تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اللّه و رسوله. فقال له عمر: لولاك لافتضحنا. و ترك الحلي بحاله. "270 ح، 620"

عثمان بن عفان و خلافته


يراجع المبحث "182" المطالبة بدم عثمان.

تراجع الخطبة الشقشقية كاملة في المبحث "150".

قال الامام علي "ع":

في الخطبة الشقشقية: إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه، بين نثيله و معتلفه. و قام معه بنو أبيه "أي بنو أمية"، يخضمون مال اللّه خضم الإبل نبتة الرّبيع. إلى أن انتكث عليه فتله، و أجهز عليه عمله، و كبت به بطنته. "الخطبة 3، 42"

و قال "ع" فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان: و اللّه لو وجدته تزوّج به النّساء، و ملك به الإماء، لرددته، فإنّ في العدل سعة، و من ضاق عليه العدل، فالجور عليه أضيق. "الخطبة 15، 55"

و قال "ع" عن عثمان: و أنا جامع لكم أمره، استأثر فأساء الأثرة. "الخطبة 30، 84"

و قال "ع" يصف حاله في خلافة عثمان: فقمت بالأمر "أي الامر بالمعروف" حين فشلوا، و تطلّعت حين تقبّعوا، و نطقت حين تعتعوا، و مضيت بنور اللّه حين وقفوا.

و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم فوتا، فطرت بعنانها و استبددت برهانها. "الخطبة 37، 95"

إنّه قد كان على الأمّة وال أحدث أحداثا، و أوجد للنّاس مقالا، فقالوا: ثمّ نقموا فغيّروا. "الخطبة 43، 101"

من كلام له "ع" لأبي ذر لما أخرجه عثمان الى الربذة: يا أبا ذرّ، إنّك غضبت للّه، فارج من غضبت له. إنّ القوم خافوك على دنياهم، و خفتهم على دينك، فاترك في إيديهم ما خافوك عليه، و اهرب منهم بما خفتهم عليه. فما أحوجهم إلى ما منعتهم،

و ما أغناك عمّا منعوك و ستعلم من الرّابح غدا، و الأكثر حسّدا. و لو أنّ السّموات

و الأرضين كانتا على عبد رتقا، ثمّ اتّقى اللّه لجعل اللّه له منهما مخرجا. لا يؤنسنّك إلاّ الحقّ، و لا يوحشنّك إلاّ الباطل. فلو قبلت دنياهم لأحبّوك، و لو قرضت منها لأمّنوك. "الخطبة 128، 241"

و قال "ع" لما اجتمع الناس اليه و شكوا ما نقموه على عثمان، و سألوه مخاطبته عنهم و استعتابه لهم، فدخل عليه فقال: إنّ النّاس ورائي و قد استسفروني بينك و بينهم "أي جعلوني سفيرا". و و اللّه ما أدري ما أقول لك؟ ما أعرف شيئا تجهله، و لا أدلّك على أمر لا تعرفه. إنّك لتعلم ما نعلم. ما سبقناك إلى شي ء فنخبرك عنه، و لا خلونا بشي ء فنبلغكه. و قد رأيت كما رأينا و سمعت كما سمعنا. و صحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما صحبنا. و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب بأولى بعمل الحقّ منك. و أنت أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وشيجة رحم منهما.

و قد نلت من صهره ما لم ينالا. فاللّه اللّه في نفسك فإنّك و اللّه ما تبصّر من عمى،

و لا تعلّم من جهل. و إنّ الطّرق لواضحة، و إنّ أعلام الدّين لقائمة. فاعلم أنّ أفضل عباد اللّه عند اللّه إمام عادل، هدي و هدى. فأقام سنّة معلومة و أمات بدعة مجهولة.

