تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المشاعر عرف أن لا مشعر له، و بمضادّته بين الأمور عرف أن لا ضدّ له. و بمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له، ضادّ النّور بالظّلمة، و الوضوح بالبهمة. و الجمود بالبلل، و الحرور بالصّرد "أي البرد". مؤلّف بين متعادياتها، مقارن بين متبايناتها.

مقرّب بين متباعداتها، مفرّق بين متدانياتها. لا يشمل بحدّ، و لا يحسب بعدّ. و إنّما تحدّ الأدوات أنفسها، و تشير الآلات إلى نظائرها. منعتها "منذ" القدمة، و حمتها "قد" الأزليّة. و جنّبتها "لولا" التّكملة. بها تجلّى صانعها للعقول، و بها امتنع عن نظر العيون، و لا يجري عليه السّكون و الحركة. و كيف يجري عليه ما هو أجراه، و يعود فيه ما هو أبداه. و يحدث فيه ما هو أحدثه إذا لتفاوتت ذاته، و لتجزّأ كنهه، و لامتنع من الأزل معناه. و لكان له وراء إذ وجد له أمام. و لالتمس التّمام إذ لزمه النّقصان. و إذا لقامت آية المصنوع فيه، و لتحوّل دليلا بعد أن كان مدلولا عليه. و خرج بسلطان الإمتناع من أن يؤثّر فيه ما يؤثّر في غيره. الّذي لا يحول و لا يزول، و لا يجوز عليه الأفول. لم يلد فيكون مولودا، و لم يولد فيصير محدودا. جلّ عن اتّخاذ الأبناء، و طهر عن ملامسة النّساء. لا تناله الأوهام فتقدّره، و لا تتوهّمه الفطن فتصوّره. و لا تدركه الحواسّ فتحسّه، و لا تلمسه الأيدي فتمسّه. و لا يتغيّر بحال، و لا يتبدّل في الأحوال.

و لا تبليه اللّيالي و الأيّام، و لا يغيّره الضّياء و الظّلام. و لا يوصف بشي ء من الأجزاء، و لا بالجوارح و الأعضاء. و لا بعرض من الأعراض، و لا بالغيريّة و الأبعاض. و لا يقال له حدّ و لا نهاية، و لا انقطاع و لا غاية. و لا أنّ الأشياء تحويه فتقلّه أو تهويه "أي ترفعه أو تسقطه"، أو أنّ شيئا يحمله فيميله أو يعدّله. ليس في الأشياء بوالج، و لا عنها بخارج. يخبر لا بلسان و لهوات، و يسمع لا بخروق و أدوات. يقول و لا يلفظ، و يحفظ و لا يتحفّظ، و يريد و لا يضمر. يحبّ و يرضى من غير رقّة، و يبغض و يغضب من غير مشقّة. يقول لمن أراد كونه: كن فيكون، لا بصوت يقرع، و لا بنداء يسمع. و إنّما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه و مثّله. لم يكن من قبل ذلك كائنا، و لو كان قديما لكان إلها ثانيا. "الخطبة 184، 341"

لا يقال كان بعد أن لم يكن، فتجري عليه الصّفات المحدثات. و لا يكون بينها و بينه

فصل، و لا له عليها فضل. فيستوي الصّانع و المصنوع، و يتكافأ المبتدع و البديع. خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره. و لم يستعن على خلقها بأحد من خلقه. "الخطبة 184، 343"

