قصيدة السيد الحميري
المتوفي سنة 173
و لقد حلفت و قلت قولا صادقا++
بالله لم آثم و لم اتريب
لمعاشر غلب الشقاء عليهم ++
و هوى امالهم لامر متعب
من حمير اهل السماحة و الندى ++
و قريش الغر الكرام و تغلب
اين التطرب بالولاء و بالهوى ++
أ إلى الكواذب من بروق الخلب
أ إلى امية ام الى شيع التي ++
جاءت على الجمل الخدب الشوقب ___________________________________الخدب بكسر الخاء و فتح الدال و تشديد الباء الضخم "و الشوقب" الطويل.
تهوي من البلد الحرام فنبهت ++
بعد الهدو كلاب اهل الحوأب
يحدو الزبير بها و طلحة 'عسكرا'++
يا للرجال لرأي ام مشجب ___________________________________مشجب مهلك.
يا للرجال لرأي ام قادها++
ذئبان يكتنفانها في اذؤب
ذئبان قادهما الشقاء و قادها++
للحين فاقتحما بها في منشب ___________________________________الحين بفتح الحاء الهلاك "و المنشب" من نشب في الشي ء اذا دخل فيه و علق به كما ينشب الصيد في الحبالة.
في ورطة لحجا بها فتحملت ++
منها على قتب بإثم محقب ___________________________________الورطة الهلكة "و لحجابها" كعلما اي نشبا بها "و محقب" بوزن اسم المفعول من قولهم احتقب الذنب و اصل الاحتقاب وضع الشي ء في الحقيبة و هي وعاء من جلد.
ام تدب الى ابنها و وليها++
بالمؤذيات له دبيب العقرب
اما الزبير فحاص حين بدت له ++
جأواء تبرق في الحديد الاشهب ___________________________________حاص بالحاء و الصاد المهملتين عدل و حاد او حام و يروى جاض بالجيم و الضاد المعجمة اي حاد و عدل "و الجأواء" الكتيبة التي يضرب لونها الى السواد من صدأ الحديد "و الاشهب" الابيض يتخلله سواد.
حتى اذا امن الحتوف و تحته ++
عاري النواهق ذو نجاء ملهب ___________________________________النواهق العظمان الشاخصان من ذي الحافر في مجرى الدمع اي عاري النواهق من اللحم و يحمد في الفرس ان يكون قليل لحم الخدين "و النجاء" الاسراع "و ملهب" بصيغة اسم الفاعل سريع العدو.
اثوى ابن جرموز عمير شلوه ++
في القاع مغفرا كشلو التولب ___________________________________الشلو العضو من اللحم "و التولب" الجحش.
و اغتر طلحة عند مختلف القنا++
عبل الذراع شديد اصل المنكب ___________________________________اغتره طلب غرته.
فاختل حبة قلبه بمذلق ++
ريان من دم جوفه المتصبب ___________________________________اختل بالخاء المعجمة اي دخل في خلل قلبه.
في مارقين من الجماعة فارقوا++
باب الهدى وحيا الربيع المخصب
خير البرية بعد احمد من له ++
مني الهوى و الى بنيه تطربي
امسي و اصبح معصما مني له ++
بهوى و حبل ولاية لم يقصب ___________________________________معصما متمسكا "و يقصب" بالصاد المهملة اي لم يقطع و في نسخة لم يقضب بالضاد المعجمة و هو بمعناه.
و نصيحة خلص الصفاء له بها++
مني و شاهد نصرة لم يعزب
و لقد سرى فيما يسير بليلة++
بعد العشاء بكربلا في موكب
حتى اتى متبتلا في قائم ++
القى قواعده بقاع مجدب ___________________________________اراد بالمتبتل الراهب و سمي متبتلا لقطعه نفسه عن الناس من البتل و هو القطع "و القائم" صومعة الراهب. و هذا البيت و ما بعده الى 13 بيتا اشارة الى ما روي مما حاصله انه لما سار أمير المؤمنين 'ع' الى حرب صفين اخذ طريق البر و ترك الفرات و اصاب اصحابه عطش شديد فلاح لهم دير فهتف به فاشرف من صومعته فقال هل قرب قائمك من ماء قال بيني و بين الماء اكثر من فرسخين فسار قليلا و نزل بموضع فيه رمل و اشار الى مكان فكشفوه فاصابوا تحته صخرة بيضاء عظيمة تلمع فامرهم بقلعها فلم يقدروا فاقتلعها بيده و نحاها فاذا تحتها ماء فشرب الناس و ارتووا و حملوا منه 'الحديث'.
بانيه ليس بحيث يلقى عامرا++
غير الوحوش و غير اصلع اشيب ___________________________________رواه السيد المرتضى "تأتيه ليس بحيث تلقى عامرا" و في نسخة "يأتيه ليس بحيث يلقى عامرا" و في نسخة عامر بالرفع فيلقى يمكن ان يقرأ بالبناء للفاعل و عامرا مفعول او بالبناء للمفعول و عامر بالرفع نائب فاعل و يمكن ان يقرأ يلفي او يلفي بالفاء ـ و المراد بالاصلع الاشيب الراهب.
