تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الصادق "ع": لا جبر و لا تفويض و لكن أمر بين أمرين؟ فقال "ع" من زعم أن اللّه يفعل أفعالنا ثمّ يعذبنا عليها، فقد قال بالجبر. و من زعم أنّ اللّه عزّ و جلّ فوّض أمر الخلق و الرزق الى خلقه فقد قال بالتفويض. و القائل بالجبر كافر، و القائل بالتفويض مشرك.

و ان قول الإمام الصادق "ع": و لكن أمر بين أمرين، يعني أن أفعالنا من جهة هي أفعالنا حقيقة و نحن أسبابها الطبيعية، و هي تحت قدرتنا و اختيارنا، و من جهة أخرى هي مقدورة للّه تعالى و داخلة في سلطانه لانه هو مفيض الوجود و معطيه. فلم يجبرنا على أفعالنا حتى يكون قد ظلمنا في عقابنا على المعاصي، لأنّ لنا القدرة و الاختيار فيما نفعل، و لم يفوض الينا خلق أفعالنا حتى يكون قد أخرجها عن سلطانه. بل له الخلق و الحكم و الأمر، و هو قادر على كلّ شي ء و محيط بالعباد.

و في الحقيقية انّ الانسان مسير في بعض الأمور كتقدير الحياة و الرزق و المرض و الموت،

فهو لا يحاسب على هذه الأشياء. و هو مخير في الأمور الأخرى التي يفعلها باختيار كالصلاة و التصدّق و بر الوالدين، و هي الأعمال التي يحاسب عليها. و من المحال على اللّه تعالى و هو ربّ العدل و الرحمة أن يحاسب عبدا على عمل قد سلبه حقّ الاختيار فيه.

علم اللّه تعالى لا ينفي الاختيار: أمّا علم اللّه تعالى، فهو محيط بكل الأشياء و الأفعال، قبل أن توجد الأشياء و تحدث الأفعال. و لكن علمه بأفعالنا لا يستلزم أن تكون هذه الأفعال جبرية، بل تبقى اختيارية. فالانسان يختار الطريق التي يريدها بمل ء اختياره و ارادته،

و اللّه يعلم ما سيفعله باختياره، فعلمه تعالى مستقل عن فعل الانسان، يلازمه و لا يلزمه.

إذن فعلم اللّه تعالى لا ينفى اختيار الانسان.

النصوص:

من كلام للامام علي "ع":

لإبنه محمد بن الحنفية لما أعطاه الراية يوم الجمل: و اعلم إنّ النّصر من عند اللّه سبحانه. "الخطبة 11، 52"

رضينا عن اللّه قضاءه، و سلّمنا للّه أمره. "الخطبة 37، 96"

و قال "ع" عن اللّه تعالى: و لا ولجت عليه شبهة فيما قضى و قدّر بل قضاء متقن، و علم محكم، و أمر مبرم. "الخطبة 63، 120"

قدّر ما خلق فأحكم تقديره، و دبّره فألطف تدبيره. "الخطبة 89، 1، 164"

أمره قضاء و حكمة، و رضاه أمان و رحمة. يقضي بعلم، و يعفو بحلم. "الخطبة 158، 280"

أحمد اللّه على ما قضى من أمر، و قدّر من فعل. "الخطبة 178، 321"

و جعل لكلّ شي ء قدرا، و لكلّ قدر أجلا، و لكلّ أجل كتابا. "الخطبة 181، 330"

تذلّ الأمور للمقادير، حتّى يكون الحتف في التّدبير. "15 ح، 567"

من كلام للإمام "ع" قاله للسائل الشامي لما سأله: أكان مسيرنا الى الشام بقضاء من اللّه و قدر؟ قال: ويحك لعلّك ظننت قضاء لازما و قدرا حاتما؟ و لو كان ذلك كذلك لبطل الثّواب و العقاب، و سقط الوعد و الوعيد. إنّ اللّه سبحانه أمر عباده تخييرا،

و نهاهم تحذيرا. و كلّف يسيرا، و لم يكلّف عسيرا. و أعطى على القليل كثيرا.

