تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النصوص:

قال الامام علي 'ع':

إنّ أحقّ النّاس بهذا الأمر أقواهم عليه، و أعلمهم بأمر اللّه فيه، فإن شغب شاغب استعتب، فإن أبى قوتل. "الخطبة 171، 308"

و لا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر و الصّبر و العلم بمواضع الحقّ. "الخطبة 171، 308"

و قال "ع" في وصف الائمة "ع": عقلوا الدّين عقل وعاية و رعاية، لا عقل سماع و رواية. فإنّ رواة العلم كثير، و رعاته قليل. "الخطبة 237، 439"

من نصب نفسه للنّاس إماما، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، و ليكن تأديبه بسيرته، قبل تأديبه بلسانه. "73 ح، 577" هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، و باشروا روح اليقين، و استلانوا ما استوعره المترفون، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون، و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى. أولئك خلفاء اللّه في أرضه، و الدّعاة إلى دينه. "147 ح، 595"

الامام قدوة


قال الامام علي 'ع':

أيّها النّاس، إنّي و اللّه ما أحثّكم على طاعة إلاّ و أسبقكم إليها، و لا أنهاكم عن معصية إلاّ و أتناهى قبلكم عنها. "الخطبة 173، 311"

ألا و إنّ لكلّ مأموم إماما، يقتدي به و يستضي ء بنور علمه. "الخطبة 284، 505"

على الامام أن يعيش كأضعف الناس


مدخل:

شكا العلاء بن زياد الحارثي أخاه عاصم الى أمير المؤمنين "ع" بأنه لبس العباءة و تخلى عن الدنيا. فجي ء بعاصم الى الامام "ع" فأنّبه، و قال له: أترى اللّه أحل لك الطيبات، و هو يكره أن تأخذها؟.

فاستنكر عاصم على الامام "ع" تقشفه و زهده، و هو يدعوه الى ترك التقشف. فأجابه الامام "ع" بأن ما يطلب من الامام غير ما يطلب من غيره، فان اللّه فرض على إمام الامة أن يعيش كأضعف شخص في رعيته، حتى يتأسى به الفقير، و لا يطغى الغني.

و في هذا المعنى قام الامام "ع" في البحار ج 4 ص 336: إنّ اللّه جعلني إماما لخلقه،

ففرض عليّ التّقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي، كضعفاء النّاس، كي يقتدي الفقير بفقري، و لا يطغي الغنيّ غناه.

النصوص:

قال العلاء بن زياد الحارثي للامام "ع": يا أمير المؤمنين، أشكو اليك أخي عاصم بن زياد. قال: و ما له؟ قال: لبس العباءة و تخلى عن الدنيا. قال: عليّ به. فلما جاء قال:

يا عديّ نفسه لقد استهام بك الخبيث أما رحمت أهلك و ولدك؟ أترى اللّه أحلّ لك الطّيّبات، و هو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على اللّه من ذلك.

قال: يا أمير المؤمنين، هذا أنت في خشونة ملبسك و جشوبة مأكلك. قال "ع": ويحك،

إنّي لست كأنت، إنّ اللّه تعالى فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا "أي يقيسوا" أنفسهم بضعفة النّاس، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره "أي كيلا يهيج به ألم الفقر فيهلكه". "الخطبة 207، 400"

من كتاب له "ع" الى عثمان بن حنيف الانصاري و كان عامله على البصرة، و قد بلغه

أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها، فمضى اليها قوله:

أمّا بعد، يا بن حنيف، فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها. تستطاب لك الألوان، و تنقل إليك الجفان و ما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم، عائلهم مجفوّ "أي محتاجهم مطرود" و غنيّهم مدعوّ. فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم "قضم: اكل بطرف أسنانه". فما اشتبه عليك علمه فالفظه،

و ما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه.

ألا و إنّ لكلّ مأموم إماما يقتدي به و يستضي ء بنور علمه، ألا و إنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه "أي ثوبيه الباليين"، و من طعمه بقرصيه "أي رغيفيه".

ألا و إنّكم لا تقدرون على ذلك، و لكن أعينوني بورع و اجتهاد و عفّة و سداد. فو اللّه ما كنزت من دنياكم تبرأ، و لا ادّخرت من غنائمها وفرا، و لا أعددت لبالي ثوبي طمرا، و لا حزت من أرضها شبرا. و لا أخذت منه إلاّ كقوت أتان دبرة "التي عقر ظهرها فقل أكلها". و لهي في عيني أوهى و أهون من عفصة مقرة. بلى كانت في أيدينا فدك "قرية نحلها النبي "ص" لابنته الزهراء" من كلّ ما أظلّته السّماء، فشحّت عليها نفوس قوم "أي الخليفة الاول و الثاني" و سخت عنها "أي زهدت بها" نفوس قوم آخرين "أي بني هاشم" و نعم الحكم اللّه. و ما أصنع بفدك و غير فدك، و النّفس مظانّها في غد جدث "أي قبر" تنقطع في ظلمته آثارها، و تغيب أخبارها، و حفرة لو زيد في فسحتها، و أوسعت يدا حافرها، لأضغطها الحجر و المدر، و سدّ فرجها التّراب المتراكم.

