در الثمین فی اسرار الانزع البطین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

در الثمین فی اسرار الانزع البطین - نسخه متنی

تقی الدین عبدالله حلبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


في بيان هذا المدعى بالدليل على التفصيل من وجوه


الأوّل: إنّ النبوّة شمس والولاية بدر، والنور مستمد من الشمس، والبدر أبداً يستمدّ من الشمس، لأنّ كلّ صفة يوصف بها البدر فإنّ تلك الصفة للشمس ومن الشمس، لأنّ جمال البدر وكماله منها وعنها.

وإذا علم هذا، فاعلم أنّ اللَّه سبحانه وتعالى خلق نور محمّد صلى الله عليه وآله قبل الأنوار، وعليٌّ عليه السلام قسيم ذلك النور.

وكُتبت نبوَّتُهُ وآدم بين الماء والطين، وولايةُ عليٍّ سجلُّ ذلك الكتاب.

وافتتح بوجوده الموجودات، وعليٌّ قسيم ذلك الفتح.

ورفَعَهُ على سائر البريّات، وعليٌّ قسيم تلك الرفعة.

وشرّف بوجوده الكائنات، وعليٌّ قسيم ذلك الشرف.

وختم بدينه الرسائل والنبوّات، وحُبُّ عليٍّ مداد ذلك الختم.

وعَلِم ما كان وما يكون، وعليٌّ وارث ذلك العلم والعالم بذلك الحكم والحفيظ على تأويل الآيات ومعنى الكلمات.

وأَسْمَعَهُ ليلةَ القدر والأسرار في ا لمقام الأُنس ما لم يسمعه إنسٌ وأطلعه على ما شاء من غيبه ونظر إلى تلك المقامات، وعليٌّ في مقام 'إنَّك ترى ما أرى وتسمع ما أسمع'،

[انظره في نهج البلاغة: 300/ الخطبة 192، والطرائف 413: 2، والصراط المستقيم 65: 2، وعوالي اللئالي 12: 4.] حاضر لتلك الهيئات، ومطّلع على تلك الأسرار الخفيّات.

وفرَضَ نبوّةَ محمّد صلى الله عليه وآله على البرايا، وأوجب ولاية عليّ وافترض طاعته على سائر النسمات.

وأطلع نبيّه على أعمال العباد وعرض عليه صحائف المخلوقات، وعليٌّ من باب 'وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ'

[التوبة: 105.] وله علوّ الدرجات.

وجعل له الحوض يوم القيامة، وعلى الحوض عليٌّ ساقي الظُّماة.

[كأنّها جمع 'ظامي'، لكن لم نعثر على هذا الجمع، ولعلّها 'الظمان'.]

فصل:

يقول العبد الفقير إلى اللَّه، تقي الدين عبداللَّه الحلبي، بصّره اللَّه بعيوب نفسه، وجعل يومه خيراً من أمسه، بمحمّد وآله:

أشار عليَّ بعض الإخوان، من أهل الإيمان والإيقان - مَن أمره حكم، وطاعته غنم، وهو الأخ السعيد، ذوالرأي السديد، والعلم المفيد، المتوكّل على الإله الكريم الجواد، خان مراد، أعطاه اللَّه تعالى في الدارين مراده، وأهلك أعداءه وأضداده، بالنبيّ وآله وعترته ورجاله - تلخيص رسالة الشيخ رجب الحافظ البرسي التي سمّاها 'مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أميرالمؤمنين' تغمّده اللَّه برحمته وشكر سعيه.

فأجبت سؤاله بالسمع والطاعة، ولبّيت دعوته حسب الاستطاعة، وسمّيت هذا الكتاب المنتخب ب 'الدرّ الثمين في أسرار الأنزع البطين'، فجاء كالسيف المنتضى، في أسرار عليّ المرتضى، عليه أفضل الصلاة والسلام، والتحيّة والإكرام، لأنّه يشتمل على خمسمائة آية أدّى اجتهاد

[المراد من الاجتهاد معناه اللغوي، وهو بذل الجهد، لأنّ جميع الآيات المذكور تفسيرها في هذا الكتاب، إنّما روي تفسيرها عن أهل البيت عليهم السلام. فلا يتوهّم أنّ الشيخ رجب فسّرها طبق الاجتهاد الاصطلاحي.] الشيخ فيها من تفسير القرآن العظيم، وقد ورد عنهم عليهم السلام أنّ من استنبط من القرآن خمسمائة آية تنطق بفضل آل محمّد عليهم السلام فهو مجتهد حقّاً،

[انظر الكافي 612: 2 / باب ثواب قراءة القرآن - الحديث 5، ومعاني الأخبار: 147/ الحديث 2، وثواب الأعمال: 103.] وها أنا أشرع إن شاء اللَّه تعالى فيما أشار به الأخ ثبّت اللَّه عليه دينه الذي يدينه بمحمّد وآله.

فصل:

وقد روي في تفسير قوله تعالى: 'إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ'،

[فاطر: 10.] قال ابن عبّاس: الكلم الطيّب لا إله إلّا اللَّه محمّد رسول اللَّه، والعمل الصالح حبّ صالح المؤمنين عليّ سيّد الوصيّين ووصيّ سيّد النبيّين

[انظر الكافي 356: 1/ الحديث 85، وتأويل الآيات: 469 - 468، وتنبيه الخواطر 109: 2، والاحتجاج: 260، وتفسير القمي 208: 2، ومناقب ابن شهر آشوب 6: 4. وانظر المشارق: 120.] لأنّه هو الذي يرفع الأعمال إلى السماء، فكلّ عمل ليس معه حبّ عليّ لا يرفع، وما لا يُرفع فلا يسمع، وما لا يسمع لا ينفع، وما لا ينفع فلا يرفع، فهو وبال وضلال لأنّه عمل غير صالح، فصاحبه معاقب عليه، لأنّه لو وقع على طريق الحقّ لوضع في الميزان المقبول، |وما وقع على غير طريق الحق

[من عندنا إتماماً للمعنى.] |فذلك هباء منثور، وإليه الإشارة بقوله عليه السلام: سيّئات شيعتنا خير من حسنات أعدائنا،

