فضائل الإمام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فضائل الإمام علی (ع) - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

معنى الآية


فمن حاجك في شأن عيسى عليه السلام بعد ما قصصت عليك من خبره و جلية أمره فقل لهم: أقبلوا و ليدع كل منا و منكم أبناءه و نساءه و أنفسه للمباهله، فنجعل لعنة الله على الذين يفترون.

شان نزول الآية


من المسائل التى كادت تعد في الضروريات الأولية نزول آية المباهلة في حق أهل الكساء، و الخمسة النجباء عليهم السلام حتى إن كثيرا من المحدثين و المفسرين والمورخين و المتكلمين ذكروه في كتبهم و أرسلوه إرسال المسلمات، بل ذهب جل أهل القبلة على أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لم يدع للمباهلة من النساء سوى بضعته الزهراء عليها السلام، و من الأبناء سوى سبطيه و ريحانيته من الدنيا الحسن و الحسين عليهما السلام، و من الأنفس إلا أخاه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى عليه السلام، فهؤلاء أصحاب هذه الآية. و قد ذكر نزول الآية فيهم عليهم السلام كثير من علماء العامة، و إليك ذكر بعضها:

1ـ قال محمد بن جرير الطبري في تفسيره: 'غدا النبي صلى الله عليه و آله و سلم محتضنا حسينا آخذا بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه ـ صلوات الله عليهم أجمعين'.

___________________________________

الطبري: جامع البيان، ج 3: ص 299. و حضور على عليه السلام للمباهلة سقط فى هذا الخبر، تصحيفا أو تحريفا. "م".

2ـ و أخرج الحاكم في 'المستدرك' و صححه و ابو نعيم في 'الدلائل' عن جابر الأنصاري، قال: 'قدم على النبي صلى الله عليه و آله و سلم العاقب و السيد فدعاهما إلى الإسلام ـ إلى أن قال: ـ فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه، فغدا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أخذ بيد علي و فاطمة و الحسن و الحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه ـ إلى أن قال ـ: 'أنفسنا و أنفسكم' رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و علي، و 'أبناءنا' الحسن و الحسين و 'نساءنا' فاطمة'.

___________________________________

السيوطي: الدر المنثور، ج 2: ص 38.

3ـ قال جار الله محمود الزمخشري في تفسيره: 'فأتوا "يعني نصارى نجران" رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و قد غدا محتضنا الحسين، آخذا بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه، و على خلفها و هو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا، فقال اسقف نجران: يا معشر النصارى! إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ـ إلى أن قال: ـ و فيه دليل لا شي ء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام

___________________________________

الزمخشري: تفسير الكشاف، ج 1: ص 434. ـ الخ'.

4ـ قال فخر الدين الرازي في تفسيره: 'إنه عليه السلام لما أورد الدلائل على نصارى نجران ثم إنهم أصروا على جهلهم فقال عليه السلام: إن الله أمرني إن لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم، فقالوا: يا أبا القاسم! بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك. فلما رجعوا قالوا للعاقب ـ و كان ذا رأيهم ـ: يا عبد المسيح! ما ترى؟فقال: و الله، لقد عرفتم، يا معشر النصارى! أن محمدا نبي مرسل، و لقد جاءكم بالكلام الحق في أمر صاحبكم ـ إلى أن قال: ـ و كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خرج و عليه مرط

___________________________________

المرط ـ بالكسرـ: كل ثوب غير محيط. من شعر أسود، و كان قد احتضن الحسين، و أخذ بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه، و علي ـ رضي الله عنه ـ خلفها، و هو يقول: إذا دعوت فأمنوا، فقال اسقف نجران: يا معشر النصارى! إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، و لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة'.

و قال في آخر كلامه: 'و روي أنه عليه السلام لما خرج في المرط الأسود فجاء الحسن ـ رضي الله عنه ـ فأدخله، ثم جاء الحسين ـ رضي الله عنه ـ فادخله ثم فاطمة، ثم علي ـ رضي الله عنهماـ، ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. و اعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير و الحديث "6"'.

5ـ قال القرطبي في تفسيره: 'أبناءنا دليل على أن أبناء البنات يسمون أبناء، و ذلك أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم جاء بالحسن و الحسين و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها و هو يقول لهم: إن أنا دعوت فأمنوا'.

___________________________________

الرازي: التفسير الكبير، ج 8: ص 85.

6ـ قال سبط ابن الجوزي: 'لما نزل قوله تعالى: ندع أبناءنا و أبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و قال: اللهم هؤلاء أهلي'

___________________________________

القرطبي: الجامع الأحكام القرآن، ج 4: ص 104. ـ قال ابو حيان الاندلسي: 'لما نزلت هذه الآية: قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فاطمة و حسنا و حسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي'.

___________________________________

ابن الجوزي: تذكرة الخواص، ص 18.

8ـ قال الحافظ أحمد بن حنبل في مسنده. 'و لما نزلت هذه الآية: ندع أبناءنا و أبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليا و فاطمة و حسنا و حسيناـ رضوان الله عليهم اجمعين ـ فقال: اللهم هؤلاء أهلى'.

