فضائل الإمام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فضائل الإمام علی (ع) - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تعداد مناقبه و فضائله على التفصيل


و هي كثيرة ينبو عنها الحصر و عظيمة يضيق بها الوصف و يقصر دونها الفكر. كما قال السيد الحميري:

و له مناقب لا ترام و ان يرد++

ساع تناول بعضها يتذبذب

و قد الفت في فضائله و مناقبه التي اختص بها و امتاز بها عن سائر الصحابة مؤلفات كثيرة عدى ما اودع في مضامين الكتب التي لا تحصى "منها" كتاب خصائصه للنسائي طبع مرارا. و كتاب خصائصه للحافظ ابي نعيم الاصفهاني. و كتاب خصائصه لأبي عبد الرحمن السكري. و كتاب ما نزل فيه من القرآن للحافظ ابي نعيم الاصفهاني و لسنا نحتاج في اثبات عظمته و علو مقامه و امتيازه عن الخلق عدى رسول الله "ص" و مشاركته له في كثير من صفاته و احواله الى روايات الراوين و مؤلفات المؤلفين. بل يكفينا لذلك القاء نظرة واحدة على احواله المسلمة المتواترة من انه كيف وتر العرب في حروبه مع النبي "ص" و قتل صناديدها و رؤساءها فاورث ذلك الاضغان و الاحقاد عليه في قلوبها و كان آباء من قتلهم و ابناؤهم و اخوانهم و عشائرهم لا يزالون موجودين و احقادهم لا تزال كامنة و نيرانها في صدورهم مشتعلة و ان دخلوا في الاسلام فجملة منهم دخلوا فيه كرها و خوفا من السيف و من دخل عن عقيدة لم تكن عقيدته لتغير ما في نفسه و طبعه من الغيظ على قاتل ابيه و اخيه و ابنه و قريبه الا ترى الى سيد ولد آدم كيف لم يستطع ان ينظر الى قاتل عمه حمزة فقال له غيب وجهك عني و هو اكمل الخلق و لما رأى أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة و هو مسلم اباه عتبة يجر الى القليب تغير وجهه و لما نهى رسول الله "ص" عن قتل احد من بني هاشم و عن قتل العباس عمه قال أبو حذيفة أ نقتل ابناءنا و اخواننا و عشائرنا و نترك العباس و الله لئن لقيته لالجمنه السيف ثم ما كان من تنويه النبي "ص" بشأنه في مواضع عديدة و اختصاصه به ما زرع بذر الحسد له و غرس العداوة له في قلوب الناس الرجال منهم و النساء سنة الله في خلقه و لن تجد لسنة الله تبديلا حتى قالت اخت علي بن عدي من بني عبد شمس لما سار علي "ع" الى البصرة:

لا هم فاعقر بعلي جمله ++

و لا تبارك في بعير حمله

الا علي بن عدي ليس له++

و قد اوضحنا ذلك في الجزء الاول في المقدمات و يدل عليه ايضا ما رواه الكليني في الكافي بسنده عن الباقر "ع" قال لما قبض رسول الله "ص" بات آل محمد باطول ليلة حتى ظنوا ان لا سماء تظلهم و لا ارض تقلهم لان رسول الله "ص" وتر الاقربين و الابعدين في الله و تلا ذلك ما كان في دولة بني امية نحوا من ثمانين سنة او اكثر من اظهار بغضه و عداوته و لعنه على المنابر و الاجتهاد في كتمان فضائله و منع احد ان يسمى باسمه او يكنى بكنيته. روى ابو نعيم الاصفهاني في حلية الاولياء بسنده قال كان علي بن عبد الله بن العباس يكنى ابا الحسن فلما قدم على عبد الملك قال له غير اسمك و كنيتك فلا صبر لي على اسمك و كنيتك فقال اما الاسم فلا و اما الكنية فاكتني بابي محمد فغير كنيته و منعوا احدا ان يحدث عنه حتى كان من يحدث عنه لا يذكره باسمه قال المفيد في الارشاد و فيما انتهى اليه الامر من دفن فضائل امير المؤمنين عليه السلام و الحيلولة بين العلماء و نشرها ما لا شبهة فيه على عاقل حتى كان الرجل اذا اراد ان يروي عن امير المؤمنين "ع" رواية لم يستطع ان يصفها بذكر اسمه و نسبه و تدعوه الضرورة الى ان يقول حدثني رجل من اصحاب رسول الله 'ص' او يقول حدثني رجل من قريش و منهم من يقول حدثني ابو زينب 'ا ه'.