و إنّ السّنن لنيّرة، لها أعلام. و إنّ البدع لظاهرة لها أعلام. و إنّ شرّ النّاس عند اللّه إمام جائر ضلّ و ضلّ به. فأمات سنّة مأخوذة، و أحيا بدعة متروكة. و إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: 'يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر و ليس معه نصير و لا عاذر، فيلقى في نار جهنّم، فيدور فيها كما تدور الرّحى، ثمّ يرتبط في قعرها'. و إنّي أنشدك اللّه أن لا تكون إمام هذه الأمّة المقتول فإنّه كان يقال:

يقتل في هذه الأمّة إمام يفتح عليها القتل و القتال إلى يوم القيامة، و يلبس أمورها عليها، و يبثّ الفتن فيها، فلا يبصرون الحقّ من الباطل. يموجون فيها موجا،

و يمرجون فيها مرجا. فلا تكوننّ لمروان سيّقة، يسوقك حيث شاء، بعد جلال السّنّ و تقضّي العمر. فقال له عثمان رضي اللّه عنه: كلّم الناس في أن يؤجّلوني، حتّى أخرج إليهم من مظالمهم. فقال عليه السّلام: ما كان بالمدينة فلا أجل فيه، و ما غاب فأجله وصول أمرك إليه. "الخطبة 162، 291"

من كلام قاله "ع" لعبد اللّه بن عبّاس، و قد بعث عثمان معه رسالة يطلب فيها من الإمام علي "ع" ان يغادر المدينة، ليقل هتف الناس باسمه للخلافة. قال 'ع': يا بن عبّاس،

ما يريد عثمان إلاّ أن يجعلني جملا ناضحا بالغرب "أي كالجمل الذي يخرج الماء بالدلو الكبيرة": أقبل و أدبر. بعث إليّ أن أخرج، ثمّ بعث إليّ أن أقدم، ثمّ هو الآن يبعث إليّ أن أخرج و اللّه لقد دفعت عنه حتّى خشيت أن أكون آثما. "الخطبة 238، 440"

دور معاوية في مقتل عثمان


مدخل:

كان معاوية والي عثمان على الشام، و كانت تجمعه مع عثمان القرابة الاموية. بيد أن الخصومة بين أبناء العم على المنصب واردة، لا سيما من شخص كمعاوية ليس له من هدف في الحياة غير المادة. و كان يبيح لنفسه للوصول الى ذلك كل وسيلة.

و قد كان معاوية يرى أن مقتل عثمان يفيده في أمرين:

أولا: يفتح له المجال للوصول الى الخلافة.

ثانيا: يتهم عليا "ع" بدمه فيكون ذلك ذريعة له لحربه و التخلص منه.

و الحقيقة ان معاوية أجرى بدهائه حلفا سريا مع صديقه عثمان، بأنه يحميه اذا ما تعرض الى أي خطر، مقابل تركه على ولاية الشام.. و حين ثارت ثائرة الثوار على عثمان،

و جاؤوا من مصر الى المدينة و أحاطوا ببيته، بعث الى معاوية يطلب منه تنفيذ الاتفاق السري. فبعث معاوية جيشا الى المدينة، و أوصاهم بعدم دخولها إلاّ حين يبلغهم مقتل عثمان. فعسكر جيش معاوية في ظاهر المدينة يتربص الاخبار، حتى اذا علم بذبح عثمان، دخل المدينة مدّعيا تأخره في الوصول لنجدة الخليفة المظلوم.

و هذا يفسر لنا لماذا كان عثمان يتعفف عن قبول نصرة الامام علي "ع" حين عرضها عليه للدفاع عنه، لكنه "ع" رغم ذلك بعث بابنيه الحسن و الحسين "ع" ليكونا في صفوف الحامية التي وقفت تدافع على بابه. فقد كان عثمان ينتظر نجدة معاوية، متأكدا من قدرتها على حمايته في الوقت المناسب، و لكن خانه الحظ ممن نصب له فخ الغدر و الهلاك.

يظهر من هذا أن معاوية كان من أكبر عوامل مقتل عثمان. لكنه حتى يزيح التهمة

و الشك عن نفسه، قام يلصق تهمة القتل بالامام علي "ع" و يصمه بعد توليه الخلافة بعدم ملاحقة قتلة عثمان، علما بأن معاوية حين استتب له الحكم لم يفعل ذلك.