في مدمج زلق اشم ـ كأنه ++
حلقوم ابيض ـ ضيق مستصعب ___________________________________في مدمج بدل من قوله في قائم "و المدمج" قال السيد في الشرح هو الشي ء المستور يقال ادمج الرجل و دمج بتشديد الميم اذا دخل في شي ء فاستتر به و صومعة الراهب تستر من دخل فيها لا محالة "اه" "اقول" الاولى ان يقرأ مدمج اسم مفعول. في الصحاح دمج الشي ء دموجا اذا دخل في الشي ء و استحكم فيه و التأم. و في تاج العروس عن الازهري صلح دماج تام محكم قوي و في التاج ايضا ادمجت الماشطة ضفائر المرأة ادرجتها و ملستها و ادمج الحبل اجاد فتله و قيل احكم فتله في رقة و رجل مدمج و مندمج مداخل كالحبل المحكم الفتل و نسوة مدمجات الخلق كالحبل المدمج "اه" فيكون وصف بناء الصومعة بانه مدمج اما لانه قد دخل بعضه في بعض و استحكم و التأم و قوي و لانه كالحبل المداخل المحكم الفتل و هو راجع الى الاول او لانه مدرج مملس كالضفيرة و لعل هذا هو الانسب بقوله زلق "و الزلق" الذي لا تثبت عليه قدم "و الاشم" الطويل المشرف "و الابيض" قال السيد هو ها هنا الطائر الكبير من طيور الماء و العرب تسمي الكبير من طيور الماء ابيض و تشبيه الصومعة الطويلة بحلقوم طائر الماء من اوقع التشبيه اه "و ضيق مستصعب" صفتان لمدمج و في نسخة متصعب.
فدنا فصاح به فأشرف ماثلا++
كالنسر فوق شظية من مرقب ___________________________________الماثل المنتصب. و شبه الراهب بالنسر لعلو سنه "و الشظية" قطعة من الجبل منفردة "و المرقب" المكان العالي.
هل قرب قائمك الذي بوئته ++
ماء يصاب فقال ما من مشرب ___________________________________بوئته اسكنته.
الا بغاية فرسخين و من لنا++
بالماء بين نقى و قي سبسب ___________________________________النقاقطعة من الرمل محدودبة "و القي" بكسر القاف و تشديد الياء في القاموس قفر الارض و في شرح السيد المرتضى الصحراء الواسعة و يوجد في بعض النسخ الصخرة الواسعة و هو تصحيف "و السبسب" الارض القفر.
فثنى الاعنة نحو وعث فاجتلى ++
ملساء تبرق كالجين المذهب ___________________________________الوعث المكان اللين الذي لا يسلك لان الاخفاف تغيب فيه و من الرمل كل لين سهل "و اجتلى" اي نظر الى صخرة ملساء و انجلت لعينه "و اللجين" الفضة.
قال اقلبوها انكم ان تقلبوا++
ترووا و لا تروون ان لم تقلب
فاعصو صبوا في قلعها فتمنعت ++
منهم تمنع صعبة لم تركب ___________________________________اعصوصبوا اجتمعوا و صاروا عصبة واحدة.
حتى اذا اعيتهم اهوى لها++
كفا متى ترد المغالب تغلب ___________________________________في نسخة متى ترمي المغالب تغلب و في نسخة متى يوما تغالب تغلب.
فكأنها كرة بكف حزور++
عبل الذراع دحا بها في ملعب ___________________________________الحزور الغلام القوي "و العبل" الغليظ الممتلى ء.
فسقاهم من تحتها متسلسلا++
عذبا يزيد على الالذ الاعذب ___________________________________المتسلسل السلس في الحلق و يقال انه البارد ايضا.
حتى اذا شربوا جميعا ردها++
و مضى فخلت مكانها لم يقرب
اعني ابن فاطمة الوصي و من يقل ++
في فضله و فعاله لم يكذب
ليست ببالغة عشير عشير ما++
قد كان اعطيه مقالة مطنب
صهر النبي و جاره في مسجد++
طهر بطيبة للرسول مطيب ___________________________________اراد بالمسجد مسجد النبي "ص" بالمدينة و هي طيبة "و مطيب" اي طاهر كقوله تعالى فتيمموا صعيدا طيبما و يحتمل ان يكون المراد انه مضمخ بالطيب.
سيان فيه عليه غير مذمم ++
ممشاه ان جنبا و ان لم يجنب ___________________________________اشارة الى ما روي من ان الله تعالى اوحى الى نبيه "ص" ان يسد جميع الابواب النافذة الى المسجد الا بابه و باب علي "ع" و منع احدا ان يمر في المسجد جنبا غيرهما.
و سرى بمكة حين بات مبيته ++
و مضى بروعة خائف مترقب ___________________________________سرى سار ليلا و فاعل سرى و مضى خير البرية في البيت الذي بعده و فاعل بات راجع الى علي "ع" "و مبيته" اي الموضع الذي كان يبيت فيه النبي "ص" و هذا اشارة الى مبيت علي "ع" على فراش الرسول "ص" ليلة الغار "و الروعة" الخوف "و الترقب" الانتظار.
خير البرية هاربا من شرها++
بالليل مكتتما و لم يستصحب ___________________________________اي عند خروجه من داره لانه كان قد امر صاحبه و هند بن ابي هالة ان يقعدا له بمكان ذكره لهما في طريقة الى الغار.
باتوا و بات على الفراش ملفعا++
فيرون ان محمدا لم يذهب ___________________________________ملفعا اي مغطى.
حتى اذا طلع الشميط كأنه ++
في الليل صفحة خدادهم مغرب ___________________________________الشميط الصبح لاختلاط بياضه بباقي ظلمة الليل و كل خليطين فهما شميط "و ادهم" اي فرس ادهم "و مغرب" بالغين المعجمة و ضم الميم و فتح الراء قال السيد في الشرح الفرس المغرب هو الذي ابيضت اشفار عينيه "اه" و في الصحاح المغرب ما ابيض اشفاره من كل شي ء و في تاج العروس المغرب من الخيل التي تتسع غرته في وجهه حتى تجاوز عينيه "اه" فوجه التشبيه اختلاط سواده ببياضه و في بعض النسخ معرب بالعين المهملة و هو تصحيف لان المعرب من الخيل الذي ليس فيه عرق هجين و يقال اعرب الفرس فهو معرب اذا صهل فبان عنقه و سلامته من الهجنة و ذلك لا يناسب المقام.
