فضائل الإمام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فضائل الإمام علی (ع) - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

افضلية علي المستفادة من الآية


و أدل الدلائل على أفضلية علي بن أبي طالب عليه السلام من جميع البشر و الأنبياء عليه السلام سوى نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم قوله تعالى 'أنفسنا' في الاية الشريفة، إذا المراد من 'أنفسنا' كما ظهر من الروايات و أقوال المؤرخين و لا المحدثين هو نفس علي عليه السلام.

قال محمد بن طلحة الشافعي: 'فانظر بنور بصيرتك ـ أيدك الله بهدايتها ـ إلى مدلول هذه الاية "آية المباهلة" و ترتيب مراتب عباراتها و كيفية إشاراتها إلى علو مقام فاطمة ـ عليها السلام ـ في منازل الشرف و سمو درجتها، و قد بين ذلك صلى الله عليه و آله و سلم و جعلهابينه و بين علي عليهما السلام تنبيها على سر الاية و حكمتها فإن الله عز و جل جعلها مكتنفة من بين يديها و من خلفها ليظهر بذلك الاعتناء بمكانتها. و حيث كان المراد من قوله 'و أنفسنا' نفس علي مع النبي جعلها بينهما إذا الحراسة بالاحاطة بالأنفس أبلغ منها بالأبناء في دلالتها.

___________________________________

ابن طلحة: مطالب السؤول، ص 7، ط ايران.

و قال أحمد بن حجر الهيتمي: 'أخرج الدار قطني أن عليا يوم الشورى احتج على أهلها فقال لهم: أنشدكم بالله، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في الرحم مني، و من جعله صلى الله عليه و آله و سلم نفسه و أبناءه أبناءه و نساءه نساءه غيري؟قالوا: اللهم لا، ـ الحديث'.

___________________________________

ابن حجر: الصواعق المحرقة، ص 157.

و قال الفخر الرازي في تفسيره: 'المسألة الخامسة: كان في الري رجل يقال له: محمود بن الحسن الحمصي، و كان معلم الاثني عشرية، و كان يزعم أن علياـ رضى الله عنه ـ أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه و آله و سلم، قال: و الذي يدل عليه قوله تعالى: 'ؤ أنفسنا و أنفسكم'، و ليس المراد بقوله 'أنفسنا' نفس محمد صلى الله عليه و آله و سلم لأن الانسان لا يدعو نفسه بل المراد به غيره، و أجمعوا على أن ذلك الغير كان علي بن أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ فدلت الآية على أن نفس علي هي نفس محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و لا يمكن أن يكون المراد منه أن هذه النفس هي عين تلك النفس، فالمراد أن هذه النفس مثل تلك النفس، و ذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه. ترك العمل بهذا العموم في حق النبوة و في حق الفضل لقيام الدلائل على أن محمدا عليه السلام كان نبيا و ما كان علي كذلك. و لانعقاد الإجماع على أن محمد عليه السلام كان أفضل من علي ـ رضي الله عنه ـ فيبقى فيما وراءه معمولا به، ثم الإجماع دل على أن محمد عليه السلام كان أفضل من سائر الأنبياء عليهم السلام فيلزم أن يكون علي أفضل من سائر الأنبياء. فهذا وجه الاستدلال بظاهر هذه الاية.

___________________________________

أوردناه بالنقل بالمعنى.

ثم قال "أي الحمصي": و يؤيد الإستدلال بهذه الآية الحديث المقبول عند الموافق و المخالف و هو قوله عليه السلام: 'من أراد أن يرى آدم في علمه، و نوحا في طاعته، و إبراهيم في خلته، و موسى فى هيبته، و عيسى في صفوته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ' فالحديث دل على أنه اجتمع فيه ما كان متفرقا فيهم، و ذلك يدل على أن عليا ـ رضى الله عنه ـ أفضل من جميع الأنبياء، سوى نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و أما سائر الشيعة فقد كانوا قديما و حديثا يستدلون بهذه الآية على أن علياـ رضى الله عنه ـ مثل نفس محمد عليه السلام إلا فيما خصه الدليل، و كان نفس محمد أفضل من الصحابة فوجب أن يكون نفس علي أفضل أيضا من سائر الصحابة'.

