تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

البحار. فمنهم الغرق الوبق "أي الهالك" و منهم النّاجي على بطون الأمواج. تحفزه الرّياح بأذيالها و تحمله على أهوالها. فما غرق منها فليس بمستدرك، و ما نجا منها فإلى مهلك. "الخطبة 194، 385"

أيّها النّاس، إنّما الدّنيا دار مجاز، و الآخرة دار قرار. فخذوا من ممرّكم لمقرّكم و لا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم. و أخرجوا من الدّنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم. "الخطبة 201، 396"

قال "ع" عند تلاوته يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ: ... يا أيّها الإنسان، ما جرّأك على ذنبك، و ما غرّك بربّك، و ما أنّسك بهلكة نفسك؟. "الخطبة 221، 423"

ثم قال "ع": ... و حقّا أقول ما الدّنيا غرّتك، و لكن بها اغتررت، و لقد كاشفتك العظات، و آذنتك على سواء. و لهي بما تعدك من نزول البلاء بجسمك، و النّقص في قوّتك، أصدق و أوفى من أن تكذبك أو تغرّك. و لربّ ناصح لها عندك متّهم، و صادق من خبرها مكذّب. و لئن تعرّفتها في الدّيار الخاوية، و الرّبوع الخالية، لتجدنّها من حسن تذكيرك، و بلاغ موعظتك، بمحلّة الشّفيق عليك، و الشّحيح بك. و لنعم دار من لم يرض بها دارا و محلّ من لم يوطّنها محلاّ و إنّ السّعداء بالدّنيا غدا هم الهاربون منها اليوم. "الخطبة 221، 424"

دار بالبلاء محفوفة، و بالغدر معروفة، لا تدوم أحوالها، و لا يسلم نزّالها. أحوال مختلفة،

و تارات متصرّفة. العيش فيها مذموم، و الأمان فيها معدوم. و إنّما أهلها فيها أغراض مستهدفة. ترميهم بسهامها، و تفنيهم بحمامها. "الخطبة 224، 427"

... فاحذروا الدّنيا فإنّها غدّارة غرّارة خدوع، معطية منوع، ملبسة نزوع. لا يدوم رخاؤها، و لا ينقضي عناؤها، و لا يركد بلاؤها. "الخطبة 228، 432"

عاتب الامام "ع" قاضيه شريح بن الحارث لشرائه دارا بثمانين دينارا، و قد كتب لها كتابا. و قال له "ع": أما إنّك لو كنت أتيتني عند شرائك ما اشتريت، لكتبت لك كتابا على هذه النّسخة. فلم ترغب في شراء هذه الدّار بدرهم فما فوق. و النّسخة هذه: هذا ما اشترى عبد ذليل، من عبد قد أزعج للرّحيل. اشترى منه دارا من دار الغرور. من

جانب الفانين، و خطّة الهالكين. و تجمع هذه الدّار حدود أربعة: الحدّ الأوّل ينتهي إلى دواعي الآفات. و الحدّ الثّاني ينتهي إلى دواعي المصيبات. و الحدّ الثّالث ينتهي إلى الهوى المردي. و الحدّ الرّابع ينتهي إلى الشّيطان المغوي، و فيه يشرع باب هذه الدّار. اشترى هذا المغترّ بالأمل، من هذا المزعج بالأجل، هذه الدّار، بالخروج من عزّ القناعة، و الدّخول في ذلّ الطّلب و الضّراعة. فما أدرك هذا المشتري فيما اشترى منه من درك "الدرك هو التبعة. و المقصود به الضمان الذي يقع على البائع".

فعلى مبلبل أجسام الملوك، و سالب نفوس الجبابرة، و مزيل ملك الفراعنة، مثل كسرى و قيصر، و تبّع و حمير، و من جمع المال على المال فأكثر، و من بنى و شيّد،

و زخرف و نجّد، و ادّخر و اعتقد، و نظر بزعمه للولد إشخاصهم جميعا إلى موقف العرض و الحساب، و موضع الثّواب و العقاب. إذا وقع الأمر بفصل القضاء وَ خَسِرَ هُنَالِكَ المُبْطِلُونَ. شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى و سلم من علائق الدّنيا. "الخطبة 242، 444"

من وصية له "ع" لابنه الحسن "ع" كتبها اليه عند انصرافه من صفين:

من الوالد الفان، المقرّ للزّمان. المدبر العمر، المستسلم للدّنيا، السّاكن مساكن الموتى، و الظّاعن عنها غدا. إلى المولود المؤمّل ما لا يدرك، السّالك سبيل من قد هلك. غرض الأسقام، و رهينة الأيّام، و رميّة المصائب، و عبد الدّنيا، و تاجر الغرور.

