در الثمین فی اسرار الانزع البطین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

در الثمین فی اسرار الانزع البطین - نسخه متنی

تقی الدین عبدالله حلبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


سوره انعام


ثمّ جعل حبّه الهدى وأمر النبي أن يعرّفهم ذلك ويدعوهم إليه اختياراً - فإنّه وإن كان صلى الله عليه وآله حريصاً على هداية أُمّته فليس عليه إجبارهم؛ من قوله عزّ وجلّ: 'أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ'

[يونس: 99.] - فقال:

[في 'أ' 'ج': وقال.] 'وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى'

[الأنعام: 35.] يعني أجبرهم،

[في 'ب': يعني إجباراً.] ولو أجبرهم لانتفى الثواب.

[في كمال الدين: 264/ الباب 24 - ضمن الحديث 10 قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا أخي أنت ستبقى بعدي، وستلقى من قريش شدّة من تظاهرهم عليك وظلمهم لك، فإن وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك، وإن لم تجد أعواناً فاصبر... فاصبر لظلم قريش إياك وتظاهرهم عليك، فإنّك بمنزلة هارون ومن تبعه، وهم بمنزلة العجل ومن تبعه، يا علي إنّ اللَّه تبارك وتعالى قد قضى الفرقة والاختلاف على هذه الأمة 'وَلَوْ شَاءَ اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى' حتّى لا يختلف اثنان من هذه الأمّة ولا ينازع في شي ء من أمره، ولا يجحد المفضول لذي الفضل فضله، ولو شاء اللَّه لعجّل النقمة وكان منه التغيير... ولكنّه جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة دار القرار... وانظر هذه الرواية في كتاب سليم: 74 - 73. وانظر في نفي الجبر المستفاد من هذه الآية، مجمع البحرين 353: 4، وتفسير القمي 198: 1.]

ثمّ أخبر نبيّه بعد ما قال في عليّ ما قال، وأنكر ذلك أهل النفاق وكذّبوه، فقال: 'وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ'.

[الأنعام: 66.]

ثمّ إنّه

[في 'ب': ثمّ اللَّه تعالى.] تعالى جعل لوليّه في هذه الآية مقاماً لا تبلغه العقول

[في 'ج': القول.] والأفهام، فقال: 'قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ'

[الأنعام: 73.] اللَّه الحقّ

[في 'أ' 'ج': 'الملك للَّه الحق' بدل قوله 'اللَّه الحق'.] وقوله الحقّ، وهو المَلِكُ وله الملك من الأزل إلى الأبد، فلمّا قال:

[في 'أ': 'فقال' بدل 'فلمّا قال'.] 'يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ' أخبر سبحانه وتعالى بقوله: 'يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ' أنّ هذه خصوصيّة خصّ فيها

[في 'ج': بها.] وليّه القائم في الحكم مقامه، المتّصف عنه بصفاته، وله - عنه ومنه - ملك

[في 'أ': بملك. وفي 'ب' 'ج': يملك. والمثبت من عندنا.] ذلك اليوم وحُكْمُهُ، اللَّهُ سبحانه

[في 'أ' 'ج': وحكمه سبحانه.] عالمٌ بذرّات الكائنات من

[ليست في 'ب'.] غير تعليم،

[ليست في 'ب'.] ووليّه هو الإنسان الكامل المطّلع على عالم الغيب والشهادة بعلم اللَّه الذي خصّه به وأطلعه على ملكوت سماواته وأرضه، لأنّه هو اللوح المحفوظ الحاوي للعلم الإلهي، والنسخة الجامعةللكلّ من الحقائق

[في 'أ' 'ج': الخلائق.] الإلهيّة والكونيّة، وهو نور اللَّه المتجلّي من كلّ الجهات فلا يغيب عنه شي ء، ثمّ قال 'وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ' "اللَّه الحكيم الخبير، والولي ألبسه اللَّه هذه الصفات، فهو الحكيم الخبير"

[ليست في 'أ'.] المؤيَّد من اللَّه

[في 'أ': المؤيّد باللَّه.] بالحكم والحكمة والعلم والعصمة، فهو الخبير بأعمال العباد وبما في صحائفهم، ولا يطّلع على ذلك إلّا اللَّه ورسوله ووليّه علماً منه وحكماً عنه، وإلّا لم يكن وليّاً مطلقاً، ولذلك يقول للنار: هذا لك وهذا لي،

