در الثمین فی اسرار الانزع البطین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

در الثمین فی اسرار الانزع البطین - نسخه متنی

تقی الدین عبدالله حلبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




مقدمة



الحمد للَّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.


وبعد، فإنّ القرآن المجيد هو المعجزة الكبرى لنبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله، وهو النص السماوي الخالد الذي تكفّل اللَّه حفظه من التحريف والتبديل برسول اللَّه صلى الله عليه وآله والأئمّة المعصومين عليهم السلام.


وبغير النبي صلى الله عليه وآله والأئمّة لا يمكن الوقوف على أسرار القرآن ومغازيه ومراميه، لأنّه بحر لا يُدرك قعره، وسرٌّ لا يسبر غوره، وقد استفاضت الأخبار بأنّ له سبعة بطون أو سبعين بطناً، مضافاً إلى أنّ منه المحكم والمتشابه، والليلي والنهاري، والناسخ والمنسوخ، ووو... وهذا كلّه لا يمكن معرفته إلّا عن طريق أهله، فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: ما ادّعى أحدٌ من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أُنزل إلّا كذّاب، وما جمعه وحفظه كما أُنزل إلّا عليّ بن أبي طالب والأئمّة من بعده.


وعن الأصبغ بن نباتة، قال: قال عليّ عليه السلام:... واللَّه ما نزلت آية في كتاب اللَّه في ليل أو نهار إلّا وقد علمت فيمن نزلت، ولا أحد مِمَّنْ مرّ على رأسه المَواسي من قريش إلّا وقد نزلت فيه آية وآيتان من كتاب اللَّه تسوقه إلى الجنّة أو إلى النار...


هذا، مع أنّ ربع القرآن أو ثلثه كان في أهل البيت، وكانت لهم كرائمه، وقد روي ذلك عن الباقر عليه السلام وابن عبّاس، والأصبغ بن نباتة، قالوا: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: القرآن نزل على أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدوّنا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام، ولنا كرائم القرآن.


[
تفسير العياشي 20: 1/الحديث 1، وتفسير فرات: 45/ الحديث 1.]


وعن عليّ عليه السلام أنّه قال: إنّ ثلثي القرآن فينا وفي شيعتنا، فما كان من خير فلنا ولشيعتنا، والثلث الباقي أشركنا فيه الناس، فما كان من شرّ فلعدوّنا...


ومن هذا المنطلق نرى مزيد عناية آل محمّد ببيان الآيات التي تتناول هذا الموضوع، إيجاباً فيهم وفي شيعتهم، وسلباً في أعدائهم وأتباع أعدائهم، ومن نفس هذه النقطة نرى إصرار خلفاء الجور - أبي بكر وعمر وعثمان ومن لفّ لفّهم - على إخفاء هذاالنوع من البيان لآيات القرآن، أو تحريفه بشكل يصب في مصلحتهم، ولذلك أحرقوا كلّ المصاحف التي فيها هذا النوع من التفسير والتأويل القرآني، ومنعوه أشدّ المنع منذ أوّل استلامهم لأزمّة الأمور.


ففي الاحتجاج: لمّا رأى عليّ عليه السلام غدرهم وقلّة وفائهم لزم بيته، وأقبل على القرآن يؤلّفه ويجمعه، فلم يخرج حتّى جَمَعَهُ كلّه، فكتبه على تنزيله والناسخ والمنسوخ... فجمعه في ثوب وختمه، ثمّ خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فنادى بأعلى صوته: أيّها الناس إنّي لم أزل منذ قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وآله مشغولاً بغسله ثمّ بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب، فلم ينزل اللَّه على نبيّه آية من القرآن إلّا وقد جمعتها كلّها في هذا الثوب، وليست منه آية إلّا وقد أقرأنيها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وعلّمني تأويلها، فقالوا: لا حاجة لنا به، عندنا مثله.


[
الاحتجاج: 82.]


وفيه أيضاً: وفي رواية أبي ذر الغفاري أنّه قال: لمّا توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله جمع عليٌّ عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لِما قد أوصاه بذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فلمّا فتحه أبوبكر خرج في أوّل صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي، ارددهُ فلا حاجة لنا فيه...