و لم يعص مغلوبا، و لم يطع مكرها. و لم يرسل الأنبياء لعبا، و لم ينزل الكتاب للعباد عبثا، و لا خلق السّموات و الأرض و ما بينهما باطلا وَ ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا، فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ. "78 ح، 578" فإنّ اللّه سبحانه يقول: وَ اعْلَمُوا اَنَّما أَمْوالُُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد ليتبيّن السّاخط لرزقه، و الرّاضي بقسمه. و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم، و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب. "93 ح، 581" من أصبح على الدّنيا حزينا، فقد أصبح لقضاء اللّه ساخطا. و من أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد أصبح يشكو ربّه "228 ح، 607" و سئل "ع" كيف عرفت اللّه؟ فقال: عرفت اللّه سبحانه بفسخ العزائم "أي نقض ما يعزم الانسان عليه لأنّه ليس مخيرا مطلقا"، و حلّ العقود "أي النيات"، و نقض الهمم. "250 ح، 610" و سئل "ع" عن القدر، فقال: طريق مظلم فلا تسلكوه، و بحر عميق فلا تلجوه، و سرّ اللّه فلا تتكلّفوه. "287 ح، 624" و قال "ع" يعزي الأشعث بن قيس عن ابن له: يا أشعث، إن صبرت جرى عليك القدر و أنت مأجور، و إن جزعت جرى عليك القدر و أنت مأزور "من الوزر، أي مذنب".

"291 ح، 625"

يغلب المقدار "أي القدر الإلهي" على التّقدير، حتّى تكون الآفة في التّدبير. "459 ح، 658" في منتخب الكنز عن ابن عساكر في تاريخه أنّه قام الى أمير المؤمنين رجل ممّن كان شهد معه الجمل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟ قال: بحر عميق فلا تلجه. فقال:

يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟ فقال: سرّ اللّه فلا تتكلّفه. قال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟ قال: أمّا إذا أبيت فإنّه أمر بين أمرين، لا جبر و لا تفويض. "مستدرك 178"

الثواب و العقاب


مدخل:

مراحل العمل بين الجبر و التخيير: تبيّن لنا سابقا أنّ الانسان ليس مخيّرا مطلقا، و لا مسيّرا مطلقا، انّما هو بين الأمرين، كما قال الامام الصادق "ع".

و قد بيّن المرحوم العلامة عبد الكريم الزنجاني التداخل بين التخيير و التسيير في كلّ عمل يعمله الانسان فقال:

اعلم أن كلّ عمل يصدر عن ابن آدم خيرا كان أم شرّا لا بدّ له من أن يمرّ بخمس مراحل:

1 الخطور 2 تلاؤم الطبع 3 الشوق 4 العزم 5 الجزم فأمّا الثلاث الأولى فهي من خصائص الروح، و الروح من أمر اللّه. و أمّا المرحلتين الأخيرتين فهما من خصائص الانسان نفسه، و فيهما تظهر صفة التخيير في العمل، أمّا الأولى فلا تخضع لارادته، فهو مسيّر فيها.

الثواب و العقاب على مجاهدة النفس:

و يظهر من فلسفة الثواب في الاسلام، أن الثواب لا يكون إلاّ نتيجة مجاهدة النفس.

و بناء على ذلك نفسر لماذا يثاب الانسان على العمل الصالح بمجرد أن تنعقد نيّته عليه،

و إن لم يفعله. بينما لا يأثم على نيّة العمل السيّ ء، و إن عزم عليه ما لم ينفذه.

فلو أنّ رجلا خطر بباله أن يقتل أخاه، و وجد ذلك العمل متلائما مع طبعه، ثم حصل له الشوق لفعله. ثم دخل العمل في المرحلة الرابعة و هي العزم "أي الاستعداد لتنفيذ العمل"، و لكنه حين وصل الى لحظة التنفيذ، راجع نفسه فأحجم و لم يفعله، فلا إثم عليه،

بل ان له أجر من عمل حسنة، و ذلك جزاء مغالبته لنفسه عن فعل الشر.

و في المقابل لو نوى الانسان عمل خير، و حين التنفيذ اعترضه عارض منعه من التنفيذ، فله أجر العمل كاملا، و إن لم يفعله. و ذلك لأنّ نية فعل الخير، هي نتيجة لمغالبة الهوى و مجاهدة النفس عن فعل الشرّ، و الأجر يكون على تلك المغالبة و تلك المجاهدة.

لماذا كتب اللّه على نفسه الرحمة؟

و هنا يتبادر السؤال: إذا كان اللّه عادلا، فلماذا يغفر الذنوب، و في أي حساب دخلت المغفرة؟.