[انظر حديث المقاسمة في بشارة المصطفى: 5 - 4 و20 و22 و56 و102 و210، وروضة الواعظين: 100 و114 و118، ومناقب ابن شهرآشوب 273: 3 و 180: 2، وكشف الغمّة 389: 1، وأمالي المفيد: 6 و7 و213، والمسترشد: 264، وأمالي الطوسي: 95 و206 و553 و626 و629، وتفسير فرات: 172 و511، وأمالي الصدوق: 35 و48 و103 و395 و533، وتفسير العياشي 21: 2/ الحديث 42، وتفسير القمي 324: 2 و 173: 1 و326 و389، وتقريب المعارف: 201، وبصائر الدرجات: 438 - 434 وفيه أحد عشر حديثاً.

وفرائد السمطين 326: 1، وكنز العمال 402: 6، ومناقب الخوارزمي: 209، ومناقب ابن المغازلي: 67، وكفاية الطالب: 72 - 71، ومقتل الحسين للخوارزمي 39: 1، والصواعق المحرقة: 75، وتاريخ دمشق 244: 2، والبداية والنهاية 355: 7.] وذلك هو علم اللَّه سبحانه الذي خصّه به، وولاية اللَّه التي ولّاه بها أمر العباد.

ثمّ جعل من آمن به ولم يَمل عنه

[في 'ب': منه.] إلى عدوّه فإنّه يوم القيامة "الآمن من الأهوال"،

[في 'ب': له الأمن. وفي 'ج': الآمن.] فقال: 'الَّذِينَ آمَنُوا'

[الأنعام: 82.] يعني بعليّ 'وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيْمَانَهُمْ بِظُلْمٍ' يعني حبّه بحبّ أعدائه 'أُولئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ' "يوم القيامة"

[ليست في 'أ'.] 'وَهُمْ مُهْتَدُونَ'.

[انظر الكافي 341: 1/ الحديث 3، وتفسير العياشي 396: 1/ الحديث 49. وفي تفسير فرات: 134 روايتان في أنّ الآية نزلت في علي عليه السلام حيث لم يشرك باللَّه طرفة عين.]

ثمّ جعله

[في 'أ' 'ج': جعل.] صراطه المستقيم وأمر باتّباعه ونهى عن اتّباع غيره، فقال: 'وَأَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ'

[الأنعام: 153.] يعني عليّاً وأولاده

[قوله 'وأولاده' ليس في 'ب' 'ج'.] 'وَلاَتَتَّبِعُوا السُّبُلَ' يعني طريق أعدائه 'فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ' يعني عن سبيل اللَّه؛ لأنّ عليّاً هو

[ليست في 'ب'.] باب اللَّه 'ذلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ' يعني ربّكم 'لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ' يعني "تحبّون عليّاً لتنجوا"

[في 'ب' 'ج': تنجون.] من النار باتّباع الحقّ.

[انظر تفسير القمي 221: 1، وبصائر الدرجات: 89، وتفسير العياشي 413: 1/ الحديثين 125 - 124، وروضة الواعظين: 106، ومناقب ابن شهرآشوب 90 - 88: 3، وتأويل الآيات: 173، ونهج الإيمان: 539، وتفسير فرات: 138 - 137. وانظر المشارق: 190.]

ثمّ جعله وعترته آيات اللَّه،

[في 'ب' 'ج': 'آياته' بدل 'آيات اللَّه'.] وجعل لمن كذّب بها وصدف عنها سوء العذاب، فقال: 'فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بآياتِ اللَّهِ'

[الأنعام: 157.] يعني بإمامة عليٍّ

[في 'ب' 'ج': يعني بعليّ.] وعترته لأنّهم هم الآيات، 'وَصَدَفَ عَنْهَا' يعني تولّى عنهم 'سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنَا' يعني عن

[ليست في 'أ'.] الولاية 'سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ' عن آل محمّد ويميلون إلى أعدائهم.

[يدلّ على معنى هذه الآية قوله في الآية التي بعدها 'هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ'، فإنّ الآيات هم الأئمّة، والآية المنتظرة هو القائم عليه السلام. انظر ذلك في الكافي 355: 1/ الحديث 81، وكمال الدين: 316/ الباب 33 - الحديث 6، و334/ الحديث 54، وتأويل الآيات: 174، وتفسير فرات: 139 - 138.]

