فضائل الإمام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فضائل الإمام علی (ع) - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

موضع قبر امير المؤمنين


قد عرفت انه حمل ليلا الى ناحية الغريين و دفن هناك و اخفي قبره بوصية منه. و حكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن أبي القاسم البلخي انه قال ان عليا "ع" لما قتل قصد بنوه ان يخفوا قبره خوفا من بني امية ان يحدثوا في قبره حدثا فاوهموا الناس في موضع قبره تلك الليلة و هي ليلة دفنه ايها مات مختلفة فشدوا على جمل تابوتا موثقا بالحبال يفوح منه روائح الكافور و اخرجوه من الكوفة في سواد الليل صحبة ثقاتهم يوهمون انهم يحملونه الى المدينة فيدفنونه عند فاطمة عليها السلام و اخرجوا بغلا و عليه جنازة مغطاة يوهمون انهم يدفنونه بالحيرة و حفروا حفائر عدة منها بالمسجد و منها برحبة قصر الامارة و منها في حجرة من دور آل جعدة بن هبيرة المخزومي و منها في اصل دار عبد الله بن يزيد القسري بحذاء باب الوراقين مما يلي قبلة المسجد و منها في الكناسة و منها في الثوية فعمي على الناس موضع قبره و لم يعلم دفنه على الحقيقة الا بنوه و الخواص المخلصون من اصحابه فانهم خرجوا به عليه السلام وقت السحر في الليلة الحادية و العشرين من شهر رمضان فدفنوه على النجف بالموضع المعروف بالغري بوصاة منه عليه السلام اليهم في ذلك و عهد كان عهد به اليهم و عمي موضع قبره على الناس و اختلفت الا راجيف في صبيحة ذلك اليوم اختلافا شديدا او افترقت الاقوال في موضع قبره الشريف و تشعبت و ادعى قوم ان جماعة من طي ء وقعوا على جمل في تلك الليلة و قد اضله اصحابه ببلادهم و عليه صندوق فظنوا فيه مالا فلما رأوا ما فيه خافوا ان يطلبوا به فدفنوا الصندوق بما فيه و نحروا البعير و اكلوه و شاع ذلك في بني امية و شيعتهم و اعتقدوه حقا فقال الوليد بن عقبة من ابيات يقصد فيها الرد على رسول الله "ص" حيث قال و ان تولوها عليا تجدوا هاديا مهديا:

فان يك قد ضل البعير بحمله ++

فما كان مهديا و كان هاديا

"اه" ما حكاه ابن أبي الحديد و لذلك وقع الاختلاف في موضع قبره الشريف بين غير الشيعة اما الشيعة فمتفقون خلفا عن سلف نقلا عن ائمتهم ابناء امير المؤمنين عليه و عليهم السلام انه لم يدفن الا في الغري في الموضع المعروف الآن و وافقهم المحققون من علماء سائر المسلمين و الاخبار فيه متواترة و قد كتب السيد عبد الكريم ابن طاوس كتابا في ذلك سماه فرحة الغري استقصى فيه الآثار و الاخبار الواردة في ذلك و اتى بما لا مزيد عليه.

