وهی تملیك عین من دون عوض عنها وهی عقد یحتاج إلى ایجاب وقبول ویكفی فی الایجاب كل ما دل على التملیك المذكور من لفظ أو فعل أو إشارة ولا یعتبر فیه صیغة خاصة ولا العربیة ویكفی فی القبول كل ما دل على الرضا بالایجاب من لفظ أو فعل أو نحو ذلك.

یعتبر فی الواهب البلوغ والعقل والقصد والاختیار وعدم الحجر علیه من التصرف فی الموهوب لسفه أو فلس.

تصح الهبة من المریض فی مرض الموت على تفصیل تقدم فی المسألة 832.

تصح الهبة فی الاعیان المملوكة وان كانت مشاعة ولا تبعد أیضا صحة هبة ما فی الذمة لغیر من هو علیه ویكون قبضه بقبض مصداقه، ولو وهبه ما فی ذمته قاصدا به اسقاطه كان ابراءا ولا یحتاج إلى القبول.

یشترط فی صحة الهبة القبض ولابد من اذن الواهب الا ان یهبه ما فی یده فلا حاجة حینئذ إلى قبض جدید وان كان الاحوط لزوما اعتبار الاذن فی القبض بقاءا ولا تعتبر الفوریة فی القبض ولا كونه فی مجلس العقد فیجوز فیه التراخی عن العقد بزمان كثیر ومتى تحقق القبض صحت الهبة من حینه، فإذا كان للموهوب نماء سابق على القبض قد حصل بعد الهبة كان للواهب دون الموهوب له وان اوهبه شیئین فقبض الموهوب له احدهما دون الاخر صحت الهبة فی المقبوض دون غیره.

للاب والجد ولایة القبول والقبض عن الصغیر والمجنون إذا بلغ مجنونا، اما لو جن بعد البلوغ ففی كون ولایة القبول والقبض لهما أو للحاكم الشرعی اشكال فلا یترك الاحتیاط بتوافقهما معا، ولو وهب الولی احدهما وكانت العین الموهوبة بید الولی لم یحتج إلى قبض جدید.

یتحقق القبض فی المنقول وغیر المنقول باستیلاء الموهوب له على الموهوب وصیرورته تحت یده وسلطانه والظاهر اختلاف صدق ذلك بحسب اختلاف الموارد.

لیس للواهب الرجوع بعد الاقباض ان كانت لذی رحم أو بعد التلف أو مع التعویض وفی جواز الرجوع مع التصرف خلاف والاقوى جوازه إذا كان الموهوب قائما بعینه والا كما لو صبغ الثوب أو قطعه أو خاطه لم یجز له الرجوع وكذا لو نقله إلى غیره على الاظهر، وله الرجوع فی غیر ذلك فان عاب فلا ارش وان زادت زیادة منفصلة فهی للموهوب له وان كانت متصلة فان كانت غیر قابلة للانفصال كالسمن والطول فهی تابعة للعین وان كانت قابلة له كالصوف والثمرة ونحوهما ففی التبعیة اشكال والاظهر عدمها وان الزیادة للموهوب له بعد رجوع الواهب أیضا.

فی إلحاق الزوج أو الزوجة بذی الرحم فی لزوم الهبة اشكال، والاقرب عدمه وان كان الاحوط عدم الرجوع فیها ولو قبل القبض.

لو مات الواهب قبل القبض بطلت الهبة وانتقل الموهوب إلى وارث الواهب وكذا تبطل بموت الموهوب له قبل القبض ویبقى الموهوب فی ملك الواهب.