در الثمین فی اسرار الانزع البطین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

در الثمین فی اسرار الانزع البطین - نسخه متنی

تقی الدین عبدالله حلبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


سوره بقره


فصل:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم، افتتح

[ليست في 'أ' 'ج'.] سورة البقرة فقال سبحانه: 'الم'، قال ابن عبّاس: الحروف المكررة اثنان وسبعون حرفاً، وهي في الأصل أربعة عشر حرفاً، وإنّ اللَّه

[في 'أ' 'ج': واللَّه.] جعلها مفاتيح السور وضمّنها أسراره، فالألف منها مفتاح اسم اللَّه، وقيل: الألف اسم

[ليست في 'أ' 'ج'.] اللَّه.

[انظر تفسير العياشي 44: 1/ الحديث 2، ومجمع البيان 75: 1، ومعاني الأخبار: 23/ الحديث 2، و24/ الحديث 4، ومناقب ابن شهرآشوب 100: 3.]

وقيل: لكلّ آية ظهر وبطن، فالبطن

[في 'ب': فالظاهر. وفي 'ج': فالباطن.] سرٌّ والظهر

[في 'ب' 'ج': والظاهر.] علانية، "والحدُّ علمُ خيرٍ أو شرٍّ، والمطلع أمر أو نهي"،

[ليست في 'ب'.] وإنّ لكلّ كتاب سرّاً وسرّ القرآن فواتح سوره.

[انظر البرهان للزركشي 174: 1، وجامع البيان 132: 1، والدر المنثور 23: 1، والتبيان 48: 1، وبحارالأنوار 11: 88.]

القرآن

[في 'ج': فواتح السور والقرآن.] ظاهره أنيق، وباطنه عميق، وسرّة لا يعلمه إلّا الخاصة، وليس كلّ ما أطاقته الخاصّة أطاقته العامّة، لأنّهم قد ألِفُوا ظواهر الأخبار.

فصل:

الحروف المقطعة أصل الكلام والمراد منها أربعة عشر حرفاً، والمراد منها ليس صورها ولكن ما يحصل من معناها في القلب أوّلاً، "ثمّ المنطق ثانياً"،

[ليست في 'ج'.] ثمّ في السمع ثالثاً.

واعلم أنّ حقيقة الموجودات بأسرها وما يحويه التصوّر لا يخرج عن صور الحروف و

[الواو ليست في 'أ'.] معانيها، وبغير جواهر هذه الحروف لا يمكن تصوّر شي ء من الأشياء ولا النطق به حتّى ذات اللَّه تعالى، وفضل الإنسان على سائر الخلائق بالنطق

[في 'ب': الخلائق إلّا بالنطق.] بهذه الحروف، وبهذه الحروف نزلت الكتب وجاءت الشرائع، وبها عرف اللَّه وبها عُبِدَ اللَّه.

ومجموع الحروف ثمانية وعشرون حرفاً، ولمّا كانت الصلاة اليوميّة

[في 'أ': الصلاة في اليوميّة.] "في الحضر"

[ليست في 'ب'.] سبعة عشر ركعة، وفي السفر إحدى عشرة ركعة، فمجموع

[في النسخ: ومجموع. والمثبت من عندنا.] الاثنين ثمانية وعشرين ركعة في مقابل

[في 'أ': مقابلة.] حروف القرآن.

واعلم أنّ فرض الصيام يكون

[ليست في 'أ'.] ثلاثين يوماً، وقد يكون تسعة وعشرين يوماً

[كذا في النسخ، وكأنّ صوابها 'وقد يكون ثمانية وعشرين يوماً'، أو أن تكون هذه الجملة ساقطة.] في مقابل

[في 'أ': مقابلة.] هذه الحروف. وكذلك الحجّ لأنّ طواف الحجّ وطواف العمرة في مقابل الحروف النورانيّة، ثمّ الجمار وهي إحدى وعشرون، وهي تمام هذا السرّ. وكذا كلمة التوحيد فإنّها مركّبة من اثني عشر حرفاً 'لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه'.

[علي وليّ اللَّه' ليست في 'ب' 'ج'. وانظر المشارق: 194 في أسرار العدد 12 وكيفيّة محاسباته.]

وإذا نظرت في وجودك نظرت من الرأس إلى القدم

[ليست في 'ب'.] كلمة الإلهيّة، وأصل هذه الحروف

[ليست في 'أ' 'ج'.] ثلاثة وهي الألف واللّام والميم، فالألف للغيب، واللام للنبوّة، والميم للولاية. 'فَقَضهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ'،

[فصلت: 12.] فإذا عرفت اليومين وتمسّكت بالإسمين الأعظمين فاشكر اللَّه فأنت المؤمن المحقّ.

[في 'ب': الحق.]

فقال:

[ليست في 'أ' 'ج'.] 'الم، ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ'،

[البقرة: 2 - 1.] 'الكتابُ' عليٌّ ظاهراً وباطناً، 'لاَ رَيْبَ فِيهِ' لا شكّ فيه،

[ليست في 'أ'.] 'هُدىً لِلْمُتَّقِينَ' 'المتّقين'

[ليست في 'ب'.] أهل الولاية،

[انظر تفسير القمي 30: 1، وتفسير العياشي 44: 1/ الحديث 1، ومناقب ابن شهرآشوب 350: 2، وتفسير الإمام العسكري: 67 - 66/ آخر الحديث 33، وتأويل الآيات: 35 - 33. وانظر المشارق: 218 و302.] والتقوى على الحقيقة حبُّ عليّ عليه السلام، لأنّ التقوى |من دونه|

[من عندنا أخذاً من معنى كلامه في المشارق: 302.] مجاز.

ثمّ قال: 'الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ'

[البقرة: 3.] والغيب ثلاثة أيّام:

[ليست في 'ب'.] يوم القيامة، ويوم الرجعة، ويوم القائم،

[انظر تأويل الآيات: 33. وانظر المشارق: 302.] والثلاثةُ لهم.

ثمّ قال: 'وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ' والصلاة

[قوله 'والصلاة' ليس في 'أ' 'ج'.] على الحقيقة حبّهم عليهم السلام والباقي مجاز، لأنّ الصلاة بغير حبّهم وذكرهم لا تقبل ولا تكتب، فالصلاةُ حبّهم.

[انظر في أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام هو الصلاة فيما رواه محمّد بن خالد البرقي بسنده عن الباقر عليه السلام في تفسير الآية 5 من سوره البيّنة 'وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ' حيث قال عليه السلام: الصلاة أميرالمؤمنين عليه السلام. انظر تأويل الآيات: 800، وعنه في البرهان 346: 8.]

ثمّ قال: 'مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ'، الإنفاق الحقيقي هو تعليم المؤمنين فضائل آل محمّد وإظهار مناقبهم.

[انظر تفسير القمي 30: 1، ومعاني الأخبار: 23/ الحديث 2، وفيهما قول الإمام عليه السلام: 'وممّا علّمناهم ينبئون أو يبثّون'. وانظر المشارق: 302.]

ثمّ قال: 'وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ'

[البقرة: 4.] يعني في عليّ عليه السلام 'وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ' معناه في عليّ عليه السلام أنّه أميرالمؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين،

[انظر تفسير الإمام العسكري: 89 - 88/ الحديثين 48 - 46، وتأويل الآيات: 36 - 35، وفيهما قول الإمام عليه السلام: 'من دفع فضل أميرالمؤمنين على جميع مَن بعد النبي صلى الله عليه وآله فقد كذّب بالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر كتب اللَّه المنزلة، فإنّه ما نزل شي ء منها إلّا وأهمُّ ما فيه - بعد الأمر بتوحيد اللَّه والإقرار بالنبوّة - الاعتراف بولاية عليّ والطيّبين من آله'. وانظر المشارق: 302.] ثمّ قال: 'وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ' يعني يصدّقون أنّ حكم الآخرة أمره إلى

[في 'أ': أنّ حكم الآخرة آخرة آل محمّد.] آل محمّد صلى الله عليه وآله.

[انظر التخريجات السالفة، والمشارق: 303.]

"ثمّ قال: 'أُولئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ'

[البقرة: 5.] يعني بهذا

[في 'أ': يعني به هذا.] الاعتقاد"،

[ليست في 'ب'.] ثمّ قال: 'أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ' يعني بهذا الدين.

[انظر تفسير الإمام العسكري 90/ الحديثين 50 - 49، وتأويل الآيات: 36. وانظر المشارق: 303.]

وقال ابن عبّاس في قوله: 'وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ'، قال: إنّ اللَّه لم ينزل كتاباً إلّا وفيه التوحيد، والإقرار بمحمّد صلى الله عليه وآله، والاعتراف بولاية عليّ عليه السلام "والطيّبين من آله.

[تقدّم تخريجه عن تفسير الإمام العسكري.]

ثمّ جعل الإيمان بولاية عليّ عليه السلام"

[ليست في 'ب'.] باللسان لم ينفع ما لم يعتقد

[في 'أ' 'ج': يعقد.] بها قلبه، فقال توبيخاً لهم: 'يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ'.

[الفتح: 11.] وقال: 'وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ'

[البقرة: 8.] إلى قوله: 'يُخادِعُونَ اللَّهَ'،

[البقرة: 9.] وذلك أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لمّا بلّغ في أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الغدير ما بلّغ رجاء البيعة من المهاجرين والأنصار فبايعوا، وقال عمر: بخ بخ لك يا عليّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، ثمّ تفرّقوا وقد أكّد

[في 'ب' 'ج': أكّدت.] عليهم المواثيق وقلوبهم على خلاف ذلك،

[انظر تفسير الإمام العسكري: 111/ الحديث 58.] فذكر اللَّه لنبيّه ذلك، وقال: 'يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا' إذ قال كلّ منهم: لقد رجونا بهذه البيعة النجاة والزلفى،

[انظر تفسير الإمام العسكري: 113/ الحديث 59.] ثمّ أخبر اللَّه نبيّه أنّ 'فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ'

[البقرة: 10.] من بيعة عليّ عليه السلام 'وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ' إذ يخالفون عَلِيَّكَ

[في 'ج': عليّاً.] بعدك ويمنعونه حقّه، لأنّ النبي صلى الله عليه وآله قبل ظواهرهم ووَكَلَ الباطن إلى اللَّه، فجاء جبرئيل فأعلمه وأخبره بما في قلوبهم، فقال لهم النبي: أيّتها الجماعة اعلموا أنّكم إن أطعتم عليّاً سعدتم وإن عصيتم شقيتم، ثمّ قال: يا عليّ لا يغرّك تمرّد الجاهلين عليك فإنّ اللَّه قد أمر السماوات والأرض والجبال والبحار أن تطيعك فيما أردت، فلا يحزنك تمرّد الجاهلين، فكأنّهم بالدنيا وقد انقضت وبالآخرة وقد أتت.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 117 - 114/ الحديث 60.]

