تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ليمنعه من قول الحقّ نسيان الاخرة. إنّه لم يبايع معاوية حتّى شرط أن يؤتيه أتيّة "أي عطية"، و يرضخ له على ترك الدّين رضيخة "المقصود بالعطية و الرضيخة ولاية مصر". "الخطبة 82، 149"

أما و الّذي نفسي بيده، ليظهرنّ هؤلاء القوم عليكم، ليس لأنّهم أولى بالحقّ منكم، و لكن لإسراعهم إلى باطل صاحبهم، و إبطائكم عن حقّي. "الخطبة 95، 188"

أيّها القوم... صاحبكم يطيع اللّه و أنتم تعصونه، و صاحب أهل الشّام يعصي اللّه و هم يطيعونه. لوددت و اللّه أنّ معاوية صارفني بكم صرف الدّينار بالدّرهم، فأخذ منّي عشرة منكم و أعطاني رجلا منهم. "الخطبة 95، 189"

و قال "ع" عن فتنة بني أمية: قائدها خارج من الملّة، قائم على الضّلّة. "الخطبة 106، 206"

و من كلام له "ع" قاله للخوارج: و لا تلتفتوا إلى ناعق نعق "يعني عمرو بن العاص": إن أجيب أضلّ، و إن ترك ذلّ. "الخطبة 120، 231"

و هلمّ الخطب في ابن أبي سفيان، فلقد أضحكني الدّهر بعد إبكائه. و لا غرو و اللّه، فيا له خطبا يستفرغ العجب، و يكثر الأود. حاول القوم إطفاء نور اللّه من مصباحه، و سدّ فوّاره من ينبوعه، و جدحوا "أي خلطوا" بيني و بينهم شربا وبيئا. فإن ترتفع عنّا و عنهم محن البلوى، أحملهم من الحقّ على محضه، و إن تكن الأخرى فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ، إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. "الخطبة 160، 288"

أو ليس عجبا أنّ معاوية يدعو الجفاة الطّغام، فيتّبعونه على غير معونة و لا عطاء. و أنا أدعوكم، و أنتم تريكة الإسلام و بقيّة النّاس، إلى المعونة أو طائفة من العطاء، فتفرّقون عنّي و تختلفون عليّ. "الخطبة 178، 321"

و أقرب بقوم من الجهل باللّه قائدهم معاوية، و مؤدّبهم ابن النّابغة "هو عمرو بن العاص". "الخطبة 178، 322"

و اللّه ما معاوية بأدهى منّي، و لكنّه يغدر و يفجر. و لو لا كراهية الغدر لكنت من أدهى النّاس... "الخطبة 198، 394"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: أمّا بعد فقد أتتني منك موعظة موصّلة "أي ملفقة" و رسالة محبّرة "أي مزينة". نمّقتها بضلالك، و أمضيتها بسوء رأيك. و كتاب امري ء ليس له بصر يهديه، و لا قائد يرشده. قد دعاه الهوى فأجابه، و قاده الضّلال فاتّبعه. فهجر لاغطا و ضلّ خابطا. "الخطبة 246، 446"

و من كتاب له "ع" الى جرير بن عبد اللّه البجلي لما أرسله الى معاوية: أمّا بعد، فإذا أتاك كتابي فاحمل معاوية على الفصل "أي الحكم القاطع" و خذه بالأمر الجزم.

ثمّ خيّره بين حرب مجلية، أو سلم مخزية. فإن اختار الحرب فانبذ إليه. و إن اختار السّلم فخذ بيعته. و السّلام. "الخطبة 247، 447"

فيا عجبا للدّهر إذ صرت يقرن بي من لم يسع بقدمي، و لم تكن له كسابقتي الّتي لا يدلي أحد بمثلها. "الخطبة 248، 448"

و من كتاب له "ع" الى معاوية: و كيف أنت صانع إذا تكشّفت عنك جلابيب ما أنت فيه من دنيا، قد تبهّجت بزينتها، و خدعت بلذّتها. دعتك فأجبتها، و قادتك فاتّبعتها،

و أمرتك فأطعتها. و إنّه يوشك أن يقفك واقف على ما لا ينجيك منه مجنّ "أي ترس تحتمي به" فاقعس "أي تأخر" عن هذا الأمر، و خذ أهبة الحساب. و شمّر لما قد نزل بك، و لا تمكّن الغواة من سمعك. و إلاّ تفعل أعلمك ما أغفلت من نفسك.

