فضائل الإمام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فضائل الإمام علی (ع) - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الزهد فى الدنيا


الزهد في الدنيا و انما يعرف زهد الزاهد فيها اذا كانت في يده و يزهد فيها لا اذا كانت زاهدة فيه. كان اكثر اكابر الصحابة في زمن عثمن و قبله قد درت عليهم اخلاف الدنيا من الفتوحات و العطاء من بيت المال فبنوا الدور و شيدوا القصور و اختزنوا الاموال الكثيرة و خلفوها بعدهم. روى المسعودي انه في ايام عثمن اقتنى الصحابة الضياع و المال فكان لعثمن يوم قتل عند خازنه خمسون و مائة الف دينار و الف الف درهم و قيمة ضياعه في وادي القرى و حنين و غيرهما مائة الف دينار و خلف ابلا و خيلا كثيرة و بلغ الثمن الواحد من متروك الزبير بعد وفاته خمسين الف دينار و خلف الف فرس و الف أمة و كانت غلة طلحة من العراق الف دينار كل يوم و من ناحية السراة اكثر من ذلك و كان على مربط عبد الرحمن بن عوف الف فرس و له الف بعير و عشرة آلاف من الغنم و بلغ الربع من متروكه بعد وفاته اربعة و ثمانين الفا و خلف زيد بن ثابت من الذهب و الفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الاموال و الضياع. و بني الزبير داره بالبصرة و بنى ايضا بمصر و الكوفة و الاسكندرية و كذلك بنى طلحة داره بالكوفة و شيد داره بالمدينة و بناها بالجص و الآجر و الساج و بنى سعد بن ابي وقاص داره بالعقيق و رفع سمكها و أوسع فضاءها و جعل على أعلاها شرفات و بنى المقداد داره بالمدينة و جعلها مجصصة الظاهر و الباطن و خلف يعلى ابن منبه خمسين الف دينار و عقارا و غير ذلك ما قيمته ثلثمائة الف درهم "ا ه" و لكن ذكره المقداد معهم لمجرد بنائه داره و تجصيص ظاهرها و باطنها لا يخلو من حيف على المقداد فهل يريدون من المقداد ان يبقى في دار خربة سوداء مظلمة.