ثمّ جعل حبّ عليّ هداه،

[في 'أ' 'ج': ثمّ جعل حبّه هدى.] فقال: 'مَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ'

[طه: 123.] يعني حبّ عليّ 'فَلا يَضِلُّ' في الدنيا 'وَلا يَشْقَى' في الآخرة.

[انظر الكافي342: 1/ الحديث 10، وتأويل الآيات: 315 - 314، وتفسير العيّاشي 222 - 221: 2/ الحديث 21، وفيه 'وأمّا قوله 'فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ' أي من قال بالأئمّة واتّبع أمرهم بحسن طاعتهم'.]

ثمّ قال: 'مَنْ تَبِعَ هُدَايَ'

[البقرة: 38.] "يعني حبّ عليّ"

[ليست في 'ج'.] 'فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ' باتّباعه 'وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ' يعني يوم البعث بحبّه.

[انظر تفسير العياشي 60: 1/ الحديث 29، ومناقب ابن شهرآشوب 55: 4، وتفسير الإمام العسكري: 224/ صدر الحديث 105، وفيه 'لا خوف عليهم حين يخاف المخالفون ولا هم يحزنون إذا يحزنون'. وانظر المشارق: 290.]

ثمّ جعله

[في النسخ: جعل. والمثبت من عندنا.] ذكره، فقال: 'بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ'

[المؤمنون: 71.] يعني عليّ بن أبي طالب عليه السلام 'فَهُمْ عن ذِكْرِهِم مُعْرِضُونَ' يعني أعرضوا عنه واتّبعوا سواه.

[صرّح في التفاسير الواردة عن أهل البيت عليهم السلام لآيات أخرى أنّ عليّاً والأئمّة عليهم السلام هم الذكر، من ذلك الآية 124 من سورة طه 'وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً'. فقد روي عن ابن عبّاس أنّ معناها 'من ترك ولاية عليّ أعماه اللَّه وأصمّه عن الهدى'. انظر مناقب ابن شهرآشوب 117: 3. ومن ذلك تفسير الآية 29 من سوره الفرقان 'لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ' قال عليّ عليه السلام: أنا الذكر الذي ضُلَّ عنه. انظر الكافي 18: 8/ ضمن الحديث 4 وهو حديث طويل، وتفسير القمي 89: 2، والبرهان 455 - 454: 5 عن الباقر والصادق عليهما السلام. وانظر المشارق: 290.]

ثمّ جعله

[في 'أ': جعل.] النجاة والحياة، فقال: 'لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ'

[الأنبياء: 10.] يعني حياتكم

[في 'ب': صونكم.] ونجاتكم، وهو حبّ عليّ عليه السلام.

[انظر تأويل الآيات: 319. وانظر المشارق: 290.]

"ثمّ سمّى من أعرض عنه كافراً"،

[في 'أ': فمن أعرض عنه كافر.] فقال: 'إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا'

[البقرة: 6.] يعني بولاية عليّ عليه السلام 'سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ' بولايته.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 91/ الحديث 51، وتأويل الآيات: 36، ومناقب ابن شهرآشوب 130: 1، عن تفسير الإمام العسكري: 96 - 92/ الحديث 52.]

ثمّ جعل المعرضين عن حبّه لا سمع لهم ولا بصر؛ فقال: 'خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ'

[البقرة: 7.] أن يدخلها حبّ عليّ أو يشرق فيها نور ولايته 'وَعَلى سَمْعِهِمْ' أن يصغوا إلى من يحدّث عن فضائله 'وَعَلى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ' أن ينظروا

[قوله 'أن ينظروا' ليس في 'أ'.] إلى ما نطق عن فضله أو ينظروا إلى كتاب يحتوي على مناقبه 'وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ'

[في النسخ 'عذاب أليم'، والمثبت بمقتضى ماقبلها.] بتركهم ولايته.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 111/ آخر الحديث 57. وقوله 'بتركهم ولايته' ليس في 'ج'.]

ثمّ سمّى من دان بغير ولايته مفسداً، فقال: 'وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَتُفْسِدُوا فِيْ الأَرْضِ'

[البقرة: 11.] بإظهار البدع وتغيير الدين |ونكث بيعة يوم الغدير 'قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ'، لأنّنا لا نعتقد دين محمّد، ولا طاعة ابن عمّه علي|.

[مابين المعقوفتين عن تفسير الإمام العسكري بالمعنى. انظر تفسير الإمام العسكري: 118/ الحديث 61، وتأويل الآيات: 42، ومناقب ابن شهرآشوب 174: 3.]

ثمّ خاطب عباده بالدين إلى محبّته،

[في 'أ' 'ج': عباده بالدين الذي محبّته منهم فقال.] فقال: 'يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ'

[البقرة: 21.] أي اشهدوا أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ عليّاً أفضل آل محمّد، وأنّ أصحاب محمّد أفضل أصحاب النبيّين، وأنّ أُمّة محمّد أفضل أُمم النبيّين.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 135/ الحديث 68.]

|'الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالْسَّمَاءَ بِنَاءً'،

[البقرة: 22.] قال عليه السلام:|

[عن المصدر بالمعنى.] ثمّ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لأصحابه: لا تعجبوا أن حفظ اللَّه السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، فإنّ اللَّه يحفظ ما هو أعظم من ذلك، وهو ثواب طاعات المحبّين لآل محمّد.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 150/ ضمن الحديث 75، وتأويل الآيات: 45 - 44.]

ثمّ قال: 'وَأَنْزَلَ مِنَ الْسَّمَاءِ مَاءً' يعني المطر، ينزل مع كلّ قطرة ملكين، ملك يشيعها وملك يضعها في موضعها، فلا تعجبوا من ذلك، فإنّ

[في 'ب': لأنّ.] الملائكة المستغفرين لشيعة آل محمّد أكثر من هذا العدد، وكذا الملائكة اللاعنين لأعدائهم أكثر من ذلك.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 150/ ضمن الحديث 75، وتأويل الآيات: 45.]

ثمّ سمّى المُتاجِر

[في 'أ' 'ب': التاجر.] بحبّه رابحاً مهتدياً، ومن تاجر في حبّ غيره ضالاً خاسراً، فقال: 'أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى'

[البقرة: 16.] يعني باعوا ولاية هارون بن عمران وعليّ عليه السلام بحبّ فرعون وهامان 'فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ' بل خسروا

[قوله 'بل خسروا' ليس في 'ب'.] 'وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ' بل ضلّوا.

[انظر تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 127 - 125/ الحديث 64.]

ثمّ جعل عهد عليّ عليه السلام عهده

[ليست في 'ب'.] وميثاقه، "لأنّ عهدَ الوليّ عهدُ الربّ العلي، فقال: 'الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ'"

[البقرة: 27.]

[ليست في 'أ'.] وهو عهد يوم الغدير 'وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ' يعني يقطعون فاطمة عن إرثها وقد أمر اللَّه أن يصلوها.

[انظر تفسير القمي 35: 1، وتفسير الإمام العسكري: 208 - 206/ الحديث 96.]

ثمّ نبّأ عن قلوب أعدائه، فقال: 'فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ'

[البقرة: 10.] ببغضهم عليّاً

[في 'أ' 'ج': ببغض علي.] 'فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً' ببغضه، لأنّ القلب لا يضي ء إلّا بنور الإيمان، ولا إيمان لهم، فليس لهم نور 'وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ' يوم القيامة 'بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ' بولاية عليّ عليه السلام.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 117/ آخر الحديث 60.]

ثمّ أمر

[في 'أ': أخبر.] نبيّه أن يبشّر التابعين لعليّ أميرالمؤمنين عليه السلام بأنّهم هم

[ليست في 'أ' 'ج'.] أهل الصالحات وأنّ لهم الجنّة، فقال: 'وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا'

[البقرة: 25.] يعني بالأنزع البطين عليّ أميرالمؤمنين عليه السلام 'وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ' بعد الإيمان 'أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِيْ مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ'.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 202/ ضمن الحديث 92، وتأويل الآيات: 47، وتفسير فرات: 54 - 53، وشواهد التنزيل 96: 1، وتفسير الحبري: 25.]

ثمّ جعل من كذّب بعليّ وعترته - الذين هم آيات اللَّه وكلماته - كافراً خالداً في النار، فقال: 'وَالَّذِينَ كَفَرُوا'

[البقرة: 39.] بعليّ 'وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا'

[في 'أ': والذين كفروا بآياتنا وهم عترة النبي.] وهم عترة النبي المختار الذين هم آيات اللَّه 'أُولئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ'،

[انظر تفسير الإمام العسكري: 227/ آخر الحديث 106.] فعلم أنّه لا يخلد في النار إلّا الكافرون والموالي لأعداء آل

[ليست في 'أ'.] محمّد صلى الله عليه وآله؛ لأنّ الموالي لعدوّهم عدوُّهُمْ،

[في 'أ': لأنّ الموالي لأعدائهم وإن زعم. وفي 'ج': لأنّ الموالي لعدوّهم وإن زعم.] وإن زعم أنّه يحبّهم

[في 'ب': محبّهم.] فذاك كذب وشرك، وقال ابن عبّاس: الكافرون هم الذين شَكُّوا في نبوّة محمّد صلى الله عليه وآله ودفعوا أخاه عن خلافته.

[لم نعثر عليه بهذا النص. وفي الكافي 432: 1/ الحديث 91 بسنده عن أبي الحسن الماضي عليه السلام في قوله تعالى: 'ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا' برسالتك 'وَكَفَرُوا' بولاية وصيّك 'فَطُبِعَ' اللَّه 'عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ'.]