ثمّ مَنَّ على نبيّه بحبّ عليّ، فقال: 'قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قَيِّماً'

[الأنعام: 157.] يعني ولاية

[كأنّها شطب عليها في 'أ'، وهي ليست في 'ب' 'ج'. وبناء على ثبوتها أثبتنا 'لا عوج فيها' وهي في النسخ 'لا عوج فيه'.] عليّ

[ليست في 'ب' 'ج'.] لا عوج فيها، ولا يسمّى القيم قيّماً إلّا بحبّ عليّ وعترته

[قوله 'وعترته' ليس في 'ب' 'ج'.] والبراءة من أعدائه، والحنف

[في 'ب': والحنيف.] ما كان عليه إبراهيم،

[في تفسير العياشي 417: 1/ الحديث 143 'عن جابر الجعفي، عن محمّد بن علي عليهما السلام، قال: ما من أحد من هذه الأمّة يدين بدين إبراهيم غيرنا وشيعتنا'.

وفيه أيضاً 417: 1/ الحديث 145 'عن عمر بن أبي ميثم، قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول: ما أحدٌ على ملّة إبراهيم إلّا نحن وشيعتنا، وسائر الناس منها براء'. وقد فُسّر الصراط المستقيم بعلي في سورة الفاتحة والأنعام: 153 وقد تقدمتا، وطه: 135، ويونس: 25، والزخرف: 43، والملك: 22. انظر نهج الإيمان: 544 - 539.] وكان إبراهيم من شيعة عليّ عليه السلام.

[وذلك في الآية 83 من سوره الصافات 'وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإبْرَاهِيمَ'، وتفسيرها أنّ إبراهيم عليه السلام من شيعة محمّد صلى الله عليه وآله وعليّ عليه السلام. انظر تأويل الآيات: 486 - 484، وتفسير الإمام العسكري: 309/ الحديث 155. وانظر المشارق: 338.]

ثمّ جعل حبّه الحسنة، فقال: 'مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا'،

[الأنعام: 160.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: الحسنة شهادة أن لا إله إلّا اللَّه والإيمان بمحمّد صلى الله عليه وآله وحبّ أهل بيته

[في 'ب': أهل البيت.] عليهم السلام، والسيّئة جحود ولايتهم،

[في تفسير الآية 23 من سورة الشورى 'وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً'. رووا عن ابن عبّاس، قال: المودّة لآل محمّد. انظر تفسير الثعلبي 314: 8، ونظم درر السمطين: 86، وعن الثعلبي في العمدة: 55/ الحديث 53، ومناقب ابن شهرآشوب 121: 3. وانظر في تفسير هذه الآية أيضاً الكافي 379: 8/ الحديث 574 عن الباقر.

وفي كشف الغمّة 321: 1، وكشف اليقين: 383 في قوله تعالى 'مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثَالهَا' عن علي عليه السلام قال: الحسنة حبّنا أهل البيت والسيّئة بغضنا؛ من جاء بها أكبّه اللَّه على وجهه في النار.

وفي تفسير العيّاشي 415: 1/ الحديث 136 في تفسير هذه الآية 'قال محمّد بن عيسى في رواية شريف عن محمّد بن علي عليهما السلام: الحسنة التي عنى اللَّه ولايتنا أهل البيت، والسيّئة عداوتنا أهل البيت'.

وفي تفسير القمي 131: 2 في تفسير الآية 89 من سورة النمل 'مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا' فله عشر أمثالها.

ورووا عن أبي عبداللَّه الجدلي، أنّ عليّاً عليه السلام قال في قوله 'مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إلّا مِثْلَهَا': الحسنة حبّنا أهل البيت والسيّئة بغضنا. انظر تفسير الثعلبي 230: 7، والكافي 185: 1، والصراط المستقيم 241: 1، ومناقب ابن شهرآشوب 121: 3، وروضة الواعظين: 106، وشرح الأخبار 239: 1، وفي مناقب ابن شهرآشوب 308: 4 'الحسنة حبّنا ومعرفة حقّنا، والسيّئة بغضنا وانتقاص حقّنا'.] فالحسنة حبّهم والسيّئة بغضهم، بدليل

[في 'ب': دليله قوله صلى الله عليه وآله. وفي 'ج': دليل قوله صلى الله عليه وآله.] قول النبي صلى الله عليه وآله: حبّ عليّ حسنة لا تضرّ معها سيّئة، وبغض عليّ سيّئة لا تنفع معها حسنة.

