فضائل الإمام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فضائل الإمام علی (ع) - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الجهاد


الجهاد في سبيل الله و تفوقه فيه على كافة الخلق ملحق بالضروريات و الاستدلال عليه يعد من العبث فهو كالاستدلال على وجود الشمس الضاحية و قد شهد مع رسول الله "ص" مشاهده كلها غير تبوك و في جميعها يكون الفتح له و على يديه و قد قتل الله بسيفه صناديد المشركين و جبابرة قريش و طواغيت العرب و في جميع الوقائع تكون قتلاه ازيد ممن قتله باقي الجيش حتى انه في يوم بدر زادت قتلاه على قتلى الجيش و هو شاب لم يتجاوز العشرين او الخمسة و العشرين و مثله في هذا السن يكون قليل البصيرة بالحرب ناقص الخبرة بالطعن و الضرب و هذا داخل في المعجزات خارج عن مجرى العادات و لو عد في عداد معجزات النبي "ص" لكان صوابا بل اذا عد علي بن ابي طالب احدى معجزاته "ص" كان عين الصواب "قال المفيد" و اما الجهاد الذي ثبتت به قواعد الاسلام و استقرت بثبوتها شرائع الملة و الاحكام فقد تخصص منه امير المؤمنين بما اشتهر ذكره في الانام و استفاض الخبر به بين الخاص و العام و لم يختلف فيه العلماء و لا شك فيه الا غفل لم يتأمل الاخبار و لا دفعه احد ممن نظر في الآثار الا معاند بهات لا يستحي من العناد ثم ذكر جهاده في بدر و غيرها. و قال ابن ابي الحديد: اما الجهاد في سبيل الله فمعلوم عند صديقه و عدوه و انه سيد المجاهدين و هل الجهاد لاحد من الناس الا له و قد عرفت ان اعظم غزاة غزاها رسول الله 'ص' و أشدها نكاية في المشركين بدر الكبرى قتل فيها سبعون من المشركين قتل علي عليه السلام نصفهم و اذا رجعت الى مغازي محمد بن عمر الواقدي و تاريخ الاشراف ليحيى بن جابر البلاذري و غيرهما علمت صحة ذلك دع من قتله في غيرها كأحد و الخندق و غيرهما و هذا الفصل لا معنى للاطناب فيه لانه من المعلومات الضرورية كالعلم بوجود مكة و مصر و نحوها "ا ه" قال ابن عبد البر في الاستيعاب: اجمعوا على انه شهد بدرا و الحديبية و سائر المشاهد و انه أبلى ببدر و بأحد و بالخندق و بخيبر بلاء عظيما و انه أغنى في تلك المشاهد و قام فيها المقام الكريم و كان لواء رسول الله 'ص' بيده في مواطن كثيرة و كان يوم بدر بيده على اختلاف في ذلك و لما قتل مصعب بن عمير يوم أحد و كان اللواء بيده دفعه رسول الله 'ص' الى علي. و قال محمد بن اسحق شهد علي بن ابي طالب بدر و هو ابن خمس و عشرين سنة ثم روى بسنده عن ابن عباس قال دفع رسول الله 'ص' الراية يوم بدر الى علي و هو ابن عشرين سنة قال و لم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله 'ص' منذ قدم المدينة الا تبوك فانه خلفه رسول الله 'ص' على المدينة و على عياله بعده في غزوة تبوك و قال له انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي.

