تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و ألّبا النّاس عليّ. فاحلل ما عقدا، و لا تحكم لهما ما أبرما، و أرهما المساءة فيما أمّلا و عملا. "الخطبة 135، 249"

حتّى إذا قبض اللّه رسوله صلّى اللّه عليه و آله رجع قوم على الأعقاب، و غالتهم السّبل، و اتّكلوا على الولائج "أي طرق المكر و الخديعة" و وصلوا غير الرّحم،

و هجروا السّبب الّذي أمروا بموّدته "يقصد بذلك أهل البيت الذين أمر اللّه المسلمين بمودتهم بقوله: قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى. "الخطبة 148، 263"

و عنه "ع" و قد قال له قائل: إنّك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص. فقلت:

بل أنتم و اللّه لأحرص و أبعد، و أنا أخصّ و أقرب. و إنّما طلبت حقّا لي، و أنتم تحولون بيني و بينه، و تضربون وجهي دونه...

اللّهمّ إنّي أستعينك على قريش و من أعانهم فإنّهم قطعوا رحمي، و صغّروا عظيم منزلتي، و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي. ثمّ قالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه، و في الحقّ أن تتركه. "الخطبة 170، 306"

و قال "ع" عند دفن السيدة فاطمة "ع" يخاطب النبي "ص": و ستنبّئك ابنتك بتضافر أمّتك على هضمها. "الخطبة 200، 396"

اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم، فإنّهم قد قطعوا رحمي "يقصد بذلك أنهم قطعوه من رسول اللّه، حيث غصبوه حقه الذي عيّنه له"، و أكفؤوا إنائي، و أجمعوا على منازعتي حقّا كنت أولى به من غيري. و قالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه، و في الحقّ أن تمنعه. فاصبر مغموما أو مت متأسّفا. "الخطبة 215، 413"

و من كتاب له "ع" الى معاوية جوابا: و قلت: إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى أبايع. و لعمر اللّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت، و أن تفضح فافتضحت و ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما، ما لم يكن شاكّا في دينه، و لا مرتابا بيقينه. "الخطبة 267، 470".

فجزت قريشا عنّي الجوازي فقد قطعوا رحمي، و سلبوني سلطان ابن أمّي "يعني رسول اللّه 'ص'". "الخطبة 275، 494"

سكوت الامام عن حقه صبر جميل و لكنه مرّ تقديم الامام المصلحة العامة على حقه


مدخل:

لم يجد الامام علي "ع" لأخذ حقه الصريح مناصرا غير أهل بيته و عدة معدودة من أصحابه،

فضنّ بهم عن الموت، و آثر السكوت عن حقه، و لاذ بالصبر.

لا بل انه كان يداري الخلفاء الثلاثة خلال فترة خلافتهم و يقدم لهم النصائح، حتى ظنّ أنه قد رضي عن عملهم.

لقد كان منطق الامام "ع" منطقا عاليا مشرّفا، و هو تفضيل المصلحة العامة على كل شي ء حتى عن حقه في الخلافة. و لقد كان هذا استجابة لأمر النبي "ص"، الذي أمره بالقيام اذا اجتمع الناس عليه، و بالقعود اذا تفرقوا عنه، و ذلك حفاظا على بيضة الاسلام و صيانة لكيان المسلمين و حفظا لوحدة الصف، لا سيما و أن الإسلام كان غضا في أول عهده.

و كثيرا ما كان "ع" يصرح بأنه اذا كانت التضحية منحصرة في فقده لحقه، فهو أول المضحّين بحقهم فداء مصلحة المسلمين.

و لما حثّته زوجته الزهراء "ع" على النهوض لأخذ حقه، بيّن لها أنه يسكت عن حقه في سبيل أن تظل كلمة اللّه قائمة.

و قد نقل ابن أبي الحديد في شرحه الخطبة "22" ما رواه الكلبي قال: لما أراد علي "ع" المسير الى البصرة قام فخطب الناس فقال: ان اللّه لما قبض نبيه "ص" استأثرت علينا قريش بالامر، و دفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة، فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين و سفك دمائهم، و الناس حديثو العهد بالاسلام، و الدين يمخض مخض الوطب، يفسده أدنى وهن، و يعكسه أقل خلف.

و ان هذا الهدف الاسمى في الحفاظ على كيان الاسلام و وحدة المسلمين، هو الذي جعل الامام "ع" يبايع أبا بكر بعد وفاة فاطمة "ع"، و قد ألمح الى ذلك بقوله لمعاوية: و قلت إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع...