و غريم المنايا، و أسير الموت. و حليف الهموم، و قرين الأحزان. و نصب الآفات، و صريع الشّهوات. "الخطبة 270، 1، 473"

... و أنّ الدّنيا لم تكن لتستقرّ إلاّ على ما جعلها اللّه عليه من النّعماء و الإبتلاء، و الجزاء في المعاد، أو ما شاء ممّا لا تعلم. "الخطبة 270، 2، 478"

و إيّاك أن تغترّ بما ترى من إخلاد أهل الدّنيا إليها، و تكالبهم عليها. فقد نبّأك اللّه عنها، و نعت لك نفسها، و تكشّفت لك عن مساويها. فإنّما أهلها كلاب عاوية و سباع ضارية، يهرّ بعضها على بعض، و يأكل عزيزها ذليلها، و يقهر كبيرها صغيرها. نعم معقّلة "أي إبل مربوطة عن فعل الشر" و أخرى مهملة "غير مربوطة".

قد أضلّت عقولها و ركبت مجهولها. سروح عاهة "أي يسرحون لرعي الآفات" بواد وعث. ليس لها راع يقيمها و لا مسيم يسيمها. سلكت بهم الدّنيا طريق العمى، و أخذت بأبصارهم عن منار الهدى. فتاهوا في حيرتها، و غرقوا في نعمتها. و اتّخذوها ربّا، فلعبت بهم و لعبوا بها، و نسوا ما ورأها. "الخطبة 270، 3، 483"

من أمن الزّمان خانه، و من أعظمه أهانه. "الخطبة 270، 4، 489"

إليك عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك "شبه الدنيا بالناقة، و الغارب ما بين السنام و العنق" قد انسللت من مخالبك، و أفلت من حبائلك، و اجتنبت الذّهاب في مداحضك "أي مساقطك". أين القرون الّذين غررتهم بمداعبك أين الأمم الّذين فتنتهم بزخارفك فها هم رهائن القبور، و مضامين اللّحود و اللّه لو كنت شخصا مرئيّا، و قالبا حسّيّا، لأقمت عليك حدود اللّه في عباد غررتهم بالأماني، و امم القيتهم في المهاوي، و ملوك أسلمتهم إلى التّلف، و أوردتهم موارد البلاء. إذ لا ورد و لا صدر هيهات من وطى ء دحضك زلق "الدحض: المكان الذي لا تثبت فيه القدم" و من ركب لججك غرق، و من ازورّ "أي مال" عن حبائلك وفّق. و السّالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه، و الدّنيا عنده كيوم حان انسلاخه "أي زواله".

أعزبي عنّي... 'تراجع تتمة الكتاب في المبحث "132" عدالة الامام "ع"'. "الخطبة 284، 508"

من كتاب له "ع": أمّا بعد، فإنّ الدّنيا مشغلة عن غيرها، و لم يصب صاحبها منها شيئا إلاّ فتحت له حرصا عليها، و لهجا بها. و لن يستغني صاحبها بما نال فيها عمّا لم يبلغه منها. و من وراء ذلك فراق ما جمع و نقض ما أبرم و لو اعتبرت بما مضى حفظت ما بقي، و السّلام. "الخطبة 288، 513"

من كتاب له "ع" الى عبد اللّه بن عباس: أمّا بعد، فإنّ المرء ليفرح بالشّي ء الّذي لم يكن ليفوته، و يحزن على الشّي ء الّذي لم يكن ليصيبه، فلا يكن أفضل ما نلت في نفسك من دنياك بلوغ لذّة أو شفاء غيظ، و لكن إطفاء باطل أو إحياء حقّ. و ليكن سرورك بما قدّمت، و أسفك على ما خلّفت، و همّك فيما بعد الموت. "الخطبة 305، 554"

و من كتاب له "ع" الى سلمان الفارسي رحمه اللّه قبل أيّام خلافته: أمّا بعد، فإنّما مثل الدّنيا مثل الحيّة: ليّن مسّها، قاتل سمّها. فأعرض عمّا يعجبك فيها، لقلّة ما يصحبك منها. وضع عنك همومها لما أيقنت به من فراقها و تصرّف حالاتها. و كن آنس ما تكون بها، أحذر ما تكون منها "أي فليكن أشد حذرك منها في حال شدة انسك بها"،