فإنّك مترف قد أخذ الشّيطان منك مأخذه، و بلغ فيك أمله، و جرى منك مجرى الرّوح و الدّم.

و متى كنتم يا معاوية ساسة الرّعيّة و ولاة أمر الأمّة؟ بغير قدم سابق، و لا شرف باسق. و نعوذ باللّه من لزوم سوابق الشّقاء. و أحذّرك أن تكون متماديا في غرّة الأمنيّة، مختلف العلانية و السّريرة.

و قد دعوت إلى الحرب، فدع النّاس جانبا و اخرج إليّ، و أعف الفريقين من القتال،

لتعلم أيّنا المرين "اسم مفعول من ران ذنبه على قلبه أي غطى بصيرته" على قلبه و المغطّى على بصره. فأنا أبو حسن قاتل جدّك و أخيك و خالك شدخا يوم بدر. و ذلك السّيف معي. و بذلك القلب ألقى عدوّي، ما استبدلت دينا، و لا استحدثت نبيّا.

و إنّي لعلى المنهاج الّذي تركتموه طائعين، و دخلتم فيه مكرهين. "الخطبة 249، 449"

كتب معاوية الى الامام علي "ع" ان يترك له الشام فأجابه الامام بهذا الكتاب: و أمّا طلبك إليّ الشّام، فإنّي لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك أمس. و أمّا قولك إنّ الحرب قد أكلت العرب إلاّ حشاشات أنفس بقيت، ألا و من أكله الحقّ فإلى الجنّة، و من أكله الباطل فإلى النّار. و أمّا استواؤنا في الحرب و الرّجال فلست بأمضى على الشّكّ منّي على اليقين. و ليس أهل الشّام بأحرص على الدّنيا من أهل العراق على الآخرة. و أمّا قولك: إنّا بنو عبد مناف فكذلك نحن، و لكن ليس أميّة كهاشم، و لا حرب كعبد المطّلب، و لا أبو سفيان كأبي طالب. و لا المهاجر كالطّليق "يقصد بذلك أبا سفيان و معاوية كانا من الطلقاء يوم الفتح" و لا الصّريح كاللّصيق "يقصد به معاوية الذي الصق بأبي سفيان و لم يعرف أبوه". و لا المحقّ كالمبطل. و لا المؤمن كالمدغل. و لبئس الخلف خلف يتبع سلفا هوى في نار جهنّم و في أيدينا بعد فضل النّبوّة الّتي أذللنا بها العزيز، و نعشنا بها الذّليل. و لمّا أدخل اللّه العرب في دينه أفواجا، و أسلمت له هذه الأمّة طوعا و كرها، كنتم ممّن دخل في الدّين: إمّا رغبة و إمّا رهبة. على حين فاز أهل السّبق بسبقهم، و ذهب المهاجرون الأوّلون بفضلهم. فلا تجعلنّ للشّيطان فيك نصيبا، و لا على نفسك سبيلا. و السّلام. "الخطبة 256، 455"

من كتاب له "ع" الى معاوية جوابا على كتاب: أمّا بعد فقد أتاني كتابك تذكر فيه اصطفاء اللّه محمّدا صلّى اللّه عليه و آله لدينه، و تأييده إيّاه بمن أيّده من أصحابه.