قال: ثمّ جعل المؤمنين هم

[ليست في 'أ' 'ج'.] أهل البشارة، فقال: 'وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا'

[البقرة: 25.] يعني بنبوّتك وصدقوا بولاية عليّ عليه السلام من بعدك 'أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ' فالجنّات لا تكون إلّا لهم؛ لأنّ الجنّة ليس فيها إلّا من آمن، ولا إيمان إلّا بحبّ عليّ وعترته والبراءة من أعدائهم، فليس في الجنّة إلّا شيعة عليّ فطوبى لهم.

[مرّ تخريجه قبل قليل.]

ثمّ جعل اسمه واسم بنيه الميامين مَتاباً للنبيّين، ومناباً للّاجئين، ووسيلة للداعين، فقال: 'فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ'

[البقرة: 37.] وكانت الكلمات هي أسماء السادة الهداة وكانت على العرش مسطرة، فأمر اللَّه آدم أن يدعو بهم، وأخبره أن لا يردّ بهم

[في 'أ': به.] سائلاً ولا يخيب بهم آملاً.

[انظر الكافي 305: 8/ ذيل الحديث 472، قال: 'سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلّى اللَّه عليهم'، ومعاني الأخبار: 125/ الحديثين 2 - 1، وتفسير العياشي 60 - 59: 1/ الأحاديث 29 - 27، وتفسير الإمام العسكري: 224/ الحديث 105 و219/ الحديث 102، وأمالي الصدوق: 181، وتفسير فرات: 58 - 57.]

ثمّ مَنَّ على بني إسرائيل فقال: 'يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ'

[البقرة: 40.] يعني بعثت حبيبي "وأقررته في مدينتكم"

[ليست في 'ب'.] 'وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ' الذي أخذته على أسلافكم وأمرتهم أن يؤدّوا فضل محمّد وعليّ عليهما السلام إليكم،

[انظر تفسير الإمام العسكري: 227/ الحديث 107. وانظرتأويلها بشكل آخر في المشارق: 277.] فقال: 'وآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ'

[البقرة: 41.] على محمّد صلى الله عليه وآله المذكور في كتبكم أنّه خاتم النبيّين وسيّد المرسلين، "المؤيّد بسيّد الوصيّين"،

[ساقطة من 'ب'.] وخليفة ربّ العالمين، فاروق الأمّة، وباب مدينة الحكمة.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 228/ الحديث 108.] ثمّ شرط لمن وفى له

[ليست في 'ج'.] بالعهد في حبّ نبيّه ووليّه أن يوفي له بالعهد في رحمته وجنّته.

[انظر الكافي 357: 1، وتفسير العياشي 60: 1/ الحديث 30.]

ثمّ قال: 'وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ'

[البقرة: 50.] وذلك أنّ موسى عليه السلام لمّا انتهى إلى البحر وتبعه فرعون قال اللَّه له:

[ليست في 'أ' 'ج'.] قل لبني إسرائيل: جدّدوا توحيدي واملئوا قلوبكم بذكر سيّد أنبيائي

[في 'ب': الأنبياء.] محمّد عبدي

[ليست في 'أ' 'ج'.] وأعيدوا على أنفسكم الولاية لعليّ عليه السلام والطيّبين من ولده، فقال: اللّهمّ بحقّ محمّد وآله وجاههم جَوِّزنا على متن هذا الماء، فانفلق الماء وتشقّق البحر ونجّاهم اللَّه بفضل محمّد وآله، لأنّ بهم دعا سائر الأنبياء.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 423/ الحديث 121.]

ثمّ قال: 'وَآمِنُوْا بِمَا أَنْزَلْتُ'

[البقرة: 41.] اليوم 'وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ'،

[انظر تفسير الإمام العسكري: 228/ الحديث 108.] ثمّ نهاهم أن يقايسوا عليّاً عليه السلام بغيره فقال: 'وَلاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ'

[البقرة: 42.] لأنّ من قاس عليّاً بغيره فقد ألبس الحقّ بالباطل 'وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ' الذي عرفتموه من حقّ محمّد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام 'وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ'، يعني من كتابكم أنّ عليّاً عليه السلام هو الوصيّ بعد محمّد صلى الله عليه وآله.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 230/ الحديث 110 - 109.]

ثمّ جعله هو

[ليست في 'ب' 'ج'.] ومحمّداً صلى الله عليه وآله الصبر والصلاة، وجعل ولايته الكبيرة،

[في 'ب' 'ج': وجعل ولايته احدى الكبر.] فقال: 'وَاسْتَعِينُوْا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ'

[البقرة: 45.] الصبر محمّد صلى الله عليه وآله والصلاة عليّ عليه السلام، ثمّ قال: 'وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ' يعني الولاية عظيمة عند اللَّه عجزت السماوات والأرض عن حملها، ثمّ قال: 'إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ' الذين صبروا ورضوا بعليّ عليه السلام إماماً فرضي بهم النبيّ صلى الله عليه وآله أمّة، فرضي الربُّ بهم عباداً، فرضيت بهم الجنّة أهلاً، ورضيت بهم الملائكة إخواناً.

[في بحار الأنوار 2: 26 ضمن خبر طويل - رآه والد العلّامة المجلسي في كتاب عتيق جمعه بعض محدّثي أصحابنا، ورآه العلّامة المجلسي أيضاً في كتاب عتيق - روي عن محمّد بن صدقة، عن أبي ذر وسلمان، وفيه قول أميرالمؤمنين عليه السلام: 'نعم يا سلمان، تصديق ذلك قوله تعالى في الكتاب العزيز 'وَاسْتَعِينُوْا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ'، فالصبرُ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، والصلاة إقامة ولايتي، فمنها قال اللَّه تعالى 'وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ' ولم يقل 'وإنّهما'، لأنّ الولاية كبير حملها إلّا على الخاشعين، والخاشعون هم الشيعة المستبصرون'. وانظر مناقب ابن شهرآشوب 27: 2، وتفسير الحبري: 238/ الحديث 6، وتفسير الإمام العسكري: 238 - 237/ الحديثين 116 - 115. وانظر المشارق: 304.]

ثمّ جعل من أعرض عن ولايته واعتدى فيها مسخاً، فقال: 'وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ'.

[البقرة: 65. وانظر تفسير الإمام العسكري: 271 - 270/ الحديثين 138 - 137، وفيهما إشارة وإلماح إلى هذا المعنى الذي نقله المؤلّف.]

قال ابن عبّاس رحمه الله: عرضت ولاية عليّ عليه السلام على سائر الأمم فما قبلها إلّا من زكى وطاب، وما اعتدى فيها وتولّى عنها إلّا من ضلّ ومسخ وخاب.

[عن ابن مسعود في حديث طويل عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال فيه: مكتوب على العرش لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة، من عرف حق علي زكى وطاب ومن أنكر حقّه لعن وخاب. انظر مائة منقبة: 106/ المنقبة 50، والفضائل: 152، ومناقب الخوارزمي: 227، وكشف اليقين: 8.]

ثمّ جعل من بدّل حبّه بغيره ضالاً عن السبيل، فقال: 'وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ'،

[البقرة: 108.] قال ابن عبّاس وعكرمة: الإيمان حبّ عليّ عليه السلام واتّباعه، والكفر اتّباع غيره.

[عن عبداللَّه بن عبّاس، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: حبّ علي إيمان وبغضه كفر. انظره في عيون أخبار الرضا 84: 2/ باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من العلل - الحديث 30. وانظر الخصال: 496/ باب الثلاثة عشر - الحديث 5، وأمالي الصدوق: 81/ المجلس 20 - الحديث 1، ومناقب الكوفي 597: 2، والثاقب في المناقب: 236، ومختصر بصائر الدرجات: 216، ومائة منقبة: 70/ المنقبة 22، وكنز الفوائد: 185 و215، وسبل الهدى والرشاد 293: 11. وفي أمالي الطوسي: 106/ ضمن الحديث 15 من المجلس الرابع، روى بسنده عن ابن عبّاس، أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال له: والذي بعثني بالحق نبيّاً لا يقبل اللَّه من عبد حسنة حتّى يسأله عن حب علي بن أبي طالب - وهو تعالى أعلم - فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شي ء، ثمّ أمر به إلى النار... يابن عبّاس احذر أن يدخلك الشك فيه، فإنّ الشكّ في عليّ كفرٌ باللَّه تعالى.]

ثمّ جعله الكتاب وعبّر عن عارفيه بحسن التلاوة له،

[ليست في 'أ' 'ج'.] فقال: 'الّذينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ'

[البقرة: 121.] يعني معرفة عليّ؛ لأنّه هو الكتاب 'يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ' يعني يقرّون بفضله وولايته والبراءة من عدوّه

[في 'ب': أعدائه.] ومتابعته، 'أولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ' يعني لا يعرفون إماماً سواه بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله 'وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ' يعني

[ليست في 'أ'.] يتّبع غيره 'فَأُولئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ' يوم القيامة.

[انظر الكافي 85: 1/ الحديث 3، وتفسير العياشي 76: 1/ الحديث 83، وتأويل الآيات: 82.]

ثمّ شهد له سبحانه أنّه نَزَّلَ

[في 'أ' 'ب': أنزل.] ولايته بالحق، فقال: 'ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ'

[البقرة: 176.] يعني ولاية عليّ عليه السلام بالحق في ذلك

[ليست في 'ب' 'ج'.] الكتاب أنزلها وفرضها ربّ الأرباب، ثمّ قال: 'وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ' يعني أنكروا ولايته

[في 'ب': ولاية علي.] وجحدوا فرضها في القرآن فإنّهم من الذين 'فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ'.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 587/ ضمن الحديث 352، حيث قال زين العابدين عليه السلام: 'هذه أحوال من كتم فضائلنا، وجحد حقوقنا وتسمّى بأسمائنا وتلقّب بألقابنا وأعان ظالمنا على غصب حقوقنا ومالأ علينا أعداءنا'.]

ثمّ جعل من جحد ولايته معذَّباً، فقال: 'بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ'

[البقرة: 81.

انظر تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 305 - 304/ الحديث 147، وصدر الحديث 148، وأمالي الطوسي 374: 1.] قال الباقر عليه السلام: من جحد ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام فقد عظمت جريمته وأحاطت به

[ليست في 'ب'.] خطيئته.

