تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هو الظّاهر عليها بسلطانه و عظمته، و هو الباطن لها بعلمه و معرفته، و العالي على كلّ شي ء منها بجلاله و عزّته. لا يعجزه شي ء منها طلبه، و لا يمتنع عليه فيغلبه. و لا يفوته السّريع منها فيسبقه، و لا يحتاج إلى ذي مال فيرزقه. خضعت الأشياء له، و ذلّت مستكينة لعظمته، لا تستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره، فتمتنع من نفعه و ضرّه. و لا كف ء له فيكافئه، و لا نظير له فيساويه. هو المفني لها بعد وجودها، حتّى يصير موجودها كمفقودها. "الخطبة 184، 344"

و قال "ع" في مطلع الخطبة القاصعة: الحمد للّه الّذي لبس العزّ و الكبرياء، و اختارهما لنفسه دون خلقه، و جعلهما حمى و حرما على غيره، و اصطفاهما لجلاله. و جعل اللّعنة على من نازعه فيهما من عباده. "الخطبة 190، 1، 356"

و كان من اقتدار جبروته، و بديع لطائف صنعته، أن جعل من ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف، يبسا جامدا. "الخطبة 209، 403"

... و لو كان لأحد أن يجري له و لا يجري عليه، لكان ذلك خالصا للّه سبحانه دون خلقه، لقدرته على عباده، و لعدله في كلّ ما جرت عليه صروف قضائه. و لكنّه سبحانه جعل حقّه على العباد أن يطيعوه، و جعل جزاءهم عليه مضاعفة الثّواب تفضّلا منه، و توسّعا بما هو من المزيد أهله. "الخطبة 214، 410"

إيّاك و مساماة اللّه في عظمته، و التشبّه به في جبروته، فإنّ اللّه يذلّ كلّ جبّار، و يهين كلّ مختال. "الخطبة 292، 1، 519"

نصرة اللّه


قال الامام علي "ع":

و اعلم أنّ النّصر من عند اللّه سبحانه. "الخطبة 11، 52"

منيت بمن لا يطيع إذا أمرت، و لا يجيب إذا دعوت. لا أبا لكم ما تنتظرون بنصركم ربّكم؟. "الخطبة 39، 97"

و كفى باللّه منتقما و نصيرا. "الخطبة 81، 1، 145"

و الّذي نصرهم و هم قليل لا ينتصرون، و منعهم و هم قليل لا يمتنعون حيّ لا يموت. "الخطبة 132، 246"

أسهروا عيونكم، و أضمروا بطونكم، و استعملوا أقدامكم، و أنفقوا أموالكم، و خذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم، و لا تبخلوا بها عنها، فقد قال اللّه سبحانه: إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ. و قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ، وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ. فلم يستنصركم من ذلّ، و لم يستقرضكم من قلّ. استنصركم و لَهُ جُنُودُ السَّمواتِ وَ الْأَرْضِ، وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. و استقرضكم و لَهُ خَزَائِنُ السَّمواتِ وَ الْأَرْضِ، وَ هوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، و إنّما أراد أن يَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً. "الخطبة 181، 332"

اللهمّ أيّما عبد من عبادك سمع مقالتنا العادلة غير الجائرة، و المصلحة غير المفسدة، في الدّين و الدّنيا، فأبى بعد سمعه لها، إلاّ النّكوص عن نصرتك، و الإبطاء عن إعزاز دينك، فإنّا نستشهدك عليه يا أكبر الشّاهدين شهادة، و نستشهد عليه جميع ما أسكنته أرضك و سماواتك، ثمّ أنت بعد المغني عن نصره، و الآخذ له بذنبه. "الخطبة 210، 405"

فإنّ اللّه سبحانه، قد اصطنع عندنا و عندكم، أن نشكره بجهدنا، و أن ننصره بما بلغت قوّتنا، و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم. "الخطبة 290، 516"

و قال "ع" في عهده لمالك الاشتر: و أن ينصر اللّه سبحانه بقلبه و يده و لسانه، فإنّه جلّ اسمه، قد تكفّل بنصر من نصره، و إعزاز من أعزّه. "الخطبة 292، 2، 517"

نقمة اللّه و انتقامه


قال الامام علي "ع":

المأمول مع النّقم، المرهوب مع النّعم "الخطبة 63، 120"

و أستعينه قاهرا قادرا. "الخطبة 81، 1، 136"

و كفى باللّه منتقما و نصيرا. "الخطبة 81، 1، 145"