و الجواب كامن فيما فصّلناه من مراحل العمل. فبما أن المراحل الثلاث الأولى، و هي:

الخطور و التلاؤم و الشوق، ليست من الانسان و ليس مخيّرا فيها، بل هو مخيّر فقط في المرحلتين الأخيرتين و هما: العزم و التنفيذ، كان الانسان مخيرا في اثنتين و مسيّرا في ثلاث،

و لذلك كانت مغفرة اللّه في محلها، مصداقا لقوله تعالى كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الْرَّحْمَةَ.

لماذا تكون الحسنة بعشرة و السيئة بواحدة؟:

و للردّ على هذا السؤال يقول الفيلسوف الزنجاني رحمه اللّه: انّ في الانسان ثلاث قوى تدفعه لفعل الشر، و هي النفس و الهوى و الشيطان. في حين توجد فيه قوة واحدة تدفعه الى الخير،

و هي العقل. فاذا تمكّن المؤمن بعقله أن يتغلب على هذه القوى الثلاث المتضافرة مع بعضها، و أن يفعل الحسنة، فان الحسنة تعتبر له بعشرة أمثالها. و السبب في ذلك أن شدة هذه القوى الثلاث حال تضافرها لا يكون بجمعها مع بعضها، بل بضربها ببعضها فتصبح تسعة 3 3 9، يضاف إليها فعل الحسنة و هو واحد، فتصبح عشرة. و أمّا فعل السيئة فهو عبارة عن تغلّب نوازع الشرّ على عقل الانسان، و هو تغلب على واحد، فتعتبر بواحدة.

النصوص:

قال الإمام علي "ع":

فو اللّه لو حننتم حنين الولّه العجال، و دعوتم بهديل الحمام، و جأرتم جؤار متبتّلي الرّهبان، و خرجتم إلى اللّه من الأموال و الأولاد، التماس القربة إليه، في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيّئة أحصتها كتبه، و حفظتها رسله، لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه، و أخاف عليكم من عقابه. "الخطبة 52، 109"

إنّه ليس شي ء بشرّ من الشّرّ إلاّ عقابه، و ليس شي ء بخير من الخير إلاّ ثوابه. "الخطبة 112، 221"

و لكن لِيَبْلُوَهُمْ اَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً فيكون الثّواب جزاء، و العقاب بواء "أي يبوء به صاحبه". "الخطبة 142، 255"

و لكنّه سبحانه جعل حقّه على العباد أن يطيعوه، و جعل جزاءهم عليه مضاعفة الثّواب، تفضّلا منه و توسّعا بما هو من المزيد أهله. "الخطبة 214، 410" و اعلموا أنّ ما كلّفتم به يسير، و أنّ ثوابه كثير. "الخطبة 290، 515" و قال "ع" لبعض أصحابه في علّة اعتلها: جعل اللّه ما كان من شكواك حطّا لسيّئاتك، فإنّ المرض لا أجر فيه، و لكنّه يحطّ السّيّئات، و يحتّها حتّ الأوراق. و إنّما الأجر في القول باللّسان، و العمل بالأيدي و الأقدام. "42 ح، 573" و كلّف يسيرا، و لم يكلّف عسيرا. و أعطى على القليل كثيرا. "78 ح، 578" الأقاويل محفوظة، و السّرائر مبلوّة، و كلّ نفس بما كسبت رهينة. "343 ح، 634" إنّ اللّه سبحانه وضع الثّواب على طاعته، و العقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، و حياشة لهم إلى جنّته. "368 ح، 640" و التّقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثّواب عليه غبن. "384 ح، 645"

لولا الابتلاء لما وجب الثواب و العقاب


قال الإمام علي "ع":

و لو أراد اللّه سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذّهبان، و معادن العقيان،

و مغارس الجنان، و أن يحشر معهم طيور السّماء، و وحوش الأرضين لفعل. و لو فعل لسقط البلاء، و بطل الجزاء، و اضمحلت الأنباء. و لما وجب للقابلين أجور المبتلين، و لا استحقّ المؤمنون ثواب المحسنين، و لا لزمت الأسماء معانيها. "الخطبة 190، 2، 363"

و كلّما كانت البلوى و الإختبار أعظم، كانت المثوبة و الجزاء أجزل. "الخطبة 190، 364"

و من كلام له "ع" قاله للسائل الشامي لمّا سأله: أكان مسيرنا الى الشام بقضاء من اللّه و قدر؟ قال: ويحك لعلّك ظننت قضاء لازما، و قدرا حاتما، و لو كان ذلك كذلك

