ايثاره
قال ابن أبي الحديد: 'و أما السخاء و الجود، فحاله فيه ظاهرة، كان يصوم و يطوي و يؤثر بزاده، و فيه انزل: و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا. ___________________________________الدهر، 76: 8 و 9.
و روى المفسرون أنه لم يكن يملك إلا أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية، فأنزل فيه: الذين ينفقون أموالهم بالليل و النهار سرا و علانية، ___________________________________البقرة، 2: 274. و روي عنه أنه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتى مجلت يده، و يتصدق بالاجرة و يشد على بطنه حجرا.
و قال الشعبى ـ و قد ذكره عليه السلام ـ: 'كان أسخى الناس، كان على الخلق الذي يحبه الله السخاء و الجود، ما قال 'لا' لسائل قط، و قال عدوه و مبغضه الذي يجتهد في وصمه و عيبه معاوية بن أبي سفيان لمحفن بن أبي محفن الضبي لما قال له: جئتك من عند أبخل الناس، فقال: 'ويحك! كيف تقول إنه أبخل الناس؟ "و هوالذي" لو ملك بيتا من تبر، و بيتا من تبن لأنفد تبره قبل تبنه' و هو الذي كان يكنس بيوت الأموال و يصلي فيها، و هو الذي قال: يا صفراء! و يا بيضاء، غري غيري، و هو الذي لم يخلف ميراثا و كانت الدنيا كلها بيده إلا ما كان من الشام'. ___________________________________ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج 1: ص 20.
روى الحافظ ابن عساكر بسنده عن الأصبغ بن نباتة، عنه عليه السلام: 'جاء رجل فقال: يا أمير المؤمنين! أن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك، فإن أنت قضيتها حمدت الله و شكرتك، و إن أنت لم تقضها حمدت الله و عذرتك، فقال علي: اكتب على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك، فكتب: إني محتاج، فقال علي عليه السلام: علي بحلة، فاتي بها، فأخذها الرجل فلبسها، ثم أنشأ يقول:
كسوتني حلة تبلى محاسنها++
فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة++
و لست تبغي بما قد قلته بدلا
إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه ++
كالغيث يحيي نداه ___________________________________الندى: العطاء. السهل و الجبلا
لا تزهد الدهر في زهو ___________________________________الزهو: التيه، و الكبر، و الباطل، و الكذب. تواقعه ++
فكل عبد سيجزي بالذي عملا
فقال علي عليه السلام: علي بالدنانير، فاتي بمائة دينار فدفعها إليه، فقال الأصبغ: فقلت: يا أمير المؤمنين! حلة و مائة دينار؟قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: 'أنزلوا الناس منازلهم'، و هذه منزلة هذا الرجل عندي'. ___________________________________تاريخ ابن عساكر، ج 3: ص 246.
آية المباهلة
و من الآيات التي تدل على أفضلية المرتضى عليه السلام من جميع الأنبياء ـ سوى نبينا صلى الله عليه و آله و سلم ـ قوله تعالى: فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبنائكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين. ___________________________________آل عمران، 3: 61.