[مناقب ابن شهرآشوب 229: 3، وتفسير الإمام العسكري عليه السلام: 305/ الحديث 148، ومناقب الخوارزمي: 35.]

سوره اعراف


ثمّ جعله وعترته |و| أولياءه على الحق، فقال: 'وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ'،

[الأعراف: 181.

انظر أنّ الذين يهدون بالحقّ وبه يعدلون هم الأئمّة عليهم السلام في الكافي 343: 1/ الحديث 13، وتفسير العياشي 46 - 45: 2/ الحديثين 121 و123، ومناقب ابن شهرآشوب 89: 3 و 371: 1 و432: 4 و 102، ومجمع البيان 400: 4، وكشف الغمّة 321: 1، وأمالي الصدوق: 200/ الحديث 10. وانظر المشارق: 113 روايةً عن السدي.] قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إذا افترقت هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون في النار وفرقة في الجنّة، وهم

[في 'أ' 'ج': وهو.] أنت وشيعتك لأنَّك لم تفارق الحقّ وهم لم يفارقوك

[في 'ب' 'ج': لا يفارقونك.] فهم مع الحقّ.

[انظر تأويل الآية مع ذكر حديث افتراق الأمم في تفسير العياشي 45: 2/ الحديث 122، ومناقب الخوارزمي: 237، ومناقب ابن شهرآشوب 89: 3.

وانظر حديث افتراق الأمم في الخصال 585: 2، وتأويل الآيات: 195، وجامع الأخبار: 127، والصراط المستقيم 37: 2، والطرائف 429: 2، والعمدة: 74، وكفاية الأثر: 155، ونهج الحق: 331.]

ثمّ جعل حبّه الميزان وذكر أنّه لا يوزن يوم القيامة

[في 'ج': الدين.] إلّا ما كان على حُبّه؛

[في 'أ': ما كان علي عليه السلام حبّه.] لأنّ الكافر والمنافق لا ميزان لهم،

[في 'ب': له.] فلا ميزان إلّا للمؤمن، ولا إيمان إلّا بحبّه، فلا وزن إلّا لمن والاه 'فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ'

[الأعراف: 8.] يعني بحبّ عليّ عليه السلام 'فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ'

[الأعراف: 9.] يعني بمتابعة

[في 'ب': بمبايعة.] أعدائه 'فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ' يعني بإعراضهم عن الحقّ وظلمهم لآل محمّد وشيعتهم.

[في 'أ': وشيعته منهم. وانظر تفسير القمي 224: 1، والمشارق: 120 - 119.

وانظر الآية 47 من سورة الأنبياء وتأويلها، وهي قوله تعالى 'وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطِ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ' فإنّ الموازين هم الأنبياء والأئمّة من آل بيت محمّد. انظر الكافي 347: 1/ الحديث 36، ومعاني الأخبار: 31/ الحديث 1، ومناقب ابن شهرآشوب 173: 2، والمشارق: 118.

وانظر تأويل الآيتين 6 و8 من سورة القارعة 'فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ' 'وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ'، والآية 9 من سورة الرحمن 'وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ'، والآية 7 منها 'وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ'، والآية 17 من سورة الشورى 'الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ'، فإنّ الميزان هو حبّ علي، والذي تخفّ موازينه هو مبغضه، والذي يخسر الميزان هو الذي يظلم عليّاً حقّه.]

ثمّ جعل شيعته حزب الرحمن، وأعداءه

[في 'ب': وعدوّه.] حزب الشيطان، فقال حكاية عن إبليس لعنه اللَّه: 'لَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ'

[الأعراف: 18.] وذلك لأنّه لا نجاة يوم الدين إلّا بالإيمان، ولا إيمان إلّا بحبّ عليّ عليه السلام وعترته،

[قوله 'وعترته' ليس في 'ب' 'ج'.

يشير إلى هذا التأويل ما ورد في تأويل الآيتين اللتين قبلها 'قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ'، حيث ورد فيها أنّ الصراط علي عليه السلام، وأنّ الشيطان فرغ من إغواء العامّة وإنّما صمد لزرارة وأصحابه من الشيعة. انظر الكافي 145: 8/ الحديث 118، والمحاسن: 171/ الحديث 138، وتفسير العياشي 13: 2/ الحديثين 7 - 6.] فمن جاء بالإيمان الكامل وكان مضيّعاً لبعض فروع الدين وسعته

[في 'ب': شيعته.] الرحمة وأدركته الشفاعة ودخل الجنّة بإيمانه لأنّه من حزب الرحمن، وأمّا من جاء مضيّعاً للولاية - التي هي كمال الدين كلّه، لتوقّف الكلّ عليها - فلا تناله الرحمة، لأنّ رحمة اللَّه يوم القيامة للمؤمنين، ولا تدركه الشفاعة لأنّ النبي غضبان عليه، فهو في النيران لأنّه من حزب الشيطان.