و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، و تثبت على جوانب المزلق "كناية عن الصراط". و لو شئت لاهتديت الطّريق إلى مصفّى هذا العسل، و لباب هذا القمح، و نسائج هذا القزّ. و لكن هيهات أن يغلبني هواي، و يقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة و لعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص، و لا عهد له بالشّبع أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى و أكباد حرّى، أو أكون كما قال القائل:

و حسبك داء أن تبيت ببطنة و حولك أكباد تحنّ إلى القدّ أ أقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين، و لا أشاركهم في مكاره الدّهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش فما خلقت ليشغلني أكل الطّيّبات، كالبهيمة المربوطة، همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقمّمها "أي البهيمة السائبة شغلها أن تلتقط القمامة" تكترش من أعلافها، و تلهو عمّا يراد بها. أو أترك سدى و أهمل عابثا، أو أجرّ حبل الضّلالة، أو أعتسف طريق المتاهة.. "الخطبة 284، 505"

قال "ع": إنّ اللّه جعلني إماما لخلقه، ففرض عليّ التّقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي كضعفاء النّاس، كى يقتدي الفقير بفقري، و لا يطغي الغنيّ غناه. "أصول الكافي"

الصفات التي لا تنبغي للامام


قال الامام علي "ع":

و قد علمتم أنّه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج و الدّماء و المغانم و الأحكام و إمامة المسلمين البخيل، فتكون في أموالهم نهمته، و لا الجاهل فيضلّهم بجهله، و لا الجافي فيقطعهم بجفائه، و لا الحائف للدّول فيتّخذ قوما دون قوم، و لا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق و يقف بها دون المقاطع، و لا المعطّل للسّنّة فيهلك الأمة. "الخطبة 129، 242"

و إنّ من أسخف حالات الولاة عند صالح النّاس، أن يظنّ بهم حبّ الفخر، و يوضع أمرهم على الكبر. "الخطبة 214، 412"

ائمة الجور و الضلال


من كلام له "ع" في وقت الشورى: فاسمعوا قولي، و عوا منطقي. عسى أن تروا هذا

الأمر من بعد هذا اليوم، تنتضى فيه السّيوف، و تخان فيه العهود، حتّى يكون بعضكم أئمّة لأهل الضّلالة، و شيعة لأهل الجهالة. "الخطبة 137، 251"

و إنّ شرّ النّاس عند اللّه إمام جائر ضلّ و ضلّ به. فأمات سنّة مأخوذة، و أحيا بدعة متروكة. و إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: 'يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر و ليس معه نصير و لا عاذر، فيلقى في نار جهنّم، فيدور فيها كما تدور الرّحى، ثمّ يرتبط في قعرها'. "الخطبة 162، 292"

و قد أخبرك اللّه عن المنافقين بما أخبرك، و وصفهم بما وصفهم به لك. ثمّ بقوا بعده، فتقرّبوا إلى أئمّة الضّلالة، و الدّعاة إلى النّار، بالزّور و البهتان. فولّوهم الأعمال، و جعلوهم حكّاما على رقاب النّاس، فأكلوا بهم الدّنيا. و إنّما النّاس مع الملوك و الدّنيا، إلاّ من عصم اللّه. "الخطبة 208، 402"

لا طاعة لمن لم يطع اللّه سبحانه


قال الامام علي "ع":

ألا فالحذر الحذر، من طاعة ساداتكم و كبرائكم، الّذين تكبّروا عن حسبهم، و ترفّعوا فوق نسبهم، و ألقوا الهجينة على ربّهم، و جاحدوا اللّه على ما صنع بهم، مكابرة لقضائه، و مغالبة لآلائه. فإنّهم قواعد أساس العصبيّة، و دعائم أركان الفتنة،

و سيوف اعتزاء "أي تفاخر" الجاهليّة. "الخطبة 190، 2، 361"

و لا تسخط اللّه برضا أحد من خلقه، فإنّ في اللّه خلفا من غيره، و ليس من اللّه خلف في غيره. "الخطبة 266، 466"

الّذين يلتمسون الحقّ بالباطل، و يطيعون المخلوق في معصية الخالق. "الخطبة 272، 491"

و من كتاب له "ع" الى أهل مصر لما ولّى عليهم مالك الاشتر: فاسمعوا له و أطيعوا أمره، فيما طابق الحقّ. "الخطبة 277، 496"

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. "165 ح، 599"

الامامة الخاصة


مدخل:

يعتقد أتباع أهل البيت "ع" بأن اللّه سبحانه و تعالى هو المشرع الذي شرّع الاحكام لبني آدم ليسيروا عليها، و أن النبي محمدا "ص" هو المبلغ للشريعة، ما زال يقوم بالتبليغ حتى قال: أليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيْتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً.