ثاروا لاخذاخي الفراش فصادفت ++
غير الذي طلبت اكف الخيب
فوقاه بادرة الحتوف بنفسه ++
حذرا عليه من العدو المجلب
حتى تغيب عنهم في مدخل ++
صلى الإله عليه من متغيب
و جزاه خير جزاء مرسل امة++
ادى رسالته و لم يتهيب
فتراجعوا لما رأوه و عاينوا++
اسد الإله و عصبوا في منهب ___________________________________و عصبوا هكذا في بعض النسخ و معناه غير ظاهر و في نسخة "و غيضوا" و لا يظهر له ايضا معنى يناسب و في نسخة "مجالدا" و معناه ظاهر "و منهب" يمكن ان يكون من النهب ضرب من الركض نص عليه اللحياني اي تراجعوا في مركض اي راكضين.
قالوا اطلبوه فوجهوا من راكب ++
في مبتغاه و طالب لم يركب
حتى اذا قصدوا لباب مغاره ++
الفوا عليه نسيج غزل العنكب
صنع الإله له فقال فريقهم ++
ما في المغار لطالب من مطلب
ميلوا و صدهم المليك و من يرد++
عنه الدفاع مليكه لا يعطب
حتى اذا امن العيون رمت به ++
خوص الركاب الى مدينة يثرب ___________________________________في القاموس الخوص محركة غؤر العين خوص كفرح فهو اخوص "اه" و الخوص هنا جمع خوصاء كحمر و حمراء "و الركاب" الابل و تخصيص خوص الركاب بالذكر كأنه لبيان انها لشدة سيرها غارت عيونها.
فاحتل دار كرامة في معشر++
آووه في سعة المحل الارحب
و له بخيبر اذ دعاه لراية++
ردت عليه هناك اكرم منقب
اذ جاء حاملها فاقبل متعبا++
يهوي بها العدوي او كالمتعب
يهوي بها و فتى اليهود يشله ++
كالثور ولى من لواحق اكلب
غضب النبي لها فانبه بها++
و دعا اخا ثقة لكهل منجب ___________________________________اراد بالكهل المنجب ابا طالب والد أمير المؤمنين "ع".
رجلا كلا طرفيه من سام و ما++
حام له باب و لا بأبي اب ___________________________________قال السيد في الشرح يروى اجلى و الاجلى الذي انحسر شعر رأسه حتى بلغ النصف "و سام" والد البيضان "و حام" والد السودان.
من لا يفر و لا يرى في نجدة++
الا و صارمه خضيب المضرب ___________________________________النجدة القتال و شدة الباس.
فمشى بها قبل اليهود مصمما++
يرجو الشهادة لا كمشي الأنكب ___________________________________الانكب المنحرف.
تهتز في يمنى يدي متعرض ++
للموت اروع في الكريهة محرب ___________________________________المحرب كمنبر الحسن البلاء في الحرب.
في فيلق فيه السوابغ و القنا++
و البيض تلمع كالحريق الملهب
و المشرفية في الاكف كأنها++
لمع البروق بعارض متحلب
و ذوو البصائر فوق كل مقلص ++
نهد المراكل ذي سبيب سلهب ___________________________________المقلص بوزن اسم الفاعل قال السيد ماخوذ من التشمير في الثياب و غيرها و وصف الفرس بذلك لتشمر لحمه و ارتفاعه عن قوائمه "و نهد المراكل" اي كثير لحم المراكل و هي مواضع ركل الفارس برجله يصف جسمه بالحسن و التمام. "و السبيب" و السبيبة خصل شعر الناصية و جمعها سبائب "و السلهب" الطويل.
حتى اذا دنت الاسنة منهم ++
و رموا فنالهم سهام المقنب ___________________________________قال السيد: المقنب كمنبر جماعة الخيل اذا اغارت و ليست بالكثيرة.
شدوا عليه ليرجلوه فردهم ++
عنه بأسمر مستقيم الثعلب ___________________________________ليرجلوه بالراء و الجيم اي ليحطوه عن فرسه و يجعلوه راجلا و يروى ليزحلوه بالزاي و الحاء المهملة اي لينحوه "و الاسمر" الرمح "و الثعلب" طرف الرمح الداخل في السنان و يسمى مدخل الرمح من السنان جبة السنان.
و مضى فاقبل مرحب متذمرا++
بالسيف يخطر كالهزبر المغضب ___________________________________متذمرا قال السيد يحتمل ان يكون من الذمر و هو الشجاع المنكر كانه قال اقبل متشجعا مقدما متهجما و ان يكون من الحث يقال ذمرته اذا حثثته كانه قال اقبل حاتا لنفسه "اه" و يحتمل ان يكون من قولهم ذمر الاسد اي زأر "و يخطر" من قولهم خطر البعير اذا مشى فضرب بذنبه يمينا و شمالا "و الهزبر" الاسد.
فتخالسا مهج النفوس فاقلعا++
عن جري احمر سائل من مرحب
فهوى بمختلف القنا متجدلا++
و دم الجبين بخده المتترب ___________________________________مختلف القنا الموضع الذي تختلف فيه جهات الطعن "و متجدلا" ملقى على الجدالة و هي الارض السهلة.
اجلى فوارسه و اجلى رجله ++
عن مقعص بدمائه متخضب ___________________________________اجلى انكشف "و فوارسه و رجله" اي الفرسان و الرجالة "و المقعص" المقتول و القعص القتل يقال ضربه فاقعسه و مات قعصا اذا اصابته ضربة او رمية فمات في مكانه.