و إن اللّه سبحانه يعود بعد فناء الدّنيا وحده لا شي ء معه. كما كان قبل ابتدائها، كذلك يكون بعد فنائها. بلا وقت و لا مكان، و لا حين و لا زمان. عدمت عند ذلك الآجال و الأوقات، و زالت السّنون و السّاعات. فلا شي ء إلاّ اللّه الواحد القهّار، الّذي إليه مصير جميع الأمور. بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها، و بغير امتناع منها كان فناؤها، و لو قدرت على الإمتناع لدام بقاؤها. لم يتكاءده صنع شي ء منها إذ صنعه، و لم يؤده منها خلق ما خلقه و برأه. و لم يكوّنها لتشديد سلطان، و لا لخوف من زوال و نقصان. و لا للإستعانة بها على ندّ مكاثر، و لا للإحتراز بها من ضدّ مثاور. و لا للإزدياد بها في ملكه، و لا لمكاثرة شريك في شركه. و لا لوحشة كانت منه، فأراد أن يستأنس إليها. ثمّ هو يفنيها بعد تكوينها. لا لسأم دخل عليه في تصريفها و تدبيرها، و لا لراحة واصلة إليه، و لا لثقل شي ء منها عليه. لا يملّه طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها. و لكنّه سبحانه دبّرها بلطفه، و أمسكها بأمره و أتقنها بقدرته. ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها، و لا استعانة بشي ء منها عليها. و لا لإنصراف من حال وحشة إلى حال استئناس، و لا من حال جهل و عمى إلى حال علم و التماس. و لا من فقر و حاجة إلى غنى و كثرة، و لا من ذلّ و ضعة إلى عزّ و قدرة. "الخطبة 184، 345"

أمّا بعد فإنّ اللّه سبحانه و تعالى، خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم آمنا من معصيتهم. لأنّه لا تضرّه معصية من عصاه، و لا تنفعه طاعة من أطاعه. فقسم بينهم معايشهم و وضعهم من الدّنيا مواضعهم. "الخطبة 191، 376"

'راجع تتمة الكلام في المبحث 363 صفات المتّقين'. و اعلموا عباد اللّه، أنّه لم يخلقكم عبثا و لم يرسلكم هملا. علم مبلغ نعمه عليكم، و أحصى إحسانه إليكم. فاستفتحوه و استنجحوه. و اطلبوا إليه و استمنحوه. فما قطعكم

عنه حجاب، و لا أغلق عنكم دونه باب. و إنّه لبكلّ مكان، و في كلّ حين و أوان، و مع كلّ إنس و جانّ. لا يثلمه العطاء و لا ينقصه الجباء. و لا يستنفده سائل و لا يستقصيه نائل. و لا يلويه شخص عن شخص. و لا يلهيه صوت عن صوت. و لا تحجزه هبة عن سلب. و لا يشغله غضب عن رحمة. و لا تولهه رحمة عن عقاب. و لا يجنّه "أي يستره" البطون عن الظّهور. و لا يقطعه الظّهور عن البطون. قرب فنأى، و علا فدنا. و ظهر فبطن، و بطن فعلن. و دان و لم يدن. لم يذرإ الخلق باحتيال، و لا استعان بهم لكلال. "الخطبة 193، 383"

الحمد للّه العليّ عن شبه المخلوقين. الغالب لمقال الواصفين. الظّاهر بعجائب تدبيره للنّاظرين. و الباطن بجلال عزّته عن فكر المتوهّمين. العالم بلا اكتساب و لا ازدياد، و لا علم مستفاد. المقدّر لجميع الأمور بلا رويّة و لا ضمير. الّذي لا تغشاه الظّلم، و لا يستضي ء بالأنوار. و لا يرهقه ليل، و لا يجري عليه نهار. ليس إدراكه بالإبصار، و لا علمه بالإخبار. "الخطبة 211، 406"

فتفهّم يا بنيّ وصيّتي. و اعلم أنّ مالك الموت هو مالك الحياة. و أنّ الخالق هو المميت، و أنّ المفني هو المعيد، و أنّ المبتلي هو المعافي. "الخطبة 270، 2، 478"

و اعلم يا بنيّ أنّ أحدا لم ينبئ عن اللّه سبحانه كما أنبأ عنه الرّسول صلّى اللّه عليه و آله فأرض به رائدا، و إلى النّجاة قائدا، فإنّي لم آلك نصيحة. و إنّك لن تبلغ في النّظر لنفسك و إن اجتهدت مبلغ نظري لك. و اعلم يا بنيّ أنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله، و لرأيت آثار ملكه و سلطانه، و لعرفت أفعاله و صفاته. "الخطبة 270، 2، 479"

علم اللّه تعالى


مدخل:

من أول صفات اللّه تعالى الثبوتية أنه عالم مدرك، بصير سميع، محيط بكل الأشياء و الأفعال. و يمتد علمه ليشمل كلّ زمان و مكان، و يحيط بكلّ شي ء صغير و كبير، و يطلع حتى على نجوى المتخافتين، و أسرار خواطر المضمرين، و هو القائل: يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَى .

