محكّ اولاد الحلال

حتى اصبحت محبة علي "ع" محكا لنقاء الناس، كالمبرد الذي يختبر به نقاء الذهب من غشه،

كما قال الشاعر:

اذا ما التبرحكّ على محكّ

تبين غشه من دون شكّ

و فينا الغش و الذهب المصفى

"عليّ" بيننا شبه المحكّ

هذا و كان في علم الامام علي "ع" أنّ بعض الناس سوف يحبونه حبا زائدا حتى يعبدوه،

بينما بعضهم الآخر سوف يبغضونه حتى يسبوه. فأمر عليه السلام أتباعه و شيعته أن يسلكوا الطريق الوسط في محبته، حتى لا يهلكوا.

/ 86