تصنیف نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنیف نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المعاد و الحساب


المعاد


مدخل:

انّ التصور الاسلامي العام للكون "النظرة الكونية" يجعله ينظر الى المعاد كجزء لا يتجزأ من حياة الانسان، لا بل هو مرحلة هامة من حياة الانسان، لأنه مرحلة الجزاء على الامتحان الدنيوي.

و هذا الإيمان باليوم الآخر ينقل قيمة الانسان في الدنيا من وجود تافه لا مغزى له، الى وجود مكرّم متكامل، يعمر الأرض خلال حياته الدنيا، و يهيى ء نفسه لحياة أخرى، في ظلّ طاعة اللّه تعالى.

و هذا الايمان بالآخرة له دوره الكبير في تغيير القيم في ذهن الانسان، و خلق التلاؤم و الوحدة بين المصلحة الخاصة و المصلحة العامة، ممّا قد عجزت كلّ النظم المادية عن خلقه. فالخسارة و الربح ليس مقياسهما الحياة الدنيا، بل الدنيا و الآخرة معا.

النصوص:

قال الإمام علي "ع":

أمّا بعد، فإنّي أوصيكم بتقوى اللّه، الّذي ابتدأ خلقكم، و إليه يكون معادكم. "الخطبة 196، 387"

فإنّ تقوى اللّه مفتاح سداد، و ذخيرة معاد. "الخطبة 228، 431"

و من الفساد إضاعة الزّاد و مفسدة المعاد. "الخطبة 270، 3، 486"

طوبى لمن ذكر المعاد، و عمل للحساب، و قنع بالكفاف، و رضي عن اللّه. "44 ح، 574"

بئس الزّاد إلى المعاد، العدوان على العباد. "221 ح، 606"

البعث و النشور قيام الساعة و أهوال يوم القيامة


قال الإمام علي "ع":

فإنّ الغاية أمامكم، و إنّ وراءكم السّاعة تحدوكم. تخفّفوا تلحقوا. فإنّما ينتظر بأوّلكم آخركم. "الخطبة 21، 65"

حتّى إذا تصرّمت الأمور، و تقضّت الدّهور، و أزف النّشور، أخرجهم من ضرائح القبور، و أوكار الطّيور، و أوجرة السّباع، و مطارح المهالك. سراعا إلى أمره، مهطعين "أي مسرعين" إلى معاده. رعيلا صموتا "شبههم في تلاحق بعضهم ببعض برعيل الخيل" قياما صفوفا. ينفذهم البصر، و يسمعهم الدّاعي. عليهم لبوس الإستكانة، و ضرع الإستسلام و الذّلّة. قد ضلّت الحيل، و انقطع الأمل. و هوت الأفئدة كاظمة، و خشعت الأصوات مهينمة. و الجم العرق "أي كثر العرق حتى امتلأت به الأفواه لغزارته فهو كاللجام يمنعها من النطق" و عظم الشّفق "أي الخوف". و أرعدت الأسماع لزبرة الدّاعي "أي صوته و صيحته" إلى فصل الخطاب، و مقايضة الجزاء، و نكال العقاب،

و نوال الثّواب.

عباد مخلوقون اقتدارا، و مربوبون اقتسارا، و مقبوضون احتضارا، و مضمّنون أجداثا،

و كائنون رفاتا. و مبعوثون أفرادا، و مدينون جزاء، و مميّزون حسابا. "الخطبة 81، 1، 138"

فاتّقوا اللّه عباد اللّه، جهة ما خلقكم له، و احذروا منه كنه ما حذّركم من نفسه،

و استحقّوا منه ما أعدّ لكم، بالتّنجّز لصدق ميعاده، و الحذر من هول معاده. "الخطبة 81، 1 141"

و اعلموا أنّ مجازكم على الصّراط، و مزالق دحضه "الدحض انزلاق الرجل فجأة"، و أهاويل زلله، و تارات أهواله. "الخطبة 81، 2، 144"

و دهمتكم مفظعات الأمور، و السّياقة إلى الورد المورود. كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائقٌ وَ شَهِيدٌ: سائق يسوقها إلى محشرها، و شاهد يشهد عليها بعملها. "الخطبة 83، 150"