فإنّ صاحبها كلّما اطمأنّ فيها إلى سرور، أشخصته عنه إلى محذور، أو إلى إيناس أزالته عنه إلى إيحاش، و السّلام. "الخطبة 307، 556"

و من كتاب له "ع" الى الحارث الهمداني: ... و اعتبر بما مضى من الدّنيا ما بقي منها، فإنّ بعضها يشبه بعضا، و آخرها لاحق بأوّلها، و كلّها حائل "أي زائل" مفارق. "الخطبة 308، 556"... و إيّاك أن ينزل بك الموت و أنت آبق "أي هارب" من ربّك في طلب الدّنيا. "الخطبة 308، 558"

من كتاب له "ع" الى عبد اللّه بن العباس: أمّا بعد، فإنّك لست بسابق أجلك، و لا مرزوق ما ليس لك. و اعلم بأنّ الدّهر يومان: يوم لك و يوم عليك. و أنّ الدّنيا دار دول "جمع دولة أي تنتقل سعادتها من يد الى يد دون ثبات و استقرار"، فما كان منها لك أتاك على ضعفك، و ما كان منها عليك لم تدفعه بقوّتك. "الخطبة 311، 560"

إذا أقبلت الدّنيا على أحد أعارته محاسن غيره، و إذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه. "8 ح، 566"

إذا كنت في إدبار و الموت في إقبال، فما أسرع الملتقى. "28 ح، 569" أهل الدّنيا كركب يسار بهم و هم نيام. "64 ح، 576" الدّهر يخلق الأبدان، و يجدّد الآمال، و يقرّب المنيّة، و يباعد الأمنيّة. من ظفر به نصب، و من فاته تعب. "72 ح، 577" و من خبر ضرار بن حمزة الضبائي عند دخوله على معاوية و مسألته له عن أمير المؤمنين،

قال: فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله، و هو قائم في محرابه قابض على لحيته، يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين، و يقول: يا دنيا يا دنيا إليك

عنّي. أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقت؟ لا حان حينك، هيهات غرّي غيري، لا حاجة لي فيك. قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيها فعيشك قصير، و خطرك يسير، و أملك حقير. آه من قلّة الزّاد، و طول الطّريق، و بعد السّفر، و عظيم المورد. "77 ح، 577" مثل الدّنيا كمثل الحيّة، ليّن مسّها، و السّمّ النّاقع في جوفها. يهوي إليها الغرّ الجاهل،

و يحذرها ذو اللّبّ العاقل. "119 ح، 587"

و قال "ع" و قد سمع رجلا يذمّ الدنيا: أيّها الذّامّ للدّنيا، المغترّ بغرورها، المخدوع بأباطيلها أتغترّ بالدّنيا ثمّ تذمّها؟ أنت المتجرّم عليها، أم هي المتجرّمة عليك؟ متى استهوتك، أم متى غرّتك؟ أبمصارع آبائك من البلى، أم بمضاجع أمّهاتك تحت الثّرى؟ كم علّلت بكفّيك؟ و كم مرّضت بيديك؟ تبغي لهم الشّفاء، و تستوصف لهم الأطبّاء، غداة لا يغني عنهم دواؤك، و لا يجدي عليهم بكاؤك. لم ينفع أحدهم إشفاقك، و لم تسعف فيه بطلبتك، و لم تدفع عنه بقوّتك و قد مثّلت لك به الدّنيا نفسك، و بمصرعه مصرعك. إنّ الدّنيا دار صدق لمن صدقها، و دار عافية لمن فهم عنها، و دار غنى لمن تزوّد منها، و دار موعظة لمن اتّعظ بها. مسجد أحبّاء اللّه، و مصلّى ملائكة اللّه، و مهبط وحي اللّه، و متجر أولياء اللّه. اكتسبوا فيها الرّحمة، و ربحوا فيها الجنّة. فمن ذا يذّمّها و قد آذنت ببينها "أي أعلمت أهلها ببعدها و زوالها عنهم"، و نادت بفراقها، و نعت نفسها و أهلها، فمثّلت لهم ببلائها البلاء، و شوّقتهم بسرورها إلى السّرور؟ راحت بعافية، و ابتكرت بفجيعة، ترغيبا و ترهيبا، و تخويفا و تحذيرا. فذمّها رجال غداة النّدامة، و حمدها آخرون يوم القيامة. ذكّرتهم الدّنيا فتذكّروا، و حدّثتهم فصدّقوا، و وعظتهم فاتّعظوا. "131 ح، 590"