جهاده و شجاعته


و اذا نظرنا الى شجاعته و قد ضربت بها الامثال وجدناه قد باشر الحرب و عمره عشرون سنة او فوقها بقليل و قد انسى ذكر من كان قبله و محا اسم من يأتي بعده و وجدنا تفوقه فيها على جميع الخلق ملحقا بالضروريات يقبح بالانسان اطالة الكلام فيه و اكثار الشواهد عليه و مقاماته في الحرب تضرب بها الامثال الى يوم القيامة. و كفى في ذلك انه ما فر في موطن قط و لا ارتاع من كتيبة و لا بارز احدا الا قتله و لا ضرب ضربة قط فاحتاجت الى ثانية و كانت ضرباته وترا اذا علا قد و اذا اعترض قط و لا دعي الى مبارزة فنكل و هذا كله من الامور العجيبة التي لم تتفق لغير علي بن ابي طالب و يمكن ان توصف الشجاعة باكثر من ذلك. و كان يقول ما بارزت احدا الا كنت انا و نفسه عليه و كانت العرب تفتخر بوقوفها في مقابلته في الحرب. و يفتخر المفتخرون و رهطهم بانه قاتلهم افتخر بذلك حيي بن اخطب سيد بني النضير فقال قتلة شريف بيد شريف. و افتخرت به اخت عمرو بن عبد ود في شعرها الذي رثت به اخاها. و لما افتخر حسان بقتل عمرو ابن عبد ود في شعر له رد عليه فتى من بني عامر فقال من ابيات:

كذبتم و بيت الله لا تقتلوننا++

و لكن بسيف الهاشميين فافخروا

بسيف ابن عبد الله احمد في الوغى ++

بكف علي نلتم ذاك فاقصروا

علي الذي في الفخر طال بناؤه ++

فلا تكثروا الدعوى علينا فتحقروا

و كان يمدحه المشركون على قتله عظيما منهم و يجعلون ذلك فخرا لعلي و مع ذلك فمآل هذا الى الافتخار بأنه قاتله قال مسافع الجمحي في رثاء عمرو و قتل علي اياه من ابيات:

فاذهب علي فما ظفرت بمثله ++

فخرا فلا لاقيت مثل المعضل

و قال هبيرة بن ابي وهب يرثي عمرا و يذكر قتل علي اياه من ابيات:

فعنك علي لا ارى مثل موقف ++

وقفت على نجد المقدم كالفجل

فما ظفرت كفاك فخرا بمثله ++

امنت به ما عشت من زلة النعل

و افتخر به سعيد بن العاص فقال: اما انه ما كان يسرني ان يكون قاتل ابي غير ابن عمه علي بن ابي طالب الى غير ذلك. و كان ينيمه ابوه و هو صبي ايام حصار الشعب في مرقد رسول الله 'ص' فينام فيه مواجها للخطر طيبة بذلك نفسه. و ظهرت شجاعته الفائقة في مبيته على الفراش ليلة الغار موطنا نفسه على الاخطار غير هياب و لا حزين و النفر من قريش محيطون بالدار ليفتكوا بمن في الفراش و ظهرت شجاعته البالغة لما سار بالفواطم بعد الهجرة جهارا من مكة و ليس معه الا ابن ام ايمن و ابو واقد الليثي و هما لا يغنيان شيئا فلحقه ثمانية فرسان من قريش امامهم جناح مولى حرب بن امية فاهوى اليه حناح بالسيف و هو فارس و علي راجل فحاد علي عن ضربته و ضربه لما انحنى على كتفه فقطعه نصفين حتى وصلت الضربة الى قربوس فرسه و انهزم الباقون.

و في يوم بدر قتل الوليد بن عتبة و شرك في قتل عتبة و قتل جماعة من صناديد المشركين حتى روي انه قتل نصف المقتولين او أزيد من النصف بواحد و قتل باقي المسلمين مع الملائكة المسومين النصف الثاني.

و في يوم احد قتل اصحاب اللواء جميعهم على اصح الروايات و هم سبعة او تسعة و انهزم بقتلهم المشركون و لو لا مخالفة الرماة امر رسول الله 'ص' لتم النصر للمسلمين و جميع من قتل يوم احد من المشركين ثمانية و عشرون قتل علي منهم ثمانية عشر. ثم لما انهزم المسلمون الا قليلا منهم ثبت مع النبي 'ص' فحامى عنه و كلما اقبل اليه قوم ندبه النبي اليهم فيفرقهم و يقتل فيهم حتى عجب منه جبرئيل و قال يا رسول الله ان هذه للمواساة و نادى "لا سيف الا ذو الفقار و لا فتى الا علي".

