فضائل الإمام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فضائل الإمام علی (ع) - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اذن واعية


نزول "و تعيها اذن واعية" في حقه. في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي عن مكحول عن علي بن ابي طالب في قوله تعالى "و تعيها اذن واعية" قال لي رسول الله سألت الله ان يجعلها اذنك يا علي ففعل فكان علي يقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كلاما الا وعيته و حفظته و لم أنسه. و في اسباب النزول للواحدي النيسابوري: حدثنا ابو بكر التميمي اخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر اخبرنا الوليد بن ابان اخبرنا العباس الدوري اخبرنا بشر بن آدم اخبرنا عبد الله بن الزبير قال سمعت صالح بن هشيم يقول سمعت بريدة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لعلي ان الله امرني ان ادنيك و لا اقصيك و ان اعلمك و تعي و حق على الله ان تعي فنزلت و تعيها اذن واعية. و في تفسير الطبري: حدثني عبد الله بن رستم سمعت بريدة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول لعلي يا علي ان الله امرني ان ادنيك و ذكر مثله. و في حلية الاولياء بسنده عن عمر بن علي بن ابي طالب عن ابيه علي عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يا علي ان الله امرني ان ادنيك و اعلمك لتعي و انزلت هذه الآية و تعيها اذن واعية فأنت اذن واعية لعلمي "و روى" الطبري في تفسيره قال: حدثنا علي بن سهل حدثناالوليد بن مسلم عن علي بن حوشب سمعت مكحولا يقول قرأ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم "و تعيها اذن واعية" ثم التفت الى علي فقال سألت الله ان يجعلها اذنك قال علي فما سمعت شيئا من رسول الله "ص" فنسيته. و في الدر المنثور للسيوطي: اخرج سعيد بن منصور و ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابي حاتم و ابن مردويه عن مكحول قال لما نزلت و تعيها اذن واعية قال رسول الله "ص" سألت ربي ان يجعلها اذن علي قال مكحول فكان علي يقول ما سمعت من رسول الله "ص" شيئا فنسيته. و اخرج ابن جرير و ابن ابي حاتم و الواحدي و ابن مردويه و ابن عساكر و ابن النجاري عن بريدة قال رسول الله "ص" لعلي ان الله امرني ان ادنيك و لا اقصيك و ان اعلمك و ان تعي و حق لك ان تعي فنزلت هذه الآية و تعيها اذن واعية.

التدبير


حسن الرأي و التدبير قال ابن ابي الحديد: أما الرأي و التدبير فكان من أشد الناس رأيا و أصحهم تدبيرا و هو الذي اشار على عمر لما عزم ان يتوجه بنفسه الى حرب الروم و الفرس بما أشار و هو الذي اشار على عثمن بأمور كان صلاحه فيها و لو قبلها لم يحدث عليه ما حدث 'ا ه' "اقول" و هو الذي أشار على المسلمين بأن يدفن النبي 'ص' في موضع وفاته و ان يصلي عليه المسلمون فرادى بدون امام جماعة بعد جماعة و ان شئت ان تجعل هذا من العلم و الفقه فلك ذلك. و هو الذي اشار على عمر بوضع التاريخ للهجرة. روى الحاكم في المستدرك بسنده عن سعيد بن المسيب: جمع عمر الناس فسألهم من اي يوم يكتب التاريخ فقال علي بن ابي طالب من يوم هاجر رسول الله 'ص' و ترك ارض الشرك ففعله عمر و ذكره ابن الاثير في تاريخه عن سعيد بن المسيب مثله. و من اخباره في جودة الرأي ما رواه المفيد في الارشاد عن شبابة بن سوار عن ابي بكر الهذلي قال سمعت رجلا من علمائنا يقول: و ذكر حديثا خلاصته انه انتهى خبر الى من بالكوفة من المسلمين ان جموعا كثرة تحتشد في فارس لغزوهم، فأنهى مسلمو الكوفة الخبر الى عمر ففزع لذلك فزعا شديدا فاستشار المسلمين و قال ان الشيطان قد جمع لكم جموعا و اقبل بها ليطفئ بها نور الله فأشار عليه طلحة بالمسير بنفسه و قال عثمن ارى ان تشخص اهل الشام من شامهم و اهل اليمن من يمنهم و تسير انت في اهل هذين الحرمين و اهل المصرين الكوفة و البصرة فتلقى جميع المشركين بجميع المؤمنين و قال علي انك ان أشخصت اهل الشام من شامهم سارت الروم الى ذراريهم و ان اشخصت اهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة الى ذراريهم و ان اشخصت اهل هذين الحرمين انتقضت عليك العرب من اطرافها فاما ذكرك كثرة العجم و رهبتك من جموعهم فانا لم نكن نقاتل على عهد رسول الله 'ص' بالكثرة و انما كنا نقاتل بالبصيرة و ان الأعاجم اذا نظروا اليك قالوا هذا رجل العرب فان قطعتموه فقد قطعتم العرب و كان أشد لكلبهم و لكني ارى ان تقر هؤلاء في امصارهم و تكتب الى اهل البصرة فليتفرقوا على ثلاث فرق فلتقم فرقة منهم على ذراريهم و لتقم فرقة على اهل عهدهم لئلا ينتقضوا و لتسر فرقة منهم الى اخوانهم مددا لهم فقال عمر أجل هذا هو الرأي و قد كنت احب ان اتابع عليه و جعل يكرر قول علي و ينسقه اعجابا به و اختيارا له.