و روى المفيد في الارشاد بسنده عن جابر بن يزيد قال سألت أبا جعفر بن علي الباقر عليهما السلام اين دفن امير المؤمنين قال دفن بناحية الغريين و دفن قبل طلوع الفجر و بسنده عن أبي عمير عن رجاله قيل للحسين بن علي عليهما السلام اين دفنتم امير المؤمنين قال خرجنا به ليلا على مسجد الاشعث حتى خرجنا به الى الظهر بجنب الغريين فدفناه هناك و قال ابن الاثير دفن عند مسجد الجماعة و قيل في القصر و قيل غير ذلك و الاصح ان قبره هو الموضع الذي يتبرك به و يزار "اه". "اقول" و هذا مما لا شبهة فيه و لا ريب لان اولاده و ذريته و شيعتهم كانوا يزورونه في هذا الموصع و اعرف الناس بقبر الميت اهله و اتباعه و عليه جميع الشيعة و أئمة اهل البيت و جميع المسلمين الا من شذ. و في تذكرة الخواص: حكى ابو نعيم الاصفهاني ان الذي على النجف انما هو قبر المغيرة بن شعبة قال و لو علم به زواره لرجموه قلت و هذا من اغلاط أبي نعيم فان المغيرة بن شعبة لم يعرف له قبر و قيل انه مات بالشام "اه" قال المفيد في الارشاد لم يزل قبره عليه السلام مخفيا "لا يعرفه غير بنيه و خواص شيعتهم" حتى دل عليه الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في الدولة العباسية وزاره عند وروده الى أبي جعفر و هو بالحيرة فعرفته الشيعة و استأنفوا اذ ذاك زيارته "اه" قال صفوان بن مهران الجمال فيما روي عنه في فرحة الغري: لما وافيت مع جعفر الصادق "ع" الكوفة يريد أبا جعفر المنصور قال لي يا صفوان انخ الراحلة فهذا قبر جدي امير المؤمنين فانختها ثم نزل فاغتسل و غير ثوبه و تحفى و قال لي افعل مثلما افعل ثم اخذ نحو الذكوة و قال لي قصر خطاك "طلبالثواب زيادة الخطى" الى ان قال ثم مشى و مشيت معه و علينا السكينة و الوقار نسبح و نقدس و نهلل الى ان بلغنا الذكوات فوقف و نظر يمنة و يسرة و خط بعكازته فقال لي اطلب فطلبت فاذا اثر القبر ثم ارسل دموعه و قال: السلام عليك ايها الوصي الى آخر الزيارة "الى ان قال" قلت يا سيدي تأذن لي ان اخبر اصحابنا من اهل الكوفة به فقال نعم و اعطاني دراهم و اصلحت القبر "و في رواية" عن الصادق "ع" أنه قال لما كنت بالحيرة عند أبي العباس "يعني السفاح" كنت آتي قبر امير المؤمنين صلوات الله عليه ليلا بناحية نجف الحيرة الى جانب غري النعمان فاصلي عنده صلاة الليل و انصرف قبل الفجر "و في رواية" عن صفوان الجمال قال حملت جعفر بن محمد عليهما السلام فلما انتهيت الى النجف قال يا صفوان تياسر حتى تجوز الحيرة فتأتي القائم فبلغت الموضع الذي وصف فنزل و توضأ ثم تقدم هو و عبد الله ابن الحسن فصليا عند قبر فلما قضيا صلاتهما قلت جعلت فداك اي موضع هذا القبر قال هذا قبر علي بن أبي طالب و هو القبر الذي تأتيه الناس هناك "و ينبغي" ان يكون هذا في خلافة السفاح لانه هو الذي وفد عليه عبد الله بن الحسن و عن فرحة الغري بسنده عن عبد الله بن عبيد بن زيد قال رأيت جعفر بن محمد و عبد الله بن الحسن بالغري عند قبر امير المؤمنين "ع" "و روى" ابن قولويه في كتاب كامل الزيارة بسنده عن صفوان الجمال قال سألت أبا عبد الله "ع" عن موضع قبر امير المؤمنين "ع" فوصف لي موضعه حيث دكادك

___________________________________

الدكادك جمع دكدك ما يكبس من الرمل او ارض فيها غلظ و الميل ثم الغري الذي مر تفسيره في الحاشية السابقة. الميل فاتيته فصليت عنده ثم عدت الى أبي عبد الله "ع" من قابل فاخبرته بذهابي و صلاتي عنده فقال اصبت فمكثت عشرين سنة اصلي عنده. "اقول": صفوان كان جمالا يسافر بجماله من الحجاز الى العراق و بالعكس فكان كلما سافر الى العراق يصلي عند القبر الشريف و كأن هذا كان قبل ان يركب معه الصادق "ع" من الحجاز الى العراق كما مر فدله على القبر فعرفه بالوصف ثم لما حمله على جمله دله على موضعه بالتعيين و كان من اصحاب الصادق "ع" و شيعته "و في عدة روايات" عن الصادق "ع" انه لما اتى الكوفة صلى ركعتين ثم تنحى فصلى ركعتين ثم تنحى فصلى ركعتين فسئل عن ذلك فقال الاولى موضع قبر امير المؤمنين و الثانية موضع رأس الحسين