و يقسم علم اللّه تعالى الى ثلاثة أنواع هي:

1 العلم المخزون: و هو العلم الذي استأثر به لنفسه، لم يطلع عليه أحدا.

2 العلم المحتوم: و هو الذي أطلع عليه ملائكته و رسله و عباده الصالحين، و هو يحدث حتما. و من هذا القبيل العلم الذي أخبر به النبي "ص" و علّمه للإمام علي "ع"، و هو من باب الإخبار بالمغيبات.

3 العلم المخروم: و هو الذي يكون مشروطا بعمل يعمله العبد، و هذا يمكن أن يحدث أو لا يحدث حسبما يثبته اللّه أو يمحوه، مصداقا لقوله جلّ من قائل: يَمْحُو اللّهُ ما يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ،

وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ. و في هذا القسم يكون البداء.

النصوص:

قال الامام علي "ع":

أحال الأشياء لأوقاتها، و لأم بين مختلفاتها، و غرّز غرائزها، و ألزمها أشباحها، عالما بها قبل ابتدائها، محيطا بحدودها و انتهائها، عارفا بقرائنها و أحنائها. "الخطبة 1، 25"

الحمد للّه الّذي بطن خفيّات الأمور "أي علم الأمور من باطنها". "الخطبة 49، 106"

و كلّ عالم غيره متعلّم. "الخطبة 63، 119"

بل قضاء متقن، و علم محكم، و أمر مبرم. "الخطبة 63، 120"

قد علم السّرائر، و خبر الضّمائر. له الإحاطة بكلّ شي ء، و الغلبة لكلّ شي ء، و القوّة

على كلّ شي ء. "الخطبة 84، 151"

قسم أرزاقهم، و أحصى آثارهم و أعمالهم، و عدد أنفسهم، و خائنة أعينهم، و ما تخفي صدورهم من الضّمير، و مستقرّهم و مستودعهم من الأرحام و الظّهور، إلى أن تتناهى بهم الغايات. "الخطبة 88، 159"

و جاء في خطبة الأشباح في بيان علم اللّه تعالى:

عالم السّرّ من ضمائر المضمرين، و نجوى المتخافتين، و خواطر رجم الظّنون و عقد عزيمات اليقين، و مسارق إيماض الجفون، و ما ضمنته أكنان القلوب و غيابات الغيوب، و ما أصغت لاستراقه مصائخ الأسماع، و مصائف الذّرّ "صغار النمل"، و مشاتي الهوامّ، و رجع الحنين من المولهات، و همس الأقدام، و منفسح الثّمرة من ولائج غلف الأكمام "الكم وعاء غبار الطلع"، و منقمع الوحوش من غيران "جمع غار" الجبال و أوديتها، و مختبإ البعوض بين سوق الأشجار و ألحيتها "جمع لحاء و هو قشر الشجرة"، و مغرز الأوراق من الأفنان، و محطّ الأمشاج من مسارب الأصلاب "مكان تسرب المني عند نزوله"، و ناشئة الغيوم و متلاحمها، و درور قطر السّحاب في متراكمها، و ما تسفي الأعاصير بذيولها، و تعفو الأمطار بسيولها، و عوم بنات الأرض في كثبان الرّمال و مستقرّ ذوات الأجنحة بذرى شناخيب الجبال "أي رؤوسها"، و تغريد ذوات المنطق في دياجير الأوكار "أي ظلمتها"، و ما أوعبته الاصداف "أي جمعته"، و حضنت عليه "أي ربّته في حضنها" أمواج البحار، و ما غشيته سدفة "أي ظلمة" ليل أو ذرّ عليه شارق نهار، و ما اعتقبت "أي تعاقبت" عليه أطباق الدّياجير، و سبحات النّور. و أثر كلّ خطوة، و حسّ كلّ حركة، و رجع كلّ كلمة، و تحريك كلّ شفة، و مستقرّ كلّ نسمة، و مثقال كلّ ذرّة، و هماهم كلّ نفس هامّة، و ما عليها من ثمر شجرة، أو ساقط ورقة، أو قرارة نطفة، أو نقاعة دم و مضغة، أو ناشئة خلق و سلالة. لم يلحقه في ذلك كلفة، و لا اعترضته في حفظ ما ابتدع من خلقه عارضة، و لا اعتورته في تنفيذ الأمور و تدابير المخلوقين ملالة و لا فترة، بل نفذهم علمه، و أحصاهم عدده، و وسعهم عدله، و غمرهم فضله، مع تقصيرهم عن كنه ما هو أهله. "الخطبة 89، 4، 175"