ثم انه قد يظن او يعتقد بعض من لا خبرة له او من غلب عليه الهوى او التقليد ان عليا عليه السلام اضعف رأيا و اقل تدبيرا من سواه و يستدل على ذلك بعدم انتظام الامر له ايام خلافته و بتغلب معوية على قسم كبير من المملكة الاسلامية و بانه لم لم يول معوية على الشام ثم يعزله و بان مساواته بين الناس في العطاء كان خلاف الرأي بل كان ينبغي ان يستميل الاكابر بالمال ليكونوا معه كما كان يفعل معوية "و الجواب" عن ذلك واضح بين لا يحتاج الى اطالة الكلام و كثرة النقض و الابرام فان عليا عليه السلام لم يكن طالب ملك و لا امارة و لا طالب دنيا و انما كان هدفه الاعلى و مقصده الوحيد و غايته المطلوبة رضا الله و اقامة عمود الحق و محو الباطل، و الدنيا و المال و الملك لا تساوي عنده جناح بعوضة فكيف يمكن ان يتوصل اليها بضد ما هو هدفه و مقصده و غايته و لم يكن يرى التوصل الى الملك و الامارة من اي طريق كان و باي وجه اتفق و لا يستحل التوصل الى تثبيت ملكه بشي ء يخالف الشرع من قتل النفوس البريئة و نقض العهود و دس السموم و سلب الاموال و المداهنة و غير ذلك و من كانت هذه صفته و هذه حاله لا يصح ان ينسب الى قصور في الرأي و ضعف في التدبير و لا ان ينسب خصمه الذي كان يتوسل الى تحصيل الملك و الامارة بكل ما يمكنه الى انه اصح منه تدبيرا و اسد رأيا و انما يصح ان ينسب الى ذلك من يدبر أمرا ليتوصل به الى مطلوبه فتكون نتيجته بالعكس لجهله بمواقع الامور و شي ء من هذا لم يحصل من امير المؤمنين 'ع' و لا يمكن ان يحصل فهو اعلم الناس بمواقع الامور و قد ابان عن هذا مرارا بقوله قد يرى الحول القلب وجه الحيلة فيدعها رأي العين و ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين و قوله كما في نهج البلاغة و الله ما معوية بادهى مني و لكنه يغدر و يفجر و لولا كراهية الغدر لكنت من ادهى الناس و الله ما استغفل بالمكيدة و لا استغمز بالشديدة

___________________________________

قال ابن ابي الحديد: اي لا تجوز المكيدة علي كما تجوز على ذوي الغفلة و لا اهين و لا الين الخطب الشديد. المؤلف. و خصمه كان يرى التوصل الى الملك و الامارة بكل ما يمكنه من حلال او حرام من اي طريق كان و باي وجه اتفق لا يستثني في سبيل ذلك شيئا و لا يتقيد بامر دون آخر و مثل هذا لا يصح ان يقال عنه انه اسد رأيا و اصح تدبيرا و لذلك تغلب على قسم كبير من المملكة الاسلامية و قد اشار الى ذلك ابن ابي الحديد في تتمة كلامه السابق حيث قال و انما قال اعداؤه انه لا رأي له لانه كان متقيدا بالشريعة لا يرى خلافها و لا يعمل بما يقتضي الدين تحريمه و قد قال "ع" لولا الدين و التقى لكنت ادهى العرب و غيره كان يعمل بمقتضى ما يستصلحه سواء كان مطابقا للشرع او لم يكن و لا ريب ان من يعمل بما يؤدي اليه اجتهاده و لا يقف مع ضوابط و قيود يمتنع لاجلها مما يرى الصلاح فيه تكون احواله الدنياوية الى الانتظام اقرب و من كان بخلاف ذلك تكون احواله الدنياوية الى الانتشار اقرب 'ا ه'. و ان نظر كثير من الناس الى علي بن ابي طالب نظرهم الى من يطلب ملكا و امارة