ثم قال الفخر الرازي: 'و الجواب أنه كما انعقد الإجماع بين المسلمين على أن محمد صلى الله عليه و آله و سلم أفضل من علي فكذلك انعقد الإجماع بينهم قبل ظهور هذا الانسان على أن النبي أفضل ممن ليس بنبى، و أجمعوا على أن عليا ـ رضى الله عنه ـ ما كان نبيا، فلزم القطع بأن ظاهر الآية كما أنه مخصوص في حق محمد صلى الله عليه و آله و سلم فكذلك مخصوص في حق الأنبياء عليهم السلام'.

___________________________________

الرازي: التفسير الكبير، ج 8: ص 86.

أقول: لما لا حظت كلام الرازي فأمعن النظر في كلام العلامة المجاهد، الشيخ محمد الحسن المظفر رحمه الله حول كلامه، قال: 'و يستفاد من الرازي في تفسير الآية تسليم دلالتها على أفضليته من الصحابة لأنه نقل عن الشيخ محمود بن الحسن الحمصي أنه استدل بجعل علي عليه السلام نفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم على كونه أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد لأن النبي أفضل منهم و علي نفسه، و نقل عن الشيعة قديما و حديثا الاستدلال بذلك على فضل على على جميع الصحابة، و ما أجاب الرازي إلا عن الأول بدعوى الإجماع على أن الأنبياء أفضل من غيرهم قبل ظهور الشيخ محمود. و فيه: أن الإجماع إنما هو على فضل صنف الأنبياء على غيره من الأصناف و فضل كل نبي على جميع امته لافضل شخص من الأنبياء على كل من عداهم حتى لو كان من امم غيرهم. ـ إلى أن قال: ـ و لم يختص تفضيل أمير المؤمنين على من عدا محمد صلى الله عليه و آله و سلم من الأنبياء بالشيخ محمود حتى ينافي ما ادعاه الرازي من الإجماع بل قال به الشيعة قبل وجود الشيخ محمود و بعده مستدلين بالآية الكريمة و غيرها من الآيات'.

___________________________________

المظفر، الشيخ محمد حسن: دلائل الصدق، ج 2: ص 86.

و قال السماحة الحجة، العلامة المجاهد، السيد شرف الدين رحمه الله بعد نقل كلام الرازي: 'و أمعن النظر تجده قد أوضح دلالة الآية على ذلك غاية الإيضاح و نادى "من حيث لا يقصد" حي على الفلاح، لم يعارض الشيعة فيما نقله عن قديمهم و حديثهم و لا ناقشهم فيه بكلمة واحدة فكأنه أذعن لقولهم و اعترف بدلالة الآية على رأيهم، و إنما ناقش المحمود بن الحسن كما لا يخفى، على أن الاجماع الذي صال به الرازي على المحمود لا يعرفه المحمود و من يرى رأيه، فافهم'.

___________________________________

الشرف الدين: الكلمة الغراء، ص 5.

و قال العلامة السبيتي، مؤلف 'راية الحق' في كتابه القيم 'المباهلة' بعد نقل كلام الرازي بتمامه: 'و القارى ء يلاحظ معنا أنه لم يناقش في دلالة الآية على أفضلية على عليه السلام على سائر الصحابة، و يلاحظ أيضا أنه لم يناقش في اتفاق المسلمين على صحة الخبر الدال على أن ما تفرق من الصفات في الأنبياء عليهم السلام قد اجتمعت جميعا في شخص علي عليه السلام، و هذا يتضح من جوابه على دعوى ابن الحسن الحمصي أن عليا أفضل من سائر الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و كذلك لم يرد على الشيعة ما استفادوه من دلالة الآية الكريمة على أفضلية علي عليه السلام، و كل ما في الأمر أنه ناقش ابن الحسن الحمصي فيما ادعاه من الاجماع بإجماع ادعاه هو نفسه و فرضه على المسلمين فرضا. و لمحمود الحمصي أن يقول: إن إجماعا يخرج منه النخبة الممتازة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و يخرج منه الهاشميون جميعا و يخرج منه الشيعة ليس بإجماع على كل تفسير يفسر به الفخر الرازي الاجماع، و لا يقام لهذا الاجماع وزن بين الاجماعات التي يدعيها المسلمون. و غير جائز في العقل أن يكون إجماع و نصف المسلمين على التقريب يقولون بأفضلية علي عليه السلام على سائر الأنبياء.

