فضائل الإمام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فضائل الإمام علی (ع) - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المجتمع لا يطيق عدالته


لقد كان علي عليه السلام يعلم أن ذلك المجتمع لا يتحمل تطبيق العدالة التي يريد الإمام تطبيقها، و لما كان عليه السلام لا يتبع إلا الحق و إقامة العدل فإنه رفض قبول الخلافة بالرغم من ضغط الناس عليه و تسابقهم بالبيعة له، لأنه كان يعلم أن الإنحرافات، و التفاوت الطبقي، و عدم المساواة الذي عم المجتمع، لا يمكن أن يدعه يطبق العدالة دون إثارة العراقيل و المشاكل في وجهه و وضع الصعوبات في طريقه، و لذلك قال عليه السلام: 'دعوني و التمسوا غيري، فإنا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان لا تقوم له القلوب و لا تثبت عليه العقول، و إن الآفاق قد أغامت و المحجة قد تنكرت، و اعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، و لم أصغ إلى قول القائل و عتب العاتب، و إن تركتموني فأنا كأحدكم، و لعلي أسمعكم و أطوعكم لمن وليتموه أمركم، و أنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا'.

___________________________________

نهج البلاغة، الخطبة. 91.

و عند ما اضطر علي عليه السلام أن يقبل الخلافة، و سار على كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و اجتهاده و رأيه الذي كان يعني إقامة العدل في المجتمع الاسلامي بالرغم من غضب أصحاب الثروات غير المشروعة و المتساهلين في أمر الدين و رفضهم لاسلوب علي عليه السلام و طريقته في إقامة العدل، و هي طريقة رسول الله صلى الله عليه و آله، و كان عليه السلام قد أشار إلى أهمية العدالة في تقسيم المال في أول خطبة خطبها حين اجتمع إليه المهاجرون و الأنصار بعد مقتل عثمان، حيث قال عليه السلام: 'إني قد كنت كارها لأمركم، فأبيتم إلا أن أكون عليكم، ألا و إنه ليس لي أمر دونكم، إلا أن مفاتيح مالكم معي، ألا و إنه ليس لي أن آخذ منه درهما دونكم، رضيتم؟قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد عليهم، ثم بايعهم على ذلك'

___________________________________

تاريخ الطبري، ج 4، ص 428، حوادث سنة. 35. و لذلك ثارت نائرة الحقد في صدورهم فأشعلوا تلك الحروب ضد علي عليه السلام.

عدالة علي شهد بها العدو و الصديق


لقد كان علي عليه السلام مثالا للعدل و المساواة و عاشقا للحق و الإنصاف، و كان نموذجا متكاملا لمحبة الناس و الرحمة و الرأفة و الإحسان، و كانت عدالته عليه السلام ذكرا يلهج به لسان الخاص و العام و العدو و الصديق حتى كانت كثرة عدله سببا لقتله عليه السلام، و نشير هنا إلى ما قاله البعض في عدله.

1ـ يقول شبلي شميل ـ و هو من الماديين ـ في علي عليه السلام: إن علي بن أبي طالب عليه السلام إمام بني الانسان و مقتداهم، و لم ير الشرق و الغرب نموذجا يطابقه أبدا لا في الغابر و لا في الحاضر.

___________________________________

انظر الإمام علي صوت العدالة الانسانية، ج 1، ص 7.

2ـ يقول الكاتب المسيحي جبران خليل جبران: قتل علي في محراب عبادته لشدة عدله.

___________________________________

ملحمة الشمس لهادي دستباز، ص. 329.

3ـ قال ابن الاثير في "اسد الغابة": إن زهده و عدله لا يمكن استقصاؤهما.

___________________________________

اسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 4، ص. 25.

4ـ و قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": كان علي عليه السلام إذا ورد عليه مال لم يبق منه شيئا إلا قسمه، و لا يترك في بيت المال منه إلا ما يعجز عن قسمته في يومه ذلك، و يقول: يا دنيا غري غيري، و لم يكن يستأثر من الفي ء بشي ء، و لا يخص به حميما و لا قريبا، و لا يخص بالولايات إلا أهل الديانات و الأمانات، و إذا بلغه عن أحدهم خيانة كتب إليه: "قد جاءتكم موعظة من ربكم فأوفوا الكيل و الميزان بالقسط و لا تبخسوا الناس أشياءهم و لا تعثوا في الأرض مفسدين، بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين و ما أنا عليكم بحفيظ"

___________________________________

الآيات من سوره "يونس، 57، الأعراف، 85، الشعراء، 183، هود، 86". إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى نبعث إليك من يتسلمه منك' ثم يرفع طرفه إلى السماء فيقول: 'اللهم إنك تعلم أني لم آمرهم بظلم خلقك و لا بترك حقك'.

___________________________________

الاستيعاب بهامش الاصابة، ج 3، ص. 48.

5ـ روى ابن أبي الحديد، عن علي بن محمد بن أبي يوسف المدائني، عن فضيل بن الجعد، قال: آكد الأسباب في تقاعد العرب عن أمير المؤمنين عليه السلام، أمر المال، فإنه لم يكن يفضل شريفا على مشروف و لا عربيا على عجمي، و لا يصانع الرؤساء و امراء القبائل كما يصنع الملوك، و لا يستميل أحدا إلى نفسه، و كان معاوية بخلاف ذلك فترك الناس عليا و التحقوا بمعاوية.

___________________________________

شرح ابن أبي الحديد، ج 2، ص. 197.

6ـ قال سيد قطب: لقد جاء علي عليه السلام ليدخل نظرية الإسلام في الحكم في قلوب القادة و الناس من جديد و ليطبقها عمليا... جاء ليأكل خبز الشعير الذي طحنته زوجته بيديها، و يختم على جرابه و يقول: 'لا احب أن آكل ما لا أعلم'... و ربما باع سيفه ليشتري بثمنه غذاء و لباسا، و أبى أن يسكن القصور الزاهية الفخمة.

___________________________________

العدالة الاجتماعية في الاسلام لسيد قطب.

أقول: حقيق أن يقال: إن عليا عليه السلام ليس إمام زمانه فقط، بل هو مقتدى الأجيال و القرون، و هو التلميذ الأول لرسول الله صلى الله عليه و آله و المعلم الثاني للامم طول التأريخ.

و لو كان علي عليه السلام يمشي وراء السياسة لعرفه التأريخ رجلا سياسيا فحسب، و ما كانت الملوك و العظماء، يطأطئون هاماتهم أمام عدالته و عظمته، و ينظرون إليه نظرة التقدير و التقديس، كما أنشأت سودة بنت عمارة الهمدانية عند معاوية أعدى عدوه:

صلى الإله على روح تضمنها++

قبر فأصبح فيه العدل مدفونا

قد حالف الحق لا يبغي به بدلا++

فصار بالحق و الإيمان مقرونا

___________________________________

بلاغات النساء، ص. 48.

/ 134