فتقرب اليهم الناس ببغضه و رووا لهم الاحاديث في ذمه و غمط فضله. و ما كان في دولة بني العباس من قصد اخمال ذكره و اخفاء فضله و اخماد نوره خوفا من ذريته على الملك. و اخافة كل من ينتسب اليه كما وقع في عهد المنصور و الرشيد و المتوكل و غيرهم الا شاذا كالمأمون و غيره و الناس الا ما ندر اتباع السلطة و السلطان و عبيد الدنيا و الدينار و استمر ذلك في الدول الاسلامية و في المسلمين الى يومنا هذا بما أسسه المؤسسون في غابر الازمان و سطره علماء السوء في كتبهم و توالت عليه القرون و الاحقاب فنرى كثيرا من الناس لا يستطيع ان يسمع له فضيلة او منقبة و نرى جملة من المسلمين عمدوا الى خير كتاب جمع كلامه "نهج البلاغة" و أعظم مفخرة للاسلام فأنكروه و ادعوا انه من وضع الرضي حتى نسب الحافظ الذهبي كلامه الى الركة و مع كل هذا و ذاك و جميع ما هناك فقد انتشر من مناقبه و فضائله و مآثره و جليل صفاته و افعاله ما تواتر نقله و استفاض و ملأ الدفاتر و الاسفار و انتشر في جميع الاقطار و الاعصار و لم يجد محاول انكاره سبيلا الى الانكار حتى قال الامام احمد بن حنبل كما سيأتي ما جاء لاحد من اصحاب رسول الله 'ص' من الفضائل ما جاء لعلي بن ابي طالب و هذا يكاد يلحق بالمعجزات و الآيات الباهرات و العادة جارية بأن من كانت هذه حاله يخمل ذكره و يخفى امره و لا يذكره ذاكر بخير. قال المفيد في الارشاد: و من آياته و بيناته التي انفرد بها ظهور مناقبه في الخاصة و العامة و تسخير الجمهور لنقل فضائله و ما خصه الله به و تسليم العدو من ذلك بما فيه الحجة هذا مع كثرة المنحرفين عنه و الاعداء له و توفير اسباب دواعيهم الى كتمان فضله و جحد حقه و كون الدنيا في يد خصومه و انحرافها عن اوليائه و ما اتفق لاضداده من سلطان الدنيا و حمل الجمهور على اطفاء نوره و دحض امره فخرق الله العادة بنشر فضائله و ظهور مناقبه و تسخير الكل للاعتراف بذلك و الاقرار بصحته و اندحاض ما احتال به اعداؤه في كتمان مناقبه و جحد حقوقه حتى تمت الحجة له و ظهر البرهان بحقه و لما كانت العادة جارية بخلاف ما ذكرناه فيمن اتفق له من اسباب خمول امره ما اتفق لامير المؤمنين 'ع' فانخرقت العادة فيه دل ذلك على بينونته من الكافة بباهر الآية على ما وصفناه قال و قد شاع الخبر و استفاض عن الشعبي انه كان يقول لقد كنت اسمع خطباء بني امية يسبون امير المؤمنين علي بن ابي طالب على منابرهم و كأنما يشال بضبعه الى السماء و كنت أسمعهم يمدحون اسلافهم على منابرهم و كأنهم يكشفون عن جيفة و قال الوليد بن عبد الملك لبنيه يوما يا بني عليكم بالدين فاني لم أر الدين بنى شيئا فهدمته الدنيا و رأيت الدنيا قد بنت بنيانا فهدمه الدين ما زلت اسمع اصحابنا و اهلنا يسبون علي بن ابي طالب و يدفنون فضائله و يحملون الناس على شنآنه فلا يزيده ذلك من القلوب الا قربا و يجهدون في تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك من القلوب الا بعدا قال: و كانت الولاة الجورة تضرب بالسياط من ذكره بخير بل تضرب الرقاب على ذلك و تعرض للناس بالبراءة منه و العادة جارية فيمن اتفق له ذلك ان لا يذكر على وجه الارض بخير فضلا عن ان تذكر له فضائل او تروى له مناقب او تثبت له حجة بحق 'ا ه'. و قال المفيد في الارشاد: فاما مناقبه الغنية لشهرتها و تواتر النقل بها و اجماع العلماء عليها عن ايراد اسانيد الاخبار بها فهي كثيرة يطول بشرحها الكتاب و في رسمنا منها طرفا فيه كفاية عن ايراد جميعها في الغرض الذي وضعنا له هذا الكتاب 'انش'.