النصوص:

قال الامام علي "ع":

في رده على كتاب لمعاوية يتهمه فيه باشتراكه في مقتل عثمان، فيجيبه "ع": ثمّ ذكرت ما كان من أمري و أمر عثمان، فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه. فأيّنا كان أعدى له، و أهدى إلى مقاتله: أمن بذل له نصرته فاستقعده و استكفّه؟ أم من استنصره فتراخى عنه و بثّ المنون إليه، حتّى أتى قدره عليه؟. كلاّ و اللّه ل قَدْ يَعْلَمُ اللّهُ المُعَوّقينَ مِنْكُمْ وَ الْقَائلِينَ لإخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا، وَ لاَ يَأْتُونَ الْبَأْسَ إلاَّ قَليلاً.

و ما كنت لأعتذر من أنّي كنت أنقم عليه أحداثا، فإن كان الذّنب إليه إرشادي و هدايتي له، فربّ ملوم لا ذنب له.

'و قد يستفيد الظّنّة المتنصّح'

و ما أردت إلاّ الإصلاح ما استطعت، و ما توفيقي إلاّ باللّه، عليه توكّلت و إليه أنيب. "الخطبة 267، 470"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: فسبحان اللّه ما أشدّ لزومك للأهواء المبتدعة، و الحيرة المتعبة، مع تضييع الحقائق و اطّراح الوثائق، الّتي هي للّه طلبة، و على عباده حجّة. فأمّا إكثارك الحجاج على عثمان و قتلته، فإنّك إنّما نصرت عثمان حيث كان النّصر لك "أي حيث كان الانتصار له فائدة لك" و خذلته حيث كان النّصر له "أي خذلته حيث كان النصر يفيده" و السّلام. "الخطبة 276، 495"

خلافة الامام علي


البيعة للإمام بالخلافة


قال الامام علي "ع":

في الخطبة الشقشقية: فما راعني إلاّ و النّاس كعرف الضّبع إليّ ينثالون عليّ من كلّ جانب، حتّى لقد وطي ء الحسنان، و شقّ عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم. "الخطبة 3، 43"

و قال "ع" عن بيعة الزبير له: يزعم أنّه قد بايع بيده، و لم يبايع بقلبه، فقد أقرّ بالبيعة، و ادّعى الوليجة، فليأت عليها بأمر يعرف، و إلاّ فليدخل فيما خرج منه. "الخطبة 8، 50"

و قال "ع" لما بويع في المدينة: ذمّتي بما أقول رهينة، و أنا به زعيم. إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات، حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات. ألا و إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. "الخطبة 16، 55"

و أمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة، و النّصيحة في المشهد و المغيب. "الخطبة 34، 92"

و قال "ع" يصف حاله حين قام بالخلافة: كالجبل لا تحرّكه القواصف، و لا تزيله العواصف. لم يكن لأحد فيّ مهمز، و لا لقائل فيّ مغمز. "الخطبة 37، 96"

قالوا: أخذ مروان بن الحكم أسيرا يوم الجمل، فاستشفع الحسن و الحسين عليهما السلام الى أمير المؤمنين عليه السلام، فكلماه فيه. فخلى سبيله. فقالا له: يبايعك يا أمير المؤمنين؟

فقال عليه السلام: أو لم يبايعني بعد قتل عثمان لا حاجة لي في بيعته. إنّها كفّ يهوديّة. "الخطبة 71، 128"