إنّ للّه ملكا ينادي في كلّ يوم: لدوا للموت، و اجمعوا للفناء، و ابنوا للخراب. "132 ح، 591"

و قال "ع": الدّنيا دار ممرّ لا دار مقرّ. و النّاس فيها رجلان: رجل باع فيها نفسه فأوبقها "أي أهلكها"، و رجل ابتاع نفسه فأعتقها. "133 ح، 591"

لكلّ مقبل إدبار، و ما أدبر كأن لم يكن. "152 ح، 597"

إنّما المرء في الدّنيا غرض تنتضل فيه المنايا، و نهب تبادره المصائب. و مع كلّ جرعة شرق، و في كلّ أكلة غصص. و لا ينال العبد نعمة إلاّ بفراق أخرى، و لا يستقبل يوما من عمره إلاّ بفراق آخر من أجله. فنحن أعوان المنون، و أنفسنا نصب الحتوف. فمن أين نرجو البقاء، و هذا اللّيل و النّهار، لم يرفعا من شي ء شرفا، إلاّ أسرعا الكرّة في هدم ما بنيا، و تفريق ما جمعا؟. "191 ح، 601"

يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك، فأنت فيه خازن لغيرك. "192 ح، 601"

و قال "ع" و قد مرّ بقذر على مزبلة: هذا ما بخل به الباخلون "و في رواية أخرى" هذا ما كنتم تتنافسون فيه بالأمس. "195 ح، 602"

و من لهج قلبه بحبّ الدّنيا ألتاط قلبه "أي التصق" منها بثلاث: همّ لا يغبّه، و حرص لا يتركه، و أمل لا يدركه. "228 ح، 607"

بينكم و بين الموعظة حجاب من الغرّة "أي الغرور بالدنيا". "282 ح، 623"

ما قال النّاس لشي ء 'طوبى له' إلاّ و قد خبأ له الدّهر يوم سوء. "286 ح، 624"

النّاس أبناء الدّنيا، و لا يلام الرّجل على حبّ أمّه. "303 ح، 627"

معاشر النّاس، اتّقوا اللّه، فكم من مؤمّل ما لا يبلغه، و بان ما لا يسكنه، و جامع ما سوف يتركه... "344 ح، 635"

و من أكثر من ذكر الموت رضي من الدّنيا باليسير. "349 ح، 636"

يا أسرى الرّغبة أقصروا، فإنّ المعرّج على الدّنيا لا يروعه منها إلاّ صريف أنياب الحدثان "أي صوت أسنان المصائب". "359 ح، 637"

يا أيّها النّاس، متاع الدّنيا حطام موبى ء فتجنّبوا مرعاه قلعتها أحظى من طمأنينتها، و بلغتها أزكى من ثروتها. حكم على مكثر بالفاقة، و أعين من غني عنها بالرّاحة.

و من راقه زبرجها أعقبت ناظريه كمها، و من استشعر الشّغف بها ملأت ضميره أشجانا. لهنّ رقص على سويداء قلبه. همّ يشغله، و همّ يحزنه. كذلك حتّى يؤخذ بكظمه فيلقى بالفضاء "أي يموت" منقطعا أبهراه، هيّنا على اللّه فناؤه، و على الإخوان إلقاؤه. و إنّما ينظر المؤمن إلى الدّنيا بعين الاعتبار، و يقتات منها ببطن الاضطرار،

و يسمع فيها بأذن المقت و الإبغاض. إن قيل أثرى قيل أكدى "أي افتقر" و إن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء هذا و لم يأتهم يوم فيه يبلسون "أي يتحيرون، و هذا اليوم هو يوم القيامة". "367 ح، 639"

ربّ مستقبل يوما ليس بمستدبره، و مغبوط في أوّل ليله، قامت بواكيه في آخره. "380 ح، 644"

الرّكون إلى الدّنيا مع ما تعاين منها، جهل. "384 ح، 645"

من هوان الدّنيا على اللّه أنّه لا يعصى إلاّ فيها، و لا ينال ما عنده إلاّ بتركها. "385 ح، 645"

خذ من الدّنيا ما أتاك، و تولّ عمّا تولّى عنك، فإن أنت لم تفعل فأجمل في الطّلب. "393 ح، 646"

و الدّهر يومان: يوم لك و يوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، و إذا كان عليك فاصبر. "396 ح، 647"