___________________________________

لما روي من ان رأس الحسين مدفون مما يلي رأس أمير المؤمنين عليهما السلام. المؤلف. و الثالثة موضع منبر القائم عليهم السلام و قد دل الصادق "ع" جماعة من اصحابه على قبر امير المؤمنين "ع" بظهر الكوفة في المكان المعروف منهم أبو بصير و عبد الله بن طلحة و معلى بن خنيس و يونس بن ظبيان و زرارة و غيرهم و قبل ذلك جاء الامام علي زين العابدين "ع" من الحجاز الى العراق مع خادم له لزيارته فزاره ثم رجع و لكن لم يعرفه جميع الناس ثم عرفه و اظهره الرشيد العباسي بعد سنة 170 فعرفه عامة الناس روى المفيد في الارشاد عن محمد بن زكريا حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله عن ابن عائشة حدثني عبد الله بن حازم قال خرجنا يوما مع الرشيد من الكوفة نتصيد فصرنا الى ناحية الغريين و الثوية فرأينا ظباء فارسلنا عليها الصقور و الكلاب فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء الى اكمه فوقفت عليها فسقطت الصقور ناحية و رجعت الكلاب فعجب الرشيد من ذلك ثم ان الظباء هبطت من الاكمة فهبطت الصقور و الكلاب فرجعت الظباء الى الاكمة فتراجعت عنها الصقور و الكلاب فعلت ذلك ثلاثا فقال الرشيد اركضوا فمن لقيتموه فأئتوني به فاتيناه بشيخ من بني اسد فقال له هرون اخبرني ما هذه الاكمة قال ان جعلت لي الامان اخبرتك قال لك عهد الله و ميثاقه ان لا اهيجك و لا اوذيك قال حدثني أبي عن آبائه انهم كانوا يقولون ان في هذه الاكمة قبر علي بن أبي طالب جعله الله حرما لا يأوي اليه شي ء الا امن فنزل هرون فدعا بماء فتوضأ و صلى عند الاكمة و تمرغ عليها و جعل يبكي ثم انصرفنا قال محمد ابن عائشة و كان قلبي لا يقبل ذلك فحججت الى مكة فرأيت بها ياسرا خادم الرشيد فقال قال لي الرشيد ليلة من الليالي و قد قدمنا من مكة فنزلنا الكوفة يا ياسر قل لعيسى بن جعفر فليركب فركبا جميعا و ركبت معهما حتى اذا صرنا الى الغريين فاما عيسى فطرح نفسه فنام و اما الرشيد فجاء الى اكمة فصلى عندهم فكلما صلى ركعتين دعا و بكى و تمرغ على الاكمة ثم يقول يا ابن عم انا و الله اعرف فضلك و سابقتك و بك و الله جلست مجلسي الذي انا فيه و انت و انت و لكن ولدك يؤذونني و يخرجون علي ثم يقوم فيصلي ثم يعيد هذا الكلام و يدعو و يبكي حتى اذا كان وقت السحر قال لي يا ياسر اقم عيسى فاقمته فقال له يا عيسى قم فصل عند قبر ابن عمك قال له و اي ابن عم مني هذا قال هذا قبر علي بن أبي طالب فتوضأ عيسى و قام يصلي فلم يزالا كذلك حتى طلع الفجر فقلت يا أمير المؤمنين ادركك الصبح فركبنا و رجعنا الى الكوفة 'اه'.

تعمير القبر الشريف


العمارة الاولى

اول من عمره هرون الرشيد بعد سنة 170 و ما في بعض الكتب من ان ذلك كان سنة اشتباه لان الرشيد استخلف سنة 170 و مات سنة 193 و اظهاره القبر و تعميره انما كان في خلافته قال الديلمي الحسن بن أبي الحسن محمد في ارشاد القلوب بعد ما ذكر مجي ء هرون الى القبر: و امر ان تبني عليه قبة باربعة ابواب 'اه' و قال أحمد بن علي بن الحسين الحسيني في كتابه عمدة الطالب بعد ما ذكر زيارة الرشيد للقبر الشريف: ثم ان هرون امر فبني عليه قبة و اخذ الناس في زيارته و الدفن لموتاهم حوله و قال السيد عبد الكريم بن أحمد ابن طاوس الحسني في كتاب فرحة الغري: ذكر ابن طحال ان الرشيد بنى عليه بنيانا بآجر ابيض اصغر من هذا الضريح اليوم من كل جانب بذراع و لما كشفنا الضريح الشريف وجدنا مبنيا عليه تربة و جصا و امر الرشيد ان يبنى عليه قبة فبنيت من طين أحمر و على رأسها جرة خضراء و هي في الخزانة اليوم 'اه'.

