تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النصوص:

قال الامام علي "ع":

و سيهلك فيّ صنفان: محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلى غير الحقّ، و مبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحقّ، و خير النّاس فيّ حالا النّمط الأوسط، فألزموه. "الخطبة 125، 237"

و قال "ع": لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، و لو صببت الدّنيا بجمّاتها "أي بجليلها و حقيرها" على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني. و ذلك أنّه قضي فانقضى على لسان النّبيّ الأمّيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال 'يا عليّ، لا يبغضك مؤمن، و لا يحبّك منافق'. "45 ح، 574" و قال "ع" و قد توفي سهل بن حنيف الانصاري بالكوفة بعد مرجعه من صفين، و كان أحب الناس اليه: لو أحبّني جبل لتهافت "أي لتساقط بعد ما تصدع، و ذلك أن المحن و المصائب لا تقع الا بالمتقين الابرار، فتصدعهم كما تتصدع الجبال". "111 ح، 585" و قال "ع" هلك فيّ رجلان: محبّ غال، و مبغض قال. "117 ح، 587" و قال "ع" يهلك فيّ رجلان: محبّ مفرط، و باهت مفتر "من الافتراء". "469 ح، 660"

قضاء الامام و حسن رأيه


مدخل:

يقول عز الدين ابن ابي الحديد صاحب شرح النهج مبينا بعض مناقب الإمام علي عليه السلام:

كل فقيه في الاسلام عيال عليه، من ذلك رجوع عمر "رض" اليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه و على غيره من الصحابة، و قوله غير مرة: "لو لا علي لهلك عمر" و قوله "لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن" و قوله "لا يفتين أحد في المسجد و علي حاضر"

و يكفي قول الرسول "ص" له 'أقضاكم علي'. و هو الذي قال في الخطبة المنبرية على البديهة: صار ثمنها تسعا.

اما في الرأي و التدبير فقد كان من أسد الناس رأيا و اصحهم تدبيرا. هو الذي أشار على عمر "رض" لما عزم على ان يتوجه بنفسه الى حرب الروم و الفرس بما أشار.

و هو القائل: لو لا الدين و التقى لكنت أدهى العرب.

النصوص:

و من كلام له "ع" و قد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج الى غزو الروم بنفسه فنهاه عن ذلك:

إنّك متى تسر إلى هذا العدوّ بنفسك، فتلقهم فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة "أي عاصمة يلجؤون اليها" دون أقصى بلادهم. ليس بعدك مرجع يرجعون إليه. فابعث إليهم رجلا محربا، و احفز معه أهل البلاء و النّصيحة. فإن أظهر اللّه فذاك ما تحبّ، و إن تكن الأخرى كنت ردءا للنّاس، و مثابة للمسلمين. "الخطبة 132، 246"

و من كلام له "ع" و قد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه:

إنّ هذا الأمر لم يكن نصره و لا خذلانه بكثرة و لا بقلّة. و هو دين اللّه الّذي أظهره،

و جنده الّذي أعدّه و أمدّه، حتّى بلغ ما بلغ، و طلع حيث طلع. و نحن على موعود من اللّه. و اللّه منجز وعده، و ناصر جنده. و مكان القيّم بالأمر مكان النّظام "أي السلك" من الخرز، يجمعه و يضمّه. فإن انقطع النّظام تفرّق الخرز و ذهب، ثمّ لم يجتمع بحذافيره أبدا. و العرب اليوم و إن كانوا قليلا، فهم كثيرون بالإسلام، عزيزون بالاجتماع. فكن قطبا، و استدر الرّحى بالعرب، و أصلهم ذونك نار الحرب فإنّك إن شخصت من هذه الأرض، انتقضت عليك العرب من أطرافها و أقطارها. حتّى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك ممّا بين يديك.

إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا: هذا أصل العرب، فإذا قطعتموه استرحتم،

فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك، و طمعهم فيك. فأمّا ما ذكرت من مسير القوم إلى

قتال المسلمين، فإنّ اللّه سبحانه، هو أكره لمسيرهم منك، و هو أقدر على تغيير ما يكره. و أمّا ما ذكرت من عددهم، فإنّا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة و إنّما كنّا نقاتل بالنّصر و المعونة. "الخطبة 144، 257"

روي أنه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي الكعبة و كثرته، فقال قوم: لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للاجر. و ما تصنع الكعبة بالحلي؟ فهمّ عمر بذلك. و سأل عليا "ع"، فقال عليه السلام: إنّ القرآن أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأموال أربعة: أموال المسلمين فقسّمها بين الورثة في الفرائض.