و قال "ع" في صفة الدنيا: تغرّ و تضرّ و تمرّ. إنّ اللّه تعالى لم يرضها ثوابا لأوليائه، و لا عقابا لأعدائه. و إنّ أهل الدّنيا كركب بينا هم حلّوا، إذ صاح بهم سائقهم فارتحلوا. "415 ح، 650"

لا ينبغي للعبد أن يثق بخصلتين: العافية و الغنى. بينا تراه معافى إذ سقم، و بينا تراه غنيّا إذ افتقر. "426 ح، 653"

ألا حرّ يدع هذه الّلماظة لأهلها "اللماظة: بقية الطعام في الفم، يريد بها الدنيا". "الخطبة 456 ح، 658"

منهومان لا يشبعان: طالب علم و طالب دنيا. "457 ح، 658"

العمل للآخرة


هل الدنيا و الآخرة ضرّتان؟


مدخل:

اذا كان العمل في الدنيا للدنيا كانت الدنيا عدوة للآخرة، و أمّا إذا كان العمل فيها للآخرة كانت حسنة و محمودة. و الناس في الدنيا يعملون وفق ثلاثة خطوط:

1 من يعمل للدنيا، و لا يعمل للآخرة.

2 من يجعل الدنيا أكبر همّه، و لكنه يعمل مع ذلك للآخرة.

3 من يجعل الدنيا وسيلة، و الآخرة غاية.

ففي الحالتين الاولى و الثانية، تكون الدنيا ضرّة للآخرة، أمّا في الحالة الأخيرة فهي عون للآخرة، و هي التي ارتضاها لنا اللّه و رسوله "ص".

النصّ

قال الامام علي "ع":

إنّ الدّنيا و الآخرة عدوّان متفاوتان، و سبيلان مختلفان، فمن أحبّ الدّنيا و تولاّها أبغض الآخرة و عاداها. و هما بمنزلة المشرق و المغرب، و ماش بينهما، كلّما قرب من واحد بعد من الآخر، و هما بعد ضرّتان. "103 ح، 583"

النّاس في الدّنيا عاملان: عامل عمل في الدّنيا للدّنيا، قد شغلته دنياه عن آخرته،

يخشى على من يخلفه الفقر و يأمنه على نفسه، فيفني عمره في منفعة غيره.

و عامل عمل في الدّنيا لما بعدها، فجاءه الّذي له من الدّنيا بغير عمل، فأحرز الحظّين معا، و ملك الدّارين جميعا، فأصبح وجيها عند اللّه، لا يسأل اللّه حاجة فيمنعه.

"269 ح، 620"

الدنيا و الآخرة العمل و التزوّد و الاستعداد للآخرة سرعة نفاد العمر


مدخل:

لحياة الانسان جانبان: جانب مادي و جانب روحي، و الجانب المادي هو 'الحياة الدنيا'. و الدنيا شأن جميع الأشياء المادية، و إن أعجبتنا بمظاهرها الخلاّبة، فانّ نهايتها الى الفناء و الزوال. و ما أشبه هذه الدنيا بالنبات و حبّاته، فاذا نزل عليها المطر و اختلط بترابها،

نمت و كبرت و ازدهت و ازدهرت، بأصناف الألوان و الأزهار، و الاكمام و الثمار. ثمّ لا تلبث أن تجف و تصفرّ، فتأتيها الرياح فتحطمها و تنفثها في الفضاء، فتنتثر و تندثر و كأنها لم تكن.

تلك حال حياة الانسان الكافر الذي يظنّ أن وجوده هو فقط هذه الحياة المادية، فحياته بكلّ لذاتها و مفاتنها، لا تلبث أن تسير الى الزوال و الاندثار. إنّه أنكر الحياة الآخرة التي هي الحياة الباقية، و نسي أن هناك حسابا و عقابا. و سرعان ما تنقضي حياته الفانية،

و يأتي الى الآخرة، ليجد مصيره المحتوم في نار جهنم. يقول سبحانه مصورا ذلك: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلاَدِ، كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ، ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرّاً، ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً، وَ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ،

وَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رِضْوَانٌ، وَ مَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ 'سورة الحديد 20'.

أمّا المؤمن الذي يبصر الآخرة بعين نظره و هو يعيش في الدنيا، فانّه يعمل للآخرة من خلال دنياه، و يزرع فيها ليحصد الثمار، ثم يجد حصيلة أتعابه في الآخرة، حيث يأتي الكافر صفر اليدين. و هذا مؤدّى قول الامام "ع" في صفة المتّقين: 'شاركوا أهل الدّنيا

/ 86