[انظر علل الشرائع 610: 2/ الباب 385 - آخر الحديث 81، ففيه قول الإمام الباقر عليه السلام: 'يبدّل اللَّه سيّئات شيعتنا حسنات، ويبدل اللَّه حسنات أعدائنا سيّئات'.] والحسنات لهم على سبيل المجاز فهي هباء منثورٌ، وإليه الإشارة بقوله عليه السلام: لأنّ سيّئات شيعتنا مغفورة وحسنات أعدائنا مردودة،

[انظر أمالي الطوسي: 634/ المجلس 31 - آخر الحديث 10، ففيه قول الصادق عليه السلام: 'لأنّ سيّئات الإمام الجائر تغمر حسنات أوليائه، وحسنات الإمام العادل تغمر سيّئات أوليائه'.] وحسبك سيّئة تغفر وحسنة لم تقبل، فسيّئات شيعتهم بحبّهم حسنات، وحسنات أعدائهم ببغضهم سيّئات.

فصل:

يؤيّد هذه المقالة، ويقوّي هذه الدلالة، ما نبيّنه للطالبين في شرف آل محمّد الذين لا مثل لهم في الخلائق، فنقول: جبرئيل سيّد الملائكة وأمين اللَّه على وحيه، والأنبياءُ سادة الخلائق، والرسل سادة السادات، لأنّ الأنبياء نوّاب الرسل ورعاياهم، وكلّ من الرسل الكرام سيّد أهل زمانه، ومحمّد صلى الله عليه وآله سيّد الأوّلين والآخرين والخلائق أجمعين، لأنّه الفاتق الراتق، الفاتح الخاتم.

'وَالنَّجْمِ إِذَا هَوى'

[النجم: 1.] قصّة مخبره وتفخيمه، 'الّذي أَسْرى'

[الإسراء: 1.] معراج سفره وتكريمه، 'عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى'

[النجم: 14.] محرابه ومنبره وتقديمه، 'ثُمَّ دَنى فَتَدَلّى'

[النجم: 8.] قربه وتعظيمه، 'طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى'

[طه: 2 - 1.] مدحه وتسليمه، 'وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى'

[الضحى: 5.] تشريفه وتعظيمه.

فله على الرسل الكرام، شرف المتقدّم على سائر الأنام، فلولاه ما خلقوا، وله عليهم فضل الختام، فبه شُرِّفوا وبه ختموا، ومن مشكاة نوره عُلِّموا، فالأَحَدُ يقدّمه على سائر الآحاد شرف الواحد على الأعداد، ولكمال دينه الاحتواءُ على سائر الشرائع، فهو محتوٍ على الكلّ، والعلّةُ للكلّ، وجبرئيل الذي هو سيّد الأملاك خادمُهُ، والأنبياءُ نُوّابُهُ، لأنّهم بعثوا إلى اللَّه يدعون، وعن اللَّه يقولون، وبفضل محمّد صلى الله عليه وآله يشهدون، وببعثته يقرّون، ولأيّامه يرتقبون ويؤمنون،

[كذا في النسخة، ولعلّ الأصوب 'ويومئون'.] وبعظمته يعترفون، وهم به إلى اللَّه يتوسّلون، وبولاية عليّ يقرّون، وبحبّه يعتصمون ويتمسّكون.

وعليٌّ سلطان رسالة محمّد ونائبها، وبابها وكمالها، وحسامها وصارمها، وكمال فرائضها، وحبّه تمام أحكامه، وإليه سُلِّم بعد خَتْمِها زمامُها، وإليه الإشارة بقوله 'اجْعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلْطَاناً نَصِيراً'

[الإسراء: 80.] يعني عليّاً وليّاً ووزيراً.

[انظر مناقب ابن شهر آشوب 80 - 79: 2، وشواهد التنزيل 452: 1. وانظر المشارق: 120.]

فمحمّد صلى الله عليه وآله سيّد أهل السماوات والأرضين، وعليٌّ عليه السلام نفسُ هذا السيّد وروحه، ولحمه ودمه، وأخوه وشقيق نوره، ووارث علمه وفتاه وخدنه، ومساويه ومواسيه، وسلطان دولته، ووليّ مملكته، وأمير ولايته، وإمام أُمّته، وزوج ابنته، ووالد الأبرار من عترته، وصاحب بيعته، وخازن نبوّته، وحافظ شريعته، وخليفة رسالته، وحامي ملّته، وحامل رايته، ومجيب دعوته، ومفرّج كربته، وقسيم عظمته، وفارس مملكته، وترجمان حكمته.

فعليٌّ عليه السلام سلطان أهل المشارق والمغارب، وإمام الشارق والغارب، وأميرهم ووليّهم ومولاهم، وبمقامات محمّد صلى الله عليه وآله أحقّهم وأولاهم، ووليّ المؤمنين في أُخراهم وأُولاهم.

فهو المولى، والأمين، والمتصرّف، والهادي، والآمر، والناهي، لأنّه الأولى بالنفوس والأديان من الخلائق، وتلك ولاية الربّ الخالق، فهو أمين اللَّه وأميره، ووليّه وعليّه، ورايته وكلمته، وسرّه وحجابه، ونائب وحيه وبابُه.

فصل:

وولداه في درجات الفخار على الإنس والجان، سيّدا شباب أهل الجنّة، سادة الخلائق، وأبوهما خيرٌ منهما بنصّ حديث الإجماع،

[وهو قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: 'الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خيرٌ منهما'. انظر عيون أخبار الرضا 32: 2/ الباب 31 - الحديث 56، وقرب الاسناد: 111/ الحديث 386، والخصال: 551/ أبواب الأربعين فما فوقه - الحديث 30، وكفاية الأثر: 38 و117، ومناقب الكوفي 250: 2، وسنن ابن ماجة 44: 1/ الحديث 118، والمستدرك للحاكم 167: 3، ومجمع الزوائد 183: 9، والمعجم الكبير للطبراني 39: 3/ الحديث 2617، وتاريخ بغداد 140: 1، والجامع الصغير للسيوطي 589: 1/ الحديث 3821، ومناقب الخوارزمي: 209.] فأميرُالمؤمنين خيرُ سادة أهل الدنيا والآخرة، وزوجتُه الزهراء سيّدة النساء، ولحمة سيّد الأنبياء، بضعة النبوّة، وشمس الرسالة، وقمر الجلالة، ودار العصمة، ومعدن الحكمة، وبقيّة النبوّة، وبنت الصفوة، وأمّ الأئمّة، وشرف الظاهر والباطن من العلم والحكمة.