و الفي ء فقسّمه على مستحقّيه. و الخمس فوضعه اللّه حيث وضعه. و الصّدقات فجعلها اللّه حيث جعلها. و كان حلي الكعبة فيها يومئذ، فتركه اللّه على حاله، و لم يتركه نسيانا، و لم يخف عليه مكانا. فأقرّه حيث أقرّه اللّه و رسوله. فقال له عمر: لولاك لافتضحنا. و ترك الحلي بحاله. "270 ح، 620" و روي أنه "ع" رفع اليه رجلان سرقا من مال اللّه، أحدهما عبد من مال اللّه، و الآخر من عروض الناس "أي عبد لأحد الناس". فقال عليه السلام: أمّا هذا فهو من مال اللّه و لا حدّ عليه، مال اللّه أكل بعضه بعضا، و أمّا الآخر فعليه الحدّ الشّديد، فقطع يده.

"271 ح، 621"

اجوبة الامام المسكتة و ردوده السريعة


قال الامام علي "ع":

في وجوب اتباع الحق عند قيام الحجة، و ذلك ان قوما من أهل البصرة بعثوا برجل الى الامام "ع" يستعلم منه حقيقة حاله مع اصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم. فبيّن له "ع" من امره معهم ما علم به انه على الحق. ثم قال له: بايع. فقال: اني رسول قوم و لا احدث حدثا حتى ارجع اليهم. فقال "ع": أرأيت لو أنّ الّذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث، فرجعت إليهم و أخبرتهم عن الكلاء و الماء، فخالفوا إلى

المعاطش و المجادب، ما كنت صانعا؟ قال: كنت تاركهم و مخالفهم إلى الكلاء و الماء. فقال عليه السّلام: فامدد أذا يدك. فقال الرّجل: فو اللّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجّة عليّ. فبايعته عليه السّلام. "الخطبة 168، 304"

سئل "ع" عن المسافة ما بين المشرق و المغرب، فقال "ع": مسيرة يوم للشّمس. "294 ح، 626"

و سئل "ع": كيف يحاسب اللّه الخلق على كثرتهم؟ فقال عليه السلام: كما يرزقهم على كثرتهم. فقيل: كيف يحاسبهم و لا يرونه؟ فقال عليه السّلام: كما يرزقهم و لا يرونه.

"300 ح، 627" و قال له بعض اليهود: ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه فقال عليه السّلام له: إنّما اختلفنا عنه لا فيه "اي في اخبار وردت عنه لا في صدق نبوته". و لكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتّى قلتم لنبيّكم إِجْعَلَ لَنَا إِلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ. فَقَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ. "317 ح، 630" و هنأ بحضرته رجل رجلا بغلام ولد له فقال له: ليهنك الفارس. فقال الإمام عليه السّلام: لا تقل ذلك، و لكن قل: شكرت الواهب، و بورك لك في الموهوب،

و بلغ أشدّه و رزقت برّه. "354 ح، 636" و بنى رجل من عماله بناء فخما، فقال عليه السلام: أطلعت الورق "أي الفضة" رؤوسها إنّ البناء يصف لك الغنى. "355 ح، 636" و قيل له "ع" لو سدّ على رجل باب بيته و ترك فيه، من اين كان يأتيه رزقه؟ فقال عليه السّلام: من حيث يأتيه أجله. "356 ح، 637" و قال "ع" لبعض مخاطبيه و قد تكلم بكلمة عظيمة يستصغر مثله عن قول مثلها:

لقد طرت شكيرا، و هدرت سقبا.

قال الشريف الرضي: و الشكير هاهنا: أول ما ينبت من ريش الطائر، قبل ان يقوى و يستحصف. و السقب: الصغير من الابل، و لا يهدر الابعد ان يستفحل. "402 ح، 648" و قيل للأمام "ع": لو غيرت شيبتك يا أمير المؤمنين. فقال "ع": الخضاب زينة، و نحن قوم

في مصيبة "يريد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم". "473 ح، 661"

و قيل له "ع": كم بين السماء و الارض؟ فقال: دعوة مستجابة. "مستدرك 164"

علم الامام علي


مدخل:

اختص الامام علي بن أبي طالب "ع" من بين الصحابة رضوان اللّه عليهم بالعلم الغزير،

الذي نقله عن النبي "ص" و هو الذي ربّاه و أهّله للامامة. حتى قال فيه "ص": 'أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب'. و قال علي "ع":

"لقد علّمني حبيبي رسول اللّه "ص" ألف باب من العلم، يفتح لي من كلّ باب ألف باب". و لذلك كان عليه السلام كثيرا ما يقف على المنبر في مدة خلافته و يقول:

"سلوني قبل أن تفقدوني".