فلقد خبّأ لنا الدّهر منك عجبا، إذ طفقت تخبرنا ببلاء اللّه تعالى عندنا، و نعمته علينا في نبيّنا. فكنت في ذلك كناقل التّمر إلى هجر "مدينة بالبحرين كثيرة النخيل" أو داعي مسدّده إلى النّضال. و زعمت أنّ أفضل النّاس في الإسلام فلان و فلان "أي أبو بكر و عمر"، فذكرت أمرا إن تمّ اعتزلك كلّه "أي ليس لك حظ منه" و إن نقص لم يلحقك ثلمه "أي عيبه". و ما أنت و الفاضل و المفضول و السّائس

و المسوس و ما للطّلقاء و أبناء الطّلقاء، و التّمييز بين المهاجرين الأوّلين و ترتيب درجاتهم، و تعريف طبقاتهم هيهات لقد حنّ قدح ليس منها، و طفق يحكم فيها من عليه الحكم لها ألا تربع أيّها الإنسان على ظلعك "أي تقف عند حدك"، و تعرف قصور ذرعك، و تتأخّر حيث أخّرك القدر فما عليك غلبة المغلوب، و لا ظفر الظّافر.

و إنّك لذهّاب في التّيه، روّاغ عن القصد، ألا ترى غير مخبر لك، و لكن بنعمة اللّه أحدّث أنّ قوما استشهدوا في سبيل اللّه تعالى من المهاجرين و الأنصار و لكلّ فضل حتّى إذا استشهد شهيدنا قيل سيّد الشّهداء "يقصد بذلك عمه الحمزة". و خصّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه أو لا ترى أنّ قوما قطّعت أيديهم في سبيل اللّه و لكلّ فضل حتّى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم،

قيل: الطّيّار في الجنّة و ذو الجناحين "يقصد بذلك اخاه جعفر" و لو لا ما نهى اللّه عنه من تزكية المرء نفسه، لذكر ذاكر فضائل جمّة. تعرفها قلوب المؤمنين، و لا تمجّها آذان السّامعين. فدع عنك من مالت به الرّميّة. فإنّا صنائع ربّنا و النّاس بعد صنائع لنا.. "الخطبة 267، 467"

ثمّ ذكرت ما كان من أمري و أمر عثمان، فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه. فأيّنا كان أعدى له، و أهدى إلى مقاتله "وجوه القتال". أمن بذل له نصرته فاستقعده و استكفّه "و ذلك ان الامام بذل النصرة فاستقعده عثمان و لم يقبل نصرته"، أم من استنصره فتراخى عنه و بثّ المنون إليه "يقصد بذلك معاوية الذي خذل عثمان و لم ينصره بعد ما كانت بينهما معاهدة على النصرة" حتّى أتى قدره عليه. كلاّ و اللّه ل قَدْ يَعْلمُ اللّهُ المُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَ الْقَائِلِينَ لإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا، وَ لاَ يَأَْتُونَ الْبَأْسَ إلاَّ قَلِيْلاً.

و ما كنت لأعتذر من أنّي كنت أنقم عليه أحداثا "أي بدعا" فإن كان الذّنب إليه إرشادي و هدايتي له، فربّ ملوم لا ذنب له.

و قد يستفيد الظّنّة المتنصّح

و ذكرت أنّه ليس لي و لأصحابي عندك إلاّ السّيف. فلقد أضحكت بعد استعبار متى ألفيت بني عبد المطّلب عن الأعداء ناكلين، و بالسّيف مخوّفين.

فلبّث قليلا يلحق الهيجا حمل

فسيطلبك من تطلب، و يقرب منك ما تستبعد. و أنا مرقل "مسرع" نحوك في جحفل من المهاجرين و الأنصار، و التّابعين لهم باحسان. شديد زحامهم، ساطع قتامهم،

متسربلين سرابيل الموت. أحبّ اللّقاء إليهم لقاء ربّهم. و قد صحبتهم ذرّيّة بدريّة،

و سيوف هاشميّة، قد عرفت مواقع نصالها في أخيك و خالك و جدّك و أهلك وَ مَا هِي مِنْ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ. "الخطبة 267، 470"