ثم يعود محمود بن الحسن الحمصي فيقول: إن المسلمين و النخبة الممتازة من صحب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أجمعوا قبل أن يخلق الله هذا الانسان "أعني الفخر الرازي" و من على رأيه على أن عليا عليه السلام أفضل من خلق الله باستثناء محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. و يبدو لنا أن هذا صحيح من وجهة الأمر الواقع، و أن هذا الاجماع هو الاجماع الصحيح المعتبر الذي يصح أن يحتج به المسلمون إذا راجعنا إلى شروط حجية الاجماع و إمكان تحققه و وقوعه'.

___________________________________

السبيتي: المباهلة، ص 101، ط مكتبة النجاح.

كلام مزيف من صاحب المنار حول الآية


قال في 'تفسير المنار': 'الرويات متفقة على أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم اختار للمباهلة عليا و فاطمة و ولديهما، و يحملون كلمة 'نساءنا' على فاطمة، و كلمة 'أنفسنا' على علي فقط. و مصادر هذه الروايات الشيعة و مقصدهم منها معروف، و قد اجتهدوا في ترويجها ما استطاعوا حتى راجت على كثير من أهل السنة، و لكن واضعيها لم يحسنوا تطبيقها على الآية، فإن كلمة 'نساءنا' لا يقولها العربي و يريد بها بنته لا سيما إذا كان له أزواج، و لا يفهم هذا من لغتهم. و أبعد من ذلك أن يراد 'أنفسنا' علي ـ عليه الرضوان ـ'.

___________________________________

محمد رشيد رضا: المنار، ج 3: ص 322.

أقول: ما أقول في رجل اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم، و ختم على سمعه و قلبه؟لست أدري ما يريد بقوله 'إن مصادر هذه الروايات الشيعة' فإن إمامهم الرازي ادعى الاتفاق على صحتها، و هو مع أنه إمام المشككين يقول في تفسيره: 'لما خرج صلى الله عليه و آله و سلم في المرط الأسود فجاء الحسن ـ رضى الله عنه ـ فأدخله، ثم جاء الحسين ـ رضى الله عنه ـ فأدخله، ثم فاطمة ثم علي ـ رضي الله عنهما ـ ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. و اعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير و الحديث'.

___________________________________

الرازي: التفسير الكبير، ج 8: ص 84.

و روى ابن طاووس رحمه الله في كتابه القيم 'سعد السعود' حديث المباهلة من كتاب 'تفسير ما نزل من القرآن في النبي و أهل بيته' لمحمد بن العباس بن مروان، المعروف بابن الحجام "أو ابن الماهيار" من أحد و خمسين طريقا. قال رحمه الله: 'و في آية المباهلة بمولانا علي و فاطمة و الحسن و الحسين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ لنصارى نجران، رواه من أحد و خمسين طريقا عمن سماه من الصحابة و غيرهم، رواه عن: 1ـ أبي الطفيل عامر بن واثلة 2ـ و عن جرير بن عبد الله السجستاني 3ـ و عن أبي قيس المدني 4ـ و عن أبي إدريس المدني 5ـ و عن الحسن بن مولانا علي 6ـ و عن عثمان بن عفان 7ـ و عن سعد بن أبي وقاص 8ـ و عن بكر بن مسمار "سمال" 9ـ و عن طلحة ابن عبد الله 10ـ و عن الزبير بن العوام 11ـ و عن عبد الرحمن بن عوف 12ـ و عن عبد الله بن عباس 13ـ و عن ابي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم 14ـ و عن جابر بن عبد الله 15ـ و عن البراء بن عازب 16ـ و عن انس بن مالك 17ـ و عن المنكدر بن عبد الله عن أبيه 18ـ و عن علي بن الحسين عليهما السلام ـ و عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام 20ـ و عن أبي عبد الله جعفر ابن محمد الصادق عليهما السلام 21ـ و عن الحسن البصري 22ـ و عن قتادة 23ـ و عن علباء بن أحمر 24ـ و عن عامر بن شراحيل الشعبي 25ـ و عن يحيى بن نعمان 26ـ و عن مجاهد بن حمر الكمي 27ـ و عن شهر بن حوشب. و نحن نذكر حديثا واحداـ إلى أن قال: ـ فلما كان من غد غدا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بيمينه علي، و بيساره الحسن و الحسين، و من ورائهم فاطمة، عليهم الحلل، و على كتف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كساء فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما و نشر الكساء عليهما و أدخلهم تحت الكساء، و أدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا على قوله اليقع "النبع"، و رفع يده اليمنى إلى السماء للمباهلة، و أشرف الناس ينظرون، و اصفر لون السيد و العاقب و زلزلا حتى كاد أن يطيش عقولهما، فقال أحدهما لصاحبه: أنباهله؟قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيا فنشأ صغيرهم و بقي كبيرهم؟ـ الحديث'.