فكأن زوره العواكف حوله ++
من بين خامعة و نسر اهدب ___________________________________العواكف من العكوف و هو طول المقام "و الخامعة" الضبع لانها تتخمع في مشيها فتمشي كأن بها عرجا و الخمع و الخماع العرج "و الاهدب" كثير اشفار العين قال السيد انما وصفه بانه اهدب لسبوع ريشه و لحوقه بالارض "اه" يعني انه استعار كثرة الاشفار لكثرة الريش.
شعث لعامظة دعوا لوليمة++
او ياسرون تخالسوا في منهب ___________________________________شعث جمع اشعث و هو البعيد العهد بالدهن "و لعامظة" باللام و العين المهملة و الميم و الظاء المعجمة جمع لعموظ كعصفور و هو النهم الشره "و الياسرون" جمع ياسر و هو في الاصل الجزار الذي يلي قسمة الجزور ثم استعمل في الضارب بالقداح و المقامر على الجزور و هو المراد هنا "و تخالسوا" خلس بعضهم بعضا اي اخذه خلسة و غفلة و ذلك شان المتقامرين "و المنهب" موضع النهب و السلب.
فاسأل فانك سوف تخبر عنهم ++
و عن ابن فاطمة الأغر الاغلب ___________________________________ابن فاطمة هو أمير المؤمنين "ع" لان امه فاطمة بنت اسد "و الاغر" قال السيد هو ذو الغرة البيضاء و يوصف بذلك الكريم النجيب "و الاغلب" قال السيد الافعل من الغلبة و هو اشبه ها هنا بالمعنى من ان يريد به القصير العنق الغليظها لان الغلباء من الاعناق القصيرة الغليظة.
و عن ابن عبد الله عمرو قبله ++
و عن الوليد و عن ابيه الصقعب ___________________________________ابن عبد الله عمرو هو عمرو بن عبدود و سماه ابن عبد الله نظرا الى الحقيقة "و الوليد" هو ابن عتبة ابن ربيعة قتله علي "ع" يوم بدر و شرك مع عمه حمزة في قتل عتبة "و الصعقب" الطويل من الرجال.
و بني قريضة يوم فرق جمعهم ++
من هاربين و ما لهم من مهرب
و موائلين الى أزل ممنع ++
راسي القواعد مشمخر حوشب ___________________________________موائلين لاجئين "و الازل" الذي تزل به الاقدام لطوله و وعورة طرقه و هو حصنهم. "و المشمخر" العالي "و الحوشب" بالحاء المهملة و الشين المعجمة العظيم الجنبين.
رد الخيول عليهم فتحصنوا++
من بعد أرعن جحفل متحزب ___________________________________في لسان العرب الرعن انف يتقدم الجبل و الجمع رعان و منه قيل للجيش العظيم ارعن و جيش ارعن له فضول كرعان الجبال و قيل هو المضطرب لكثرته "و الجحفل" الجيش الكثير الوافر "و متحزب" بالزاي قال السيد مشتق من الحزب و هو الجماعة من الناس و الجمع احزاب اه و في نسخة متحرب بالراء اي غضبان يقال حربته بالتشديد اي حملته على الغضب. و قوله من بعد ارعن متعلق بتحصنوا اي بعد ما جاءهم الجيش الارعن المتحزب دخلوا حصنهم و تحصنوا به من الجيش.
إن الضباع متى تحس بنبأة++
من صوت اشوس تقشعر و تهرب ___________________________________النبأة الصوت "و الاشوس" الرافع رأسه تكبرا و اراد به هنا الاسد "تقشعر" ترجف.
فدعوا ليمضي حكم احمد فيهم ++
حكم العزيز على الذليل المذنب ___________________________________الذليل اذا كان مذنبا كان ذلك اشد لخضوعه و خشوعه.
فرضوا بآخر كان اقرب منهم ++
دارا فمتوا بالجوار الاقرب ___________________________________المت في النسب ان تصل نفسك بغيرك. و لما حوصروا و ضاق ذرعهم دعاهم النبي "ص" لينزلوا على حكمه فابوا و رضوا بحكم سعد بن معاذ لانه كان جارا لهم فظنوا انه يحكم بما يوافقهم فحكم بقتل مقاتليهم و سبي ذراريهم و قسمة اموالهم بين المهاجرين.
قالوا الجوار من الكريم بمنزل ++
يجري لديه كنسبة المتنسب
فقضى بما رضي الإله لهم به ++
بالحرب و القتل الملح المخرب ___________________________________الملح المستمر "و المخرب" بالخاء المعجمة فانه اذا استمر عليهم القتل اخلى ديارهم و اخربها.
قتل الكهول و كل امرد منهم ++
و سبى عقائل بدنا كالربرب ___________________________________العقائل جمع عقيلة و هي الكريمة من النساء "و البدن" جمع بادن يقال للمذكر و المؤنث و هي الوافرة لحم الجسم "و الربرب" جماعة بقر الوحش ما كان دون العشرة.
وقضى عقارهم لكل مهاجر++
دون الالى نصروا و لم يتهيب
و بخم أذ قال الإله بعزمة++
قم يا محمد بالولاية فاخطب
و انصب ابا حسن لقومك انه ++
هاد و ما بلغت ان لم تنصب
فدعاه ثم دعاهم فاقامه ++
لهم فبين مصدق و مكذب
جعل الولاية بعده لمهذب ++
ما كان يجعلها لغير مهذب
و له مناقب لا ترام متى يرد++
ساع تناول بعضها يتذبذب ___________________________________التذبدب الاضطراب و التردد و التحير.