ثمّ ذكر أنّ من كذّب بولاية عليّ واستكبر عنها فهو خالد في النار، فقال: 'وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا'

[الأعراف: 36.] يعني بعلي وعترته

[قوله 'وعترته' ليس في 'ج'.] 'وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ' لأنّهم لا إيمان لهم، ومَن لا ا يمان له فهو

[ليست في 'أ' 'ج'.] خالدٌ في النار.

[مرّ تخريج أنّ الأئمّة عليهم السلام هم الآيات قبل قليل، وانظر ما مرّ في أثناء سورة البقرة من تخريجات تأويل الآية 40 من سورة الأعراف إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَتُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ'.]

ثمّ بشّر أولياءه ومحبّيه بالخلود في الجنّة، فقال: 'وَالَّذِينَ آمَنُوا'

[الأعراف: 42.] يعني بعليّ عليه السلام 'وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ' من فروع الدين 'أُولئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ' بإيمانهم وأعمالهم الصالحات.

[تأويل هذه الآية متعلّق بالآية التي بعدها، لأنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات هُم الذين ينزع اللَّه ما في صدورهم من غلّ وتجري من تحتهم الأنهار ويقولون الحمد للَّه الذي هدانا... الخ.]

ثمّ ذكر أنّ المؤمنين إذا دخلوا الجنّة حمدوا ربّهم على هدايته لهم في الدنيا وهي

[قوله 'وهي' ليس في 'ب' 'ج'.] حبّ عليّ عليه السلام الذي به نالوا الفوز، فقال: 'وَقَالُوا الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ'.

[الأعراف: 43.

انظر الكافي 346: 1/ الحديث 33، وتأويل الآيات: 180، وتفسير القمي 231: 1، ومناقب ابن شهرآشوب 358: 4.]

ثمّ ذكر أنّه المؤذّن

[في 'ب': ثمّ جعله المؤذّن. وفي 'ج': ثمّ ذكر المؤذّن.] يوم القيامة بين الجنّة والنار، فقال: 'فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ'

[الأعراف: 45 - 44.] يعني عليّاً عليه السلام 'أَن لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ، الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً' يعني يصدّون الناس في الدنيا عن حبّ عليّ واتّباعه إلى اتّباع الجبت والطاغوت 'وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ' يعني

[ليست في 'أ'.] لا يوقنون أنّ حبّ عليّ هو النجاة يوم القيامة.

[انظر تأويل هذه الآية في تفسير فرات: 142 - 141، والكافي 352: 1/ الحديث 70، وتفسير القمي 231: 1، ومعاني الأخبار: 59/ الحديث 9، وتفسير العياشي 21: 2/ الحديث 41، ومجمع البيان 259: 4، وشواهد التنزيل 268 - 267: 1، وينابيع المودّة: 101، وروضه الواعظين: 118، وبشارة المصطفى: 13، ومناقب ابن شهرآشوب 272: 3.]

ثمّ جعله وذرّيّته رجال الأعراف، يعني يعرفون الناس يوم القيامة ويقيمونهم، فلا يجوز على الصراط إلّا من عرفهم وعرفوه، فقال: 'وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيَماهُمْ'

[الأعراف: 46.] "والأعراف اثنا عشر جبلاً في عرصات القيامة، على كلّ جبل إمام من الأئمّة الاثني عشر، يلتقطون أهل الولاية

[في 'ج': الولاء.] إليهم كما يلتقط الطير الحبّ"

[ليست في 'ب'.] يعني عليّاً والأئمّة من ولده.

[انظر الكافي 141: 1/ الحديث 9، ومعاني الأخبار: 59/ الحديث 9، ومختصر بصائر الدرجات: 55 - 51، ومجمع البيان 262 - 261: 4، وتفسير العياشي 23 - 21: 2/ الأحاديث 45 - 42 و48، وتأويل الآيات: 182 - 181، وبصائر الدرجات: 495، وتفسير فرات: 144 - 142، وشواهد التنزيل 265 - 263: 1، والصواعق المحرقة: 169، وتفسير الثعلبي 236: 4، ومناقب ابن شهرآشوب 269 - 268: 3 و 359 - 358: 1. وانظر المشارق: 341.]