من كتاب له "ع" الى معاوية: فاتّق اللّه فيما لديك، و انظر في حقّه عليك. و ارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته. فإنّ للطّاعة أعلاما واضحة، و سبلا نيّرة. و محجّة نهجة،

و غاية مطّلبة. يردها الأكياس، و يخالفها الأنكاس. من نكب عنها جار عن الحقّ،

و خبط في التّيه، و غيّر اللّه نعمته، و أحلّ به نقمته. فنفسك نفسك، فقد بيّن اللّه لك سبيلك، و حيث تناهت بك أمورك، فقد أجريت إلى غاية خسر، و محلّة كفر. فإنّ نفسك قد أولجتك شرّا، و أقحمتك غيّا. و أوردتك المهالك، و أوعرت عليك المسالك. "الخطبة 269، 473"

و من كلام له "ع" الى معاوية:

و أرديت جيلا "أي أهلكت" من النّاس كثيرا. خدعتهم بغيّك، و ألقيتهم في موج بحرك. تغشاهم الظّلمات، و تتلاطم بهم الشّبهات. فجازوا عن وجهتهم، و نكصوا على أعقابهم، و تولّوا على أدبارهم، و عوّلوا على أحسابهم، إلاّ من فاء من أهل البصائر، فإنّهم فارقوك بعد معرفتك، و هربوا إلى اللّه من موازرتك. إذ حملتهم على الصّعب، و عدلت بهم عن القصد. فاتّق اللّه يا معاوية في نفسك، و جاذب الشّيطان قيادك. فإنّ الدّنيا منقطعة عنك، و الآخرة قريبة منك. و السّلام. "الخطبة 271، 490"

من كتاب له "ع" الى معاوية: فسبحان اللّه ما أشدّ لزومك للأهواء المبتدعة، و الحيرة المتعبة، مع تضييع الحقائق و اطّراح الوثائق، الّتي هي للّه طلبة و على عباده حجّة.

فأمّا إكثارك الحجاج على عثمان و قتلته، فإنّك إنّما نصرت عثمان حيث كان النّصر لك، و خذلته حيث كان النّصر له، و السّلام. "الخطبة 276، 495"

من كتاب له "ع" الى عمرو بن العاص: فإنّك قد جعلت دينك تبعا لدنيا امرى ء ظاهر غيّه "يقصد به معاوية"، مهتوك ستره، يشين الكريم بمجلسه، و يسفّه الحليم بخلطته. فاتّبعت أثره، و طلبت فضله، اتّباع الكلب للضّرغام، يلوذ بمخالبه، و ينتظر ما يلقى إليه من فضل فريسته، فأذهبت دنياك و آخرتك. و لو بالحقّ أخذت أدركت ما طلبت. فإن يمكّنّي اللّه منك و من ابن أبي سفيان أجزكما بما قدّمتما، و إن تعجزا و تبقيا، فما أمامكما شرّ لكما، و السّلام. "الخطبة 278، 496"

من كتاب له "ع" الى زياد بن أبيه، و قد بلغه أن معاوية كتب اليه يريد خديعته باستلحاقه: و قد عرفت أنّ معاوية كتب إليك يستزلّ لبّك، و يستفلّ غربك "أي يثلم حدتك و نشاطك" فاحذره، فإنّما هو الشّيطان: يأتي المرء من بين يديه و من خلفه،

و عن يمينه و عن شماله، ليقتحم غفلته، و يستلب غرّته "العقل الغرّ هو الساذج".