و يظهر من حديث رواه السيد عبد الكريم بن طاوس في كتاب فرحة الغري الآنف الذكر ان داود العباسي

___________________________________

ذكر بعض المعاصرين ان داود هذا هو داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس لكن سياتي ان اسماعيل بن عيسى قال عمي داود و اذا كان داود هو ابن عيسى يكون اخاه لا عمه الا ان يكون اسماعيل و ابوه كلاهما يسمى عيسى او غير ذلك. المؤلف. عمل على القبر صندوقا و قال أبو الحسن علي بن الحسن ابن الحجاج انه رأى هذا الصندوق لطيفا قال السيد عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن طاوس في فرحة الغري: اخبرني عمي السعيد علي بن موسى بن طاوس و الفقيه نجم الدين أبو القاسم ابن سعيد و الفقيه المقتدى بقية المشيخه نجيب الدين يحيى بن سعيد ادام الله بركاتهم كلهم عن الفقيه محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني عن محمد بن الحسن العلوي الساكن بمشهد الكاظم "ع" عن القطب الراوندي عن محمد بن علي بن المحسن الحلبي عن الشيخ الطوسي و نقلته من خطه حرفا حرفا عن المفيد محمد بن محمد بن النعمان عن محمد بن أحمد بن داود عن أبي الحسين محمد بن تمام الكوفي حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحجاج من حفظه قال كنا جلوسا في مجلس ابن عمي أبي عبد الله محمد بن عمران بن الحجاج و فيه جماعة من اهل الكوفة من المشايخ و فيمن حضر العباس بن أحمد العباسي و كانوا قد حضروا عند ابن عمي يهنونه بالسلامة لانه حضر وقت سقوط سقيفة سيدي أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب "ع" في ذي الحجة سنة 273 فبيناهم قعود يتحدثون اذ حضر المجلس اسماعيل بن عيسى العباسي فاحجمت الجماعة عما كانت فيه و اطال اسماعيل الجلوس فقال يا اصحابنا اعزكم الله لعلي قطعت حديثكم بمجيئي فقال أبو الحسن علي بن يحيى السليماني و كان شيخ الجماعة و مقدما فيهم لا و الله يا أبا عبد الله اعزك الله ما امسكنا لحال من الاحوال فقال لهم يا اصحابنا اعلموا ان الله عز و جل مسائلي عما اقول لكم و ما اعتقده من المذهب حتى حلف بعتق جواريه و مماليكه و حبس دوابه انه لا يعتقد الا ولاية علي بن أبي طالب و السادة من الأئمة و عدهم واحدا واحدا فانبسط اليه اصحابنا ثم قال لهم رجعنا يوم الجمعة من الصلاة مع عمي داود فقال لنا اينما كنتم قبل ان تغرب الشمس فصيروا الي و لا يتخلف منكم احد و كان جمرة بني هاشم فصرنا اليه فقال صيحوا بفلان و فلان من الفعلة فجاءه رجلان معهما آلتهما فقال لنا اركبوا في وقتكم هذا و خذوا معكم الجمل غلاما كان له اسود يعرف بالجمل و كان هذا الغلام لو حمل على سكر دجلة لسكرها من شدته و بأسه و امضوا الى هذا القبر الذي قد افتتن به الناس و يقولون انه قبر علي حتى تنبشوه و تجيؤوني باقصى ما فيه فمضينا الى الموضع فحفر الحفارون و هم يقولون لا حول و لا قوة الا بالله في انفسهم حتى نزلوا خمسة اذرع فقالوا قد بلغنا الى موضع صلب و ليس نقوى بنقره فانزلوا الحبشي فاخذ المنقار فضرب ضربة سمعنا لها طنينا شديدا ثم ضرب ثانية فسمعنا طنينا اشد ثم ضرب الثالثة فسمعنا طنينا اشد ثم صاح الغلام صيحة فقلنا اسألوه ما باله فلم يجبهم و هو يستغيث فشدوه بالحبل و اخرجوه فاذا على يده من اطراف اصابعه الى مرافقه دم و هو يستغيث لا يكلمنا و لا يحير جوابا فحملناه على بغل و رجعنا طائرين حتى انتهينا الى عمي فاخبرناه فالتفت الى القبلة و تاب و رجع عن مذهبه و ركب بعد ذلك في الليل الى مصعب بن جابر فسأله ان يعمل على القبر صندوقا و لم يخبره بشي ء مما جرى و وجه من طعم الموضع و عمر الصندوق عليه قال أبو الحسن ابن حجاج رأينا هذا الصندوق الذي هذا حديثه لطيفا "الى ان قال": هذا آخر ما نقلته من خط الطوسي "رض" ـ و رواه الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين ابن عبد الرحمن الشجري باسناده نحوه، قال الفقيه صفي الدين محمد بن معد: و قد رأيت هذا الحديث بخط ابي يعلى محمد بن حمزة الجعفري صهر الشيخ المفيد و الجالس بعد وفاته مجلسه اقول و قد رأيته بخط ابي يعلى الجعفري ايضا في كتابه كما ذكره صفي الدين 'اه' المراد نقله من كلام ابن طاوس في فرحة الغري.