هو الّذي اشتدّت نقمته على أعدائه في سعة رحمته، و اتّسعت رحمته لأوليائه في شدّة نقمته. قاهر من عازّه، و مدمّر من شاقّه، و مذلّ من ناواه، و غالب من عاداه. "الخطبة 88، 159"

فويل لك يا بصرة عند ذلك، من جيش من نقم اللّه. "الخطبة 100، 196"

و جعلهم فريقين: أنعم على هؤلاء و انتقم من هؤلاء. "الخطبة 107، 211"

و كيف محق من محق بالمثلات، و أحتصد من أحتصد بالنّقمات. "الخطبة 145، 258"

حتّى نزل بهم الموعود، الّذي تردّ عنه المعذرة، و ترفع عنه التّوبة، و تحلّ معه القارعة و النّقمة. "الخطبة 145، 259"

و سينتقم اللّه ممّن ظلم، مأكلا بمأكل، و مشربا بمشرب، من مطاعم العلقم، و مشارب الصّبر و المقر، و لباس شعار الخوف، و دثار السّيف. "الخطبة 156، 279"

و ليس شي ء أدعى إلى تغيير نعمة اللّه و تعجيل نقمته، من إقامة على ظلم. فإنّ اللّه سميع دعوة المضطهدين، و هو للظّالمين بالمرصاد. "الخطبة 292، 1، 519"

أيّها النّاس، ليركم اللّه من النّعمة وجلين، كما يراكم من النّقمة فريقين "أي فزعين". "358 ح، 637"

إنّ اللّه سبحانه وضع الثّواب على طاعته، و العقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، و حياشة لهم إلى جنّته. "368 ح، 640"

عظمة اللّه و قصور الانسان


يراجع المبحث "21" التواضع للّه.

قال الامام علي "ع":

و كلّ عزيز غيره ذليل، و كلّ قويّ غيره ضعيف، و كلّ مالك غيره مملوك، و كلّ عالم

غيره متعلّم، و كلّ قادر غيره يقدر و يعجز، و كلّ سميع غيره يصمّ عن لطيف الأصوات، و يصمّه كبيرها، و يذهب عنه ما بعد منها، و كلّ بصير غيره يعمى عن خفيّ الألوان و لطيف الأجسام، و كلّ ظاهر غيره غير باطن، و كلّ باطن غيره غير ظاهر. "الخطبة 63، 119"

و اعلم أنّ الرّاسخين في العلم هم الّذين أغناهم عن اقتحام السّدد المضروبة دون الغيوب، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح اللّه تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، و سمّى تركهم التّعمّق فيما لم يكلّفهم البحث عن كنهه رسوخا. فاقتصر على ذلك، و لا تقدّر عظمة اللّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين. هو القادر الّذي إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع قدرته، و حاول الفكر المبرّأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته، و تولّهت القلوب إليه لتجري في كيفيّة صفاته، و غمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصّفات، لتناول علم ذاته، ردعها و هي تجوب مهاوي سدف الغيوب، متخلّصة إليه سبحانه، فرجعت إذ جبهت معترفة، بأنّه لا ينال بجور الأعتساف كنه معرفته، و لا تخطر ببال أولي الرّويّات خاطرة من تقدير جلال عزّته. "الخطبة 89، 1، 162"

سبحانك ما أعظم شأنك سبحانك ما أعظم ما نرى من خلقك و ما أصغر عظيمة في جنب قدرتك و ما أهول ما نرى من ملكوتك و ما أحقر ذلك فيما غاب عنّا من سلطانك. "الخطبة 107، 208"

و قال "ع" في معرض حديثه عن الملائكة: لو عاينوا كنه ما خفي عليهم منك، لحقّروا أعمالهم، و لزروا "أي عابوا" على أنفسهم، و لعرفوا أنّهم لم يعبدوك حقّ عبادتك، و لم يطيعوك حقّ طاعتك. "الخطبة 107، 209"

الحمد للّه الّذي انحسرت الأوصاف عن كنه معرفته، و ردعت عظمته العقول، فلم تجد مساغا إلى بلوغ غاية ملكوته. "الخطبة 153، 271"

فلسنا نعلم كنه عظمتك، إلاّ أنّا نعلم أنّك حيّ قيّوم، لا تأخذك سنة و لا نوم. لم ينته