و ذلك يوم يجمع اللّه فيه الأوّلين و الآخرين، لنقاش الحساب و جزاء الأعمال. خضوعا قياما. قد ألجمهم العرق، و رجفت بهم الأرض. فأحسنهم حالا من وجد لقدميه موضعا، و لنفسه متّسعا. "الخطبة 100، 195"

حتّى إذا بلغ الكتاب أجله، و الأمر مقاديره. و ألحق آخر الخلق بأوّله، و جاء من أمر اللّه ما يريده من تجديد خلقه، أماد السّماء و فطرها و أرج الأرض و أرجفها، و قلع جبالها و نسفها. و دكّ بعضها بعضا من هيبة جلالته و مخوف سطوته. و أخرج من فيها،

فجدّدهم بعد إخلاقهم، و جمعهم بعد تفرّقهم. ثمّ ميّزهم لما يريد من مسألتهم عن خفايا الأعمال و خبايا الأفعال. و جعلهم فريقين: انعم على هؤلاء، و انتقم من هؤلاء. "الخطبة 107، 211"

اعملوا ليوم تذخر له الذّخائر، و تبلى فيه السّرائر. "الخطبة 118، 228"

و بالقيامة تزلف الجنّة "أي تقرّب" و تبرّز الجحيم للغاوين. و إنّ الخلق لا مقصر لهم عن القيامة، مرقلين "أي مسرعين" في مضمارها إلى الغاية القصوى. "الخطبة 154، 274"

قد شخصوا من مستقرّ الأجداث، و صاروا إلى مصائر الغايات. لكلّ دار أهلها، لا يستبدلون بها و لا ينقلون عنها. "الخطبة 154، 274"

فكأنّكم بالسّاعة تحدوكم حدو الزّاجر بشوله "الشول: جمع شائلة و هي من الإبل". "الخطبة 155، 276"

عباد اللّه، احذروا يوما تفحص فيه الأعمال، و يكثر فيه الزّلزال، و تشيب فيه الأطفال. "الخطبة 155، 277"

و كأنّ الصّيحة قد أتتكم، و السّاعة قد غشيتكم، و برزتم لفصل القضاء. قد زاحت عنكم الأباطيل، و اضمحلت عنكم العلل، و استحقّت بكم الحقائق، و صدرت بكم الأمور مصادرها. فاتّعظوا بالعبر، و اعتبروا بالغير، و انتفعوا بالنّذر. "الخطبة 155، 278"

فتأسّى متأسّ بنبيّه، و اقتصّ أثره، و ولج مولجه، و إلاّ فلا يأمن الهلكة. فإنّ اللّه جعل محمّدا صلّى اللّه عليه و آله علما للسّاعة، و مبشّرا بالجنّة، و منذرا بالعقوبة. "الخطبة 158، 285"

و إنّ السّاعة تحدوكم من خلفكم. تخفّفوا تلحقوا، فإنّما ينتظر بأوّلكم آخركم. "الخطبة 165، 302"

فإنّ الغاية القيامة. و كفى بذلك واعظا لمن عقل، و معتبرا لمن جهل. "الخطبة 188، 351"

فاللّه اللّه عباد اللّه فإنّ الدّنيا ماضية بكم على سنن، و أنتم و السّاعة في قرن "كناية عن قرب القيامة". و كأنّها قد جأت بأشراطها، و أزفت بأفراطها، و وقفت بكم على صراطها. و كأنّها قد أشرفت بزلازلها، و أناخت بكلاكلها، و انصرمت الدّنيا بأهلها، و أخرجتهم من حضنها، فكانت كيوم مضى أو شهر انقضى. و صار جديدها رثّا، و سمينها غثّا. في موقف ضنك المقام، و أمور مشتبهة عظام. و نار شديد كلبها.. "الخطبة 188، 351"