فعليّ عليه السلام هو السيّد، أخ السيّد، أبو السادة والزيادة، وهو الولي الذي حبّه أمان، ومعرفته إيمان، آية اللَّه وآية النبي، وكلمة اللَّه وكلمة النبي، وسرّ اللَّه وسرّ النبي، ووليّ اللَّه ووليّ النبي، وحجّة اللَّه وحجّة النبي، لأنّ فضله من فضل النبي مكسوب، وهو من اللَّه للنبي موهوب، وبحبّه يتمّ دين اللَّه، وهذه موهبة من الربّ العلي، وكلّما علت مناقبه وجلّت مراتبه فهي جزء من مناقب النبي المختار، وجدول من بحر علمه الزخّار، وبيان هذه الأسرار: 'أنا البشير النذير وعليّ الهادي'.

[انظر ما سيأتي في قوله تعالى 'إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ'.]

فصل:

واعلم أنّ اللَّه تعالى بعث محمّداً خاتماً للمرسلين، وأمره أن يدينه هو وأمّته بحبّ عليّ وولايته، وأمره الربُّ العظيم بتعظيم العليّ العظيم، ثمّ خصّه بجوامع الكلم، وأنزل إليه كتاباً جامعاً للكتب، وخازناً للحجب، افتتحه بحمده والإقرار بتوحيده، وقرن توحيده فيه بالصلاة على نبيّه لقرب الصفة إلى

[من هنا تبدأ النسخة 'ج'، وفيها: 'بسم اللَّه الرحمن الرحيم كتاب على الموصوف'.] الموصوف، وأيّده بالكتاب المنير، والسيف المبير، ونصره على أعدائه، وأنزل للأُمّة عند الظلمة نورين، وجعل الهدى علمين: كتاب اللَّه وعترة نبيّه، كلاهما حجّة

[في ' ج': حجج.] اللَّه على خلقه، والدّلالة على طاعته وحقّه.

فاختلفت الأُمّة في القرآن وفيهم، فمنهم

[ليست في 'ج'.] تابع للذكر ومنهم منحرف، وأمّا العترة فغالٍ

[في 'أ' 'ج': 'فقالٍ'. والمثبت بمقتضى حرف التعدية ومعنى الحديث المشهور.] فيهم، وكافر بهم، وتارك لهم، ومبغض لهم، وظالم وغاصب حقّهم، ومعترف بأقلّه ومنكر أكثره، وجاهل حقّهم، ومفضّل عليهم غيرهم، وكاتم أسرارهم، ومُعلِن بها وتابع لعدوّهم، وملقّب بالرفض لمن تبعهم، ومنكر لطريقتهم، وتابع للبدعة والضلالة متعبّد بها، ومنكر لسنّتهم وجاحد لها، حتّى تمكّن ذلك في قلوب أهل الغفلة فاعتقدوا للباطل، وتنكّبوا

[في 'أ': وتنقبوا'.] |عن| طريق أهل الحقّ فأخرجهم ذلك إلى الكفر، فهم لنهج الضلال راكبون، وعن الحقّ ناكبون، وللشيطان عابدون، وهم يحسبون أَنّهم يحسنون.

فصل:

ولو رجعوا إلى الكتاب فتدبّروه، واقتدوا بنوره واتبعوه، لقادهم إلى الحقّ الذي فيه بأوضح الدلائل، وأخرجهم ببراهينه وبيانه عن أرض الباطل، لأنّه الحجّة والمحجّة، فإذا تأمّل المنصف قوله سبحانه: 'فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ'،

[النساء: 59.] لوجدوا مقام آل محمّد في محكم الآيات أنّهم أفضل العالمين، وسادة الخلائق أجمعين، فيعرف بذلك شرف أهل بيت النبوة، ومالهم من الخصائص والفضل، ممّا رواه ثقات المسلمين، ونقله أكثر الموحّدين، والصدر الأوّل من المفسّرين، والأتقياء من التابعين الذين خافوا اللَّه وراقبوه، فتركوا التعصّب والفساد، واتّبعوا مرضاة ربّ العباد، مثل ابن عبّاس، وسعيد بن جبير، وأنس بن مالك، وشعبة، وسفيان، وابن الحجّاج، ويحيى بن مسافر، ووكيع بن الجرّاح، والأوزاعي، وأبي نعيم الحافظ، والحسن بن |أبي| الحسن، وأرشد بن أرشد الفزاري، من الصدر الأوّل والتابعين لهم بإحسان: أنّ في القرآن الشريف ألف آية نزلت في فضل عليّ وعترته،

[عن ابن عبّاس، قال: نزلت في علي ثلاثمائة آية. تاريخ بغداد 221: 6، ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 431: 2/ الحديث 934، والصواعق المحرقة: 76.

وعنه أيضاً: ما نزل في أحد من كتاب اللَّه تعالى ما نزل في علي. شواهد التنزيل 52: 1.

وعنه أيضاً: ما أنزل اللَّه في القرآن آية 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا' إلّا كان عليّ أميرها وشريفها، ولقد عاتب اللَّه أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله ولم يذكر عليّاً إلّا بخير. شواهد التنزيل 64: 1.

وعن الإمام السجّاد عليه السلام: نزل القرآن علينا ولنا كرائمه. شواهد التنزيل 55: 1.

وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ اللَّه أنزل في عليّ كرائم القرآن. شواهد التنزيل 57: 1.