العمارة الثانية

عمارة محمد بن زيد الحسني الملقب بالداعي الصغير صاحب بلاد الديلم و طبرستان فانه امر بعمارته و عمارة الحائر بكربلاء و البناء عليهما بعد سنة 279 و بنى على المشهد العلوي حصنا فيه سبعون طاقا، و هو محمد بن زيد بن محمد بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب الملقب بالداعي الصغير ملك طبرستان بعد اخيه الحسن بن زيد، و اقام بها سبع عشرة سنة و سبعة اشهر و خطب له رافع بن هرثمة بنيسابور ثم سار الى خراسان لما بلغه اسر الصفار ليستولي عليها، و حاربه محمد بن هرون السرخسي صاحب اسماعيل بن احمد الساماني و جرى بينهما قتال شديد ثم انهزم عسكر العلوي و جرح جراحات عديدة و مات منها بعد ايام سنة 287 و أسر ابنه زيد بن محمد في المعركة و حمله الى اسماعيل الساماني فأكرمه و وسع عليه و حمل رأسه الى اسماعيل الى بخارى و دفن بدنه بجرجان عند قبر الديباج محمد بن الصادق. قال ابن طاوس في فرحة الغري ان محمد بن زيد الداعي بنى المشهد الشريف الغروي ايام المعتضد 'اه' و المعتضد بويع سنة "279" و توفي "289". و عن محمد بن ابي طالب في كتابه زينة المجالس انه قال: الى ان خرج الداعيان الحسن و محمد ابنا زيد ابن الحسن فأمر محمد بعمارة المشهدين مشهد امير المؤمنين و مشهد ابي عبد الله الحسين و امر بالبناء عليهما 'اه' و ممن ذكر بناء محمد بن زيد العلوي محمد بن طحال فيما حكي عنه.

و يدل بعض الاخبار ان الذي بناه الحسن بن زيد الملقب بالداعي الكبير اخو محمد بن زيد المتقدم ظهر بطبرستان سنة 250 و توفي سنة 270 قتله مرداويج الديلمي ففي ذيل خبر داود العباسي المتقدم الذي مر انه عمر عليه الصندوق قال ابو الحسن بن حجاج رأينا هذا الصندوق الذي هذا حديثه لطيفا و ذلك قبل ان يبنى عليه الحائط الذي بناه الحسن بن زيد، و في ذيل حديث ابن الشجري المشار اليه آنفا و ذلك قبل ان يبنى عليه الحائط الذي بناه الحسن ابن زيد بن محمد بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب المعروف بالداعي الخارج بطبرستان 'اه' و لعله وقع اشتباه من النساخ او بعض المؤلفين فأبدل اسم محمد باسم اخيه الحسن او ان الحسن كان قد بنى عليه حائطا ثم بناه اخوه محمد فجعل له حصنا بسبعين طاقا كما مر و بعد ذلك زيد فيه.

و ممن عمره الشريف عمر بن يحيى بن الحسين بن احمد بن عمر المقتول سنة 250 ابن يحيى ابن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب. في مستدركات الوسائل ان عمر الثاني هذا رد الله على يده الحجر الاسود لما نهبت القرامطة مكة سنة 323 و بنى قبة جده امير المؤمنين "ع" من خالص ماله 'اه'.