___________________________________

البحر المحيط، ج 2: ص 479.

9ـ قال الحافظ الكنجي الشافعي: 'لما نزلت هذه الاية: ندع أبناءنا و أبناءكم... دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلى'.

___________________________________

منذ احمد، ج 1: ص 185.

أقول: هذه الأقوال التي ذكرناها في شأن نزول الاية قطرة من البحر ذرة من القفر، فإن شئت الزيادة فراجع 'إحقاق الحق'.

___________________________________

الكنجي: كفاية الطالب، الباب 32: ص 142. و جدير بنا أن ننقل ههنا التشقيق الذي يحتمل في الاية و هو ما قاله المحقق البارع، الشيخ محمد تقي الفلسفي ـ صانه الله من حوادث الدهر و سوء الزمان ـ: 'إن مباهلة و ملاعنة أهل الكساء و الخمسة النجباء ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ مع نصارى نجران لا تخلو عن أربعة وجوه في العقل و التصور:

الاول: أن تستجاب مباهلة كل واحد من الطرفين، فتكون هذه سببا لاستيصالهما و هلاكة كل واحد منهما.

الثاني: أن لا تستجاب مباهلة كل من الخصمين كليهما، فيكون هذا سببا لسقوطهما عن أعين الناس لا سيما إذا كان المباهلون من ولاة الأمر و الدعاة إلى الدين كما فيما نحن فيه. الثالث: أن تستجاب مباهلة أهل نجران فتكون سببا لوقوع العذاب على مخالفهم.

الرابع: أن تستجاب مباهلة و ملاعنة أهل البيت ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ فتكون سببا لهلاكة خصمهم. فالغالب من هذه الإحتمالات يمنع كل واحد من الخصمين عن الإقدام على المباهلة لأن فيه الإطمينان مظنة الهلكة و الاستيصال و العذاب.

فإذا اتضح هذا يعلم منه أن الخمسة الطيبة عليهم السلام كانوا في أعلى درجات اليقين و الاطميان، فلو كان في نفوسهم الشريفة ـ العياذ بالله ـ قلق، أو اضطراب، أو وسوسة في الإجابة و عدمها لم يقدموا أبدا على المباهلة، لأن في إقدامهم عليهم السلام فيها إما احتمال الهلكة و النقمة و العذاب أو سقوط منزلتهم و هيبتهم عن أعين الناس. و لهذه الوساوس و الشك و الريب امتنع أهل نجران و انصرفوا لم يجرؤوا على المباهلة، و بعد إنصرافهم عن الملاعنة و المباهلة قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: 'و الذي نفسي بيده، إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران، و لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازير، و لاضطرم عليهم الوادي نارا، و لاستأصل الله نجران و أهله حتى الطيور على رؤوس الشجر، و لما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا'.

___________________________________

قاضي نور الله التستري: إحقاق الحق/مع تعاليق آية الله السيد المرعشي، ج 3: صص 79ـ 46.

و لعل هذا المعنى، أعني عدم الخطور النفسانية و الوساوس في نفوسهم الشريفة و تعميم المباهلة و الملاعنة بين النبي صلى الله عليه و آله و سلم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ و بين نصارى نجران يستفاد من نفس الآية الكريمة إذا أمعنت النظر فيها.

قال العلامة الطباطبائى رحمه الله: 'و ههنا نكتة أخرى و هي أن في تذكيره صلى الله عليه و آله و سلم بالعلم تطييبا لنفسه الشريفة أنه غالب بإذن الله و أن ربه ناصره و غير خاذله البتة'.

قال أيضا: 'و المباهلة و الملاعنة و إن كانت بحسب الظاهر كالمحاجة بين رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و بين رجال النصارى لكن عمت الدعوة للأبناء و النساء ليكون أدل على اطمينان الداعى بصدق دعواه و كونه على الحق لما أودعه الله سبحانه في قلب الإنسان من محبتهم و الشفقة عليهم فتراه يقيهم بنفسه و يركب الأهوال و المخاطرات دونهم و في سبيل حمايتهم و الغيرة عليهم و الذب عنهم، و لذلك بعينه قدم الأبناء على النساء لأن محبة الإنسان بالنسبة إليهم أشد و أدوم'.

و قال أيضا: 'و قوله عز و جل: فنجعل لعنة الله كالبيان للابتهال، و قد قيل: فنجعل، و لم يقل: فنسأل، إشارة إلى كونها دعوة غير مردودة حيث يمتاز بها الحق من الباطل'.