انا ندين بحب آل محمد++
دينا و من يحببهم يستوجب
منا المودة و الولاء و من يرد++
بدلا بآل محمد لا يحبب
و كأن قلبي حين يذكر احمدا++
و وصي احمد نيط من ذي مخلب
بذرى القوادم من جناح مصعد++
في الجو او بذرى جناح مصوب ___________________________________الذرى جمع ذروة و ذروة كل شي ء اعلاه "و القوادم" جمع قادمة و هن اربع ريشات في مقدم الجناح و تليهن المناكب ثم الاباهر ثم الخوافي ثم الكلى او الذنابي اربعة اربعة فذلك عشرون ريشة "و المصعد" الصاعد علوا "و المصوب" الهاوي سفلا. و معنى البيتين ان قلبي عند ذكرهما يطير مسرة بهما و اشتياقا اليهما و ينزو و يعلو و يجي ء و يذهب ارتياحا و نزاعا حتى كأنه معلق بأعلى ريش طائر ذي مخلب يرتفع به و يهبط و خص ذا المخلب لانه اقوى الطير.
حتى يكاد من النزاع اليهما++
يفري الحجاب عن الضلوع الصلب ___________________________________يفري يقطع و اراد بالحجاب حجاب القلب "و الصلب" بضم الصاد و تشديد اللام المفتوحة قال السيد في الشرح هي حجارة المسن، و الصلب ـ يعني بضم الصاد و سكون اللام ـ الموضع الغليظ 'اه' و هو من الصلابة ضد الرخاوة و لا يخفى ان الصلب بمعنى حجارة المسن لا تناسب المقام و الصلبة ضد الرخوة لا يقال في جمعها صلب الا ان يكون اراد بالصلب الشبيهة بحجارة المسن في الصلابة. المؤلف.
هبة و ما يهب الاله لعبده++
يزدد و مهمالا يهب لا يوهب
يمحو و يثبت ما يشاء و عنده++
علم الكتاب و علم ما لم يكتب
قصيدة الحاج هاشم الكعبي المتوفى سنة 1221:
أخذوا بمسروب السراب و جانبوا++
عذبا يمير الوافدين برودا
مصباح ليلتها صباح نهارها++
يمنى نداها تاجها المعقودا
بشر أقل صفاته ان عاينوا++
منهن ما ظنوا به المعبودا
ضلت قريش كم تقيس بسابق++
الحلبات ملطوم الجبين مذودا
يا صاحب المجد الذي لجلاله ++
عنت السرايا منصفا و عنيدا
لك غر أفعال اذا استقريتها++
اخذت علي مفاوزا و نجودا
و صفات فضل اشكلت معنى فلا++
اطلاق يكشفها و لا تقييدا
و مراتب قلدتها بمناقب ++
كالعقد تلبسه الحسان الخودا
ما مر يومك ابيضا عند الندى ++
الا انثنى بدم العدا خنديدا
اجيته بابيك وجه خريدة++
فكسوت ابيض خدها التوريدا
انى يشق غبار شأوك معشر++
كنت الوجود لهم و كنت الجودا
يجنون ما غرست يداك قضية++
ألقت على شهب العقول خمودا
انى هم و الخيل ينشر وقعها++
نقعا تخال به السماء كديدا
و مواقف لك دون أحمد جاوزت ++
بمقامك التعريف و التحديدا
فعلى الفراش مبيت ليلك و العدى ++
تهدي اليك بوارقا و رعودا
فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما++
يهدي القراع لسمعك التغريدا
فكفيت ليلته و قمت معارضا++
بالنفس لا فشلا و لا رعديدا
و استصبحوا فرأوا دوين مرادهم ++
جبلا أشم و فارسا صنديدا
رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى ++
او ما دروا كنز الهدى مرصودا
و غداة بدر و هو أم وقائع ++
كثرت و ما زالت لهن ولودا
قابلتهن فلم تدع لعقودها++
نظما و لا لنظامهن عقيدا
فالتاح عتبة ثاويا بيمين من ++
يمناه أردت شيبة و وليدا
سجدت رؤوسهم لديك و انما++
كان الذي ضربت عليه سجودا
و توحدت بعد ازدواج و الذي ++
ندبت اليه لتهتدي التوحيدا
و قضية المهراس عن كثب و قد++
عم الفرار اساودا و اسود
افشددت كالليث الهزبر فلم تدع ++
ركنا لجيش ضلالة مشدودا
و كشفتهم عن وجه ابيض ماجد++
لم يعرف الادبار و التعريدا
و عشية الاحزاب لما أقبلت ++
كالسيل مفعمة تقود القودا
عدلت عن النهج القويم و اقبلت ++
حلف الضلال كتائبا و جنودا
فأبحت حرمتها و عدت بكبشها++
في القاع تطعمه السباع حنيدا
و بني قريضة و النضير و سلحم ++
و الواديين و خثعما و زبيدا
مزقت جيب نفاقهم فتركتهم ++
امما لعارية السيوف غمودا
و شللت عشرا فاقتضت رئيسهم ++
و تركت تسعا للفرار عبيدا
و على حنين اين يذهب جاحد++
لما ثبت به وراح شريدا
و لخيبر خبر يصم حديثه ++
سمع العدى و يفجر الجلمودا
يوم به كنت الفتى الفتاح ++
و الكرار و المحبوب و الصنديدا
من بعد ما ولى الجبان براية++
الأيمان تلتحف الهوان برودا
و رأتك فانتشرت بقربك بهجة++