هذا و لكن يظهر من بعض الروايات ان ابن زيد هو اول من بنى على القبر الشريف و انه قبل عمارته لم يكن عليه بناء و لم يكن عليه شي ء و ما كان الا الارض و هو ينافي ما مر من ان اول من بناه الرشيد و ان داود العباسي عمل له صندوقا، فعن الطبري في دلائل الامامة عن حبيب بن الحسين عن عبيد بن خارجة عن علي بن عثمان عن فرات بن احنف عن الصادق عليه السلام في حديث زيارته لأمير المؤمنين "ع" قال: ها هنا قبر امير المؤمنين، اما انه لا تذهب الايام حتى يبعث الله رجلا ممتحنا في نفسه بالقتل يبني عليه قال حبيب بن الحسين سمعت هذا الحديث قبل ان يبنى على الموضع شي ء ثم ان محمد بن زيد وجه فبنى عليه "اه". و عن كتاب المنتظم لأبي الفرج الجوزي: انبأنا شيخنا ابو بكر بن عبد الباقي سمعت ابا الغنائم ابن السرسي كان يقول توفي بالكوفة 313 من الصحابة لا يدرى احد منهم قبره الا قبر علي، و جاء جعفر ابن محمد و محمد بن علي بن الحسين فزارا الموضع من قبر امير المؤمنين علي و لم يكن اذ ذاك القبر و ما كان الا الارض حتى جاء محمد بن زيد الداعي فأظهر القبر "اه". و لكن ما تقدم يؤكد بناء الرشيد عليه لا سيما قول ابن طاوس ان الجرة الخضراء التي كانت على أعلى القبة موجودة في الخزانة، و يمكن ان يكون بناء الرشيد فد انهدم و درس لا سيما انه كان من طين احمر و اما بناؤه القبر بالآجر الابيض فالظاهر انه كان تحت الارض و لم يكن ظاهرا منه الا قدر اربع اصابع أو نحو ذلك فطمر بالرمال على طول المدة.

العمارة الثالثة

عمارة السلطان عضد الدولة فناخسرو بن بويه الديلمي في ايام الطائع فانه عمر المشهدين العلوي و الحسيني و بلغ الغاية في تعظيمهما و الاوقاف عليهما و عمر مشهد امير المؤمنين "ع" عمارة عظيمة و انفق عليه اموالا جليلة و ستر حيطانه بخشب الساج المنقوش و وقف له الاوقاف و بنى عليه قبة بيضاء، و فيها يقول ابن الحجاج الشاعر المشهور:

يا صاحب القبة البيضاء على النجف ++

من زار قبرك و استشفى لديك شفي

و ملك عضد الدولة العراق سنة 367 و توفي "372" و الظاهر ان العمارة كانت سنة 369 فما يوجد في بعض المؤلفات ان عمارته كانت سنة 338 و ما في بعضها انها كانت سنة 376 اشتباه لان التاريخ الاول متقدم على ولايته العراق و الثاني متأخر عن وفاته. قال الديلمي في ارشاد القلوب بعد ما ذكر ان الرشيد امر ان يبنى عليه قبة باربعة ابواب: و بقي الى ايام السلطان عضد الدولة فجاء فأقام في ذلك الطريق قريبا من سنة هو و عساكره و بعث فأتي بالصناع و الأستاذية من الاطراف و خرب تلك العمارة و صرف اموالا كثيرة جزيلة و عمر المشهدين عمارة جليلة حسنة هي العمارة التي كانت قبل عمارة اليوم "اه" و ظاهره ان العمارة التي كانت قبل عمارة عضد الدولة هي عمارة الرشيد مع انها عمارة الحسن بن زيد.