و انه معصوم من الخطأ في جميع الامور الدينية و الدنيوية بما أيده اللّه تعالى، و ذلك في قوله وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى . و ان سيدنا علي بن أبي طالب و أبناءه "ع" هم الائمة الحافظون للشريعة، يدفعون عن الدين الاباطيل و الاختلافات التي يمكن أن تطرأ عليه، بما خصهم اللّه تعالى من العلوم الجلية التي ورثوها عن النبي "ص". فقد قال النبي "ص": 'أنا مدينة العلم و عليّ بابها. فمن أراد المدينة فليأت الباب'. و هذه المنحة الإلهية "أي الإمامة" هى ضرورة شرعية لا بد منها لحفظ الدين و القرآن لقوله تعالى إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ، وَ إنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ. فوظيفة الإمامة تتمم وظيفة النبوة. و لقد صرح النبي "ص" في عدة مناسبات في حياته بلزوم التمسك بالثقلين: الثقل الاكبر و هو القرآن، و الثقل ألاصغر و هو أهل البيت "ع". و لقد قال الامام علي "ع" للخوارج عند رفع المصاحف في صفين: هذا كتاب اللّه الصامت،

و أنا كتاب اللّه الناطق. أي أن القرآن بحد ذاته لا ينطق الا اذا كان هناك إمام يبين تأويله الصحيح و تفسيره الحق. لا سيما و أن القرآن زاخر بالآيات المتشابهات التي يلجأ المنافقون و المغرضون عن طريقها الى تأويل القرآن حسب أهوائهم و مصالحهم، مما هو باطل و غير صحيح.

و في الحقيقة منذ أن توفي النبي "ص" وقع الناس في خبط و شماس و تلون و أعتراض،

و اختلط الأمر عليهم، و أصبح ادراك الحق بدون إمام حافظ للشريعة أمرا مستحيلا. عند ذلك لم يجد الناس مصباحا ينير لهم الطريق و يعرّفهم على حقائق الشريعة و القرآن غير الامام علي بن أبي طالب "ع"، ربيب الرسول "ص" و أخيه و وزيره و وصيه من بعده.

و يرى شيعة أهل البيت "ع" ان "الامامة" التي هي منصب إلهي منصوص عليه كما هو الامر بالنسبة للنبوة، أنها آلت بعد وفاة النبي "ص" الى الامام علي "ع" ثم الى ابنه الامام الحسن 'ع' ثم الى ابنه الثاني الامام الحسين 'ع' شهيد كربلاء، ثم الى الأئمة التسعة من نسل الحسين "ع" و هم: زين العابدين علي بن الحسين محمد الباقر جعفر الصادق موسى الكاظم علي الرضا محمد الجواد علي الهادي الحسن العسكري الحجة المهدي،

عليهم السلام. كما يرون أن "العصمة" التي هي شرط للنبوة، هي شرط للامامة أيضا،

لانه من يوكل اليه حفظ الشريعة يلزم أن يكون منزها من الرجس ليستطيع القيام بهذا الحفظ. و قد أثبت سبحانه و تعالى هذه المزية الالهية "أي العصمة" لأهل بيت النبي 'ص' في القرآن الكريم و ذلك في قوله تعالى إنَّمَا يُريدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً. و هذه المزية مخصصة بالاشخاص الذين أختارهم اللّه تعالى لحمل عب ء الامامة بعد النبي "ص" و هم الأئمة الاثنا عشر المعصومون الذين ذكرناهم آنفا.

و لقد وصى النبي "ص" بأهل بيته "ع" و أكد على لزوم التمسك بالأئمة الاثني عشر "ع"،

و بيّن أن كل من لا يتمسك بهديهم و يسير على نهجهم يضل عن الطريق الحق، و يغرق في الباطل. و انه لا يمكن لمسلم ان ينجو و يحظى بالفوز، الا بالتعلق بهم و السير على هديهم.

من ذلك حديث الثقلين. قال النبي "ص": 'أيها الناس. يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، و أني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، الثقلين: كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، فلا تقدموهما فتهلكوا و لا تتأخروا عنهما فتهلكوا، و لا تعلموهم فإنهم اعلم منكم. و ان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفونّي فيهما'.