[
الاحتجاج: 156.]


وعلى مسار أهل البيت سار شيعتهم وأولياؤهم، فاستلهموا من علومهم، واستقوا من بحورهم، ورووا عنهم من تأويل الآيات ما يُبيّنُ الحقّ ويدحض الباطل، وكتبوا كلّ ذلك ودوّنوه بالضبط والدقّة، فبرزت المدوّنات الشيعيّة في هذا المجال غنيّة واضحة مرويّة عن أهل بيت العصمة، مشفوعة بالدليل والبرهان، وقد احتوت كثير من كتب الشيعة في طيّاتها على تأويلات كثير من الآيات، وذلك مثل الكافي والتهذيب والتوحيد والعيون والعلل وكمال الدين وأمالي الصدوق والمفيد والطوسي، ومناقب ابن شهرآشوب وغيرها.


وهناك مؤلّفات مفردة كثيرة في هذا المجال، منها تفسير أبي حمزة الثمالي "ت 148 ه"، وتفسير الإمام العسكري عليه السلام "ت 254 ه"، وتفسير فرات الكوفي "من أعلام الغيبة الصغرى"، وتفسير القمي "من علماء القرنين الثالث والرابع"، وتفسير العياشي "ت 320 ه"، وتأويل ما نزل في النبي وآله، وتأويل ما نزل في شيعتهم، وتأويل ما نزل في أعدائهم، كلّها لمحمّد بن العبّاس، المعروف بابن الجحام "كان حيّاً سنة 328 ه"، وتأويل الآيات لكمال الدين أبي الغنائم الكاشاني "ت 730 أو 735 ه"، وتأويل الآيات الظاهرة للسيّد شرف الدين الحسيني "من علماء القرن العاشر"، وغيرها من كتب الأصحاب ومؤلّفاتهم.


[
وانظر المؤلفات في هذا المجال تحت عنوان 'ما نزل من القرآن في أميرالمؤمنين عليه السلام' في الذريعة 30 - 28: 19.]


الدرّ الثمين في أسرار الأنزع البطين



وفي سلك هذا النظام الفريد يبرز كتاب 'الدر الثمين في أسرار الأنزع البطين' مؤلَّفاً ذا قيمة علميّة كبيرة في مجاله، يحوي من كنوز التأويل عيوناً، ومن أسرار أميرالمؤمنين عليه السلام فنوناً، وقد امتاز هذا الكتاب بميزات جمّة ستقف على بعضها إن شاء اللَّه.


وقبل بيان وجوه عظمة هذا الكتاب لابدّ لنا من معرفة اسم هذا المؤلَّف ومؤلّفه بالدقّة ما وجدنا إلى ذلك سبيلا.


قال الاغا بزرك الطهراني: الدر الثمين في ذكر خمسمائة آية نزلت من كلام رب العالمين في فضائل أميرالمؤمنين باتفاق أكثر المفسرين من أهل الدين، للمولى رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب الحافظ البرسي الحلّي، مؤلّف 'مشارق أنوار اليقين' و'مشارق الأمان' في سنة 811 ه، وغيرهما، ينقل عنه كذلك المولى محمّد تقي بن حيدر علي الزنجاني - تلميذ المولى خليل القزويني - في كتابه 'طريق النجاة' كما قال ذلك صاحب الرياض في ترجمة الشيخ رجب، لكنّه تنظّر في نسبة الدر الثمين إلى الشيخ رجب نفسه وقال: بل هو للشيخ تقي الدين عبداللَّه الآتي ذكره، قد انتخبه من كتاب الشيخ رجب.


أقول |القائل هو الآغا بزرك|: قد نقل عن الدر الثمين هذا أيضاً مع النسبة إلى الشيخ رجب في كتاب 'رياض المصائب' تفسير بعض آيات الفضائل، ومع النقل عنه كذلك في الكتابين فلا وجه لمنع صاحب الرياض كونه للبرسي نفسه كما سنذكره.


