سوال معاوية لعقيل عن قصة الحديدة المحماة
سأل معاوية عقيلا عن قصه الحديدة المحماة المذكورة. فقال: نعم أقويت ___________________________________أي افتقرت. و أصابتني مخمصة شديدة، فسألته فلم تند صفاته، فجمعت صبياني و جئته بهم و البؤس و الضر ظاهران عليهم، فقال: 'ائتني عشية لأدفع إليك شيئا' فجئته يقودني أحد ولدي، فأمره بالتنحي، ثم قال: 'ألا فدونك' فأهويت حريصا قد غلبني الجشع أظنها صرة، فوضعت يدي على حديدة تلتهب نارا، فلما قبضتها نبذتها و خرت كما يخور الثور تحت يد جازره، فقال لي: 'ثكلتك امك! هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا، فكيف بك و بي غدا إن سلكنا في سلاسل جهنم!' ثم قرأ: "إذ الأغلال في أعناقهم و السلاسل يسحبون" ___________________________________سوره غافر، 71. ثم قال: 'ليس لك عندي فوق حقك الذي فرضه الله لك إلا ما ترى، فانصرف إلى أهلك' فجعل معاوية يتعجب، و يقول: هيهات هيهات! عقمت النساء أن يلدن مثله! ___________________________________شرح ابن أبي الحديد، ج 11، ص 253.
سيرة علي مع قاتله و وصيته له بالعدل و الإنصاف
في "نهج البلاغة": من كتاب له عليه السلام في وصيته للحسن و الحسين عليه السلام لما ضربه ابن ملجم "لعنة الله"، قال: 'يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا، تقولون قتل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلن بي إلا قاتلي.
انظروا إذا أنا مت من ضربتي هذه فاضربوه ضربة بضربة، و لا يمثل بالرجل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إياكم و المثلة و لو بالكلب العقور'. ___________________________________المصدر السابق، الكتاب 47، الرياض النضرة، ج 3، ص 238.
و روى ابن الصباع المالكي في "الفصول المهمة": لما جي ء بابن ملجم في المسجدنظر إليه علي عليه السلام ثم قال: 'النفس بالنفس، إن أنا مت فاقتلوه كما قتلني، و إن سلمت رأيت رأيي فيه'. ___________________________________الفصول المهمة، ص 134.