طلاقة الوجه
حسن الخلق و طلاقة الوجه قال ابن ابي الحديد: و اما سجاحة الاخلاق و بشر الوجه و طلاقة المحيا و التبسم فهو المضروب به المثل فيه حتى عابه بذلك اعداؤه و قال عمرو بن العاص لاهل الشام انه ذو دعابة شديدة و قال علي عليه السلام في ذلك عجبا لابن النابغة يزعم لاهل الشام ان في دعابة و اني امرؤ تلعابة اعافس و امارس. و عمرو ابن العاص انما اخذها عن عمر بن الخطاب لقوله لما عزم على استخلافه لله ابوك لولا دعابة فيك الا ان عمر اقتصر عليها و عمرو زاد فيها و سمجها و قال صعصعة بن صوحان و غيره من شيعته و اصحابه: كان فينا كأحدنا لين جانب و شدة تواضع و سهولة قياد و كنا نهابه مهابة الاسير المربوط للسياف الواقف على رأسه. و قال معوية لقيس بن سعد: رحم الله ابا حسن فلقد كان هشا بشا ذا فكاهة قال قيس نعم كان رسول الله 'ص' يمزح و يبسم الى اصحابه أراك تسرحوا في ارتغاء و تعيبه بذلك أما و الله لقد كان مع تلك الفكاهة و الطلاقة أهيب من ذي لبدتين قد مسه الطوى تلك هيبة التقوى ليس كما يهابك طغام اهل الشام. قال و قد بقي هذا الخلق متوارثا متناقلا في محبيه و اوليائه الى الآن كما بقي الجفاء و الخشونة و الوعورة في الجانب الآخر و من له أدنى معرفة بأخلاق الناس و عوائدهم يعرف ذلك.