خرق علمه باطن غيب السّترات، و أحاط بغموض عقائد السّريرات. "الخطبة 106، 205"

من تكلّم سمع نطقه، و من سكت علم سرّه. "الخطبة 107، 208"

كلّ سرّ عندك علانية، و كلّ غيب عندك شهادة. "الخطبة 107، 208"

و نستغفره ممّا أحاط به علمه، و أحصاه كتابه، علم غير قاصر، و كتاب غير مغادر. "الخطبة 112، 219"

... و إنّما علم الغيب علم السّاعة، و ما عدّده اللّه سبحانه بقوله إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ الآية. فيعلم اللّه سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى و قبيح أو جميل، و سخيّ أو بخيل، و شقيّ أو سعيد، و من يكون في النّار حطبا، أو في الجنان للنّبيّين مرافقا. فهذا علم الغيب الّذي لا يعلمه أحد إلاّ اللّه. "الخطبة 126، 239"

الباطن لكلّ خفيّة، و الحاضر لكلّ سريرة. العالم بما تكنّ الصّدور و ما تخون العيون. "الخطبة 130، 243"

ألا إنّ اللّه تعالى قد كشف الخلق كشفة "أي علم حالهم في جميع أطوارهم"، لا أنّه جهل ما أخفوه من مصون أسرارهم و مكنون ضمائرهم، و لكن لِيَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً. فيكون الثّواب جزاء، و العقاب بواء. "الخطبة 142، 255"

و عالم إذ لا معلوم، و ربّ إذ لا مربوب، و قادر إذ لا مقدور. "الخطبة 150، 267"

يقضي بعلم، و يعفو بحلم. "الخطبة 158، 280"

أدركت الأبصار، و أحصيت الأعمال، و أخذت بالنّواصي و الأقدام. "الخطبة 158، 280"

و لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة و لا كرور لفظة، و لا ازدلاف ربوة و لا انبساط خطوة. في ليل داج و لا غسق ساج، يتفيّأ عليه القمر المنير، و تعقبه الشّمس ذات النّور في الأفول و الكرور، و تقلّب الأزمنة و الدّهور. من إقبال ليل مقبل، و إدبار نهار مدبر. قبل كلّ غاية و مدّة، و كلّ إحصاء و عدّة. "الخطبة 161، 289"

علمه بالأموات الماضين كعلمه بالأحياء الباقين. و علمه بما في السّموات العلى كعلمه بما في الأرضين السّفلى. "الخطبة 161، 290"

و لا يعزب عنه عدد قطر الماء و لا نجوم السّماء، و لا سوافي الرّيح في الهواء، و لا دبيب

النّمل على الصّفا، و لا مقيل الذّرّ "صغار النمل" في اللّيلة الظّلماء. يعلم مساقط الأوراق و خفيّ طرف الأحداق. "الخطبة 176، 319"

فسبحان من لا يخفى عليه سواد غسق داج، و لا ليل ساج، في بقاع الأرضين المتطأطئات، و لا في يفاع السّفع المتجاورات "اليّفاع التل، و السفع الجبال السود".