و في عمدة الطالب عند ذكره لهذه العمارة قال: و عين له اوقافا و لم تزل عمارته باقية الى سنة 753 و كان قد ستر الحيطان بخشب الساج المنقوش فاحترقت تلك العمارة و جددت عمارة المشهد على ما هي عليه الآن و لم يبق من عمارة عضد الدولة الا القليل و قبور آل بويه هناك ظاهرة مشهورة لم تحترق "اه". و لكن عن آخر كتاب الاماقي في شرح الايلاقي لعبد الرحمن العتايقي الحلي المجاور بالنجف الاشرف في نسخته المخطوطة في الخزانة العلوية الذي تم كتابة في المحرم سنة 755 قال: في هذه السنة احترقت الحضرة الغروية صلوات الله على مشرفها و عادت العمارة و احسن منها في سنة "760" 'اه' و هو اعرف بتاريخ احتراقها من صاحب ارشاد الديلمي لانه شاهده و ذلك متأخر عنه لانه توفي "841" و اراد عضد الدولة ان يجري الماء من الفرات الى النجف تحت الارض لان مكانه مرتفع لا يمكن ان يصل اليه الماء على وجه الارض فحفر الى جهة الشمال فنبعت في اثناء الحفر عين منعت من مواصلة الحفر لكن ماءها ليس بشروب فاكتفى بها للانتفاع بغير الشرب و ساق ماءها الى آبار عميقة محكمة البناء و وصل بينها بقنوات محكمة يسير فيها الفارس فيجري الماء من بئر الى بئر ثم يخرج ما يفضل منه الى جهة المغرب، ثم حفر الناس بعد ذلك آبارا أخر منها موصول بتلك الآبار و منها غير موصول و لذلك كانت بعضها آبارا شرعية و بعضها حكم مائها حكم الماء الجاري. و السراديب التي لها شبابيك الى تلك الآبار يأتي اليها الهواء البارد في الصيف لاتصال بعضها ببعض، و قد شاهد عمارة عضد الدولة ابن بطوطة في رحلته و كانت سنة 727 فقال: دخلنا من باب الحضرة حيث القبر الذي يزعمون انه قبر علي 'ع' و بازائه المدارس و الزوايا و الخوانق معمورة احسن عمارة و حيطانها بالقاشاني و هو شبه الزليج عندنا لكن لونه اشرق و نقشه احسن و يدخل من باب الحضرة الى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة و الصوفية من الشيعة و لكل وارد عليها ضيافة ثلاثة ايام من الخبز و اللحم و التمر و من تلك المدرسة يدخل الى باب القبة ثم اشار الى الاستئذان و تقبيل العتبة قال و هي من الفضة و كذلك العضادتان ثم يدخل الزائر القبة و في وسطها مصطبة مربعة مكسوة بالخشب عليه صفائح الذهب المنقوشة المحكمة العمل مسمرة بمسامير الفضة قد غلب على الخشب بحيث لا يظهر منه شي ء و ارتفاعها دون القامة و فوقها ثلاثة قبور يزعمون انها قبر آدم و نوح عليهما الصلاة و السلام و علي رضي الله عنه و بين القبور طشوت ذهب و فضة فيها ماء الورد و المسك و انواع الطيب يغمس الزائر في ذلك يده و يدهن به وجهه تبركا و للقبة باب آخر عتبته ايضا من الفضة يفضي الى مسجد و له ابواب اربعة عتبتها فضة "اه" و ذلك هو الذي بناه عمران ابن شاهين في ايام عضد الدولة بعد عمارة عضد الدولة و قوله ان بين القبور طشوت ذهب و فضة لعله اشتباه منه فرأى أواني تشبه الذهب و الفضة فظنها منهما فاستعمال أواني الذهب و الفضة محرم لا يمكن ان يرخص فيه العلماء و لا ان يستعمل من دون اذنهم. و قال ابن طاوس في فرحة الغري: ان عضد الدولة بنى الرواق المعروف برواق عمران في المشهدين الشريفين الغروي و الحائري على مشرفهما السلام "اه" و الى الآن يعرف الباقي منه في دهليز باب الطوسي بمسجد عمران. و بلغ عضد الدولة الغاية في تعظيم المشهد و بنى لنفسه قبة عظيمة في النجف بجوار المشهد من جهة الغرب و اوصى ان يدفن فيها فدفن هناك و بقيت القبة حتى هدمها السلطان سليمان العثماني لما دخل العراق سنة 940 و جعلها تكية للبكتاشية و بقيت الى هذا الزمان و بابها في الجهة الغربية من الصحن الشريف. و بعض يظن ان الذي فعل ذلك هو السلطان سليم و الصواب انه ولده سليمان و انما نسب الى سليم لشهرته. و حكى بعض المعاصرين عن صاحب خريدة العجائب انه قال عند ذكر الكوفة و فيها قبة عظيمة يقال انها قبر علي ابن ابي طالب و القبة بناء ابي العباس عبد الله بن حمدان في دولة بني العباس. و في نزهة الجليس للسيد عباس الموسوي العاملي المكي انه قد عقدت على قبر آدم و نوح و علي عليهم السلام قبة عظيمة و اول من عقد هذه القبة عليهم عبد الله بن حمدان في دولة بني العباس ثم عمرها الملوك من بعده 'اه' و عبد الله هذا هو والد سيف الدولة الملقب بأبي الهيجاء ولاه المكتفي امارة الموصل سنة 293، و اذا صحت هذه الرواية كان بناء عبد الله بن حمدان قبل بناء عضد الدولة لان ابن حمدان توفي قبل سنة 317 و عضد الدولة توفي سنة 772 و لكن لم نجد من ذكر بناء عبد الله بن حمدان غير هما و الله اعلم.