... في يوم تشخص فيه الأبصار، و تظلم له الأقطار، و تعطّل فيه صروم العشار "و هي الناقة التي مضى على حملها عشرة اشهر و اشرفت على الوضع". و ينفخ في الصّور، فتزهق كلّ مهجة. و تبكم كلّ لهجة، و تذلّ الشّمّ الشّوامخ، و الصّمّ الرّواسخ. فيصير صلدها سرابا رقرقا "اي مضطربا"، و معهدها "اي المكان الذي كان يعهد وجودها فيه" قاعا سملقا "اي مستويا" "أي ان تلك الجبال تنسف و يصير مكانها قاعا مستويا". فلا شفيع يشفع، و لا حميم ينفع، و لا معذرة تدفع. "الخطبة 193، 384"

فكأنّما اطّلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه، و حقّقت القيامة عليهم عداتها. "الخطبة 220، 421"

إذا رجفت الرّاجفة، و حقّت بجلائلها القيامة، و لحق بكلّ منسك أهله، و بكلّ معبود عبدته، و بكلّ مطاع أهل طاعته. فلم يجز في عدله و قسطه يومئذ خرق بصر في الهواء، و لا همس قدم في الأرض، إلاّ بحقّه. فكم حجّة يوم ذاك داحضة، و علائق عذر منقطعة. "الخطبة 221، 424"

و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى، لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، و تثبت على جوانب المزلق "أي الصراط". "الخطبة 284، 506"

الحساب و الجزاء


يراجع المبحث '41' الثواب و العقاب قال الإمام علي "ع": و إنّ اليوم عمل و لا حساب، و غدا حساب و لا عمل. "الخطبة 42، 100"

ألا و إنّ الدّنيا دار.. ابتلي النّاس بها فتنة، فما أخذوه منها لها "كالمال المجموع للذات"، أخرجوا منه و حوسبوا عليه، و ما أخذوه منها لغيرها "كالمال المنفق في سبيل الخيرات"، قدموا عليه و اقاموا فيه "اي أخذوا ثوابه في الآخرة نعيما مقيما" "الخطبة 61، 116"

و ارعدت الأسماع لزبرة الدّاعي "اي صيحته" إلى فصل الخطاب، و مقايضة الجزاء، و نكال العقاب، و نوال الثّواب. "الخطبة 81، 1، 139"

عباد اللّه، زنوا أنفسكم من قبل أن توزنوا، و حاسبوها من قبل أن تحاسبوا. "الخطبة 88، 160"

و ذلك يوم يجمع اللّه فيه الأوّلين و الآخرين لنقاش الحساب و جزاء الأعمال. خضوعا قياما، قد ألجمهم العرق، و رجفت بهم الأرض... "الخطبة 100، 195"

إنّه ليس شي ء بشرّ من الشّرّ إلاّ عقابه، و ليس شي ء بخير من الخير إلاّ ثوابه. و كلّ شي ء من الدّنيا سماعه أعظم من عيانه، و كلّ شي ء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه. فليكفكم من العيان السّماع، و من الغيب الخبر. "الخطبة 112، 221"

و أيم اللّه لئن فررتم من سيف العاجلة، لا تسلموا من سيف الآخرة. "الخطبة 122، 233"

و قال "ع" عن القرآن: و اعلموا أنّه شافع مشفّع، و قائل مصدّق. و أنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه، و من محل به القرآن يوم القيامة صدّق عليه. فإنّه ينادي مناد يوم القيامة: 'ألا إنّ كلّ حارث مبتلى في حرثه و عاقبة عمله، غير حرثة القرآن'. فكونوا من حرثته و أتباعه. "الخطبة 174، 313"

فلم يجز "و في رواية يجر" في عدله و قسطه يومئذ خرق بصر في الهواء، و لا همس قدم في الأرض، إلاّ بحقّه. فكم حجّة يوم ذاك داحضة، و علائق عذر منقطعة. "الخطبة 221، 425"

فكيف بكم لو تناهت بكم الأمور، و بعثرت القبور هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ، وَ رُدُّوا إلى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ، وَ ضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْترُون. "الخطبة 224، 429"

فإنّ اللّه تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصّغيرة من أعمالكم و الكبيرة، و الظّاهرة و المستورة. فإن يعذّب فأنتم أظلم، و إن يعف فهو أكرم. "الخطبة 266، 465"