من كلام له "ع" لما أراده الناس على البيعة بعد مقتل عثمان، يبين أنه لا يطلب الخلافة كغيره، و انما الخلافة تطلبه، لأنه لا يوجد غيره أهلا لها: دعوني و التمسوا غيري، فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان، لا تقوم له القلوب، و لا تثبت عليه العقول. و إنّ الآفاق قد أغامت، و المحجّة قد تنكّرت. و اعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، و لم أصغ إلى قول القائل و عتب العاتب. و إن تركتموني فأنا كأحدكم و لعلّي أسمعكم و أطوعكم لمن ولّيتموه أمركم، و أنا لكم وزيرا، خير لكم منّي أميرا. "الخطبة 90، 178"

لم تكن بيعتكم إيّاي فلتة، و ليس أمري و أمركم واحدا. إنّي أريدكم للّه و أنتم تريدونني لأنفسكم. "الخطبة 134، 247"

فأقبلتم إليّ إقبال العوذ المطافيل "أي الابل ذات الطفل" على أولادها. تقولون:

البيعة البيعة. قبضت كفّي فبسطتموها، و نازعتكم يدي فجاذبتموها. "الخطبة 135، 249"

و من كلام له "ع" كلم به كليب الجرمي حين بعثه قوم من أهل البصرة يستعلمون حاله "ع" مع أصحاب الجمل. فلما بيّن له الحق، قال له: بايع. فامتنع و قال: اني رسول قوم و لا أحدث حدثا حتى أرجع اليهم، فقال "ع":

أرأيت لو أنّ الّذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث، فرجعت إليهم و أخبرتهم عن الكلأ و الماء، فخالفوا إلى المعاطش و المجادب، ما كنت صانعا؟

قال: كنت تاركهم و مخالفهم إلى الكلأ و الماء. فقال عليه السّلام: فامدد إذا يدك.

فقال الرّجل: فو اللّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجّة عليّ. فبايعته عليه السّلام. "الخطبة 168، 304"

و قال "ع" يخاطب طلحة و الزبير بعد بيعته، و قد عتبا عليه في ترك مشورتهما: و اللّه ما كانت لي في الخلافة رغبة، و لا في الولاية إربة. و لكنّكم دعوتموني إليها،

و حملتموني عليها. فلمّا أفضت إليّ نظرت إلى كتاب اللّه و ما وضع لنا و أمرنا بالحكم به فاتّبعته، و ما استسنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاقتديته.

فلم أحتج في ذلك إلى رأيكما، و لا رأي غيركما، و لا وقع حكم جهلته، فأستشيركما و إخواني من المسلمين. و لو كان ذلك لم أرغب عنكما، و لا عن غيركما.. "الخطبة 203، 397"

و بسطتم يدي "للبيعة" فكففتها، و مددتموها فقبضتها. ثمّ تداككتم عليّ "أي تزاحمتم" تداكّ الإبل الهيم على حياضها يوم وردها. حتّى انقطعت النّعل، و سقط الرّداء، و وطي ء الضّعيف. و بلغ من سرور النّاس ببيعتهم إيّاي أن ابتهج بها الصّغير، و هدج "أي مشى مشية الضعيف" إليها الكبير. و تحامل نحوها العليل، و حسرت إليها الكعاب "يرد الامام بذلك على المخالفين الذين زعموا ان الامة بايعته مكرهة". "الخطبة 227، 430"

... و بايعني النّاس غير مستكرهين و لا مجبرين، بل طائعين مخيّرين. "الخطبة 240، 442"

من كتاب له "ع" الى معاوية: إنّه بايعني القوم الّذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان على ما بايعوهم عليه. فلم يكن للشّاهد أن يختار، و لا للغائب أن يردّ. و إنّما الشّورى للمهاجرين و الأنصار. فإن اجتمعوا على رجل و سمّوه إماما كان ذلك للّه رضا. فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة، ردّوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على أتّباعه غير سبيل المؤمنين، و ولاّه اللّه ما تولّى. "الخطبة 245، 446"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: لأنّها بيعة واحدة لا يثنّى فيها النّظر، و لا يستأنف فيها الخيار. الخارج منها طاعن، و المروّي فيها مداهن. "الخطبة 246، 447"

من كتاب له "ع" الى طلحة و الزبير: أمّا بعد فقد علمتما و إن كتمتما، أنّي لم أرد النّاس حتّى أرادوني، و لم أبايعهم حتّى بايعوني، و إنّكما ممّن أرادني و بايعني.