[انظر ما رواه الكليني عن أحدهما عليهما السلام في الكافي 355: 1/ الحديث 82.]

ثمّ جعل المنكر لولايته كافراً، فقال: 'بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُروا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ'

[البقرة: 90.] في حقّ

[ليست في 'ب' 'ج'.] عليّ عليه السلام، هكذا نزلت.

[في 'أ': 'هذا الكتاب' بدل 'هكذا نزلت'. وانظر الكافي 345: 1/ الحديث 25، وتفسير العياشي 69: 1/ الحديث 70.]

ثمّ جعل شيعته مخصُوصين بالرحمة "يوم القيامة"،

[ليست في 'أ' 'ج'.] فقال: 'وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ'،

[البقرة: 105.] وقال ابن عبّاس رضى الله عنه: المخصوصون بالرحمة يوم القيامة شيعة عليّ عليه السلام،

[انظر تأويل الآيات: 81 نقلاً عن الحسن بن أبي الحسن الديلمي، وتفسير الإمام العسكري: 488/ الحديث 310.] لأنّ الرحمة تختصّ بالمؤمن يوم القيامة وليس المؤمن إلّا من تولّاه، فليست الرحمة إلّا "لشيعته ولمن والاه.

ثمّ جعل من كذّب بفضله واستكبر عنه كافراً لا تفتح له أبواب السماء ولا يدخل الجنّة أبداً، فقال: 'إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَتُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ'،

[الأعراف: 40.] والكافر بولايته لا يدخل الجنّة لأنّه محجوب عن الرحمة، بعيد عن الشفاعة، والمنافق زاهق في الدرك الأسفل، فتعيّنت الجنّة والرحمة والشفاعة والنعمة"

[ليست في 'أ'.] لشيعة عليّ عليه السلام.

[والدليل عليه ما روي عن الباقر والصادق عليهما السلام من نزول هذه الآية في طلحة والزبير وجملهما. انظر تفسير القمي 230: 1، وتفسير العياشي 21: 2/ الحديث 40. وانظر عدم انفتاح أبواب السماء لأعداء أميرالمؤمنين وإن قُتل أحدهم في الجهاد، انظر ذلك في تفسير الإمام العسكري: 79 - 77/ الحديث 39.]

ثمّ جعل ولايته النجاة والإسلام الحقيقي، فقال: 'فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاِّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ'،

[البقرة: 132. فعن الباقر عليه السلام: إلّا وأنتم مسلمون بولاية علي. انظر شرح الأخبار 236: 1، ومناقب ابن شهرآشوب 55: 4 و 115: 3 و 287: 2.] وقال الصادق عليه السلام: ولاية عليّ مكتوبة في |جميع| صحف الأنبياء عليهم السلام، ولم يبعث اللَّه نبيّاً إلّا بنبوّة محمّد صلى الله عليه وآله وولاية عليّ عليه السلام.

[الكافي 437: 1.]

ثمّ جعل حبّه نوراً خاصّاً يعرف به وليّه، فقال: 'صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً'،

[البقرة: 138. وانظر في أنّ الصبغة هي ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام، تفسير العياشي 81: 1/ الحديث 108، والكافي 344: 1/ الحديث 19، وتأويل الآيات: 85، وتفسير فرات: 62 - 61.] فقال أبو عبداللَّه عليه السلام: هي ولايتنا وحبّنا وهي نور المؤمن في الدنيا والآخرة.

[في مناقب الكوفي 239: 1/ الحديث 153 بسنده عن الصادق عليه السلام، عن أبيه عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لمّا أسري بي إلى السماء... وإنّ اللَّه عجن طينتي وطينة علي وطينة فاطمة من ماء الحيوان، ثمّ خلق اللَّه نوراً فقذفه، فأصابني وأصاب عليّاً وأصاب فاطمة وأصاب أهل ولايتنا، فمن أصابه ذلك النور هُدي لولاية علي، ومن لم يصب ذلك النور ضلّ عن ولاية علي. وانظر أحاديث الطينة والنور في بصائر الدرجات: 40/ الباب 10 - الحديث 3، والكافي 389: 1/ الحديث 2 من باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهم، وشرح أصول الكافي 10: 8 و 394: 6، والمحتضر: 143 و164، وتأويل الآيات 773: 2 عن ابن بابويه في كتاب المعراج.]

ثمّ جعل مَن والى غيره مشركاً،

[في 'ب': من والاه غير مشرك.] فقال: 'فَلاَ تَجْعَلُوا للَّهِ أَنْدَاداً'،

[البقرة: 22.] والندُّ هو المثل، فمن جعل لعليّ مثلاً

[في 'ب': ندّاً.] فقد جعل للَّه نداً،

[في 'ب': مثلاً.] ولا ندّ للَّه

[في 'ب': له.] تعالى فلا مثل لعليّ، حيث أنّه

[قوله 'حيث أنّه' ليس في 'ب' 'ج'.] وليُّ اللَّه، فويل لمن قاسه بزريق وغندر، ورضي بفرعون وهامان عوضاً عن إمام الحقّ.

[انظر تفسير الآية 165 من سورة البقرة 'وَمنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً'، حيث أنّ الأنداد هم فلان وفلان وفلان اتّخذهم أولياؤهم أئمّة من دون الإمام الذي جعله اللَّه للناس إماماً. انظر تفسير العياشي 91: 1/ الحديث 143، والكافي 305: 1/ الحديث 11، والاختصاص: 334، وتفسير الإمام العسكري: 579/ الحديث 341، وتأويل الآيات: 90 - 89.]

ثمّ جعل من تولّى عنه مقطوعاً من الرحمة، فقال: 'إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوْا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ'،

[البقرة: 166.] قال الرضا عليه السلام: اتبعوا

[في 'أ' 'ج': انقطعوا.] باختيارهم أئمّة الضلال،

[في الكافي 374: 1/ الحديث 11 بسنده عن الباقر عليه السلام في تفسير 'إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوْا'، قال عليه السلام: هم واللَّه يا جابر أئمّة الظلم وأشياعهم. وهو في الغيبة للنعماني: 131/ الحديث 12، والاختصاص: 334. وفي أمالي المفيد: 285 بسنده عن الصادق عليه السلام: ثمّ يأتي النداء من عند اللَّه جلّ جلاله: ألا من ائتمّ بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث شاء ويذهب به، فحينئذٍ يتبرّأ الذين اتّبعوا من الذين اتّبعوا. وهو في أمالي الطوسي: 63/ الحديث 93، و99/ الحديث 153، والمحتضر: 83.] ومن اتّبع الضلال فَهُو مقطوع من الرحمة.

[في 'أ' 'ج': 'مقطوع في الضلال' بدل 'مقطوع من الرحمة'. وانظر أمالي الطوسي 61: 1، وأمالي المفيد: 285/ الحديث 3، والمصادر المذكورة أعلاه في تفسير الآية 165.]

ثمّ جعله وعترته أبوابه، وأمر عباده أن يأتوه منها، فقال:

[ليست في 'ب'.] 'وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن أَبْوَابِهِا'،

[البقرة: 189. انظر كونهم عليهم السلام هم الأبواب في الكافي 149: 1/ الحديث 2، وبصائر الدرجات: 75/ الحديث 1، والاحتجاج: 227، وتفسير العياشي 105: 1/ الحديث 211، ومجمع البيان 27: 2، وتفسير القمي 68: 1، وتفسير فرات: 64 - 63.] وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: الأوصياء أبواب الهدى ولولاهم لما عرف اللَّه ونحن باب اللَّه وبيوته التي يُؤتى منها، فمن اتّبعنا

[في 'أ' 'ج': تبعنا.] وأقرّ بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها، ومن صدّ عنّا هلك، ونحن أبواب اللَّه وصراط اللَّه

[في 'ب': وصراطه وسبيله.] وسبيله، فمن عدل عنّا وفضّل غيرنا علينا فإنَّهم عن الصراط لناكبون.

[انظر الكافي 184: 1/ الحديث 9، و193/ الحديث 2 'وفيه عن الصادق عليه السلام: الأوصياء هم أبواب اللَّه التي يؤتى منها ولولاهم ما عرف اللَّه'، والاحتجاج: 228 - 227، وبصائر الدرجات: 517/ الحديث 8، وتفسير فرات: 143/ الحديث 174، وتأويل الآيات: 182.]

ويؤيّد هذا ما رواه محمّد بن مسلم، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: إنّي أرى الرجل من المخالفين عليكم له

[في 'ب': في عبادة.] عبادة وخشوع فهل ينتفع بذلك؟ فقال: لا، لأنّ مثل هؤلاء كمثل |أهل| بيت من بيوت بني إسرائيل كانوا إذا اجتهد منهم رجل أربعين ليلةً

[في 'أ' 'ج': يوماً.] ودعا اللَّه أجابه، وإنّ رجلاً منهم اجتهد ودعا اللَّه

[في 'ب': ودعا إلى اللَّه.] |فلم يستجب له، فأتى عيسى بنَ مريم يشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء له، فتطهّر عيسى وصلّى ثمّ دعا|،

[كلّ مابين المعقوفتين عن المصدرين.] فأوحى اللَّه

[لفظ الجلالة ليس في 'أ' 'ج'.] إليه: إنّ هذا أتاني من غير الباب الذي أُوتى منه، ثمّ دعاني وفي قلبه شكٌّ منك، فلو دعاني حتّى ينقطع عنقه ما استجبتُ له، كذلك نحنُ أهل البيت لا يقبل اللَّه عمل عبد وهو يشكُّ فينا.

[رواه المفيد في أماليه: 3 - 2/ المجلس 1 - الحديث 2 بسنده عن محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام، ونقله في تأويل الآيات: 93 - 92 عن رواية أبي عمر الزاهد بإسناده عن محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام أيضاً.]