و في اسد الغابة: روى يزيد بن هرون عن فطر عن ابي الطفيل قال بعض اصحاب النبي 'ص' لقد كان لعلي من السوابق ما لو ان سابقة منها بين الخلائق لوسعتهم خيرا. و فيه بسنده عن المدائني: لما دخل علي بن ابي طالب الكوفة دخل عليه رجل من حكماء العرب فقال و الله يا امير المؤمنين لقد زنت الخلافة و ما زانتك و رفعتها و ما رفعتك و هي كانت أحوج اليك منك اليها. قال ابن ابي الحديد في شرح النهج اما فضائله عليه السلام فانها قد بلغت من العظم و الجلال و الانتشار و الاشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها و التصدي لتفصيلها فصارت كما قال ابو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل و المعتمد رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر و القمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر فأيقنت اني حيث انتهى بي القول منسوب الى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك الى الدعاء لك و وكلت الاخبار عنك الى علم الناس بك. و ما اقول في رجل أقر له اعداؤه و خصومه بالفضل و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله فقد علمت انه استولى بنو امية على سلطان الاسلام في شرق الارض و غربها و اجتهدوا بكل حيلة في اطفاء ذكره و التجديف عليه و وضع المعائب و المثالب له و لعنوه على جميع المنابر و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة او يرفع له ذكرا حتى حظروا ان يسمى احد باسمه فما زاده ذلك الا رفعه و سموا و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه و كلما كتم تضوع نشره و كالشمس لا تستر بالراح و كضوء النهار ان حجبت عنه عين واحدة ادركته عيون كثيرة اخرى. و ما اقول في رجل تعزى اليه كل فضيلة و تنتهي اليه كل فرقة و تتجاذبه كل طائفة فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و ابو عذرها و سابق مضمارها و مجلي حلبتها كل من برع فيها بعده فمنه اخذ و له اقتفى و على مثاله احتذى 'ا ه' ثم قال و ما اقول في رجل تحبه اهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة و تعظمه الفلاسفة على معاندتهم لاهل الملة و ما اقول في رجل احب كل احد ان يتكثر به و ود كل احد ان يتجمل به و يتحسن بالانتساب اليه حتى الفتوة التي احسن ما قيل في حدها ان لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك فان اربابها نسبوا انفسهم اليه و صنفوا في ذلك كتاب و جعلوا لذلك اسنادا انهوه اليه و قصروه عليه و سموه سيد الفتيان و عضدوا مذهبهم بالبيت المروي انه سمع من السماء يوم أحد