___________________________________

سعد السعود، ص 91. و الحديث طويل، أخذنا منه مورد الحاجة.

أقول: و أعتقد أن صاحب المنار ما قال هذا الكلام إلا لعناده لأمير المؤمنين عليه السلام ـ اللهم عامله بما كان عليه ـ. و من علامة كراهته لأهل البيت عليهم السلام كلامه في موارد شتى فيهم عليهم السلام، قال "في ج 10: ص 460": 'إن أحاديث المهدي لا يصح منها شى ء يحتج به، و إنها مع ذلك متعارضة متدافعة، و إن مصدرها نزعة سياسية شيعية معروفة، و للشيعة فيها خرافات مخالفة لاصول الدين'.

___________________________________

الظاهر كونه كلام سيد رشيد رضا لا الشيخ محمد عبده.

و قال أيضا "في ج 3: ص 332": 'و أخرج ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم قال: فجاء بأبي بكر و ولده و بعمر و ولده و بعثمان و ولده و بعلي و ولده'. و قال أيضا "في ج 12: ص 53" في تفسير قوله تعالى: 'أفمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه':

___________________________________

هود، 11: 17. 'و في الشاهد روايات اخرى... و منها أنه علي ـ رضي الله عنه ـ يرويه الشيعة و يفسرونه بالإمامة... و قابلهم خصومهم بمثلها فقالوا: إنه أبوبكر'.

و قال أيضا "في ج 8: ص 426" في تفسير قوله تعالى: فأذن مؤذن أن لعنة الله على الظالمين:

___________________________________

الاعراف، 7: 43. 'و رواية الإمامية عن الرضا عليه السلام و ابن عباس أنه علي ـ كرم الله وجهه ـ مما لم يثبت من طريق أهل السنة و بعيد عن هذا الإمام أن يكون مؤذنا و هو إذ ذاك في حظائر القدس'.

و قال أيضا "في ج 8: ص 433" في تفسير قوله تعالى: و بينهما حجاب و على الأعراف رجال:

___________________________________

الاعراف، 7: 45. 'اختلف المفسرون فيهم "أي في أهل الأعراف الذين يقومون فيه و ينادون الناس على أقوال..." أنهم العباس و حمزة و علي و جعفر ذو الجناحين ـ رضي الله عنه ـ و هذا القول ذكر الآلوسي أن الضحاك رواه عن ابن عباس و لم نره في شي ء من كتب التفسير المأثور، و الظاهر أنه نقله عن تفاسير الشيعة'.

أقول: بعد ما لاحظت ما ذكرناه من صاحب 'المنار' و عقيدته، وددنا أن نسائل الرجل و نظراءه و إخوانه: لو سلمنا أن مصادر هذه الروايات الشيعة على رأيكم ـ و الحال أن هذه الأحاديث جاءت في صحاحكم و مسانيدكم و تلقاها أهل الحديث و التفسير و التاريخ بالقبول كما شاهدت في كلام الرازي فما جرم الشيعة و ما ذنبهم حتى لا يحتج بأحاديثهم؟عجبا لقوم يحتجون بأحاديث الخوارج و لا يقبلون أحاديث من اقتدوا بمولاهم و سيدهم، عديل القرآن، نفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم علي بن أبي طالب ـ عليه صلوات الله ألف ألف مرة ـ!