و قال أيضا: 'قوله عز و جل: الكاذبين مسوق سوق العهد، دون الإستغراق أو الجنس، إذ ليس المراد جعل اللعنة علي كل كاذب أو على جنس الكاذب، بل على الكاذبين الواقعين في أحد طرفي المحاجة الواقعة بينه صلى الله عليه و آله و سلم و بين النصارى، حيث قال صلى الله عليه و آله و سلم: إن الله لا إله غيره و إن عيسى عبده و رسوله، و قالوا: إن عيسى هو الله، أو إنه ابن الله، أو إن الله ثالث ثلاثة. و على هذا، فمن الواضح أن لو كانت الدعوى و المباهلة عليها بين النبي صلى الله عليه و آله و سلم و بين النصارى، أعني كون أحد الطرفين مفردا و الطرف الآخر جمعا كان من الواجب التعبير عنه بلفظ يقبل الإنطباق على المفرد و الجمع معا كقولنا: فنجعل لعنة الله على من كان كاذبا. فالكلام يدل على تحقق كاذبين بوصف الجمع في أحد طرفي المحاجة و المباهلة على أي حال إما في جانب النبي صلى الله عليه و آله و سلم و إما في جانب النصارى، و هذا يعطى أن يكون الحاضرون للمباهلة شركاء في الدعوى فإن الكذب لا يكون إلا في الدعوى، فلمن حضر مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و هم على و فاطمة و الحسنان عليهم السلام شركة في الدعوى و الدعوة مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و هذا من أفضل المناقب التي خص الله به أهل بيت نبيه عليهم السلام كما خصهم باسم الانفس و النساء و الأبناء لرسوله صلى الله عليه و آله و سلم من بين رجال الامة ونسائهم و أبنائهم'.

___________________________________

تفسير أبي السعود، ج 2: ص 47.

و قال المراغي في تفسيره: 'و فى تقديم هؤلاء "أي الأبناء و النساء" على الانفس في المباهلة مع أن الرجل يخاطر بنفسه لهم إيذان بكمال أمنه صلى الله عليه و آله و سلم و تمام ثقته بأمره و قوة يقينه و بأنهم لن يصيبهم في ذلك مكروه'.

___________________________________

المراغي النيسابوري: تفسير المراغي، ج 3: ص 174.

و قال الزمخشري: 'فإن قلت: ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه و من خصمه و ذلك أمر يختص به و بمن يكاذبه فما معنى ضم الأبناء و النساء؟

قلت: ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله و استيقانه بصدقه، حيث استجرأ على تعريض أعزته و أفلاذ كبده و أحب الناس إليه لذلك... و خص الأبناء و النساء لأنهم أعز الأهل و ألصقهم بالقلوب و ربما فداهم الرجل بنفسه حارب دونهم حتى يقتل... و قدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على مكانتهم و قرب منزلتهم و ليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس'.

___________________________________

الزمخشري: الكشاف، ج 1: ص 434.

و قال العلامة، السيد شرف الدين رحمه الله: 'و هناك نكتة يعرف كنهها علماء البلاغة، و يقدر قدرها الراسخون في العلم العارفون بأسرار القرآن، و هي أن الاية الكريمة ظاهرة في عموم الأبناء و النساء و الأنفس كما يشهد به علماء البيان و لا يجهله أحد ممن عرف أن الجمع المضاف حقيقة في الإستغراق، و إنما اطلقت هذه العمومات عليهم بالخصوص تبيانا لكونهم ممثلى الاسلام، و إعلانا لكونهم أكمل الأنام، و أذانا بكونهم صفوة العالم، و برهانا على أنهم خيرة الخيرة من بنى آدم، و تنبيها ألى أن فيهم من الروحانية الاسلامية و الاخلاص لله في العبودية ما ليس في جميع البرية، و أن دعوتهم إلى المباهلة بحكم دعوة الجميع، و حضورهم خاصة فيها منزل منزلة حضور الامة عامة، و تأمينهم على دعائه مغن عن تأمين من عداهم، و بهذا جاز التجوز بإطلاق تلك العمومات عليهم بالخصوص. و من غاص على أسرار الكتاب الحكيم و تدبره و وقف على أغرانه يعلم أن إطلاق هذه العمومات عليهم بالخصوص إنما هو على حد قول القائل:

ليس على الله بمستنكر++

أن يجمع العالم في واحد

ـ إلى أن قال: ـ: 'بقيت نكتة يجب التنبه لها، و حاصلها: أن اختصاص الزهراء من النساء و المرتضى من الأنفس مع عدم الاكتفاء بأحد السبطين من الأبناء دليل على ما ذكرناه من تفضيلهم عليه السلام لأن عليا و فاطمة لما لم يكن لهما نظير في الأنفس و النساء كان وجودهما مغنيا عن وجود من سواهما بخلاف كل من السبطين فإن وجود أحدهما لا يغني عن وجود الاخر لتكافئهما، و لذا دعاهما صلى الله عليه و آله و سلم جميعا و لو دعا أحدهما دون صنوه كان ترجيحا بلا مرجح و هذا ينافي الحكمة و العدل، نعم لو كان ثمة في الأبناء من يساويهما لدعاه معهما كما أنه لو كان لعلي نظير من الأنفس أو لفاطمة من النسأء لما حاباهما، عملا بقاعدة الحكمة و العدل و المساواة.

___________________________________

الشرف الدين: الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء عليها السلام، ص 3.

/ 134