لبطل الثّواب و العقاب، و سقط الوعد و الوعيد. "78 ح، 578" فإنّ اللّه سبحانه يقول وَ اعْلَمُوا اَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد، ليتبيّن السّاخط لرزقه، و الرّاضي بقسمه. و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم. و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب. لأنّ بعضهم يحبّ الذّكور و يكره الإناث، و بعضهم يحبّ تثمير المال، و يكره انثلام الحال. "93 ح، 581"

الثواب يكون على المجاهدة و المشقة


قال الإمام علي "ع":

فإن أطعتموني، فإنّي حاملكم إن شاء اللّه على سبيل الجنّة، و إن كان ذا مشقّة شديدة، و مذاقة مريرة. "الخطبة 154، 273"

و لكنّ اللّه يختبر عباده بأنواع الشّدائد، و يتعبّدهم بأنواع المجاهد، و يبتليهم بضروب المكاره، إخراجا للتّكبّر من قلوبهم، و إسكانا للتّذلّل في نفوسهم، و ليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله، و أسبابا ذللا لعفوه. "الخطبة 190، 3، 366"

بل جعل نزوعك عن الذّنب حسنة، و حسب سيّئتك واحدة، و حسب حسنتك عشرا. "الخطبة 270، 2، 482"

تقدير الارزاق و الآجال


مدخل:

خلق اللّه الخلق و تكفل برزقهم، و هو بمقتضى علمه و عدله يرزق من يشاء و يقدر، وفق مصلحة الانسان و خيره. فالمؤمن يسلم أمره الى اللّه، و يرضى بما قضى اللّه و قدر. و انّ من الخطأ أن يهتم الانسان برزقه و هو مكفول له، و يترك العمل للّه و هو المطلوب منه.

النصوص:

يراجع المبحث "38" فضل اللّه و نعمه و شكره عليها.

قال الإمام علي "ع":

أمّا بعد فإنّ الأمر ينزل من السّماء إلى الأرض كقطرات المطر. إلى كلّ نفس بما قسم لها، من زيادة أو نقصان. فإن رأى أحدكم لأخيه غفيرة "أي زيادة" في أهل أو مال أو نفس، فلا تكوننّ له فتنة. "الخطبة 23، 68"

فما ينجو من الموت من خافه، و لا يعطى البقاء من أحبّه. "الخطبة 38، 97"

أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه. الّذي ضرب الأمثال، و وقّت لكم الآجال.. و وظّف لكم مددا. "الخطبة 81، 1، 137"

و قدّر لكم أعمارا سترها عنكم. "الخطبة 81، 2، 142"

فإنّ للّه سبحانه لم يخلقكم عبثا، و لم يترككم سدى، و لم يدعكم في جهالة و لا عمى. قد سمّى آثاركم "أي بيّن لكم أعمالكم و حدودها"، و علم أعمالكم، و كتب آجالكم. "الخطبة 84، 151"

عياله الخلائق، ضمن أرزاقهم، و قدّر أقواتهم. "الخطبة 89، 1، 161"

و قدّر الأرزاق فكثّرها و قلّلها، و قسّمها على الضّيق و السّعة.. و خلق الآجال فأطالها و قصّرها، و قدّمها و أخّرها. "الخطبة 89، 4، 175"

فلكلّ أجل كتاب، و لكلّ غيبة إياب. "الخطبة 106، 206"

قد تكفّل لكم بالرّزق و أمرتم بالعمل، فلا يكوننّ المضمون لكم طلبه أولى بكم من المفروض عليكم عمله... حتّى كأنّ الّذي ضمن لكم قد فرض عليكم، و كأنّ الّذي قد فرض عليكم قد وضع عنكم. "الخطبة 112، 221"

و إنّ الفارّ لغير مزيد في عمره، و لا محجوز بينه و بين يومه. "الخطبة 122، 233"

و قال "ع" عن زوال الدنيا: إنّما أنتم في هذه الدّنيا غرض تنتضل فيه المنايا. مع كلّ جرعة شرق، و في كلّ أكلة غصص. لا تنالون منها نعمة إلاّ بفراق أخرى،

و لا يعمّر معمّر منكم يوما من عمره، إلاّ بهدم آخر من أجله، و لا تجدّد له زيادة في أكله، إلاّ بنفاد ما قبلها من رزقه. "الخطبة 143، 256"

و إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر، لخلقان من خلق اللّه سبحانه، و إنّهما لا يقرّبان من أجل، و لا ينقصان من رزق. "الخطبة 154، 274"

أيّها المخلوق السّويّ، و المنشأ المرعيّ، في ظلمات الأرحام و مضاعفات الأستار.