ثمّ جعل من والاه بلداً طيّباً ومن عاداه خبيثاً، فقال: 'وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ'

[الأعراف: 58.] يعني المؤمن طابَ

[في 'ج': المؤمن مَن طاب.] بالتوحيد وطهر بالولاية، فقلبه طيّب وعمله طيّب، 'وَالَّذِي خَبُثَ' يعني عدوَّه 'لاَيَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً' يعني خبث منه

[في 'ب': من.] الأصل فقبح منه الفعل والفرع،

[في تفسير القمي: 236: 1 'قوله 'وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ' وهو مثل الأئمّة صلوات اللَّه عليهم يخرج علمهم بإذن ربّهم 'وَالَّذِي خَبُثَ' مَثَل أعدائهم 'لا يَخْرُجُ' علمهم 'إِلّا نَكِدَاً' أي كدراً فاسداً'. وانظر مناقب ابن شهرآشوب 75: 4 عن الحسين عليه السلام.] ثمّ قال: 'كَذلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ' يعني يعرفون فضل اللَّه عليهم فيشكرونه

[في 'أ' 'ج': 'فيشكروه'، وفي 'ب': 'فليشكروه'.] على كثير النعم.

ثمّ جعل محمّداً وعليّاً مستغاثاً لكلّ داع، وغياثاً لكلّ واعٍ، وآية لكلّ ساع، فقال حكاية عن موسى: 'رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي'

[الأعراف: 143.] "ثمّ قال"

[ليست في 'أ'.] 'فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ' نفى عن ذاته المقدّسة نظر العيون وخطرات الظنون، ثمّ قال: 'فَلَمَّا تَجَلَّى'، والتجلّي إنّما يكون من ذي الهيئة، وذوالهيئة والمثال

[في 'أ' 'ج': والمثل.] يرى، فكيف نفى الرؤية عمّا يجوز رؤيته؟

[في 'ب': عمّا يحوز الرؤية.] وحَلُّ هذا الرمز أنّه جعل التجلّي للربّ، والربّ مقول على كثيرين، فالمراد هنا بحذف المضاف، والمراد منه 'فلمّا تجلّى نور ربّه وعظمة ربّه "وجلال ربّه"'،

[ليست في 'أ'.

في بصائر الدرجات: 82/ نادر من الباب - الحديث 2 بسنده عن الصادق عليه السلام قال: 'إنّ الكرّوبيين قوم من شيعتنا من الخلق الأوّل، جعلهم اللَّه خلف العرش، لو قسم نورُ واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم، ثمّ قال: إنّ موسى عليه السلام لمّا سأل ربّه ما سأل، أمرَ واحداً من الكروبيين فتجلّى للجبل فجعله دكّاً'.

وقال الصدوق في التوحيد: 119 ''فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ'، أي ظهر للجبل بآية من آياته، وتلك الآية نور من الأنوار التي خلقها'.] والعظمةُ والجلال محمّد صلى الله عليه وآله وعليّ عليه السلام، وكذلك قال أميرالمؤمنين: 'أنا مكلّم موسى من الشجرة، أنا ذلك النور'،

[لم نعثر عليه في غير المشارق: 358 و421.] وإنّما ظهر لموسى من النور شقص من المثقال.

[العبارة في 'أ': 'وإنّه ظهر لموسى بشقص من المثقال'، وفي 'ب': 'وإنّما ظهر موسى من النور شقص من المثقال'. والمثبت ملفّق منهما. وفي 'ج': 'وإنّما ظهر لموسى تنقص من المثقال'.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: كان ذلك النور نور محمّد صلى الله عليه وآله.

[في مستدرك سفينة البحار 83: 2 'مادّة جلا': 'فَلَمَّا تَجَلّى رَبَّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً' انّه تجلّى نور محمّد وعلي صلوات اللَّه عليهما.

وانظر عيون أخبار الرضا: 179/ الباب 15 - ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المامون، وتوحيد الصدوق: 119/ الحديث 22، والاحتجاج: 220. وانظر كفاية الأثر: 262 - 261 في أنّ المتجلّى به هو القليل القليل جدّاً من النور.]