و ما يتجلجل به الرّعد في أفق السّماء، و ما تلاشت عنه بروق الغمام. و ما تسقط من ورقة تزيلها عن مسقطها عواصف الأنواء و انهطال السّماء و يعلم مسقط القطرة و مقرّها، و مسحب الذّرّة و مجرّها، و ما يكفي البعوضة من قوتها، و ما تحمل الأنثى في بطنها. "الخطبة 180، 325"

فاتّقوا اللّه الّذي أنتم بعينه، و نواصيكم بيده، و تقلّبكم في قبضته. إن أسررتم علمه، و إن أعلنتم كتبه. قد وكّل بذلك حفظة كراما، لا يسقطون حقّا، و لا يثبتون باطلا. "الخطبة 181، 331"

فالطّير مسخّرة لأمره. أحصى عدد الرّيش منها و النّفس، و أرسى قوائمها على النّدى و اليبس. و قدّر أقواتها و أحصى أجناسها: فهذا غراب و هذا عقاب، و هذا حمام و هذا نعام. "الخطبة 183، 337"

هو الظّاهر عليها بسلطانه و عظمته، و هو الباطن لها بعلمه و معرفته... "الخطبة 184، 344"

الّذي عظم حلمه فعفا، و عدل في كلّ ما قضى، و علم ما يمضي و ما مضى. مبتدع الخلائق بعلمه، و منشئهم بحكمه. بلا اقتداء و لا تعليم، و لا احتذاء لمثال صانع حكيم. و لا إصابة خطأ، و لا حضرة ملأ. "الخطبة 189، 353"

يعلم عجيج الوحوش في الفلوات، و معاصي العباد في الخلوات، و اختلاف النّينان "جمع نون و هو الحوت" في البحار الغامرات، و تلاطم الماء بالرّياح العاصفات. "الخطبة 196، 387"

إنّ اللّه سبحانه و تعالى لا يخفى عليه ما العباد مقترفون في ليلهم و نهارهم. لطف به خبرا، و أحاط به علما. أعضاؤكم شهوده، و جوارحكم جنوده. و ضمائركم عيونه، و خلواتكم عيانه. "الخطبة 197، 394"

فخذوا من ممرّكم لمقرّكم، و لا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم. "الخطبة 201، 396"

العالم بلا اكتساب و لا ازدياد، و لا علم مستفاد... ليس إدراكه بالإبصار، و لا علمه بالإخبار. "الخطبة 211، 406"

اللهمّ إنّك آنس الآنسين لأوليائك، و أحضرهم بالكفاية للمتوكّلين عليك. تشاهدهم في سرائرهم، و تطّلع عليهم في ضمائرهم، و تعلم مبلغ بصائرهم. فأسرارهم لك مكشوفة، و قلوبهم إليك ملهوفة. "الخطبة 225، 429"

فإذا ناديته سمع نداك، و إذا ناجيته علم نجواك. "الخطبة 270، 2، 482"

أيّها النّاس، اتّقوا اللّه الّذي إن قلتم سمع، و إن أضمرتم علم. "الخطبة 203 ح، 603"

اللهمّ إنّي أعوذ بك من أن تحسن في لامعة العيون علانيتي، و تقبّح فيما أبطن لك سريرتي، محافظا على رئاء النّاس من نفسي، بجميع ما أنت مطّلع عليه منّي. "276 ح، 622"

اتّقوا معاصي اللّه في الخلوات، فإنّ الشّاهد هو الحاكم. "324 ح، 631"

هيمنة اللّه و جبروته عزته و كبرياؤه


مدخل:

من صفات اللّه تعالى أنه المهيمن ذو الجبروت. أما هيمنته فتتجلى في أنه المسيطر على كل شي ء و الحافظ له، فكل شي ء قائم بوجوده. و أما الجبروت فيعني القهر، أي أنه سبحانه قاهر لكل شي ء و لا يعجزه شي ء، و كل شي ء خاضع لمشيئته، و ذلك مصداق قوله تعالى:

وَ للّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَ الأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً 'الرعد 15'. و قوله جلّ من قائل:

المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ.