وقد روى كثرة ما نزل في علي أولاده وعترته من القرآن، ابن عبّاس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، ويزيد بن رومان، وعبدالرحمن بن أبي ليلى، والأصبغ بن نباتة، وطاوس اليماني، وحذيفة بن اليمان. انظر شواهد التنزيل 62 - 52: 1/ الفصل الخامس، وقادتنا 30 - 27: 3.] ظاهراً وباطناً، وتأويلاً وتنزيلاً.

وعنهم عليهم السلام: أنّ القرآن الشريف ثلاثة أثلاث: ثلث باطنه في مدح آل محمّد وشيعتهم، وثلث في ذمّ أعدائهم ومن تبعهم، وثلث ظاهره في

[ليست في 'ج'.] الشرائع والأحكام وتبيين الحلال من الحرام وباطنه هم.

[انظر تفسير العيّاشي 9: 1/ الحديث 3، وتفسير القمي 21: 1، وشواهد التنزيل 58: 1/ الحديث 59.]

وإنّ في القرآن من أسرارهم ما لو أكشف أصداف الرموز عن جواهر زواهر أسراره لكفر الناس وضلّوا، لأنّ كلّ وعاء إذا كبّ فيه ملؤه تشقّق، وإنّ في فاتحة الكتاب لمحمّد وعليّ أسماء باطنة لا يدركها إلّا الأولياء، ومن كشف اللَّه عن بصيرته.

وما من آية تسوق إلى النار إلّا وهي في أعدائهم والمخالفين لهم والجاحدين لفضلهم، وما من آية افتتاحها 'إنّ المؤمنين' و'إنّ الذين آمنوا' إلّا والمراد بها شيعة عليّ عليه السلام وهي فيهم،

[انظر الكافي 36: 8/ الحديث 6 من مقامات الشيعة وفضائلهم وبشارتهم بخير المآل، واعتقادات الصدوق: 104، وفضائل الشيعة: 297/ آخر الحديث 18.] لأنّ الدين لا يبتني

[في 'ج': لا ينبني.] إلّا على أُصوله، وأُصولُ الدين تمامُها وكمالُها الولاية، فلا فرع إلّا بالأصل، ولا أصل إلّا بالولاية، ولا إيمان إلّا بالولاية، وكذلك ما من آية فيها 'إنّ الكافرين' و'إنّ المنافقين' إلّا وهي في أعداء عليّ ومن تبعهم، وذلك لأنّ ترك الولاية |جحود بالنبوّة|،

[من عندنا بمقتضى الاستدلال المذكور.] وجحود النبوّة كفر بالربوبيّة، فجحود الولاية كفر باللَّه.

فصل:

وأمّا بيان فضلهم على الترتيب بالدليل العقلي والبرهان النقلي، الذي لا ينكره إلّا الجاهل الغوي والمنافق الشقي، فذلك أنَّ اللَّه سبحانه وتعالى اختار آدم عليه السلام صفوة اللَّه على الخلائق، وخمّر طينته بيده، ونفخ فيه من روحه، وأودع جسده أسراره، وجعله مثالاً لعالم الغيب والشهادة، وجعله خليفته في خلقه، وأسجد له الملائكة.

ثمّ اجتبى من هذه الجملة المؤمنين، فآدمُ عليه السلام هو الصفوة "من سبعين ألف عالم، والمؤمنون من ذرّيّته صفوة الصفوة".

[ليست في 'ج'.]

ثمّ اصطفى من هذه الصفوة الأنبياء، فالأنبياءُ سادة المؤمنين، ثمّ اصطفى من الأنبياء الرسل.

ثمّ اصطفى من هذه الصفوة بيتاً خصّهم بالتطهير والتفضيل، وآتاهم الكتاب والحكمة والنبوّة، وجعل فيهم الإمامة والملك والخلافة، واختارهم على العالمين، وهم آل إبراهيم.

ثمّ اصطفى من ذرّيّة إبراهيم إسماعيل.

ثمّ اصطفى من ذرّيّة إسماعيل محمّداً وآل محمّد كما اصطفى إبراهيم وآل إبراهيم، فمحمّدٌ سيّد الأوّلين والآخرين.

ثمّ خصّهم بآية التطهير، فقال: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'،

[الأحزاب: 33.] ولو لم يكن في القرآن إلّا هذا لكفى.

ثمّ ندب الخلائق إلى مودّتهم، فجعلهم في الإنذار مخصوصين، وبأَسْهُم

[في 'ج': وبسهم.] ذي القربى مختصّين، وبإذهاب الرجس عنهم مطهّرين، وبنزول الوحي إليهم مقرَّبين، وفي يوم المباهلة بإقامة الحجّة وإثبات دليل الرسالة مقدّمين، وبصدق النبي الأمّي وبإثبات دين الربّ العلي شاهدين، وجعل العباد بولايتهم ومودّتهم متعبّدين - إلّا الأشقياء من المنافقين، الذين ليس لهم حظّ من رحمة اللَّه يوم الدين - وخصّهم بالكتاب المبين، وجعلهم به عالمين، وبحكمه قائمين، فمن ذا يضاهيهم وهم سادة الخلائق أجمعين، ومن يقيسُ بهم سواهم إلّا من ألحد في الدين وكفر بالوحي المبين.

فلينظر من طاب عنصره، وطهر مخبره، وكان ترابه من طينة الإنصاف، هل يجد قوماً جدّهم سيّد المرسلين - وأبوهم سيّد الوصيّين، وأُمّهم سيّدة نساء العالمين، وخادمهم جبرئيل الأمين - سواهم؟ أم هل يجد لأحد في الكتاب المنزل

[في 'ج': الكتاب مثل مالهم.] ما لهم؟ فكيف وكلّ جوهر نال الكمال، وكلّ |من| قد لبس ثوب الجمال، فهو منهم وعنهم عليهم السلام.

فصل:

ثمّ جاء في الكتاب والسنّة ما يوافق هذه الكمالات، والتحف الإلهيّات، والمدائح السماويّات.

