كل طائر ذی ریش یحل أكل لحمه إلا ما كان من السباع بأن یكون ذا مخلب، سواء كان قویا یقوى به على افتراس الطیر كالبازی والصقر أو ضعیفا لا یقوى به على ذلك كالنسر والبغات، والظاهر أن كل طائر یكون صفیفه - أی بسط جناحیه عند الطیران - أكثر من دفیفه - أی تحریكهما عنده - یكون ذا مخلب فیحرم لحمه بخلاف ما یكون دفیفه أكثر من صفیفه فإنه محلل اللحم.
وعلى هذا فیتمیز المحرم من الطیور عن غیره بملاحظة كیفیة طیرانها، كما یتمیز فیما لا یعرف طیرانه بوجود (الحوصلة أو القانصة أو الصیصیة) فیه، فما تكون له احدى الثلاث یحل أكله دون غیره، والحوصلة ما یجتمع فیه الحب وغیره من المأكول عند الحلق، والقانصة ما تجتمع فیه الحصاة الدقاق التی یأكلها الطیر، والصیصة شوكة فی رجل الطیر خارجة عن الكف.
والاحوط لزوما الاجتناب عن أكل الغراب بجمیع انواعه حتى الزاغ، وأما غیر ما ذكر من الطیور مما له ریش فهو محلل الاكل بجیمع انواعه من الدجاج والحمام والعصفور وغیرها حتى النعامة والطاووس على الاظهر، نعم یكره قتل جملة من الطیور كالهدهد والخطاف والشقراق ولكن لا بأس بأكل لحمها، وأما ما یطیر ولیس له ریش فیحرم منه الخفاش بل الزنبور والبق والبرغوث ونحوها من الحشرات الطائرة على الاحوط.

یحل من حیوان البحر من الاسماك ما كان له فلس كما تقدم، وأما كان ذا حیاتین كالضفدع والسرطان والسلحفاة فالاقوى حرمته، وأما طیور الماء - من السابحة والغائصة وغیرهما - فیحل منها ما یحل مثله من طیور البر.

الغنم والبقر والابل والخیل والبغال والحمیر بجمیع أقسامها محللة الاكل سواء فیها الوحشیة والاهلیة وكذلك الغزال، ویكره أكل لحم الخیل والبغال والحمیر الاهلیة.

ما وطأه الانسان من البهائم أن كان مما یؤكل لحمه كالبقر والغنم حرم لحمه وكذا لبنه ونسله المتجدد بعد الوطء على الاحوط ووجب أن یذبح ویحرق، فإن كان لغیر الواطئ وجب علیه أن یغرم قیمته لمالكه، وأما إذا كان مما یركب ظهره كالخیل والبغال والحمیر وجب نفیه من البلد وبیعه فی بلد آخر ویغرم الواطئ - إذا كان غیر المالك - قیمته ویكون الثمن له، وأما إذا كان مما یطلب لحمه ویركب ظهره معا كالابل فیلحقه حكم القسم الاول على الاظهر.

یحرم الجدی - ولد المعز - إذا رضع من لبن خنزیرة واشتد لحمه وعظمه ویحرم نسله ولبنه أیضا، ولو لم یشتد فالاحوط أن یستبرأ سبعة أیام بلبن طاهر إن لم یكن مستغنیا عن الرضاع وإلا استبرئ بالعلف والشعیر ونحوهما ثم یحل بعد ذلك، وفی حكم الجدی العجل وسائر الحیوانات المحلل لحمها على الاحوط.

كل حیوان محلل الاكل - حتى الطیر والسمك - إذا صار جلالا حرم لحمه ولبنه وبیضه، فإذا استبرئ حل، وقد تقدم معنى الجلل وكیفیة الاستبراء فی ص 92.

تحرم من الذبیحة عدة أشیاء وهی ما یلی:
(1) الدم.
(2) الروث.
(3) القضیب.
(4) الفرج.
(5) المشیمة.
(6) الغدة، وهی كل عقدة فی الجسم مدورة تشبه البندق.
(7) البیضتان.
(8) خرزة الدماغ، وهی حبة بقدر الحمصة فی وسط الدماغ.
(9) النخاع وهو خیط أبیض كالمخ فی وسط فقار الظهر.
(10) العلباوان - على الاحوط - وهما عصبتان ممتدتان على الظهر من الرقبة إلى الذنب.
(11) المرارة.
(12) الطحال.
(13) المثانة.
(14) حدقة العین.
هذا فی غیر الطیور، وأما الطیور فیحرم مما یوجد فیها من المذكورات (الدم والرجیع) وأما تحریم غیرهما فمبنی على الاحتیاط اللزومی.

لا تحل أبوال ما لا یؤكل لحمه بل وما یؤكل لحمه أیضا حتى الابل على الاحوط، نعم لا بأس بشرب ابوال الانعام الثلاثة للتداوی وإن لم ینحصر العلاج فیها.

یحرم أكل الطین والمدر وكذا التراب والرمل على الاحوط، ویستثنى من ذلك الیسیر من تربة سید الشهداء (ع) للاستشفاء، والاحوط الاولى حله فی الماء وشربه ولا بأس بأكل الطین الارمنی والطین الداغستانی وغیرهما للتداوی عند انحصار العلاج فیها.

لا یحرم بلع النخامة والاخلاط الصدریة الصاعدة إلى فضاء الفم، وكذا بلع ما یخرج بتخلیل الاسنان من بقایا الطعام.