النصوص:

قال الامام علي "ع" عن الحجّ:

و جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته، و إذعانهم لعزّته. "الخطبة 1، 35"

و كلّ عزيز غيره ذليل، و كلّ قويّ غيره ضعيف، و كلّ مالك غيره مملوك. "الخطبة 63، 119"

و لكن خلائق مربوبون، و عباد داخرون "أي أذلاء". "الخطبة 63، 120"

و أستعينه قاهرا قادرا. "الخطبة 81، 1، 136"

عباد مخلوقون اقتدارا، و مربوبون اقتسارا "أي عباد خلقهم اللّه بقدرته و ملكهم بسطوته". "الخطبة 81، 1، 139"

قد علم السّرائر، و خبر الضّمائر. له الإحاطة بكلّ شي ء، و الغلبة لكلّ شي ء، و القوّة على كلّ شي ء. "الخطبة 84، 151"

هو الّذي اشتدّت نقمته على أعدائه في سعة رحمته، و اتّسعت رحمته لأوليائه في شدّة نقمته. قاهر من عازّه "أي رام مشاركته في عزته"، و مدمّر من شاقّه، و مذلّ من ناواه، و غالب من عاداه. من توكّل عليه كفاه، و من سأله أعطاه، و من أقرضه قضاه، و من شكره جزاه. "الخطبة 88، 159"

فتمّ خلقه بأمره، و أذعن لطاعته، و أجاب إلى دعوته. "الخطبة 89، 1، 165"

لم يلحقه في ذلك كلفة، و لا اعترضته في حفظ ما ابتدع من خلقه عارضة، و لا اعتورته في تنفيذ الأمور و تدابير المخلوقين ملالة و لا فترة. بل نفذهم علمه، و أحصاهم عدده، و وسعهم عدله، و غمرهم فضله، مع تقصيرهم عن كنه ما هو أهله. "الخطبة 89، 4، 177"

و لئن أمهل الظّالم فلن يفوت أخذه، و هو له بالمرصاد على مجاز طريقه، و بموضع

الشّجى من مساغ ريقه "أي ممره من الحلق". "الخطبة 95، 188"

و هو اللّه الّذي لا يعجزه من طلب، و لا يفوته من هرب. "الخطبة 103، 200"

كلّ شي ء خاشع له، و كلّ شي ء قائم به: غنى كلّ فقير، و عزّ كلّ ذليل، و قوّة كلّ ضعيف، و مفزع كلّ ملهوف. من تكلّم سمع نطقه، و من سكت علم سرّه، و من عاش فعليه رزقه، و من مات فإليه منقلبه. "الخطبة 107، 208"

أنت الأبد لا أمد لك، و أنت المنتهى فلا محيص عنك، و أنت الموعد فلا منجى منك إلاّ إليك. بيدك ناصية كلّ دابّة، و إليك مصير كلّ نسمة. "الخطبة 107، 208"

و انقادت له الدّنيا و الآخرة بأزمّتها، و قذفت إليه السّموات و الأرضون مقاليدها، و سجدت له بالغدوّ و الآصال الأشجار النّاضرة، و قدحت له من قضبانها النّيران المضيئة، و آتت أكلها بكلماته الثّمار اليانعة. "الخطبة 131، 244"

بان من الأشياء بالقهر لها، و القدرة عليها. و بانت الأشياء منه بالخضوع له و الرّجوع إليه. "الخطبة 150، 267"

فتمّ خلقه بأمره، و أذعن لطاعته، فأجاب و لم يدافع، و انقاد و لم ينازع. "الخطبة 153، 271"

أدركت الأبصار، و أحصيت الأعمال، و أخذت بالنّواصي و الأقدام. "الخطبة 158، 280"

خرّت له الجباه، و وحّدته الشّفاه. "الخطبة 161، 289"

ليس لشي ء منه امتناع، و لا له بطاعة شي ء انتفاع. "الخطبة 161، 290"

تعنو الوجوه لعظمته، و تجب "أي تخفق" القلوب من مخافته. "الخطبة 177، 320"

خلق الخلائق بقدرته، و استعبد الأرباب بعزّته، و ساد العظماء بجوده. "الخطبة 181، 329"

ليس بذي كبر امتدّت به النّهايات فكبّرته تجسيما، و لا بذي عظم تناهت به الغايات فعظّمته تجسيدا. بل كبر شأنا، و عظم سلطانا. "الخطبة 183، 334"

فتبارك اللّه الّذي يسجد له من في السّموات و الأرض طوعا و كرها، و يعفّر له خدّا و وجها، و يلقي إليه بالطّاعة سلما و ضعفا، و يعطي له القياد رهبة و خوفا. "الخطبة 183، 337"

/ 86