النصوص:

قال الامام علي "ع":

في الخطبة الشقشقية عن الخلافة: فسدلت دونها ثوبا، و طويت عنها كشحا. و طفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء "أي مقطوعة، كناية عن عدم وجود النصير" أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، و يشيب فيها الصغير، و يكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه "يقصد بذلك طول مدة الصبر".

فرأيت أنّ الصّبر على هاتا أحجى، فصبرت و في العين قذى، و في الحلق شجا، أرى تراثي نهبا. "الخطبة 3، 39"

الى أن قال "ع" عن خلافة عمر بن الخطاب: فمني النّاس لعمر اللّه بخبط و شماس، و تلوّن و اعتراض، فصبرت على طول المدّة، و شدّة المحنة. "الخطبة 3، 41"

فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي، فضننت بهم عن الموت، و أغضيت على القذى، و شربت على الشّجا "ما يعترض في الحلق من عظم و نحوه"، و صبرت على أخذ الكظم "الكظم هو مخرج النفس، و المراد أنه صبر حتى الاختناق"، و على أمرّ من طعم العلقم. "الخطبة 26، 74"

و قال "ع" عن حقه في الخلافة: فنظرت في أمري، فإذا طاعتي "لرسول اللّه" قد سبقت بيعتي "للخلفاء السابقين"، و إذا الميثاق في عنقي لغيري "يصف في هذا الكلام حال نفسه "ع" بعد وفاة النبي "ص". بيّن فيه أنه مأمور بالرفق في طلب حقه في الخلافة. فبايع الخلفاء الذين قبله مكرها، امتثالا لما أمره به النبي "ص" من الرفق، و ايفاء بما أخذ عليه النبي من الميثاق في ذلك". "الخطبة 37، 96"

و من كلام له "ع" لما عزموا على بيعة عثمان: لقد علمتم أنّي أحقّ النّاس بها "أي الخلافة" من غيري. و و اللّه لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين. و لم يكن فيها جور

إلاّ عليّ خاصّة، التماسا لأجر ذلك و فضله، و زهدا فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه. "الخطبة 72، 129"

اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم. فإنّهم قد قطعوا رحمي، و أكفؤوا إنائي، و أجمعوا على منازعتي حقّا كنت أولى به من غيري. و قالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه، و في الحقّ أن تمنعه. فاصبر مغموما، أو مت متأسّفا. فنظرت فإذا ليس لي رافد، و لا ذابّ و لا مساعد، إلاّ أهل بيتي فضننت بهم عن المنيّة. فأغضيت على القذى، و جرعت ريقي على الشّجى، و صبرت من كظم الغيظ على أمرّ من العلقم، و آلم للقلب من حزّ الشّفار "أي السيوف". "الخطبة 215، 413"

و قال "ع" لمعاوية: و قلت: إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش "أي الذي في أنفه خشبة يقاد منها" حتّى أبايع. و لعمر اللّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت، و أن تفضح فافتضحت و ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما، ما لم يكن شاكّا في دينه، و لا مرتابا بيقينه. "الخطبة 267، 470"

و قال "ع" في أول عهده لمالك الاشتر: أمّا بعد، فإنّ اللّه سبحانه بعث محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نذيرا للعالمين، و مهيمنا على المرسلين. فلمّا مضى عليه السّلام تنازع المسلمون الأمر من بعده. فو اللّه ما كان يلقى في روعي، و لا يخطر ببالي،

أنّ العرب تزعج هذا الأمر من بعده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن أهل بيته،

و لا أنّهم منحوه عنّي من بعده. فما راعني إلاّ انثيال النّاس على أبي بكر يبايعونه. فأمسكت يدي "أي امتنعت عن بيعته"، حتّى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم "يقصد بالراجعين عن دين محمد "ص" أهل الردة كمسيلمة الكذاب و سجاح و طليحة بن خويلد" فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما،

تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم، الّتي إنّما هي متاع أيّام قلائل،

يزول منها ما كان، كما يزول السّراب، أو كما يتقشّع السّحاب. فنهضت في تلك الأحداث حتّى زاح الباطل و زهق، و اطمأنّ الدّين و تنهنه. "الخطبة 301، 547"