فمن ذلك ما رواه قيس عن الأعمش، |عن عباية، عن ابن عبّاس|، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: إنّ اللَّه خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهم قسماً، ثمّ جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرها قبيلة، ثمّ جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً،

[انظر مجمع البيان 138: 9، وشواهد التنزيل 49: 2/ الحديث 669، والشفاء للقاضي عياض 165: 1، وتأويل الآيات: 587.] فأنا خير النبيّين، وبيتي خير البيوت، وأهل بيتي

[من هنا إلى قوله 'منقاداً لأمرهم مؤمناً بظاهرهم وباطنهم' ساقط من 'ج' فالعبارة فيها: 'وأهل بيتي قرأها منقاداً لأمرهم'...] "خير الصفوة من نوح، والآل من إبراهيم، والعترة من هاشم، فهم من الناس كالسماء المرفوعة، والنجوم الهادية، والشمس الضاحية، والكعبة المستورة، والشجرة المباركة، أصلها النبوّة، وفرعها الإمامة، وأغصانها العصمة، وأوراقها الحكمة، وثمرها الدين والرحمة.

[انظره عن الإمام الحسن عليه السلام في العدد القويّة: 31، وعنه في البحار 358: 43، وعن أبي ذر في شرح الأخبار 500: 2، وتفسير فرات: 82 - 81.]

فصل:

إذا عرفت هذا، فاعلم أنّ التنزيلَ له ظاهر وباطن، والتأويل كذلك، فإذا مرَّ بك من الباطن شي ء

[في نسخة بدل من 'أ': فإذا أمروك من الباطن بشي ء.] فلا تنكره فإنّهم أعلم بتأويله وتنزيله، فقد ورد عنهم عليهم السلام: أنّ للقرآن بطناً، وللبطن بطن، وله ظهر، وللظهر ظهر، وليس شي ء أبعد على عقول الرجال من تفسير القرآن.

[انظر المحاسن: 300/ كتاب العلل - الحديث 5، وتفسير العيّاشي 12 - 11: 1/ الحديثين 2 و8، وتفسير القمي 19: 1.] وقد ورد عنهم عليهم السلام: أنّ من استنبط خمسمائة آية من القرآن تنطق بفضل آل محمّد فهو مجتهد حقّاً.

[مرّ تخريجها.]

فصل:

وحيث انتهى البحث إلى هذا المكان، فلنشرع

[من هنا تبدأ نسخة 'ب'، ففيها: 'بسم اللَّه الرحمن الرحيم، الحمد للَّه ربّ العالمين، والصلاة على أشرف المرسلين محمّد وآله الطيّبين الطاهرين، أمّا بعد فلنشرع الآن'.] الآن في كتابة خمسمائة آية نزلت في فضل

[في 'أ': نزلت بفضل.] أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام بإجماع أكثر المفسّرين من أهل الدين.

فصل:

وكيف لا يكون ذلك كذلك واللَّه تعالى قد وصف أنبياءه بأوصاف ووصفه بمثلها،

[في 'أ': بمثله.] فقال في نوح: 'إِنَّهُ كَانَ عَبْدَاً شَكُوراً'،

[الإسراء: 3.] وقال في عليّ: 'وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً'،

[الإنسان: 22.] وأين مقام الشاكر من المشكور؟! ووصف إبراهيم بالوفاء، فقال: 'وَإِبْرَاهيمَ الَّذي وَفَّى'،

[النجم: 37.] وقال في عليّ: 'يُوفُونَ بِالنَّذْرِ'.

[الإنسان: 10.] ووصف سليمان بالملك، فقال: 'وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً'،

[النساء: 54.] وقال في عليّ: 'وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً'.

[الإنسان: 20.] ووصف أيّوب بالصبر، فقال: 'إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً'،

[ص: 44.] وقال في حقّ

[ليست في 'ب'.] عليّ: 'وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً'.

[الإنسان: 12.] ووصف عيسى بالصلاة، فقال: 'وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ'،

[مريم: 31.] وقال في حقّ

[ليست في 'ب'.] عليّ: 'وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ'.

[الإنسان: 26.] ووصف محمّداً بالعزّة، فقال: 'وَللَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ'، وساواه برسوله فقال: 'وَلِلْمُؤْمِنينَ'

[المنافقون: 8.] وهو عليّ. ووصف الملائكة بالخوف، فقال: 'يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ'،

[النحل: 50.] وقال في عليّ عليه السلام: 'إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَّبِّنَا'.

[الإنسان: 10.] ووصف نفسه، فقال تعالى: 'وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ'،

[الأنعام: 14.] وقال في عليّ: 'وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ'.

[الإنسان: 8. وانظر المشارق: 225 - 224. وانظر تصديق ذلك في مناقب ابن شهرآشوب 275: 3/ فصل في إضافة اللَّه تعالى عليّاً إلى نفسه، و305: 3/ فصل في مساواته مع سائر الأنبياء.]

فصل:

ثمّ أمر نبيّه الكريم أن يرفعه في مقام التشريف والتعظيم، فقال بعد أن بالغ في المقال: لو كانت السماوات صحفاً، والغياض أقلاماً، والجنّ والإنس كتّابا، "والبحر مدادا"

[ليست في 'أ'.] لنفد المداد وعجز الثقلان أن يكتبوا معشار عشر العشر من فضل

[في 'ب': فضائل.] عليّ عليه السلام.

[قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لو أنّ الغياض أقلام، والبحر مداد، والجنّ كتّاب، والإنس حسّاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام. انظره في مناقب الكوفي 557: 1، ومائة منقبة: 154/ المنقبة 99، والطرائف: 138، وكفاية الطالب: 123، ومناقب الخوارزمي: 235، والبحار 75: 40/ الحديث 13 عن فردوس الأخبار. ونقله عن البرسي السيّد هاشم البحراني في حلية الأبرار 122: 2 بلفظ المتن.]

