سوره حاقه
ثمّ جعل وليّه يؤتى كتابه بيمينه، فقال: 'فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ' [الحاقة: 19.] لأنّه لا يؤتى كتابه بيمينه إلّا المؤمن الصالح، وليس العمل الصالح والإيمان إلّا حبّ عليّ، فلا يؤتى كتابه بيمينه إلّا من والى عليّاً وبرئ من أعدائه. [انظر تفسير العياشي 325: 2/ الحديث 115، وتفسير القمي 384: 2، وتأويل الآيات: 692 - 691 و694، ومناقب ابن شهرآشوب 173: 2.]
ثمّ قال: 'وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ' [الحاقة: 25.] ولا يؤتى كتابه بشماله إلّا الكافر والمنافق، وكلاهما أعداء عليّ عليه السلام؛ لأنّ من كفر بعليّ كفر باللَّه، ومن أشرك بالولي فقد أشرك بالربّ العليّ. [انظر أن معاوية هو الذي يؤتى كتابه بشماله وهو صاحب السلسلة 'ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعَاً فَاسْلُكُوهُ'. انظر ذلك في تأويل الآيات: 694 - 693، وتفسير القمي 384: 2، والكافي 244: 4/ الحديث 1. وفي ثواب الأعمال: 149 'ثواب قراءة سورة الحاقة' روى عن الباقر عليه السلام حديثاً قال فيها: إنّها إنّما أنزلت في أميرالمؤمنين عليه السلام ومعاوية.]
ثمّ جعله تذكرة، فقال: 'وَإِنَّهُ لتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ' [الحاقة: 48.] يعني الإيمان بالكتاب وبحبّ عليّ 'وَإِنَّا لنَعْلَمُ أنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ' [الحاقة: 49.] يعني بحبّ عليّ؛ لأنّ القرآن أمر بحبّ عليّ، فمن كذّب بحبّ عليّ كذّب بالقرآن، قال: 'وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ' [الحاقة: 50.] يعني يوم القيامة إذا شهدوا النار وهو قسيمها 'وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ' [الحاقة: 51.] يعني حقّ النجاة بالقرآن والعترة الهداة. [انظر تفسير الآيات السالفة كلّها في الكافي 359: 1/ الحديث 91، بسنده عن الكاظم عليه السلام. وانظر خصوص أنّ عليّاً عليه السلام هو حقّ اليقين 'وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ' في تفسير القمي 385: 2، ومناقب ابن شهرآشوب 47: 3.]
سوره عاديات و كوثر
ثمّ مدح خيله في سورة العاديات. [انظر ذلك في تفسير القمي 439 - 434: 2، وتأويل الآيات: 813 - 809، وأمالي الطوسي: 407/ المجلس 14 - الحديث 61، وتفسير فرات: 603 - 591 بأسانيد متعدّدة.]
ثمّ أعطاه الكوثر، قال ابن عبّاس: الكوثر الخير الكثير، [انظر قول ابن عبّاس في أنّه الخير الكثير، ومنه النهر الذي في الجنّة في مجمع البيان 460: 10.] فمنه القرآن، ومنه النبوّة، ومنه النهر الذي في الجنّة. [روى المفيد في أماليه: 294/ المجلس 35 - الحديث 5 حديثاً بسنده عن عبداللَّه بن العبّاس، قال: لمّا نزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله 'إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ' قال له عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ما هو الكوثر يا رسول اللَّه؟ قال: نهر أكرمني اللَّه به... ثمّ ضرب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يده على جنب أميرالمؤمنين عليه السلام وقال: يا علي إنّ هذا النهر لي ولك ولمحبّيك من بعدي. وهو في أمالي الطوسي: 70 - 69/ المجلس 3 - الحديث 11.
وانظر تأويل الآيات: 822 - 821، وتفسير فرات: 610 - 609.]