و لم يكن علي أقل نصيبا منهم في عطاء و غيره ثم جاءته الخلافة و صارت الدنيا كلها في يده عدا الشام و مع ذلك لم يخلف عند موته الا ثمانمائة درهم لم يكن اختزنها و انما اعدها لخادم يشتريها لاهله فمات قبل شرائها فأين ذهبت الاموال التي وصلت الى يده و هو لم يصرفها في مأكل و لا ملبس و لا مركوب و لا شراء عبيد و لا اماء و لا بناء دار و لا اقتناء عقار. مات و لم يضع لبنة على لبنة و لا تنعم بشي ء من لذات الدنيا بل كان يلبس الخشن و يأكل الجشب و يعمل في ارضه فيستنبط منها العيون ثم يقفها في سبيل الله و يصرف ما يصل الى يده من مال في الفقراء و المساكين و في سبيل الله و هو مع ذلك يريد من عماله في الامصار ان يكونوا مثله او متشبهين به على الاقل و يتفحص عن احوالهم فيبلغه عن عامله على البصرة عثمان ابن حنيف الانصاري انه دعي الى مأدبة فذهب اليها فيكتب اليه: بلغني ان بعض فتية اهل البصرة دعاك الى مأدبة فأسرعت اليها تستطاب لك الالوان و تنقل اليك الجفان و ما ظننت انك تجيب الى طعام قوم غنيهم مدعو و عائلهم مجفو. و معنى هذا ان ابن حنيف يلزم ان لا يجيب دعوة احد من وجوه البصرة فان من يدعو الوالي الى مأدبته لا يدعو معه الا الاغنياء و لا يدعو احدا من الفقراء و ما يصنع الفقراء في وليمة الوالي و هم لا يجالسهم الوالي و المدعوون معه من الاغنياء و لا يواكلونهم و كيف يفعلون ذلك و ثياب الفقراء بالية و هيئاتهم رثة ينفرون منها و من رؤيتها و اذا ارادوا ان يعطفوا على فقير منهم ارسلوا اليه شيئا من الزاد او المال الى بيته و لم تسمح لهم أنفسهم ان يجالسوهم على مائدتهم ثم يريد من ابن حنيف ان يقتدي به في زهده فيقول له: و ان لكل مأموم اماما يقتدي به و يهتدي بنور علمه و ان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه و من طعمه بقرصيه. ثم يرى ان ذلك غير ممكن فيقول له: ألا و انكم لا تقدرون على ذلك و لكن أعينوني بورع و اجتهاد و عفة و سداد، ثم يحلف بالله مؤكدا فيقول: فو الله ما كنزت من دنياكم تبرا و لا ادخرت من غنائمها وفرا. ثم يسوقه الا لم من امر فدك الى ذكرها هنا و ما علاقة فدك بالمقام و لكن المتألم من امر يخطر بباله عند كل مناسبة فيقول: بلى كانت في ايدينا فدك من كل ما اظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس قوم آخرين. و من الذي يريد ان يعترض عليك يا أمير المؤمنين بفدك و يقول لك انها كانت بيدك فكيف تقول انك لم تدخر شيئا من غنائم الدنيا حتى تجيبه انه لم يكن في يدك من جميع بقاع الارض التي تحت السماء غير فدك. و مع انه قادر على التنعم في ملاذ الدنيا فهو يتركه زهدا فيها و مواساة للفقراء فيقول: و لو شئت لاهتديت الطريق الى مصفى هذا العسل و لباب هذا القمح و نسائج هذا القز و لكن هيهات ان يقودني جشعي الى تخير الاطعمة و لعل بالحجاز او اليمامة من لا عهد له بالقرص و لا طمع له بالشبع. و هو القائل: و الله لان ابيت على حسك السعدان مسهدا و اجر في الاغلال مصفدا أحب الي من ان القي الله و رسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد و غاصبا لشي ء من الحطام و كيف اظلم احدا لنفس يسرع الى البلى قفولها و يطول في الثرى حلولها و الله او اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على ان اعصي الله في نملة اسلبها جلب شعيرة ما فعلت ما لعلي و نعيم يفنى و لذة لا تبقى.