... و أنّ الدّنيا لم تكن لتستقرّ إلاّ على ما جعلها اللّه عليه من النّعماء و الابتلاء، و الجزاء في المعاد، أو ما شاء ممّا لا تعلم. "270، 2، 478" و اعلم أنّ أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة و مشقّة شديدة. و أنّه لا غنى بك فيه عن حسن الارتياد، و قدر بلاغك من الزّاد مع خفّة الظّهر. فلا تحملنّ على ظهرك فوق طاقتك، فيكون ثقل ذلك وبالا عليك. و إذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة، فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه و حمّله إيّاه، و أكثر من تزويده و أنت قادر عليه، فلعلّك تطلبه فلا تجده. و اغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك. و اعلم أنّ أمامك عقبة كؤودا، المخفّ فيها أحسن حالا من المثقل، و المبطي ء عليها أقبح حالا من المسرع. و أنّ مهبطك بها لامحالة إمّا على جنّة أو على نار. فارتد لنفسك قبل نزولك، و وطّي ء المنزل قبل حلولك، فليس بعد الموت مستعتب، و لا إلى الدّنيا منصرف. "الخطبة 270، 2، 481"

و من كتاب له "ع" الى بعض عماله: فارفع إليّ حسابك، و اعلم أنّ حساب اللّه أعظم من حساب النّاس، و السّلام. "الخطبة 279، 497"

و من كتاب له "ع" الى بعض عماله: فسبحان اللّه، أما تؤمن بالمعاد؟ أو ما تخاف نقاش الحساب. "الخطبة 280، 499"

فضحّ رويدا، فكأنّك قد بلغت المدى، و دفنت تحت الثّرى، و عرضت عليك أعمالك بالمحلّ الّذي ينادي الظّالم فيه بالحسرة، و يتمنّى المضيّع فيه الرّجعة وَ لاَتَ حِينَ مَنَاصٍ. "الخطبة 280، 499"

و اللّه سبحانه مبتدي ء بالحكم بين العباد، فيما تسافكوا من الدّماء يوم القيامة. "الخطبة 292، 5، 538"

و ما أخسر المشقّة وراءها العقاب، و أربح الدّعة معها الأمان من النّار. "37 ح، 572"

و إنّ اللّه سبحانه يدخل بصدق النّيّة و السّريرة الصّالحة من يشاء من عباده الجنّة. "42 ح، 573"

و سئل "ع": كيف يحاسب اللّه الخلق على كثرتهم؟ فقال عليه السلام: كما يرزقهم على كثرتهم. فقيل: كيف يحاسبهم و لا يرونه؟ فقال عليه السلام: كما يرزقهم و لا يرونه. "300 ح، 627"

الغنى و الفقر، بعد العرض على اللّه. "452 ح، 657"

الجنة و النار و صفة أهلهما


قال الإمام علي "ع":

عن الملائكة: و منهم الحفظة لعباده، و السّدنة لأبواب جنانه. "الخطبة 1، 28"

قال "ع" في صفة خلق آدم "ع": ثمّ بسط اللّه سبحانه له في توبته و لقّاه كلمة رحمته، و وعده المردّ إلى جنّته. "الخطبة 1، 31"

ألا و إنّ الخطايا خيل شمس، حمل عليها أهلها، و خلعت لجمها، فتقحّمت بهم في

النّار. ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل، حمل عليها أهلها، و أعطوا أزمّتها، فأوردتهم الجنّة. "الخطبة 16، 56"

شغل من الجنّة و النّار أمامه. ساع سريع نجا، و طالب بطي ء رجا، و مقصّر في النّار هوى. "الخطبة 16، 57"

و قال "ع" يذكر فضل الجهاد: أمّا بعد فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة، فتحه اللّه لخاصّة أوليائه. "الخطبة 27، 75"

ألا و إنّ اليوم المضمار، و غدا السباق، و السّبقة الجنّة، و الغاية النّار. "الخطبة 28، 79"

ألا و إنّي لم أر كالجنّة نام طالبها، و لا كالنّار نام هاربها. "الخطبة 28، 79"

و ما بين أحدكم و بين الجنّة أو النّار، إلاّ الموت أن ينزل به. "الخطبة 62، 117"

و استحيوا من الفرّ، فإنّه عار في الأعقاب، و نار يوم الحساب. "الخطبة 64، 121"

فكفى بالجنّة ثوابا و نوالا، و كفى بالنّار عقابا و وبالا. "الخطبة 81، 2، 145"

و أعظم ما هنالك بليّة، نزول الحميم، و تصلية الجحيم، و فورات السّعير، و سورات الزّفير. لا فترة مريحة، و لا دعة مزيحة، و لا قوّة حاجزة، و لا مؤنة ناجزة، و لا سنة مسلّية.