و قد كان من أبي سفيان "والد معاوية" في زمن عمر بن الخطّاب فلتة من حديث النّفس "يقصد بها قوله عن زياد: أني أعلم من وضعه في رحم أمه، يريد بذلك نفسه" و نزغة من نزعات الشّيطان، لا يثبت بها نسب، و لا يستحقّ بها إرث، و المتعلّق بها كالواغل المدفّع "الواغل هو الذي يهجم على الشرب ليشرب معهم و ليس منهم، فلا يزال مدفّعا محاجزا"، و النّوط المذبذب "هو ما يناط برحل الراكب من قدح فهو دائم التقلقل". "الخطبة 283، 501"

من كتاب له "ع" الى معاوية: و إنّ البغي و الزّور يذيعان بالمرء "أي يفضحانه" في دينه و دنياه، و يبديان خلله عند من يعيبه. و قد علمت أنّك غير مدرك ما قضي فواته "يعني دم عثمان" و قد رام أقوام أمرا بغير الحقّ فتأوّلوا على اللّه فأكذبهم "يقصد اصحاب الجمل". فاحذر يوما يغتبط فيه من أحمد عاقبة عمله، و يندم من أمكن الشّيطان من قياده فلم يجاذبه.

و قد دعوتنا إلى حكم القرآن و لست من أهله، و لسنا إيّاك أجبنا، و لكنّا أجبنا القرآن في حكمه، و السّلام. "الخطبة 287، 512"

من كتاب له "ع" الى معاوية: أمّا بعد، فإنّ اللّه سبحانه قد جعل الدّنيا لما بعدها،

و ابتلى فيها أهلها، ليعلم أيّهم أحسن عملا. و لسنا للدّنيا خلقنا، و لا بالسّعي فيها أمرنا، و إنّما وضعنا فيها لنبتلى بها. و قد ابتلاني اللّه بك و ابتلاك بي، فجعل أحدنا حجّة على الآخر، فعدوت على الدّنيا بتأويل القرآن "يقصد بذلك تأويل معاوية بعض آيات القصاص على غير معناها ليقنع أهل الشام بأحقيته في الطلب بدم عثمان"،

فطلبتني بما لم تجن يدي و لا لساني، و عصبته أنت و أهل الشّام بي "أي ربطتم بي دم عثمان"، و ألّب "أي حرض" عالمكم جاهلكم، و قائمكم قاعدكم. فاتّق اللّه في نفسك، و نازع الشّيطان قيادك، و اصرف إلى الآخرة وجهك فهي طريقنا و طريقك. و احذر أن يصيبك اللّه منه بعاجل قارعة، تمسّ الأصل، و تقطع الدّابر،

فإنّي أولي لك باللّه أليّة غير فاجرة "أي أحلف باللّه" لئن جمعتني و إيّاك جوامع الأقدار، لا أزال بباحتك، حتّى يحكم اللّه بيننا و هو خير الحاكمين. "الخطبة 294، 541"

من كتاب له "ع" الى معاوية جوابا: أمّا بعد، فإنّا كنّا نحن و أنتم على ما ذكرت من الألفة و الجماعة، ففرّق بيننا و بينكم أمس أنّا آمنّا و كفرتم، و اليوم أنّا استقمنا و فتنتم، و ما أسلم مسلمكم إلاّ كرها، و بعد أن كان أنف الإسلام كلّه لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حزبا.

و ذكرت أنّي قتلت طلحة و الزبير، و شرّدت بعائشة، و نزلت بين المصرين "أي الكوفة و البصرة". و ذلك أمر غبت عنه فلا عليك، و لا العذر فيه إليك.

و ذكرت أنّك زائري في المهاجرين و الأنصار، و قد انقطعت الهجرة يوم أسر أخوك "يقصد به عمرو بن أبي سفيان، اسر يوم بدر"، فإن كان فيه عجل فاسترفه "أي استح و لا تستعجل"، فإنّي إن أزرك فذلك جدير أن يكون اللّه إنّما بعثني إليك للنّقمة منك و إن تزرني فكما قال أخو بني أسد:

مستقبلين رياح الصّيف تضربهم

بحاصب بين أغوار و جلمود

و عندي السّيف الّذي أعضضته بجدّك "و هو عتبة بن ربيعة" و خالك "و هو الوليد بن عتبة" و أخيك "و هو حنظلة" في مقام واحد "أي يوم بدر" و إنّك و اللّه ما علمت

الأغلف القلب، المقارب العقل، و الأولى أن يقال لك: إنّك رقيت سلّما أطلعك مطلع سوء عليك لا لك، لأنّك نشدت غير ضالّتك، و رعيت غير سائمتك،

و طلبت أمرا لست من أهله و لا في معدنه. فما أبعد قولك من فعلك و قريب ما أشبهت من أعمام و أخوال، حملتهم الشّقاوة و تمنّي الباطل على الجحود بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فصرعوا مصارعهم حيث علمت، لم يدفعوا عظيما،

و لم يمنعوا حريما، بوقع سيوف ما خلا منها الوغى، و لم تماشها الهوينا.