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يوماً لأصحابه: معاشر الناس عليكم بخدمة من أكرمه اللَّه بالاصطفاء، واختاره بالارتضاء، وجعله أفضل أهل الأرض والسماء "بعد محمّد خاتم الأنبياء، علي بن أبي طالب إمام أهل الأرض و

[في 'ج': أهل الأرض وأهل السماء.] السماء"،

[ليست في 'أ'.] فعليكم بحبّه وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه، فلا واللَّه ما يمرّ على الصراط إلّا من والاه، ولا ييأس من رحمة اللَّه إلّا من عاداه.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 127/ ضمن الحديث 64. وانظر قول النبي صلى الله عليه وآله: 'لا يجوز الصراط يوم القيامة إلّا من معه براءة من علي بن أبي طالب من النار' في تفضيل أميرالمؤمنين للمفيد: 30، والرياض النضرة 232: 3، وذخائر العقبى: 71، والصواعق المحرقة: 126، ومناقب ابن المغازلي: 119/ الحديث 156، و131/ الحديث 172، و289/ الحديث 242، ومناقب الخوارزمي: 31، وفرائد السمطين 292: 1/ الحديث 230، ومناقب ابن شهرآشوب 8 - 7: 2.]

ثمّ جعل حبّه الزاد ليوم المعاد، فقال: 'وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى'

[البقرة: 197.] والتقوى

[قوله 'والتقوى' ليس في 'أ'.] هو ما يتّقى به من عذاب جهنّم، ولا ينجي من عذاب

[ليست في 'أ'.] جهنّم إلّا حبّه، فالتقوى حبّه عليه السلام.

ثمّ جعل ولايته دار السلام

[في 'أ': ولايته داراً فقال.] فقال: 'وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلاَمِ'

[يونس: 25.] ودار السلام هي الجنّة، ولا دخول إليها إلّا بحبّه، وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجب، ثمّ قال: 'وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطِ مُسْتَقِيمٍ' والصراطُ المؤدّي إلى الجنّة حبّه عليه السلام،

[انظر مناقب ابن شهرآشوب 90: 3، وتأويل الآيات: 220 نقلاً عن نخب المناقب للحسين بن جبير، وتفسير فرات: 178 - 177، وشواهد التنزيل 347 - 346: 1.] فحبّه الصراط المستقيم الواجب الاتّباع.

ثمّ قال: 'يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً'،

[البقرة: 208.] والسّلم كافّة

[قوله 'والسلم كافّة' ليس في 'ج' وكلمة 'كافّة' ليست في 'ب'.] ولاية عليّ عليه السلام،

[انظر الكافي 345: 1/ الحديث 29، وأمالي الطوسي 306: 1، وينابيع المودّة: 250، وتفسير فرات: 66، وتفسير الإمام العسكري: 626/ الحديث 366، ومختصر بصائر الدرجات: 64، وتفسير العيّاشي 121: 1/ الأحاديث 298 295. وانظر المشارق: 189.] أمر عباده أن يدخلوها "ويدينوه بها"

[ليست في 'ب'.] لأنّ من دخلها سلم ومن تولّى عنها ندم، ثمّ قال: 'وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيَطانِ' وهي طريق فرعون وهامان.

[انظر تفسيرالعياشي 121: 1/ الحديث 300، ومناقب ابن شهرآشوب 116: 3، ونهج الإيمان: 540.]

ثمّ جعله

[ليست في 'ب'.] نعمته وتوعّد على تبديلها، فقال: 'وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَتْهُ'

[البقرة: 211.] يعني مَن

[ليست في 'أ'.] بدّل حبّ عليّ بحبّ أبي الفصيل

[انظر تفسير الآية 28 من سورة إبراهيم 'أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ'، ففي الكافي 169: 1/ الحديث 1 بسنده عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: 'ما بال أقوام غيّروا سنّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وعدلوا عن وصيّه، لا يتخوّفون أن ينزل بهم العذاب؟! ثمّ تلا هذه الآية، ثمّ قال: نحن النعمة التي أنعم اللَّه بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة'.

وفي الكافي أيضاً 169: 1/ الحديث 4 بسنده عن الصادق عليه السلام: قال: 'عَنَى بها قريشاً قاطبة، الذين عادوا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ونصبوا له الحرب وجحدوا وصيّة وصيّه'. وانظر في تفسير هذه الآية تفسير العياشي 246: 2/ الحديثين 23 و24، ومناقب ابن شهرآشوب 120: 3 و 309 - 308: 4، وتفسير القمي 371: 1، وتأويل الآيات: 250 - 249.

وانظر تفسير الآية 83 من سورة النحل 'يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ'، في الكافي 354: 1/ الحديث 77، وتفسير العياشي 287: 2/ الحديث 55، ومناقب ابن شهرآشوب 8: 3 و120.] ورضي من النعيم المقيم بالعذاب الأليم 'فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ'.

[روى الطبري في بشارة المصطفى: 196 بسنده عن الإمام الحسن عليه السلام، فيه قوله: فلمّا نزلت هذه الآية 'يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ' قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه، فوقع في قلوبهم ما وقع، وتكلّموا فيما بينهم سرّاً، حتّى قال أحدهما لصاحبه: من يلي بعد النبي؟ ومَن يلي بعدك هذا الأمر؟ لا نجعلها في أهل بيت أبداً، فنزل قوله تعالى 'وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ'.]

ثمّ سمّاه صالح المؤمنين، فقال: 'وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ'

[التحريم: 4.] "فهو صالحُ المؤمنين"

[ليست في 'أ' 'ب'.] وإمام

[في 'ب': وأمان.] المتقين،

[كَونُ علي عليه السلام هو صالح المؤمنين من المسلّمات والمشهورات، وهو مروي في كتب الفريقين. انظر تفسير القمي 376: 2 و377، وتأويل الآيات: 675 - 673 وقال: إنّ محمّد بن العبّاس أورد اثنين وخمسين حديثاً في ذلك من طريق العام والخاص، وأمالي الصدوق: 35/ الحديث 4، ومناقب ابن شهرآشوب 94: 3، وتفسير فرات: 491 - 489 وفيه عشرة أحاديث، وكفاية الطالب: 138، ومناقب ابن المغازلي: 269، وتفسير ابن كثير 389: 4، وفتح الباري 27: 13، وشواهد التنزيل 347 - 341: 2 وفيه عشرة أحاديث، وتفسير الثعلبي 348: 9، وتفسير القرطبي 189: 18، وغيرها من المصادر.] "ثمّ جعل ولايته الحصن الحصين، فقال: ولاية عليّ حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي".

[ليست في 'ب'. وانظر هذا الحديث القدسي في أمالي الطوسي: 353/ المجلس 12 - الحديث 69، وعيون أخبار الرضا 136: 2/ الباب 38 - الحديث 1، ومناقب ابن شهرآشوب 122: 3، وشواهد التنزيل 170: 1. وانظره في مشارق أنوار اليقين: 51.]

ثمّ جعل عدوّه الطاغوت، وجعل حبّه العروة الوثقى، فقال: 'فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى'

[البقرة: 256.] فالعروة الوثقى

[في 'ب': 'وهو ولايته' بدل 'فالعروة الوثقى ولايته'.] ولايته

[انظر الكافي 12: 2/ الحديث 1، ومعاني الأخبار: 368/ الحديث 1، وأمالي الصدوق: 165/ الحديث2، وعيون أخبار الرضا 63: 2/ الحديثين 217 - 216، ومختصر بصائر الدرجات: 89، ومناقب ابن شهرآشوب 5: 4 و 93: 3، ومائة منقبة: 149/ المنقبة 81، ومناقب الخوارزمي: 24، وينابيع المودّة: 259 و445، وتأويل الآيات: 102 - 101 نقلاً عن نهج الإيمان: 546 - 545. وانظر المشارق: 274.] والطاغوت كناية عن أعدائه.

[انظر الكافي 307: 1/ الحديث 3، وتفسير العياشي 159 - 158: 1/ الأحاديث 463 - 461. وقال السيّد شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات: 102 بعد أن نقل رواية عن الرضا عليه السلام في أنّ عليّاً عليه السلام هو العروة الوثقى: إذا عرفت ذلك فاعلم أنّه قد تقدّم في صدر الكتاب |في ص22 منه| أنّ الطاغوت كناية عن عدوّ آل محمّد عليهم السلام، وصحّ من هذا التأويل أنّ الذي يكفر بالطاغوت - وهو العدوّ المبين - ويؤمن باللَّه فقد استمسك بالعروة الوثقى، وهي حبّ أميرالمؤمنين وآله الطيّبين.]

ثمّ ضمن اللَّه لشيعة عليّ

[في 'ج': 'لشيعته' بدل 'لشيعة علي'.] عليه السلام أن يُخْرِجَهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ "فقال: 'اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ'"

[البقرة: 257.]

[ليست في 'أ' 'ب'.] يخرجهم بحبّ عليّ والإيمان به من ظلمات سيّئاتهم إلى نور ولايته.

[انظر الكافي 307: 1/ الحديث 3، وتفسير العياشي 158: 1/ الحديث 461، والغيبة للنعماني: 132/ الباب 7 ففيهما قول الصادق عليه السلام لعبداللَّه بن أبي يعفور: أما تسمع لقول اللَّه 'اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ' يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كلّ إمام عادل من اللَّه. وانظر زيادة توضيحٍ في تأويل الآيات: 103.]

ثمّ سمّى أعداءه كفّاراً، فقال: 'وَالَّذِينَ كَفَرُوا' يعني الذين تولّوا عن ولاية عليّ

[في 'ج': 'عن ولايته' بدل 'عن ولاية علي'.] عليه السلام - فإنّ ولايته وحبّه الإيمان،

[في 'ب' 'ج': لأنّ حبّه الإيمان.] وبغضه الكفر والطغيان - 'أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ' هو

[ليست في 'أ' 'ج'.] تيم وعدي، فرعون

[في 'ب': وفرعون.] وهامان، يغوث ويعوق، ايالج وميالج، القليع والهليع، أبوالفصيل وزفر، الكفر والفسوق، والفحشاء والمنكر،

[في تأويل الآيات: 22 - 21 نقل رواية عن الشيخ الطوسي بسنده عن داود بن كثير، عن الصادق عليه السلام، وفيها قوله عليه السلام: وعدوّنا في كتاب اللَّه عزّ وجلّ الفحشاء والمنكر والبغي، والخمر والميسر، والأنصاب والأزلام، والأصنام والأوثان، والجبت والطاغوت، والميتة والدم ولحم الخنزير، يا داود إنّ اللَّه خلقنا فأكرم خلقنا... وجعل لنا أضداداً وأعداءً... وسمّى أضدادنا وأعداءنا في كتابه وكنى عن أسمائهم، وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عباده المتقين.