نعم، إن للشيعة ذنبا عظيما و هو ولاؤهم و محبتهم لأهل البيت عليهم السلام الذين قرن الله طاعتهم بطاعته، و معصيتهم بمعصيته، الذين هم أساس الدين، و عماد اليقين، الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، الذين من تمسك بهم نجا، و من تخلف عنهم غرق، الذين هم أبواب مدينة علم الرسول، و هم أبواب مدينة الحكمة و مدينة الجنة و مدينة الفقه، و الذين هم السبيل الواضح و الطريق المهيع.

نعم، جرم الشيعة تشيعهم و محبتهم لأهل بيت النبي عليهم السلام حتى جعل القوم التشيع و المحبة لهم عليهم السلام سببا للجرح و القدح في رواتهم، و البغض و النصب لهم سببا للتعديل و التوثيق، فتعسا لهم و قبحا، فأين تذهبون؟و أنى تؤفكون؟و الأعلام قائمة، و المنار منصوبة، و الآيات واضحة، و بينكم عترة نبيكم، هم أزمة الحق، و ألسنة الصدق.

قال ابن حجر العسقلاني في 'هدي الساري' و هو مقدمة 'فتح الباري' "ص 231": 'فصل في تمييز أسباب الطعن: و التشيع محبة علي و تقديمه على الصحابة، فمن قدمه على أبي بكر و عمر فهو غال في تشيعه و يطلق رافضي و إلا فشيعي'.

و قال أيضا في 'تهذيب التهذيب' "ج 8: ص 458": 'فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة و التمسك بأمر الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب و لا يتورع في الأخبار. و الأصل فيه: أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان و كان أعان عليه، فكان له ديانة بزعمهم، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون'.

قال العلامة الحضر موتي، السيد محمد بن عقيل، حول كلام العسقلاني: 'لا يخفي أن معنى كلامه هذا أن جميع محبي علي عليه السلام المقدمين له على الشيخين روافض، و أن محبيه المقدمين له على من سوى الشيخين شيعة، و كلا الطائفتين مجروح العدالة، و على هذا فجملة كبيرة من الصحابة الكرام كالمقداد و زيد بن أرقم و سلمان و أبي ذر و خباب و جابر و أبي سعيد الخدري و عمار و أبي بن كعب و حذيفة و بريدة و أبي أيوب و سهل بن حنيف و عثمان بن حنيف وأبي الهيثم و خزيمة بن ثابت و قيس بن سعد و أبي الطفيل عامر بن واثلة و العباس بن عبد المطلب و بنيه و بني هاشم و بني المطلب كافة و كثير غيرهم كلهم روافض لتفضيلهم عليا عليه السلام على الشيخين و محبتهم له، و يلحق بهم من التابعين و تابعي التابعين من أكابر الأئمة و صفوة الامة من لا يحصى عددهم و فيهم قرناء القرآن، و جرح هؤلاء و الله قاصمة الظهر'.

___________________________________

الحضرموتي: العتب الجميل على أهل الجرح و التعديل، ص 32، ط بيروت.

و قال أيضا رحمه الله في رد قول العسقلاني "و الاصل فيه أن الناصبة...": 'و أقول: يستفاد من عبارته هذه الاعتذار للناصبية ـ عاملهم الله بعدله ـ بأن اعتقادهم و تدينهم بما ذكره من بغض من هو نفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم مسوغ لهم ذلك. و فساد هذا بديهي لا يشك فيه منصف لأنه لو ساغ أن يكون الاعتذار و التدين بالباطل مما يعذر الله به أحدا لكان اليهود و النصارى واسع العذر في كفرهم و بغضهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأنهم اعتقدوا كذبه و تدينوا به تبعا لأحبارهم و رهبانهم، و بديهي بطلان هذا'.

___________________________________

الحضرموتي: العتب الجميل، ص 55.

أيها القارى ء! أحب أن تسير معي حتى ننظر في تراجم رجال من الموالين لاهل البيت عليهم السلام فإنهم ـ رضوان الله عليهم ـ نبذوا و قدحوا لتشيعهم و مقتوا لولايتهم، جزاهم الله عن صاحب الولاية خير الجزاء.

/ 134