ثمّ كمّل له الفضل

[في 'ب' ثمّ كمال الفضل.] الذي لا يحد، فقال: لو أنّ أحدكم عَبَدَ اللَّه بين الركن والمقام حتّى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله لم يقبل اللَّه منه عملاً إلّا بولاية عليّ،

[انظر قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: 'لو أنّ رجلاً صام وصلّى حتّى يصير كالشن البالي إذاً ما نفع صلاته وصومه إلّا بحبّكم'. انظره في كفاية الأثر: 70، ومقتضب الأثر: 11، ومائة منقبة: 63/ المنقبة 17، والأربعون حديثاً لمنتجب الدين: 4، واليقين: 150، والطرائف: 173، والمحتضر: 91 و148، والصراط المستقيم 117: 2. وفي فردوس الديلمي 200: 2/ الحديث 5141، وعنه في مناقب الخوارزمي: 28، واللفظ للأوّل: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لو أنّ عبداً عَبَد اللَّه مثل ما قام نوح في قومه، وكان له مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل اللَّه، ومدّ في عمره حتّى يحجّ ألف عام على قدميه ثمّ قتل بين الصفا والمروة مظلوماً، ثمّ لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنّة ولم يدخلها.] هذا المقام الرفيع عند الربّ البصير السميع جلّ جلاله.

وأمّا قربه من الرسول، فهو روحه ونفسه، وأخوه وابن عمّه، ومساويه ومواسيه.

وأمّا علمه الذي تنفد البحار ولا ينفد، فهو الذي قال عليه السلام: لو كشف الغطاء ما أزددت يقيناً.

[غرر الحكم: 119/ الحكمة 2086، إرشاد القلوب 247: 1، شرح النهج 253: 7/ الخطبة 186، الصراط المستقيم 230: 1، الطرائف 512: 2، كشف الغمة 170: 1 و286، مناقب ابن شهرآشوب 47: 2.]

فصل:

وهاهنا نبدأ

[في 'ب': المبدأ.] في شرح الآيات.

'بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ' ظاهرها أمان وباطنها إيمان ولفظها يمن وبركة، وهو ذكر اللَّه وحده، وهي تسعة عشر حرفاً بعدد الأشباح الخمسة

[فإنّ عدد حروف أسمائهم تسعة عشر، 'محمّد، علي، فاطمة، حسن، حسين'. وقارن بالفصل 142 من مشارق أنوار اليقين: 300 وبما في جامع الأخبار: 42.] الذين كتبهم اللَّه بيمين قدرته بالنور في عالم النور قبل خلق الأعوام والدهور، ولهذا ورد عنهم عليهم السلام أنّ من"

[إلى هنا ينتهي السقط من 'ج'. فالعبارة فيها: 'وأهل بيتي قرأها'.] قرأها منقاداً لأمرهم مؤمناً بظاهرهم وباطنهم أعطاه اللَّه بكلّ حرف منها حسنة أعظم من الدنيا وما فيها،

[انظر عيون أخبار الرضا 235: 1/ الباب 26 - الحديث 60، وتفسير الإمام العسكري: 29/ الحديث 10.] يعني من عرف أنّهم مبدأ الخلق ومنتهاه، وسرّ الوجود ومعناه، فلولاهم لم يكونوا ولم يخلقوا، ولولا فضلهم عند اللَّه تعالى لم يرزقوا، فهم الفضل والإفضال، وصفوة ذي الجلال.

وقد ورد في ابتداء خلقهم الكريم، نبأ عظيم، لا يحتمله

[في 'أ': لا يحمله. وفي 'ج': لم يحمله. والمثبت عن المصدر.] إلّا ذو العقل

[في 'ج': القلب.] السليم والدين القويم؛ رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في قوله تعالى: 'وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ'

[الشعراء: 219.] مرفوعاً إلى الفضل بن شاذان، عن جابر بن يزيد، عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم

[ليست في 'أ' 'ج'.] عليهما السلام قال: إنّ اللَّه سبحانه خلق نور محمّد صلى الله عليه وآله من نور ابتدعه من نور عظمته وجلاله وهو نور لاهوتيّته الذي تبدّأ

[في 'ب' 'ج': يبدأ.] منه وتجلّى به لموسى بن عمران في طور سيناء، فما استقرّ ولا طاق رؤيته، وكان ذلك النور "محمّداً وعليّاً عليهما السلام، ولم يخلق من ذلك النور"

[ليست في 'ب'.] غيرهما.

كما قال صلى الله عليه وآله: خلقت أنا وعليّ "من جنب اللَّه ولم يخلق منه غيرنا.

[في تأويل الآيات: 508 عن محمّد بن العبّاس بسنده عن الصادق عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: خلقنا واللَّه من نور جنب اللَّه، خلقنا اللَّه جزءاً من جنب اللَّه، وذلك قوله عزّ وجلّ 'يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ' يعني ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام. وانظره بنفس السند في كنز الفوائد: 273 - 272.] وقال عليه السلام: خلقت

[ليست في 'أ'.] أنا وعليّ"

[ليست في 'ج'.] من شجرة واحدة وخلق الناس من شجر

[في 'ب': أشجار.] شتّى.

[انظر الكافي 428: 1/ الحديث 80، وأمالي الطوسي: 611، وبصائر الدرجات: 58، والصراط المستقيم 134: 2، وكمال الدين: 345/ الباب 33، ومعاني الأخبار: 92.

وهذه الفقرة، أي من قوله 'كما قال صلى الله عليه وآله: خلقت'... إلى هنا أي 'شتّى' ليست في المصدر، فكأنّها تعليقة للشيخ رجب رحمه الله وضعها وسط الرواية.]

خلقهما بيده ونفخ فيهما من نفسه لنفسه،

[في 'ب': من نفسه بنفسه لنفسه.] وصوّرهما على صورتهما، وجعلهما أمناء له وشهداء على خلقه،

[في 'ب': وجعلهما امناءه وشهداءه على خلقه.] وعيناً له في عباده، ولساناً له في بريّته، واستودعهما علمه، واسترعاهما خلقه، وعلّمهما البيان، وأطلعهما على الغيب، وجعل أحدهما نفسه، والآخر روحه، ولا يقوم

[في متن 'أ': يقدم. والمثبت عن 'ب' 'ج' ونسخة بدل من 'أ'.] أحدهما بدون صاحبه، ظاهرهما بشريّة وباطنهما لاهوتيّة، حتّى ظهرا للخلائق على هياكل ناسوتيّة بحيث يطيقون رؤيتهما، فهما مقام الربّ وحجاب

[في 'ب': فيهما مقامَي ربّ العالمين وحجابي.] خالق الخلائق أجمعين، فيهما بَدَأ

[في 'أ' 'ج': فهما بدو. وفي المصدر 'بهما فتح بدء الخلق'.] الخلق وبهما يختم مقادير الخلائق.