العمارة الرابعة

التي حصلت بعد عمارة عضد الدولة التي احترقت كما مر فجددت سنة 760 و لا يعلم مجددها و ربما تكون من جماعة لا من شخص واحد و لذلك لم يذكر مجددها و العادة قاضيةبانها لو كانت من شخص واحد لذكر اسمه خصوصا اذا كان معروفا و خصوصا ممن شاهدها كابن العتايقي كما مر. و في اثناء هذه المدة حدثت فيه اصلاحات و عمارات من البويهيين و الحمدانيين و بعض العباسيين و بني جنكيز و الايلخانيين و غيرهم.

العمارة الخامسة

الموجودة اليوم و المشهور بين اهل النجف انها للشاه عباس الصفوي الاول و ان المباشر و المهندس لها الشيخ البهائي فجعل القبة خضراء بعد ما كانت بيضاء و لكن في رسالة نزهة اهل الحرمين ان الابتداء بها كان بامر الشاه صفي الصفوي سنة 1047 كما ذكره صاحب البحر المحيط و اشتغلوا بها الى ان توفي الشاه صفي سنة 1052 فاتمها ابنه الشاه عباس الثاني و ما اشتهر بين اهل النجف انها عمارة الشاه عباس بهذا الاعتبار ثم استشهد على ذلك بكلام السيد شرف الدين علي النجفي في حواشيه على اثني عشرية صاحب المعالم حيث قال عند ذكر محراب مسجد الكوفة و حائطه القبلي و ان فيهما تيامنا عكس ضريحة المقدس ما لفظه: و عند عمارته بامر السلطان الاعظم الشاه صفي قلت للعمار غيره الى التيامن فغيره و مع هذا فله تياسر في الجملة و مخالف المحراب الكوفة "اه" و استشهد ايضا بقول الشيخ محمد ابن سليمان بن زوير السليماني: الذي ثبت عندي ان اول عمارته الموجودة الان كانت سنة 1057 و الشاه صفي توفي "1052" و المشهور بين اهل المشهد ان العمارة كانت في اكثر من عشرين سنة و لا يستقيم ذلك الا بان يكون مبدأ العمارة كان زمن الشاه صفي و اتمامها على يد الشاه عباس "اه" اقول كلام السيد شريف الدين يدل على عمارته بامر الشاه صفي و لا ينفي ان يكون عمر قبل ذلك بامر الشاه عباس الاول فقد بقي في الملك 72 سنة فيمكن ان يكون عمره في اوائل سلطنته ثم وقع فيه خلل فاعاده حفيده الشاه صفي و اما كلام السليماني فظاهر انه اجتهاد لقوله: الذي ثبت عندي و بنائه ان اكمال عمارته على يد الشاه عباس الثاني على ما اشتهر بين اهل المشهد فاذا كانت للشهرة بينهم قيمة فليعتبر ما اشتهر بينهم ان مؤسسها الشاه عباس الاول و يحصل الجمع بذلك على ان امتداد العمارة اكثر من عشرين سنة و الآمر بها ملك عظيم بعيد عن الاعتبار على ان المحكي عن المنتظم الناصري في حوادث سنة 1042 ان الشاه صفي حينما زار المشهد الشريف رأي بعض النقصان في بناء المرقد فامر وزيره ميرزا تقي المازندراني باصلاح تلك الاماكن المشرفة فجاء بالمعمارين و المهندسين الى النجف و مكث فيها ثلاث سنين مشغولا بهذا العمل "اه" و هو ينافي ما تقدم عن السليماني و لعله الصواب هذا مع ما يظهر من بعض القيود ان الشاه صفي وسع الصحن الشريف و زاد عليه و الله اعلم ثم جدد عمارة الصفوية السلطان نادر الافشاري و زاد عليها و زخرف القبة الشريفة و منارتي المشهد و ايوانه بالذهب الابريز بعد فتحه الهند كما هي عليه اليوم و يقال ان على كل لبنه تومانا نادريا من الذهب و اهدى الى المشهد الشريف من الجواهر و التحف شيئا كثيرا و ذلك في سنة 1156 او 54 و كتب اسمه داخل طاق الباب الشرقي هكذا "المتوكل على الملك القادر السلطان نادر" و تحته تاريخ لم يبق بذاكرتي و اظنه التاريخ السابق و عمر فيه الشاه احمد ناصر الدين القاجاري بعد ذلك و تنافست الملوك و الامراء في عمارته و الاهداء اليه و اهدى اليه السلطان عبد العزيز العثماني شمعدانين عظيمين من الفضة المؤزرة بالذهب على ابدع شكل و كذلك الى مشهد الحسين عليه السلام و مثلهما الى مشهدي الكاظمية و سامراء و مشهد الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد.

/ 134