فعل الودود يعاين المودودا
فنصرتها و نضرتها فكأنما++
غصن يرنحه الصبا املودا
فغدوت ترقل و القلوب خوافق ++
و النصر يرمي نحوك الاقليدا
فلقيتها و عقلت فارسها و لا++
عجب اذا افترس الهزبر السيدا
ويل امه أيظنك النكس الذي ++
ولى غداة الطعن يلوي الجيدا
و تبعتها فحللت عقدة تاجها++
بيد سمت و رتاجها الموصودا
و جعلته جسرا فقصر فاغتدت ++
طولى يمينك جسرها الممدودا
و أبحت حصنهم المشيد فلم يكن ++
حصن لهم من بعد ذاك مشيدا
و حديث اهل النكث عسكر 'عسكر'++
بهم البهيمة جندها المحشودا
لاقاك فارسهم فبغدد هاربا++
لو كان محتوم القضا مردودا
و على ابن هند طار منك بأشأم ++
يوم غدا لبني الولاء سعودا
ألفى جحاش الكرملين فقادهم ++
جهلا فابئس قائدا و مقودا
فغدوت مقتنصا نفوس كماته ++
لله مقتنص يصيد الصيدا
حتى اذا اعتقد الفنا و رأى القنا++
مذروية و رأى الحسام حديدا
و بدا له العضب الذي من قبله ++
قد فل آباء له و جدودا
رفع المصاحف لا ليرفعها علا++
لكن ليخفض قدرها و يكيدا
فجنى بها ثمر الامان و خلفه ++
يوم يجرعه الشراب صديدا
و كذاك اهل النهر ساعة فارقوا++
بفراقهم لجلالك التأييدا
فوضعت سيفك فيهم فأفادهم ++
تلفا فديتك متلفا و مبيدا
و لقد روى مسروقهم عن امه ++
و الحق ينطق منصفا و عنيدا
قالت هم شر الورى و مبيدهم ++
خير الورى اكرم بذاك مبيدا
سبقت مكارمك المكارم مثلما++
ختمت لعمر فخارك التأبيدا
اني لأعذر حاسديك على العلا++
و علاك عذري لو عذرت حسودا
فليحسد الحساد مثلك انه ++
شرف يزيد على المدى تجديدا
ما أنصفتك عصابة جهلتك اذ++
جعلت لذاتك في الوجود نديدا
ثم ارتقت حتى ابتك رضى بمن ++
لم يرض كعبك ان يراه صعيدا
ضلت أدلتها اتبدل بالعمى ++
رشدا و بالعدم المحال وجودا
قصيدة الشيخ كاظم الازري
المتوفى سنة 1201
و هذه القصيدة تبلغ ألف بيت أكلت الأرضة منها اكثر من اربعمائة بيت بعد ان احتفظ بها صاحبها في طومار و لم يبق منها الا 578 بيتا نأخذ منها ما يلي:
اسد الله ما رأت مقلتاه ++
نار حرب تشب الا اصطلاها
فارس المؤمنين في كل حرب ++
قطب محرابها امام وغاها
لم يخض في الهياج الا و ابدى ++
عزمة يتقي الردى اياها
ذاك رأس الموحدين و حامي ++
بيضة الدين من اكف عداها
من ترى مثله اذا صرت الحر++
ب و دارت على الكمات رحاها
ذاك قمقامها الذي لا يروي ++
غير صمصامه اوام صداها
و به استفتح الهدى يوم "بدر"++
من طغاة أبت سوى طغواها
صب صوب الردى عليهم همام ++
ليس يخشى عقبى التي سواها
يوم جاءت و في القلوب غليل ++
فسقاها حسامه ما سقاها
فأقامت ما بين طيش و رعب ++
و كفاها ذاك المقام كفاها
ظهرت منه في الوغى سطوات ++
ما اتى القوم كلهم مأتاها
يوم غصت بجيش "عمرو بن ود"++
لهوات الفلا و ضاق فضاها
و تخطى الى المدينة فردا++
بسرايا عزائم ساراها
فدعاهم و هم الوف و لكن ++
ينظرون الذي يشب لظاها
اين انتم عن قسور عامري ++
تتقي الاسد بأسه في شراها
فابتدى المصطفى يحدث عما++
تؤجر الصابرون في اخراها
قائلا ان للجليل جنانا++
ليس غير المجاهدين يراها
أين من نفسه تتوق الى الجن++
ات أو يورد الجحيم عداها
من لعمرو و قد ضمنت ++
على الله له من جنانه اعلاها
فالتووا عن جوابه كسوام ++
لا تراها مجيبة من دعاها
و اذا هم بفارس قرشي ++
ترجف الارض خيفة اذ يطاها
قائلا ما لها سواي كفيل ++
هذه ذمة علي وفاها
و مشى يطلب الصفوف كما++
تمشي خماص الحشا الى مرعاها
فانتضى مشرفيه فتلقى ++
ساق عمرو بضربة فبراها
و الى الحشر رنة السيف منه ++
يملأ الخافقين رجع صداها
يا لها ضربة حوت مكرمات ++
لم يزن ثقل اجرها ثقلاها
هذه من علاه احدى المعالي ++
و على هذه فقس ما سواها
و "باحد" كم فل آحاد شوس ++
كلما أوقدوا الوغى اطفاها
يوم دارت بلا ثوابت إلا++
أسد الله كان قطب رحاها
يوم خانت نبالة القوم عهدا++
لنبي الهدى فخاب رجاها
و تراءت لها غنائم شتى ++
فاقتفى الاكثرون اثر ثراها
و احاطت به مذاكي الاعادي ++
بعد ما اشرفت على استيلاها
فترى ذلك النفير كما تخبط++
في ظلمة الدجى عشواها
يتمنى الفتى ورود المنايا++
و المنايا لو تشترى لاشتراها
كلما لاح في المهامه برق ++