النصوص:

يراجع المبحث التالي "130" إخبار الامام "ع" بالمغيبات.

قال الامام علي "ع":

بل اندمجت على مكنون علم، لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطّويّ البعيدة "أي كاضطراب حبال الدلو في الآبار العميقة". "الخطبة 5، 48"

أمّا بعد حمد اللّه، و الثّناء عليه. أيّها النّاس، فإنّي فقأت عين الفتنة، و لم يكن ليجتري ء عليها أحد غيري بعد أن ماج غيهبها، و اشتدّ كلبها. فاسألوني قبل أن تفقدوني، فو الّذي نفسي بيده لا تسألوني عن شي ء فيما بينكم و بين السّاعة،

و لا عن فئة تهدي مائة و تضل مائة، إلاّ أنبأتكم بناعقها و قائدها و سائقها، و مناخ ركابها و محطّ رحالها، و من يقتل من أهلها قتلا، و من يموت منهم موتا... "الخطبة 91، 183"

لو تعلمون ما أعلم ممّا طوي عنكم غيبه، إذا لخرجتم إلى الصّعدات "أي لتركتم بيوتكم و همتم في الطرق من شدة الخوف". "الخطبة 114، 225"

تاللّه لقد علّمت تبليغ الرّسالات، و إتمام العدات، و تمام الكلمات. "الخطبة 118، 228"

و قال "ع" بعد إخباره بثورة الزنج: أنا كابّ الدّنيا لوجهها، و قادرها بقدرها، و ناظرها بعينها. "الخطبة 126، 239"

قال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك عليه السّلام، و قال للرّجل و كان كلبيّا: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب، و إنّما هو تعلّم من ذي علم. و إنّما علم الغيب: علم السّاعة، و ما عدّده اللّه سبحانه... فهذا علم الغيب الّذي لا يعلمه أحد إلاّ اللّه، و ما سوى ذلك فعلم علّمه اللّه نبيّه، فعلّمنيه. و دعا لي بأن يعيه صدري، و تضطمّ "أي تنضم" عليه جوانحي "الجوانح: هي الاضلاع تحت الترائب مما يلي الصدر". "الخطبة 126، 239"

ربّ رحيم، و دين قوم، و إمام عليم. "الخطبة 147، 261"

و قال "ع" عن مدى علمه بالمغيبات: و اللّه لو شئت أن أخبر كلّ رجل منكم بمخرجه و مولجه و جميع شأنه لفعلت 'تراجع تتمة الكلام في المبحث "130" الاخبار بالمغيبات'. "الخطبة 173، 311"

أيّها النّاس، سلوني قبل أن تفقدوني، فلأنا بطرق السّماء أعلم منّي بطرق الأرض، قبل أن تشغر برجلها فتنة، تطأ في خطامها، و تذهب بأحلام قومها. "الخطبة 187، 350"

... و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من كان يسأله و يستفهمه... و كان لا يمرّ بي من ذلك شي ء إلاّ سألته عنه و حفظته. "الخطبة 208، 403"

اخبار الامام بالمغيبات و ما ستؤول اليه حال الناس


مدخل:

ذكرنا في المبحث السابق شيئا عن علم الامام علي "ع". و قد أفردنا هذا المبحث لإخبار الامام "ع" بالمغيبات، و هي تشمل الفتن التي ستكون من بعده، و خاصة فتنة بني أمية.

و نعيد الى الاذهان ما ذكرناه سابقا، من ان هذه العلوم هي من النبي "ص"، علّمها للامام "ع" و أملاها عليه، و هي مسجلة لديه في الجفر الاحمر، الذي فيه علم الحوادث و الحروب التي ستجري على أمة محمد و آل محمد "ص".

و قد اخبر الامام علي "ع" بأشياء و حوادث وقعت بعد وفاته منها: قوله لأصحابه انكم ستعرضون بعدي على سبي و البراءة مني، و اخباره عن غرق البصرة و عن هجوم التتر على بغداد و عن ظهور صاحب الزنج و عن قتل ابن ملجم اياه و غير ذلك.