و قد أكثرت في قتلة عثمان، فادخل فيما دخل فيه النّاس، ثمّ حاكم القوم إليّ،

أحملك و إيّاهم على كتاب اللّه تعالى، و أمّا تلك الّتي تريد "أي إبقاءك على ولاية الشام"، فإنّها خدعة الصّبيّ عن اللّبن في أوّل الفصال، و السّلام لأهله.

"الخطبة 303، 550"

من كتاب "ع" الى معاوية ايضا: أمّا بعد، فقد آن لك أن تنتفع باللّمح الباصر من عيان الأمور، فقد سلكت مدارج أسلافك بادّعائك الأباطيل، و إقحامك غرور المين "أي الكذب" و الأكاذيب. و بانتحالك ما قد علا عنك، و ابتزازك لما اختزن دونك،

فرارا من الحقّ، و جحودا لما هو ألزم لك من لحمك و دمك، ممّا قد وعاه سمعك، و ملي ء به صدرك، فماذا بعد الحقّ إلاّ الضّلال المبين، و بعد البيان إلاّ اللّبس؟ فاحذر الشّبهة و اشتمالها على لبستها، فإنّ الفتنة طالما أغدفت جلابيبها "أي طالما اسدلت الفتنة أغطية الباطل فأخفت الحق"، و أغشت الأبصار ظلمتها.

و قد أتاني كتاب منك ذو أفانين من القول، ضعفت قواها عن السّلم، و أساطير لم يحكها منك علم و لا حلم، أصبحت منها كالخائض في الدّهاس "أي الارض الرخوة" و الخابط في الدّيماس "أي المكان المظلم". و ترقّيت إلى مرقبة بعيدة المرام،

نازحة الأعلام، تقصر دونها الأنوق "هو طائر عزيز البيض" و يحاذى بها العيّوق "هو نجم أحمر مضي ء في طرف المجرة الايمن"، و حاش للّه أن تلي للمسلمين بعدي صدرا أو وردا، أو أجري لك على أحد منهم عقدا أو عهدا فمن الآن فتدارك نفسك،

و انظر لها، فإنّك إن فرّطت حتّى ينهد إليك عباد اللّه "أي يقوموا لحربك" أرتجت

عليك الأمور، و منعت أمرا هو منك اليوم مقبول و السّلام. "الخطبة 304، 552"

من كتاب له "ع" الى سهل بن حنيف الانصاري، و هو عامله على المدينة، في معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية:

أمّا بعد، فقد بلغني أنّ رجالا ممّن قبلك يتسلّلون إلى معاوية، فلا تأسف على ما يفوتك من عددهم، و يذهب عنك من مددهم، فكفى لهم غيّا و لك منهم شافيا، فرارهم من الهدى و الحقّ، و إيضاعهم "أي اسراعهم" إلى العمى و الجهل. و إنّما هم أهل دنيا مقبلون عليها، و مهطعون "أي مسرعون" إليها. و قد عرفوا العدل و رأوه و سمعوه و وعوه، و علموا أنّ النّاس عندنا في الحقّ أسوة، فهربوا إلى الأثرة، فبعدا لهم و سحقا.