وانظر تفسير الآية 90 من سورة النحل 'إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ'، حيث سمّى الباري سبحانه وتعالى أعداء آل محمّد بالفحشاء والمنكر والبغي. انظر تفسير العياشي 289 - 288: 2/ الأحاديث 63 - 59، وتأويل الآيات: 264 نقلاً عن الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن الباقر عليه السلام، وتفسير القمي 388: 1.] 'يُخْرِجُونَهُم مِنَ النُّورِ' وهي شهادة أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه "وأنّ عليّاً وليّ اللَّه"

[ليست في 'ب' 'ج'.] 'إِلَى الظُّلُمَاتِ' "وهي الظلمات"

[ليست في 'ب'.] التي تبعوها بعد النبي صلى الله عليه وآله وتولّوا عن آله وعترته.

[في مناقب ابن شهرآشوب 98: 3 عن الباقر عليه السلام في قوله: 'وَالَّذينَ كَفَرُوا' بولاية علي بن أبي طالب 'أَوْليَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ' نزلت في أعدائه ومن تبعهم، أخرجوا الناس من النور، والنور ولاية علي، فصاروا إلى ظلمة ولاية أعدائه. وانظر ما تقدّمت الإشارة إليه من رواية عبداللَّه ابن أبي يعفور عن الصادق عليه السلام، ومناقب ابن شهرآشوب أيضاً 129: 3.]

ثمّ جعله الحكمة والخير الكثير، فقال: 'مَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً'

[البقرة: 269.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: الحكمة معرفة اللَّه ومعرفة الرسول ومعرفة الإمام وطاعته، التي بها دخول الجنّة وقبول الطاعات والعفو عن السيّئات،

[انظر معنى هذه الرواية بألفاظ قريبة مرويّة عن الباقر والصادق عليهما السلام في الكافي 142: 1/ الحديث 216: 2 و 11/ الحديث 20، وتفسير العياشي 171 - 170: 1/ الأحاديث 499 - 497، وتفسير القمي 92: 1.] والحكمة هي معرفة الشي ء على ما هو عليه، وهذا هو معرفة الحقّ، والمراد من خلق الخلق، أن يعبدوا اللَّه ولا يشركوا به شيئاً، وأن يؤمنوا بمحمّد صلى الله عليه وآله ومَن قبله من النبيّين والمرسلين، وأن يوالوا عليّاً عليه السلام الذي هو حجّة اللَّه على الأوّلين والآخرين، ويتولّوا عن أعدائه الذين نازعوه في مقامه ونصَّبوا أنفسهم في مقام

[في 'أ' 'ج': مكان.] النبيّين.

ثمّ مدحه اللَّه بالإنفاق، فقال: 'الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً'،

[البقرة: 274.] عن مجاهد، عن ابن عبّاس رضى الله عنه، قال: كان عند أميرالمؤمنين عليه السلام أربعة دراهم، فأنفق درهماً ليلاً، ودرهماً نهاراً، ودرهماً سرّاً، ودرهماً علانية.

[انظره بهذا السند في تفسير الثعلبي 279: 2، وأسباب النزول للواحدي: 58، ومعاني القرآن للنحاس 305: 1، ومناقب ابن المغازلي: 280، ومجمع البيان 204: 2. وقال الطبرسي في مجمع البيان: 'وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبداللَّه عليهما السلام'، وانظر الاختصاص: 150، ومناقب ابن شهرآشوب 84: 2، وتفسير فرات: 73 - 70.]

ثمّ سمّاه خليفةً، فقال: 'إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً'

[البقرة: 30.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: إنّ الخلفاء ثلاثة:

[شطب عليها في 'ج' وكتب فوقها 'أربعة' وأضيف فوق السطر هارون بعد داود.] آدم وداود وأميرالمؤمنين عليه السلام

[نقله ابن طاووس في اليقين: 411 عن تفسير الحافظ محمّد بن مؤمن بسنده عن علقمة عن ابن مسعود. ونقله ابن شهرآشوب في مناقبه 77: 3 عن تفسيري أبي عبيدة وعلي بن حرب الطائي، كلاهما عن ابن مسعود. وفي كتاب مائة منقبة: 125/ المنقبة 59 روى عن علي عليه السلام قوله: من لم يقل إنّي رابع الخلفاء الأربعة فعليه لعنة اللَّه، وأوضح الصادق عليه السلام ذلك قائلاً: نعم، قال اللَّه تعالى 'وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً' فكان آدم أوّل خليفة للَّه، و'يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ' فكان داود الثاني، وكان هارون خليفة موسى في قوله تعالى 'اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ'، وعليّ خليفة محمّد صلى الله عليه وآله. وانظر مثله في مناقب ابن شهرآشوب 78: 3.] الذي هو من آدم ابنٌ صورةً وأَبٌ معنىً.

[في 'ب': ابن صورته وأبو معناه. وفي 'ج': ابن صورته وأب معناه.]

ثمّ أخذ اللَّه "له الميثاق بالولاية على النسمات، قال ابن عبّاس رضى الله عنه: أخذ اللَّه"

[ليست في 'ب'.] ميثاق آل محمّد وشيعتهم وهم في الأظلّة،

[في البحار 281: 26/ الحديث 27 عن بصائر الدرجات بسنده عن حذيفة بن أسيد، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ما تكاملت النبوّة لنبيّ في الأظلة حتّى عرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومثلوا له فأقروا بطاعتهم وولايتهم.] والأظلّة

[قوله 'والأظلّة' ليس في 'ب'.] هي التي مدّها اللَّه على طبقة محمّد صلى الله عليه وآله؛ لأنّ اللَّه خلق الذرّيّة أطباقاً، فجعل الطبقة الأولى لمحمّد صلى الله عليه وآله ولأهل بيته، ثمّ مدّها على رؤوس الروحانيين، ثمّ مدّ أطباق الأنبياء تحت العرش، فلمّا أراد أن يستنطقهم أمر الملائكة أن تنصب،

[في 'ب': تنصت.] ثمّ مدّ الأظلّة على طبقة محمّد وذرّيّته ثمّ ناداهم 'أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ'

[الأعراف: 172.] فأوّل من أجاب محمّد صلى الله عليه وآله، ثمّ أجاب النبيّون، ثمّ طويت الأطباق ونفخ فيها النور، ثمّ جعل النور الأعظم في الطبقة العليا، فهذه الأظلّة.

[انظر تفاصيل أخذ الميثاق في الكافي 340: 1/ الحديث 4 و366/ الحديث 5: 2 و 6/ الحديث 2 و6/ الحديث 1 و8/ الحديث 1 و9/ الحديث 3 و10/ الأحاديث 504: 5 و 4 - 1/ الحديث 4، والتوحيد: 330/ الحديث 9، وتفسير القمي 247 - 246: 1، والمحاسن: 242/ الحديث 229، وبصائر الدرجات: 83/ الباب 7 - الحديث 6، وأمالي الطوسي 90: 2، وخصائص أميرالمؤمنين للرضي: 87، والخصال: 308/ الحديث 84، وتفسير العياشي 44 - 40: 2/ الأحاديث 117 - 103، والثاقب في المناقب: 567. وغيرها.]

سوره آل عمران


بسم اللَّه الرحمن الرحيم

'الم، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ'

[آل عمران: 2 - 1.] هذا اسم اللَّه الأعظم لمن هداه اللَّه إليه وأطلعه عليه، وهنا بحث دقيق لا يناله إلّا أهل التحقيق والتوفيق، وهو في

[ليست في 'ب' 'ج'.] قوله "في سورة البقرة":

[ليست في 'ج'.] 'الم، ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ'،

[البقرة: 2 - 1.] وفي هذه السورة قوله: 'الم، اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ'، وفكّ هذا الرمز الذي لا تعيه العقول أنّ المراد من قوله: 'ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ' عليّ عليه السلام هو الكتاب لا شكّ فيه،

[تقدّم تخريجها في أوّل سورة البقرة.] وعنده علم الكتاب،

[انظر تفسير الآية 43 من سورة الرعد 'قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ' فإنّ الذي عنده علم الكتاب هو عليّ عليه السلام. انظر الكافي 179: 1/ الحديث 6 و200/ الحديث3، وبصائر الدرجات: 212 - 209، وتفسير القمي 367: 1، وأمالي الصدوق: 453، وتفسير العياشي 236: 2 بعدّة أسانيد، وروضة الواعظين: 118، ومناقب ابن شهرآشوب 37 - 36: 2، ومناقب ابن المغازلي: 314، وتفسير الثعلبي 303: 5، وزاد المسير 252: 4، وتفسير القرطبي 336: 9، وشواهد التنزيل 401: 1.] والمراد في هذه السورة من قوله: 'الم، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ، نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ' عليّ عليه السلام كتابه وحجابه، واسمه الأعظم المرموز المكنون،

[في 'ب' 'ج': المكنوز. وانظر ما سيأتي في تفسير الآية 7 من هذه السورة المباركة.] وأمره النافذ، ومثله الأعلى، ونبأه العظيم، وكلمته الكبرى، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّي تارك فيكم ثلاثاً الكعبة، والقرآن وأهل بيتي فانظروا

[في 'أ': فانظروني.] كيف تخلفوني فيهم، فأمّا الكعبة فهدموا، وأمّا القرآن فحرقوا،

[في 'ب' 'ج': فحرّفوا. وقد وردت الرواية بكلّ منهما، ففي الخصال: 175 'حرّقوا' وفي بصائر الدرجات: 434 - 433 'حرّفوا'.] وأمّا الآل

[في 'ب': وأمّا آل محمّد.] فقتلوا وضيّعوا.

[انظر بصائر الدرجات: 434 - 433، والخصال: 175، ومقتل الحسين للخوارزمي 85: 2، ودلائل الصدق 405: 3 نقلاً عن كنز العمّال 46: 6.]