لا سيف الا ذو الفقار++

و لا فتى الا علي

'ا ه' و تتبع الحافظ ابو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 خصائصه و جمعها في كتاب. و قال ابو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين: فضائله عليه السلام اكثر من ان تحصى فأمير المؤمنين عليه السلام باجماع المخالف و الممالي و المضاد و الموالي على ما لا يمكن غمطه و لا ينساغ ستره من فضائله المشهورة في العامة المكتوبة عند الخاصة تغني عن تفصيله بقول و الاستشهاد عليه برواية. و قال ابن عبد البر المالكي عالم الاندلس و محدثها في الاستيعاب: فضائله لا يحيط بها كتاب و قد اكثر الناس من جمعها فرأيت الاقتصار منها على النكت التي تحسن المذاكرة بها و تدل على ما سواها من اخلاقه و احواله و سيرته و قال ايضا قد كان بنو امية ينالون منه و ينتقصونه فما زاده الله بذلك الا سموا و علوا و محبة عند العلماء الى ان قال: قال احمد بن حنبل و اسماعيل بن اسحاق القاضي: لم يرو في فضائل احد من الصحابة بالاحاديث الحسان ما روي في فضائل علي بن ابي طالب و كذلك احمد بن شعيب ابن علي النسائي 'ا ه' و روى الحاكم في المستدرك قال سمعت القاضي ابا الحسن علي بن الحسن الجراحي و ابا الحسن محمد بن المظفر الحافظ يقولان سمعنا ابا حامد محمد بن هرون الحضرمي يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول سمعت احمد بن حنبل يقول ما جاء لاحد من اصحاب رسول الله 'ص' من الفضائل ما جاء لعلي بن ابي طالب و لم يتعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك بشي ء و في الكامل لابن الاثير: قال احمد بن حنبل ما جاء لاحد من اصحاب النبي 'ص' ما جاء لعلي. و في الاصابة مناقبه كثيرة حتى قال الامام احمد لم ينقل لاحد من الصحابة ما نقل لعلي قال و قال غيره: كان سبب ذلك بغض بني امية له فكان كل من كان عنده علم من شي ء من مناقبه من الصحابة يثبته و كلما ارادوا اخماده و هددوا من حدث بمناقبه لا تزداد الا انتشارا ثم قال و تتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد اكثرها جياد 'ا ه' "اقول" بل السبب في ذلك كثرة مناقبه التي لم يستطع اعداؤه اخفاءها و كرامة من الله تعالى خصه بها و لله تعالى فيه من خوارق العادات شي ء كثير هذا احدها و الى ذلك اشار من قال: ما اقول في رجل اخفى اولياؤه فضائله خوفا و اعداؤه حسدا و ظهر من بين ذين ما ملأ الخافقين و روى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن عامر بن عبد الله بن الزبير انه سمع ابنا له ينتقص عليا فقال يا بني اياك و العودة الى ذلك فان بني مروان شتموه ستين سنة فلم يزده الله بذلك الا رفعة و ان الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا و ان الدنيا لم تبن شيئا الا عادت على ما بنته فهدمته 'ا ه' و حكى ابن ابي الحديد عن شيخه ابي جعفر الاسكافي. ما يدل على ان اشتهار فضائله و انتشارها كان قبل ظهور دولة بني امية و ان في زمان بني امية لم يجسر احد على رواية خبر عنه فضلا عن ان يروي له فضيلة و هذا مما يبطل ما زعمه هذا البعض في سبب انتشار فضائله قال ابو جعفر: قد صح ان بني امية منعوا من اظهار فضائل علي و عاقبوا ذاكر ذلك و الراوي له حتى ان الرجل اذا روى عنه حديثا لا يتعلق بفضله بل بشرائع الدين لا يتجاسر على ذكر اسمه فيقول عن ابي زينب قال فالاحاديث الواردة في فضله لو لم تكن في الشهرة و الاستفاضة و كثرة النقلة الى غاية بعيدة لانقطع نقلها للخوف و التقية من بني مروان مع طول المدة و شدة العداوة و لو لا ان لله تعالى في هذا الرجل سرا يعلمه من يعلمه لم يرو في فضله حديث و لا عرفت له منقبة 'ا ه' فهذا هو السبب في انتشار فضائله لا ما ذكره هذا البعض. كيف و كثير من الصحابة كانوا منحرفين عنه فسعد و ابن عمر لم يبايعاه بعد قتل عثمان و بايع الثاني يزيد بن معاوية بعد ذلك و غيرهما من الصحابة لم يبايعه كمحمد ابن مسلمة و اسامة بن زيد و غيرهما فلم يجبرهم و اعتزلوا فقال هؤلاء قوم خذلوا الحق و لم ينصروا الباطل و اهل الجمل نكثوا بيعته و هم من الصحابة و عداوة ابن الزبير له معلومة و لما روت ام المؤمنين حديث خروج النبي 'ص' في مرضه قالت متوكأ على الفضل و رجل آخر و كان الآخر عليا فلم يسعها التصريح باسمه و قولها و سجودها لما جاءها نعيه مشهور و في كشف الغمة عن يونس بن جيب النحوي قال قلت للخليل بن احمد اريد ان اسألك عن مسألة فتكتمها علي فقال قولك يدل على ان الجواب أغلظ من السؤال فتكتمه انت ايضا قلت نعم ايام حياتك قال سل: قلت ما بال اصحاب رسول الله 'ص' و رحمهم كأنهم كلهم بنو أم واحدة و علي بن ابي طالب من بينهم كأنه ابن علة