و يريد ان يكون سلطانا آمرا ناهيا متسلطا متمتعا بنعيم الدنيا متهالكا في حب الجلوس على عرش الملك و القبض على صولجان الحكم يجمع الاموال و يصرفها فيما يحب و يولي ابناءه و اقرباءه و من يمت اليه و يستكثر من الخدم و الحشم و مثل هذا يتوسل للوصول الى مطلوبه و الحصول على بغيته بكل وسيلة شريفة او غير شريفة فيتوسل بالكذب و الخداع و نقض العهود و قتل النفوس و دس السم و الرشوة و مداهنة الظلمة و الخونة و تقريبهم و الاستعانة بهم و اجزال العطايا لهم و عدم الالتفات الى الضعفاء و عدم المبالاة بهم و حرمانهم و لو كانوا من اولياء الله و الظلم و العسف و المؤاخذة بالظن و التهمة. و بالجملة فعل كل ما يظن به الوصول الى غايته كيفما كان و ترك كل ما يظن به البعد عن غايته مهما كان فاذا رأوا أمير المؤمنين عليه السلام فعل شيئا بضد هذه الافعال ظنوا بعقولهم القاصرة ان ذلك لقلة خبرة منه بالسياسة و لم يعلموا ان أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن طالب دنيا و لا امرة و لا سلطنة بل طالب آخرة و هدفه اقامة الحق و خذلان الباطل فكيف يتوسل بالباطل الى نيل الملك و هو الذي كان يقول و الله لو اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على ان اعصي الله في نملة اسلبها جلب شعيرة ما فعلت و يقول في نعله التي لا تساوي درهما و الله لامرتكم هذه اهون علي من هذه النعل الا ان اقيم حقا او ادفع باطلا و هو الذي لم يقبل يوم الشروى ان يبايعه عبد الرحمن بن عوف الا على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و آله و سلم و لم يرض ان يدخل معهما سيرة الشيخين حتى عدل عنه الى من قبل بذلك. و هو الذي ناقش خازنه على زق عسل في بيت المال استقرض منه ولده شيئا يسيرا لا ضيافه و هو الذي لم يحاب اخاه عقيلا في شي ء يزيده به عن عطائه. على ان ما تمكن في النفوس من الحقد عليه بمن قتله من القبائل و الحسد له بما اعطاه الله من فضل كان يحول دون انقياد الجمهور له و يفسد عليه كثيرا من آرائه الصائبة. اما عدم انتظام الامر له فلا يجوز ان يعزى الى خطل في الرأي او نقص في التدبير لان الامور كثيرا ما تفسد على اهل الآراء الصائبة نظرا الى فساد اخلاق الناس و كثرة من يفسد على صاحب الرأي المصيب رأيه و ذي التدبير تدبيره و منه يظهر الجواب عن تغلب معوية على قسم كبير من المملكة الاسلامية في زمن خلافته عليه السلام فان معوية استطاع بالتمويه على اهل الشام و بمساعدة عمرو بن العاص ان يقنع اهل الشام ان عليا قتل عثمن مع علمه بانه بري ء منه و ان قتل عثمن تستند اقوى اسبابه الى خذلان معوية له و هذا لم يكن في استطاعة اي مدبر و صاحب رأي صائب ان يزيله من الاذهان بعد ما تمكن فيها سواء قلنا ان ذلك كان مخاتلة و مخادعة و سعيا وراء الملك او قلنا انه كان عن اجتهاد يؤجر صاحبه!!. و لا شي ء اعجب من قول من يقول لم لم يول معوية و يقره على الشام مدة ثم يعزله، فان معوية كان يعلم علما يقينا لا يخالطه شك بما مارسه و عرفه طول هذه المدة من خلق أمير المؤمنين عليه السلام و سيرته انه لا يمكن ان يبقيه على