النصوص:

لما ظفر الامام "ع" باصحاب الجمل، و قد قال له بعض اصحابه: وددت أن أخي فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك اللّه به على أعدائك، فقال له "ع": أهوى أخيك معنا؟

فقال: نعم. قال: فقد شهدنا. و لقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرّجال، و أرحام النّساء، سيرعف بهم الزّمان، و يقوى بهم الإيمان. "الخطبة 12، 52"

قال الامام "ع" يخاطب أهل البصرة: كأنّي بمسجدكم كجؤجؤ سفينة "أي صدرها"، قد بعث اللّه عليها العذاب من فوقها، و من تحتها، و غرق من في ضمنها. "الخطبة 13، 53"

و في رواية: و أيم اللّه لتغرقنّ بلدتكم حتّى كأنّي أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة، أو نعامة جاثمة.

و في رواية: كجؤجؤ طير في لجّة بحر.

و في رواية: كأنّي أنظر إلى قريتكم هذه، قد طبّقها الماء، حتّى ما يرى منها إلاّ شرف المسجد، كأنّه جؤجؤ طير في لجّة بحر. "الخطبة 13، 54"

و قال "ع" لما بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان، و فيه يخبر الناس بما ستؤول اليه أحوالهم: ألا و إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. و الّذي بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة، و لتغربلنّ غربلة، و لتساطنّ سوط القدر "أي كما يختلط الطعام في القدر عند غليانه، فينقلب أعلاه الى أسفله و أسفله الى أعلاه"، حتّى يعود أسفلكم أعلاكم و أعلاكم أسفلكم، و ليسبقنّ سابقون كانوا قصّروا "يقصد معاوية و بني أمية"، و ليقصّرنّ سبّاقون كانوا سبقوا "يقصد أهل البيت"، و اللّه ما كتمت وشمة "أي كلمة"، و لا كذبت كذبة، و لقد نبّئت بهذا المقام و هذا اليوم. "الخطبة 16، 55"

من كلام قاله "ع" بعد وقعة النهروان و قد تفرّس في جماعة من عسكره أنهم يتهمونه فيما يخبرهم به من أنباء الغيب: رضينا عن اللّه قضاءه، و سلّمنا للّه أمره، أتراني أكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ و اللّه لأنا أوّل من صدّقه، فلا أكون أوّل من كذب عليه. "الخطبة 37، 96"

و قال "ع" فيما ينتظر الكوفة من الشدائد و الخطوب: كأنّي بك يا كوفة تمدّين مدّ الأديم العكاظيّ، تعركين بالنّوازل، و تركبين بالزّلازل. و إنّي لأعلم أنّه ما أراد بك جبّار سوءا إلاّ ابتلاه اللّه بشاغل، و رماه بقاتل. "الخطبة 47، 104"

إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع، و أحكام تبتدع. يخالف فيها كتاب اللّه، و يتولّى عليها رجال رجالا "أي يستعين عليها رجال برجال"، على غير دين اللّه. فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين "أي الطالبين للحقيقة". و لو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل، انقطعت عنه ألسن المعاندين. و لكن يؤخذ من هذا ضغث، و من هذا ضغث، فيمزجان فهنالك يستولي الشّيطان على أوليائه، و ينجو الّذين سبقت لهم من اللّه الحسنى. "الخطبة 50، 107"

و قال "ع" ينبي ء بظهور رجل مذموم:

أمّا إنّه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن، يأكل ما يجد،

و يطلب ما لا يجد، فاقتلوه، و لن تقتلوه ألا و إنّه سيأمركم بسبّي و البراءة منّي. "قيل أن هذا الرجل هو زياد بن ابيه، و قيل المغيرة بن شعبة، و قيل معاوية". "الخطبة 57، 113"

و قال يخاطب الخارجين عليه: أما إنّكم ستلقون بعدي ذلا شاملا، و سيفا قاطعا، و أثرة يتّخذها الظّالمون فيكم سنّة. "الخطبة 58، 114"

و قال "ع" في الخوارج: مصارعهم دون النّطفة، و اللّه لا يفلت منهم عشرة، و لا يهلك منكم عشرة. "الخطبة 59، 114"

من كلام قاله "ع" لما قتل الخوارج، فقيل له: يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم. فقال: كلاّ و اللّه، إنّهم نطف في أصلاب الرّجال، و قرارات النّساء، كلّما نجم منهم قرن قطع، حتّى يكون آخرهم لصوصا سلاّبين. "الخطبة 59، 115"

من خطبة له "ع" في ذم أهل العراق و قد وصموه بالكذب فيما يخبرهم بما لا يعرفون:

و لقد بلغني أنّكم تقولون: عليّ يكذب. قاتلكم اللّه تعالى فعلى من أكذب؟

أعلى اللّه؟ فأنا أوّل من آمن به أم على نبيّه؟ فأنا أوّل من صدّقه كلاّ و اللّه، لكنّها لهجة غبتم عنها، و لم تكونوا من أهلها. ويل أمّه، كيلا بغير ثمن، لو كان له وعاء. و لتعلمّن نبأه بعد حين. "الخطبة 69، 125"

و من كلام له "ع" في مروان بن الحكم:

أما و إنّ له إمرة كلعقة الكلب أنفه "أي قصيرة المدة و كانت تسعة أشهر" و هو أبو الأكبش الأربعة "يقصد احفاد مروان من ابنه عبد الملك، و هم الوليد و سليمان و يزيد و هشام، و يقال أنه لم يتول الخلافة أربعة اخوة سوى هؤلاء"، و ستلقى الأمّة منه و من ولده يوما أحمر. "الخطبة 71، 129"

حتّى يظنّ الظّانّ أنّ الدّنيا معقولة على بني أميّة و كذب الظّان لذلك، بل هي مجّة من لذيذ العيش، يتطعّمونها برهة، ثمّ يلفظونها جملة "كأنه ينبي ء بزوال الدولة الأموية سريعا على يد الدولة العباسى". "الخطبة 85، 156"

فاسألوني قبل أن تفقدوني، فو الّذي نفسى بيده لا تسألوني عن شي ء فيما بينكم

و بين السّاعة، و لا عن فئة تهدي مائة و تضلّ مائة، إلاّ أنبأتكم بناعقها و قائدها و سائقها، و مناخ ركابها و محطّ رحالها، و من يقتل من أهلها قتلا، و من يموت منهم موتا، و لو قد فقدتموني و نزلت بكم كرائه الأمور، و حوازب الخطوب، لأطرق كثير من السّائلين، و فشل كثير من المسؤولين، و ذلك إذا قلّصت حربكم، و شمّرت عن ساق، و ضاقت الدّنيا عليكم ضيقا، تستطيلون معه أيّام البلاء عليكم، حتّى يفتح اللّه لبقيّة الأبرار منكم. "الخطبة 91، 183"

و أيم اللّه لتجدنّ بني أميّة لكم أرباب سوء بعدي، كالنّاب الضّروس "أي الناقة المسنة الشرسة": تعذم بفيها "أي تعض"، و تخبط بيدها، و تزبن برجلها "أي تضرب" و تمنع درّها. لا يزالون بكم حتّى لا يتركوا منكم إلاّ نافعا لهم، أو غير ضائر بهم.

و لا يزال بلاؤهم عنكم حتّى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلاّ كانتصار العبد من ربّه، و الصّاحب من مستصحبة. ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشيّة، و قطعا جاهليّة.

ليس فيها منار هدى، و لا علم يرى.

نحن أهل البيت منها بمنجاة، و لسنا فيها بدعاة. ثمّ يفرّجها اللّه عنكم كتفريج الأديم "أي يزيل دولة بني أمية و يشقهم عما أحاطوا به، كما يسلخ الجلد عن اللحم"،

بمن يسومهم خسفا، و يسوقهم عنفا، و يسقيهم بكأس مصبّرة، لا يعطيهم إلاّ السّيف،

و لا يحلسهم "أي لا يكسوهم" إلاّ الخوف. فعند ذلك تودّ قريش بالدّنيا و ما فيها لو يرونني مقاما واحدا، و لو قدر جزر جزور "أي و لو مدة ذبح البعير"، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونيه. "الخطبة 91، 184"

و اللّه لا يزالون "أي بني أمية" حتّى لا يدعوا للّه محرّما إلاّ استحلّوه، و لا عقدا إلاّ حلّوه،

و حتّى لا يبقى بيت مدر و لا وبر إلاّ دخله ظلمهم، و نبا به سوء رعيهم. و حتّى يقوم الباكيان يبكيان: باك يبكي لدينه، و باك يبكي لدنياه. و حتّى تكون نصرة أحدكم من أحدهم كنصرة العبد من سيّده. إذا شهد أطاعه، و إذا غاب اغتابه، و حتّى يكون أعظمكم فيها عناء أحسنكم باللّه ظنّا. فإن أتاكم اللّه بعافية فاقبلوا، و إنّ ابتليتم فاصبروا، فإنّ العاقبة للمتّقين. "الخطبة 96،؟؟؟"

/ 86