بين أطوار الموتات و عذاب السّاعات إنّا باللّه عائذون. "الخطبة 81، 3، 147"

و من خطبة له "ع" يصف فيها الجنة: درجات متفاضلات، و منازل متفاوتات. لا ينقطع نعيمها، و لا يظعن مقيمها، و لا يهرم خالدها، و لا ييأس ساكنها. "الخطبة 83، 150"

من خطبة له "ع" في بيان قدرة اللّه: سبحانك خالقا و معبودا بحسن بلائك عند خلقك، خلقت دارا "أي الجنة" و جعلت فيها مأدبة: مشربا و مطعما، و أزواجا و خدما و قصورا، و أنهارا و زروعا و ثمارا. ثمّ أرسلت داعيا يدعو إليها... "الخطبة 107، 209"

و يتابع الامام خطبته فيصف حال أهل الجنة و أهل النار: فأمّا أهل الطّاعة فأثابهم بجواره، و خلّدهم في داره. حيث لا يظعن النّزّال "اي لا يسافرون" و لا تتغيّر بهم الحال. و لا تنوبهم الأفزاع، و لا تنالهم الأسقام. و لا تعرض لهم الأخطار، و لا تشخصهم الأسفار "أي تزعجهم". و أمّا أهل المعصية فأنزلهم شرّ دار، و غلّ الأيدي إلى الأعناق، و قرن النّواصي بالأقدام، و ألبسهم سرابيل القطران، و مقطّعات

النّيران. في عذاب قد اشتدّ حرّه، و باب قد أطبق على أهله، في نار لها كلب و لجب، و لهب ساطع، و قصيف هائل "أي صوت شديد". لا يظعن مقيمها و لا يفادى أسيرها، و لا تفصم كبولها. لا مدّة للدّار فتفنى، و لا أجل للقوم فيقضى. "الخطبة 107، 212"

و دعا إلى الجنّة مبشّرا، و خوّف من النّار محذّرا "الخطبة 107، 212"

من استقام فإلى الجنّة، و من زلّ فإلى النّار. "الخطبة 117، 228"

و اتّقوا نارا حرّها شديد، و قعرها بعيد، و حليتها حديد، و شرابها صديد. "الخطبة 118، 228"

الجنّة تحت أطراف العوالي "أي الرماح". "الخطبة 122، 233"

و قال "ع" عن علم اللّه: و من يكون في النّار حطبا، أو في الجنان للنّبيّين مرافقا. "الخطبة 126، 239"

ازدحموا على الحطام، و تشاحّوا على الحرام، و رفع لهم علم الجنّة و النّار، فصرفوا عن الجنّة وجوههم، و أقبلوا إلى النّار بأعمالهم. و دعاهم ربّهم فنفروا و ولّوا، و دعاهم الشّيطان فاستجابوا و أقبلوا. "الخطبة 142، 256"

و إنّما الأئمة قوّام اللّه على خلقه، و عرفاؤه على عباده، و لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم و أنكروه. "الخطبة 150، 267"

فإن أطعتموني، فإنّي حاملكم إن شاء اللّه على سبيل الجنّة، و إن كان ذا مشقّة شديدة، و مذاقة مريرة "الخطبة 154، 273"

فالجنّة غاية السّابقين، و النّار غاية المفرّطين. "الخطبة 155، 277"

و إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: 'يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر، و ليس معه نصير و لا عاذر، فيلقى في نار جهنّم، فيدور فيها كما تدور الرّحى، ثمّ يرتبط في قعرها' "الخطبة 162، 292"

و قال "ع" في صفة الجنة: فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدّنيا من شهواتها و لذّاتها، و زخارف مناظرها. و لذهلت "أي النفس" بالفكر في اصطفاق أشجار غيّبت عروقها في كثبان المسك على سواحل

/ 86