و في وقعة الخندق لما اقحم عمرو بن عبد ود و جماعة معه خيلهم و عبروا الخندق جاء علي و معه نفر حتى اخذ عليهم الثغرة التي اقحموا خيلهم منها و لم يجسر على ذلك احد غيره و لما طلب عمرو المبارزة جبن المسلمون كلهم و سكتوا كأنما على رؤوسهم الطير فجعل عمرو يؤنبهم و يوبخهم و النبي يقول من لعمرو و من ضمنت له على الله الجنة فلم يقم اليه احد الا علي فقال انا له يا رسول الله و النبي 'ص' يقول له اقعد فانه عمرو حتى فعل ذلك ثلاثا فقال له في الثالثة و ان كان عمرا فقتله و انهزم من معه فلحقهم علي و قتل بعضهم و انكسرت بذلك شوكة المشركين و رد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفى الله المؤمنين القتال بعلي.

و في يوم خيبر كان علي ارمد لا يبصر سهلا و لا جبلا فلذلك بعث النبي 'ص' اثنين غيره من المهاجرين فرجعا منهزمين احدهما يجبن اصحابه و يجبنونه و الآخر يؤنب اصحابه و يؤنبونه فقال النبي 'ص' لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله عليه فدعا بعلي فتفل في عينيه فبرئا و اعطاه الراية فلقيه مرحب و على رأسه مغفر و حجر قد ثقبه مثل البيضة فضربه علي فقد الحجر و المغفر و رأسه حتى وقع السيف في اضراسه و سمع اهل العسكر صوت تلك الضربة و اقتلع باب الحصن و جعله جسرا على الخندق و كان يغلقه عشرون رجلا فلما انصرفوا من الحصن دحا به اذرعا و اجتمع عليه سبعون رجلا حتى اعادوه و تترس بباب لم يستطع قلبه ثمانية نفر فأي شجاع في الكون يصل الى هذه الشجاعة.

و في غزوة حنين ثبت مع النبي 'ص' و قد هرب عنه الناس غير عشرة تسعة منهم من بني هاشم هو احدهم و فيهم العباس و ابنه و قتل علي ابا حرول و اربعين من المشركين غيره و انهزم المشركون بقتله و قتلهم و رجع المسلمون من هزيمتهم بثباته و ثبات من معه الذين انما ثبتوا بثباته لانه لم يؤثر عنهم شجاعة كما اثر عنه. و في جميع الوقائع و الغزوات كان له المقام الاسمى في الشجاعة و الثبات.

و في يوم الجمل و صفين و النهروان باشر الحرب بنفسه و قتل صناديد الابطال و جدل ابطال الرجال.

و في يوم الجمل ثبت الفريقان و اشرعوا الرماح بعضهم في صدور بعض كانها احلم القصب و لو شاءت الرجال ان تمشي عليها لمشت و كان يسمع لوقع السيوف اصوات كاصوات القصارين، و لما اشتد القتال زحف نحو الجمل بنفسه في كتيبته الخضراء من المهاجرين و الانصار و حوله بنوه ثم حمل فغاص في عسكر الجمل حتى طعن العسكر ثم رجع و قد انحنى سيفه فأقامه بركبته فقال له اصحابه و بنوه نحن نكفيك فلم يجبهم و لا رد اليهم بصره و ظل ينحط و يزأر زئير الاسد ثم حمل ثانية وحده فدخل وسطهم و الرجال تفر من بين يديه و تنحاز عنه يمنة و يسرة حتى خضب الارض بدماء القتلى ثم رجع و قد انحنى سيفه فأقامه بركبته ثم قال لابنه محمد بن الحنفية هكذا تصنع يا ابن الحنفية. فقال الناس من الذي يستطيع ما تستطيعه يا امير المؤمنين.

و من مواقفه بصفين ما كان يوم الهرير قال بعض الرواة فو الله الذي بعث محمدا بالحق نبيا ما سمعنا برئيس قوم منذ خلق الله السموات و الارض أصاب بيده في يوم واحد ما أصاب علي، انه قتل في ما ذكر العادون زيادة على خمسمائة من اعلام العرب يخرج بسيفه منحنيا فيقول معذرة الى الله و اليكم من هذا فكنا نأخذه و نقومه ثم يتناوله من ايدينا فيقتحم به في عرض الصف. فلا و الله ما ليث أشد نكاية منه بعدوه.

/ 134