إليك نظر، و لم يدركك بصر. أدركت الأبصار، و أحصيت الأعمال، و أخذت بالنّواصي و الأقدام. و ما الّذي نرى من خلقك، و نعجب له من قدرتك، و نصفه من عظيم سلطانك؟ و ما تغيّب عنّا منه، و قصرت أبصارنا عنه، و انتهت عقولنا دونه، و حالت ستور الغيوب بيننا و بينه أعظم. فمن فرّغ قلبه، و أعمل فكره، ليعلم كيف أقمت عرشك، و كيف ذرأت خلقك، و كيف علّقت في الهواء سمواتك، و كيف مددت على مور الماء أرضك، رجع طرفه حسيرا، و عقله مبهورا، و سمعه والها، و فكره حائرا. "الخطبة 158، 280"

هيهات إنّ من يعجز عن صفات ذي الهيئة و الأدوات "أي الأشياء المخلوقة"، فهو عن صفات خالقه أعجز و من تناوله بحدود المخلوقين أبعد "الخطبة 161، 291"

و قال "ع" عن عجيب خلقة الطاووس: و إذا تصفّحت شعرة من شعرات قصبه، أرتك حمرة و رديّة، و تارة خضرة زبرجديّة، و أحيانا صفرة عسجديّة. فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن، أو تبلغه قرائح العقول، أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين. و أقلّ أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه، و الألسنة أن تصفه فسبحان الّذي بهر العقول عن وصف خلق جلاّه للعيون، فأدركته محدودا مكوّنا، و مؤلّفا ملوّنا. و أعجز الألسن عن تلخيص صفته، و قعد بها عن تأدية نعته "الخطبة 163، 297"

تعنو الوجوه لعظمته، و تجب "أي تخفق" القلوب من مخافته. "الخطبة 177، 320"

ليس بذي كبر امتدّت به النّهايات فكبّرته تجسيما، و لا بذي عظم تناهت به الغايات فعظّمته تجسيدا. بل كبر شأنا، و عظم سلطانا. "الخطبة 183، 334"

و ليس فناء الدّنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها و اختراعها، و كيف و لو اجتمع جميع حيوانها من طيرها و بهائمها، و ما كان من مراحها و سائمها، و أصناف أسناخها و أجناسها، و متبلّدة أممها "أي الغيبة" و أكياسها "جمع كيّس و هو العاقل الحاذق" على إحداث بعوضة، ما قدرت على إحداثها، و لا عرفت كيف السّبيل إلى إيجادها.

و لتحيّرت عقولها في علم ذلك و تاهت، و عجزت قواها و تناهت. و رجعت خاسئة

حسيرة، عارفة بأنّها مقهورة، مقرّة بالعجز عن إنشائها، مذعنة بالضّعف عن إفنائها. "الخطبة 184، 344"

الحمد للّه الّذي أظهر من آثار سلطانه، و جلال كبريائه، ما حيّر مقل العيون من عجائب قدرته، و ردع خطرات هماهم النّفوس عن عرفان كنه صفته. "الخطبة 193، 382"

إنّ من حقّ من عظم جلال اللّه سبحانه في نفسه، و جلّ موضعه من قلبه، أن يصغر عنده لعظم ذلك كلّ ما سواه. و إنّ أحقّ من كان كذلك لمن عظمت نعمة اللّه عليه، و لطف إحسانه إليه. فإنّه لم تعظم نعمة اللّه على أحد إلاّ ازداد حقّ اللّه عليه عظما. "الخطبة 214، 411"

... و إن استطعتم أن يشتدّ خوفكم من اللّه، و أن يحسن ظنّكم به، فاجمعوا بينهما. فإنّ العبد إنّما يكون حسن ظنّه بربّه على قدر خوفه من ربّه. و إنّ أحسن النّاس ظنّا باللّه أشدّهم خوفا للّه. "الخطبة 266، 466"

عظم عن أن تثبت ربوبيّته بإحاطة قلب أو بصر فإذا عرفت ذلك فافعل كما ينبغي لمثلك أن يفعله في صغر خطره، و قلّة مقدرته، و كثرة عجزه، و عظيم حاجته إلى ربّه. "الخطبة 270، 2، 479"

و من كتاب له "ع" لمالك الأشتر لما ولاه مصر: و إذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبّهة أو مخيلة "أي خيلاء" فانظر إلى عظم ملك اللّه فوقك و قدرته منك، على ما لا تقدر عليه من نفسك، فإنّ ذلك يطامن "أي يخفف" إليك من طماحك، و يكفّ عنك من غربك "أي حدتك"، و يفي ء إليك بما عزب "أي غاب" عنك من عقلك.