___________________________________

ابن العلة بفتح العين و تشديد اللام هو الاخ لام وحدها اي الاخ من الاب دون الام و ابناء العلات الاخوة لامهات شتى و ابوهم واحد و العلة مأخوذة من العل و هو الشرب الثاني و الشرب الاول يسمى النهل فكأن اباه عل منها بعد ان نهل من غيرها قال الشاعر:

أفي الولائم اولاد لواحدة++

و في الوقائع اولاد لعلات

المؤلف. فقال ان عليا تقدمهم اسلاما وفاقهم علما و بذهم شرفا و رجحهم زهدا و طالهم جهادا و الناس الى اشكالهم و اشباههم أميل منهم الى من بان منهم 'ا ه' و روى الصدوق في الامالي و علل الشرائع بسنده عن ابن دريد عن الرياشي عن ابي زيد النحوي سعيد بن اوس الانصاري قال سألت الخليل بن احمد العروضي لم هجر الناس عليا و قرباه من رسول الله 'ص' قرباه و موضعه من المسلمين موضعه و غناؤه في الاسلام غناؤه فقال بهر و الله نوره انوارهم و غلبهم على صفو كل منهم و الناس الى اشكالهم اميل أ ما سمعت الاول حيث يقول:

كل شكل لشكله الف ++

ا ما ترى الفيل يألف الفيلا

قال و انشدنا الرياشي في معناه للعباس بن الاحنف:

و قائل كيف تهاجرتما++

فقلت قولا فيه انصاف

لم يك من شكلي فهاجرته ++

و الناس اشكال و الاف

و قال ابن شهر شوب في المناقب: قيل لمسلمة بن نميل ما لعلي رفضه العامة و له في كل خير ضرس قاطع فقال لان ضوء عيونهم قصير عن نوره و الناس الى اشكالهم اميل. و قال الشعبي ما ندري ما نصنع بعلي بن ابي طالب ان احببناه افتقرنا "اي لمعاداة الناس لنا" و ان ابغضناه كفرنا و روي ان عليا "ع" ناشد الناس في الرحبة ايكم سمع رسول الله "ص" يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا و انس بن مالك حاضر لم يقم فقال له ما يمنعك ان تقوم فقال كبرت و نسيت فقال اللهم ان كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة فبرص قال طلحة بن عمير فو الله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك ابيض بين عينيه و كان يقول هذا من دعوة العبد الصالح قال ابن ابي الحديد و روى ابو اسرائيل عن الحكم عن ابي سليمان المؤذن ان عليا نشد الناس من سمع رسول الله "ص" يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فشهد له قوم و امسك زيد بن ارقم فلم يشهد و كان يعلمها فدعا عليه بذهاب بصره فعمي فكان يحدث الناس بهذا الحديث بعد ما كف بصره. و حال حسان ابن ثابت معه واضحة حتى رماه بقتل عثمان في ابياته المشهورة. و حال ابي موسى الاشعري و تخذيله عنه الناس بالكوفة يوم الجمل و هو عامله و خلعه له من الخلافة يوم الحكمين غير خفية. و أمر معاوية و عمرو بن العاص معه و هما من الصحابة معلوم و جملة من الصحابة كانوا منحازين الى بني امية يمالؤنهم و يداهنونهم و ينالون من دنياهم و يلون لهم الاعمال كالنعمان بن بشير و ابي هريرة و المغيرة بن شعبة و امثالهم و جملة منهم اخذوا الاموال الطائلة و ولوا الولايات الجليلة ليرووا لبني امية في ذمه ما شاؤوا مثل ان آية "و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه و هو الد الخصام و اذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد" نزلت في علي بن ابي طالب. حكى ابن ابي الحديد عن شيخه ابي جعفر الاسكافي انه قال ان معاوية بذل لسمرة بن جندب "و هو صحابي" مائة الف درهم حتى يروي ان هذه الآية نزلت في علي و ان الآية الثانية نزلت في ابن ملجم "و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" فلم يقبل فبذل له اربعمائة الف درهم فقبل و روى ذلك و ليرووا لهم انه غلظ رسول الله "ص" بخطبته بنت ابي جهل حتى قام في ذلك خطيبا و حتى نظم ذلك مروان بن ابي حفصة في قصيدته اللامية متقربا به الى العباسيين فقال:

و غاظ رسول الله اذ غاظ بنته ++

بخطبته بنت اللعين ابي جهل

و حكى ابن ابي الحديد في شرح النهج عن شيخه ابي جعفر الاسكافي ان ابا هريرة روى ذلك و ان الحديث مشهور من رواية الكرابيسي ثم قال ابن ابي الحديد ان الحديث مخرج ايضا من صحيحي مسلم و البخاري عن المسور بن مخرمة الزهري 'ا ه' و لم يتفطن من افتعل هذا الحديث الى انه يؤول الى القدح في الرسول "ص" و العياذ بالله فانه ليس له ان يغضب مما احله الله و اباحه. قال ابو جعفر الاسكافي: و كان ابو مسعود الانصاري منحرفا عن علي و استشهد لذلك بعدة روايات و استقصاء ذلك يطول به الكلام و لم يكن لكثير منهم الحرص على اثبات مناقبه و اظهارها الا نفر يسير استولى عليهم الخوف و الاضطهاد و في اي زمان كان يجسر احد على ذكر فضائله أ في زمن بني امية الذين منعوا ان يسمى احد باسمه او يكنى بكنيته و منعوا من ذكره و الرواية عنه و جعلوا سبه على المنابر في الاعياد و الجمعات كفرض الصلاة ثمانين سنة او اكثر و كان الناس يتقربون اليهم بذمه و اخفي قبره بعد موته خوفا منهم ام في زمان بني العباس و حالهم مع ذريته و شيعته معلومة حتى بنوا عليهم الحيطان و قتلوهم و شردوهم عن الاوطان و القوهم في المطامير و كانت الناس تتقرب اليهم بتقديم غيره بل بذمه و حال المتوكل في ذلك و قصته مع ابنه المستنصر مشهورة و قصيدة مروان ابن ابي حفصة اللامية التي يذمه و ينتقصه فيها تقربا الى بني العباس اشهر من قفا نبك و قصة النسائي المحدث المشهور مع اهل الشام حين سألوه ايهما افضل معوية ام علي فقال اما يرضى معاوية رأسا برأس و حين سألوه ما تروي في فضل معاوية فاجابهم بما أجابهم فرضوا خصيتيه حتى مات مشهورة و لم يزل هذا الداء المزمن ساريا الى يومنا هذا حتى ان الباعث لهذا البعض الذي ذكره ابن حجر على ذكر هذا السبب هو من هذا البحر و على هذه القافية فانه عظم عليه ان يكون علي بن ابي طالب ورد في فضله ما لم يرد لاحد من الصحابة فاراد مسخ هذه المنقبة و توهينها بان ذلك ليس لزيادة فضله عليهم كيف و هو متأخر بزعمه في الفضل عن جملة منهم بل لما ذكره من العلة و هذه عادتهم و شنشنتهم الا خزمية في كل منقبة تنسب الى علي و اهل بيته لا من عصمة الله و نحن نذكر طرفا مقنعا من فضائله و مناقبه من دون استقصاء فان ذلك يحتاج الى عدة مجلدات و هي على انواع.