حسبته قنا العدى و ظباها
لم تخلها الا اضالع عجف ++
قد براها السرى فحل براها
لأتلمها لحيرة و ارتياع ++
فقدت عزها فعز عزاها
ان يفتها ذاك الجميل فعذرا++
انما حلية الرجال حجاها
قد أراها في ذلك اليوم ضربا++
لو رأته الشبان شابت لحاها
و كساها العار الذميم بطعن ++
من حلى الكبرياء قد اعراها
يوم سالت سيل الرمال و لكن ++
هب فيها نسيم فذراها
لا ترم وصفه ففيه معان ++
لم يصفها الا الذي سواها
و له يوم "خيبر" فتكات ++
كبرت منظرا على من رآها
يوم قال النبي اني لاعطي ++
رايتي ليثها و حامي حماها
فاستطالت أعناق كل فريق ++
ليروا أي ماجد يعطاها
فدعا أين وارث العلم و الحلم ++
مجير الايام من بأساها
أين ذو النجدة الذي لودعته ++
في الثريا مروعة لباها
فأتاه الوصي أرمد عين ++
فسقاه من ريقه فشفاها
و مضى يطلب الصفوف فولت ++
عنه علما بأنه أمضاها
و برى "مرحبا" بكف اقتدار++
أقوياء الاقدار من ضعفاها
و دحا بابها بقوة بأس ++
لو حمتها الافلاك منه دحاها
عائد للمؤملين مجيب ++
سامع ما تسر من نجواها
من تلقى يد "الوليد" بضرب ++
حيدري بري اليراع براها
و سقى منه "عتبة" كأس بؤس ++
كان صرفا الى المعاد احتساها
و رأى تيه 'ذي الحمار' فردا++
ه من الذل بردة ما ارتداها
و من المهتدي بيوم 'حنين'++
حين غاوي الفرار قد اغواها
حيث بعض الرجال تهرب من++
بيض المواضي و البعض من قتلاها
حيث لا يلتوي الى الإلف إلف ++
كل نفس أطاشها ما دهاها
من سقاها في ذلك اليوم كأسا++
فايضا بالمنون حتى رواها
اعجب القوم كثرة العد منها++
ثم ولت و الرعب حشو حشاها
وقفوا وقفة الذليل و فروا++
من اسود الشرى فرار مهاها
و علي يلقى الالوف بقلب ++
صور الله فيه شكل فناها
انما تفضل النفوس بجد++
و على قدره مقام علاهما
لو تراه وجوده مستباح ++
قبل كشف العفاة سر عفاها
خلت من أعظم السحائب سحبا++
سقت الروض قبل ما استسقاها
و هو للدائرات دائرة السعد++
ألا ساء حظ من ناواها
لم يدع ذلك الطبيب كلوما++
قد أساءت بالدهر الا اساها
صادق الفعل و المقالة يحوي ++
غرة مثل حسنه حسناها
لم تفه ملة من الشرك الا++
فض بالصارم الإلهي فاها
و طواها طي السجل همام ++
نشر الحرب علمه و طواها
كم عرا مشكل فحل عراه ++
ليس للمشكلات الا فتاها
و اسأل الاعصر القديمة عنه ++
كيف كانت يداه روح غذاها
اي نفس لا تهتدي بهداه ++
و هو من كل صورة مقلتاها
'وبخم' ماذا جرى يوم خم ++
تلك اكرومة ابت ان تضاهى
ذاك يوم من الزمان أبانت ++
ملة الحق فيه عن مقتداها
كم حوى ذلك 'الغدير' نجوما++
ما جرت أنجم الدجى مجراها
اذ رقى منبر الحدايج هاد++
طاول السبعة العلى برقاها
موقفا للانام في فلوات ++
و عرات بالقيظ يشوى شواها
ايها الناس حدثوا اليوم عني ++
و ليبلغ ادنى الورى اقصاها
كل نفس كانت ترانى مولى ++
فلتر اليوم حيدرا مولاها
رب هذي امانة لك عندى ++
و اليك الامين قد اداها
و ال من لا يرى الولاية الا++
لعلي و عاد من عاداها
ايها الراكب المجد رويدا++
بقلوب تقلبت في جواها
ان تراءت أرض الغريين فاخضع ++
و اخلع النعل دون وادي طواها
و اذا شمت قبة العالم الأعلى ++
و انوار ربها تغشاها
فتواضع فثم دارة قدس ++
تتمنى الافلاك لثم ثراها
قل له و الدموع سفح عقيق ++
و الجوى تصطلي بنار غضاها
يا بن عم النبي انت يد الله ++
التي عم كل شي ء نداها
حسبك الله في مآثر شتى ++
هي مثل الاعداد لا تتناهى
ليت عينا بغير روضك ترعى ++
قذيت و استمر فيها قذاها
يا أبا النيرين انت سماء++
قد محا كل ظلمة قمراها
لم يزل بانتظارك الدين حتى ++
جردت كف عزمتيك ظباها
فجعلت الرشاد فوق الثريا++
و مقام الضلال تحت ثراها
انما البأس و التقى و العطايا++
حلبات بلغت اقصى مداها
قصيدة الشيخ عبد المهدي مطر انشدها يوم الاحتفال بافتتاح الباب الذهبي الذي اهداه بعض الايرانيين لمقام امير المؤمنين في النجف سنة 1373:
ارصف بباب علي ايها الذهب ++
و اخطف بأبصار من سرواو من غضبوا
و قل لمن كان قد اقصاك عن يده ++
عفوا اذا جئت منك اليوم اقترب
لعل بادرة تبدو لحيدرة++
ان ترتضيك لها الابواب و العتب
فقد عهدناه و الصفراء منكرة++