إيّاك و مساماة اللّه في عظمته، و التّشبّه به في جبروته، فانّ اللّه يذلّ كلّ جبّار، و يهين كلّ مختال. "الخطبة 292، 518"

عظم الخالق عندك، يصغّر المخلوق في عينك. "129 ح، 589"

قدرة اللّه


يراجع الفصل الثالث: خلق المخلوقات.

قال الامام علي "ع":

و كلّ عزيز غيره ذليل، و كلّ قويّ غيره ضعيف، و كلّ مالك غيره مملوك، و كلّ عالم غيره متعلّم، و كلّ قادر غيره يقدر و يعجز. "الخطبة 63، 119"

و قال "ع" في خطبة الأشباح: و لا تقدّر عظمة اللّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين. هو القادر الّذي إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع قدرته، و حاول الفكر المبرّأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته، و تولّهت القلوب إليه لتجري في كيفيّة صفاته، و غمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصّفات لتناول علم ذاته، ردعها و هي تجوب مهاوي سدف الغيوب متخلّصة إليه سبحانه، فرجعت إذ جبهت معترفة بأنّه لا ينال بجور الإعتساف كنه معرفته، و لا تخطر ببال أولي الرّويّات خاطرة من تقدير جلال عزّته. الّذي ابتدع الخلق على غير مثال امتثله، و لا مقدار احتذى عليه، من خالق معبود كان قبله، و أرانا من ملكوت قدرته، و عجائب ما نطقت به آثار حكمته، و اعتراف الحاجة من الخلق إلى أن يقيمها بمساك قوّته، ما دلّنا باضطرار قيام الحجّة له على معرفته، فظهرت في البدائع الّتي أحدثها آثار صنعته، و أعلام حكمته، فصار كلّ ما خلق حجّة له و دليلا عليه. و إن كان خلقا صامتا، فحجّته بالتّدبير ناطقة، و دلالته على المبدع قائمة. "الخطبة 89، 1، 162"

قدّر ما خلق فأحكم تقديره، و دبّره فألطف تدبيره، و وجّهه لوجهته فلم يتعدّ حدود منزلته، و لم يقصر دون الإنتهاء إلى غايته، و لم يستصعب إذ أمر بالمضيّ على إرادته، فكيف و إنّما صدرت الأمور عن مشيئته؟ المنشى ء أصناف الأشياء

بلا رويّة فكر آل إليها، و لا قريحة غريزة أضمر عليها، و لا تجربة أفادها من حوادث الدّهور، و لا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور، فتمّ خلقه بأمره، و أذعن لطاعته، و أجاب إلى دعوته، لم يعترض دونه ريث المبطى ء، و لا أناة المتلكّى ء. فأقام من الأشياء أودها، و نهج حدودها، و لاءم بقدرته بين متضادّها، و وصل أسباب قرائنها، و فرّقها أجناسا مختلفات في الحدود و الأقدار، و الغرائز و الهيئات، بدايا "جمع بدي ء أي مصنوع" خلائق. أحكم صنعها، و فطرها على ما أراد و ابتدعها. "الخطبة 89، 1، 164"

حتّى إذا بلغ الكتاب أجله، و الأمر مقاديره. و ألحق آخر الخلق بأوّله، و جاء من أمر اللّه ما يريده من تجديد خلقه، أماد السّماء و فطرها و أرجّ الأرض و أرجفها، و قلع جبالها و نسفها. و دكّ بعضها بعضا من هيبة جلالته و مخوف سطوته. و أخرج من فيها، فجدّدهم بعد إخلاقهم، و جمعهم بعد تفرّقهم. "الخطبة 107، 211"

فتجلّى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه، بما أراهم من قدرته، و خوّفهم من سطوته، و كيف محق من محق بالمثلات، و احتصد من احتصد بالنّقمات. "الخطبة 145، 258"

ضادّ النور بالظّلمة، و الوضوح بالبهمة، و الجمود بالبلل، و الحرور بالصّرد. مؤلّف بين متعادياتها، مقارن بين متبايناتها، مقرّب بين متباعداتها، مفرّق بين متدانياتها. "الخطبة 184، 341"

يقول لمن أراد كونه: "كن فيكون". لا بصوت يقرع، و لا بنداء يسمع. "الخطبة 184، 343"

خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره، و لم يستعن على خلقها بأحد من خلقه. "الخطبة 184، 344"

و لكنّه سبحانه دبّرها بلطفه، و أمسكها بأمره، و أتقنها بقدرته. "الخطبة 184، 346"

الّذي أظهر من آثار سلطانه، و جلال كبريائه، ما حيّر مقل العيون من عجائب قدرته، و ردع خطرات هماهم النّفوس عن عرفان كنه صفته. "الخطبة 193، 382"

اللّه الغني


مدخل:

قال تعالى في كتابه العزيز: قَالُوا: اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً، سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ 'يونس 68'.