الولاية و لا بد ان يعزله و كان ادهى من ان ينطلي عليه ذلك فاذا ولاه و هو عالم بانه سيعزله لم يقبل و يقول له صحح خلافتك اولا ثم ولني و برئ نفسك من دم عثمن ثم اجعل الامر شورى و لو ولاه لجعل ذلك حجة عليه فاذا اراد عزله قلب له المجن و طالبه بدم عثمن. قال ابن ابي الحديد في الجواب عن ذلك: ان أمير المؤمنين علم من قرائن الاحوال ان معاوية لا يبايع و ان اقره على ولاية الشام بل كان اقراره عليها اقوى لحال معوية لانه ان طالبه بالبيعة و ولاه فمن الممكن ان يقرأ معوية على اهل الشام تقليده فيؤكد حاله عندهم بانه لو لم يكن اهلا لذلك لما اعتمده ثم يماطل بالبيعة و ان تقدم بالمطالبة بالبيعة فهو الذي فعله أمير المؤمنين عليه السلام و ان اقره ثم طالبه بالبيعة فهو كالاول بل آكد فيما يريده معوية و كيف يتوهم عارف ان معوية كان يبايع له لو اقره و بينه و بينه مالا تبرك عليه الابل من الترات و الاحقاد و هو الذي قتل حنظلة اخاه و الوليد خاله و عتبة جده في مقام واحد و كيف يخطر ببال عارف بحال معوية انه يقبل اقرار علي له و ينخدع بذلك و يبايع انه لا دهى من ذلك و ان عليا لا عرف بمعوية ممن ظن انه لو استماله باقراره لبايع و لم يكن عند علي دواء لهذا المرض الا السيف لان الحال اليه كانت تؤول فجعل الآخر اولا ثم ذكر ما اورده الزبير بن بكار في الموفقيات من مكاتبة معاوية بعد قتل عثمن الى مروان و طلحة و الزبير و جماعة آخرين و جوابهم له مما يدل على ان معاوية لم يكن لينجذب الى طاعة علي ابدا و ان مضادته له كمضادة السواد للبياض و ان عليا "ع" كان اعرف بما عمل 'ا ه'. اما المساواة بين الناس في العطاء فانه كان يرى ذلك عدلا و قسطا يلزمه او يرجح عنده القيام به و كان يريد ان يمحو ما تفشى بين المسلمين من الاستئثار و تقدم القوي على الضعيف. قال ابن ابي الحديد و اعلم ان قوما ممن لم يعرف حقيقة فضل أمير المؤمنين زعموا ان عمر كان اسوس منه و ان كان هو اعلم من عمر ثم زعم اعداؤه و مبغضوه ان معوية كان اسوس منه و اصح تدبيرا و اجاب بان السائس لا يتمكن من السياسة البالغة الا اذا كان يعمل برأيه و بما يرى فيه صلاح ملكه سواء وافق الشريعة اولا و الا فبعيد ان ينتظم امره و أمير المؤمنين كان مقيدا بقيود الشريعة و رفض ما يصلح اعتماده من آراء الحرب و التدبير و الكيد اذا لم يوافق الشرع الى ان قال: و لم يمن عمر بما مني به علي من فتنة عثمن و فتن الجمل و صفين و النهروان و كل هذه الامور مؤثرة في اضطراب امر الوالي ثم قال و اما القول في سياسة معوية و ان شناة علي و مبغضيه زعموا انها خير من سياسة أمير المؤمنين "ع" فيكفينا في الكلام على ذلك ما قاله شيخنا ابو عثمن الجاحظ و نحن نحكيه بالفاظه قال: ربما رأيت بعض من يظن بنفسه العقل و التحصيل و الفهم و التمييز يزعم ان معوية كان ابعد غورا و اصح فكرا و اجود رواية و ليس الامر كذلك و سأومي اليك بجملة تعرف بها موضع غلطه و المكان الذي دخل عليه الخطأ من قبله كان علي لا يستعمل في حربه الا ما وافق الكتاب و السنة و معوية يستعمل خلاف الكتاب و السنة كما يستعملهما و