ثمّ رأيت في ذيل كشف الظنون


[
وقد نسبه إسماعيل پاشا في هدية العارفين 365: 1 إلى الشيخ رجب البرسي، وكذلك نسبه إليه في عدّة مواضع من إيضاح المكنون 305: 1 و271: 2 ، 444 و413 و444 و483 و484.] ج1 - ص444 نسبة الدر الثمين هذا إلى البرسي أيضاً، وقال: إنّه كان حيّاً سنة 802 ه. أقول |القائل هو الآغا بزرك|: إنّه فرغ من مشارق الأمان في سنة 811 ه، كما ذكره في الرياض، وقال: عندي نسخة منه، بل قال هو أنّ تاريخ بعض تصانيفه سنة 813 ه.


[
الذريعة 65 - 64: 8/ رقم 219.]


ثمّ قال: الدر الثمين في أسرار الأنزع البطين، للشيخ تقي الدين عبداللَّه الحلبي، قال صاحب الرياض إنّه فاضل عالم جليل من متأخري أصحابنا، وقد رأيت كتابه هذا في تيمجان من بلاد گيلان، وهو منتخب من كتاب 'مشارق أنوار اليقين' تأليف الشيخ رجب البرسي مع ضمّ بعض الفوائد إليه، وقد أدرج فيه تفسير خمسمائة آية من آيات القرآن في فضائل أهل البيت، ثمّ احتمل صاحب الرياض أن يكون هذا المؤلِّف هو بعينه الشيخ تقي الدين بن عبداللَّه الحلبي الذي ترجمه في باب التاء المثناة الفوقانية.


أقول |القائل هو الآغا بزرك|: الظاهر أنّ الشيخ تقي الدين المذكور انتخب من كتابي البرسي وهما 'مشارق الأنوار' و'الدر الثمين' الذي فيه خمسمائة آية وجمعهما مع فوائد أخر في هذا الكتاب الذي سمّاه 'الدر الثمين في أسرار الأنزع البطين' وقد رآه صاحب الرياض في تيمجان، ويوجد نسخة منه في النجف في مكتبة السماوي ضمن مجموعة كلّها بخط علي بن مسيح اللَّه رضا، فرغ من كتابتها في 1010 ه، أوّله: الحمد لخالق البريّات، والشكر لواهب العطيّات، ثمّ الصلاة والسلام.


[
الذريعة 65: 8/ رقم 220.]


وذكره في الذريعة أيضاً في المجلد الأوّل قائلاً: الآيات النازلة في فضائل العترة الطاهرة، وهي خمسمائة آية من القرآن في فضائل أمناء الرحمن، جمعها مع تفسيرها وبيانها الشيخ تقي الدين عبداللَّه الحلبي، وجعلها ذيل كتابه الدر الثمين في أسرار الأنزع البطين، الذي انتخبه من كتاب مشارق أنوار اليقين للشيخ رجب بن محمّد بن رجب البرسي، المتوفّى بعد سنة 811 ه، قال في الرياض: رأيته في بلدة تيمجان من بلاد جيلان، كتاب حسن جيّد لطيف، ولا يبعد كونه للشيخ تقي الدين بن عبداللَّه الحلّي، والغلط من الناسخ.


[
الذريعة 49: 1/ رقم 245.]


وقال في المجلد الثاني عند ذكره لكتاب أسرار الأئمّة: هو غير الدر الثمين في أسرار الأنزع البطين الآتي ذكره، فإنّه للشيخ عبداللَّه الحلّي الذي انتخبه من مشارق الأنوار للشيخ رجب وأدرج فيه تفسير الخمسمائة آية التي نزلت في أهل البيت عليهم السلام.


[
الذريعة 39: 2/ رقم 152.]


وقال في حرف الميم: منتخب مشارق أنوار اليقين، للشيخ تقي الدين عبداللَّه الحلّي، اسمه الدر الثمين كما مرّ.


[
الذريعة 435: 22/ رقم 7766.]


وفوق ذلك رَأينا - ونحن على أعتاب إنهاء تحقيقنا لهذا الكتاب - أنّ الكتاب طبع بتحقيق السيّد علي عاشور منسوباً للشيخ رجب البرسي، وكُتب اسمه على الجلد 'خمسمائة آية نزلت في أميرالمؤمنين'، وكتب على الصفحة الثالثة باسم 'الدر الثمين في خمسمائة آية نزلت في مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام باتفاق أكثر المفسّرين من أهل الدين'.