لامت الامام "ع" زوجته فاطمة "ع" على قعوده و أطالت تعنيفه، و هو ساكت حتى أذّن المؤذن، فلما بلغ الى قوله 'أشهد ان محمدا رسول اللّه' قال لها: أتحبّين أن تزول هذه الدعوة من الدّنيا؟ قالت: لا، قال فهو ما أقول لك. "حديد 735" قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إن اجتمعوا عليك فاصنع ما أمرتك، و إلاّ فألصق كلكلك بالأرض، فلمّا تفرّقوا عنّي جررت على المكروه ذيلي، و أغضيت على القذى جفني، و ألصقت بالأرض كلكلي. "حديد 736" من كلام له "ع" قاله للأشعث بن قيس لما قال له: يا أمير المؤمنين إني سمعتك تقول:

ما زلت مظلوما، فما منعك من طلب ظلامتك و الضرب دونها بسيفك؟ فقال "ع":

يا أشعث، منعني من ذلك ما منع هرون، إذ قال لأخيه موسى: إنِّي خَشِيْتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بََيْنَ بَنِي إسْرَائيلَ، وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلي و قد قال له موسى حين مضى لميقات ربّه: إن رأيت قومي ضلّوا و اتّبعوا غيري فنابذهم، فإن لم تجد أعوانا فاحقن دمك، و كفّ يدك، و كذلك قال لي أخي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فلا أخالف أمره. "مستدرك 54"

لا هدف للامام من الخلافة غير إحقاق الحق


قال الامام علي "ع":

أمّا و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة، لو لا حضور الحاضر، و قيام الحجّة بوجود النّاصر،

و ما أخذ اللّه على العلماء، أن لا يقارّوا على كظّة ظالم، و لا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، و لسقيت آخرها بكأس أوّلها، و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز. "الخطبة 3، 44"

قال عبد اللّه بن عباس "رض": دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار و هو يخصف نعله. فقال لي: ما قيمة هذه النعل؟ فقلت: لا قيمة لها فقال عليه السلام: و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم، إلاّ أن أقيم حقّا، أو أدفع باطلا. "الخطبة 33، 88"

اللّهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان منّا منافسة في سلطان، و لا التماس شي ء من فضول الحطام، و لكن لنرد المعالم من دينك، و نظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، و تقام المعطّلة من حددك. "الخطبة 129، 242"

و إنّي إلى لقاء اللّه لمشتاق، و حسن ثوابه لمنتظر راج، و لكنّني آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها، فيتّخذوا مال اللّه دولا، و عباده خولا "أي عبيدا"، و الصّالحين حربا، و الفاسقين حزبا. فإنّ منهم الّذي قد شرب فيكم الحرام "أي الخمر"، و جلد حدّا في الإسلام "و هو عتبة بن أبي سفيان". و إنّ منهم من لم يسلم حتّى رضخت له على الإسلام الرضائخ "أي العطايا، و قيل انه عمرو بن العاص".

فلو لا ذلك ما أكثرت تأليبكم و تأنيبكم، و جمعكم و تحريضكم، و لتركتكم إذ أبيتم و ونيتم. "الخطبة 301، 548"

عصر الخلفاء الراشدين


الشورى الاجماع على الخلافة


قال الامام علي "ع":

في الخطبة الشقشقية: حتّى إذا مضى "أي عمر" لسبيله، جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم. فيا للّه و للشّورى. متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم، حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر "يقصد بالجماعة الستة و هم: علي و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص". لكنّي أسففت إذ أسفّوا و طرت إذ طاروا. فصغا رجل منهم لضغنه، و مال الآخر لصهره، مع هن وهن. "الخطبة 3، 41"

أيّها النّاس، إنّ أحقّ النّاس بهذا الأمر أقواهم عليه، و أعلمهم بأمر اللّه فيه. فإن شغب شاغب استعتب، فإن أبى قوتل. و لعمري، لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتّى يحضرها عامّة النّاس، فما إلى ذلك سبيل. و لكن أهلها يحكمون على من غاب عنها، ثمّ ليس للشّاهد أن يرجع، و لا للغائب أن يختار. "الخطبة 171، 308"

و من كتاب له "ع" الى معاوية:... و إنّما الشّورى للمهاجرين و الأنصار. فإن اجتمعوا على رجل و سمّوه إماما كان ذلك للّه رضا. فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردّوه إلى ما خرج منه. فإن أبى قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين. و ولاّه اللّه ما تولّى. "الخطبة 245، 446"

و قال "ع" واعجباه أن تكون الخلافة بالصّحابة و لا تكون بالصّحابة و القرابة؟. قال الشريف الرضي: و روي له شعر في هذا المعنى "يخاطب به أبا بكر".