يستعمل جميع المكائد حلالها و حرامها و يسير في الحرب بسيرة ملك الهند اذا لاقى كسرى و خاقان اذا لاقى رتبيل، و علي يقول لا تبدؤوهم بالقتال حتى يبدؤوكم و لا تتبعوا مدبرا و لا تجهزوا على جريح و لا تفتحوا بابا مغلقا. هذه سيرته في ذي الكلاع و في ابي الاعور السلمي و في عمرو بن العاص و حبيب بن مسلمة و في جميع الرؤساء كسيرته في الحاشية و الحشو و الاتباع و السفلة. و اصحاب الحروب ان قدروا على البيات بيتوا و ان قدروا على رضخ الجميع بالجندل و هم نيام فعلوا و ان امكن ذلك في طرفة عين لم يؤخروه الى ساعة و ان كان الحرق اعجل من الغرق لم يقتصروا على الغرق و لم يؤخروا الحرق الى وقت الغرق و ان امكن الهدم لم يتكلفوا الحصار و لم يدعوا ان تنصب المجانيق و العرادات و الدبابات و النقب و الكمين و لم يدعوا دس السموم و لا التضريب بين الناس بالكذب و طرح الكتب في عساكرهم بالسعايات و توهيم الامور و ايحاش بعض من بعض و قتلهم بكل آلة و حيلة كيف وقع القتل فمن اقتصر من التدبير على ما في الكتاب و السنة كان قد منع نفسه الطويل العريض من التدبير فعلي كان ملجما بالورع عن جميع القول و ممنوع اليدين من كل بطش الا ما هو لله رضا فلما ابصرت العوام كثرة نوادر معوية في المكائد و لم يروا ذلك من علي ظنوا بقصر عفو لهم و قلة علومهم ان ذلك من رجحان عند معوية و نقصان عند علي فانظر بعد هذا كله هل يعد له من الخدع الا رفع المصاحف ثم انظر هل خدع بها الا من عصى رأي علي و خالف امره فان زعمت انه قد نال ما اراد من الاختلاف فقد صدقت و ليس في هذا اختلفنا و لا عن غرارة اصحاب علي و عجلتهم و تسرعهم و تنازعهم دافعنا و انما كان قولنا في التمييز بينهما في الدهاء و صحة العقل و الرأي و هل كتابنا وضع الا على ان عليا كان قد امتحن في اصحابه و في دهره بما لم يمتحن امام قبله من الاختلاف و المنازعة و التشاح في الرياسة و التسرع و العجلة و قد علمنا ان ثلاثة تواطؤوا على قتل ثلاثة علي و معوية و عمرو بن العاص فكان من الاتفاق او من الامتحان ان كان علي من بينهم هو المقتول و في قياس مذهبكم ان تزعموا ان سلامة عمرو و معاوية انما كانت بحزم منهما و ان قتل علي انما هو من تضييع منه فاذ قد تبين لكم انه من الابتلاء و الامتحان فكل ما سوى ذلك انما هو تبع له 'ا ه' قال ابن ابي الحديد: و من تأمله بعين الانصاف و لم يتبع الهوى علم صحة جميع ما ذكره و انما أمير المؤمنين دفع من اختلاف اصحابه و سوء طاعتهم له و لزومه سنن الشريعة و منهج العدل و خروج معوية و عمرو عن قاعدة الشرع ما لم يدفع غيره فلو لا انه كان عارفا بوجوه السياسة حاذقا فيها لم يجتمع عليه الا القليل من اهل الآخرة فلما وجدناه دبر الامر حين وليه فاجتمع عليه من العساكر ما يتجاوز العد فظفر في اكثر حروبه و كان الاقرب الى الانتصار على معوية علمنا انه من معرفة تدبير الدول و السلطان بمكان مكين 'ا ه'. و اورد ابن ابي الحديد في شرح النهج امورا كثيرة تعلق بها من طعن في سياسته و أجاب عنها و لما كانت الاجوبة عنها ظاهرة لم نستحسن اطالة الكلام بذكرها و الجواب عنها.

/ 134