[في 'ب' ونسخة بدل من 'أ': الحقائق.]

ثمّ اقتبس من نور

[ليست في 'ب'.] محمّد صلى الله عليه وآله نور

[ليست في 'ب'.] فاطمة عليها السلام كما اقتبس نور محمّد صلى الله عليه وآله من نور جلاله، واقتبس من نورِ عليّ عليه السلام ونور فاطمة عليها السلام نورَ الحسن والحسين عليهما السلام كاقتباس المصابيح، خلقوا من الأنوار، وانتقلوا في أصلاب الأبرار، وأرحام الأطهار، في الطبقة العليا نقلاً بعد نقل، لا من ماء مهين ولا من نطفة جثرة،

[كذا في 'أ' 'ج'، وهي ليست في 'ب'. وفي المصدر 'خثرة'، وعنه في البرهان: 'جَشِرة'.] بل أنوار تتقلّب في الطاهرين، وأسرار تظهر في صفحات وجوه النبيّين، أقامهم الربّ مقامه في عباده، "لأنّه سبحانه لا يُرى ولا يُعرف بكيفيّة ولا أينيّة"،

[ليست في 'ب'.] فهم تراجمة وحيه الناطقون عنه المبلّغون عنه

[ليست في 'ب' 'ج'.] إلى عباده، ففيهم تظهر قدرته، وعنهم ترى آياته، وبهم عرَّف عبادَه نفسه، وبهم يطاع أمره، ولولاهم ما عُرِفَ، لأنّه يُجْرِي أمره كيف يشاء.

[انظر الرواية هذه في تأويل الآيات: 393، وعنه في البرهان 517 - 516: 5.]

سوره حمد


وقال صلى الله عليه وآله: إنّ في 'بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ'، "وفي"

[ليست في 'أ' 'ج'.] 'الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ'

[الفاتحة: 1.] ألف ألف بركة، والألف منها آلاء اللَّه على خلقه، والباءُ بهاء اللَّه، والسين سناء اللَّه،

[في 'ب': 'ثناؤه' بدل 'سناء اللَّه'.] والميم ملكه، ثمّ جعل اللّامَ من الجلالة إلزام الخلق الولاية، والهاء هوان

[في 'أ': 'هول لمن'. وفي 'ب' 'ج': 'هو لمن'. والمثبت عن معاني الأخبار.] لمن خالف آل محمّد، والرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين من شيعتهم.

[انظر معاني الأخبار: 3/ باب معنى بسم اللَّه، وتفسير القمي 28: 1، والكافي 89: 1، وتفسير العياشي 36: 1/ الحديثين 19 - 18، والتوحيد: 230/ الحديث 3.]

ثمّ خصّ أميرالمؤمنين عليه السلام في هذه السورة بخواص وجعله فيها العلي الحكيم، فقال: 'وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ'،

[الزخرف: 4.

لأنّ الفاتحة أُمّ الكتاب، وعليّ هو الصراط المستقيم فيها. ففي تفسير القمي 29 - 28: 1 عن الصادق عليه السلام في قوله 'اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ' قال: هو أميرالمؤمنين عليه السلام ومعرفته، والدليل على أنّه أميرالمؤمنين قوله تعالى: 'وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ'. وانظر تفسير القمي 280: 2، ومناقب ابن شهرآشوب 90: 3 عن أبي جعفر الهاروني، و129: 3 عن التهذيب والمصباح في دعاء الغدير. وانظر المشارق: 281 - 280.] ومعناه أنّه سلّم إليه حكم يوم الحساب، فله فيه حلّه وعقده، وإليه يرجع الأمر كلّه.

ثمّ جعله الصراط المستقيم، واختلف الناس فيه، فقيل: هو الكتاب المبين، وقيل: هو الذي لا يقبل من العباد غيره، وقيل: هو أميرالمؤمنين عليه السلام؛

[انظر مضافاً إلى ما مرّ مناقب ابن شهرآشوب 90 - 89: 3 عن الباقِرَين عليهما السلام، ومعاني الأخبار: 32 و36، وتفسير فرات: 52، وتأويل الآيات: 30 - 29، وتفسير العياشي 38: 1/ الحديث 25، وشواهد التنزيل 85 - 76: 1. وانظر المشارق: 216 و279.] لأنّ الكتاب هو عليّ،

[قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أنا الكتاب المبين. "انظر المشارق: 305". وقد روي في تفسير الآية 59 من سورة الأنعام 'وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ' إلى قوله 'إِلّا فِي كِتَابٍ مُبينٍ'، أنّ الكتاب المبين هو الإمام المبين.] والدينَ القيّم هو

[ليست في 'أ' 'ج'.] حبّ عليّ،

[في مناقب ابن شهرآشوب 115: 3 قال 'وروي أنّه نزل فيه 'ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمَ' |التوبة: 36| وقوله: 'وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ' |البيّنة: 5|. وانظر تفسير الآية 30 من سورة الروم 'فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ'، فإنّ الفطرة التي هي الدين القيّم هي الإيمان باللَّه ورسوله والولاية.] فالصراط

[في 'أ': والصراط.] المستقيم هو عليّ عليه السلام.