فإن كنت بالشّورى ملكت أمورهم

فكيف بهذا و المشيرون غيّب

و إن كنت بالقربى حججت خصيمهم

فغيرك أولى بالنّبيّ و أقرب

'راجع الحاشية في المبحث "142"' "160 ح، 601"

الامام علي و الخلافة


الخطبة الشقشقية

من خطبة للامام علي "ع" و هي المعروفة بالشّقشقية، و تشمل على الشكوى من أمر الخلافة و الخلفاء، يقول فيها:

أما و اللّه لقد تقمّصها ابن أبي قحافة، و إنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحى. ينحدر عنّي السّيل، و لا يرقى إليّ الطّير. فسدلت دونها ثوبا، و طويت عنها كشحا "كناية عن الجوع، أي أنه عليه السلام مال عن الخلافة". و طفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء "أي مقطوعة و هو كناية عن عدم القدرة"، أو أصبر على طخية "أي ظلمة" عمياء، يهرم فيها الكبير، و يشيب فيها الصّغير، و يكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه "يقصد بذلك الفترة ما بين وفاة النبي "ص" و تولي الامام "ع" الخلافة، و هي المدة التي تذرع فيها الامام بالصبر. و قد كانت من طولها بحيث يشيب فيها من كان صغيرا..." فرأيت أنّ الصّبر على هاتا أحجى "أي أقرب الى العقل". فصبرت و في العين قذى،

و في الحلق شجا، أرى تراثي نهبا.

حتّى مضى الأوّل لسبيله، فأدلى بها إلى ابن الخطّاب بعده "ثم تمثل بقول الاعشى":

شتّان ما يومي على كورها

و يوم حيّان أخي جابر

"أي ما أبعد الشبه بين الحالة التي استلم فيها عمر الخلافة، و قد كان كل شي ء مستتبا على ما يرام، و بين الحالة التي تسلم فيها الامام علي الخلافة، و قد انتقض الامر فيها عروة عروة،

فمسؤوليات الامام علي تجاه الوضع لا تقارن بعمر".

فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته "أي أن من كان يطلب الاقالة من الخلافة و هو أبو بكر لقوله: أقيلوني فلست بخيركم، ليس يجدر به أن يجعل الخلافة لشخص آخر و يلزم الناس بخلافته من بعده، بل كان الاجدر به أن يترك الامر شورى". لشدّ ما تشطّرا ضرعيها "أي ان الخليفة الاول و الثاني اجتمعا على امر الخلافة كالمجتمعين على ضرعي ناقة، ينال كل واحد منهما ضرعا بالتساوي".

فصيّرها "أي أبو بكر" في حوزة خشناء "أي عمر بن الخطاب، و هذا بيان لما كان عليه من القسوة التي تجور على العدل" يغلظ كلمها، و يخشن مسّها "أي اذا مسها شخص تؤذيه و تضره، و اذا جرحته كان جرحها غليظا أي عميقا" و يكثر العثار فيها و الإعتذار منها "هذه حال من تصعب معاملته، فالمرء يتعثر كثيرا في السير معه، و هو لشدة جهله كلما أخطأ اعتذر" فصاحبها "أي الخلافة" كراكب الصّعبة "أي الناقة غير الذلول" إن أشنق لها خرم، و إن أسلس لها تقحّم "أي لا يجد طريقة في تسيير هذه الناقة، لا بأن يشد لها الزمام و لا بأن يرخيه". فمني النّاس لعمر اللّه "أي أصيبوا"، بخبط و شماس، و تلوّن و اعتراض "صفات سيئة للناقة الشموس التي لا تسير على طريق مستقيم". فصبرت على طول المدّة و شدّة المحنة.

حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم. فيا للّه و للشّورى متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم، حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر لكنّي أسففت إذ أسفّوا "أسفّ الطائر: دنا من الارض"، و طرت إذ طاروا "يريد بذلك عدم مخالفته لهم". فصغى رجل منهم لضغنه، و مال الآخر لصهره، مع هن وهن.

توضيح قصة الشورى:

"فأما الذي صغى لضغنه فهو طلحة، و انما مال الى عثمان لعداوته لعلي 'ع'، باعتبار أنه تيمي و ابن عم أبي بكر، فتحرك في نفسه الضغن الذي بين تيم و هاشم لأجل الخلافة.

/ 86