ولادته في الكعبة


ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب على قول الاكثر و في الفصول المهمةليلة الاحد الثالث و العشرين منه و في رواية يوم الاحد سابع شعبان بعد عام الفيل بثلاثين سنة و قيل بتسع و عشرين بعد مولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم بثلاثين سنة و قيل بثمان و عشرين قبل النبوة باثنتي عشرة سنة و قيل بعشر سنين و هو الذى صححه في الاصابة قبل الهجرة بثلاث و عشرين سنة و قيل بخمس و عشرين و كانت ولادته بمكة المكرمة في الكعبة المشرفة كما في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي و مروج الذهب للمسعودي و ارشاد المفيد و السيرة الحلبية لعلي بن برهان الدين الحلبي الشافعي قال الاخير و في سنة ثلاثين من مولده صلى الله عليه و آله و سلم ولد علي بن ابي طالب في الكعبة. قال المفيد في الارشاد: و لم يولد قبله و لا بعده مولود في بيت الله سواه اكراما من الله جل اسمه له بذلك و اجلالا لمحله في التعظيم "ا ه". و قال الالوسي في شرح عينية عبد الباقي: و كون الامير كرم الله وجهه ولد في البيت امر مشهور في الدنيا و ذكر في كتب الفريقين السنة و الشيعة "ا ه" و في ذلك يقول السيد الحميري:

ولدته في حرم الاله و امنه ++

و البيت حيث فناؤه و المسجد

بيضاء طاهرة النياب كريمة++

طابت و طاب وليدها و المولد

في ليلة غابت نحوس نجومها++

و بدت مع القمر المنير الاسعد

ما لف في خرق القوابل مثله ++

الا ابن آمنة النبي محمد

و يقول عبد الباقي العمري في عينيته المشهورة:

انت العلي الذي فوق العلى رفعا++

ببطن مكة وسط البيت اذ وضعنا

و يقول المؤلف من قصيدة:

ولدت ببيت الله و هي فضيلة++

خصصت بها اذ فيك امثالها كثر

و يقال انه لما ولد سمته امه حيدرة باسم ابيها اسد بن هاشم لان حيدرة من اسماء الاسد فلما جاء ابوه سماه عليا و قال:

سميته بعلي كي يدوم له ++

عن العلو و فخر العز ادومه

و قال علي عليه السلام يوم خيبر:

انا الذي سمتني امي حيدرة++

كليث غابات شديد قسورة

و في ذلك يقول المؤلف من قصيدة:

فسمتك بنت الليث امك حيدرا++

فما اخطأت فيك الفراسة و الحزر

علي به سماك اكرم والد++

رجاء لان يعلو لك الصيت و الذكر

/ 134