سوره مريم
ثمّ ضمن لمن اهتدى إلى حبّه زيادة في هذه وهي معرفة [في النسخ: 'معونة' والمثبت من عندنا بمقتضى المعنى.] اللَّه، فقال: 'وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً' [مريم: 76.] لأنّ عليّاً عليه السلام وعترته هم الهدى، [انظر مناقب ابن شهرآشوب 101: 3، والكافي 357: 1/ ضمن الحديث 90.] ثمّ قال: 'وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ' يعني [ليست في 'أ' 'ب'.] حبّ العترة الهداة 'خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً' يعني في الآخرة. [روى ابن عقدة بسنده عن الحصين بن عبدالرحمن، أنّ الصادق عليه السلام قال له: يا حصين لا تستصغر مودّتنا فإنّها من الباقيات الصالحات. انظر مناقب ابن شهرآشوب 234: 4، والاختصاص: 86، ومجمع البيان 352: 6، وتأويل الآيات: 290 في تفسير الآية 46 من سورة الكهف 'وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً'.]
ثمّ ذكر أنّه سبحانه يحبّ شيعة عليّ، وأنّه جعل لهم محبّة في قلوب سائر عباده، [في 'ب' 'ج': العباد.] فقال: 'إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا' [مريم: 96.] يعني بعليّ 'وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ' بعد إيمانهم، وهو التولّي عن فرعون وهامان والبراءة منهم؛ لأنّ الإيمان بالحقيقة هو حبّ عليّ عليه السلام، والأعمال الصالحة [في 'ب': وأعمال الصالحات. وفي 'ج': والأعمال الصالحات.] بالحقيقة هي البراءة من أعدائه، [في 'أ': أعدائهم.] وسائرُ الطاعات بعد ذلك فرع عليه 'سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّاً' يعني محبّةً [في 'أ' 'ب': محبّته.] في قلوب سائر الخلائق من الطير والوحش تخضع لهم السباع وتذلّ لهم الضباع. [انظر أنّ الودّ هو محبّة أميرالمؤمنين عليه السلام وولايته، في الكافي 357: 1/ الحديث 90، وتفسير القمي 57: 2، وتأويل الآيات: 303 - 302، ومجمع البيان 454: 6، وخصائص أميرالمؤمنين للرضي: 71، وروضة الواعظين: 120، وتفسير فرات: 253 - 248، ومناقب ابن شهرآشوب 113: 3 و 308: 1، وتفسير الحبري: 289/ الحديث 43، والدر المنثور 544: 5، وفرائد السمطين 80: 1/ الحديث 50، وشواهد التنزيل 477 - 464: 1، ومناقب الخوارزمي: 197، وتفسير الثعلبي 233: 6.]
سوره طه
ثمّ ضمن الغفران لمن اهتدى إلى حبّه بعد الضلالة، فقال: 'وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَن تَابَ' [طه: 82.] عن اتّباع أئمّة الضلالة [في 'ب' 'ج': الضلال.] 'وَآمَنَ' بعليّ وعترته 'وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى' إلى هدى اللَّه وحصنه الحصين. [انظر الكافي 323: 1/ الحديث 3، وبصائر الدرجات: 89/ الباب 10 - الحديث 6، وأمالي الصدوق: 399/ الحديث 13، وتأويل الآيات: 310 - 309، وتفسير القمي 61: 2، وأمالي الطوسي 265: 1، والمحاسن: 142/ الحديث 35، ومناقب ابن شهرآشوب 103: 3، وتفسير فرات: 258 - 257، وشواهد التنزيل 494 - 491:1، ومجمع البيان 45: 7، وفضائل الشيعة: 299.]
ثمّ جعله هداه وبشّر من اتّبعه، فقال: 'فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ' [طه: 123.] وهو حبّ آل محمّد 'فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى'. [انظر الكافي 342: 1/ ح10، وتأويل الآيات: 315 - 314، وتفسير العياشي 222: 2/ ح21، ومناقب ابن شهرآشوب 432: 4. وانظر المشارق: 290 - 289.]
ثمّ جعله ذكره وجعل للمعرض عن ولايته ضيق المعيشة "في الدنيا" [ليست في 'ب'.] وقبح المثلة وهي العمى في العاقبة، [في 'ب': وهي الأعمى في الفقر. وفي 'ج': وهو العمى في العقبى.] فقال: 'وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي' [طه: 124.] وذكره هو [ليست في 'ب'.] عليّ عليه السلام؛ لأنّ عليّاً هو الكتاب، والمراد بالذكر هنا هي [ليست في 'ج'.] الموالاة 'فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً' يعني ضيّقة 'وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى' لأنّ من تولّى عن الهدى وجب له العمى. [انظر الكافي 361: 1/ الحديث 92، وتأويل الآيات: 316 - 315، وتفسير القمي 65: 2، ومختصر بصائر الدرجات: 18، ومناقب ابن شهرآشوب 117: 3، وتفسير فرات: 261 - 260، وشواهد التنزيل 496 - 495: 1.]
ثمّ ذكر أنّ من لم يؤمن به وبعترته [في 'أ': وعترته.] فهو مسرف، وأنّ له في الآخرة أشدّ العذاب، فقال: 'وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ' [طه: 127.] يعني [ليست في 'ج'.] في بغض عليّ 'وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ' والآيات عليٌّ وعترته، فمن آمن بهم فقد آمن "باللَّه وبآياته" [في 'ب': بآيات اللَّه.] كلّها، ومن كذّب بهم فلا يسمّى مؤمناً، ثمّ قال: 'وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ' يعني من عصيانه في الدنيا ومخالفته للحقّ 'أَشَدُّ وَأَبْقَى' لأنّه لا يخرج منه ولا يخفّف عنه. [انظر الكافي 361: 1/ الحديث 92، وتأويل الآيات: 315.]
ثمّ جعل شيعته أصحاب الصراط المستقيم [في نسخة بدل من 'ج': السّويّ.] وأهل الهداية، فقال: 'فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى' [طه: 135.] معناه غداً. [في 'ب': معناه غيري. وقوله 'معناه غداً' ليس في 'ج'.
انظر تفسير القمي 67 - 66: 2، وتأويل الآيات: 317 وفيه ثلاث روايات ومختصر بصائر الدرجات: 53، ومناقب ابن شهرآشوب 90: 3، وشواهد التنزيل 499: 1.]