ثمّ إنّ اللَّه تعالى أمر نبيّه أن يقول لأمّته: 'إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ'

[آل عمران: 31.] وهم أصحابه ومتّبعوه، فما معنى قوله: 'فَاتَّبِعُوني' وقد اتّبعوه؟ والمراد:

[في 'أ': 'فأمّا معنى قوله فاتّبعوني فقد اتّبعوه والمراد بهم اتبعوني'. ومثله في 'ج' لكن فيها: والمراد به.] اتَّبِعُوني في ولاية عليّ عليه السلام وحبّه وتفضيله، فخالفوه وبغضوه واطّرحوه 'يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ' إن أحببتم عليّاً، فإنّ اللَّه يحبّكم ويغفر لكم.

[انظر الكافي 13: 8/ الحديث 1 و128/ الحديث 98، وتفسير العياشي 190: 1/ الأحاديث 28 - 25، وتفسير فرات: 430، وبشارة المصطفى: 88.] فهذا شرط اللَّه

[لفظ الجلالة ليس في 'أ'.] الذي شرطه لنفسه، وشرط الرسول محبّةالعترة مع محبّته، وأخبر أنّ محبّته وحبّه

[قوله 'وحبّه' ليس في 'أ' 'ج'.] ليس بنافع

[في 'أ': بنافعة.] حتّى يضاف إليه حبّ أهل بيته، كما

[ليست في 'أ'.] أنّ حبّ اللَّه لا ينفعهم حتّى يحبّوا رسوله، فجعل كلّ واحد منهم

[في 'ب': منها. وفي 'ج': منهما.] متعلّقاً بالآخر.

وقال صلى الله عليه وآله: لن يؤمن عبد باللَّه حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ويكون حبّ أهل بيتي إليه أحبّ من أهله.

[انظر علل الشرائع: 140/ الباب 117 - الحديث 3، وأمالي الصدوق: 275 - 274/ المجلس 54 - الحديث 9، وروضة الواعظين: 271، ومناقب الكوفي 134: 2/ الحديث 619، ومجمع الزوائد 88: 1/ باب فيمن حبّهم إيمان، والمعجم الكبير للطبراني 75: 7، والأوسط 59: 6، ونظم درر السمطين: 233، وكنز العمّال 41: 1/ الحديث 93.]

وقال صلى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام: إنّما أنت بمنزلة الكعبة، فإن أتاك هؤلاء وسلّموا إليك الأمر فاقبله، وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتّى يأتوك.

[انظر أسد الغابة 31: 4، وبشارة المصطفى: 277/ الجزء 11 - الحديث 7، وبحار الأنوار 78: 40 عن ابن شيرويه الديلمي.]

ثمّ جعله وعترته آيات بيّنات محكمات، "فقال 'هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ'"

[آل عمران: 7.]

[ليست في 'أ' 'ب'.] قال ابن عبّاس: الآيات المحكمات أميرالمؤمنين وعترته الأئمّة وولده الأبرار،

[انظر الكافي 343: 1/ الحديث 14، وتفسير العيّاشي 185: 1/ الحديث 2 بسنديهما عن الصادق عليه السلام. وانظره في مناقب ابن شهرآشوب أيضاً 454: 4.] ثمّ قال: 'وَأُخَرُ مُتَشَابِهاتٌ'، قال ابن عبّاس رضى الله عنه: هم

[ليست في 'ب' 'ج'.] فلان وفلان.

[نفس المصدرين السالفين مع المناقب.]

ثمّ جعله هو

[ليست في 'ب' 'ج'.] وعترته الصفوةَ من عباده،

[في 'أ' 'ج': وعترته الصلاة عن عباده.] فقال: 'إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ'،

[آل عمران: 33.] قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ أنت والعترة من ولدك أئمّة الهدى، والعروة الوثقى، والشجرة التي أنا أصلها وأنتم فرعها، فمن تمسّك بها نجا، ومن تخلّف عنها هوى، وأنتم الذين أوجب اللَّه مودّتكم وولايتكم، وذكركم في كتابه ووصفكم لعباده فقال: 'ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ'

[آل عمران: 34.] فأنتم صفوة اللَّه من آدم ونوح و|آل| إبراهيم وآل عمران، وأنتم الأسرة

[في 'ب': وآل عمران أسرة.] من إسماعيل، والعترة الهادية من محمّد صلى الله عليه وآله.

[رواه الشيخ الطوسي - عن ابن عبّاس عن أميرالمؤمنين عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله - كما نقل ذلك عنه شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات: 113 - 112.

وانظر ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام في تفسير هاتين الآيتين في أمالي الطوسي 306: 1، وتفسير القمي 100: 1، ومجمع البيان 278: 2، وعيون أخبار الرضا 208: 1/ الحديث 1، وغيبة النعماني: 187، وبصائر الدرجات 65: 1/ الباب 23 - الحديث1، والمحاسن: 152، وتفسير العياشي 193 - 191: 1/ الأحاديث 35 - 29، وتفسير فرات: 83 - 78، وشواهد التنزيل 118: 1/ الحديث 165. وانظر المشارق: 189.]

ثمّ جعله وعترته الحجج على قيام دينه، فقال:

[في 'ب': الحجج على خلقه فقال.] 'فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ'

[آل عمران: 61.] فكان الأبناء الحسن والحسين، والنساء فاطمة الزهراء، والنفس عليّ المرتضى

[ليست في 'ب'.] عليهم السلام، فباهل النبيُّ بهم الأعداء،

[هذا المطلب ممّا تصافقت وتصادقت عليه مصادر الفريقين. انظر أمالي الطوسي 163: 2 و 313: 1 و177، والاختصاص 56 و112، وأمالي الصدوق: 423/ الحديث 1، وعيون أخبار الرضا 78: 1/ الحديث 9، وتفسير العياشي 200 - 199: 1/ الأحاديث 59 - 54، وتفسير فرات: 90 - 85، وصحيح مسلم 1871: 4/ الحديث 32، ومسند أحمد 185: 1، ومناقب الخوارزمي: 59، ومناقب ابن المغازلي: 263، وتفسير الثعلبي 85: 3. وانظر المشارق: 191.] فالأبناء ابناه،

[في 'أ' 'ج': أبناؤه.] والنساء زوجته، والنفس هو، فعليّ هو الحاوي لآية المباهلة، فيه باهل اللَّه، وبه احتجّ، وبه أقام من الدين ما اعوجَّ.

ثمّ جعل من والى غيره لا خلاق له، فقال: 'أُولئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ'،

[آل عمران: 77.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: من ادّعى إمامةَ من ليس له الإمامة،

[في 'ب' 'ج': إمامة ليست له ومن.] ومن جحد إماماً من آل محمّد صلى الله عليه وآله وزعم أنّه ناجٍ فليس بناج.

[الرواية عن الصادق عليه السلام هكذا: 'ثلاثة لا ينظر اللَّه إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: من ادّعى إمامة من اللَّه ليست له، ومن جحد إماماً من اللَّه، ومن قال: إنّ لفلان وفلان وفلان في الإسلام نصيباً'. انظر تفسير العياشي 201: 1/ الحديثين 65 - 64، والكافي 373: 1.]

ثمّ أمر اللَّه من آمن به واهتدى

[في 'أ': واقتدى.] إلى ولايته أن يسأل اللَّه المقام عليها، فقال: 'رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَدُنْكَ رَحْمَةً'

[آل عمران: 8.] محبّته

[في 'ب' 'ج': بحبّه.] وولايته 'إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ' لمن والاه يوم القيامة.

[تأويل هذه الآية الشريفة مبنيّ على تتمّة تأويل الآية 7 من هذه السورة - وقد مرّت - حيث أنّ الآيات المحكمات هم الأئمّة، والمتشابهات هم فلان وفلان وفلان 'فَأَمَّا الّذينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ' أصحابهم وأهل ولايتهم 'فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ' انظر تخريجاتها فيما سلف. فالزيغ هو ترك الأئمّة، والرحمة هي عدم الزيغ، وهي محبّتهم وولايتهم عليهم السلام.]

ثمّ شهد

[في 'أ': أشهد.] سبحانه و

[الواو ليست في 'أ' 'ج'.] ملائكته وأولوا العلم من خلقه أنّ الدين الذي عليه المعوّل عند اللَّه هو الإسلام، والإسلامُ الحقيقي هو الإيمان،

[إشارة إلى الآيتين 19 - 18 من سورة آل عمران، 'شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إلهَ إلّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمَاً بِالْقِسْطِ لا إلهَ إلّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ'.

فأمّا أنّ أولي العلم هم الأئمّة، فانظره في بصائر الدرجات: 56/ الباب 19 - الحديث 28، وتفسير العياشي 189 - 188: 1/ الحديثين 19 - 18، ومختصر بصائر الدرجات: 67، وتفسير فرات: 78 - 77.

وأمّا أنّ الإسلام هو الإيمان والتسليم لعليّ بالولاية، فانظره في تفسير العياشي 189: 1/ الحديثين 22 - 21، ومناقب ابن شهرآشوب 114: 3، وتفسير القمي 100 - 99: 1.] لأنّه أين

[في 'ب': متى.] كان الإيمان كان الإسلام من غير عكس، وأمّا

['أمّا' ليست في 'أ' 'ج'.] الإسلام الظاهر فتمامه موالاة عليّ عليه السلام وعترته، فمن تولّاه

[في 'أ': توالاه.] فهو مسلم مؤمن، ومن تولّى عنه فلا إسلام له

[ليست في 'أ'.] ولا إيمان.

ثمّ أخبر عباده بحبّ عليّ

[في 'ب': عباده أنّه يحبّ علي.] وأنّ من أحبَّهُ أحبّ اللَّه وأحبّه اللَّه، فقال: 'قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ'

[آل عمران: 31.] قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ إنّ اللَّه يحبّك ويحبّ من يحبّك،

[رواه في المشارق: 295 عن السدي عن ابن عبّاس في صدر حديث طويل.] ثمّ قال: 'وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ' يعني لمن

[في 'أ': من.] والى عليّاً عليه السلام وعترته.

[انظر الكافي 13: 8/ الحديث 1 و72/ الحديث 29، الأوّل عن الصادق عليه السلام والثاني عن الباقر عليه السلام.]