بدئت من سلالة من طين، و وضعت في قرار مكين، إلى قدر معلوم و أجل مقسوم. "الخطبة 161، 290"

و إنّ لكلّ شي ء مدّة و أجلا. "الخطبة 188، 353"...

إنّ لكلّ أجل وقتا لا يعدوه، و سببا لا يتجاوزه. "الخطبة 191، 380"

من وصية له "ع" لابنه الحسن "ع": و اعلم يقينا أنّك لن تبلغ أملك، و لن تعدو أجلك، و أنّك في سبيل من كان قبلك. فخفّض في الطّلب، و أجمل في المكتسب. فإنّه ربّ طلب قد جرّ إلى حرب "أي سلب المال". فليس كلّ طالب بمرزوق، و لا كلّ مجمل بمحروم... و إن استطعت ألاّ يكون بينك و بين اللّه ذو نعمة فافعل، فإنّك مدرك قسمك و آخذ سهمك. و إنّ اليسير من اللّه سبحانه أعظم و أكرم من الكثير من خلقه، و إن كان كلّ منه. "الخطبة 270، 3، 484"

ليس كلّ طالب يصيب... سوف يأتيك ما قدّر لك. "الخطبة 270، 3، 486"

و اعلم يا بنيّ أنّ الرّزق رزقان: رزق تطلبه و رزق يطلبك. فإن أنت لم تأته أتاك. "الخطبة 270، 4، 488"

من كتاب له "ع" الى عبد اللّه بن العبّاس: أمّا بعد، فإنّك لست بسابق أجلك، و لا مرزوق ما ليس لك. و اعلم بأنّ الدّهر يومان: يوم لك و يوم عليك. و أنّ الدّنيا دار دول. فما كان منها لك أتاك على ضعفك، و ما كان منها عليك لم تدفعه بقوّتك. "الخطبة 311، 560"

تنزل المعونة على قدر المؤونة. "139 ح، 592"

إنّ مع كلّ إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خلّيا بينه و بينه. و إنّ الأجل جنّة حصينة "أي أن الأجل وقاية منيعة من الهلكة". "201 ح، 603" يا بن آدم، لا تحمل همّ يومك الّذي لم يأتك على يومك الّذي قد أتاك، فإنّه إن يك من عمرك يأت اللّه فيه برزقك. "267 ح، 620" و قال "ع": اعلموا علما يقينا أنّ اللّه لم يجعل للعبد و إن عظمت حيلته، و اشتدّت طلبته، و قويت مكيدته أكثر ممّا سمّي له في الذّكر الحكيم. و لم يحل بين العبد في ضعفه و قلّة حيلته، و بين أن يبلغ ما سمّي له في الذّكر الحكيم "أي في علم اللّه و ما قدره سبحانه". و العارف لهذا العامل به، أعظم النّاس راحة في منفعة، و التّارك له الشّاكّ فيه أعظم النّاس شغلا في مضرّة. و ربّ منعم عليه مستدرج بالنّعمى. و ربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى. فزد أيّها المستمتع في شكرك، و قصّر من عجلتك، و قف عند منتهى رزقك. "273 ح، 621" كفى بالأجل حارسا. "306 ح، 627" و من رضي برزق اللّه لم يحزن على ما فاته. "349 ح، 635" و قيل له "ع": لو سدّ على رجل باب بيته و ترك فيه، من أين كان يأتيه رزقه؟ فقال عليه السلام: من حيث يأتيه أجله. "356 ح، 637" و إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل، و لا ينقصان من رزق.

"374 ح، 643" الرّزق رزقان: رزق تطلبه و رزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك. و لا تحمل همّ سنتك على همّ يومك كفاك كلّ يوم على ما فيه. فإن تكن السّنة من عمرك فإنّ اللّه تعالى سيؤتيك في كلّ غد جديد ما قسم لك. و إن لم تكن السّنة من عمرك فما تصنع بالهمّ لما ليس لك. و لن يسبقك إلى رزقك طالب و لن يغلبك عليه غالب، و لن يبطى ء عنك ما قد قدّر لك. "379 ح، 644" الرّزق رزقان: طالب و مطلوب. فمن طلب الدّنيا طلبه الموت، حتّى يخرجه عنها. و من طلب الآخرة طلبته الدّنيا، حتّى يستوفى رزقه منها. "431 ح، 653"

النبوة و الأنبياء


/ 86