لعينه و سناها عنده لهب
ما قيمة الذهب الوهاج عنديد++
على السواء لديها التبر و الترب
ما سره أن يرى الدنيا له ذهبا++
و في البلاد قلوب شفها السغب
و لا تضجر اكباد مفتتة++
حتى يذوب عليها قلبه الحدب
أو يسقط الدمع من عيني مولهة++
اجابها الدمع من عينيه ينسكب
تهفو حشاه لانات اليتيم بلا++
ام تناغي و لا يحنو عليه أب
هذي هي السيرة المثلى تموج بها++
روح الوصي و هذا نهجه اللحب
فاحذر دخول ضريح ان تطوف به ++
الا بإذن علي أيها الذهب
باب به ريشة الفنان قد لعبت ++
فأودعته جمالا كله عجب
تكاد لا تدرك الابصار دقته ++
مما تماوج في شرطانه اللهب
كأن لجة أنوار تموج به ++
خلالها صور الرائين تضطرب
سبائك صبها الابداع فارتسمت ++
روائع الفن فيها الحسن منسكب
يدنو الخيال لها يوما لينعتها++
وصفا فيرجع منكوسا و ينقلب
أدلت بها يد فنان منقمة++
تعنو لروعتها الأجيال و الحقب
مل ء الجوانح مل ء العين رهبتها++
و مربض الليث غاب ملؤه رهب
يا قالع الباب و الهيجاء شاهدة++
من بعد ما طفحت كأس بمن هربوا
بابان لم ندر في التبريح ايهما++
اشهى اليك حديثا حين يقتضب
باب من التبر ام باب يقومه ++
مسماره و جذوع النخل و الخشب
هذا يشع عليه التبر ملتهبا++
و ذاك راح بنار الحقد يلتهب
و أي داريك أحرى ان نطوف بها++
و ان تجللها الاستار و الحجب
دار تحج بها الدنيا لمجدك ام ++
دار عليك بها العادون قد وثبوا
هذي تدال بها للحق دولته ++
زهوا و في تلك في ء الحق يغتصب
حتى اذا جاءت الدنيا مكفرة++
عما جنته و جاء الدهر يتهب
شادت عليك ضريحا تستطيل على ++
هام السماء به الاعلام و القبب
و تلك عقبى صراع قد صبرت له ++
و ذا فدينك مظلوما هو الغلب
بلغ معاوية عني مغلغلة++
و قل له و أخو التبليغ ينتدب
قم و انظر العدل قد شيدت عمارته ++
و الجور عندك خزي بيته خرب
تبني على الظلم صرحا رن معوله ++
بجانبيه و هدت ركنه النوب
ابت له حكمة الباري بصرختها++
ان لا يخلد مختال و مرتكب
قم و انظر الكعبة العظمى تطوف بها++
حشد الالوف و تجثو عندها الركب
تأتى له من اقاصي الارض طالبة++
و ليس الا رضا الباري هو الطلب
قل للمعربد حيث الكأس فارغة++
خفض عليك فلا خمر و لا عنب
سموك زورا امير المؤمنين و هل ++
يرضى بغير "علي" ذلك اللقب
هذا هو الرأس معقود لهامته ++
تاج الخلافة فأخسا ايها الذنب
يا باب "حطة" سمعا فالحقيقة قد++
تكشفت حيث لا شك و لا ريب
مواهب الله قد و افتك مجزية++
ما كنت تبذل من نفس و ما تهب
هذي هي الوقفات الغر كنت بها++
للدين حصنا منيعا دونه الهضب
هذي هي الضربات الوتر يعرفها++
ضلع بها انقد او جنب بها يجب
هذي هي اللمعات البيض كان بها++
عن وجه خير البرايا تكشف الكرب
هذي هي النفس قد روضت جامحها++
فراق للعين منها عيشها الجشب
فلا الخوان لها يوما ملونة++
منه الطعوم و لا ابرادها قشب
لا تكتسي و فتاة الحي عارية++
و لا تعب و مهضوم الحشا سغب
نفس هي الطهر ما همت بموبقة++
و ليس تعرف كيف الذنب يرتكب
هذي التي انقادت الاجيال خاشعة++
لهديها و ترامت عندها النجب
تعيفوا و ركبنا في سفينته ++
فميز اللج من عافوا و من ركبوا
و ساوموا فاشترينا حب حيدرة++
و لا نبيع و لو ان الدنا ذهب
يا فرصة كنت للاسلام ضيعها++
حقد النفوس و ابلى جدها اللعب
شجوا برغمك امرا انت تعصبه ++
في ذمة الله ما شجوا و ما شجبوا
فرحت تنفض من هذا الحطام يدا++
اذ شمت فيه يد الاطماع تنتشب
تكالب عنه قد نزهت محتقرا++
له و عندك ما يشفى به الكلب
فاستنزلوك عن العرش الذي ارتفعت ++
بك القواعد منه فهو منتصب
لو انصفوك لفاض العلم منتشرا++
في الخافقين و سارت بالهدى كتب
و لازدهى باسمك الاسلام دوحته ++
فينانة و فناه مربع خصب
و لا بتنيت عليه من سماء علا++
ما ليس تأفل عن آفاقها الشهب
لله انت فقد حملت من محن ++
ما لم يطق صابر في الله محتسب
امر به ضاقت الدنيا بما رحبت ++
و لم يضق عنه يوما صدرك الرحب
جاءتك 'فارس' باسم الباب يجذبها++
لك الولاء على شوق فتنجذب
ان يبعدوا عنك بالاوطان نائية++
فكم لهم قربات باسمها قربوا
هم في المحاريب اشباح مقوسة++
و في الحروب ليوث غابها اشب