و قال "ص": 'مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، و من تخلف عنها غرق'.

و قال "ص" بسنده عن عمر بن الخطاب "كما في الصواعق المحرقة لابن حجر ص 90":

'في كلّ خلف من أمّتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدّين تحريف الضّالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين. ألا و إنّ أئمّتكم وفدكم إلى اللّه عزّ و جلّ فانظروا من توفدون'.

و قال "ص": 'من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة'.

هذا و قد أكدت الروايات التاريخية و كتب الاحاديث، ما فعله النبي "ص" و هو راجع من حجة الوداع، حين جمع آلاف المسلمين و هم راجعون من الحج، في مكان اسمه غدير خم،

و أخذ بيد الامام علي "ع" و قال مخاطبا أياهم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا:

اللهم بلى. قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه. اللهم وال من والاه، و عاد من عاده.

و انصر من نصره، و أخذل من خذله. و أدر الحق معه كيفما دار. فأعطى النبي "ص" حق الولاية، الذي اعطاه اللّه له، أعطاه من بعده للامام علي "ع". فأصبح الامام علي "ع" أولى بالمؤمنين من أنفسهم. أي أن له حق الطاعة التامة لانه الممثل الشرعي و المرجع الديني لكل المسلمين. و كل من يخالفه أو يعاديه فهو مخالف للّه معاد له.

ائمة أهل البيت هم حجج اللّه على عباده


مدخل:

ذكرنا سابقا أن اللّه تعالى لا يترك عباده بعد النبي "ص" بدون حافظ للدين و إمام للمسلمين. فتكون الحجة بوجوده قائمة على الخلق.

و قد علمنا عن طريق النقل أن الائمة الاثنا عشر من عترة النبي "ص" هم حجج اللّه على عباده، و خلفاؤه في بلاده، بهم أقام عمد الدين، و أنار طريق الحق للعالمين. فهم دعائم الاسلام و ولائج الاعتصام، و حياة الانام و مصابيح الظلام.

النصوص:

قال الامام علي "ع":

عند ذكر آل النبي "ص": هم موضع سرّه، و لجأ أمره، و عيبة علمه، و موئل حكمه، و كهوف كتبه، و جبال دينه. بهم أقام انحناء ظهره، و أذهب ارتعاد فرائصه. "الخطبة 2، 37"

و قال "ع": لا يقاس بآل محمّد صلّى اللّه عليه و آله من هذه الأمّة أحد، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا: هم أساس الدّين، و عماد اليقين. إليهم يفي ء الغالي، و بهم يلحق التّالي. و لهم خصائص حقّ الولاية، و فيهم الوصيّة و الوراثة. الآن إذ

"بمعنى قد" رجع الحقّ إلى أهله، و نقل إلى منتقله. "الخطبة 2، 38"

أين الّذين زعموا أنّهم الرّاسخون في العلم دوننا، كذبا و بغيا علينا؟... بنا يستعطى الهدى و يستجلى العمى. "الخطبة 142، 255"

و إنّما الأئمّة قوّام اللّه على خلقه، و عرفاؤه على عباده. و لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم و أنكروه. "الخطبة 150، 267"

نحن الشّعار و الأصحاب، و الخزنة و الأبواب، و لا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا. فيهم كرائم القرآن، و هم كنوز الرّحمن. إن نطقوا صدقوا، و إن صمتوا لم يسبقوا. "الخطبة 152، 270"

هم عيش العلم، و موت الجهل. يخبركم حلمهم عن علمهم، و ظاهرهم عن باطنهم، و صمتهم عن حكم منطقهم. لا يخالفون الحقّ و لا يختلفون فيه. و هم دعائم الإسلام، و ولائج الإعتصام. بهم عاد الحقّ إلى نصابه، و انزاح الباطل عن مقامه، و انقطع لسانه عن منبته. عقلوا الدّين عقل وعاية و رعاية، لا عقل سماع و رواية. فإنّ رواة العلم كثير، و رعاته قليل. "الخطبة 237، 439"

نحن النّمرقة الوسطى، بها يلحق التّالي و إليها يرجع الغالي "أي المغالي". "109 ح، 585"

إنّ اللّه تبارك و تعالى طهّرنا و عصمنا و جعلنا شهداء على خلقه و حججا على عباده، و جعلنا مع القرآن و جعل القرآن معنا، لا نفارقه و لا يفارقنا. "مستدرك 183"

الائمة الاثنا عشر


قال الامام علي "ع":

ألا إنّ مثل آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله كمثل نجوم السّماء: إذا خوى نجم طلع نجم، فكأنّكم قد تكاملت من اللّه فيكم الصّنائع، و أراكم ما كنتم تأملون. "الخطبة 98، 194"

/ 86