ومن كلّ هذه الأقوال يبدو أنّ قول الأفندي في رياض العلماء هو الأدقّ والأصوب، خصوصاً وأنّه رأى الكتاب بعينه ووصفه وصفاً جيّداً، وأمّا أقوال الآخرين فهي اجتهادات شخصيّة، وعناوين استلهمت من معنى موضوع الكتاب، وقد نسبوه إلى الشيخ رجب لأنّه تلخيص لكتابه 'مشارق أنوار اليقين'، وقد ذكر اسمه في مقدّمة الكتاب، فكأنّ الأمر التبس عليهم لذلك.


ففي مقدّمة الكتاب كما في النسخة 'أ' قال بعد حمد اللَّه، والصلاة على محمّد وآله: أمّا بعد، فيقول العبد الفقير إلى اللَّه تعالى رجب بن محمّد بن رجب الحافظ، البرسي مولداً، الحليّ محتداً... إعلم أنّه لمّا نفحتني من نسمات حضرة القدس نفحات العناية... واسترسل المؤلّف في كلامه ثمّ قال:


يقول العبد الفقير إلى اللَّه، تقي الدين عبداللَّه الحلبي - بصّره اللَّه بعيوب نفسه، وجعل يومه خيراً من أمسه، بمحمّد وآله -: أشار عليّ بعض الإخوان من أهل الإيمان والإيقان... وهو الأخ السعيد... خان مراد... تلخيص رسالة الشيخ رجب الحافظ البرسي التي سمّاها 'مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أميرالمؤمنين' تغمّده اللَّه برحمته وشكر سعيه، فأجبت سؤاله بالسمع والطاعة، ولبّيت دعوته حسب الاستطاعة، وسمّيت هذا الكتاب المنتخب ب 'الدر الثمين في أسرار الأنزع البطين'... لأنّه يشتمل على خمسمائة آية أدّى اجتهاد الشيخ فيها من تفسير القرآن العظيم... وها أنا أشرع إن شاء اللَّه تعالى فيما أشار به الأخ ثبّت اللَّه عليه دينه الذي يدينه بمحمّد وآله...


ثمّ استرسل في كلامه إلى أن قال:


وحيث انتهى البحث إلى هذا المكان فلنشرع الآن في كتابة خمسمائة آية نزلت في فضل أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام بإجماع أكثر المفسّرين من أهل الدين...


وهذاالكلام واضح لا غبار عليه في أنّ اسم هذا الكتاب هو 'الدر الثمين في أسرار الأنزع البطين'، وأنّ مؤلّفه هو تقي الدين عبداللَّه الحلبي، اختصره من مشارق أنوار اليقين للشيخ رجب البرسي بعد وفاة البرسي رحمه الله كما يظهر من الدعاء له بأن يتغمّده اللَّه برحمته.


هذا وقد ذُكر بعد الفراغ من ذكر الآيات تتمّة للكتاب تنتهي بأبيات ثلاثة للشيخ رجب البرسي في أميرالمؤمنين عليه السلام، وبعدها يوجد سقط في النسختين 'أ' 'ج' إذ ابتدأتا بعد التتمّة بذكر ما اختصّ بالإمام الباقر عليه السلام من المعاجز إلى الإمام الحجّة عجّل اللَّه فرجه، فكأنّ هذه التتمّة هي الفوائد التي عناها صاحب الرياض بقوله 'مع ضمّ بعض الفوائد إليه'.


لكن يبقى أمرٌ هو أنّ هذا المنتخب أكثر مطالبه وآياته غير موجودة في مشارق أنوار اليقين المطبوع المتداول بين أيدينا اليوم، وهذا يعني أنّ المشارق أكبر بكثير ممّا هو عليه الآن، ويؤيّد ذلك ما قاله صاحب الذريعة عند ذكره لكتاب المشارق: ورأيت نسخة منه بخط جلال الدين بن محمّد كتبها في كاشان في محاق ذي القعدة 1008 ه، ولكن بينها وبين المطبوع اختلافات كثيرة وزيادات كثيرة واختلافات في العبارة بحيث يعدّ كتابين، وقد اشترى تلك النسخة الشيخ محمّد السماوي بالنجف.


[
الذريعة 34: 2.]


/ 66