ثمّ أمر نبيّه والعباد أن يسألوه الهداية إلى الصراط المستقيم، لأنّ اللَّه قد بيّن أنّ الصراط هو الكتاب والعترة، فقال: حبلان متصلان

[انظر حديث الثقلين وألفاظه ففيه 'حبلان ممدودان' و'حبلان متّصلان' وغيرهما من العبارات، في جامع المقاصد 18: 9، ومختلف الشيعة 303: 6، والعمدة لابن البطريق: 83 و118، وشرح النهج 133: 9، والمجازات النبويّة للشريف الرضي: 216، وغيرها، وانظره مستوفى في المجلدات 3 - 1 من نفحات الأزهار، ونور الأمير: 279 - 262. وهو حديث متواتر.] نعمتان ظاهرة وباطنة، فالنعمة الظاهرة الإسلام والباطنة الذرّيّة، فالنعم أربعة:

[في 'ب': فالنعم الظاهرة الإسلام.] الإسلام وعليّ هو السابق فيه، والعلم وهو الأعلم، والقرابة وهو النفس من الرسول، وطيب الزوجات وهو بعل سيّدة النساء وقرين بضعة "سيّد الأنبياء، وأمّا طيب الذرّيّة فإنّ ولديه"

[ليست في 'ب'.] سيّدا شباب أهل الجنّة طُرّاً.

[ليست في 'أ' 'ب'.]

وقد روى |عكرمة بن| عمّار، عن |اسحاق بن عبداللَّه| بن أبي طلحة،

[في 'أ' 'ج': عن أبي طلحة. وفي 'ب': عن ابن طلحة، والمثبت عن المصادر.] عن أنس بن مالك، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: نحن بنو عبدالمطّلب سادة

[في 'ب': سادات.] أهل الجنّة أنا وعليّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدي،

[انظر العمدة: 52/ الحديث 48، و281/ الحديث 455، و430/ الحديث 900، وأمالي الصدوق: 384/ المجلس 72 - الحديث 15، وشرح الأخبار 501: 2/ الحديث 4: 3 و 886/ الحديث 918، والغيبة للطوسي: 183/ الحديث 142، وكنز العمال 97: 12/ الحديث 34162، وطبقات المحدّثين باصبهان لعبداللَّه بن حبان 291: 2، وبشارة المصطفى: 329.] فعلم أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام هو الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة، فمن اهتدى إلى ولايته جاز على الصراط ثابت الأقدام.

[انظر معاني الأخبار: 32/ الحديث 1.]

ثمّ جعل الصراط

[في 'ب': ثمّ جعل الصراط أهم أي دينهم. وكأن صوابها 'الصراط هم'.] - أي دينهم - هو صراط الحقّ، فقال: 'صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ' يعني آل محمّد.

[انظر معاني الأخبار: 36/ الحديث 8، وتفسير فرات: 52 - 51، ونهج الإيمان: 540 - 539.]

ثمّ جعل من عاداه مغضوباً عليهم، فقال: 'غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ'، ولهذا القول الحكيم معنيان ظاهر وباطن، فالظاهر هو

[ليست في 'ب'.] أنّ المغضوب عليهم اليهود، والضّالّين النصارى، وأمّا الباطن فمن سلك من هذه الأمّة سلوك اليهود والنصارى في بغض آل محمّد فهو كذلك.

[انظر تفسير العياشي 39 - 38: 1/ الحديث 28، وتفسير القمي 29: 1، وتأويل الآيات: 32، ومناقب ابن شهرآشوب 90: 3، وتفسير فرات: 52.]

وأمّا السنّة فقول رسول اللَّه: لتتبعنّ

[ساقطة من 'ج'.] سنن الذين من قبلكم حذو القذّة بالقذّة.

[انظر مجمع البيان 307: 10 و 86: 5، والاحتجاج: 77، وكتاب سليم: 93، واختيار معرفة الرجال 79: 1، والدرجات الرفيعة: 215، ومجمع الزوائد 216: 7، ومصنف عبدالرزاق 369: 11/ الحديث 20765، والمعجم الكبير للطبراني 39: 10/ الحديث 9882.]

وعن أبي سعيد، حتّى لو سلكوا جحر ضبّ لسلكتموه.

[انظر الطرائف: 380، وصحيح البخاري 151: 8، وصحيح مسلم 57: 8، وتحفة الاحوذي 339: 6، ومسند أبي داود الطيالسي: 289، والمصنّف لعبدالرزاق 369: 11/ الحديث 20764.]

وقال لعليّ عليه السلام: أنت المفتتن به

[في 'ب': فيه.

وانظر قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: 'يا علي إنّك المبتلى والمبتلى بك' في مناقب الكوفي 555: 2/ الحديث 1067، واليقين: 426، وأمالي الطوسي: 479/ الحديث 1047، و499/ الحديث 1094، وفرائد السمطين 151: 1/ الحديث 114.] وإنّ فيك من عيسى مثلاً، أبغضته اليهود حتّى بهتوا أُمّه، وأحبّوه النصارى حتّى دعوه ربّاً، وسيحبّك قوم "حتّى يدخلوا النار"

[بدلها في 'ب': يدخلون الجنّة.] بحبّك، وسيبغضك قوم حتّى يدخلوا النار ببغضك ولا ذنب لك،

[انظر العمدة: 211/ الحديثين 325 - 323، و212/ الحديث 331، ومناقب الكوفي 478: 2، وأمالي الطوسي: 256/ المجلس 9 - الحديث 54، ومناقب ابن شهرآشوب 53: 3، والطرائف: 68/ الحديث 77، والصراط المستقيم 61: 2، ومسند أحمد 160: 1، ومستدرك الحاكم 123: 3، وخصائص النسائي: 106، ومسند أبي يعلى 407: 1/ الحديث 534، وشواهد التنزيل 229: 2/ الحديث 862. وفي أمالي الصدوق: 165/ المجلس 36 - الحديث 2 قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له، محب غال ومقصّر.] فقد شبّه مبغضيه باليهود ومن أفرط في حُبّه

[في 'أ': أفرط بحُبّه.] بالنصارى، فالمعرضون عن حبّه هم المغضوب عليهم وهم مسوخ هذه الأمّة، والضّالّون هم المفرّطون، فلعنة اللَّه على المُفْرِط والمفرِّط، المعاند والجاحد الحاسد.

[في 'أ' 'ج': والجاحد والحاسد.]

/ 66