و قال سبحانه: إِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ 'العنكبوت 6'. و المقصود بالغني أنه سبحانه مستغن عن كل شي ء، و غيره محتاج اليه.

النصوص:

قال الامام علي "ع":

متوحّد إذ لا سكن يستأنس به، و لا يستوحش لفقده. "الخطبة 1، 25"

لم يخلق ما خلقه لتشديد سلطان، و لا تخوّف من عواقب زمان، و لا استعانة على ندّ مشاور، و لا شريك مكاثر، و لا ضدّ منافر، و لكن خلائق مربوبون، و عباد داخرون "أي أذلاء". "الخطبة 63، 119"

و قال "ع" في خطبة الاشباح: الحمد للّه الّذي لا يفره المنع و الجمود، و لا يكديه الإعطاء و الجود. "الخطبة 89، 1، 160"

لم تخلق الخلق لوحشة، و لا استعملتهم لمنفعة، و لا يسبقك من طلبت، و لا يفلتك من أخذت، و لا ينقص سلطانك من عصاك، و لا يزيد في ملكك من أطاعك. و لا يردّ أمرك من سخط قضاءك، و لا يستغني عنك من تولّى عن أمرك. "الخطبة 107، 208"

خلق الخلق على غير تمثيل، و لا مشورة مشير، و لا معونة معين. "الخطبة 153، 271"

غنيّ لا باستفادة. "الخطبة 184، 341"

خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره، و لم يستغن على خلقها بأحد من خلقه. "الخطبة 184، 344"

و لا يحتاج إلى ذي مال فيرزقه. "الخطبة 184، 344"

و لم يكوّنها لتشديد سلطان، و لا لخوف من زوال و نقصان. و لا للإستعانة بها على ندّ مكاثر، و لا للإحتراز بها من ضدّ مثاور "أي مهاجم". و لا للإزدياد بها في ملكه، و لا لمكاثرة شريك في شركه. و لا لوحشة كانت منه، فأراد أن يستأنس إليها. "الخطبة 184، 345"

ثمّ هو يفنيها بعد تكوينها، لا لسأم دخل عليه في تصريفها و تدبيرها، و لا لراحة واصلة إليه، و لا لثقل شي ء منها عليه. لا يمله طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها. و لكنّه سبحانه دبّرها بلطفه، و أمسكها بأمره، و أتقنها بقدرته. ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها. و لا استعانة بشي ء منها عليها. و لا لإنصراف من حال وحشة إلى حال استئناس، و لا من حال جهل و عمى، إلى حال علم و التماس. و لا من فقر و حاجة، إلى غنى و كثرة. و لا من ذلّ و ضعة، إلى عزّ و قدرة. "الخطبة 184، 345"

أمّا بعد، فإنّ اللّه سبحانه و تعالى، خلق الخلق حين خلقهم، غنيّا عن طاعتهم، آمنا من معصيتهم، لأنّه لا تضرّه معصية من عصاه، و لا تنفعه طاعة من أطاعه. "الخطبة 191، 376"

لا يثلمه العطاء، و لا ينقصه الحباء. و لا يستنفده سائل، و لا يستقصيه نائل. "الخطبة 193، 383"

ودان و لم يدن. لم يذرإ الخلق باحتيال، و لا استعان بهم لكلال. "الخطبة 193، 384"

اللّه الخالق


قال الامام علي "ع" في الخطبة الأولى من نهج البلاغة:

أنشأ الخلق إنشاء، و ابتدأه ابتداء، بلا رويّة أجالها، و لا تجربة استفادها، و لا حركة أحدثها، و لا همامة نفس اضطرب فيها. أحال الأشياء لأوقاتها، و لأم بين مختلفاتها،

و غرّز غرائزها، و ألزمها أشباحها، عالما بها قبل ابتدائها، محيطا بحدودها و انتهائها،

/ 86