و هو القائل: و الله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها و لقد قال لي قائل الا تنبذها عنك فقلت اعزب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى.

"و في اسد الغابة" بسنده عن عمار بن ياسر سمعت رسول الله "ص" يقول لعلي بن ابي طالب يا علي ان الله عز و جل قد زينك بزينة لم يتزين العباد بزينة احب اليه منها الزهد في الدنيا فجعلك لا تنال من الدنيا شيئا و لا تنال الدنيا منك شيئا و وهب لك حب المساكين و رضوا بك اماما و رضيت بهم اتباعا فطوبى لمن احبك و صدق فيك و ويل لمن ابغضك و كذب عليك فاما الذين احبوك و صدقوا فيك فهم جيرانك في دارك و رفقاؤك في قصرك و اما الذين ابغضوك و كذبوا عليك فحق على الله ان يوقفهم موقف الكذابين يوم القيمة و قال ابن عبد البر في الاستيعاب قد ثبت عن الحسن بن علي من وجوه انه قال لم يترك ابي الا ثمانمائة درهم او سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يعدها لخادم يشتريها لاهله. قال و اما تقشفه في لباسه و مطعمه فاشهر من هذا كله ثم روى بسنده عن عبد الله بن ابى الهذيل قال رأيت عليا خرج و عليه قميص غليظ دارس اذا مد كم قميصه بلغ الى الظفر و اذا ارسله صار الى نصف الساعد "و بسنده" عن عطاء رأيت على علي قميص كرابيس غير غسيل 'و بسنده' عن ابي الهذيل رأيت على علي بن ابي طالب قميصا رازيا اذا أرخى كمه بلغ اطراف اصابعه و اذا اطلقه صار الى الرسغ 'و في اسد الغابة' بسنده عمن رأى على علي عليه السلام ازارا غليظا قال اشتريته بخمسة دراهم فمن اربحني فيه درهما بعته 'و بسنده' عن ابي النوار بياع الكرابيس قال اتاني علي بن ابي طالب و معه غلام له فاشترى مني قميصي كرابيس فقال لغلامه اختر ايهما شئت فاخذ احدهما و اخذ علي الاخر فلبسه ثم مد يده فقال اقطع الذي يفضل من قدر يدي فقطعته و كفه و لبسه و ذهب 'و في حلية الاولياء' بسنده عن ابي سعيد الازدي رأيت عليا أتى السوق و قال من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم فقال رجل عندي فجاء به فاعجبه قال لعله خير من ذلك قال لا ذاك ثمنه فرأيت عليا يقرض رباط الدراهم من ثوبه فاعطاه فلبسه فاذا هو يفضل عن اطراف اصابعه فامر به فقطع ما فضل عن اطراف اصابعه 'و في الاستيعاب' بسنده عن مجمع التميمي ان عليا قسم ما في بيت المال بين المسلمين ثم امر به فكنس ثم صلى فيه رجاء ان يشهد له يوم القيامة 'و في حلية الاولياء' بسنده عن مجمع نحوه 'و في الاستيعاب' بسنده عن عاصم بن كليب عن ابيه قال قدم على علي مال من اصبهان فقسمه سبعة أسباع و وجد فيه رغيفا فقسمه سبع كسر فجعل على كل جزء كسرة ثم اقرع بينهم ايهم يعطى اولا. قال و اخباره في مثل هذا من سيرته لا يحيط بها كتاب و بسنده عن معاذ بن العلاء عن ابيه عن جده سمعت علي بن ابي طالب يقول ما اصبت من فيئكم الا هذه القارورة اهداها الي الدهقان ثم نزل الى بيت المال ففرق كل ما فيه ثم جعل يقول:

افلح من كانت له قوصره ++

يأكل منها كل يوم مره

'و في حلية الاولياء' بسنده عن ابي عمرو بن العلاء عن ابيه ان علي بن ابي طالب خطب الناس فقال و الله الذي لا اله الا هو ما رزأت من فيئكم الا هذه و اخرج قارورة من كم قميصه فقال اهداها الي مولاي دهقان 'و في الاستيعاب' بسنده عن عنترة الشيباني في حديث: كان علي لا يدع في بيت المال مالا يبيت فيه حتى يقسمه الا ان يغلبه شغل فيصبح اليه و كان يقول يا دنيا لا تغريني غري غيري و ينشد:

هذا جناي و خياره فيه ++

و كل جان يده الى فيه

قال و ذكر عبد الرزاق عن الثوري عن ابي حيان التيمي عن ابيه قال رأيت علي بن ابي طالب يقول من يشتري مني سيفي هذا فلو كان عندي ثمن ازار ما بعته فقام اليه رجل فقال نسلفك ثمن ازار قال عبد الرزاق و كانت بيده الدنيا كلها الا ما كان من الشام 'و في حلية الاولياء' بعدة اسانيد عن الارقم و عن يزيد بن محجن و عن ابي رجاء قال الارقم رأيت عليا و هو يبيع سيفا له في السوق و يقول من يشتري مني هذا السيف فو الذي فلق الحبة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله 'ص' و لو كان عندي ثمن ازار ما بعته و قال يزيد بن محجن كنت مع علي و هو بالرحبة فدعا بسيف فسله فقال من يشتري سيفي هذا فو الله لو كان عندي ثمن ازار ما بعته و قال ابو رجاء رأيت علي بن ابي طالب خرج بسيفه يبيعه فقال من يشتري مني هذا لو كان عندي ثمن ازار لم ابعه فقلت يا أمير المؤمنين انا ابيعك و أنسؤك الى العطاء 'و في رواية' فلما خرج و عطاؤه اعطاني 'و في اسد الغابة' بسنده قال علي بن ابي طالب: الدنيا جيفة فمن اراد منها شيئا فليصبر على مخالطة الكلاب 'و بسنده' عن ابي نعيم سمعت سفيان يقول ما بنى علي لبنة على لبنة و لا قصبة على قصبة و ان كان ليؤتى بحبوبه من المدينة في جراب ثم قال في اسد الغابة: و زهده و عدله لا يمكن استقصاء ذكرهما. و قال ابن ابي الحديد في شرح النهج: اما الزهد في الدنيا فهو سيد الزهاد و بدل الابدال و اليه تشد الرحال و تنفض الاحلاس ما شبع من طعام قط و كان أخشن الناس مأكلا و ملبسا قال عبد الله بن ابي رافع دخلت اليه يوم عيد فقدم جرابا مختومما فوجدنا فيه خبز شعير يابسا مرضوضا فقدم فأكل فقلت يا أمير المؤمنين فكيف تختمه قال خفت هذين الولدين ان يلتاه بسمن او زيت و كان ثوبه مرقوعا بجلد تارة و بليف اخرى و نعلاه من ليف و كان يلبس الكرابيس الغليظ فاذا وجد كمه طويلا قطعه بشفرة و لم يخطه فكان لا يزال متساقطا على ذراعيه حتى يبقى سدى لا لحمة له و كان يأتدم اذا ائتدم بخل او بملح فان ترقى عن ذلك فببعض نبات الارض فان ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الابل و لا يأكل اللحم الا قليلا و يقول لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان و كان مع ذلك اشد الناس قوة و أعظمهم ايدا و هو الذي طلق الدنيا و كانت الاموال تجبى اليه من جميع بلاد الاسلام الا من الشام فكان يفرقها و يمزقها ثم يقول: هذا جناي و خياره فيه اذ كل جان يده الى فيه "ا ه" "و في حلية الاولياء" بسنده عن علي بن ربيعة الوالبي قال جاءه ابن النباج فقال يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء و بيضاء فقال الله اكبر فقام متوكأ على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال هذا جناي و خياره فيه و كل جان يده الى فيه يا ابن النباج علي باسباع الكوفة فنودي في الناس فاعطى جميع ما في بيت مال المسلمين و هو يقول يا صفراء و يا بيضاء غري غيري ها و ها حتى ما بقي منه دينار و لا درهم ثم امره بنضحه و صلى فيه ركعتين "و بسنده" عن علي بن ابي طالب انه أتي بفالوذج فوضع بين يديه فقال انك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم لكن أكره ان اعود نفسي ما لم تعتده "و بسنده" عن عدي بن ثابت ان عليا اتى بفالوذج فلم يأكل "و بسنده" عن عبد الملك بن عمير عن رجل من ثقيف ان عليا استعمله على عكبرا قال فقال اذا كان عند الظهر فرح الي فرحت اليه فلم أجد عنده حاجبا فوجدته جالسا و عنده قدح و كوز من ماء فدعا بظبيته

___________________________________

و هي جراب صغير او شبه الخريطة و لكيس و يسميها اهل جبل عامل اليوم ظبوة. المؤلف.

فقلت في نفسي لقد امنني حتى يخرج الي جوهرا و لا ادري ما فيها فاذا عليها خاتم فكسره فاذا فيها سويق فاخرج منها فصب في القدح فصب عليه ماء فشرب و سقاني فلم اصبر فقلت يا أمير المؤمنين اتصنع هذا بالعراق و طعام العراق اكثر من ذلك قال اما و الله ما أختم عليه بخلا و لكني ابتاع قدر ما يكفيني فأخاف ان يفنى فيصنع من غيره و اكره ان ادخل بطني الا طيبا "و بسنده" عن الاعمش كان علي يغدي و يعشي الناس و يأكل هو من شي ء يجيئه من المدينة "و بسنده" عن زيد بن وهب قدم على علي وفد من اهل البصرة فيهم رجل من اهل الخراج

___________________________________

في النسخة من اهل الخوارج و الظاهر انه غلط. المؤلف. يقال له الجعد بن نعجة فعاتب عليا في لبوسه فقال علي ما لك و للبوسي ان لبوسي أبعد من الكبر و أجدر ان يقتدي بي المسلم "و بسنده" عن عمرو بن قيس قيل لعلي يا أمير المؤمنين لم ترقع قميصك قال يخشع القلب و يقتدي به المؤمن.

الزهد فى الدنيا


/ 134