ثمّ قال: 'سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ'

[الأعراف: 146.] من آيات آل محمّد صلى الله عليه وآله 'لاَيُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ' وهو طريق آل محمّد 'لاَيَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً "وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ' وهو طريق فرعون وهامان 'يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً'"

[ليست في 'ب'.] حكاية

[في 'ب' 'ج': والحكاية.] عن موسى وقومه، والمراد بها أُمّة محمّد صلى الله عليه وآله، ولذلك قال: 'ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا' أي تولّوا عنها "'وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ' يعني"

[ليست في 'ب'.] غافلين عن عليّ وعترته.

[في تفسير العياشي 32: 2/ الحديث 78 عن محمّد بن سابق بن طلحة الأنصاري، قال: كان ممّا قال هارون لأبي الحسن موسى عليه السلام حين أدخل عليه: ما هذه الدار؟ قال: هذه دار الفاسقين، قال: وقرأ 'سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ... وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا' يعني وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتّخذوه سبيلا، فقال له هارون: فدار من هي؟ قال: هي لشيعتنا قرّة ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال: أخذت منهم |منه - خ ل| عامرة ولا يأخذها إلّا معمورة.]

ثمّ ذكر سبحانه عدوان قوم محمّد صلى الله عليه وآله على خليفته وغير ذلك رمزاً بحكاية موسى عليه السلام وقومه وقول هارون لأخيه 'إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي'،

[الأعراف: 150.

في علل الشرائع 179: 1/ الباب 122 - الحديث 7 بسنده عن ابن مسعود في حديث، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ولي بأخي هارون أسوة إذ قال لأخيه 'ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي' فإن قلتم لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم، وإن قلتم استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم، فالوصيّ أعذر.

وانظر تلاوة أميرالمؤمنين عليه السلام لهذه الآية عند سحبهم إيّاه للبيعة في المسترشد: 378، والشافي 245 - 244: 3، واليقين: 337، ومناقب ابن شهرآشوب 132: 2 و 331: 1، وتفسير العياشي 71: 2/ الحديث 76، والاحتجاج: 83، وإثبات الوصيّة: 124، وتقريب المعارف: 237، والتهاب نيران الأحزان: 72 - 71، والإمامة والسياسة 30: 1.] وقد قال النبي صلى الله عليه وآله لأخيه أميرالمؤمنين عليه السلام: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، يعني لك منّي مكان هارون ومقامه إلّا النبوّة

[حديث المنزلة متواتر إن لم يكن تواتراً لفظيّاً فمعنويّاً، وقد رواه ما يقارب المائة نفس من علماء العامّة منذ القرن الثاني حتّى القرن الرابع عشر، وقد رواه أكثر من عشرين صحابيّاً، وقد صرّح بتواتره الحاكم النيسابوري، والسيوطي والمتقّي الهندي ومحمّد صدر العالم والدهلوي وغيرهم. انظر نفحات الأزهار - المجلّدين 18 - 17.] وتلقى من قومي إذا غبتُ عنك ما لقي هارون بن عمران من قوم موسى حين غاب عنه أخوه.

وفي هذه الآية تكذيب وتصديق، تكذيب للمنافق الذي يقول:

[ساقطة من 'ب'.] إنّ عليّاً كان قادراً ولم يأخذ حقّه من أبي بكر، وتصديقٌ للمؤمن الذي يقول: إنّ عليّاً |كان

[من عندنا.] مظلوماً فريداً، فلو قدر على أخذ حقّه لما تركه،

[هذا الكلام مأخوذ من احتجاج أميرالمؤمنين عليه السلام في الاعتذار من قعوده عن قتال القوم. انظر الاحتجاج: 190 - 189.] لعدم جواز المعصية على الإمام المعصوم.

ثمّ سمّى

[في 'أ' 'ج': ذكر.] عدوّه بالعجل الذي عكف عليه قوم موسى عليه السلام، فقال: 'إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ'

[الأعراف: 152.] يعني أبا الفصيل 'سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ' يعني

[ليست في 'أ' 'ج'.] بتولّيهم عن أميرالمؤمنين.

[انظر الكافي 14: 2/ الحديث 6، وتفسير العياشي 33: 2/ الحديث 82، وتفسير الإمام العسكري: 252/ آخر الحديث 122.

وفي كتاب سليم: 114 قول أميرالمؤمنين: وأخبرني صلى الله عليه وآله أنّ الأمّة ستخذلني وتتّبع غيري، وأخبرني صلى الله عليه وآله أنّي منه بمنزلة هارون من موسى، وأنّ الأمّة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه، والعجل ومن تبعه... فلمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قام الناس إلى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول برسول اللَّه صلى الله عليه وآله بغسله ودفنه.

