الحیوان وحشیا كان أو أهلیا غیر المحرم أكله ولو لعارض - وسیأتی بیان المحرم أكله فی أحكام الاطعمة والاشربة - إذا ذكی بالذبح على الترتیب الآتی فی هذا الباب وخرجت روحه یحل أكله، هذا فی غیر الابل والسمك والجراد وأما هذه الثلاثة فتذكى بغیر الذبح على ما سیتضح فی المسائل الآتیة.

الحیوان الوحشی المحلل لحمه كالغزال والحیوان الاهلی المحلل إذا استوحش كالبقر یحل لحمهما بالاصطیاد ایضا، وأما الحیوانات المحللة الاهلیة كالشاة والدجاجة والبقر غیر المتوحش ونحوها، وكذلك الحیوانات الوحشیة إذا تأهلت فلا یحكم بطهارة لحمها ولا بحلیتها بالاصطیاد.

الحیوان الوحشی الحلال أكله إنما یحكم بحلیته وطهارته بالاصطیاد فیما إذا كان قادرا على العدو أو ناهضا للطیران، فولد الوحش قبل أن یقدر على الفرار وفرخ الطیر قبل أن ینهض للطیران لا یحلان بالاصطیاد ولا یحكم بطهارتهما حینئذ، فلو رمى ظبیا وولده غیر القادر على العدو، فماتا حل الظبی وحرم الولد.

الحیوان المحلل لحمه الذی لیست له نفس سائلة كالسمك إذا مات بغیر تذكیة حرم أكله لكنه طاهر.

الحیوان المحرم أكله - إذا لم تكن له نفس سائلة كالحیة لا أثر لذبحه أو صیده لان میتته طاهرة.

الكلب والخنزیر لا یقبلان التذكیة فلا یحكم بطهارتهما ولا بحلیتهما بالذبح أو الصید، وأما السباع وهی ما تفترس الحیوان وتأكل اللحم كالذئب والنمر فهی قابلة للتذكیة فلو ذبحت أو اصطیدت بالرمی ونحوه حكم بطهارة لحومها وجلودها وإن لم یحل أكلها بذلك، نعم إذا اصطیدت بالكلب الصائد اشكل الحكم بطهارتها.

لا یبعد أن یكون حكم القرد والفیل والدب حكم السباع فیما مر، وأما الحشرات وهی الدواب الصغار التی تسكن باطن الارض كالضب والفار فالاظهر عدم قبولها للتذكیة، فإن كانت لها نفس سائلة وذبحت مثلا لم یحكم بطهارة لحومها وجلودها.

لو خرج الجنین میتا من بطن أمه - وهی حیة - أو خرج كذلك لم یحل أكله.