إنّهم و اللّه لم ينفروا من جور، و لم يلحقوا بعدل، و إنّا لنطمع في هذا الأمر أن يذلّل اللّه لنا صعبه، و يسهّل لنا حزنه "أي ما فيه من اشياء خشنة" إن شاء اللّه، و السّلام. "الخطبة 309، 558"

من كتاب له "ع" الى معاوية يستحثه على الرجوع الى الطاعة: أمّا بعد، فإنّي على التّردّد في جوابك "أي الرجوع الى جوابك"، و الإستماع إلى كتابك، لموهّن رأيي،

و مخطي ء فراستي "أي كان الاجدر بي عدم الرجوع الى جوابك و عدم استماع ما تكتبه". و إنّك إذ تحاولني الأمور "أي تطالبني ببعض مآربك كولاية الشام" و تراجعني السّطور، كالمستثقل النائم تكذبه أحلامه، و المتحيّر القائم يبهظه "أي يثقله" مقامه، لا يدري أله ما يأتي أم عليه. و لست به، غير أنّه بك شبيه "يقول عليه السلام: أنت في محاولتك هذه كالنائم الثقيل نومه، يحلم انه نال شيئا، فاذا انتبه وجد الرؤيا كذبت. و انت أيضا كالمتحير في أمره القائم في شكّه، يثقله مقامه من الحيرة. و انك لست بالمتحير لمعرفتك الحق معنا و لكن المتحير شبيه بك، فأنت أشد منه عناء". و أقسم باللّه إنّه لو لا بعض الاستبقاء "أي لولا ابقائي لك، و عدم ارادتي لاهلاكك" لوصلت إليك منّي قوارع، تقرع العظم، و تهلس اللّحم "أي دواهي تصدم العظم و تذيب اللحم". و اعلم أنّ الشّيطان قد ثبّطك عن أن تراجع أحسن أمورك "أي الرجوع الى

الطاعة" و تأذن لمقال نصيحتك، و السّلام لأهله. "الخطبة 312، 560"

و من كتاب له "ع" الى معاوية في أول ما بويع له عليه السلام: من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان: أمّا بعد، فقد علمت إعذاري فيكم و إعراضي عنكم "أي اقامتي على العذر في أمر عثمان صاحبكم، و اعراضي عنه بعدم التعرض له بسوء حتى كان مقتله"، حتّى كان ما لا بدّ منه و لا دفع له، و الحديث طويل، و الكلام كثير. و قد أدبر ما أدبر، و أقبل ما أقبل، فبايع من قبلك "أي الذين عندك" و أقبل إليّ في وفد من أصحابك. "314، 562"

جند معاوية و أهل الشام


من كلام له "ع" و قد اشار عليه اصحابه بالاستعداد للحرب بعد ارساله جريرا بن عبد اللّه البجلي الى معاوية، و لم ينزل معاوية على بيعته: إنّ استعدادي لحرب أهل الشّام و جرير عندهم، إغلاق للشّام، و صرف لأهله عن خير إن أرادوه. "الخطبة 43، 101"

من كلام له "ع" و قد استبطأ اصحابه اذنه لهم في القتال بصفين: و أمّا قولكم شكّا في أهل الشّام فو اللّه ما دفعت الحرب يوما إلاّ و أنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي، و تعشو إلى ضوئي، و ذلك أحبّ إليّ من أن أقتلها على ضلالها، و إن كانت تبوء بآثامها. "الخطبة 55، 111"

و قال "ع" يخاطب أصحابه: أما و الّذي نفسي بيده، ليظهرنّ هؤلاء القوم عليكم،

ليس لأنّهم "أي أهل الشام" أولى بالحقّ منكم، و لكن لاسراعهم إلى باطل صاحبهم،

و إبطائكم عن حقّي.. أيّها القوم.. صاحبكم يطيع اللّه و أنتم تعصونه، و صاحب أهل الشّام يعصي اللّه و هم يطيعونه. لوددت و اللّه أنّ معاوية صارفني بكم صرف الدّينار بالدّرهم، فأخذ منّي عشرة منكم و أعطاني رجلا منهم. "الخطبة 95، 188"

و قال "ع" و قد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين:

إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين، و لكنّكم لو وصفتم أعمالهم و ذكرتم حالهم،

/ 86