و إنّ العامّة لم تبايعني لسلطان غالب، و لا لعرض حاضر "أي لم تبايعه خوفا و لا طمعا". "الخطبة 293، 540"

و من كتاب له "ع" الى معاوية يطلب منه البيعة: من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان: أمّا بعد، فقد علمت إعذاري فيكم، و إعراضي عنكم،

حتّى كان ما لا بدّ منه و لا دفع له. و الحديث طويل، و الكلام كثر. و قد أدبر ما أدبر، و أقبل ما أقبل. فبايع من قبلك، و أقبل إليّ في وفد من أصحابك، و السّلام. "الخطبة 314، 562"

وصف زمانه و طغيان أهل زمانه


يراجع المبحث "130" إخبار الامام "ع" بالمغيبات، ففيه وصف للزمان المقبل على اصحابه.

قال الامام علي "ع":

أيّها النّاس، إنّا قد أصبحنا في دهر عنود، و زمن كنود. يعدّ فيه المحسن مسيئا، و يزداد الظّالم فيه عتوّا. لا تنتفع بما علمنا، و لا نسأل عمّا جهلنا، و لا نتخوّف قارعة حتّى تحلّ بنا. "الخطبة 32، 85"

و قال "ع": في سحرة اليوم الذي ضرب فيه: ملكتني عيني و أنا جالس، فسنح لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقلت: يا رسول اللّه، ماذا لقيت من أمّتك من الأود و اللّدد "أي الاعوجاج و الخصام"؟. فقال "ص": ادع عليهم. فقلت: أبدلني اللّه بهم خيرا منهم، و أبدلهم بي شرّا لهم منّي. "الخطبة 68، 124"

و قد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلاّ إدبارا، و لا الشّرّ فيه إلاّ إقبالا، و لا الشّيطان في هلاك النّاس إلاّ طمعا. فهذا أوان قويت عدّته "الضمير راجع للشيطان"، و عمّت مكيدته، و أمكنت فريسته. إضرب بطرفك حيث شئت من النّاس، فهل تبصر إلاّ فقيرا يكابد فقرا، أو غنيّا بدّل نعمة اللّه كفرا، أو بخيلا اتّخذ البخل بحقّ اللّه وفرا، أو متمرّدا كأنّ بأذنه عن سمع المواعظ وقرا.. ظهر الفساد فلا منكر مغيّر، و لا زاجر مزدجر. "الخطبة 127، 240"

و اعلموا رحمكم اللّه أنّكم في زمان القائل فيه بالحقّ قليل، و اللّسان عن الصّدق كليل، و اللاّزم للحقّ ذليل. أهله معتكفون على العصيان، مصطلحون على الإدهان.

فتاهم عارم "أي شابهم شرس"، و شائبهم آثم. و عالمهم منافق، و قارنهم مماذق "أي من يمزج وده بالغش". لا يعظّم صغيرهم كبيرهم، و لا يعول غنيّهم فقيرهم. "الخطبة 231، 434"

مدح بعض أصحابه


قال الامام علي "ع":

أين القوم الّذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، و قرؤوا القرآن فأحكموه. و هيجوا إلى الجهاد فولهوا و له اللّقاح إلى أولادها، و سلبوا السّيوف أغمادها. و أخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا، و صفا صفا. بعض هلك، و بعض نجا. لا يبشّرون بالأحياء، و لا يعزّون عن الموتى. مره العيون من البكاء. خمص البطون من الصّيام. ذبل الشّفاه من الدّعاء. صفر الألوان من السّهر. على وجوههم غبرة الخاشعين. أولئك إخواني الذّاهبون. فحقّ لنا أن نظمأ إليهم، و نعضّ الأيدي على فراقهم. "الخطبة 119، 229"

/ 86