ثمّ أمر نبيّه أن يؤكّد ذلك عن اللَّه وعنه، فقال: 'قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ'

[آل عمران: 32. وكانت في النسختين 'وَأَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ' وهي الآية 59 من سورة النساء، لكن ذلك لا يتلائم مع تفسيره.] يعني فيما يأمركم به من موالاة وليّه،

[يؤكّد ذلك قوله تعالى: 'أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ'. فانظر تفسيرها، في سورة النساء فسيأتي. وانظر في هذه الآية - الآية 32 من آل عمران - ما في تحف العقول: 128.] ثمّ سمّى من تولّاه مؤمناً، ومن تولّى عنه كافراً.

[كأنّه يريد ذيل الآية المباركة، وهو قوله 'فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرِينَ'. ولا تخلو النسختين في هذا المقام من ارتباك.]

ثمّ جعل الأعمال بغير ولايته حابطة إلى يوم القيامة، فقال: 'وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ'

[آل عمران: 57. وانظر ما سيأتي في أوّل سورة يونس من رواية ابن بابويه، التي يقول فيها النبي صلى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام: ومن لقي اللَّه بعمل غير ولايتك فقد حبط عمله.] "شرط الإيمان أوّلاً، ثمّ الأعمال الصالحات"

[ليست في 'ج'.] من فروع الدين 'فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ' بإيمانهم وَيَزِيدُهُمْ مِن فَضْلِهِ بإحسانه،

[انظر مناقب ابن شهرآشوب 454: 4، ففيه: 'أبو الورد، عن أبي جعفر عليه السلام 'وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ'... الآية، لآل محمّد'. وهي في الآية 173 من سورة النساء، وقد جاء بها الحافظ رجب البرسي هنا لكمال الملائمة بين الآيتين.] فإن لم يكن الشرط وهو الولاية فلا مشروط، والشرط الولاية ولا مشروط إلّا بشرطه.

ثمّ قال: 'ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ'

[آل عمران: 58.] يا محمّد 'مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ' الذي لا ينسخ ولا يتبدّل،

[انظر تفسير الصافي 342: 1.] إنّ المؤمن لا يضيع إيمانه.

ثمّ جعل حبّ محمّد صلى الله عليه وآله وولاية عليّ عليه السلام رحمة لعباده يختصّ بها من كان له قلب، فقال: 'وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ'

[البقرة: 105. وفي الآية 74 من سورة آل عمران 'يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظِيمِ'.] على المؤمنين.

[في 'ج': على أميرالمؤمنين. وانظر تفسير الإمام العسكري: 489 - 488/ الحديث 310، وتأويل الآيات: 81 نقلاً عن الحسن بن أبي الحسن الديلمي. وانظر في آل عمران ما رواه في بشارة المصطفى: 30.]

ثمّ جعل ولايته حرماً آمناً، فقال: 'مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً'،

[آل عمران: 97.] ثمّ قال: 'أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمَاً آمِنَاً'

[العنكبوت: 67.] الحرمُ الآمن قلب المؤمن بولاية عليّ عليه السلام، آمِناً في الدنيا بحبّه

[في 'أ': في الدنيا والآخرة بحبّه.] من نفثات الشيطان،

[في 'أ': الشياطين.] وفي الآخرة من نفخات النيران،

[انظر الكافي 545: 4/ الحديث 25، وعلل الشرائع: 451/ الباب 206 - الحديث 1، وتفسير العيّاشي 213: 1/ الحديثين 106 و107.] وأين الشيطان

[في 'أ': الشياطين.] والنيران عند نور الإيمان؟!

ثمّ جعله الحبل المتين وأمر الناس بالاعتصام |به|، فقال: 'وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا'،

[آل عمران: 103.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: حبل اللَّه المتين عليّ أميرالمؤمنين

[قوله 'أميرالمؤمنين' ليس في 'أ'.] عليه السلام فلا تفرّقوا عنه.

[انظر في أنّ عليّاً والأئمّة والولاية هم حبل اللَّه، في تفسير القمي 108: 1، والغيبة للنعماني: 25 و26، وأمالي الطوسي 278: 1، وخصائص أميرالمؤمنين عليه السلام للرضي: 56، وتفسير العياشي 217: 1/ الحديثين 122 و123، ومناقب ابن شهرآشوب 96: 3، وتأويل الآيات: 123 - 122، وتفسير فرات: 91 - 90، والصواعق المحرقة: 151، وينابيع المودّة: 119 و274، وشواهد التنزيل 169 - 168: 1. وانظر التحف في توثيقات الطرف: 411 - 408.]

ثمّ جعل من والاه أبيض الوجه في بعثه،

[في 'ب' 'ج': نعته.] ومن عاداه

[في 'أ': وما عداه.] أسود الوجه، فقال: 'يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ'

[آل عمران: 106.] بولاية عليّ عليه السلام 'وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ' ببغضه، 'فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيْمَانِكُمْ' كفرتم

[ليست في 'أ'.] بعليّ

[ليست في 'ج'.] عليه السلام بعد ما آمنتم بولايته يوم الغدير وأعطيتموه الميثاق.

[انظر مناقب ابن شهرآشوب 217: 3 نقلاً عن تفسير الفلكي.]

يؤيّد هذا التفسير ما أخرجه القاضي في كتاب 'ظلامة الفاطميّة'

[للقاضي محمّد بن أحمد بن الجنيد، أبي علي الإسكافي، الثقة الجليل، المعاصر للكليني. انظر: الذريعة 202: 15، ورجال النجاشي: 388، وفيهما 'الظلامة لفاطمة عليها السلام'. وفي 'ج': خلافة الفاطميّة.] بإسناده عن أبي ذرّ رضى الله عنه في

[ليست في 'أ'.] قوله عزّ وجلّ: 'يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ' في حديث الرايات، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: تحشر أُمّتي على خمس رايات يوم القيامة:

راية مع عجل هذه الأمّة، فأقول: ما فعلتم بالثقلين؟ فيقولون:

[في 'أ': فتقول. وفي 'ج': فيقول.] أمّا الأكبر فمزّقناه وحرقناه،

[في 'ب': 'فمزّقنا وحرّقنا' دون الهاء، وكذلك في كلّ الموارد المشابهة الآتية.] وأمّا الأصغر فأبغضناه وعاديناه، فأقول: رِدُوا ظماءً مظمئين مسودّة وجوهكم.

ثمّ ترد عليّ راية فرعون هذه الأمّة، فأسألهم: ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفناه وعصيناه، وأمّا الأصغر فقاتلناه

[في 'أ' 'ج': فخالفناه.] وعاديناه، فأقول: رِدُوا ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم.

"ثمّ ترد عَلَيَّ رايات سامريّ هذه الأمّة، فأقول: ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفنا وعصينا، وأمّا الأصغر فخالفنا وعادينا، فأقول: رِدُوا ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم".

[ساقط من 'أ' 'ج'.]

ثمّ ترد عليَّ راية ذي

[ليست في 'أ'.] الثدية معها رؤوس الخوارج وآخرون،

[في النسخ: وآخرين.] فأسألهم:

[في 'ب': فأقول.] ما فعلتم بالثقلين؟ فيقولون: أمّا الأكبر "فخالفناه وعصيناه"،

[في 'ب': فمزّقناه.] وأمّا الأصغر فقتلناه

[في 'أ' 'ج': فمزّقناه.] وتبرّأنا منه،

[قوله: 'وتبرّأنا منه'، ليس في 'ب'.] فأقول: رِدُوا ظماء مظمئين

[ليست في 'ج'.] مسودّة وجوهكم.

ثمّ ترد عليَّ راية إمام المتقين،

[في 'ج': إمام الثقلين.] وخاتم الوصيّين، وسيّد المؤمنين، فأسألهم: ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فأطعناه واتّبعناه، وأمّا الأصغر فوازرناه ونصرناه حتّى أهرقت دماؤنا، فأقول: رِدُوا رواء مرويين

[في 'أ' 'ج': ردوا مبرورين مبيضّة.] مبيضّة وجوهكم.

[انظر حديث الرايات كلّه أو بعضه في تفسير القمي 110 - 109: 1، وتفسير فرات: 92، واليقين: 211 - 210 و277 - 275 و281 - 279 و330 - 329 و366 - 363 و409 - 408 و433 - 432 و447 - 443، وكفاية الطالب: 76، وتفسير فرات: 92، ومجمع الزوائد: 131: 9، وكنوز الحقائق: 188، ومستدرك الحاكم 136: 3. وانظر التحف في توثيقات الطرف: 597 - 587.]

ثمّ بشّر شيعته والموفين بعهده، فقال: 'وَأَمَّا الّذينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ'،

[آل عمران: 107.] قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ شيعتك بيض الوجوه يوم القيامة لا يمسّهم سوء، مغفور لهم ذنوبهم على مابهم من عيوب وذنوب، وأنت قائدالغرّ المحجّلين إلى الجنّة.

[أمّا كون شيعته بيض الوجوه يوم القيامة فقد تقدّم آنفاً.

وانظر قوله صلى الله عليه وآله: 'يا علي شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب وعيوب' في أمالي الصدوق: 23/ المجلس 4 - الحديث 8، وروضة الواعظين: 296، ومشكاة الأنوار: 151، وبشارة المصطفى: 42/ الحديث 31، و256/ الحديث 59، وجواهر العقدين: 218/ الذكر الثامن.

وأمّا قوله صلى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام: 'أنت قائد الغرّ المحجلين'، فانظره في أمالي الصدوق: 252/ المجلس 50 - الحديث 14، وبشارة المصطفى: 96 و161، ومناقب ابن شهرآشوب 254: 2.]

ثمّ جعل اتِّباعَ حُبِّ عليّ عليه السلام رضوانَ اللَّه،

[في 'ب' 'ج': رضوانه.] واتّباعَ أعدائه سخطَ اللَّه،

[في 'ب' 'ج': سخطه.] فقال: 'أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ'

[آل عمران: 162.] وهو حبّ عليّ عليه السلام 'كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ' وهو حبّ فرعون وهامان.

[انظر الكافي 356: 1/ الحديث 84، وتفسير العياشي 229: 1/ الحديث 167، وتأويل الآيات: 129.]

/ 66