در الثمین فی اسرار الانزع البطین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

در الثمین فی اسرار الانزع البطین - نسخه متنی

تقی الدین عبدالله حلبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ختاماً


لقد بذلنا قصارى جهودنا في تحقيق هذا الكتاب الجليل، وإخراجه إلى عالم النور بأفضل شكل ممكن، فما وُجد فيه من خطأ فهو عن قصور لا تقصير، ولعلّ الأيّام تكشف عن نسخ أخرى يكون العمل من خلالها أتم وأكمل، ولا يسعني هنا إلّا أن أتقدّم بالشكر الجزيل لولدي وقرّة عيني الأديب الأستاذ الشيخ قيس العطّار لما بذله من جهود مشكورة في تحقيق هذا الكتاب، فللَّه درّه وعليه أجره، وآخر دعوانا أن الحمد للَّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

وأنا العبد الفاني

محمود بن أحمد البهبهاني

الحائري الأرگاني

الدر الثمين في اسرار الانزع البطين


الحمد للَّه الواحد الكريم، الإله العليم، المتكلّم بالقرآن، الذي لا يشغله شأن عن شان، خلق السماوات بقدرته، وزيّنها بمصابيح عظمته، وبسط الأرضين وجعل الجبال أوتاداً، تكلّ الألسن عن إدراك وصفه، وتعجز الأوهام عن نعته، واحداً أحداً فرداً صمدا، لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا، باعثٌ نبيَّهُ محمّداً صلى الله عليه وآله بجوامع الكلم، وبدايع الحكمة، وجاعله للناس مبشّراً ونذيراً، وداعياً إلى اللَّه بإذنه وسراجاً منيراً،

[اقتباس من الآيتين 46 - 45 من سورة الأحزاب.] صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، بعثه إلى كافة الإنس والجان بالبيان والبرهان، حتّى قهر بالدين الحنيفي عبدة الأوثان، صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وشرّف ما ولع نسيمٌ بأغصان، وصلّى اللَّه على صهره وأخيه، وزوج ابنته وأبي بنيه، صاحب الدلائل والمعجزات، تالي السور والآيات، قاتل الكفرة، المكنّى بحيدرة، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، فارس الفرسان، المعروف بقوّة الجنان، الذي أنزل فيه وأهل بيته 'هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ'،

[الإنسان: 1.] وعلى أولاده السادة الأبرار ما اتّصل الليل بالنهار.

أمّا بعد، فيقول العبد الفقير إلى اللَّه تعالى رجب بن |محمّد بن| رجب

[في النسخة: المرجب.] الحافظ، البرسي مولداً، الحلي محتداً، عبد

[في النسخة: 'محتداً محمّد عبد'.] أهل الجنّة ومولاهم، المعتصم من النار بحبل ولاهم، آمنه اللَّه من الندم، وأعاذه عند القدوم من زلّة القدم:

اعلم أنّه لمّا نفحتني من نسمات حضرة القدس نفحات العناية، ولمحتني من حضرة الإنس لحظات الرعاية، وتألّقت من صفاء صفحات القلب لمعات البوارق السماويّة، وتخلّق خلق الطبيعة والطبع بالخلائق الملكيّة، وأفاض المانح المنّان عليَّ من المنائح الربانيّة، وأطلعني اللّطيف الخبير فطالعت من مشكاة الفتوحات اللّدنيّة، بعض مستور أسرار الولاية الإلهيّة.

أردت أن أزفّ من بدور خدور الصدور، نفائس عرائس ما علّمني ربّي وله الحمد، وأُبرزها من حجاب الاحتجاب، وأجلوها على الطلّاب والخطّاب من المؤمنين بغير نقاب، 'لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ'

[الفتح: 4.] ويفوزوا بمعانقة أبكار الأسرار ضِعْفَ إِيقانهم، فيستضي ء بمصباح ما تلوته من نفائس الآيات العارفُ والناظرُ، ويضي ء صباح ما جلوته من عرائس البيّنات للسالك والسائر.

وها أنا ناصح لمن وقف على كتابي هذا ونظر فيه، وقَصُرَ عن إدراك بعض معانيه، أن ينهى النفس عن الهوى، لأنّ من يطع الهوى فقد هوى، وينظر فيه بنظر أولياء اللَّه الذين دليلهم الهدى، ولا ينظر فيه بنظر أعداء اللَّه الذين دعاهم الضلال ودلّهم العمى في الدين، فيعلم يقيناً أنّ ما تضمّنه هذا الكتاب، من أسرار أبي تراب، فإنّه لبّ اللُّباب 'وَذِكْرَى لِأُولِي الأَلْبَابِ'،

[ص: 43، غافر: 54.] وإنّه ممّا يكتب بالنور على خدود الحور، وإنّه غرّة فخر الأنوار، ودرّة بحر الأسرار، والترياق الأكبر، والكبريت الأحمر، والنهج الأقوم، والاسم الأعظم، موضع لحقائق الولاية، ودقائق الهداية.

وهذا طريق مَنْ أمْرُهُمْ هو الصعب المستصعب، الذي لا يعرفه إلّا نبيّ مرسل أو ملك مقرّب أو عبد ممتحن، وهو الاطّلاع على ذواتهم التي كلّت الأفهام عن نعتها، وعجزت الأوهام عن وصفها، وليس ذلك من قوّة البشر، لأنّها غيب اللَّه وحجابه ومن يحيط بغيب اللَّه خبراً؟

فصلٌ:

ولمّا كان موضوعُ هذا الكتاب الذي لم يسمح الزمان بمثله في الكتب، البحثَ عن الخفيّات وإخراج ما توارى من السرّ من وراء الحجب، والغوص في لجج الأفكار، لإخراج درر الأسرار، لزم الشروع ووجب الاعتذار، حيث جرت بذلك الأقدار، لأنّه طريق ما خطرت فيه الأخطار، ولا جرى في السبق إليه قبلي مضمار، إضماراتي

[كذا في النسخة.] كما أبديت من الأسرار الغريبة، وأظهرت من الآثار العجيبة، أن أبيّنها ببيان واضح، وببرهان لائح، شرحاً وتفسيراً وإسناداً وتأويلاً، وأميط عن محياها سَدفَ الخفاء، ليبدو للطالب والراغب شهاب الاقتداء، في سماء اللّيلة اللّيلاء، أنّه من باب بطي ء فتحه، وبرق خفي

[في النسخة 'بطي ء فتحا وبرقا خفيا لمحه'. والمثبت من عندنا.] لَمْحُه.

فإذا اتضحت بذلك خفايا الأسرار، وأفصحت عن درّها أصدافُ الأخبار، وبان إبَّانُ البيان لمن ينظر، 'فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ'.

[الكهف: 29.]

/ 66