وانظر إطلاق العجل على أبي بكر في لسان روايات أهل البيت، انظر ثواب الأعمال: 215 عن أبي الحسن الماضي عليه السلام: الأوّل بمنزلة العجل، والثاني بمنزلة السامري. وفي الخصال: 459 حديث الرايات الخمس إذ أوّلها راية العجل وهو أبوبكر. وفي الكافي 296: 8/ الحديث 456، وكمال الدين: 264، أنّ الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله صاروا بمنزلة هارون والعجل، فهارون علي، والعجل أبوبكر.]

ثمّ سمّاه النور المنزل، فقال: 'الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ' إلى قوله 'وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ'

[الأعراف: 157.] والنور أميرالمؤمنين عليه السلام.

[انظر الكافي 150: 1/ الحديث 2 و355/ الحديث 83، وتفسير القمي 242: 1، وتفسير العياشي 35: 2/ الحديث 87، وتأويل الآيات: 186 - 185، ومناقب ابن شهرآشوب 55: 4.]

ثمّ ذكر سبحانه أنّ أعداءه الذين تولّوا عنه من الجنّ والإنس أنّهم

[ليست في 'ب' 'ج'.] أهل جهنّم، فقال: 'وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ'

[الأعراف: 179.] وإنّما ذرأهم لجهنّم لأنّه عرض عليهم نور الهداية فغشيت عنه أبصارهم، وعميت عنه قلوبهم، وصمّت عنه أسماعهم، فقال: 'لَهُمْ قُلُوبٌ لاَيَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَيُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَيَسْمَعُونَ بِهَا أُولئِكَ كَالأَنْعَامِ' في ضلالتهم

[قوله: 'في ضلالتهم' ليس في 'أ'.] 'بَلْ هُمْ أَضَلُّ' سبيلا،

[ليست في 'ج'.] لأنّهم مخاطبون

[في 'أ': سبيلا لا يخاطبون.] بالمعرفة، والأنعام غير مكلّفين.

[انظر تفسير الصافي 254: 2/ الحديث 179، وتفسير القمي 249: 1.]

ثمّ جعله وعترته أسماءه الحسنى، فقال: 'وَللَّهِ الأَسْماءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا'

[الأعراف: 180.] والأسماء الحسنى آل محمّد صلى الله عليه وآله، ثمّ قال: 'وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ' يعني يتّخذون أئمّةً غير من جعله اللَّه

[لفظ الجلالة ليس في 'ب'.] إماماً 'سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ' يوم القيامة.

[انظر تأويل الآيات: 195 - 194، وتفسير العياشي 45: 2/ الحديث 119، والكافي 111: 1/ الحديث 4، والاختصاص: 223 و252.]

ثمّ جعله الهدى وأخبر نبيّه أنّهم لا يجتمعون عليه، فقال: 'وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَيَسْمَعُوا'

[الأعراف: 198.] لا يهتدوا 'وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ' حنقاً وغضباً

[في 'ب' 'ج': وغيظا.] إذا عظّمتَ عليّاً 'وَهُمْ لاَيُبْصِرُونَ' من عظم

[في 'ب': عظيم.] ما يخالطهم من تفضيل عليّ عليه السلام عليهم.

[ليست في 'أ' 'ج'.

في الكافي 380: 8/ ضمن الحديث 574 عن الباقر عليه السلام: وقوله عزّوجلّ 'ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ في ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ' يعني قبض محمّد صلى الله عليه وآله وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته، وهو قوله عزّوجلّ 'وَإنْ تَدْعُوهُمْ إلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ'. وانظر شرح أصول الكافي للمازندراني 546: 12 ففيه شرح قيّم وافٍ.]

ثمّ جعله وعترته نجوم الهداية، فقال: 'وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ'،

[الأنعام: 97.] قال ابن عبّاس: النجوم آل محمّد،

[تفسير القمي 211: 1، وعنه في مناقب ابن شهرآشوب 193: 4.] وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض.

[انظره عن ابن عبّاس عن النبي صلى الله عليه وآله في المستدرك على الصحيحين 149: 3، قال: 'هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه'، والمسترشد: 579/ الحديث 250، وأمالي الطوسي: 379/ الحديث 812.]

/ 66